إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مراده-صلى الله عليه وعلى آله وسلم -في قوله:( عترتي )! العلامة المحدث/محمد ناصر الدين الألباني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مراده-صلى الله عليه وعلى آله وسلم -في قوله:( عترتي )! العلامة المحدث/محمد ناصر الدين الألباني


    مراده - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في قوله : ( عترتي ) !

    فضيلة العلامة المحدث/محمد ناصر الدين الألباني.


    وأعلم - أيها القارىء الكريم - : أن من المعروف : أن الحديث مما يحتج به الشيعة ، ويلهجون بذلك كثيرًا ، حتى يتوهم أهل السنة أنهم مصيبون في ذلك ، وهم جميعًا واهمون في ذلك ، و بيانه من وجهين :

    - الأول : أن المراد من الحديث في قوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( عترتي ) . أكثر مما يريده الشيعة ، ولا يرده أهل السنة بل هم مستمسكون به ، ألا وهو : أن العترة فيهم هم أهل بيته - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، و قد جاء ذلك موضحًا في بعض طرقه ؛ كحديث الترجمة : ( عترتي أهل بيتي ) .

    وأهل بيته في الأصل هم : نساؤه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وفيهن الصديقة عائشة - رضي الله عنهن - جميعًا ؛ كما هو صريح قوله تعالى في الأحزاب : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) . [ الأحزاب : 33 ] .

    بدليل الآية التي قبلها والتي بعدها : ( يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا . وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا . وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ) . [ الأحزاب : 32 - 34 ] .

    وتخصيص الشيعة " أهل البيت " في الآية بعلي وفاطمة ، والحسن والحسين - رضي الله عنهم - دون نسائه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من تحريفهم لآيات الله تعالى انتصارًا لأهوائهم ؛ كما هو مشروح في موضعه .

    وحديث " الكساء " وما في معناه غاية ما فيه توسيع دلالة الآية ، ودخول علي وأهله فيها ؛ كما بينه الحافظ ابن كثير وغيره .

    وكذلك حديث " العترة " قد بين النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : أن المقصود أهل بيته - صلى الله عليه وسلم - بالمعنى الشامل لزوجاته وعلي وأهله .

    ولذلك قال التوربشتي - كما في " المرقاة " : (5/600) : ( عترة الرجل : أهل بيته ورهطه الأدنون ، ولاستعمالهم العترة على أنحاء كثيرة بينها رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بقوله : ( أهل بيتي ) . ليعلم أنه أراد بذلك نسله وعصابته الأدنين وأزواجه ) .

    - والوجه الآخر : أن المقصود من " أهل البيت " إنما هم : العلماء الصالحون منهم والمتمسكون بالكتاب والسنة .

    قال الإمام أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله تعالى - : ( العترة : هم أهل بيته - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الذين هم على دينه وعلى التمسك بأمره ) .

    وذكر نحوه الشيخ علي القاريء في الموضع المشار إليه آنفًا . ثم استظهر : أن الوجه في تخصيص " أهل البيت " بالذكر ما أفاده بقوله : ( إن أهل البيت غالبًا يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله ؛ فالمراد بهم أهل العلم منهم المطلعون على سيرته الواقفون على طريقته العارفون بحكمه وحكمته . وبهذا يصلح أن يكون مقابلاً لكتاب الله سبحانه ؛ كما قال : وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ) .

    قلت : ومثله قوله تعالى في خطاب أزواجه - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في آية التطهير المتقدمة : ( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ ) .

    فتبين : أن المراد بـ " أهل البيت " المتمسكين منهم بسنته - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، فتكون هي المقصود بالذات في الحديث ، ولذلك جعلها أحد " الثقلين " في حديث زيد بن أرقم المقابل للثقل الأول وهو القرآن .

    وهو ما يشير إليه قول ابن الأثير في " النهاية " : ( سماهما ثقلين ؛ لأن الآخذ بهما - يعني : الكتاب والسنة - والعمل بهما ثقيل ، ويقال : لكل خطير نفيس ثقل ، فسماهما : ثقلين إعظامًا لقدرهما وتفخيمًا لشأنهما ) .

    قلت : والحاصل أن ذكر " أهل البيت " في مقابل القرآن في هذا الحديث ؛ كذكر سنة الخلفاء الراشدين مع سنته - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في قوله : ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين ... ) .

    قال الشيخ القاريء (1/199) : ( فإنهم لم يعملوا إلا بسنتي ، فالإضافة إليهم ، إما لعملهم بها ، أو لاستنباطهم واختيارهم إياها ) .

    إذا عرفت ما تقدم ؛ فالحديث شاهد قوي لحديث " الموطأ " بلفظ : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وسنة رسوله ) . و هو في " المشكاة " : (186) .

    وقد خفي وجه هذا الشاهد على بعض من سود صفحات من إخواننا الناشئين اليوم في تضعيف حديث الموطأ . والله المستعان .

    المصدر : " السلسلة الصحيحة " : [ حديث رقم : 1761 ]
    التعديل الأخير تم بواسطة علي بن إبراهيم جحاف; الساعة 28-06-2010, 08:43 AM.

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي علي على هذا النقل الطيب ورحم الله الشيخ العلامه الألباني

    تعليق

    يعمل...
    X