بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ومن أستن بسنته وأهتدى بهديه................ أما بعد
قال تعالى : " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ "
قال تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ "
قالَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « خَيركُم مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعلَّمهُ "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ اللَّه يرفَعُ بِهذَا الكتاب أَقواماً ويضَعُ بِهِ آخَرين »
والأدلة في فضل القرآن وأهله كثيرة
وحفظ القرآن فرض كفايه على هذه الأمه
قال الله تعالى: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ)
وعَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ : ( أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا : ....إِنَّمَا بَعَثْتُكَ لِأَبْتَلِيَكَ وَأَبْتَلِيَ بِكَ ، وَأَنْزَلْتُ عَلَيْكَ كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ ، تَقْرَؤُهُ نَائِمًا وَيَقْظَانَ ...)
ومن الطرق لحفظ القرآن الكريم الطريقة الموريتانيه التي تستخدم فيما يسمى بالمحاظر أو المحاضر وهي مدرسه لتحفيظ القرآن وحفظ المتون وتلقي العلوم الشرعيه
وهذه الطريقه ترتكز على عامل مهم في الحفظ وهو التكرار أي تكرار الشيء المراد حفظه حتى يرسخ في الذهن
وسنقوم بشرح هذه الطريقه مع بعض التعديلات ففي المحاظر يستخدمون اللوح الخشبي لكتابة الآيات أو المتن المراد حفظه ونحن سنستخدم المصحف مباشرةً
أولاً: تجعل لك ثلاثة أوقات خلال اليوم مخصصة للحفظ فقط وهذه تسمى الجلسات مثلاً بعد الفجر (الجلسة الأولى) بعد العصر (الجلسة الثانيه) بعد العشاء (الجلسة الثالثه) أو أي وقت آخر تراه مناسباً
ثانياً: يكون الحفظ خمسة أيام في الأسبوع ويومان للراحه وقضاء العمل
ثالثاً: يراعى أن يكون المصحف بخط كبير وواضح حتى لا تتعب العينان من النظر فيه
رابعاً: يراعى أن يُقرأ على قاريء قبل البدء في التكرار حتى لايقع الخطأ في القراءه أو الإستماع إلى شريط أحد القُرّاء لتصحيح القراءه
خامساً: ستحفظ يومياً وجهاً من المصحف أي أن الحفظ سيكون على أساس الأوجه لا على أساس الآيات
وتكون الطريقة كالتالي:
اليوم الأول...
تبدأ في اليوم الأول في الجلسة الأولى(مثلاً بعد الفجر) بقراءة الوجه الأول (الأفضل أن يكون على قاريء) وتكرر قراءة هذا الوجه حسب إستطاعتك مثلاً ثلاثين مرة من المصحف فإذا رأيت أنك بدأت تحفظها فقلل النظر في المصحف ثم في الجلسة الثانيه تكرر أيضاً من المصحف وغيباً إن إستطعت وكذلك في الجلسة الثالثه هنا تكون قد أنتهى اليوم الأول وقد كررت الوجه الأول حوالي تسعين مرةً أو أكثر أو أقل حسب الهمه وستجد نفسك قد حفظت الوجه بشكلٍ لابأس به
اليوم الثاني....
تكرر الوجه الأول الذي أخذته بالأمس وقد تنقص عدد التكرار في هذا الوجه إلى عشرين تكراراً في كل جلسه
وتضيف وجهاً جديداً وتكرره كما فعلت بالأمس ثلاثين تكراراً لثلاث جلسات. لاحظ أنه أصبح لديك في اليوم الثاني وجهان وجه قديم ووجه جديد
اليوم الثالث......
تكرر الوجه الأول والثاني وتضيف وجهاً جديداً ولثلاث جلسات أيضاً. الآن أصبح عندك ثلاثة أوجه تكررها لثلاث جلسات
اليوم الرابع....
تكرر الأوجه الثلاثه القديمه وتضيف وجهاً جديداً. في نهاية اليوم الرابع يكون عندك أربعة أوجه
اليوم الخامس.....
تحذف الوجه الأول وتكرر الأوجه الثلاثه وتضيف وجهاً جديداً. الآن أصبح عندنا أربعة أوجه يومياً ثلاثة قديمه وواحد جديد وفي كل يوم نحذف أقدم وجه ونأتي بوجه جديد
اليوم السادس والسابع وووو....الخ
ونستمر على هذه الطريقه فيصبح عندنا يومياً أربعة أوجه ثلاثة قديمه وواحد جديد وفي كل يوم نحذف الوجه القديم ونأتي بجديد وهكذا
ستجد نفسك قد كررت كل وجه أربعة أيام متتاليه قبل حذفه وبعد تكرار الوجه الواحد لأربعة أيام متتاليه في كل يوم ثلاث جلسات تكون قد حفظت الوجه بشكل جيد جداً إن لم نقل متقن
بهذه الطريقه نحفظ جزءً واحداً في الشهر والقرآن كاملاً في ثلاثين شهراً
ملاحظه: لابد من مراجعة ما حفظته بقراءته في الصلوات وقيام الليل فهو يعينك على تثبيت الحفظ، وبعد إكمال الجزء كاملاً يتم مراجعته كاملاً لربط الآيات وتثبيت الحفظ
ويراعى أيضاً ربط آخر الوجه مع بداية الوجه الجديد يومياً
ومن فوائد هذه الطريقه:
ترسيخ المحفوظ في الذهن حيث تستطيع إسترجاعه في أي وقت
تقوية الذاكره فيصبح الحفظ سهلاً جداً خاصةً مع الإستمرار
وفي النهايه أرجو أن يكون ما ذكرته واضحاً وفي حالة وجود اي استفسار أو ملاحظه فلا تتردد في السؤال
أسأل الله أن ينفعني وإياكم بالقرآن الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه
أبو محمد حسن بن سعيد القحطاني
السادس والعشرين من شهر رجب لعام أربع وثلاثين وأربعمائه وألف
أبو محمد حسن بن سعيد القحطاني
السادس والعشرين من شهر رجب لعام أربع وثلاثين وأربعمائه وألف
تعليق