الشهيد
الإمام القدوة الشهيد أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل الرملي ويعرف بابن النابلسي .
حدث عنه : سعيد بن هاشم الطبراني ، ومحمد بن الحسن بن قتيبة ، ومحمد بن أحمد بن شيبان
الرملي .
روى عنه : تمام الرازي ، وعبد الوهاب الميداني ، وعلي بن عمر الحلبي .
قال أبو ذر الحافظ : سجنه بنو عبيد ، وصلبوه على السنة ، سمعت الدارقطني يذكره ، ويبكي ،
ويقول : كان يقول وهو يسلخ : (كان ذلك في الكتاب مسطورا)
الإسراء:٥٨
قال أبو الفرج بن الجوزي : أقام جوهر القائد لأبي تميم صاحب مصر أبا بكر النابلسي ، وكان ينزل
الأكواخ ، فقال له : بلغنا أنك قلت : إذا كان مع الرجل عشرة أسهم ، وجب أن يرمي في الروم
سهما ، وفينا تسعة ، قال : ما قلت هذا ، بل قلت : إذا كان معه عشرة أسهم ، وجب أن يرميكم
بتسعة ، وأن يرمي العاشر فيكم أيضا ، فإنكم غيرتم الملة ، وقتلتم الصالحين ، وادعيتم نور الإلهية
، فشهره ثم ضربه ، ثم أمر يهوديا فسلخه .
قال ابن الأكفاني : توفي العبد الصالح الزاهد أبو بكر بن النابلسي ، كان يرى قتال المغاربة ، هرب
من الرملة إلى دمشق ، فأخذه متوليها أبو محمود الكتامي ، وجعله في قفص خشب ، وأرسله إلى
مصر ، فلما وصل قالوا : أنت القائل ، لو أن معي عشرة أسهم . . . وذكر القصة ، فسلخ وحشي
تبنا ، وصلب .
قال معمر بن أحمد بن زياد الصوفي : أخبرني الثقة ، أن أبا بكر سلخ من مفرق رأسه حتى بلغ
الوجه ، فكان يذكر الله ويصبر حتى بلغ الصدر فرحمه السلاخ ، فوكزه بالسكين موضع قلبه فقضى
عليه . وأخبرني الثقة أنه كان إماما في الحديث والفقه ، صائم الدهر ، كبير الصولة عند العامة
والخاصة ، ولما سلخ كان يسمع من جسده قراءة القرآن ، فغلب المغربي بالشام ، وأظهر المذهب
الرديء ، وأبطل التراويح والضحى ، وأمر بالقنوت في الظهر ، وقتل النابلسي سنة ثلاث . وكان
نبيلا رئيس الرملة ، فهرب ، فأخذ من دمشق .
وقيل : قال شريف ممن يعانده لما قدم مصر : الحمد لله على سلامتك ، قال : الحمد لله على سلامة
ديني ، وسلامة دنياك .
قلت : لا يوصف ما قلب هؤلاء العبيدية الدين ظهرا لبطن ، واستولوا على المغرب ، ثم على مصر
والشام ، وسبوا الصحابة .
حكى ابن السعساع المصري ، أنه رأى في النوم أبا بكر بن النابلسي بعدما صلب وهو في أحسن
هيئة ، فقال : ما فعل الله بك ؟ فقال :
حباني مالكي بدوام عز** * وواعدني بقرب الانتصار
وقربني وأدناني إليه *** وقال : انعم بعيش في جواري
سير أعلام النبلاء مجلد ١٦ صفحة ١٤٨
تعليق