طاوس بن كيسان اليماني
من أكبر أصحاب ابن عباس .
من أكبر أصحاب ابن عباس .
فأما طاوس فهو : أبو عبد الرحمن طاوس بن كيسان اليماني ، فهو أول طبقة أهل اليمن من التابعين ، وهو من أبناء الفرس الذين أرسلهم كسرى إلى اليمن .
أدرك طاوس جماعة من الصحابة وروى عنهم ، وكان أحد الأئمة الأعلام ، قد جمع العبادة والزهادة ، والعلم النافع ، والعمل الصالح ، وقد أدرك خمسين من الصحابة ، وأكثر روايته عن ابن عباس ، وروى عنه خلق من التابعين وأعلامهم ، منهم : مجاهد وعطاء وعمرو بن دينار ، وإبراهيم بن ميسرة ، وأبو الزبير ومحمد بن المنكدر ، والزهري وحبيب بن أبي ثابت ، وليث بن أبي سليم والضحاك بن مزاحم ، وعبد الملك بن ميسرة ، وعبد الكريم بن المخارق ، ووهب بن منبه ، والمغيرة بن حكيم الصنعاني ، وعبد الله بن طاوس ، وغير هؤلاء .
توفي طاوس بمكة حاجا ، وصلى عليه الخليفة هشام بن عبد الملك ، ودفن بها رحمه الله تعالى .
قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، قال : قال أبي : مات طاوس بمكة ، فلم يصلوا عليه حتى بعث هشام ابنه بالحرس ، قال : فلقد رأيت عبد الله بن الحسن واضعا السرير على كاهله ، قال : ولقد سقطت قلنسوة كانت عليه ومزق رداؤه من خلفه - يعني من كثرة الزحام - فكيف لا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « الإيمان يمان » ، وقد خرج من اليمن خلق من هؤلاء المشار إليهم في هذا وغيره ، منهم : أبو مسلم ، وأبو إدريس ، ووهب وكعب وطاوس وغير هؤلاء كثير .
وروى ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال : شهدت جنازة طاوس بمكة سنة خمس ومائة ، فجعلوا يقولون : رحم الله أبا عبد الرحمن ، حج أربعين حجة .
وقال عبد الرزاق : حدثنا أبي ، قال : توفي طاوس بالمزدلفة - أو بمنى - حاجا ، فلما حمل أخذ عبد الله بن الحسن بن علي بقائمة سريره ، فما زايله حتى بلغ القبر .
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، قال : قدم طاوس بمكة ، فقدم أمير المؤمنين ، فقيل لطاوس : إن من فضله ومن ، ومن فلو أتيته قال : مالي إليه حاجة ، فقالوا : إنا نخاف عليك ، قال : فما هو إذا كما تقولون .
وقال ابن جرير : قال لي عطاء : جاءني طاوس فقال لي : يا عطاء إياك أن ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه ، وجعل دونه حجابه ، وعليك بطلب من بابه لك مفتوح إلى يوم القيامة ، طلب منك أن تدعوه ووعدك الإجابة .
وقال ابن جريج : عن مجاهد ، عن طاوس ، { أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } [125] قال : بعيد من قلوبهم .
وروى الأحجري ، عن سفيان ، عن ليث ، قال : قال لي طاوس : ما تعلمت من العلم فتعلمه لنفسك ، فإن الأمانة والصدق قد ذهبا من الناس .
وقال عبد الرحمن بن مهدي ، عن حماد بن زيد ، عن الصلت بن راشد . قال : كنا عند طاوس ، فجاءه مسلم بن قتيبة بن مسلم ، صاحب خراسان ، فسأله عن شيء فانتهره طاوس ، فقلت : هذا مسلم بن قتيبة بن مسلم صاحب خراسان ، قال : ذاك أهون له علي . وقال لطاوس : إن منزلك قد استرم ، فقال : أمسينا .
وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، في قوله تعالى : { وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفا } [126] قال : في أمور النساء ، ليس يكون في شيء أضعف منه في النساء .
وقال أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا إبراهيم بن نافع ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : لقي عيسى بن مريم عليه السلام إبليس ، فقال إبليس لعيسى : أما علمت أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك ؟
قال : نعم ، قال إبليس : فأوف بذروة هذا الجبل فترد منه ، فانظر أتعيش أم لا ؟
قال عيسى : أما علمت أن الله تعالى قال : لا يجربني عبدي ، فإني أفعل ما شئت .
وفي رواية : عن الزهري ، عنه ، قال : قال عيسى : إن العبد لا يختبر ربه ، ولكن الرب يختبر عبده .
وفي رواية أخرى : إن العبد لا يبتلي ربه ، ولكن الرب يبتلي عبده . قال : فخصمه عيسى عليه السلام .
وقال فضيل بن عياض ، عن ليث ، عن طاوس ، قال : حج الأبرار على الرحال ، رواه عبد الله بن أحمد ، عنه .
وقال الإمام أحمد ، حدثنا أبو ثميلة ، عن ابن أبي داود . قال : رأيت طاوسا وأصحابا له إذا صلوا العصر استقبلوا القبلة ولم يكلموا أحدا ، وابتهلوا إلى الله تعالى في الدعاء .
وقال : من لم يبخل ولم يل مال يتيم لم ينله جهد البلاء . روى عنه أبو داود الطيالسي .
وقد رواه الطبراني ، عن محمد بن يحيى بن المنذر ، عن موسى بن إسماعيل ، عن أبي داود ، فذكره . وقال لابنه : يا بني صاحب العقلاء تنسب إليهم وإن لم تكن منهم ، ولا تصاحب الجهال فتنسب إليهم وإن لم تكن منهم ، واعلم أن لكل شيء غاية وغاية المرء حسن عقله .
وسأله رجل عن مسألة فانتهره ، فقال : يا أبا عبد الرحمن إني أخوك ، قال : أخي من دون الناس ؟
وفي رواية : أن رجلا من الخوارج سأله فانتهره ، فقال : إني أخوك ، قال : أمن بين المسلمين كلهم ؟
وقال عفان ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب ، قال : سأل رجل طاوسا عن شيء فانتهره ، ثم قال : تريد أن تجعل في عنقي حبلا ثم يطاف بي ؟
ورأى طاوس رجلا مسكينا في عينه عمش وفي ثوبه وسخ ، فقال له : عد ! إن الفقر من الله ، فأين أنت من الماء ؟
وروى الطبراني ، عنه ، قال : إقرار ببعض الظلم خير من القيام فيه .
وعن عبد الرزاق ، عن داود ، عن ابن إبراهيم : أن الأسد حبس الناس ليلة في طريق الحج ، فدق الناس بعضهم بعضا ، فلما كان السحر ذهب عنهم الأسد ، فنزل الناس يمينا وشمالا فألقوا أنفسهم ، وقام طاوس يصلي ، فقال له رجل - وفي رواية فقال ابنه - : ألا تنام فإنك قد سهرت ونصبت هذه الليلة ؟ فقال : وهل ينام السحر أحد ؟ وفي رواية : ما كنت أظن أحدا ينام السحر .
وروى الطبراني ، من طريق عبد الرزاق ، عن أبي جريج وابن عيينة . قالا : حدثنا ابن طاوس . قال : قلت لأبي : ما أفضل ما يقال على الميت ؟ قال : الاستغفار .
وقال الطبراني : حدثنا عبد الرزاق ، قال : سمعت النعمان بن الزبير الصنعاني يحدث أن محمد بن يوسف - أو أيوب بن يحيى - بعث إلى طاوس بسبعمائة دينار ، وقال للرسول : إن أخذها منك فإن الأمير سيكسوك ويحسن إليك .
قال : فخرج بها حتى قدم على طاوس الجند ، فقال : يا أبا عبد الرحمن نفقة بعث بها الأمير إليك ، فقال : مالي بها من حاجة ، فأراده على أخذها بكل طريق فأبى أن يقبلها ، فغفل طاوس فرمى بها الرجل من كوة في البيت ، ثم ذهب راجعا إلى الأمير ، وقال : قد أخذها ، فمكثوا حينا ثم بلغهم عن طاوس ما يكرهون - أو شيء يكرهونه - فقالوا : ابعثوا إليه فليبعث إلينا بمالنا ، فجاءه الرسول فقال : المال الذي بعثه إليك الأمير رده إلينا ، فقال : ما قبضت منه شيئا ، فرجع الرسول إليهم فأخبرهم ، فعرفوا أنه صادق ، فقالوا : انظروا الذي ذهب بها إليه ، فأرسلوه إليه .
فجاءه فقال : المال الذي جئتك به يا أبا عبد الرحمن ، قال : هل قبضت منك شيئا ؟ قال : لا ! قال : فقام إلى المكان الذي رمى به فيه فوجدها كما هي ، وقد بنت عليها العنكبوت ، فأخذها فذهب بها إليهم .
توفي طاوس بمكة حاجا ، وصلى عليه الخليفة هشام بن عبد الملك ، ودفن بها رحمه الله تعالى .
قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، قال : قال أبي : مات طاوس بمكة ، فلم يصلوا عليه حتى بعث هشام ابنه بالحرس ، قال : فلقد رأيت عبد الله بن الحسن واضعا السرير على كاهله ، قال : ولقد سقطت قلنسوة كانت عليه ومزق رداؤه من خلفه - يعني من كثرة الزحام - فكيف لا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « الإيمان يمان » ، وقد خرج من اليمن خلق من هؤلاء المشار إليهم في هذا وغيره ، منهم : أبو مسلم ، وأبو إدريس ، ووهب وكعب وطاوس وغير هؤلاء كثير .
وروى ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال : شهدت جنازة طاوس بمكة سنة خمس ومائة ، فجعلوا يقولون : رحم الله أبا عبد الرحمن ، حج أربعين حجة .
وقال عبد الرزاق : حدثنا أبي ، قال : توفي طاوس بالمزدلفة - أو بمنى - حاجا ، فلما حمل أخذ عبد الله بن الحسن بن علي بقائمة سريره ، فما زايله حتى بلغ القبر .
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، قال : قدم طاوس بمكة ، فقدم أمير المؤمنين ، فقيل لطاوس : إن من فضله ومن ، ومن فلو أتيته قال : مالي إليه حاجة ، فقالوا : إنا نخاف عليك ، قال : فما هو إذا كما تقولون .
وقال ابن جرير : قال لي عطاء : جاءني طاوس فقال لي : يا عطاء إياك أن ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه ، وجعل دونه حجابه ، وعليك بطلب من بابه لك مفتوح إلى يوم القيامة ، طلب منك أن تدعوه ووعدك الإجابة .
وقال ابن جريج : عن مجاهد ، عن طاوس ، { أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ } [125] قال : بعيد من قلوبهم .
وروى الأحجري ، عن سفيان ، عن ليث ، قال : قال لي طاوس : ما تعلمت من العلم فتعلمه لنفسك ، فإن الأمانة والصدق قد ذهبا من الناس .
وقال عبد الرحمن بن مهدي ، عن حماد بن زيد ، عن الصلت بن راشد . قال : كنا عند طاوس ، فجاءه مسلم بن قتيبة بن مسلم ، صاحب خراسان ، فسأله عن شيء فانتهره طاوس ، فقلت : هذا مسلم بن قتيبة بن مسلم صاحب خراسان ، قال : ذاك أهون له علي . وقال لطاوس : إن منزلك قد استرم ، فقال : أمسينا .
وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، في قوله تعالى : { وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفا } [126] قال : في أمور النساء ، ليس يكون في شيء أضعف منه في النساء .
وقال أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا إبراهيم بن نافع ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : لقي عيسى بن مريم عليه السلام إبليس ، فقال إبليس لعيسى : أما علمت أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك ؟
قال : نعم ، قال إبليس : فأوف بذروة هذا الجبل فترد منه ، فانظر أتعيش أم لا ؟
قال عيسى : أما علمت أن الله تعالى قال : لا يجربني عبدي ، فإني أفعل ما شئت .
وفي رواية : عن الزهري ، عنه ، قال : قال عيسى : إن العبد لا يختبر ربه ، ولكن الرب يختبر عبده .
وفي رواية أخرى : إن العبد لا يبتلي ربه ، ولكن الرب يبتلي عبده . قال : فخصمه عيسى عليه السلام .
وقال فضيل بن عياض ، عن ليث ، عن طاوس ، قال : حج الأبرار على الرحال ، رواه عبد الله بن أحمد ، عنه .
وقال الإمام أحمد ، حدثنا أبو ثميلة ، عن ابن أبي داود . قال : رأيت طاوسا وأصحابا له إذا صلوا العصر استقبلوا القبلة ولم يكلموا أحدا ، وابتهلوا إلى الله تعالى في الدعاء .
وقال : من لم يبخل ولم يل مال يتيم لم ينله جهد البلاء . روى عنه أبو داود الطيالسي .
وقد رواه الطبراني ، عن محمد بن يحيى بن المنذر ، عن موسى بن إسماعيل ، عن أبي داود ، فذكره . وقال لابنه : يا بني صاحب العقلاء تنسب إليهم وإن لم تكن منهم ، ولا تصاحب الجهال فتنسب إليهم وإن لم تكن منهم ، واعلم أن لكل شيء غاية وغاية المرء حسن عقله .
وسأله رجل عن مسألة فانتهره ، فقال : يا أبا عبد الرحمن إني أخوك ، قال : أخي من دون الناس ؟
وفي رواية : أن رجلا من الخوارج سأله فانتهره ، فقال : إني أخوك ، قال : أمن بين المسلمين كلهم ؟
وقال عفان ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب ، قال : سأل رجل طاوسا عن شيء فانتهره ، ثم قال : تريد أن تجعل في عنقي حبلا ثم يطاف بي ؟
ورأى طاوس رجلا مسكينا في عينه عمش وفي ثوبه وسخ ، فقال له : عد ! إن الفقر من الله ، فأين أنت من الماء ؟
وروى الطبراني ، عنه ، قال : إقرار ببعض الظلم خير من القيام فيه .
وعن عبد الرزاق ، عن داود ، عن ابن إبراهيم : أن الأسد حبس الناس ليلة في طريق الحج ، فدق الناس بعضهم بعضا ، فلما كان السحر ذهب عنهم الأسد ، فنزل الناس يمينا وشمالا فألقوا أنفسهم ، وقام طاوس يصلي ، فقال له رجل - وفي رواية فقال ابنه - : ألا تنام فإنك قد سهرت ونصبت هذه الليلة ؟ فقال : وهل ينام السحر أحد ؟ وفي رواية : ما كنت أظن أحدا ينام السحر .
وروى الطبراني ، من طريق عبد الرزاق ، عن أبي جريج وابن عيينة . قالا : حدثنا ابن طاوس . قال : قلت لأبي : ما أفضل ما يقال على الميت ؟ قال : الاستغفار .
وقال الطبراني : حدثنا عبد الرزاق ، قال : سمعت النعمان بن الزبير الصنعاني يحدث أن محمد بن يوسف - أو أيوب بن يحيى - بعث إلى طاوس بسبعمائة دينار ، وقال للرسول : إن أخذها منك فإن الأمير سيكسوك ويحسن إليك .
قال : فخرج بها حتى قدم على طاوس الجند ، فقال : يا أبا عبد الرحمن نفقة بعث بها الأمير إليك ، فقال : مالي بها من حاجة ، فأراده على أخذها بكل طريق فأبى أن يقبلها ، فغفل طاوس فرمى بها الرجل من كوة في البيت ، ثم ذهب راجعا إلى الأمير ، وقال : قد أخذها ، فمكثوا حينا ثم بلغهم عن طاوس ما يكرهون - أو شيء يكرهونه - فقالوا : ابعثوا إليه فليبعث إلينا بمالنا ، فجاءه الرسول فقال : المال الذي بعثه إليك الأمير رده إلينا ، فقال : ما قبضت منه شيئا ، فرجع الرسول إليهم فأخبرهم ، فعرفوا أنه صادق ، فقالوا : انظروا الذي ذهب بها إليه ، فأرسلوه إليه .
فجاءه فقال : المال الذي جئتك به يا أبا عبد الرحمن ، قال : هل قبضت منك شيئا ؟ قال : لا ! قال : فقام إلى المكان الذي رمى به فيه فوجدها كما هي ، وقد بنت عليها العنكبوت ، فأخذها فذهب بها إليهم .
ولما حج سليمان بن عبد الملك قال : انظروا إلى فقيها أسأله عن بعض المناسك ، قال : فخرج الحاجب يلتمس له ، فمر طاوس فقالوا : هذا طاوس اليماني ، فأخذه الحاجب ، فقال : أجب أمير المؤمنين ، فقال : اعفني ، فأبى ، فأدخله عليه ، قال طاوس : فلما وقفت بين يديه ، قلت : إن هذا المقام يسألني الله عنه ، فقال : يا أمير المؤمنين إن صخرة كانت على شفير جهنم هوت فيها سبعين خريفا حتى استقرت في قرارها ، أتدري لمن أعدها الله ؟ قال : لا !! ويلك لمن أعدها الله ؟ قال : لمن أعدها الله ؟ قال : لا !! ويلك لمن أعدها الله ؟ قال : لمن أشركه الله في حكمه فجار .
يتبع بإذن الله
تعليق