بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، لقد كثرت الفتن في هذا العصر بشكل ملفت وهذه سنة الله في كونه، غير أنه ما يلاحظ أنه كثر أدعياء السلفية، وأصلوا أصولا من عند انفسهم ونسبوها لسلف الأمة، والحمد لله انه يمكن إلجامهم في فهم النصوص من منطلق فهم السلف، وكم من دعي حار ومار لما ألجم بهذا اللجام، كما ان هناك بعض الإخوان ممن نحسن بهم الظن، تبين أنهم لم يضبطوا بعض هذه القاعدة المهمة، فتراهم ينطلقون من النصوص ويقولون فيها بغير فهم السلف، رغم أن تلك المسائل المتكلم فيها للسلف فيها أقوال وأقوال، كما ان بعض من ينتسب للعلم وله شهرة ضعف الآثار والرجال دون سابق سلف، فأحببت أن يكون هناك جمع للأقوال بما يتناسب وهذا المقام، وليتبين المراد من القيد المذكور آنفا في فهم النصوص من الكتاب والسنة على فهم سلف الامة، ولن أراعي الترتيب في نقل كلام أهل العلم، والله الموفق والهادي لخير السبيل سبيل الصلف الصالح.
الشيخ الألباني رحمه الله- :
لقد كان للشيخ الألباني اليد الطولى والأثر الحميد في ترسيخ مفهوم السلفية التي تعني الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وذلك في أشرطته ومجالسه وكتبه.
ومن ذلك قوله عندما سئل هل هناك مسألة علمية أخذ بها المتأخر لم يقل بها من المتقدمين أحد أعني في علم الحديث ؟:
فأجاب بقوله: - لا أعتقد أنه يوجد شيء من هذا، هذا علمي، لكني لا أستبعد أن يكون هناك قول قديم أخذ به بعض المتأخرين مرجحين له على غيره، هذا ممكن وهذا في الحقيقة الذي أنا أفهمه كأن القول في هذه المسألة الحديثية كالقول في غيرها من المسائل الفقهية، أي: أنه كما أنه لا يجوز أن يتبنى الفقيه حقاً في هذا الزمان قولاً محدثاً لم يسبق إليه من أحد الأئمة المتقدمين كذلك لا يجوز لمن كان عالما بعلم الحديث أن يتبنى رأياً جديداً لم يسبق إليه من أحد من العلماء المتقدمين، كل ما يجوز لهؤلاء وهؤلاء هو أن يرجحوا أو يتبنوا رأيا من رأيين أو أكثر أما أن يبتدعوا فلا، وعلى هذا أقول :لا أعتقد أن هناك مسألة لم يقل بها أحد أو رأي لم يقل به أحد". شريط رقم (852)من سلسلة الهدى والنور.اه.
أقول: فالشيخ الالباني يرى عدم جواز قول مسألة في الفقه أو الحديث لم يسبق إليها أحد، خاصة في المسائل المتكلم فيها سلفا.
فهل ينتهي أدعياء السلفية عن القول في العلم بدون سلف؟
تعليق