بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فمن أجمل ما صنف العلماء في الجمع بين الآيات التي يظن بها التعارض في الكتاب العزيز ما كتبه العلامه الحافظ محمد الا مين الشنقيطي رحمه الله تعالى فمن باب نشر الخير والعلم في شبكة العلوم أحببنا نقل فوائد ذلك الكتاب لعل الله أن ينفع بها الناقل ومن نقلت له فنقول وبالله نستعين قال العلامه الشنقيطي يرحمه الله :
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة البقرة
قوله تعالى (الم ذلك الكتاب )أشار الله تعالى الى القرآن في هذه الآية إشارة البعيد . وقد أشار له في آيات أخر إشارة القريب كقوله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )وكقوله (إن هذا القرأن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون )وكقوله (وهذا كتاب أنزلناه مبارك )وكقوله(نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا اليك هذا القرآن )إلى غير ذلك من الآيات
وللجمع بين هذه الآيات أوجه :
الوجه الاول : ما حرره بعض علماء البلاغة من أن أوجه الإشارة اليه بإشارة الحاضر القريب أن هذا القرآن قريب حاضر في الاسماع والأسنة والقلوب ووجه الإشارة اليه بإشارة البعيد هو بعد مكانته ومنزلته من مشابهة كلام الخلق , وعما يزعمه الكفار من أنه سحر ـو شعر أو كهانة أو أساطير الاولين .
الوجه الثاني : هو ما اختاره إبن جرير الطبري في تفسيره من أن ذلك إشارة الى ما تضمنه قوله (ألم )وأنه أشار اليه إشارة البعيد لأن الكلام المشار اليه منقض , ومعناه في الحقيقة القريب لقرب إنقضائه , وضرب له مثلا بالرجل يحدث الرجل فيقول له مرة : والله إن ذلك لكما قلت , ومرة يقول : والله إن هذا لكما قلت . فإشارة البعيد نظرا إلى أن الكلام مضى وانقضى وإشارة القريب نظرا إلى قرب إنقضائه .
الوجه الثالث :أن العرب ربما أشارت الى القريب إشارة البعيد فتكون الآية على أسلوب من أساليب اللغة العربية , ونظيره قول خفاف بن ندبة السلمي , لما قتل مالك بن حرملة الفزاري :
فإن تك خيلي قد أصيب صميمها ****فعمدا على عيني تيممي مالكا
أقول له والرمح يأطر متنه ******** تأمل خفافا إنني أنا ذلكا
يعيني أنا هذا . وهذا القول الأخير حكاه البخاري عن معمر بن المثنى أبي عبيدة . قاله إبن كثير , وعلى كل حال فعامة المفسرين على أن (ذلك الكتاب ) بمعنى : هذا الكتاب .
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة البقرة
قوله تعالى (الم ذلك الكتاب )أشار الله تعالى الى القرآن في هذه الآية إشارة البعيد . وقد أشار له في آيات أخر إشارة القريب كقوله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )وكقوله (إن هذا القرأن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون )وكقوله (وهذا كتاب أنزلناه مبارك )وكقوله(نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا اليك هذا القرآن )إلى غير ذلك من الآيات
وللجمع بين هذه الآيات أوجه :
الوجه الاول : ما حرره بعض علماء البلاغة من أن أوجه الإشارة اليه بإشارة الحاضر القريب أن هذا القرآن قريب حاضر في الاسماع والأسنة والقلوب ووجه الإشارة اليه بإشارة البعيد هو بعد مكانته ومنزلته من مشابهة كلام الخلق , وعما يزعمه الكفار من أنه سحر ـو شعر أو كهانة أو أساطير الاولين .
الوجه الثاني : هو ما اختاره إبن جرير الطبري في تفسيره من أن ذلك إشارة الى ما تضمنه قوله (ألم )وأنه أشار اليه إشارة البعيد لأن الكلام المشار اليه منقض , ومعناه في الحقيقة القريب لقرب إنقضائه , وضرب له مثلا بالرجل يحدث الرجل فيقول له مرة : والله إن ذلك لكما قلت , ومرة يقول : والله إن هذا لكما قلت . فإشارة البعيد نظرا إلى أن الكلام مضى وانقضى وإشارة القريب نظرا إلى قرب إنقضائه .
الوجه الثالث :أن العرب ربما أشارت الى القريب إشارة البعيد فتكون الآية على أسلوب من أساليب اللغة العربية , ونظيره قول خفاف بن ندبة السلمي , لما قتل مالك بن حرملة الفزاري :
فإن تك خيلي قد أصيب صميمها ****فعمدا على عيني تيممي مالكا
أقول له والرمح يأطر متنه ******** تأمل خفافا إنني أنا ذلكا
يعيني أنا هذا . وهذا القول الأخير حكاه البخاري عن معمر بن المثنى أبي عبيدة . قاله إبن كثير , وعلى كل حال فعامة المفسرين على أن (ذلك الكتاب ) بمعنى : هذا الكتاب .
تعليق