قول المصنف ـ رحمه الله ـ : ويوجد في كلام غيره من مشايخه، كأحمد، والبخاري، وكذا من بعده، كالدارقطني.
والفرق بين التعبيرين واضح قال العلامة أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ في تعليقه على المختصر (ص 41) : تعبير المؤلف ـ ابن كثير ـ هنا يوهم أن الترمذي من تلاميذ أحمد بن حنبل ، وليس كذلك ؛ فإنه لم يلق أحمد ولم يرو عنه وإن كان من طبقة تلاميذ أحمد الكبار كالبخاري وروى عن شيوخ من طبقة أحمد أيضاً ، عبارة ابن الصلاح هنا أجود إذ قال .. اهـ المراد منه ثم ذكر ما تقدم نقله عن ابن الصلاح
قال أبو عيسى ـ وفقه الله ـ : قد مر فيما تقدم ذكر بعض الأئمة الذين وجد في إطلاقا تهم الحسن وتقدم هناك أن لكل منهم مقصد ـ فالرجع إليه تزدد علماً ـ
ونذكر هنا من باب الفائدة من وجد في إطلاقه الحسن مع بيان مراده من إطلاقه ـ فأسأل الإعانة فيما توخيت من الإبانة ونبدأ بالأقدم فالأقدم
1ـ إبراهيم يزيد النخعي ؛ قال ـ رحمه الله ـ : كانوا إذا اجتمعوا كرهوا أن يخرج الرجل حسان حديثه (النكت 1/262)
والأثر أخرجه السمعاني في أدب الإملاء والاستملاء (ص59) فقال ـ رحمه الله ـ : أخبرنا أبو سعد أحمد محمد بن أحمد السليماني قرأت عليه بالاجفر أنا أبو بكر محمد بن علي الأصبهاني أنا أحمد بن موسى الحافظ ثنا أحمد بن الحسين بن أحمد البصري ثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق ثنا مفرج بن شجاع ثنا مصعب بن المقدام عن داود الطائي عن الاعمش عن بن عون عن إبراهيم قال كانوا يكرهون إذا اجتمعوا أن يخرج الرجل أحسن ما عنده قال ـ رضي الله عنه ـ عنى إبراهيم بالحسن الغريب غير المألوف .
فيه مفرج بن شجاع قال الذهبي ـ رحمه الله ـ : مفرج بن شجاع: عن يزيد بن هارون قال الخطيب مجهول ووهاه أبو الفتح الأزدي حدث عنه بشر بن موسى بخبر باطل انتهى.
زاد الحافظ فقال : والحديث المذكور تقدم في ترجمة أحمد بن عبد الرحمن السقطي وقد روى البزاز في مسنده عنه عن الفضل بن عبد الحميد.اهـ ( الميزان )
فيكون الأثر إلى إبراهيم ضعيفاً ـ والله أعلم ـ
2ـ شعبة بن الحجاج : قال السمعاني ـ رحمه الله ـ : عنى إبراهيم بالحسن الغريب غير المألوف يستحسن أكثر من المشهور المعروف وأصحاب الحديث يعبرون عن المناكير بهذه العبارة ولهذا قال شعبة بن الحجاج فيما حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الإمام إملاء بإصبهان أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري ببغداد أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي أنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي ثنا أمية بن خالد قال قيل لشعبة ما لك لا تروي عن عبد الملك بن أبي سليمان وهو حسن الحديث فقال من حسنه فررت اهـ ( أدب الإملاء والاستملاء صـ 59)
قال أبو عيسى ـ وفقه الله ـ : قال السخاوي ـ رحمه الله ـ : .. وكأنه ـ أي شعبة ـ أراد المعنى اللغوي وهو حسن المتن اهـ ( فتح المغيث 1/86) وما ذكره السمعاني أشبه من أنه أراد بالحسن هنا المنكر الغريب ـ والله أعلم ـ
3ـ الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ : قال الحافظ ـ رحمه الله ـ : أما ما وجد في ذلك في عبارة الشافعي ومن قبله بل وفي عبارة أحمد بن حنبل فلم يتبين لي منهم إرادة المعنى الاصطلاحي ، بل ظاهر عبارتهم خلاف ذلك ؛ فإن حكم الشافعي على حديث ابن عمر ـ رضي الله تعالى عنهما ـ في استقبال بيت المقدس حال قضاء الحاجة بكونه حسناً خلاف الاصطلاح بل هو صحيح متفق على صحته . وكذا قال الشافعي ـ رضي الله تعالى عنه ـ في حديث منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود ـ رضي الله تعالى عنه ـ في السهو وهذا حديث من أحسن الأحاديث إسناداً. اهـ (النكت 1/262)
4ـ علي بن المديني ـ رحمه الله ـ قال الحافظ ـ رحمه الله ـ : وأما علي بن المديني فقد أكثر من وصف الأحاديث بالصحة والحسن في مسنده وفي علله ، فظاهر عبارته قصد المعنى الاصطلاحي وكأنه الإمام السابق لهذا الاصطلاح ، وعنه أخذ البخاري ويعقوب بن شيبة وغير واحد . وعن البخاري أخذ الترمذي .اهـ (النكت 1/264)
5ـ الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ : قال الحافظ ـ رحمه الله ـ : وأما أحمد : فإنه سئل فيما حكاه الخلال عن أحاديث نقض الوضوء بمس الذكر فقال : أصح ما فيها حديث أم حبيبة ـ رضي الله تعالى عنها . قال : وسئل عن حديث بسرة ـ رضي الله عنها ـ فقال : صحيح .
قال الخلال : حدثنا أحمد بن أصرم أنه سأل أحمد عن حديث أم حبيبة ـ رضي الله عنها ـ في مس الذكر فقال : هو حديث حسن . فظاهر هذا أنه لم يقصد المعنى الاصطلاحي ، لأن الحسن لا يكون أصح من الصحيح .اهـ ( النكت 1/263)
6ـ البخاري ـ رحمه الله ـ : قال الحافظ ـ رحمه الله ـ : وأما علي بن المديني فقد أكثر من وصف الأحاديث بالصحة والحسن في مسنده وفي علله ، فظاهر عبارته قصد المعنى الاصطلاحي وكأنه الإمام السابق لهذا الاصطلاح ، وعنه أخذ البخاري ويعقوب بن شيبة وغير واحد . وعن البخاري أخذ الترمذي .اهـ ( النكت 1/263) ثم ذكر ـ رحمه الله ـ الأمثلة التوضيحية المبينة لإرادة البخاري المعنى الاصطلاحي في إطلاقه .
7ـ يعقوب بن شيبة ـ كما تقدم ـ
8ـ الترمذي ـ وقد علمت مراده ـ قال الحافظ ـ رحمه الله ـ : وعن البخاري أخذ الترمذي اهـ المراد منه (1/263)
تنبيه : قوله ـ رحمه الله ـ أن الترمذي أخذ إطلاق الحسن مراداً به المعنى الاصطلاحي عن البخاري معناه أنه أخذ عنه إرادة الحسن الاصطلاحي ولا يلزم من ذلك اتحاد مرادهما من الحسن فإن الترمذي بين بأنه يريد بالحسن ما يعرف بالحسن لغيره ـ والله أعلم ـ
9ـ أبو حاتم : قال الحافظ ـ رحمه الله ـ : وأما أبو حاتم ، فذكر ابنه في كتاب الجرح والتعديل في باب اسمه عمرو من حرف العين عمرو بن محمد ـ روى عن سعيد بن جبير وأبي زرعة بن عمرو بن جرير ـ روى عنه إبراهيم بن طهمان سألت أبي عنه فقال هو مجهول والحديث الذي رواه عن سعيد بن جبير حسن .
قلت : وكلام أبي حاتم هذا محتمل ، فإنه يطلق المجهول على ما هو أعم من المستور وغيهر ، فيحتمل أن يكون حكم على الحديث بالحسن لأنه روي من وجه آخر ، فيوافق كلام الترمذي ، ويحتمل أن يكون حكم بالحسن وأراد المعنى اللغوي أي أن متنه حسن ـ والله أعلم . اهـ ( النكت 1/263) وانظر فتح المغيث (2/86)
قال أبو عيسى ـ وفقه الله ـ : فصح قول ابن الصلاح بأن كتاب الترمذي أصل في معرفة الحديث الحسن اهـ ـ والله أعلم ـ
نص كلام ابن الصلاح ـ رحمه الله ـ
قال ـ رحمه الله ـ : ويوجد في متفرقات من كلام بعض مشايخه والطبقة التي قبله، كأحمد بن حنبل، و البخاري، وغيرهما.اهـ ( المقدمة 1/33)والفرق بين التعبيرين واضح قال العلامة أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ في تعليقه على المختصر (ص 41) : تعبير المؤلف ـ ابن كثير ـ هنا يوهم أن الترمذي من تلاميذ أحمد بن حنبل ، وليس كذلك ؛ فإنه لم يلق أحمد ولم يرو عنه وإن كان من طبقة تلاميذ أحمد الكبار كالبخاري وروى عن شيوخ من طبقة أحمد أيضاً ، عبارة ابن الصلاح هنا أجود إذ قال .. اهـ المراد منه ثم ذكر ما تقدم نقله عن ابن الصلاح
قال أبو عيسى ـ وفقه الله ـ : قد مر فيما تقدم ذكر بعض الأئمة الذين وجد في إطلاقا تهم الحسن وتقدم هناك أن لكل منهم مقصد ـ فالرجع إليه تزدد علماً ـ
ونذكر هنا من باب الفائدة من وجد في إطلاقه الحسن مع بيان مراده من إطلاقه ـ فأسأل الإعانة فيما توخيت من الإبانة ونبدأ بالأقدم فالأقدم
1ـ إبراهيم يزيد النخعي ؛ قال ـ رحمه الله ـ : كانوا إذا اجتمعوا كرهوا أن يخرج الرجل حسان حديثه (النكت 1/262)
والأثر أخرجه السمعاني في أدب الإملاء والاستملاء (ص59) فقال ـ رحمه الله ـ : أخبرنا أبو سعد أحمد محمد بن أحمد السليماني قرأت عليه بالاجفر أنا أبو بكر محمد بن علي الأصبهاني أنا أحمد بن موسى الحافظ ثنا أحمد بن الحسين بن أحمد البصري ثنا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق ثنا مفرج بن شجاع ثنا مصعب بن المقدام عن داود الطائي عن الاعمش عن بن عون عن إبراهيم قال كانوا يكرهون إذا اجتمعوا أن يخرج الرجل أحسن ما عنده قال ـ رضي الله عنه ـ عنى إبراهيم بالحسن الغريب غير المألوف .
فيه مفرج بن شجاع قال الذهبي ـ رحمه الله ـ : مفرج بن شجاع: عن يزيد بن هارون قال الخطيب مجهول ووهاه أبو الفتح الأزدي حدث عنه بشر بن موسى بخبر باطل انتهى.
زاد الحافظ فقال : والحديث المذكور تقدم في ترجمة أحمد بن عبد الرحمن السقطي وقد روى البزاز في مسنده عنه عن الفضل بن عبد الحميد.اهـ ( الميزان )
فيكون الأثر إلى إبراهيم ضعيفاً ـ والله أعلم ـ
2ـ شعبة بن الحجاج : قال السمعاني ـ رحمه الله ـ : عنى إبراهيم بالحسن الغريب غير المألوف يستحسن أكثر من المشهور المعروف وأصحاب الحديث يعبرون عن المناكير بهذه العبارة ولهذا قال شعبة بن الحجاج فيما حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الإمام إملاء بإصبهان أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري ببغداد أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي أنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز ثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي ثنا أمية بن خالد قال قيل لشعبة ما لك لا تروي عن عبد الملك بن أبي سليمان وهو حسن الحديث فقال من حسنه فررت اهـ ( أدب الإملاء والاستملاء صـ 59)
قال أبو عيسى ـ وفقه الله ـ : قال السخاوي ـ رحمه الله ـ : .. وكأنه ـ أي شعبة ـ أراد المعنى اللغوي وهو حسن المتن اهـ ( فتح المغيث 1/86) وما ذكره السمعاني أشبه من أنه أراد بالحسن هنا المنكر الغريب ـ والله أعلم ـ
3ـ الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ : قال الحافظ ـ رحمه الله ـ : أما ما وجد في ذلك في عبارة الشافعي ومن قبله بل وفي عبارة أحمد بن حنبل فلم يتبين لي منهم إرادة المعنى الاصطلاحي ، بل ظاهر عبارتهم خلاف ذلك ؛ فإن حكم الشافعي على حديث ابن عمر ـ رضي الله تعالى عنهما ـ في استقبال بيت المقدس حال قضاء الحاجة بكونه حسناً خلاف الاصطلاح بل هو صحيح متفق على صحته . وكذا قال الشافعي ـ رضي الله تعالى عنه ـ في حديث منصور عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود ـ رضي الله تعالى عنه ـ في السهو وهذا حديث من أحسن الأحاديث إسناداً. اهـ (النكت 1/262)
4ـ علي بن المديني ـ رحمه الله ـ قال الحافظ ـ رحمه الله ـ : وأما علي بن المديني فقد أكثر من وصف الأحاديث بالصحة والحسن في مسنده وفي علله ، فظاهر عبارته قصد المعنى الاصطلاحي وكأنه الإمام السابق لهذا الاصطلاح ، وعنه أخذ البخاري ويعقوب بن شيبة وغير واحد . وعن البخاري أخذ الترمذي .اهـ (النكت 1/264)
5ـ الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ : قال الحافظ ـ رحمه الله ـ : وأما أحمد : فإنه سئل فيما حكاه الخلال عن أحاديث نقض الوضوء بمس الذكر فقال : أصح ما فيها حديث أم حبيبة ـ رضي الله تعالى عنها . قال : وسئل عن حديث بسرة ـ رضي الله عنها ـ فقال : صحيح .
قال الخلال : حدثنا أحمد بن أصرم أنه سأل أحمد عن حديث أم حبيبة ـ رضي الله عنها ـ في مس الذكر فقال : هو حديث حسن . فظاهر هذا أنه لم يقصد المعنى الاصطلاحي ، لأن الحسن لا يكون أصح من الصحيح .اهـ ( النكت 1/263)
6ـ البخاري ـ رحمه الله ـ : قال الحافظ ـ رحمه الله ـ : وأما علي بن المديني فقد أكثر من وصف الأحاديث بالصحة والحسن في مسنده وفي علله ، فظاهر عبارته قصد المعنى الاصطلاحي وكأنه الإمام السابق لهذا الاصطلاح ، وعنه أخذ البخاري ويعقوب بن شيبة وغير واحد . وعن البخاري أخذ الترمذي .اهـ ( النكت 1/263) ثم ذكر ـ رحمه الله ـ الأمثلة التوضيحية المبينة لإرادة البخاري المعنى الاصطلاحي في إطلاقه .
7ـ يعقوب بن شيبة ـ كما تقدم ـ
8ـ الترمذي ـ وقد علمت مراده ـ قال الحافظ ـ رحمه الله ـ : وعن البخاري أخذ الترمذي اهـ المراد منه (1/263)
تنبيه : قوله ـ رحمه الله ـ أن الترمذي أخذ إطلاق الحسن مراداً به المعنى الاصطلاحي عن البخاري معناه أنه أخذ عنه إرادة الحسن الاصطلاحي ولا يلزم من ذلك اتحاد مرادهما من الحسن فإن الترمذي بين بأنه يريد بالحسن ما يعرف بالحسن لغيره ـ والله أعلم ـ
9ـ أبو حاتم : قال الحافظ ـ رحمه الله ـ : وأما أبو حاتم ، فذكر ابنه في كتاب الجرح والتعديل في باب اسمه عمرو من حرف العين عمرو بن محمد ـ روى عن سعيد بن جبير وأبي زرعة بن عمرو بن جرير ـ روى عنه إبراهيم بن طهمان سألت أبي عنه فقال هو مجهول والحديث الذي رواه عن سعيد بن جبير حسن .
قلت : وكلام أبي حاتم هذا محتمل ، فإنه يطلق المجهول على ما هو أعم من المستور وغيهر ، فيحتمل أن يكون حكم على الحديث بالحسن لأنه روي من وجه آخر ، فيوافق كلام الترمذي ، ويحتمل أن يكون حكم بالحسن وأراد المعنى اللغوي أي أن متنه حسن ـ والله أعلم . اهـ ( النكت 1/263) وانظر فتح المغيث (2/86)
خلاصة الكلام على ما تقدم
تقرر مما تقدم من كلام الأئمة أن الحسن وجد في إطلاق كثير من الأئمة ممن قبل الترمذي أو ممن عاصره ولكل من هؤلاء مقصد فمنهم من قصد به المنكر ومنهم من قصد به حسن المتن ومنهم من أراد به المعنى الاصطلاحي إلا أن الترمذي هو الذي نوه بذكره ونشره مريداً المعنى الاصطلاحي قال الحافظ ـ رحمه الله ـ : ولكن الترمذي أكثر منه وأشاذ بذكره وأظهر الاصطلاح فيه فصار أشهر به من غيره اهـقال أبو عيسى ـ وفقه الله ـ : فصح قول ابن الصلاح بأن كتاب الترمذي أصل في معرفة الحديث الحسن اهـ ـ والله أعلم ـ
تعليق