إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإعجاز العلمي في القرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    جزاك الله خيرا أخانا فواز

    تعليق


    • #17
      أ‌- تلقيت اتصالاً كريماً بالهاتف من: د. عبد العزيز العطيشان ثم رسالة كريمة من: الأستاذ عبد الله الصبياني منسق فريق اللجنة التأسيسية لمؤسسة الاكتشافات العلمية من الكتاب والسنة (تحت التأسيس) تبيِّن أهم أهداف المؤسسة، وهذا موجزها:

      1) تشجيع العلماء المسلمين للوصول إلى اكتشافات علمية جديدة مستنبطة من المؤشرات العلمية في الكتاب والسنة ومنتجات علمية تطبيقية.

      2) تخفيف تعلق الطلاب المسلمين في الخارج بالعلم الغربي المنفصل عن الدين.

      3) تصحيح صورة المسلم في الإعلام الغربي بنقله من الاستهلاك إلى الاختراع.

      ب‌- ويعتمد إنشاء المؤسسة على ما يلي موجزه:

      1) ورود إشارات علمية في نحو (1200) آية من كتاب الله، يدعو إلى التعمق فيها واستنباط حقائقها: تحقيقاً لمبدأ الاستخلاف في الأرض.

      2) ورود كلمة (العلم) والتشجيع على التفكر في مئات الآيات.

      ج- ويتوقع المؤسِّسُون الوصول إلى نتائج هذا موجزها:

      1- اكتشاف أمراض وراثية بالرضاعة المحرمة من قول الله تعالى: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ} [النساء: 23].

      2- اكتشاف مواد جديدة من مثل قول الله تعالى: {قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا} [الإنسان: 16].

      3- اكتشاف أدوية جديدة من مثل قول الله تعالى: {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ} [الصافات: 146].

      4- اكتشاف طرق بناء جديدة مما قصَّ الله عن سد ذي القرنين ومن قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4] ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً".

      د- ويتعلق بعض الإخوة المهتمين بهذا المشروع ومن سبقهم بفهمهم لقول الله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] وبفهمهم لقول الله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} [الرحمن: 33] دليلاً على صحة ظنهم أنه يجوز القول على الله وكلماته بما لم يقله ولم يعمل به ولم يقره النبي صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه ولا صحابته ولا تابعوه في القرون المفضلة.

      وبعد الاطلاع على أهداف المؤسسين وقواعد عملهم وتوقعاتهم للنتائج رأيت ما يلي وبالله التوفيق:
      أ‌- لا يجوز شرعاً أن يقال على الله (وعلى مراده بكلامه) قول يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فلا دين إلا ما كانوا عليه، قال الله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115] وقد أفتت اللجنة الدائمة من هيئة كبار العلماء بتحريم ذلك وذكرت مثالاً له قول أهل بدعة الإعجاز العلمي في قول الله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا...} المخالف لجميع المفسرين القدوة.

      ومع تفهمي للعاطفة من وراء هذه البدعة وحسن ظني بنية مبتدعيها؛ فهم مخطئون (ولو أصابوا) لتجاوزهم حدود إدراكهم وتعديهم على كتاب الله تعالى وعلى مراده بكلامه، وهم بذلك مقترفون لكبيرة من الكبائر لا يعذرون في اقترافها بدعوى حسن النية مع فساد العمل.

      ب‌- وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44]، وما يسمى بالإعجاز العلمي في القرآن استدراك على الله ورسوله يتضمن اتهام الرسول بعدم التبيان واتهام الدين بعدم الكمال، وقد أنزل الله تعالى في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] فلا يجوز لمسلم المساهمة فيه ولا الإعانة عليه ولا الإنفاق عليه.

      جـ- وتوجد هيئة للإعجاز العلمي في القرآن بمكة المباركة سعى التابعون لمنهج (حزب الإخوان المسلمين) لايجادها والسيطرة عليها فلم يول عليها منذ إنشائها غيرهم، ولو كان في هذا النهج خير، أو لم يكن فيه شر لكفتنا البلوى بها عن البلوى بغيرها، والإثم باقترافها عن غيرها.

      د- لم يقل عالم بشرع الله يقتدى به بمثل ما قال به أهل هذه البدعة المفتراة على الإسلام باسم الإسلام، وإنما كان المرجع في تفسير القرآن ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه وعن الفقهاء في الدين في القرون الخيرة، حتى ذر قرن الفكر فأزيح الفقه في الدين وقدم الفكر.

      وإنما بدأ الانحراف عن منهاج النبوة بمحاولة أهل الفرق الضالة عنه الاستدلال لصحة مناهجهم بتحكيم عقولهم القاصرة في مراد الله بكلامه، (المعتزلة والخوارج والرافضة بخاصة)، وللتفصيل اقرأ كتاب (بدع التفاسير في الماضي والحاضر د. رمزي نعناعة) فهو خير ما قرأت ونقلت عنه، ونشرته مشكورة وزارة الأوقاف الأردنية عام 1390. قال مقدمه د. عز الدين الخطيب التميمي (وكيل الوزارة ثم مفتي الأردن ثم رئيس القضاة أثابه الله) عن دوافع المفسر المنحرف:

      1) قصوره في فهم الحديث وجهله باللغة.

      2) جعل مذهبه أصلاً في فهم الآية والتفسير تباعاً.

      3) الجزم بأن مراد الله بالآية كذا من غير دليل شرعي.

      4) تفسير المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله.

      5) التفسير بالهوَى [الفكر]. ص 8.

      هـ- لعل أول وأعلم من اشتهر في بدعة الإعجاز العلمي في القرآن: أبو حامد الغزالي رحمه الله فنقل عن غيره دعوى (أن القرآن يحوي سبعة وسبعين ألف علم ومئتي علم إذ كل كلمة علم، مضاعفة أربع مرات إذ لكل كلمة ظاهر وباطن وحد ومطلع)، وهو رحمه الله قد اجتالته عن العلم الشرعي شياطين الفلسفة ولما تبين ضلالها حاول البعد فاجتالته شياطين التصوف (فلسفلة ودروشة) واقرأ كتاب (أبو حامد الغزالي والتصوف) للشيخ عبد الرحمن دمشقية أو مهذبنا له: (وقفات مع كتاب إحياء علوم الدين للغزالي) تجد فيه من الطامات والشطحات في العقيدة فما دونها ما ينهاك عن الثقة في كل ما يقول وينقل بلا دليل، وعن قلة بضاعته في الحديث بل واللغة.

      و- لا يظهر لي فيما تلقيته من الإخوة القائمين على هذه المؤسسة أنها تقوم على أساس صالح من أي وجه لاستباحة حمى الله والقول على الله بغير علم والحكم على مراده من كلامه بغير دليل من الوحي بفهم سلف هذه الأمة من الفقهاء الأول في دينه.

      وليس بينهم عالم واحد بشرع الله يبين لهم حدود الله فلا يتعدوها، بل مبلغ علمهم (أو جهلهم) الفكر المجرَّد عن العلم والاتباع. ولو ترك الدين للفكر لضاع الدين فالفكر مشترك بين الناس، بل إن بعض تصرفات الحيوان لجلب منفعته أو دفع مضرته تدل على نوع من التفكر قد يسمى بغير لفظه، أما العلم الشرعي المحمود فلأهله وحدهم.

      ز- وقد يظنون أن كل مجتهد مأجور مرتين إن أصاب أو مرة إن أخطأ، وهذا الظن إثم إذا تعلق بالقول في الأمور الشرعية، فلا يجوز الاجتهاد في أمور الشريعة إلا لعلماء الشريعة.

      وكل الخائضين في بدعة الإعجاز العلمي في القرآن من الخلف (القرن الأخير بخاصة) قاصرون عن العلم الشرعي ومقلدون في النظريات الكونية منذ طنطاوي جوهري (ت: 1358 هـ) إلى مصطفى محمود الطبيب (مع وقف التنفيذ) الصحفي، وزغلول النجار الجيولوجي.

      حـ- وأبرز من رد باطل الإعجاز بين الأوائل من علماء السنة إبراهيم أبو موسى الشاطبي العالم الأصولي المشهور (ت: 790) وهو من أئمة المالكية من غرناطة، قال في (الموافقات) عن الإعجاز بين السابقين بأنهم: (تجاوزوا الحدَّ في الدعوى على القرآن فأضافوا إليه كل علم)، وقال: (إن السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم كانوا أعرف بالقرآن وبعلومه وما أودع فيه، ولم يبلغنا أنه تكلَّم أحد منهم في شيء من هذا المدَّعى ... وذلك دليل على أنَّ القرآن لم يقصد فيه تقرير لشيء مما زعموا) جـ 2 ص 69 – 82.

      جزى الله الشاطبي في السابقين ورمزي نعناعة في اللاحقين وأمثالهما خير ما يجزي به الله النافين عن كتابه تأويل المبطلين.

      ط- وغاية ما وجدت في خطاب القائمين على هذه المؤسسة:

      1) ظنهم أن الحضارة الغربية هي معيار رقي المسلم ورفعة شأنه بشرط ألا يأخذها المسلم من مصدرها الغربي بل من القرآن والله تعالى يقول: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ * وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 33 - 35]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدنيا سجن المسلم وجنة الكافر" رواه مسلم، فهم أولى بها، وكل الحضارات القديمة وثنية: الهندية والصينية والفارسية واليونانية والفرعونية والرومانية والإنكا والخِمْر وغيرهم.

      وللمسلم التعامل الدنيوي مع الجميع بالعدل والبر والإحسان كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل مع المشرك والنصراني واليهودي حتى مات ودرعه مرهون عند يهودي واليهود يعملون في خيبر بنصف ما يخرج منها وهم المحاربون له الناقضون لعهده.

      2) تعلقهم بلفظ في القرآن حسب فهمهم الساذج مثل: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ} [ص: 42] فيتعسفون استنباط دواء منه لا دليل عليه من الشرع ولا من العقل.

      والجرأة على القول على كتاب الله بغير علم زيَّنَتْ لأبي زيدٍ الدمنهوري تفسير قول الله تعالى: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} [آل عمران: 49] بقوله: (يعلمكم التدبير المنزليَّ)، ولمصطفى محمود: (سيمفونية الفاتحة)، ولسيد قطب: وصف القرآن بالسحر والتصوير والرسم والموسيقى والمشاهد السينمائية والمسرحية، وزيَّنتْ قبلهم لأبي الفضل المرسي استنباط فنِّ الهندسة من قول الله تعالى: {انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} [المرسلات: 30]، وزيَّنتْ لطنطاوي جوهري استنباط تحضير الأرواح من سورة البقرة، آية (76)
      . والله الهادي. (الطائف: 24/8/1428 هـ).
      منقول من الموقع الرسمي للشيخ سعيد الحصين حفظه الله

      تعليق


      • #18
        قال الإمام الشنقيطي في أضواء البيان في تفسيره قوله تعالى :"وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا " بعد أن سرد الأقوال في معنى دحى لغة وبعد أن أثبت كروية الأرض ......قال رحمه الله :

        تنبيه :

        كان من الممكن أن نقدم هذه النتيجة [ ألا وهي إثبات كروية الأرض ]من أول

        الأمر ما دامت متفقة في النهاية مع قول علماء الهيئة . ولا نطيل النقول من

        هنا وهناك ، ولكن قد سقنا ذلك كله لغرض أعم من هذا كله ، وقضية أشمل

        وهي من جهتين :

        أولاهما : أن علماء المسلمين مدركون ما قال به علماء الهيئة ، ولكن لا من

        طريق النقل أو دلالة خاصة على هذه الجزئية من القرآن ، ولكن عن طريق

        النظر ، والاستدلال ، إذ علماء المسلمين لم يجهلوا هذه النظرية ، ولم تخف

        عليهم هذه الحقيقة .

        ثانيتهما : مع علمهم بهذه الحقيقة وإدراكهم لهذه النظرية ، لم يعز واحد

        منهم دلالتها لنصوص الكتاب أو السنة .

        وبناء عليه نقول : إذا لم تكن النصوص صريحة في نظرية من النظريات

        الحديثة ، لا ينبغي أن نقحمها في مباحثها نفياً أو إثباتاً ، وإنما نتطلب العلم

        من طريقه ، فعلوم الهيئة من النظر الاستدلال ، وعلوم الطب من التجارب

        والاستقراء ، وهكذا يبقى القرآن مصاناً عن مجال الجدل في نظرية قابلة

        للثبوت والنفي ، أو التغيير والتبديل ، كما لا ينبغي لمن لم يعلم حقيقة أمر في

        فنه أن يبادر بإنكارها ما لم تكن مصادمة لنص صريح .

        تعليق


        • #19
          شرح مقدمة التفسير لفضيلة الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله:



          وبعض الناس يتوسع في هذه القضية فإنه يتجرأ في تحميل القرآن ما لا يحتمل من قضايا العلم الحديث مرتكزاً في ذلك على قضية ( لا تنقضي عجائبه أو لا تفنى عجائبه ).
          والتفسير العلمي للقرآن: هو من باب التفسير بالرأي لا يُقبَل إلا إذا توفرت فيه الشروط الخمسة السابقة.
          [ وهي: أن لا يخالف التفسير المأثور مخالفة تضاد، وأن يناسب السياق والسباق واللحاق، وأن يحتمله اللفظ لغة، وأن لا يخالف أصلاً في الشرع، وأن لا يتذرع به لنصرة بدعة ]
          فبعض الناس يأتي ويُدْخِلُ في تفسير الآية ويُحَمِّلُها من المعاني العلمية ما يتنافى مع السياق والسباق، أو ما يخالف مخالفة تضاد ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة، أو ما يَخْرُج باللفظ عن دلالته اللغوية. فهذا تفسير بالرأي المذموم.
          ولا يغير واقعَه شيئاً أن يقال: ( إن القرآن لا تنقضي عجائبه ).
          لأني أقول: نعم، لا تنقضي عجائبه، ولكنه ليس كتاب علم وليس كتاب جغرافيا ولا كتاب هندسة ولا كتاب طب ولا كتاب جيولوجيا ولا كتاب فلك ولا كتاب أحياء. هو قرآن، كتاب هداية وإعجاز، لا تجد فيه خللاً.
          واستنباط ما فيه بالرأي يشترط في قبوله الشروط السابقة في قبول التفسير بالرأي [ وقد مر ذكرها ] ومنه التفسير العلمي.
          وتناول القرآن على هذا الأساس بهذه الحيثية [ أي بحيثية التفسير بالعلوم الطبيعية مع مراعاة الشروط الخمسة ] لا بأس به.
          مثلاً قوله تعالى: ( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ ). هذا إشارة إلى حقيقة علمية: أن في ملتقى الأنهار مع البحار برزخ، أي حاجز وفاصل. يقولون في العقيدة ( الحياة البرزخية ) يعني التي تفصل بين الدنيا والآخرة. نقول: هنا حقيقة علمية أشار الله إليها؛ أن ما بين مصب ماء النهر وماء البحر برزخ فاصل بين المائين.
          نعم الآن العلم الحديث أثبت هذا، الحمد لله، هذه قضية أوردها الله عز وجل في ثنايا الآية من باب الامتنان وإنعامه على الناس، وبأنه وحده مستحق أن يُعبد دون سواه.
          وليس باللازم أن كل حقيقة علمية أو كل معلومة علمية تجد لها في القرآن أصلاً. لا، القرآن لم يوضع لهذا.
          إذاً قضية ( لا تفنى عجائبه أو لا تنقضي عجائبه ) هذه القضية مضبوطة في التفسير العلمي بشروط قبول التفسير بالرأي الخمسة [ ومر ذكرها ]. إن لم تتوفر يكون هذا التفسير تفسيراً بالرأي الباطل المذموم.
          إذاً ( لا تنقضي عجائبه ) لمن استعمله على الأصول العلمية المعتبرة عند أهل العلم. هذا هو المقصود بقوله: ( لا تنقضي عجائبه ).
          فليست القضية متروكة هكذا بدون قواعد وبدون ضوابط، يأتي الإنسان ويُحمِّل القرآن أموراً وأشياء ومعانيَ هي ليست من دلالة لفظه، أو هي ليست مما يناسب سياق الآية، أو هي مما يخالف ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة مخالفة تضاد.
          هذا خطأ ولا يصح الارتكاز على قضية ( ولا تنقضي عجائبه ).

          تعليق


          • #20
            بسم الله الرحمن الرحيم

            :::الإعجاز العلمي للقرآن:::لابد أولاً من افتراض حسن النية في كل من يحاول اجتذاب الناس إلى دينهم مهما ظهر من مجافاته طريق الصواب ؛ فقد قال الله تعالى عن أضل عباده :
            {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} [الأعراف:30] ، ولكن لا بد من إظهار انحرافه عن منهاج النبوة حتى لا يغتر به الآخرون .
            ومن أسوء الأمثلة على ذلك : ربط كلام الله اليقيني بالنظريات الحديثة في الكون والحياة ، وكلها ظنية قابلة للتغيير والتبديل .
            يعيد بعض الباحثين (1) بداية هذا الانحراف إلى ما يلي :
            1ـ محاولة بعض المفسرين الماضين سد الثغرات المتوهمة في قصص الأنبياء بالتفاصيل المأخوذة من التوراة والإنجيل ؛ غافلين عن حكمة اقتصارها في كتاب الله على مواطن العظة .
            2ـ الاحتجاج بشعر العرب على القرآن ـ بدلاً من الاحتجاج بالقرآن على اللغة ـ : كما احتج الأشاعرة على تأويل الاستواء بالاستيلاء : (قد استوى بشر على العراق ) ، وتأويل الكرسي بالعلم : (ولا يُكرسئ علم الله مخلوق)؛ صرفاً للفظ عن ظاهره .
            3ـ الاحتجاج بالرأي المخالف لمنهاج السنة ؛ فيفهم الآية انتصاراً للمذهب: كما احتج الخوارج على ضلال عثمان وعلي رضي الله عنهما بقول الله تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً} [الأنفال: 25] مؤكدين رأيهم بحديث موضوع : أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان : (بك تفتح)، ولعلي (أنت إمامها وزمامها وقائدها تمشي فيها مشي البعير) .
            وكما احتج الإمامية على حصر الولاية في علي رضي الله عنه ـ والأئمة من نسله ـ بقول الله تعالى :{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55] ، وأنها نزلت في علي رضي الله عنه ؛ إذ سأله سائل وهو راكع في صلاته ؛ فأومأ إليه بخنصره فأخذ خاتمه منه .
            ولعلَّ أول من وقع في شبهة الإعجاز العلمي في القرآن : الغزالي (ت505) في (إحيائه) ؛ إذ ادعى أن القرآن يحوي سبعة وسبعين ألف علم ، بعدد كلماته مضاعفة أربع مرات ؛ بادعائه أن لكل كلمة ظاهراً وباطناً وحدَّاً ومطلعاً ، وفي كتابه
            (جواهر القرآن) يخصص الفصل الخامس لبيان اشتمال القرآن على جميع العلوم أو الفنون الدنيوية .
            وكما فتح الغزالي الباب للخلط بين التصوف والإسلام ؛ فتحه للخلط بين الفكر والفقه في نصوص الوحي ، فجاء من بعده الرازي (ت606)فزاد الطين بلة .. ثم استفحل الأمر فجاء ابن أبي الفضل المرسي (ت655) ؛ فاستخرج الهندسة من قوله تعالى: {انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ} [المرسلات:30] ، والجبر والمقابلة من الحروف في أوائل السور مثلاً .
            وفي هذا العصر الذي بهر أبصار المسلمين وبصائرهم بنظرياته ومخترعاته ، وإذا كان الكواكبي (ت 1320) هو السابق للابتداع في التفسير بمثل عزوه التصوير الفوتوغرافي إلى قول الله تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً} [الفرقان:45] ؛ فإن لواء الابتداع في هذا الأمر معقود للشيخ/طنطاوي جوهري(ت1358)؛ ففي مؤلفه : (الجواهر في تفسير القرآن ـ 26مجلداً ) كثيرمن المضحكات المبكيات، منها : استخراج تحضير الأرواح من قوله تعالى: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى} [البقرة: 73] ، وقوله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا} [البقرة: 259] ، وقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى} [البقرة: 260] ، واستنبط من الآيات أن يكون محضر الأرواح ذا قلب نقي خالص كالعزير وإبراهيم وموسى .
            وبهرت لغة العصر سيد قطب فوصف كلام الله (بالتصوير الفني ، والتصور الرباني ، والموسيقى الحادة التقاسم ، والموسيقى المطمئنة المتموجة) .
            ومصطفى محمود تكلم عن (سمفونية الفاتحة) ، وعن (الشفرة والرمز والألفاظ المطلسمة) في القرآن ، وفي محاولة كل منهما ـ الأديب والطبيب ـ تفسير القرآن ما يفوق ذلك افتئاتاً على اللفظ والمعنى ، وانحرافاً عن شرع الله ومنهاج خيار هذه الأمة .
            وإذا لم يقف ولاة أمر المسلمين في وجه هذا الهجوم الشرس على تفسير كلام الله بغير علم ولا هدى ، من قبل الأدباء والوعَّاظ والوراقين وتجار الدين، فليس من المستبعد أن يحدث في الإسلام ما حدث في النصرانية عندما أرادت اللحاق بركب العصر العلمي ؛ فأدخلت في تفسير الأناجيل دراسات في الفلك ، وفي الرياضة والعلوم الطبيعية والفنون التطبيقية ، ولما تغيرت النظريات مع الزمن ـ كما يحدث دائماً في النظريات الظنية ـ فقد الدين النصراني احترامه بين أكثر أهله .
            وقد رأينا اليوم انصراف الشباب المسـلم عن تفاسير الأئمة في القرون الأولى ، وهم أهل اللغة التي أنزل بها القرآن ، وأهل العلم الشرعي المستنبط من الوحي ؛ إذ أغشاهم البريق المؤقت للتفاسير العصرية عن التمييز بين الحقيقة والخيال وبين العلم اليقيني والفكر الظني .
            وإعجاز القرآن عرفه المسلمون الأوائل
            القدوة في فصاحته وبلاغته وحججه البالغة ، وإخباره عن غيب لا يعلمه إلا من أنزله ،
            وبدعة الإعجاز العلمي للقرآن لا تعدو أن تكون إهانة للقرآن ، وإعلاء لنظريات الملحدين .

            وصلى الله وسلم على محمد و آل محمد .
            هامش
            (1) للتفصيل يراجع كتاب (بدع التفاسير) ، لرمزي نعناعة أثابه الله.

            المقال للشيخ العلامة :سعد بن عبد الرحمن الحصين
            حفظهُ الله

            تعليق


            • #21
              كلام الشيخ الفوزان في تفسير ( المنار، الجواهر، تفسير الملحد مصطفى محمود ) :

              السؤال: فضيلة الشيخ، هل يوجد الآن قرآن مفسر من قبل المفكرين والأدباء؟ نرجوا من فضيلتكم ذكر أمثلة لهذه التفاسير.

              جواب الشيخ: كثير، كثير، تفسير المنار، أول شيء فيه أشياء كثيرة فظيعة، وكما نقل عن شيخه محمد عبده؛
              تفسير الجواهر هذا، نحو الجواهر، سمى تفيره الجواهر، وهو اسمه أبو الجوهر، هذا أيضا كله خرافات وأباطيل ونظريات فسر بهذا القرآن الكريم؛
              وتفسير القرآن بالإعجاز العلمي كثير الآن، كله ما عليه دليل ولا.. وإنما هو تخرصات؛ نعم.
              وهذا الملحد الخبيث هذا مصطفى محمود، اسمه مصطفى محمود، هذا يفسر القرآن الآن بأباطيل وافتراءات والعياذ بالله، نعم، والمشكل أنه يجي ... والتلفزيون، نعم.
              يقول بأن بني آدم مخلوفون، أصل البشر قرد، متحول عن قرد، ما هو من بني آدم، كأنه حكم على نفسه بأنه قرد، وهو صحيح أنه قرد في فكره وفي عقيدته، قرد؛ نعم.

              http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Fata...px?PageID=9048

              تعليق


              • #22
                اسأل الله أن يعيننا على تكملة ماتبقى

                تعليق


                • #23
                  قال الشيخ صال الفوزان - حفظه الله تعالى - في ( كتاب إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد > باب قول الله تعالى ' حتى إذا فزع عن قلوبهم ' ) ما يأتي :

                  فالحاصل: أن هذا حديث عظيم، فيه فوائد عظيمة:

                  الفائدة الأولى : فيه أن السنة النبوية تفسر القرآن، فهذا الحديث فسر هذه الآية: حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ ففيه رد على الطائفة الخبيثة التي تريد رفض السنة والاقتصار على القرآن، وإذا اقتصر على القرآن من أين نفسر القرآن؟ القرآن يفسر بأحد أربعة أمور:

                  أولا : يفسر القرآن بالقرآن .

                  ثانيا : إذا لم يكن فيه تفسير من القرآن يفسر بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم .

                  ثالثا : إذا لم يكن فيه تفسير من الرسول -صلى الله عليه وسلم- يفسر بأقوال الصحابة؛ لأنهم تلاميذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعنه تعلموا وتلقوا العلم، فهم أدرى الناس بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم .

                  رابعا : إذا لم يكن هناك تفسير من الصحابة يفسر بمقتضى لغة العرب التي نزل بها، ينظر إلى معنى الكلمة في لغة العرب ويفسر بلغة العرب التي نزل بها .

                  أما أن يفسر القرآن بغير هذه الطرق فهذا باطل، إما بالقرآن، وإما بالسنة، وإما بقول الصحابي، وإما بلغة العرب التي نزل بها، ولا يفسر القرآن بغير هذه الوجوه .

                  نعم، اختلفوا في قول التابعي: هل يفسر به القرآن؟ منهم من يرى ذلك، فيكون وجها خامسا، لأن التابعي له خاصية؛ لأنه تتلمذ على صحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فله ميزة على غيره ممن تتلمذ على غير الصحابة .

                  أما تفسير القرآن بغير هذه الوجوه فلا يجوز؛ لأنه قول على الله بلا علم، فالذين يفسرون القرآن بالنظريات الحديثة- أو ما يسمونه بالعلم الحديث- فهذا خطأ، وهذا قول على الله بلا علم، فالنظريات هذه عمل بشر، تصدق وتكذب، وكثير منها يكذب، ويأتي نظرية أخرى تبطل هذه النظرية السابقة، مثل: ما عند الأطباء، ومثل: ما عند الفلاسفة؛ لأنه عمل بشر، فالنظريات الحديثة لا يفسر بها كلام رب العالمين، ولا يقال: هذا من الإعجاز العلمي- كما يسمونه- هذا ليس بإعجاز علمي أبدا، كلام الله يصان عن نظريات البشر، وعن أقوال البشر؛ لأن هذه النظريات تضطرب ويكذب بعضها بعضا، فهل يفسر كلام ربنا بنظريات مضطربة؟ هذا باطل ولا يجوز، ويجب رفض هذا التفسير، والاقتصار على الوجوه الأربعة- أو الخمسة- التي نص عليها أهل العلم، كما ذكرها ابن كثير -رحمه الله- في أول التفسير .

                  المصدر : موقع الشيخ على هذا الرابط

                  http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Libr...32&SectionID=1

                  تعليق


                  • #24
                    قال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله تعالى - في ( شرح كشف الشبهات ص64 ) ..


                    (( لابد من دراسة القران على ضوء السنة النبوية وتفسير السلف الصالح لا على ضوء الدراسات المعاصرة المبنية على التخرص والجهل او ما يسمونه بالاعجاز العلمي ))
                    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله خالد البدوي; الساعة 16-06-2008, 09:00 AM.

                    تعليق

                    يعمل...
                    X