بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و أ شهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداَ عبده ورسوله.
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)( ([1]).
) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1) ( ([2]).
) ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)( ([3]).
أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة، وَكُلَّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ" ([4]). أما بعد :
[1] - آل عمران.
[2] - النساء.
[3] - آل عمران.
[4] - هذه خطبة الحاجه انظر تخريجها في تعليقي على أحاديث المنتقى للمجد بن تيمية رقم (2687).
فقد جمعت في هذه الرسالة اللطيفة أربعين آية وأربعين حديثا في فضائل القرآن الكريم وفضائل أهله العاملين، وذم المتأكلين به والمتاجرين، والغالين فيه والجافين عنه، وقد قمت بجمع شرح مبسط لكل آية وحديث لتتم الفائدة في كتاب لطيف عسى أن يستفيد منه مطالعه وخاصة المعتنين بكتاب الله تعالى فيجعلوا من هذه الأدلة نموذجا يسيرون عليه في حياتهم العلمية والعملية، هذا ولم أجعل له ترتيبا معينا ولا عناوين، وعسى أن يكون ذلك في طبعة قادمة، وأسأل الله تعالى القبول لهذا العمل إنه على كل شئ قدير، وأملي من كل من وقف لي فيه على خطإ أو هفوة أن يدلني على ذلك مأجورا مشكورا والحمد لله رب العالمين.
وهذا جدول بالرموز المستخدمة في الرسالة:
إعداد: أبي حفص عمر بن أحمد بن محمد هامل الحسني
1/ذو الحجة/1429هـ الموافق 29/ نوفمبر/2008م
الآيـــــــــــــات
الآية الأولـى
قال الله تعالى:{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً } [الإسراء: 9].
قال الشيخ السعدي رحمه الله : يخبر تعالى عن شرف القرآن وجلالته وأنه { يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } أي: أعدل وأعلى من العقائد والأعمال والأخلاق، فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع أموره. { وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً } أعده الله لهم في دار كرامته { أَجْراً كَبِيراً } لا يعلم وصفه إلا هو. {وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (10) } [الإسراء: 10] فالقرآن مشتمل على البشارة والنذارة وذكر الأسباب التي تنال بها البشارة وهو الإيمان والعمل الصالح والتي تستحق بها النذارة وهو ضد ذلك .
الآية الثانية
قال الله تعالى:{ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4)} [المزمل: 4].
قال ابن كثير رحمه الله: وقوله: ) وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ( أي: اقرأه على تمهل، فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره. وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه، قالت عائشة: كان يقرأ السورة فيرتلها، حتى تكون أطول من أطو ل منها. وفي صحيح البخاري، عن أنس: أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كانت مدًا، ثم قرأ ) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( يمد بسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم. . وقال ابن جُرَيج، عن ابن أبي مُلَيكة عن أم سلمة: أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت: كان يقطع قراءته آية آية، ) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ( رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي. . وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يقال لصاحب: القرآن: اقرأ وارْقَ، ورَتِّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها". ورواه أبو داود، والترمذي والنسائي .
[1] - آل عمران.
[2] - النساء.
[3] - [الأحزاب].
المقدمة
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و أ شهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداَ عبده ورسوله.
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)( ([1]).
) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1) ( ([2]).
) ا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)( ([3]).
أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة، وَكُلَّ ضَلالَةٍ فِي النَّارِ" ([4]). أما بعد :
[1] - آل عمران.
[2] - النساء.
[3] - آل عمران.
[4] - هذه خطبة الحاجه انظر تخريجها في تعليقي على أحاديث المنتقى للمجد بن تيمية رقم (2687).
فقد جمعت في هذه الرسالة اللطيفة أربعين آية وأربعين حديثا في فضائل القرآن الكريم وفضائل أهله العاملين، وذم المتأكلين به والمتاجرين، والغالين فيه والجافين عنه، وقد قمت بجمع شرح مبسط لكل آية وحديث لتتم الفائدة في كتاب لطيف عسى أن يستفيد منه مطالعه وخاصة المعتنين بكتاب الله تعالى فيجعلوا من هذه الأدلة نموذجا يسيرون عليه في حياتهم العلمية والعملية، هذا ولم أجعل له ترتيبا معينا ولا عناوين، وعسى أن يكون ذلك في طبعة قادمة، وأسأل الله تعالى القبول لهذا العمل إنه على كل شئ قدير، وأملي من كل من وقف لي فيه على خطإ أو هفوة أن يدلني على ذلك مأجورا مشكورا والحمد لله رب العالمين.
وهذا جدول بالرموز المستخدمة في الرسالة:
الرمز | معنــــــــــــــــــــــــــــاه | الرمز | معنــــــــــــــــــــــــــــاه |
خ | البخاري | حم | أحمد |
م | مسلم | مي | الدارمي |
د | أبو داود | ك | الحاكم |
ت | الترمذي | هق | البيهقي |
ن | النسائي | خد | الأدب المفرد للبخاري |
جه | ابن ماجة | ص | صحيح |
إعداد: أبي حفص عمر بن أحمد بن محمد هامل الحسني
1/ذو الحجة/1429هـ الموافق 29/ نوفمبر/2008م
الآيـــــــــــــات
الآية الأولـى
قال الله تعالى:{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً } [الإسراء: 9].
قال الشيخ السعدي رحمه الله : يخبر تعالى عن شرف القرآن وجلالته وأنه { يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } أي: أعدل وأعلى من العقائد والأعمال والأخلاق، فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع أموره. { وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً } أعده الله لهم في دار كرامته { أَجْراً كَبِيراً } لا يعلم وصفه إلا هو. {وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (10) } [الإسراء: 10] فالقرآن مشتمل على البشارة والنذارة وذكر الأسباب التي تنال بها البشارة وهو الإيمان والعمل الصالح والتي تستحق بها النذارة وهو ضد ذلك .
الآية الثانية
قال الله تعالى:{ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4)} [المزمل: 4].
قال ابن كثير رحمه الله: وقوله: ) وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ( أي: اقرأه على تمهل، فإنه يكون عونا على فهم القرآن وتدبره. وكذلك كان يقرأ صلوات الله وسلامه عليه، قالت عائشة: كان يقرأ السورة فيرتلها، حتى تكون أطول من أطو ل منها. وفي صحيح البخاري، عن أنس: أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كانت مدًا، ثم قرأ ) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ( يمد بسم الله، ويمد الرحمن، ويمد الرحيم. . وقال ابن جُرَيج، عن ابن أبي مُلَيكة عن أم سلمة: أنها سُئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت: كان يقطع قراءته آية آية، ) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ( رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي. . وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يقال لصاحب: القرآن: اقرأ وارْقَ، ورَتِّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها". ورواه أبو داود، والترمذي والنسائي .
[1] - آل عمران.
[2] - النساء.
[3] - [الأحزاب].
تعليق