الحمد لله حمداً كثيراً طيباُ مباركاً فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمداً عبده ورسوله :
أما بعد :
فهذه سلسلة عنونت لها بــ "تذكير العقال بشييء من آثار التعصب للمذاهب والرجال "
وسأذكر فيه إن شاء الله ما يعتبر عبرة لذوي العقول السليمة ورحمة الله على من قال : إن تراجم السلف جند من جنود الله وذلك لما يقع فيها من العجائب والغرائب مما تزيد المؤمن ثباتاً وعزيمة وبعداً عما يسبب له الردى ويورده المهالك _ جنبنا الله سبل الردى وسلك بنا سبل الهدى _
قال محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا القاسم المطرز، قال: دخلت على عباد بالكوفة، وكان يمتحن الطلبة، فقال: من حفر البحر ؟ قلت: الله.
قال: هو كذاك، ولكن من حفره ؟ قلت: يذكر الشيخ، قال: حفره علي، فمن أجراه ؟ قلت: الله.
قال: هو كذلك ؟ ولكن من أجراه ؟ قلت يفيدني الشيخ، قال: أجراه الحسين، وكان ضريرا، فرأيت سيفا وحجفة .
فقلت: لمن هذا ؟ قال أعددته لاقاتل به مع المهدي.
فلما فرغت من سماع ما أردت، دخلت عليه، فقال: من حفر البحر ؟ قلت حفره معاوية، رضي الله عنه، وأجراه عمرو بن العاص، ثم وثبت وعدوت فجعل
يصيح: أدركوا الفاسق عدو الله، فاقتلوه.
إسنادها صحيح. اهـ
تأمل كيف جره التعصب الذميم للرجال والغلو فيهم إلى أن ينسب إلى أهل البيت شيئاً من خصوصيات الربوبية ورحم الله الذهبي إذ يقول معاتباً لمن أخرج له : وما أدري كيف تسمحوا في الاخذ عمن هذا حاله ؟ وإنما وثقوا بصدقه. اهـ
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ : أفاد العلامة عبد المحسن عباد كما في شرحه على سنن أبي داود أنه بلغه عن الإمام الوادعي أنه قال : إن البخاري أخرج له حديثاً واحداً مقروناً ثم قال العلامة العباد : ويراجع مقدمة الفتح فإنه غالباً يذكر ذلك اهـ بمعناه
أقول : وقد بحثت في مقدمة الفتح ووقفت على ذلك والحمد لله وهذا نصه :
روى عنه البخاري في كتاب التوحيد حديثا واحد مقرونا وهو حديث بن مسعود أي العمل أفضل اهـ
مقدمة الفتح - (ص411)
أما بعد :
فهذه سلسلة عنونت لها بــ "تذكير العقال بشييء من آثار التعصب للمذاهب والرجال "
وسأذكر فيه إن شاء الله ما يعتبر عبرة لذوي العقول السليمة ورحمة الله على من قال : إن تراجم السلف جند من جنود الله وذلك لما يقع فيها من العجائب والغرائب مما تزيد المؤمن ثباتاً وعزيمة وبعداً عما يسبب له الردى ويورده المهالك _ جنبنا الله سبل الردى وسلك بنا سبل الهدى _
و لنبدأ بما ذكره الحافظ الذهبي _ رحمه الله _ ترجمة الرواجني أبي سعيد عباد بن يعقوب الأسدي الكوفي
قال _ رحمه الله _ كما في سير أعلام النبلاء - (ج 11 / ص 538)قال محمد بن المظفر الحافظ، حدثنا القاسم المطرز، قال: دخلت على عباد بالكوفة، وكان يمتحن الطلبة، فقال: من حفر البحر ؟ قلت: الله.
قال: هو كذاك، ولكن من حفره ؟ قلت: يذكر الشيخ، قال: حفره علي، فمن أجراه ؟ قلت: الله.
قال: هو كذلك ؟ ولكن من أجراه ؟ قلت يفيدني الشيخ، قال: أجراه الحسين، وكان ضريرا، فرأيت سيفا وحجفة .
فقلت: لمن هذا ؟ قال أعددته لاقاتل به مع المهدي.
فلما فرغت من سماع ما أردت، دخلت عليه، فقال: من حفر البحر ؟ قلت حفره معاوية، رضي الله عنه، وأجراه عمرو بن العاص، ثم وثبت وعدوت فجعل
يصيح: أدركوا الفاسق عدو الله، فاقتلوه.
إسنادها صحيح. اهـ
تأمل كيف جره التعصب الذميم للرجال والغلو فيهم إلى أن ينسب إلى أهل البيت شيئاً من خصوصيات الربوبية ورحم الله الذهبي إذ يقول معاتباً لمن أخرج له : وما أدري كيف تسمحوا في الاخذ عمن هذا حاله ؟ وإنما وثقوا بصدقه. اهـ
قال أبو عيسى _ وفقه الله _ : أفاد العلامة عبد المحسن عباد كما في شرحه على سنن أبي داود أنه بلغه عن الإمام الوادعي أنه قال : إن البخاري أخرج له حديثاً واحداً مقروناً ثم قال العلامة العباد : ويراجع مقدمة الفتح فإنه غالباً يذكر ذلك اهـ بمعناه
أقول : وقد بحثت في مقدمة الفتح ووقفت على ذلك والحمد لله وهذا نصه :
روى عنه البخاري في كتاب التوحيد حديثا واحد مقرونا وهو حديث بن مسعود أي العمل أفضل اهـ
مقدمة الفتح - (ص411)
تعليق