إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

:::مهم::: [(35) فائدة من قصة الشرك في قوم نوح عليه الصلاة والسلام]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    الفائدة السادسة عشر:

    الفائدة السادسة عشر:
    لَم يَْكُنْ هَؤُلاءِ الصَّالُِحونَ مُقِِّريْنَ للشِّرْكِ؛ بَلْ كَانُوا عَلَى التَّوحِيِْد.

    كَمَا تقدَّم فِي أثر ابن عَبَّاس «كانَ بينَ آدمَ ونُوحٍ عَشَرَةُ قُرونٍ كُلُّهُمْ عَلَى شَرِيْعَةٍ مِن الحقِّ» [المتقدم برقم ٤]، بل إنَّ فِي أثر ابن عَبَّاس فِي البُخَارِيّ ما يدلُّ عليه وهذا يدلُّ عَلَى أنَّهم لم يكونوا يَعْمَلُون الشِّركَ، ويَعْرِفُونَهُ ؛ حتَّى إذا هَلَكَ ذَلكَ الجيلُ، وذَهَبَ اَلعِلْمُ جاءَِ شْرُك القُُبوِرِّييْنَ!!.

    تعليق


    • #17
      الفائدة السابعة عشر:

      الفائدة السابعة عشر:
      وفِي هَذِه الآثَارِ مَا يَدُلُّ عَلَى أَّن هَُؤلاءِ الصَّالِحِيَن، وغَيَْرهُْم لاُ يقُِّرونَ الشِّْركَ –كََما تََقَّدمَ- .

      وفِي آيَاتٍ من كتَِابِ اللهِ تَعَالَى مَا يَدُلُّ عَلَى أنَّهم يَوَْم القِيَاَمةَِ يكفُرُونَ بِِشْركهِِمْ ،وَيكُوُنونَ لهَمْ أَعْدَاءً.
      قال تَعَالَى: ﴿َ واَّلذِينَ تَْدعُونَ مِنْ دُونِهَِ ماَ يمْلكُِونَ مِنِْ قطِْميرٍ ( ١٣ ) إنِْ
      تَدُْعوُهْم لاَ يسْمَعُواُ دعَاءَكُمْ وَلَْوَ سمِعُوا مَا اسْتَجَاُبوا لَكُمْ وََيْوَم القَِياَمةَِ يكْفُرُونَ
      بشِِْرككُِْمَ ولُا ينَبُِّئكَ مِثْلُ خَبيِرٍ ﴾ [فاطر/١٣- ١٤].

      وقال تَعَالَى: ﴿َ ومَْن أَضَلُّ مِمنَّْ يَدُْعو مِْن دُونِ اللهَِّ مَنْ لَا يسْتَجِيب لَهُ إِلَى يَوْمِ القَِياَمِة وَهُمَْ عنْ دُعَائهِِمَْ غافلُِونَ( ٥)َ وإِذَاُحشِرَ الناَّسُ كَانُوا لهَُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بعَِِبادَتِهمِْ كَافرِِين ﴾ [الأحقاف/ ٥- ٦].

      تعليق


      • #18
        الفائدة الثامنة عشر:

        الفائدة الثامنة عشر:
        الناَّسُ كانُوا في أوَّلَِ عهْدِهِْم أَُّمةً وَاحِدَة عًلى التَّوحيدِ الخَالصِ، ثُمَّ طََرأَ عَليهم الشِّركُ، خِلافاً لَقوِل الفَلاسَِفِة، والملاحِدَة!ِ.

        قَاَل الإَماُم الألبَانيِ-َُّرحَِمهُ اللهُ تَعَالَى - في «الصحيحة» (٧/ق٢/ ٨٥٤-٨٥٥ تحت رقم ٣٢٨٩) - بعدَ أثَرِ «كانََ بيَْن آدَمَ ونُوحٍ عشََرةُ قُرُونٍ»-:«وفيِِه فَائدةٌ هَامَّةٌ، وهي أنَّ النَّاسَ كانُوا في أوَّلِ عَهْدِهِمْ أَُّمةً وَاحِدَة عًلى التَّوحيدِ الخاَلصِ،ُ ثَّم طََرأَ عَليهم الشِّرُك،ِ خلافاً لَقوِل الفَلاِسفَِة، والملاحَِدِة أنَّ الأصلَ فيهم الشِّرُك،ُ ثَّم طََرأَ عَليهم التَّوحيدُ، ويُبْطُِل قَوَلهم هَذا الحديثُ، وغَيرُه ممَّا هو نَصٌّ في نُبُوَّةِ أَبِيهِْم آدََم-َعَليهِ الَّسلاُم-إلىَ أدِلَّةٍُ أخرَىُ كنْتُ ذَكَرْتَُ بعَضَها في كتَابِي «تَحذيرُ الَّساجِدِ» (ص/ ١٤٧- ١٥٠) ، فراجعه؛ فإنَّه مُهِمٌّ!» انتهى.

        تعليق


        • #19
          الفائدة التاسعة عشر:

          الفائدة التاسعة عشر:
          تَقْليِْدُ الآبَاءِ سَبَبٌ عَظيِْمٌِ منَ أسْبَابِ الشِِّْرك،بَلُْ هوَ سِمَةٌ فِي المُشْرِكيِْنَ!.

          قال تَعَالَى: ﴿ أَْم آََتيْناَهُْم كتَِابًاِ مْنَ قْبلهَِِ فُهمْ بِهِ مُسَْتْمسِكُونَ( ٢١ ) بْل قَاُلوا إنَِّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَُى أمَّةٍ وَإنَِّاَ علَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ( ٢٢ ) وََكَذلكََِ ماَ أرْسَلْنَا مِنْ قَْبلكَِ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إلِا قََّالَ مُتَْرفُوهَا إنَِّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍَ وإنَِّاَ عَلى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ٢٣ ) قَالَ أََولَْو جِئْتُكُمْ بأَِهْدَى مَِّما وَجَدُْتمَْ علَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَاُلوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافرُِونَ ﴾ [الزخرف/٢١- ٢٥].
          والآيات فِي هذا الباب كثيرة معلومة.
          وهؤلاءِ المشركونَ -من قَومِ نُوحٍ - زَادُوا - مَعَ تَقْلِيدِهم- أنهَّم جَاهلونَ
          بحقيقةِ ما عليه آبَاؤُهم!!.

          قال شيخ الإسلام مُحَمَّد بن عبدالوهاب-َ رحَِمهُ اللهُ تَعَالَى- فِي مسائله عَلَى «كتاب التوحيد»:«السادسة عشرة: ظنُّهم أنَّ العلماءَ الذين صوَّروا الصُّوَر أرادوا ذلك» انتهى.
          [«مؤلفات الشيخ» (١/ ٥٨) ، وانْظُرْ « تيسيرَ العزيزِ الحميدِ » (ص/ ٣١٣) و« إمْدَادَ القَارِيْ بشَرْحِ كتابِ التَّفسيرِ مِن صَحيحِ البُخَارِيّ » للعَلَّامَةِ الجليلِ عُبَيدٍ الجابريِّ -حفظه الله تَعَالَى -].
          وِفي هذه الفائدة بياُن أَّن المقُلِّدَ جاهلٌ، متَّبعٌِ لغيره، قال الشاعر:
          مَا الفَرْقُ بَيَْنُ مقَلِّدٍ فِيِديْنِِه *** رَاضٍ بقَِائدِه الَجهُولِ الَحائرِ!
          وبَهيمةٍ عمياء قادَ زمامها *** أَعْمَىَ علَِى عوَجِ الطَّرِيْقِ الجَائرِ!!

          فلو قالَ لهَ متْبُوُعُه: هََذا طَِريْقُ آبَائَك لصَدَّق!، ولمَ يْحَْتَج إلِى أثَارَةٍ مِنِ علْمٍ!!.

          تعليق


          • #20
            المشاركة الأصلية بواسطة أبو محمد سعيد السعدي مشاهدة المشاركة
            و« إمْدَادَ القَارِيْ بشَرْحِ كتابِ التَّفسيرِ مِن صَحيحِ البُخَارِيّ » للعَلَّامَةِ الجليلِ عُبَيدٍ الجابريِّ -حفظه الله تَعَالَى -].

            تنبيه:
            وصف عبيد الجابري بــ"العلامة الجليل" كان قبل أن يتحزب ، فقد كتب أبو العباس الشحري هذه الرسالة عام (1423هـ) ، وعبيد أظهر ما عنده من تحزب عام (1429هـ).
            قال عنه إمام الجرح والتعديل في هذا الزمان العلامة الناصح الأمين يحيى الحجوري حفظه الله:
            حزبي محترق. [قاله ليلة الأحد (16/6/1431)].
            وقال عنه:
            فاجر ، حزبي خبيث. [عصر السبت (22/6/1431)].
            وقال عنه:
            عبيد الجابري لا يصلح للفتوى ، فهو أحميق وعنده خصلة من خصال النفاق ، فإنه إذا خاصم فجر ، وهو وضاع يقبل من الكذابين.[ليلة الثلاثاء (24/12/1431)].
            وقال عنه:
            يقول عبيد الجابري بوجوب الهجرة من أوروبا إلى برمنجهام.[ليلة الثلاثاء (8/1/1432)].
            وقال عنه:
            ينزل عند جمعية دار البر في الإمارات. [ليلة الثلاثاء (15/1/1432)].
            انظر: [فأذن مؤذن رقم (108) ص(35-36)].
            وقال عنه:
            وقال عنه عبيد الجابري عبيد الحزب الجديد.
            وقال عنه:
            عبيد الجابري أعمى حساً ومعنى ولا يضره عمى البصر ، فكم من إمام جهبذ أعمى البصر والذي يضر هو عمى البصيرة.
            وقال عنه:
            أما نحن فعبيد الجابري كبرنا عليه أربعاً.
            وقال عنه:
            أما مثل تخليطات عبيد والله مخلط ليس من أجل أنه تكلم فيّ أو تكلمت فيه ولكنه الحق والله مخلط ، وانظر كلامه حول قطب ، وكلامه حول الإنتخابات ، يخبط آخر كلامه ينقض أوله ما في حصيلة علمية.
            انظر: ["المجموع الثمين من أقوال الناصح الأمين" ص(151-153)].

            وقد رد عليه طلاب العلم شعراً ونثراً بل قد ردت عليه بعض النسوة بقصيدة. قاله الشيخ حسين الحطيبي حفظه الله في "فأذن مؤذن".
            قلت: وفي شبكتنا المباركة جملة وافرة من ذلك والله أعلم.

            تعليق


            • #21
              الفائدة العشرون:

              الفائدة العشرون:
              أنَّ سََببَ هَذا كُلِّهِ مَزْجُ الحَقِّ بالبَاطِلِ، فَالأَوَّلُ: مَحَبَّةُ الصَّالحِين،
              والثَّانِي: فعِْلُ أُنَاسٍ من أهلِ الصَّلاحِ شَيْئًا أَرادُوابِهِ خَيًْرا، فَظَنَّ مَن بَعدَهم أنَّهم أرَادُوا بهِ غيرَه.

              قَاَله شيخُ الإسلامِ مُحَمَّد بنُ عبدالوهاب-َرحَُِمه اللهُ تَعَالَى-فِي المسألةِ الخاَمِسَةِ من مسائلِ البَابِ ( ١٨ ) من .« كِتَابِ التَّوحيدِ »
              [« مُؤلَّفَاتِ الشَّيخِ » (٥٧/١)].

              تعليق


              • #22
                الفائدة الحادية والعشرون:

                الفائدة الحادية والعشرون:
                المُتَأمِّلُ لحَِالِ القُبُورِِّييَنَ يرَى أنَّ الشَّيْطَانَ أوقَعَهُمْ فيِمَا أَوقَعَ فيِهِ قَوْمَ نُوحٍ!.
                فقد عظَّموا قبورَ الصالحين، تعظيمًا زائدًا، وغلو فِي محبة الصالحين، وأنزلوهم مَنْزِلةَ رِّب العَالَمين، أو مَنْزِلةَ الحجَُّابِ بين يدي الملوكِ، لا تقضي الحوائج إلا بهِم، فهم أقطابُ الكَون، والمتصرِّفون فيِه، وهم غوثُ العباد، وهم الأوتاد، ثُمَّ زادوا فِي طغيانهِم، فشَّيُدواُ قبورهم، وَسَّموها بـــــ« المشاهد » مُضَاهَاةً لبيوتِ الله « المساجد »!.
                وزَيَّنُوها، وجصَّصُوها، وأسرجُوها، وزَارُوها، بل وحجَّوا إليها!، وطافُوا بهِا،
                ونذورا لهَا، وسجَدوا لَها، وصرفوا لَها الدُّعاء، وعندها مندون الله تَعَالَى.
                حتَّى إنَّ لَهم أحوالاً عندها أعظمُ من أحوالهِم فِي الأوقات والأماكن المعظَّمَة فِي الشرع كبيت الله الحرام، وليلة القدر، ويوم عرفة، ووَقْتِ السَّحَر!!.
                وقَدْ رأيتُهُم فِي عصري -هذا- يأخذونُ صورًا لكَبرائهم يعلقونهَا فِي غرف
                الاستقبال مِنْ بيوتهِم، ومنهم من يجعلها تحَت وسادِة نوِمهِ!، تحتَ رأسِهِ!، ومنهم من يحملها فِي جيبه!!.

                فيِا هؤلاء: هل فََعَل قوم نوح إلا هذا أو أَقَلَّ؟!.
                قال شيخُ الإسلام مُحَمَّد بن عبدالوهاب-رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-فِي «كتاب التوحيد» (الباب/١٨):
                «المسألةُ الرابعةُ عشرَ: وهي أعجبُ وأعجبُ: قراءتُهم إيَّاها فِي التَّفسير، والحديث، ومعرفتُهم بمِعنى الكلام، وكونُ الله حالَ بينهم وبين قلوبِهم، حتى
                اعتقدوا أنَّ فعل قوم نُوحٍ أفضلُ العبادات، واعتقدوا أنَّ ما نهَى الله ورسولُه عنه، فهو الكفرُ المبيحُ للدَّمِ، والمْاَل».

                انتهى « مؤلفات الشيخ » (٥٨/١).

                التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد سعيد السعدي; الساعة 01-10-2012, 12:10 PM.

                تعليق


                • #23
                  الفائدة الثانية والعشرون:

                  الفائدة الثانية والعشرون:
                  ظَاهِرُ الآثَارِ أنَّ هذه الأصَْناَمُ بأَِعْيَانَِها انْتَقَلَْت إلَى العَرَِب، ويُؤَِّيدُهُ غَلَبَُة الوَثَنيَِِة، وافْتتَِانَُ كثيٍِْر مِن النَّاس بَِها.

                  وقَاَل بَعْضُ المفَُِّسِرْينَ: الظَّاهِرُ أنَّه لَم يَْبْقَ إِلاَّ الَأسَْماُء،َ فاَّتَخَذت الَعرَبُ أْصنَامًا، وسَمَّوْهَا بِهِمْ ، وَقاُلوا: عَبْدَ ودِّ،وَعبْدَ يَغُوْثَ، يَعْنُونَ أصنَامَهُْم!!.
                  [راجع: « روح المعانِي » (١٣٣/١٦)].
                  قُلتُ: وعلي أيِّ الحالَين، فالأمرُ أَعجُبِ من العَجَبِ!!، فَأَينَ زَمنُ نُوحٍ، وأَينَ
                  الطُّوَفانُ؟، وأَينَ زمُن العربِ؟!!.

                  تعليق


                  • #24
                    الفائدة الثالثة والعشرون:

                    الفائدة الثالثة والعشرون:
                    خََطرَُ تقْدِيْمِ الاستحِْسَانَِ علَى مَا جَاءَتْ بهِِ الرُّسُلُ عَن الله تَعَالَى، وأَنَّه سََببُ
                    الضَّلالِ!.

                    قالَ شيخُ الإسلامِ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الوَّهابِ-رَحَِمهُ اللهُ تَعَالَى- في «كِتَابِ التَّوحيدِ» البَابِ( ١٨ ) المسأَلَةِ التَّاِسعِة:«مَعرِفَةُ الشَيطَانِ بمَا تَؤُولُ إليهِ البدِعَةُ ، ولَو حَسُنَ قَصْدُ الفَاعِلِ !» ، وانظر:« التَّوضِيحَ المفُيدَ » للدُوَيشِ(ص/١١٥).
                    وللِِإمَامِ أَبِي عَبدِاللهِ الشَّافعِِيِّ (ت ٢٠٤ ) كِتَابٌ عَظِيمٌ، وجُزءٌ نَفِيسٌ سََّماهُ « إبِطَاَل الاسِتحِسَانِ » مَطُبوٌع آخِرَ اُلمجََّلدِ السَّابعِِ مِن الأمُِّ.

                    تعليق


                    • #25
                      الفائدة الرابعة والعشرون:

                      الفائدة الرابعة والعشرون:
                      فيِهِ شَاهِدٌ لمَا نُقِلَ عَن السَّلَفِ أَنَّ البِدَعَ سَبَبُ الكُفْرِ!.

                      قَالَهُ شَيخُ الإسلامِ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الوَّهابِ -َ رحَِمهُ اللهُ تَعَالَى- فِي «كِتَابِ التَّوحيدِ» البَابِ (١٨) المسأَلَةِ (٨).
                      قالَ العَلاَّمةُ المحَُدِّثُ عبدُاللهِ بنُ محمَّدِ الدُّوَيشُ (ت ١٤٠٨ ) -َرحَُِمه اللهُ تَعَالَى- في كتابه « التَّوضِيحِ المفُيدِ لمسائلِ كِتَابِالتَّوحيدِ » (ص/ ١١٥):أَي:«أنَّ الكُفرَ الَّذِي حَصَلَ في الأرَضِ بِسَِببِ مِا ابتَدَعَهُ هَؤُلاءِ مِن تَصوِيرِ صُوَرِهِم، والغُلُوِّ فيهم».

                      تعليق


                      • #26
                        الفائدة الخامسة والعشرون:

                        الفائدة الخامسة والعشرون:
                        الرَُّّد عَلَى مَنُْ يقَدُِّم الشُّبُهَاِت الَّتيِ يُسَمِّيْهَا بَعْضُهُمْ -غَلَطًا- «تَِْحقيْقَاٍت» عَلَى مَا جَاءَِ منِ عْندِ الله؛ لأنَّ ذَلكَ الَّذِي أَْوقََع المشُِْركيَن فِي الشِّرْكِ،

                        قَاَله العلامةُ المحِّْققُ سُليمانُ بنُ عبدِالله فِي «تيسيرالعزيز الحميد» (ص/ ٣١٣).

                        تعليق


                        • #27
                          الفائدة السادسة والعشرون:

                          الفائدة السادسة والعشرون:
                          تَْحرِْيمُ تَصْوِيْرِ ذَوَاتِ الأرَْوَاحُِ مطْلَقًا، وإِنْ اخَْتلَفَْت أَنَْواعُُه، فَكُلُّهَا فِي الإثُمَّ
                          دَاخِلَةٌ،وبَعْضُهَا فَوْقََ بعْضٍ فيِه.

                          والأدلَّةُ عَلََى ذلكََ كثيَِرةٌ قد صنَّفَ فيِها العلماءُ الأجلاءُ مصنَّفَاتٍ فيِها إنكارُ
                          ذلك.
                          وإنَّ القلبَ لَيحْزَنُ أنَّنَا فِي زَمنٍُ يَتحَاَيلُ فيِه عَلَى الُمحرَّماتِ بأدنَى الحِيَلِ!.
                          بل أعظمُ من هذا أنُْ يتقرََّب إلَى الله بمِا حرَّم الله!!، فَترَى الحزبيِّينَ -اليومَ-
                          يصوِّرونَ اليتامَى، والمساكين، ومَن يقدِّمونَ إلَِيهِ مَعرُوفًا، كمسَاعَدَةٍ فِي زَوَاجٍ- مَثَلاً -!!.

                          بل تطوَّروا فِي الحَرَام؛ فصاروا يُدْخِلُون آلاتِ التَّصوير إلَى بيوتِ الله تَعَالَى، كما أدخلَ قومُ نوحٍ - عليه السلام- صَُوَر الصَّالحِين، وتمََاثيِلهم إلى بيوت الله - تَعَالَى-!!.
                          يصوِّرون بِها المسلمين فِي بيوت الله تَعَالَى إمامًا، ومأمومين بحُِجَّة «الدعوة إلى الله تَعالى»!![في الهامش:وَهذا نَِظُير فعِْلِ قَومِ نُوحٍ-َعَليْهِ الَّسلاُم-كَما سَيَأْتِي -إنْ شَاءَ اللهُ تَعالَى-.].
                          فِي نَشرِ خُطَبِ الجُمَعِ ، والأعيادِ، والْمحُاضراتِ، وحثِّ أهل الخير بتصويرِ مَنْ تقدَّم ذكرُهم أوَّلاً!!.

                          سُبحانَ الله!! أَوَلا تَعلمونَ سَبيلًا تَدعونَ بهِِ إلَى الله تَعَالَى، وتَدُُّلوَن بهِ عَلَى الخيرِ إلا التَّصويرُ؟َ!.
                          إنَّ التَّصويرَ كبيرةٌ من الكبائر، وسببٌ من أعظمِ أسبابِ الشِّرك، وهو سِمَةٌ من سِمَات المشركين، عَذابُ فاعِلِه أشدُّ العذابِ يومَ القِيَامِة!.
                          هلْ يَستهينُ بِهذا مؤمنٌ؟! فَضْلًا عن أنْ يَجعلَه سبيلًا إلى الله؟!!.

                          قال الإمام البُخَارِيُّ -َ رحَِمهُ اللهُ تَعَالَى- فِي « صَحيحِهِ »:حَدَّثَنَا الحميديُّ قال:حَدَّثَنَا سُفْيَانَ حدَّثَنَا الأعَْمَش عن مسلم قال: كنا عند مسروق فٍِي دار يسار ابن نُميرٍ، فرأى فِي صَُّفتِهَِ تماثيل، فقال: سمعتُ النَّبيَِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آله وَسلََّم -يقول:« إنَّ أشَّد الناَّس عَذابًا عِندَ اللهِ يَوَم القِيَاَمِة المُصوِّرُونَ » ورَواهُ مُسلمٌ -أيضًا-.
                          وأَخْرََج البُخَارِيُّ -أيضًا- رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-حَدَّثَنَا إبِْرَاهِْيم بن المنذر حَدَّثَنَا أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع أنَّ عبدالله بن عمر-رَضِيَ اللهُ عَنْهُما-أخبره أنَّ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آله وَسلََّم - قال:«إنَّ الَّذِينََ يصنعُوَنَ هذِهِ الصُّورَ يُعذَّبُونَ يومَ القَيَامةِ يُقالُ لهَم: أَْحُيواَ ماخَلَقُْتم» ورَواهُ مُسلمٌ-أيضًا.

                          واعْلَم – وفَّقنيِ اللهُ وإيَّاك-أَنَّ لتحريمِ التَّصويرِ عِلَّتَيْن:
                          الأوُلَى: أنَّه وسيلَةٌ عظيمةٌ إلَى الشِّرْك!.
                          الأخُرَى: مُضَاهَاةُ خلقِ الله -تَعَالَى-.
                          [راجع:«إعانة المستفِيد» (١/ ٣٦٩-٣٧٠ )].

                          ومِماَّ يدلُّ عَلَى العِلَّة – الأوُلَى- حديثُ ابنِ عَبَّاس-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- المبَْحُوُث فِي هذا الجزُْءِ.
                          ومِمَّا يدُلُّ عَلَى الأُخْرَى حديثُ عَائشةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُا- فِي « الَّصِحْيحَيْنِ »:« أشَُّد الناَّسَِ عَذابًاَ يوَم القِيامَِة الذين يُضَاهُونَ بِخلقِ الله ».
                          وهذه العِلَّةُ تَشملُ التَّصويرَ الفُوتُغْرَافَِّي، والتِّلْفَازَ، والفِيديُو، وما يسمَّى بالنَّقلِ
                          المبَُاشِر-والتَّحقيقُ أنَّه مَحْفُوظٌ!-، بلْ هَذهِ أَشدُّ فِي المضُاهَاةِ مِن مُجَرِّدَِ رسْمِ اليَدِ، أو صُنعِ التِّمثَالِ
                          -كمَا لا يَخْفَى-![في الهامش:وهذا قَوُل طائفةٍ مِن العُلماِء كالَّشيِخ الألبَاِنِّي، والشَّيِخ مُقْبِلٍ الوَادِعِيِّ -رَحَُِمهمَا اللهُ تعَالَى-، وغَيرِهِمْ]
                          وقَدْ ضََرَب العَلامةُ المفِضَالُ الشيخُ حمودُ بُن عَبدِالله التُّويجِْريُّ - رَحِمَهُ اللهُ
                          تَعَالَى- مَثَلاً- بعلَّةِ الإسكارِ فِي الخمر؛ فتَحريْمُ الخمرِ المُسكرِ المعَُدِّ باليَدِ، ليس بأولَى من تحريْمِ اِلخمرِ المسكرِ الشَّديد السُّكْرِ الذيُ يصنَعُ بالآتٍ تتحرَّكُ، وتعملُ بالضَّغطَِ علَى زِرٍّ!!.
                          بَل هَذهِ أَولَى وأَولَى فِي التَّحريْمِ –كَمَا لا يَخْفَى-!.
                          وضََربَ لَهمُ
                          مُحَدِّثُ العَصِر نَاصُِر الدِّينِ الألَبَانِِّي مَثَلاً عَجِيبًا آخَرَ؛ فَقَاَل:«ولَقَدُ قلتُ لأَحدِهِم، مُنذُ سِنِينَ: يَلزَمُكُمَ علَى هََذا أَْن تُبيِحُوا الأصَنَامَ الَّتيِ لا تُنحَُت نَحًتا، وإنَِّمَا باِلضَّغطَِ علَى الزِّرِّ الكَهرَبَائيِّ الموَصُولِ بآِلَةٍ خَاصَّةٍ تُصِدرُ عَشَرَاتِ الأصَنَامِ في دَقَائقَ!!،َ فمَاَ تقُوُل في هََذا ؟!!؛ فَبُهِتَ!!! » انتَهَى مِن «أَدَبِ الزَّفَافِ» (ص٦٧- ٦٨).
                          قُلتُ: هََذانِ الَمثَلِان لا جَوَابَ لَهُم عَنهَُما أَبَدًا !!؛ فَجَزَى اللهُ تَعَالَى عُلَمَاءنَا عَنَّا خَيرًا.
                          وقالَ الشيخُ العلامةُ صالحُِ الفَوزانُ -حفظه الله تَعَالَى-:«...ويجعلُ الصُّورةَ عََلى شَكْلِ ضاحكةٍ، أو عَلَى شَكْلِ باكيَةٍ، أو شَكْلِ مُقطَّبَةِ الجَبينِ،أومسرورةٍ، كلُّ هذا مضاهاةٌ لخلقِ الله، وإنْ كانوا يسمُّون هذا مِن بابِ الفُنونِ، وهو فُنُونٌ شيطانيَّةٌ، والُجنونُ فنونٌ، فتسميةُ هذا من بابِ الفُنونِ لا يبَرِّرُ عملَه، والتَّصويرُ مَلْعُونٌ مَنْ فعلَهُ، ففِيه: التَّحذيرُ من التَّصويرِ، ونَصِْب الصُّور؛ لأنَّ ذلك يَؤولُ إلَى الشِّرك بالله عزَّ وجلَّ، وهذا أعظمُ العلَّتينِ فِي النَّهي عن التَّصويرِ، ونصبِ الصُّورِ،لاسَّيما صُوُر اُلمعظَّميَن مِن الُملوك، والرؤساءِ، ومِن الصالحينَ، والمَشايخِ إذا نُصبت؛ فإنَّ هذا يؤولُ إلَى عبادتِها، ولو عَلَى المَدَى البَعيد؛ لأنَّ الشيطانَ حاضرٌ، ويستغِلُّ الجهلَ، والعَوَاطفَ» انتهى مِن «إعانة...» (٣٧٠/١).
                          ولعظمِ هذه المسألةِ تناوَلها العلمُاء قديْمًا، وحديثًا بالكلامِ، بَلْ صنَّفَ بعضُ
                          كبَِارِ أئمَّة هذا العَصِْر أجزاءً مفِيدةً فِي بَيانِ تَحريْمِه، فمِنْ ذلك:

                          جُزْءُ « إعِلانُ النَّكيرِ عَلَى المفتونيَن بالتَّصويرِ » للعَلَّامَةِ التويجريِّ - رَحِمَهُ اللهُ تعالى -.
                          وجُزْءُ « الجوابُ المفِيدُ فِي حُكمِ التَّصويرِ » للعَلَّامَةِ سماحة الشيخ ابنُ بَازٍ - رَحَُِمه اللهُ تَعَالَى-.
                          وجُزْءُ « حُكمُ تَصويرِ ذَوَاتِالأرَوَاحِ » للعَلَّامَةِ الوادعيِّ-َرحَِمهُ اللهُ تَعَالَى-،
                          وكلُّهَا من النَّفائس العزيزةِ التي يحرصُ عليها الطَّالبُِ النَّجِيبُ.
                          قال الأخَِيْرُ -َ رحَِمهُ اللهُ تَعَالَى- فِي « حُكْمِ تَصويرِ ذَوَاتِ الأرَْوَاحِ » فِي كلامٍ نفِيسٍ (ص/١٠-١٢):«ومِماَّ يقبحُ بالمؤلِّفِ، وطالبِ العلمِ، والدَّاعِي إلَى الله أنْ تكونَ صُورَتُهُ عَلَى أَورَاقِ الكتَابِ!.
                          يا مَعْشََرالُقرَّا ويَا مِلَْح البَلَدْ *** مَاُ يصْلُِح الِملْحَ إذَا الِملحُ فَسَدْ!
                          وقَاَل ابنُ الأَميرِ الصَّنعَانِيُّ:
                          فَِيا حََزًنا لِلدِّْينِ أَنَّ حُمَاَتهُ *** إذَاَ خَذلُوْهُُ قلْلَنَا كَيْفَُ ينصَْرُ؟!»

                          تعليق


                          • #28
                            الفائدة السابعة والعشرون:

                            الفائدة السابعة والعشرون:
                            إدِخَاُل التَّصوِيِر إلَِى بُيُوِت اللهِ تَعَالَى -لغَِِير ضرورَة-ٍهُوَ مِن عََدِمَ تطهِيِرهَا مِن
                            النَّجَاسَاتِ (المَعنَوِيَّةِ)!.

                            قَالَ العَلَّامَةُ المحِّققُ الأصُولُِّي المفُسُِّر الفَقيهُ مُحَمَّد الأميُن الشَّنقيطيُّ- رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- فِيَ تفِسِيرِه « أَضَواءِ البَيَانِ في إيِضَاحِ القُرآنِ باِلقُرآنِ » في تَفسِيِر قَولِهِ تَعَالَى:﴿َوإذَِْ بوَّأْنَا لِِإبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشِْركْبِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَْيتَِي للِطَّائفِِيَن وَالْقَائِمَِين وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ﴾ [الحج:٢٦]:
                            «مَسْأَلَةٌ:
                            يُؤْخَذُ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ : أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُتْرَكَ عِنْدَ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ قَذَرٌ مِنَ الْأَقْذَارِ ، وَلَا نَجَسٌ مِنَ الْأَنْجَاسِ الْمَعْنَوِيَّةِ وَلَا الْحِسِّيَّةِ ، فَلَا يُتْرَكُ فِيهِ أَحَدٌ يَرْتَكِبُ مَا لَا يُرْضِي اللَّهَ ، وَلَا أَحَدٌ يُلَوِّثُهُ بِقَذَرٍ مِنَ النَّجَاسَاتِ .
                            وَلَا شَكَّ أَنَّ دُخُولَ الْمُصَوِّرِينَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَوْلَ بَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ بِآلَاتِ التَّصْوِيرِ يُصَوِّرُونَ بِهَا الطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ - أَنَّ ذَلِكَ مُنَافٍ لِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنْ تَطْهِيرِ بَيْتِهِ الْحَرَامِ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ، فَانْتِهَاكُ حُرْمَةِ بَيْتِ اللَّهِ بِارْتِكَابِ حُرْمَةِ التَّصْوِيرِ عِنْدَهُ لَا يَجُوزُ ; لِأَنَّ تَصْوِيرَ الْإِنْسَانِ دَلَّتِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ عَلَى أَنَّهُ حَرَامٌ ، وَظَاهِرُهَا الْعُمُومُ فِي كُلِّ أَنْوَاعِ التَّصْوِيرِ ، وَلَا شَكَّ أَنَّ ارْتِكَابَ أَيِّ شَيْءٍ حَرَّمَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ مِنَ الْأَقْذَارِ وَالْأَنْجَاسِ الْمَعْنَوِيَّةِ الَّتِي يَلْزَمُ تَطْهِيرُ بَيْتِ اللَّهِ مِنْهَا . وَكَذَلِكَ مَا يَقَعُ فِي الْمَسْجِدِ مِنَ الْكَلَامِ الْمُخِلِّ بِالدِّينِ وَالتَّوْحِيدِ لَا يَجُوزُ إِقْرَارُ شَيْءٍ مِنْهُ وَلَا تَرْكُهُ .
                            وَنَرْجُو اللَّهَ لَنَا وَلِمَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَنَا ، وَلِإِخْوَانِنَا الْمُسْلِمِينَ التَّوْفِيقَ إِلَى مَا يُرْضِيهِ فِي حَرَمِهِ ، وَسَائِرِ بِلَادِهِ ، إِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ
                            ».
                            أَقُولُ: والأمَرُ – الآنَ- أَشَدُّ وأَنكَى!،َ فنَسألُ الله اَلعَِظيمَِ أن يُوَفِّقَُ ولَاةَ الأمُُورِ إلَِى مَا يُرضِيهِ.

                            تعليق


                            • #29
                              الفائدة الثامنة والعشرون:

                              الفائدة الثامنة والعشرون:
                              أنَّ هذه القصََّة رَدٌّ عَلَى أَصحَابِ المصَالحِ المْرسَلَةِ، وبَيانٌ جليلٌ، ومثالٌ واضحٌ ، لمصلحةٍ أدَّتْ إلَى أعظمِ مفسدةٍ فِي التَّارِيْخِ!،َفَهْلِ مْنُ مْعتَبِر؟!.

                              والَّتحِْقيقُ أَّن المصََالحَِ الُمْرسََلةَ لَيستْ دَليِلًا مُعتَبراً ، ويُغْنيِ عنهاُ عُموُم النَّصِّ ومَعنَاه ، كيفَ وَقدَْ ثبََت أنَّها بابٌ للمَفاسِدِ، والبدَِعِ!، بَلْ والشِّرْكِ!!.
                              وانظر:« مجَموعَ الفَتَاوَى »(١١/ ٣٢٤- ٣٤٧) ، و« اقتضَِاءَ الصِّرَطَ المُستقيمَ »(٢/ ١٠٠- ١٠٢) ، و« المُذَكِّرَةَ » للشِّنقيطيِّ (ص/ ١٦٨- ١٧٠) ، و« الرِّحلةَ » له (ص١٥١- ١٥٦) ، و« نَثْرَ الوُرُودِ »(٢/ ٤٩٥- ٤٩٩) له ، ورسالة «المصالحَ المْرسَلَةَ» له ، « الاعتصَامَ » (٣/ ٥- ٥٨) للشَّاطبِيِِّ ، و« الإحكَامَ » للآمِدِيِّ (٤/ ١٦٠- ١٦١) ، و« المسُتَصْفَى »(٢/ ٢٨٤- ٣١٥) و« رَوضَةَ النَّاضرِ مع النُّزْهَةِ » (١/ ٤١١ - ٤١٨) ، « أُصُولَ ابنِ مُفلحٍ »(٤/ ١٤٦٧- ١٤٦٨) ، و« البُرْهَانَ » (٢/ ١٦١- ١٧١) ، و« نَفَائسَ الأُصُولِ في شَرْحِ المحَصُولِ » (٩/ ٣٩٩٦- ٤٠٠٢) للقَرَافيِّ ، و« شَرْحَ الكَوكَبِ »(٤/ ٤٣٢- ٤٣٧) ، و« القَولَ المفُِيد » لابن عُثَيمِينِ (٢/ ١٦٢).
                              وانظر: الفَائدَة اَلآتيَِةَ-إنْ شَاءَ اللهُ -.

                              تعليق


                              • #30
                                الفائدة التاسعة والعشرون:

                                الفائدة التاسعة والعشرون:
                                الرَّدُّّ عَلَى مَن استهانَ بالَّتصويِر، وجَهِلَ، أو تََجاهل، أو غَفِل، أوتَغَافل أنَّهَ باُب الشِّْرك، وكَبيَِْرةٌ مِن الكَبَائرِ،وِسمَةٌِ منِْ سَماِت المُشْرِكيِْنَ! .

                                فإنَْ نصَحَْتُهم ،قالُوا: ما نَْفعَُله إلِا للمصلَحَةِ، والدَّعْوَة!.
                                فَقُلْ لَهُمْ: مَا أشبَهَ الَّليَْلةَ بالبَارَِحة، وهَلْ ضََّل قومُ نوحٍ، وأشركوا إلا بَِّسَبَبِ « المصََالحِِ » التي منها-عندهم-الدَّعوُة إلَى الله؟!.

                                فإنَّهم لمَاَّ ماتَ هؤلاءِ الصَّالِحونَ حَزِنوا عليهم، وشَعَرُوا بفقدِهم، وعِظَمِ ما
                                كانوا عليه مِن تَذكيرٍ لَهم، ودَعوةٍ إلَى الحقِّ، وقيامٍ بهِ، وِعبَادةٍ لربِّهم، وأَمْرٍ
                                بمِعروفٍ، ونَهيْ عن مُنْكَرٍ.
                                كُلُّ هذا – وغيرُه-أحْزَنَهمُ، فَأَوْحَى الشَّيطانُ إلََى قومهم أنْ انصِبُوا...
                                حتَّى إذا مرُّوا بِها تذكَّروا ما كانَ عليه هؤلاءِ الصَّالِحونَِ منْ الخَيرِ؛ فنشطُوا
                                فيِه، وفِي عَمَلِهِ، فإذا رَأَى الأبْنَاءُ تَأَثُّرَ الآبَاءِ، واجتهادِهِم، إِئْتَسَوا بالصَّالحِيَن، واْقتَفَوا أَثَرَُهْم فيِما كَانُوا فيِهِ منْ صَلاحٍ!.
                                فهذه مصلحةٌ عظيمةٌ لا يَشُكُّ عاقِلٌ فِي فَضْلِها، لا سِيَّما وأنَّ التَّصويرَ-فِيما
                                يَظَْهرُ- لمَ يْكنْ محَّرمًا فِيِ شْرَعتهِِم كما قال الإمامُ القرطبِيُّ -َرحَِمهُ اللهُ تَعَالَى-فِي « تفسيره » (٢٧٢/١٣).

                                فقد توفَّرَتْ عندهم الَمْصَلَحُة، ولَم يُْخَالفُِوا شَْرعَهُمْ باتَِّخاذِهم الصُّوَر!.
                                وأَنْتُمْ-اليَوْمَ-خَالَفْتُم شَْرعَكُم، وتَجَاهلتُمْ نَهْيَ ربِّكم تَعَالَى، ورسُولَكُم
                                -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آله وَسلََّم -الشَّدِيْدَ عن التَّصويرِ، فَشَتَّانَ ما بَيْنَكُمَا!!.

                                ثَُّمُ قلْ لهَُم -أيضًا-:
                                إنَّ الله تَعَالَى قد أكملَ دينَهُ ﴿ اليَوَْم أَكَْملْتَُ لكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْممَْتُ عَلَْيُكْم
                                نعَِْمتيِ﴾ فما لَمْ يكن يومَئٍذ دِينًا لا يكونُ اليومَ دِينًا كمَا قَال بعضُ السَّلَفِ.
                                ولَنْ يُصْلَِح آخرَ هذه الأمَّةِ إلا ما أصلَحَ أَّولَها كمَا قالَ مالكٌ-َرحَُِمه اللهُ تَعَالَى، وغَُيرهُ.
                                ومَا كَاَن الَّطريقُ إلَى الله تَعَالَى -َ قٌط- !، ولا يَكونُ -أَبَدًا-!! بارتكَِابِ
                                الكَبَائرِ، وهَتْكِ سُتُرِ المحََُّرمَاتِ!!!.
                                قال تَعَالَى: ﴿ وَلا يَأْمُرَكُْم أَنْ تَتَّخِذُوا الملَائكَِةَ وَالنبَّيِِّيََن أرْبَاًبا أَيَأُْمرُُكْم بِالكُفْرِ
                                بَعْدَ إذِْ أَنْتُمْ مُسْلُِمونَ ﴾، وقالَ تَعَالَى: ﴿ وَإذَِا فَعَلُو افَاحِشَةً قَاُلوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللهَّ أَمَرَنَا بَِها قُلْ إنَِّ اللهَّ لا يَْأُمرُ باِلفَحْشَاءِ أَتَُقوُلونَ عَلَى اللهَِّ مَا لا تَعْلَمُونَ ﴾.

                                ثُمَُّ قلْ لهَُمْ -أَيْضًا-:
                                مَعْرِفَةُ المصََالحِِ، وتَقدِيْرَُهاَ لُه قَواعِدُ، وضََوابطُِ، يُتْقِنُها أَهْلُ العلمِ، والوَرَعِ -
                                لا غَيُْر-!.
                                فاجعلُوا كتابَ الله تَعَالَى، وسنَّةَ رَسولهِِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آله وَسلََّم –
                                حَكَمًا فِي أفعالكِم، وأقوالكِم، واعتقاداتكِم، فمَا قَبَْله الشَُّْرع فهو المقَبولَ، وما رَدَّه، فهو المرَُْدوُد.
                                واستعينُوا عََلى ذلك بَفهِْم السَّلف الصَّالحِ، ومَن تبعهم من أهل العلم،
                                وإيَّاكم وتَتَبُّعِ رُخَصِ العلماءِ فإنهَّا بَابٌ من أبوابِ الضَّلالِ-عِياذًا بالله-.

                                وبابُ المصََالحَِ بابٌ خَطرٌِ يَجبُِ التَّحفُّظُ فيِه!.
                                قال العلامةُ المحقِّقُ الأصولِيُّ المفُسِّرُ الفقيهُ مُحَمَّد الأميُن الشَّنقيطيُّ- رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-فِي جُزْئهِ النَّافعِ «ُ المصَالحُِ المرُسَلةَ » (ص/٢١):
                                «فالَحاِصُل أَّن الَّصحابةَ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُم-كانوا يتعلَّقوَن بالمصالحِِ المُرسلةِ
                                الَّتيَِ لَم يدَُّّل دليلٌ عَلَى إلغَائهَا، ولَم تُعارضها مفسدةٌ راجحةٌ، أومساويةٌ، وأنَّ جميعَ المذاهِب يتعلَّقُ أهلُهَا بالمصَالحِِ الُمرسلةِ، وإنْ زَعموا التَّباعد منها، وَمْن تتبَّعَ وقائعَ الصحابةِ، وفروعَ المذاهب علمَ صحَّةَ ذلك، ولَكِنَّ التَّحْقيقَ أَّن العَمَلَ بالمَصلحةِ المرُسلةِ أَمْرٌَ يجبُِ فيِه التَّحَفُّظُ، وغَايَةُ الَحذَرِ، حتى يَتَحَقَّقَ صِحَّةُ المَصلحَةِ، وعَدَمُ مُعَارَضتهَا لمصِلحَةٍ أرْجَحَ مِنهَْا، أو مساويةٍَ لها، وعَدَمَُ تأديتهَِا إلَى مفسدة فٍِي حَالِ ثَانٍ» انتهى.

                                ثُمَّ قال(ص/٢٣وهي آخر صفحة):
                                «ومَِثاُل تَأدَِيةِ المصَلحةِ إلَىمَفسدةٍ فِي ثَانِي حَالٍ -أعنِيُ متَجدِّدَةٍ فِي المستقبلِ ماوقعَ من مؤمنيِ قومِ نُوحٍ-عليه السَّلام- فإنَّ تَصِْويرَهم لرِِجَالِهم الصَّالحينَ يَغوثَ، ويَعوقَ، ونَسٍْر، ووَدٍّ، وسُوَاعٍ فَِي حالَتِه الأولى مَصلحةٌ، وهي التي قصُدوهَا بتَصويرِهم؛ لأنَّهم إذا رَأوا صُورَهم تذكُّرواَ صلَاحهم، وعبادتَهم،فبَكَوا، وعبَدوا الله، وأطَاعُوه، ولكنَّهم، لَم يَعلموا أنَّ هذه المَصلحةَ مُْسَتلِْزمَةٌ فِي الُمستقبلِ لمفِسدةٍٍ هي أعظمُ المفَاسِدِ، وهِيَ: أنَّ ذلك التَّصويرَ وَسيلةٌ للكُفْرِ البَوَاحِ، والشِّرك بالله؛ لأنَّهم لمََاَّ مَاتَ أهلُ العلمِ منهم، وبقيَ أهلُ الجهَْلِ، زَيَّنََ لهمُ الشَّيطانُ عِبادةَ تلكَ الصُّورَ، فعَبَدُوها، وذلك أوَّلُ شِرٍْك وَقََع فِي الأرْضِ، وُهَو أْعظَمُ مَفَْسدَة قٍٍَد اسْتَلَْزمَْتهَا مَْصلََحةٌ مُرْسَلَةٌ، ولَم يُتَفطََّن لَها عند استعمال المصَلحةِ، وذلك يَسْتَوِْجُب الَحذَرَ التَّامَّ مِن العَمَلِ بالمصََالحِِ المرُْسَلةَِ خوَف استلَِْزامِها بَعضَ المََفاسِدِ التِي تُتَّخَذُ فِي المُستقبلِكمَا ذَكَرنَا آنفًِا» انتهى كلامه بحروفه.
                                وهو كلامٌ رَصِينٌ قَويْمٌ -كَماَ تَرى-.
                                وِمْنَ عَجائبِ هؤلاءِ (المسُْتَصْلِحِيْنَ) أنَََّّهُمهم أنْ تُوجدَ المصلحةُ -فِي
                                نَظَرِهِم-، ولَا يضُُّرَ بعْدَ هذا تَرَُّتبُ المَفسدةِ؛ لأَّن القَاعِدَةِ عنْدَهُم-عَمَلاً-: أنَّ جَلبَ المصَالحِِ مُقدَّمٌ عَلَى دَفْعِ المفَاسِد! و«! الغَايَةُ تُبَرِّرُ الوَسيلةَ »!! خِلافًا لقَواعِدِ العُلماءِ القَائمةِ عَلَى الكتَابِ، والسُّنَّةِ.
                                وكَمْ أضَاعَ هؤلاءِ مِن السُّنَّةِ، وكَمْ فَتحُوا مِن أبوابِ الحََرامِ!، وهُمْ – فِي
                                الحقَِيْقَةِ-مِن أبعدِ النَّاس عن المَصالحِِ،ِ وتَحقيقِهَا، ومِنْ أذكَى النَّاس فِي
                                المحَُّرمَاتِ، وَتبْرِيْرِهَا!، اللَّهُمَّ اهدِهِمْ للحَقِّ.

                                قال شَيخُنَا العَلامةَ، النَّاصحُ، الصَّادِقُ، ناصُر السُّنَّة، وقامعُ البدعةِ، والحزبيَّةِ أبوعبدالرَّحْمَنُ مقبلُ بنُ هادي الوادعيُّ -َ رحَِمهُ اللهُ تَعَالَى-في كتَِابهِ «حكم تصوير ذوات الأرواح» (ص/١٠):
                                ومَا أخوَفَنيِ عَلَى الْحِزبيَِّين أنْ يتناوَلَهم قولُه تَعَالَى: ﴿وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [النور : 47 - 52] انتهى.
                                ولعَّل قَارِئًا يَستغربُ هذا؛ وو الله إنّا لنَرَى منهم ما يَستَدعِي مَقَالا وًمَقَالا!ً؛ فإنَّهم هَدَمُوا السُّنَّةَ باِسِْم « السُّنَّة »!! وفرَّقُوا، وحََّزُبوا عَلَى أَفكَارِ مُنَظِّريهم بعُِجَرِها وُبجَرِهَا بِاسْم « الجَمَاعَة »!!.
                                ثُمَّ بَعد هذا يُناُدون بأنَّهم– هُمْ!-« أهلُ السنَّةِ والجَمَاعةِ »-شَأنُ أَهلِ الأهَوَاء-!.
                                بَلْ زَادُوا الأمَر سُوًءا، فحارَبُوا علماءَ السُّنَّة والجمََاعة، وطَعَنُوا فِيهم، وفِي دعوتهِم « السََّلِفيِة » بِمَا لَم يكن منهممِ عْشَارُه مَع أربابِ البَاطلِ العَظيمِ!.
                                وقَدْ اغتَرَّ بِهم بعضُ الفُضلاء؛ لتَزيُّنهم لَه، وافَتَتنَ بِدِعَايَاتهِم كَثيرٌ من
                                الجُهَلاء!.
                                فََمُا كلَُّ مْخضُْوبِ البَنَانِ بُثَْينَةٌ *** ولا كُلُّ مَصْقُوُل الحَديدِ يََمانِي!
                                فََمُا كلَُّ مْخضُْوبِالبَنَانِ بُثَْينَةٌ ولا كُلُّ مَصْقُوُل الحَديدِ يََمانِي!
                                والحَاصِلُ:
                                أنَّ هذه القصَّةَ رَدٌّ عَلَى أصحَابِ المصَالحِ المزَعُومَةِ، وبَيانٌ جليلٌ، ومِثَالٌ
                                وَاضحٌ، لمصلَحةٍ أدَّتْإلَى أَعظَمِ مَفسدةٍ فِي التَّارِيْخ،َ فهَْل مِنْ مُْعتَبِر؟!، والله
                                المسُْتَعَانُ!.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X