بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد :
فيقول العبد الفقير إلى ربه أبو ياسين عبدالله بن ياسين بن سعيد الصومالي البارجالي غفر الله له وستره هذا شرح ماتع وضعته على نظم معلمي الجليل والشاعر الكريم أبي عبدالرحمن عمر بن أحمد صبيح التريمي (حفظه الله تعالى) ونفعنا بعلمه المسمى بــ
(نزهة الطرف في المنظوم من علم الصرف)
.................
إرجوزة : (نزهةُ الطَّرْفِ فِي المَنظُومِ منْ عِلْمِ الصَّرِفِ) لأبي عبد الرحمن عمر بن أحمد صبيح التريمي
.........................
وهو نظم جليل ذكر فيه الناظم نُتَفاً من هذا العلم الجليل – علم الصرف – الذي لابد لطالب العلم أن يهتم به ، وأسميت شرحي:
(بلغة الصرف على نزهة الطرف في المنظوم من علم الصرف)
فهاك شرحا بسيطا يقرِّبُ لك هذا النظم المفيد.
والله أسأل سبحانه وتعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعني به وإخواني طلبة العلم وأن يدخره لي في ميزان عملي يوم القيامة، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
( بُلْغَةُ الصَّرْفِ عَلَى نُزْهَةِ الطَّرْفِ فِي المَنْظُومِ مِنَ عِلْمِ الصَّرْفِ )
ﻷبي ياسين
عبدالله بن ياسين بن سعيد الصومالي البارجالي وقفه الله !
الدرس الأول:
〰〰〰〰
المُقدِّمَةُ :
المقدِّمة . بكسرِ الدَّالِ مِنْ قَدَّمَ اللازم بمعنى تَقَدَّمَ ، ويجوز فتحُ الدالِ على لغة قليلة من قَدَّمَ المُتعدِي ." انتهى .
〰〰〰〰
الحَمْدُ لِلهِ لَهُ التقدِيرُ ... وهكذا التصريفُ و التدبيرُ
ذلَّتْ لَهُ القُلوبُ بالتوحيدِ ... ونَزَّهَتْهُ عَنْ حِمَى التَّنْدِيْدِ
[ثُمّ الصلاةُ بعدَ َحْمدِ الصَّمَدِ] ... على الرَّسولِ المُجْتَبَى المُؤَيَّد
-------------------------
(الحمد) أي : جميع المحامد وأل للجنس ، والحمد لغة : الثناء بالجميل . وشرعا ثناء الله تعالى بأوصافه الجميلة وأفعاله الحميدة وآلائه الجزيلة (لله) جار ومجرور متعلق بخبر محذوف تقديره : جميع المحامد كائنة لله (له) أي : لله (التقدير) أي : القدرة على كل شيء (وهكذا) لله سبحانه (التصريف) أي : تقليب اﻷشياء من حال إلى حال كما يشاء سبحانه
وفي قوله: (التصريف) ما يُسمَّى ببراعة الاستهلال عند علماء البلاغة وهو أن يذكر الناظم أو الناثر في أول نظمه أو نثره ما يدل على مراده في منظومته أو موضوعه . (والتدبير) أي : وله سبحانه تدبير المخلوقات كلها وقيام شؤونهم وما يحتاجون إليه .
(ذلت) أي : خضعت (له) أي : لله سبحانه (القلوب) أي : قلوب عباده المؤمنين الموقنين (بالتوحيد) والتوحيد هو : إفراد الله تعالى بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته (ونزهته) أي : طهرته وقدسته (عن حمى التنديد) والحمى : هو الموضع الذي يحمى ويدافع عنه كالدار والمرعى ، والتنديد : ضد التوحيد وهو : أن يجعل العبد لله ندا في الربوبية أو الألوهية أو في أسمائه وصفاته .
فقلوب أهل الإيمان نزهت ربها وقدسته من أن يكون له شريك أو ند أو سمي أو كفء أو معين أو ظهير ، وهذا لب التوحيد .
(ثم الصلاة) وهي : ثناء الله تعالى عليه عند الملأ اﻷعلى (بعد حمد الصمد) والصمد : هو الذي كمل سؤدده وقيل : القائم بنفسه المقيم لغيره وقيل : غير ذلك . كائنة (على الرسول) والرسول : هو من أوحي إليه بشرع وأمر بالتبليغ ، وأل في الرسول عهدية ، أي : رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم (المجتبى) أي : المختار من عند الله (المؤيد) بالبراهين والحجج الواضحات النيرات .
تنبيه :
الناظم لم يأت بالسلام ، وكان اﻷولى أن يأتي به لقوله تعالى { يأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } لكن تركه لضيق النظم .
〰〰〰
وبعدُ فالتصريفُ كالعلومِ ... لهُ أصولٌ يا أولي الفُهُومِ
وحَدُّهُ: تحويلُ أَصْلٍ وَاحِدِ ... إلى مَعَانٍ تُرْتَجَى كَالوَاعِدِ
وحُكْمُهُ فَرْضٌ على الكِفَايَهْ ... وَهْوَ مِنَ الآلاتِ في الدِّرَايَهْ
وقد نَظَمْتُ هَذهِ المَنْظُومَهْ ... حتَّى أَتَتْ فَائِقَةً مَفْهُومَهْ
لمَنْ يُرِيدُ نُبْذَةً فِي الصَّرْفِ ... تُعِينُهُ فِيْ نُطْقِهِ لِلْحَرْف
-----------------------
(وبعد) أي : بعد حمد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
( فالتصريف) أي : علم الصرف حال كونه (كالعلوم) أي : مثل العلوم (له أصول) أي : قواعد تبنى عليها أحكام التصريف (يا أولي الفهوم) أي : يا أولي العقول ، والفهوم : بمعنى العقول وزنا ومعنى (وحده) أي : تعريفه (تحويل أصل واحد إلى معان) أي : وتعريف الصرف تحويل أصل أي : رد أصل واحد إلى معان ، وهذا التعريف هو من حيث اللغة ، وهو مناسب للتعريف المأخوذ من هذا العلم ، وهو : تغيير في بنية الكلمة لغرض معنوي ، وهذا هو الذي أراده الناظم (ترتجى) أي : تؤمل وتراد ، وذلك (كالواعد) أي : مثل الواعد اسم فاعل من وعد ولهذه الكلمة معان كثيرة ، ولهذا مثل الناظم ليدلك على تحويلها من معنى إلى معنى آخر (وحكمه) أي : حكم تعلم الصرف (فرض على الكفاية) وفرض الكفاية : هو ما إذا تعلم شخص ، سقط اﻹثم عن الباقين ، وتعلم علم الصرف على هذا المنوال (وهو) أي : علم الصرف (من اﻵلات) أي : علوم اﻵلة (في الدراية) الدراية : هي العلم والمعرفة ، والمعنى أن تعلم الصرف هو من العلوم التي لا بد لطالب العلم أن يعتني بها (وقد نظمت) أي : ألفت (هذه المنظومة) والنظم : هو الكلام الموزون المقفى وهو خلاف النثر (حتى أتت فائقة) الفائق : هو الجيد من كل شيء ، أي : فهي جيدة وممتازة عن غيرها ، نعم فهي كما وصفها الناظم فائقة وممتازة عن غيرها من المنظومات لكونها سلسة وسهلة ومفيدة في بابها (مفهومة لمن يريد نبذة) أي : قطعة والنبذة : القطعة من الشيء (في الصرف) أي : في علم الصرف ، والناظم ذكر بعضا من هذا الفن وليس كله كما سترى إن شاء الله في مواضعه (تعينه في نطقه للحرف) أي : تعينه في نطقه للكلمة العربية نطقا صحيحا.
يُتبع إن شاء الله ...
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد :
فيقول العبد الفقير إلى ربه أبو ياسين عبدالله بن ياسين بن سعيد الصومالي البارجالي غفر الله له وستره هذا شرح ماتع وضعته على نظم معلمي الجليل والشاعر الكريم أبي عبدالرحمن عمر بن أحمد صبيح التريمي (حفظه الله تعالى) ونفعنا بعلمه المسمى بــ
(نزهة الطرف في المنظوم من علم الصرف)
.................
إرجوزة : (نزهةُ الطَّرْفِ فِي المَنظُومِ منْ عِلْمِ الصَّرِفِ) لأبي عبد الرحمن عمر بن أحمد صبيح التريمي
.........................
وهو نظم جليل ذكر فيه الناظم نُتَفاً من هذا العلم الجليل – علم الصرف – الذي لابد لطالب العلم أن يهتم به ، وأسميت شرحي:
(بلغة الصرف على نزهة الطرف في المنظوم من علم الصرف)
فهاك شرحا بسيطا يقرِّبُ لك هذا النظم المفيد.
والله أسأل سبحانه وتعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن ينفعني به وإخواني طلبة العلم وأن يدخره لي في ميزان عملي يوم القيامة، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
( بُلْغَةُ الصَّرْفِ عَلَى نُزْهَةِ الطَّرْفِ فِي المَنْظُومِ مِنَ عِلْمِ الصَّرْفِ )
ﻷبي ياسين
عبدالله بن ياسين بن سعيد الصومالي البارجالي وقفه الله !
الدرس الأول:
〰〰〰〰
المُقدِّمَةُ :
المقدِّمة . بكسرِ الدَّالِ مِنْ قَدَّمَ اللازم بمعنى تَقَدَّمَ ، ويجوز فتحُ الدالِ على لغة قليلة من قَدَّمَ المُتعدِي ." انتهى .
〰〰〰〰
الحَمْدُ لِلهِ لَهُ التقدِيرُ ... وهكذا التصريفُ و التدبيرُ
ذلَّتْ لَهُ القُلوبُ بالتوحيدِ ... ونَزَّهَتْهُ عَنْ حِمَى التَّنْدِيْدِ
[ثُمّ الصلاةُ بعدَ َحْمدِ الصَّمَدِ] ... على الرَّسولِ المُجْتَبَى المُؤَيَّد
-------------------------
(الحمد) أي : جميع المحامد وأل للجنس ، والحمد لغة : الثناء بالجميل . وشرعا ثناء الله تعالى بأوصافه الجميلة وأفعاله الحميدة وآلائه الجزيلة (لله) جار ومجرور متعلق بخبر محذوف تقديره : جميع المحامد كائنة لله (له) أي : لله (التقدير) أي : القدرة على كل شيء (وهكذا) لله سبحانه (التصريف) أي : تقليب اﻷشياء من حال إلى حال كما يشاء سبحانه
وفي قوله: (التصريف) ما يُسمَّى ببراعة الاستهلال عند علماء البلاغة وهو أن يذكر الناظم أو الناثر في أول نظمه أو نثره ما يدل على مراده في منظومته أو موضوعه . (والتدبير) أي : وله سبحانه تدبير المخلوقات كلها وقيام شؤونهم وما يحتاجون إليه .
(ذلت) أي : خضعت (له) أي : لله سبحانه (القلوب) أي : قلوب عباده المؤمنين الموقنين (بالتوحيد) والتوحيد هو : إفراد الله تعالى بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته (ونزهته) أي : طهرته وقدسته (عن حمى التنديد) والحمى : هو الموضع الذي يحمى ويدافع عنه كالدار والمرعى ، والتنديد : ضد التوحيد وهو : أن يجعل العبد لله ندا في الربوبية أو الألوهية أو في أسمائه وصفاته .
فقلوب أهل الإيمان نزهت ربها وقدسته من أن يكون له شريك أو ند أو سمي أو كفء أو معين أو ظهير ، وهذا لب التوحيد .
(ثم الصلاة) وهي : ثناء الله تعالى عليه عند الملأ اﻷعلى (بعد حمد الصمد) والصمد : هو الذي كمل سؤدده وقيل : القائم بنفسه المقيم لغيره وقيل : غير ذلك . كائنة (على الرسول) والرسول : هو من أوحي إليه بشرع وأمر بالتبليغ ، وأل في الرسول عهدية ، أي : رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم (المجتبى) أي : المختار من عند الله (المؤيد) بالبراهين والحجج الواضحات النيرات .
تنبيه :
الناظم لم يأت بالسلام ، وكان اﻷولى أن يأتي به لقوله تعالى { يأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما } لكن تركه لضيق النظم .
〰〰〰
وبعدُ فالتصريفُ كالعلومِ ... لهُ أصولٌ يا أولي الفُهُومِ
وحَدُّهُ: تحويلُ أَصْلٍ وَاحِدِ ... إلى مَعَانٍ تُرْتَجَى كَالوَاعِدِ
وحُكْمُهُ فَرْضٌ على الكِفَايَهْ ... وَهْوَ مِنَ الآلاتِ في الدِّرَايَهْ
وقد نَظَمْتُ هَذهِ المَنْظُومَهْ ... حتَّى أَتَتْ فَائِقَةً مَفْهُومَهْ
لمَنْ يُرِيدُ نُبْذَةً فِي الصَّرْفِ ... تُعِينُهُ فِيْ نُطْقِهِ لِلْحَرْف
-----------------------
(وبعد) أي : بعد حمد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
( فالتصريف) أي : علم الصرف حال كونه (كالعلوم) أي : مثل العلوم (له أصول) أي : قواعد تبنى عليها أحكام التصريف (يا أولي الفهوم) أي : يا أولي العقول ، والفهوم : بمعنى العقول وزنا ومعنى (وحده) أي : تعريفه (تحويل أصل واحد إلى معان) أي : وتعريف الصرف تحويل أصل أي : رد أصل واحد إلى معان ، وهذا التعريف هو من حيث اللغة ، وهو مناسب للتعريف المأخوذ من هذا العلم ، وهو : تغيير في بنية الكلمة لغرض معنوي ، وهذا هو الذي أراده الناظم (ترتجى) أي : تؤمل وتراد ، وذلك (كالواعد) أي : مثل الواعد اسم فاعل من وعد ولهذه الكلمة معان كثيرة ، ولهذا مثل الناظم ليدلك على تحويلها من معنى إلى معنى آخر (وحكمه) أي : حكم تعلم الصرف (فرض على الكفاية) وفرض الكفاية : هو ما إذا تعلم شخص ، سقط اﻹثم عن الباقين ، وتعلم علم الصرف على هذا المنوال (وهو) أي : علم الصرف (من اﻵلات) أي : علوم اﻵلة (في الدراية) الدراية : هي العلم والمعرفة ، والمعنى أن تعلم الصرف هو من العلوم التي لا بد لطالب العلم أن يعتني بها (وقد نظمت) أي : ألفت (هذه المنظومة) والنظم : هو الكلام الموزون المقفى وهو خلاف النثر (حتى أتت فائقة) الفائق : هو الجيد من كل شيء ، أي : فهي جيدة وممتازة عن غيرها ، نعم فهي كما وصفها الناظم فائقة وممتازة عن غيرها من المنظومات لكونها سلسة وسهلة ومفيدة في بابها (مفهومة لمن يريد نبذة) أي : قطعة والنبذة : القطعة من الشيء (في الصرف) أي : في علم الصرف ، والناظم ذكر بعضا من هذا الفن وليس كله كما سترى إن شاء الله في مواضعه (تعينه في نطقه للحرف) أي : تعينه في نطقه للكلمة العربية نطقا صحيحا.
يُتبع إن شاء الله ...
تعليق