إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من الآثار وأقوال العلماء الواردة في مسائل شتى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من الآثار وأقوال العلماء الواردة في مسائل شتى

    من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في مسائل شتى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله رب العالمين وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
    أما بعد :

    أحببت الكتابة ونقل كلام السلف من الصحابة رضي الله عنهم ومن التابعين ومن تبعهم من العلماء على المنهج القويم منهج الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح،في موضوع مستقل وتحت عناوين تخص كل مسألة بعينها إن شاء الله من أجل الأستفادة لي وللمسلمين وسوف يكون النقل بإذن الله من كتاب نضرة النعيم ومن كتب أخرى والله المستعان وعليه التكلان .
    من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الإحسان)
    1-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: «خمسا «5» ، لهنّ أحسن من الدّهم الموقفة «6» . لا تكلّم فيما لا يعنيك، فإنّه فضل ولا آمن عليك الوزر، ولا تتكلّم فيما يعنيك حتّى تجد له موضعا، فإنّه ربّ متكلّم في أمر يعنيه، قد وضعه في غير موضعه فعنّت، ولا تمار حليما ولا سفيها، فإنّ الحليم يقليك «7» وإنّ السّفيه يؤذيك، واذكر أخاك إذا تغيّب عنك ممّا تحبّ أن يذكرك به. وأعفه عمّا تحبّ أن يعفيك منه، واعمل عمل رجل يرى أنّه مجازى بالإحسان، مأخوذ بالإجرام» ) * «8» .
    2-* (عن الحسن قال: «ليس الإيمان بالتّحلّي ولا بالتّمنّي، ولكن ما وقر في القلوب وصدّقته الأعمال، من قال حسنا، وعمل غير صالح، ردّه الله عليه» ) * «9» .
    3-* (عن عبيد الله بن عديّ بن خيار: أنّه دخل على عثمان بن عفّان- رضي الله عنه- وهو محصور «10» فقال: «إنّك إمام عامّة، ونزل بك ما نرى، ويصلّي لنا إمام فتنة ونتحرّج. فقال: «الصّلاة أحسن ما يعمل النّاس، فإذا أحسن النّاس فأحسن معهم، وإذا أساءوا فاجتنب إساءتهم» ) * «11» .
    4-* (عن عمرو بن ميمون- رضي الله عنه- قال: «رأيت عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- قبل أن يصاب بأيّام بالمدينة ووقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف. قال: كيف فعلتما؟ أتخافان
    (5) قوله: خمسا، لعلها منصوبة على الإغراء.
    (6) الدهم الموقفة: أي من الخيل الدهم التي أوقفت وأعدّت للركوب.
    (7) يقليك: يبغضك.
    (8) كتاب الصمت، لابن أبي الدنيا (264- 265) .
    (9) انظر اقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي (43) .
    (10) محصور: محاط به وممنوع من الخروج.
    (11) البخاري- الفتح 2 (695) .
    التعديل الأخير تم بواسطة مهدي بن هيثم الشبوي; الساعة 16-04-2011, 04:52 PM.

  • #2
    من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الابتهال)
    1-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال:
    «المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك، أو نحوهما، والاستغفار: أن تشير بأصبع واحدة. والابتهال: أن تمدّ يديك جميعا» ) * «1» .
    2-* (عن عبّاس بن عبد الله بن معبد بن عبّاس- بهذا الحديث- قال فيه: «والابتهال هكذا، ورفع يديه، وجعل ظهورهما ممّا يلي وجهه» ) * «2» .
    3-* (قال الطّبريّ في تفسير قوله تعالى:
    فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ.. إلى قوله تعالى: فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (آل عمران/ 61) . قال أبو جعفر الطّبريّ يعني بقوله جلّ ثناؤه: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ أي فمن جادلك يا محمّد في المسيح عيسى ابن مريم، ويعني بقوله: مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ الّذي بيّنته لك في عيسى أنّه عبد الله، وقوله سبحانه:
    ثُمَّ نَبْتَهِلْ تقول ثمّ نلتعن، فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ منّا ومنكم في أنّه عيسى- عليه السّلام-) * «3» .
    4-* (عن قتادة في قوله سبحانه ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ أي في عيسى عليه السّلام: أنّه عبد الله ورسوله، من كلمة الله وروحه) «4» .
    5-* (قال ابن زيد: في قوله تعالى ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ قال: منّا ومنكم) * «5» .
    6-* (عن قيس بن سعد قال: كان بين ابن عبّاس وبين آخر شيء فقرأ هذه الآية: تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فرفع يديه واستقبل الرّكن) * «6» .
    7-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما-:
    «أنّ ثمانية من أساقف العرب من أهل نجران قدموا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منهم العاقب، والسّيّد، فأنزل الله:
    فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا إلى قوله: ثُمَّ نَبْتَهِلْ يريد ندع الله باللّعنة على الكاذب. فقالوا: أخّرنا ثلاثة أيّام، فذهبوا إلى بني قريظة، والنّضير، وبني قينقاع، فاستشاروهم. فأشاروا عليهم أن يصالحوه ولا يلاعنوه، وهو النّبيّ الّذي نجده في التّوراة فصالحوا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على ألف حلّة في صفر وألف في رجب، ودراهم) * «7» .
    8-* (قال الإمام البغويّ في تفسير قوله
    تعالى: وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً ... :
    أي تتضرّع إليّ وتخاف منّي.
    وقال مجاهد وابن جريج: «أمر أن يذكروه في الصّدور بالتّضرّع إليه والدّعاء والاستكانة» ) * «8» .
    9-* (قال ابن الأثير- رحمه الله: «الابتهال:
    التّضرّع والمبالغة في المسألة» ) * «9» .

    من فوائد (الابتهال)
    (1) حبّ الله تعالى والإلحاح عليه بالسّؤال والالتجاء إليه في الكرب والضّيق وعند شدّة اليأس.
    (2) تعلّق المسلم بربّه في قضاء حوائجه.
    (3) فيه راحة للنّفس ونقاء للقلب.
    (4) استجابة الله- عزّ وجلّ- دعاء المسلم وابتهاله ما لم يكن يدعو بجور أو ظلم.
    (5) الدّعاء يكون في كلّ الأحوال، والابتهال غالبا ما يكون وقت الشّدّة.
    (6) أنّ الابتهال إلى الله برفع اليدين في الدّعاء دليل على شدّة إخلاص الدّاعي ووثوقه من إجابة المولى عزّ وجلّ- له.
    (7) الابتهال إلى الله تعقبه الإجابة السّريعة من الله- عزّ وجلّ- على وفق مراد الله- عزّ وجلّ-.
    (8) أنّ الابتهال يكون للنّفس وللغير ويستحبّ أن يسبقه وضوء.
    (9) أنّ الابتهال يفرّج الكرب ويزيح الغمّة.
    (10) الابتهال مجلبة لنصر الله ووسيلة لدحر العدوّ.
    (11) الابتهال يرفع الرّوح المعنويّة للمقاتلين خاصّة إذا كان القائد المبتهل قريبا من الله وواثقا من نصره.
    _________
    (1) أبو داود (1489) ، وقال الألباني (1/ 1321) : صحيح. صحيح سنن أبي داود. وقال محقق جامع الأصول 4/ 148: وهو حديث حسن.
    (2) المصدر السابق (1490) .
    (3) تفسير الطبري (3/ 96) .
    (4) المصدر السابق نفسه، والصفحة نفسها.
    (5) الدر المنثور (2/ 233) .
    (6) المصدر السابق (2/ 232، 233) .
    (7) المصدر
    السابق (2/ 232) .
    (8) تفسير البغوي (مج 2، ج 9، 226) .
    (9) جامع الأصول (4/ 148) .

    تعليق


    • #3
      من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (المعاتبة)
      1-* (عن عائشة- رضي الله عنها- أنّها قالت: خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بعض أسفاره، حتّى إذا كنّا بالبيداء (أو بذات الجيش) انقطع عقد لي، فأقام رسول الله صلّى
      الله عليه وسلّم على التماسه، وأقام النّاس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، فأتى النّاس إلى أبي بكر، فقالوا: ألا ترى إلى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبالنّاس معه، وليسوا على ماء، وليس معهم ماء، فجاء أبو بكر ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والنّاس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء، قالت:
      فعاتبني أبو بكر. وقال ما شاء الله أن يقول. وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التّحرّك إلّا مكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على فخذي، فنام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التّيمّم فتيمّموا، فقال أسيد بن الحضير (وهو أحد النّقباء) : ما هي بأوّل بركتكم يا آل أبي بكر، فقالت عائشة: فبعثنا البعير الّذي كنت عليه، فوجدنا العقد تحته) * «1» .
      2-* (عن عائشة أمّ المؤمنين- رضى الله عنها- أنّها خطبت على عبد الرّحمن بن أبي بكر قريبة بنت أبي أميّة فزوّجوه، ثمّ إنّهم عتبوا على عبد الرّحمن وقالوا: ما زوّجنا إلّا عائشة، فأرسلت عائشة إلى عبد الرّحمن فذكرت ذلك له، فجعل أمر قريبة بيدها فاختارت زوجها، فلم يكن ذلك طلاقا) * «2» .
      3-* (قال أبو الدّرداء- رضي الله عنه-:
      «معاتبة الأخ خير من فقده» ) * «3» .
      4-* (قال الزّجّاج: قال الحسن في قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً قال: من فاته عمله من الذّكر والشّكر بالنّهار، كان له في اللّيل مستعتب، ومن فاته باللّيل، كان له في النّهار مستعتب، قال: أراه يعني وقت استعتاب أي وقت طلب عتبى، كأنّه أراد وقت استغفار) * «4» .
      5-* (قال أبو الحسن بن منقذ:
      أخلاقك الغرّ السّجايا ما لها ... حملت قذى الواشين وهي سلاف
      ومرآة رأيك في عبيدك ما لها ... صدئت وأنت الجوهر الشّفّاف
      ) * «5» .
      6-* (قيل: العتاب خير من الحقد، ولا يكون العتاب إلّا على زلّة، وقد مدحه قوم فقالوا: العتاب حدائق المتحابّين، ودليل على بقاء المودّة ... وذمّه بعضهم، قال إياس بن معاوية: وخرجت في سفر ومعي رجل من الأعراب، فلمّا كان في بعض المناهل لقيه ابن عمّ له فتعانقا، وتعاتبا وإلى جانبهما شيخ من الحيّ. فقال لهما: أنعما عيشا، إنّ المعاتبة تبعث التّجنّي، والتّجنّي يبعث المخاصمة، والمخاصمة تبعث العداوة، ولا خير في شيء ثمرته العداوة، قال الشّاعر:
      فدع العتاب فربّ شرر ... هاج أوّله العتاب
      ) * «6» .
      7-* (كان ابن عرادة السّعديّ مع سلم بن زياد بخراسان، وكان له مكرما، وابن عرادة يتجنّى عليه، ففارقه وصاحب غيره، ثمّ ندم ورجع إليه، وقال:
      عتبت على سلم فلمّا فقدته ... وصاحبت أقواما بكيت على سلم
      رجعت إليه بعد تجريب غيره ... فكان كبرء بعد طول من السّقم

      ) * «7» .

      9-* (وقال أبو الأسود:
      فألفيته غير مستعتب ... ولا ذاكر الله إلّا قليلا
      ) * «9» .
      10-* (قال الشّاعر:
      أعاتب ذا المودّة من صديق ... إذا ما رابني منه اجتناب
      إذا ذهب العتاب فليس ودّ ... ويبقى الودّ ما بقي العتاب
      ) * «10» .
      11-* (قال بشّار بن برد:
      إذا كنت في كلّ الأمور معاتبا ... صديقك لن تلقى الّذي لا تعاتبه.
      وإن أنت لم تشرب مرارا علي القذى ... ظمئت وأيّ النّاس تصفو مشاربه؟
      فعش واحدا أو صل أخاك فإنّه ... مقارف ذنب مرّة ومجانبه
      ) * «11» .
      12-* (وقال آخر:
      دعوت الله أن تسمو وتعلو ... علوّ النّجم في أفق السّماء
      فلمّا أن سموت بعدت عنّي ... فكان إذا على نفسي دعائي
      ) * «12» .
      13-* (وقال آخر يعاتب صديقه على كتاب أرسله إليه:
      اقرأ كتابك، واعتبره قريبا ... فكفى بنفسك لي عليك حسيبا
      أكذا يكون خطاب إخوان الصّفا ... إن أرسلوا جعلوا الخطاب خطوبا
      ما كان عذري إن أجبت بمثله ... أو كنت بالعتب العنيف مجيبا
      لكنّني خفت انتقاص مودّتي ... فيعدّ إحساني إليك ذنوبا
      ) * «13» .
      14-* (وقال آخر:
      أراك إذا ما قلت قولا قبلته ... وليس لأقوالي لديك قبول
      وما ذاك إلّا أنّ ظنّك سيّء ... بأهل الوفا والظّنّ فيك جميل
      فكن قائلا قول الحماسيّ تائها ... بنفسك عجبا وهو منك قليل
      وننكر إن شئنا على النّاس قولهم ... ولا ينكرون القول حين نقول

      ) * «14» .
      15-* (ومن أحسن ما قيل في العتاب:
      وفي العتاب حياة بين أقوام ... وهو المحكّ لدى لبس وإيهام
      فما ثمّ شيء أحسن من معاتبة الأحباب، ولا ألذّ من مخاطبة ذوي الألباب» ) * «15» .
      من فوائد (المعاتبة)
      (1) تزيل صدأ البغض والكراهية من القلوب.
      (2) تزيد المحبّة والألفة.
      (3) تذهب نزغ الشّيطان ووساوسه.
      (4) تنقّي النّفوس وتطهّرها من ظنون الإثم.
      (5) تقوّي أواصر الودّ والتّفاهم في المجتمع.

      __________
      (1) البخاري- الفتح 1 (334) ، مسلم (367) واللفظ له.
      (2) تنوير الحوالك شرح موطأ مالك (2/ 82) .
      (3) لسان العرب «عتب» .
      (4) لسان العرب «عتب» .
      (5) المستطرف (1/ 283) .
      (6) المستطرف (1/ 282) واللسان «عتب» .
      (7) المستطرف (1/ 283) .

      (9) المصدر السابق «عتب» .
      (10) لسان العرب «عتب» .
      (11) أدب الدنيا والدين (179) .
      (12) المستطرف (1/ 283) .
      (13) المرجع السابق (1/ 283) .
      (14) المرجع السابق (283) .
      (15) المرجع السابق (284) .

      تعليق


      • #4
        من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (السماحة)
        1-* (قال الإمام عليّ- رضي الله عنه-:
        «أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم فما يعثر منهم عاثر إلّا ويده بيد الله يرفعه» ) * «1» .
        2-* (جاء في الأثر أنّ ابن عبّاس- رضي الله عنهما- «سئل عن رجل شرب لبنا محضا أيتوضّأ؟
        قال: اسمح يسمح لك» ) *
        قال الأصمعيّ معناه: سهّل يسهّل لك وعليك «2» .
        3-* (عن محمّد بن المنكدر قال: «كان يقال: إذا أراد الله بقوم خيرا أمّر عليهم خيارهم، وجعل أرزاقهم بأيدي سمحائهم» ) * «3» .
        4-* (عن عبيس، أبي عبيدة، قال: كان الحسن إذا اشترى شيئا وكان في ثمنه كسر جبره لصاحبه. قال: ومرّ الحسن بقوم يقولون: نقص دانق وزيادة دانق. فقال: «ما هذا، لا دين إلّا بمروءة» ) * «4» .
        5-* (قال فرقد السّبخيّ: «لم يكن أصحاب نبيّ قطّ فيما خلا من الدّنيا أفضل من أصحاب محمّد صلّى الله عليه وسلّم لا أشجع لقاء ولا أسمح أكفّا» ) * «5» .
        6-* (ذكر الأبشيهيّ في مستطرفه: «أنّ رجلا سبّ رجلا وقال له: إيّاك أعني، فقال الآخر وعنك أعرض» ) *» (6).
        7-* (وقيل: «من عادة الكريم إذا قدر غفر وإذا رأى زلّة ستر» ) * «7» .
        8-* (قال ابن مقبل:
        وإنّي لأستحيي وفي الحقّ مسمح ... إذا جاء باغي العرف، أن أتعذّرا) * «8» .
        9-* (أنشد عمران بن موسى المؤدّب:
        لا ينكتون الأرض عند سؤالهم ... لتطلّب الحاجات بالعيدان
        بل يبسطون وجوههم فترى لها ... عند اللّقاء كأحسن الألوان) * «9» .
        10-* (قال جرير بن عطيّة:
        غلب المساميح الوليد سماحة ... وكفى قريش المعضلات وسادها) * «10» .
        11-* (وقال آخر:
        في فتية بسط الأكفّ مسامح ... عند الفضال نديمهم لم يدثر) * «11» .
        12-* (وأنشد ثعلب:
        ولكن إذا ما جلّ خطب فسامحت ... به النّفس يوما كان للكره أذهبا) * «12» .
        13-* (جاء في مأثور الحكمة: السّماح رباح، أي المساهلة في الأشياء تربح صاحبها) * «13» .
        14-* (وقال الشّافعيّ- رحمه الله-:
        وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ... ودافع ولكن بالّتي هي أحسن) * «14» .

        __________
        (1) المستطرف (1/ 272) .
        (2) لسان العرب (2/ 489) .
        (3) المنتقى من مكارم الأخلاق (125) .
        (4) المرجع السابق (133) .
        (5) المرجع السابق (132) .
        (6) المستطرف (1/ 272) .
        (7) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
        (8) لسان العرب (2/ 490) .
        (9) المنتقى من مكارم الأخلاق (145) .
        (10) لسان العرب (2/ 489) . وقيل هذا البيت لعدي بن الرقاع العاملي، شاعر الوليد بن عبد الملك، والبيت من قصيدته التي مطلعها:
        عرف الديار توهما فاعتادها ... من بعد ما شمل البلى أبلادها
        (11) المصدر السابق نفسه (2/ 489) .
        (12) لسان العرب (2/ 489) .
        (13) لسان العرب (2/ 489) .
        (14) ديوانه (119) .

        تعليق


        • #5
          من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الاحتساب)
          1-* (قال عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه:
          «أيّها النّاس، احتسبوا أعمالكم، فإنّ من احتسب عمله، كتب له أجر عمله وأجر حسبته» ) * «1» .
          2-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: «ما من مسلم له ولدان مسلمان يصبح إليهما محتسبا إلّا فتح الله له بابين، يعني من الجنّة، وإن كان واحد فواحد» ) * «2» .
          3-* (قال خبيب- رضي الله عنه- عند ما أراد قتله بنو الحارث بن عامر بن نوفل:
          فلست أبالي حين أقتل مسلما ... على أيّ جنب كان لله مصرعي
          وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزّع
          » ) * «3» .
          4-* (قال وكيع- رحمه الله- بعد حديث عديّ بن حاتم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما منكم من رجل إلّا سيكلّمه ربّه يوم القيامة وليس بينه وبينه ترجمان ... الحديث» «4» ، قال: «من كان هاهنا من أهل خراسان، فليحتسب في إظهار هذا الحديث، لأنّ الجهميّة ينكرون ذلك» ) * «5» .
          5-* (وقال الماورديّ في سياق تفسير هذه الآية يعني إذا أصابتهم مصيبة في نفس أو أهل أو مال قالوا: إنّا لله: أي نفوسنا وأهلونا وأموالنا لله، لا يظلمنا فيما يصنعه بنا وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ يعني بالبعث في ثواب المحسن ومعاقبة المسيء) «6» .
          6-* (قال ابن كثير في قوله تعالى: الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أي تسلّوا بقولهم هذا عمّا أصابهم وعلموا أنّهم ملك لله يتصرّف في عبيده بما يشاء. وعلموا أنّه لا يضيع لديه مثقال ذرّة يوم القيامة فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنّهم عبيده وأنّهم إليه راجعون في الدّار الآخرة» ) *» (7)
          7-* (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ* أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ قال: من استطاع أن يستوجب لله في مصيبته ثلاثا (الصّلاة والرّحمة والهدى) فليفعل ولا قوّة إلّا بالله. فإنّه من استوجب على الله حقّا بحقّ أحقّه الله له، ووجد الله وفيّا) «8» .

          من فوائد (الاحتساب)
          (1) طريق موصل إلى محبّة الله ورضوانه.
          (2) دليل كمال الإيمان وحسن الإسلام.
          (3) الفوز بالجنّة والنّجاة من النّار.
          (4) حصول السّعادة في الدّارين.
          (5) الاحتساب في الطّاعات يجعلها خالصة لوجه الله تعالى وليس لها جزاء إلّا الجنّة.
          (6) الاحتساب في المكاره يضاعف أجر الصّبر عليها.
          (7) الاحتساب يبعد صاحبه عن شبهة الرّياء ويزيد من ثقته بربّه.
          (8) الاحتساب في المكاره يدفع الحزن ويجلب السّرور ويحوّل ما يظنّه الإنسان نقمة إلى نعمة.
          (9) الاحتساب في الطّاعات يجعل صاحبه قرير العين مسرور الفؤاد بما يدّخره عند ربّه فيتضاعف رصيده الإيمانيّ وتقوى روحه المعنويّة.
          (10) الاحتساب دليل الرّضا بقضاء الله وقدره، ودليل على حسن الظّنّ بالله تعالى.

          __________
          (1) لسان العرب (1/ 315) .
          (2) الأدب المفرد للبخاري (ص 4) .
          (3) البخاري- الفتح 7 (3989) .
          (4) البخاري- الفتح 13 (7512) ، ومسلم (1016) .
          (5) الترمذي (4/ 2415) .
          (6) تفسير الماوردي (1/ 210) .
          (7) تفسير ابن كثير (1/ 198) .
          (8) الدر المنثور (1/ 377- 378) .

          تعليق


          • #6
            ما شاء الله موضوع جميل جداً واصل أبا عثمان وصلك الله بحبل رضاه

            تعليق


            • #7
              من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في (الإخلاص)
              1- قال مكحول: «ما أخلص عبد قطّ أربعين يوما إلّا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه ولسانه» ) * «1» .
              2-* (قال أبو سليمان الدّارانيّ: «إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرّياء» ) * «2» .
              3-* (قال يوسف بن الحسين: «أعزّ شيء في الدّنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرّياء عن قلبي فكأنّه ينبت على لون آخر» ) * «3» .
              4-* (قال الفضيل بن عياض في تفسير قوله تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا هو أخلصه وأصوبه، قالوا: يا أبا عليّ ما أخلصه وأصوبه؟ فقال: إنّ العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتّى يكون خالصا صوابا. الخالص أن يكون لله والصّواب أن يكون على السّنّة. ثم قرأ قوله تعالى: فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (الكهف/ 110) » ) * «4» .
              5-* (قال شهر بن حوشب: «جاء رجل إلى عبادة بن الصّامت، فقال: أنبئني عمّا أسأل عنه، أرأيت رجلا يصلّي يبتغي وجه الله ويحبّ أن يحمد؟» .
              فقال عبادة: «ليس له شيء، إنّ الله تعالى يقول: أنا خير شريك فمن كان له معي شريك فهو له كلّه لا حاجة لي فيه» ) * «5» .
              6-* (قال الجنيد- رحمه الله-: «الإخلاص سرّ بين الله وبين العبد، لا يعلمه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده ولا هوى فيميله» ) * «6» .
              7-* (قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (الكهف/ 110) : وهذان ركنا العمل المتقبّل لا بدّ أن يكون خالصا لله صوابا على شريعة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم» ) * «7» .
              8-* (قال ابن القيّم- رحمه الله تعالى-:
              «العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملا ينقله ولا ينفعه» ) * «8» .

              من صور الإخلاص ومظاهره
              ممّا سبق يتّضح لنا أنّ للإخلاص صورا متعدّدة تتمثّل فيما يلي:
              1- الإخلاص في التّوحيد.
              2- الإخلاص في النّيّة والقصد.
              3- الإخلاص في العبادات: الصّلاة، السّجود، الصّيام، قيام رمضان، قيام ليلة القدر، حبّ المساجد، الزّكاة، الصّدقة، الحجّ، الجهاد، التّوبة، والذّكر، والاستغفار، والدّعاء، وقراءة القرآن، وسائر القربات.
              4- الإخلاص في الأقوال كلّها.
              5- الإخلاص في الالتزام بمكارم الأخلاق، (كالصّدق، الصّبر، الزّهد، والتّواضع ... الخ) .
              6- الإخلاص في التّوكّل على الله.
              7- الإخلاص في كافّة الأعمال.
              من فوائد (الإخلاص)
              (1) الإخلاص هو الأساس في قبول الأعمال والأقوال.
              (2) الإخلاص هو الأساس في قبول الدّعاء.
              (3) الإخلاص يرفع منزلة الإنسان في الدّنيا والآخرة.
              (4) يبعد عن الإنسان الوساوس والأوهام.
              (5) يحرّر العبد من عبوديّة غير الله.
              (6) يقوّي العلاقات الاجتماعيّة وينصر الله به الأمّة.
              (7) يفرّج شدائد الإنسان في الدّنيا.
              (8) يحقّق الطّمأنينة لقلب الإنسان ويجعله يشعر بالسّعادة.
              (9) يقوّي إيمان الإنسان ويكرّه إليه الفسوق والعصيان.
              (10) يقوّي عزيمة الإنسان وإرادته في مواجهه الشّدائد.
              (11) حصول كمال الأمن والاهتداء في الدّنيا والآخرة.

              __________
              (1) مدارج السالكين (2/ 96) .
              (2) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
              (3) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها.
              (4) المرجع السابق (2/ 93) .
              (5) تفسير ابن كثير (مج 3، ج 1، ص 114)
              (6) مدارج السالكين (2/ 95)
              (7) تفسير القرآن العظيم (مج 3/ ج 16، ص 114)
              (8) الفوائد (67) .

              تعليق


              • #8
                من الآثار الواردة في (التودد)
                1-* (قال عمر- رضي الله عنه-: «ثلاث يصفين لك ودّ أخيك: أن تسلّم عليه إذا لقيته أوّلا، وتوسّع له في المجلس، وتدعوه بأحبّ أسمائه إليه» ) * .
                2-* (قال الأحنف بن قيس: «خير الإخوان إن استغنيت عنه لم يزدك في المودّة، وإن احتجت إليه لم ينقصك منها، وإن كوثرت عضّدك، وإن استرفدت رفدك، وأنشد:
                أخوك الّذي إن تدعه لملمّة ... يجبك وإن تغضب إلى السّيف يغضب) * .
                3-* (عن زهدم الجرميّ قال: «كان بين هذا الحيّ من جرم وبين الأشعريّين ودّ وإخاء فكنّا عند أبي موسى الأشعريّ. فقرّب إليه طعام فيه لحم دجاج.
                فدخل رجل من بني تيم الله ... الحديث) * .
                4-* (قال التّابيّ: «الإخوان ثلاثة أصناف:
                فرع بائن من أصله، وأصل متّصل بفرعه، وفرع ليس له أصل. فأمّا الفرع البائن من أصله فإخاء بني على مودّة، ثمّ انقطعت فحفظ على ذمام الصّحبة؛ وأمّا الأصل المتّصل بفرعه، فإخاء أصله الكرم وأغصانه التّقوى، وأمّا الفرع الّذي لا أصل له، فالمموّه الظّاهر الّذي ليس له باطن) * .
                5-* (قال شبيب بن شيبة: «إخوان الصّفاء خير مكاسب الدّنيا، هم زينة في الرّخاء، وعدّة في البلاء، ومعونة على الأعداء» ) * .
                6-* (قال الجاحظ: الودّ هو المحبّة المعتدلة من غير اتّباع الشّهوة، والودّ مستحسن من الإنسان إذا كان ودّه لأهل الفضل والنّبل، وذوي الوقار والأبّهة، والمتميّزين من النّاس، فأمّا التودّد إلى أراذل النّاس وأصاغرهم والأحداث والنّسوان وأهل الخلاعة فمكروه جدّا. وأحسن الودّ ما نسجته بين منوالين متناسبة الفضائل، وهو أوثق الودّ وأثبته، فأمّا ما كان ابتداؤه اجتماعا على هزل، أو لطلب لذّة فليس محمودا، وليس بباق ولا ثابت» ) * .
                7-* (كتب سعيد بن حميد إلى أحد أصحابه «إنّي أهديت مودّتي إليك رغبة، ورضيت بالقبول منك مثوبة، فصرت بقبولها قاضيا لحقّ ومالكا لرقّ وصرت بالتّسرّع إلى الهديّة، والتنظّر للمثوبة، مرتهن اللّسان بالجزاء واليدين بالوفاء» ) * .
                8-* (قال الماوردي: «البرّ هو المعروف، ويتنوّع نوعين قولا وعملا، فأمّا القول فهو طيب الكلام وحسن البشر، والتّودّد بجميل القول، وهذا يبعث عليه حسن الخلق، ورقّة الطّبع، ويجب أن يكون محدودا كالسّخاء، فإنّه إن أسرف فيه كان ملقا مذموما، وإن توسّط واقتصد فيه كان معروفا وبرّا محمودا» ) * .
                9-* (كتب إبراهيم بن العبّاس إلى أحد إخوانه: المودّة يجمعنا حبلها، والصّناعة تؤلّفنا أسبابها، وما بين ذلك من تراخ في لقاء، أو تخلّف في مكاتبة، موضوع بيننا يجب العذر فيه) * .
                10-* (عن الحسين بن عبد الرّحمن، قال:
                كان يقال: «إنّ المودّة قرابة مستفادة» ) * .
                11-* (وقالوا: «الصّديق من صدقك ودّه وبذل لك رفده» ) * .
                12-* (قيل: «القرابة تحتاج إلى مودّة والمودّة لا تحتاج إلى قرابة» ) * .
                13-* (قال جعفر الصّادق- رحمه الله-:
                «مودّة يوم صلة، ومودّة شهر قرابة، ومودّة سنة رحم مائية من قطعها قطعه الله) * .
                من أقوال الشعراء:
                14-* (كتب رجل إلى أبي العتاهية:
                يا أبا إسحاق إنّي ... واثق منك بودّك
                فأعنّي بأبي أن ... ت على عيبي برشدك
                فأجابه بقوله:
                أطع الله بجهدك ... راغبا أو دون جهدك
                أعط مولاك الّذي تط ... لب من طاعة عبدك) *
                15-* (وقال آخر:
                إن كنت متّخذا خليلا ... فتنقّ وانتقد الخليلا
                من لم يكن لك منصفا ... في الودّ فابغ به بديلا
                ولقلّما تلقى اللّئيم عليك إلّا مستطيلا) * .
                16-* (للعطويّ:
                صن الودّ إلّا عن الأكرمين ... ومن بمؤاخاته تشرف
                ولا تغترر من ذوي خلّة ... بما موّهوا لك أو زخرفوا) * .
                17-* (وقال شاعر:
                إذا ذهب العتاب فليس ودّ ... ويبقى الودّ ما بقي العتاب) * .
                18-* (وقال آخر:

                تودّ عدوّي ثمّ تزعم أنّني ... صديقك إنّ الرّأي عنك لعازب
                وليس أخي من ودّني رأي عينه ... ولكن أخي من ودّني وهو غائب) * .
                19-* (وللمبرّد:
                ما القرب إلّا لمن صحّت مودّته ... ولم يخنك وليس القرب للنّسب) *

                كم من قريب زويّ الصّدر مضطغن ... ومن بعيد سليم غير مقترب) *
                20-* (وأنشد ابن الأعرابيّ:
                لعمرك ما مال الفتى بذخيرة ... ولكنّ إخوان الصّفا لذخائر) *
                21-* (قال الشّاعر:
                يا صديقي الّذي بذلت له الو ... دّ وأنزلته على أحشائي
                إنّ عينا أقذيتها لتراعي ... ك على ما بها من الأقذاء
                ما بها حاجة إليك ولكن ... هي معقودة بحبل الوفاء) *
                22-* (وقال آخر:
                ارض من المرء في مودّته ... بما يؤدّي إليك ظاهره
                من يكشف النّاس لا يرى أحدا ... تصحّ منه له سرائره) *

                23-* (قال الشّاعر:
                لعمري لئن قرّت بقربك أعين ... لقد سخنت بالبين منك عيون
                فسر أو أقم، وقف عليك مودّتي ... مكانك من قلبي عليك مصون)
                *
                من فوائد (التودد)
                (1) يزيد الألفة ويقوّي التّضافر والتّناصر.
                (2) يقرّب بين النّاس وينشر الرأفة والرّحمة بينهم.
                (3) يترجم عن قوّة النّفس المسلمة بتمسّكها بحبل الله المتين.
                (4) ما تواصلت حبال المودّة بين النّاس إلّا بسط الله عليهم رداء الرّحمة والغفران.
                (5) يزيل ما بين النّفوس من الإحن والأحقاد.
                (6) إنّه مدعاة إلى حسن الثّناء على الإنسان من الله والنّاس.
                (7) يسدّ الخلل في المجتمع الإسلاميّ ويقوّي العلاقات الاجتماعيّة فيه.

                تعليق


                • #9
                  من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (الصبر والمصابرة)
                  1-* (عن عمر- رضي الله عنه- قال:
                  «وجدنا خير عيشنا الصّبر» ) * «1» .
                  2-* (قال عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- «الصّبر مطيّة لا تكبو» ) * «2» .
                  3-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما-: أنّ ثلاثة نفر جاءوه فقالوا: يا أبا محمّد إنّا والله! ما نقدر على شيء: لا نفقة ولا دابّة ولا متاع. فقال لهم: ما شئتم، إن شئتم رجعتم إلينا فأعطيناكم ما يسّر الله لكم، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسّلطان، وإن شئتم صبرتم» ) * «3» .
                  4-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- أنّه قال: «الصّبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كلّه» ) * «4» .
                  5-* (قال سليمان بن عبد الملك لعمر بن عبد العزيز عند ما مات ولد سليمان: «أيصبر المؤمن حتّى لا يجد لمصيبته ألما؟ قال يا أمير المؤمنين: «لا يستوي عندك ما تحبّ وما تكره، ولكنّ الصّبر معوّل المؤمن» ) * «5» .
                  6-* (قيل لربيعة بن عبد الرّحمن: ما منتهى الصّبر؟ قال: يكون يوم تصيبه المصيبة مثله قبل أن تصيبه» ) * «6» .
                  7-* (وقال أبو عليّ الدّقّاق: «فاز الصّابرون بعزّ الدّارين. لأنّهم نالوا من الله معيّته فإنّ الله مع الصّابرين» ) * «7» .
                  8-* (وقيل: الصّبر لله غناء، وبالله تعالى بقاء، وفي الله بلاء، ومع الله وفاء، وعن الله جفاء، والصّبر على الطّلب عنوان الظّفر وفي المحن عنوان الفرج.
                  قال ابن تيمية: ذكر الله تعالى في كتابه: الصّبر الجميل، والصّفح الجميل، والهجر الجميل» .
                  الصّبر الجميل: هو الّذي لا شكوى فيه ولا معه، والصّفح الجميل: هو الّذي لا عتاب معه، والهجر الجميل: هو الّذي لا أذى معه» ) * «8» .
                  9-* (قال ذو النّون: «الصّبر: التّباعد من المخالفات، والسّكون عند تجرّع غصص البليّات، وإظهار الغنى مع طول الفقر بساحات المعيشة» ) * «9» .
                  10- قال الفيروز اباديّ: «قيل: الصّبر: الوقوف مع البلاء بحسن الأدب، وقيل: هو الفناء في البلوى، بلا ظهور شكوى، وقيل: إلزام النّفس الهجوم على المكاره، وقيل: المقام مع البلاء بحسن الصّحبة، كالمقام مع العافية» ) * «10» .
                  11-* (وقيل الصّبر: هو الاستعانة بالله، وقيل هو ترك الشّكوى، وقيل:
                  الصّبر مثل اسمه مرّ مذاقته ... لكن عواقبه أحلى من العسل) * «11» .
                  12-* (قال الحريريّ: «الصّبر ألّا تفرّق بين حال النّعمة وحال المحنة مع سكون الخاطر فيهما، والتّصبّر: السّكون مع البلاء مع وجدان أثقال المحنة» ) * «12» .
                  13-* (قال الثوريّ عن بعض أصحابه:
                  ثلاث من الصّبر: ألّا تحدّث بوجعك، ولا بمصيبتك، ولا تزكّي نفسك» ) * «13» .
                  من فوائد (الصبر والمصابرة)
                  (1) ضبط النّفس عن السّأم والملل، لدى القيام بأعمال تتطلّب الدّأب والمثابرة خلال مدّة مناسبة، قد يراها المستعجل مدّة طويلة.
                  (2) ضبط النّفس عن العجلة والرّعونة، لدى تحقيق مطلب من المطالب المادّيّة أو المعنويّة.
                  (3) ضبط النّفس عن الغضب والطّيش، لدى مثيرات عوامل الغضب في النّفس، ومحرّضات الإرادة للاندفاع بطيش لا حكمة فيه ولا اتّزان في القول أو في العمل.
                  (4) ضبط النّفس عن الخوف لدى مثيرات الخوف في النّفس.
                  (5) ضبط النّفس عن الطّمع لدى مثيرات الطّمع فيها .
                  (6) ضبط النّفس عن الاندفاع وراء أهوائها وشهواتها وغرائزها.
                  (7) ضبط النّفس لتحمّل المتاعب والمشقّات والآلام الجسديّة والنّفسيّة، كلّما كان في هذا التّحمّل خير عاجل أو آجل.
                  (8) دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام.
                  (9) يورث هداية في القلب.


                  __________
                  (1) الدر المنثور (1/ 163) .
                  (2) عدة الصابرين لابن القيم (17) .
                  (3) مسلم (2979) .
                  (4) الزهد لوكيع بن الجراح (2/ 456) وقال محققه: رجاله ثقات وقد صح وقفه.
                  (5) الدر المنثور للسيوطي (1/ 378) .
                  (6) المرجع السابق نفسه، والصفحة نفسها
                  (7) مدارج السالكين (2/ 166) .
                  (8) المرجع السابق (2/ 167) .
                  (9) بصائر ذوي التمييز (3/ 377) .
                  (10) بصائر ذوي التمييز (3/ 377) .
                  (11) المرجع السابق (3/ 378) .
                  (12) المرجع السابق (3/ 379) .
                  (13) تفسير ابن كثير (3/ 489) .

                  التعديل الأخير تم بواسطة مهدي بن هيثم الشبوي; الساعة 28-01-2014, 01:23 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    من الآثار وأقوال العلماء الواردة في (إفشاء السلام)

                    -* (عن الأغرّ أغرّ مزينة قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمر لي بجزء من ثمر عند رجل من الأنصار، فمطلني به فكلّمت فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اغد معه يا أبا بكر فخذ له ثمره» . فوعدني أبو بكر المسجد إذا صلّينا الصّبح، فوجدته حيث وعدني فانطلقنا فكلّما رأى أبا بكر رجل من بعيد سلّم عليه فقال أبو بكر: أما ترى ما يصيب القوم عليك من الفضل لا يسبقك إلى السّلام أحد، فكنّا إذا طلع الرّجل بادرناه بالسّلام قبل أن يسلّم علينا» ) * «1» .
                    2-* (قال عمر- رضي الله عنه-: «ثلاث يصفين لك ودّ أخيك: أن تسلّم عليه إذا لقيته، وتوسّع له في المجلس، وتدعوه بأحبّ أسمائه إليه» ) * «2» .
                    3-* (عن أنس بن مالك- رضي الله عنه-:
                    «أنّه سمع عمر بن الخطّاب. وسلّم عليه رجل فردّ عليه السّلام. ثمّ سأل عمر الرّجل: كيف أنت؟
                    فقال أحمد إليك الله، فقال عمر: ذلك الّذي أردت منك» ) * «3» .
                    4-* (عن عمرو بن ميمون الأوديّ قال:
                    «رأيت عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- قال:
                    يا عبد الله بن عمر، اذهب إلى أمّ المؤمنين عائشة- رضي الله عنها-، فقل: يقرأ عمر بن الخطّاب عليك السّلام، ثمّ سلها أن أدفن مع صاحبيّ. قالت: كنت أريده لنفسي، فلأوثرنّه اليوم على نفسي. فلمّا أقبل قال له: ما لديك؟ قال: أذنت لك يا أمير المؤمنين. قال:
                    ما كان شيء أهمّ إليّ من ذلك المضجع، فإذا قبضت فاحملوني، ثمّ سلّموا، ثمّ قل: يستأذن عمر بن الخطّاب، فإن أذنت لي فادفنوني، وإلّا فردّوني إلى مقابر المسلمين، إنّي لا أعلم أحدا أحقّ بهذا الأمر من هؤلاء النّفر الّذين توفّي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو عنهم راض، فمن استخلفوا بعدي، فهو الخليفة فاسمعوا له وأطيعوا. فسمّى عثمان وعليّا وطلحة والزّبير وعبد الرّحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص. وولج عليه شابّ من الأنصار فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله: كان لك من القدم في الإسلام ما قد علمت، ثمّ استخلفت فعدلت، ثمّ الشّهادة بعد هذا كلّه. فقال:
                    ليتني يا ابن أخي وذلك كفافا لا عليّ ولا لي. أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأوّلين خيرا، أن يعرف لهم حقّهم، وأن يحفظ لهم حرمتهم. وأوصيه بالأنصار خيرا، الّذين تبوّءوا الدّار والإيمان أن يقبل من محسنهم ويعفى عن مسيئهم. وأوصيه بذمّة الله وذمّة رسوله صلّى الله عليه وسلّم أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، وأن لا يكلّفوا فوق طاقتهم» ) * «4» .
                    5-* (أخرج ابن سعد وغيره: أنّ الجنّ رثوا عمر بن الخطّاب بأبيات منها:
                    عليك السّلام من أمير وباركت ... يد الله في ذاك الأديم الممزّق» ) * «5» .
                    6-* (عن تميم بن سلمة: «أنّ عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه- لقي أبا عبيدة بن الجرّاح فصافحه وقبّل عمر يده وتنحّيا يبكيان» ) * «6» .
                    7-* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه- أنّه قال: «يجزأ عن الجماعة إذا مرّوا أن يسلّم أحدهم ويجزأ عن الجلوس أن يردّ أحدهم» ) * «7» .
                    8-* (قال ابن عبّاس- رضي الله عنهما-:
                    «إنّي أرى لردّ الجواب حقّا كما أرى لردّ جواب السّلام» ) * «8» .
                    9-* (عن محمّد بن عمرو بن عطاء: أنّه قال:
                    «كنت جالسا عند عبد الله بن عبّاس، فدخل عليه رجل من أهل اليمن، فقال: السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثمّ زاد بعد ذلك شيئا مع ذلك أيضا. قال ابن عبّاس وهو يومئذ قد ذهب بصره: من هذا؟ قالوا:
                    هذا اليمانيّ الّذي يغشاك، فعرّفوه إيّاه، فقال ابن عبّاس: إنّ السّلام انتهى إلى البركة» ) * «9» .
                    10-* (عن أنس- رضي الله عنه- قال:
                    «كان أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا تلاقوا تصافحوا، وإذا قدموا من سفر تعانقوا» ) * «10» .
                    11-* (عن عامر قال: «كان ابن عمر إذا حيّا ابن جعفر قال: السّلام عليك يا ابن ذي الجناحين» ) * «11» .
                    12-* (عن الطّفيل بن أبيّ بن كعب أخبر: «أنّه كان يأتي عبد الله بن عمر، فيغدو معه إلى السّوق، قال: فإذا غدونا إلى السّوق، لم يمرّ عبد الله بن عمر على سقّاط «12» ، ولا صاحب بيعة «13» ، ولا مسكين، ولا أحد إلّا سلّم عليه، قال الطّفيل:
                    فجئت عبد الله بن عمر يوما، فاستتبعني إلى السّوق، فقلت له: وما تصنع في السّوق، وأنت لا تقف على البيع، ولا تسأل عن السّلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس السّوق؟ قال وأقول: اجلس بنا ههنا نتحدّث، قال: فقال لي عبد الله بن عمر: يا أبا بطن!:
                    وكان الطّفيل ذا بطن إنّما نغدو من أجل السّلام، نسلّم على من لقينا» ) * «14» .
                    13-* (قال كعب بن مالك- رضي الله عنه-:
                    «دخلت المسجد، فإذا برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقام إليّ طلحة ابن عبيد الله يهرول حتّى صافحني وهنّأني» ) * «15» .
                    14-* (عن جابر- رضي الله عنه- قال:
                    «آخر ما ودّعت محمّد بن عليّ فإنّي معه بالبقيع فقال:
                    أتراك غاديا؟ قلت: نعم، فأخذ بيدي فغمزها وقال:
                    أستودعك الله، وأقرأ عليك السّلام أتدري ما غمزي بيدي إيّاك؟ هذا قبلة المؤمن أخاه المؤمن» ) * «16» .
                    15-* (عن أبي أمامة (صديّ بن عجلان) - رضي الله عنه- قال: «من تمام تحيّاتكم المصافحة» ) * «17» .
                    16-* (عن أبي البختريّ؛ قال جاء الأشعث ابن قيس وجرير بن عبد الله البجليّ إلى سلمان الفارسيّ، فدخلا عليه في حصن في ناحية المدائن، فأتياه فسلّما عليه، وحيّياه ثمّ قالا: أنت سلمان الفارسيّ. قال: نعم. قالا: أنت صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال: لا أدري. فارتابا وقالا:
                    لعلّه ليس الّذي نريد. قال لهما: أنا صاحبكما الّذي تريدان. إنّي قد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجالسته، فإنّما صاحبه من دخل معه الجنّة فما حاجتكما؟ قالا:
                    جئناك من عند أخ لك بالشّام. فقال: من هو؟ قالا:
                    أبو الدّرداء. قال: فأين هديّته الّتي أرسل بها معكم.
                    قالا: ما أرسل معنا هديّة. قال: اتّقيا الله وأدّيا الأمانة، ما جاءني أحد من عنده إلّا جاء معه بهديّة قالا: لا يرفع علينا هذا أنّ لنا أموالا فاحتكم فيها. قال: ما أريد أموالكما ولكنّي أريد الهديّة الّتي بعث بها معكما.
                    قالا: والله ما بعث معنا بشيء إلّا أنّه قال لنا: إنّ فيكم رجلا كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا خلا به لم يبغ أحدا غيره، فإذا أتيتماه فاقرئاه منّي السّلام. قال: فأيّ هديّة كنت أريد منكما غير هذه، وأيّ هديّة أفضل من السّلام تحيّة من عند الله مباركة طيّبة» ) * «18» .
                    17-* (قال عمّار- رضي الله عنه-: «ثلاث من جمعهنّ فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك وبذل السّلام للعالم، والإنفاق من الإقتار» ) (19)» .
                    18-* (عن أبي أمامة الباهليّ- رضي الله عنه- قال: «الرّجل يدخل بيته بالسّلام ضامن على الله تعالى أن يدخله الجنّة» ) * «20» .
                    19-* (عن معاوية بن قرّة عن أبيه؛ قال: «يا بنيّ إذا كنت في مجلس ترجو خيره فعجلت بك حاجة فقل السّلام عليكم فإنّك شريكهم فيما يغتنمون في ذلك المجلس» ) * «21» .
                    20-* (عن أبي حازم عن أبيه عن سهل؛ قال: كنّا نفرح يوم الجمعة. قلت لسهل: ولم؟ قال:
                    كانت لنا عجوز ترسل إلى بضاعة- نخل بالمدينة- فتأخذ من أصول السّلق فتطرحه في قدر وتكركر «22» حبّات من شعير، فإذا صلّينا الجمعة انصرفنا، ونسلّم عليها، فتقدّمه إلينا فنفرح من أجله، وما كنّا نقيل ولا نتغدّى إلّا بعد الجمعة» ) * «23» .
                    21-* (عن عبد الله بن أبي موسى؛ قال:
                    أرسلني مدرك بن مدرك إلى عائشة أسألها عن أشياء قال: فأتيتها فإذا هي تصلّي الضّحى، فقلت: أقعد حتّى تفرغ. فقالوا: هيهات. فقلت: لآذنها كيف أستأذنعليها. فقال: قل السّلام عليك أيّها النّبيّ ورحمة الله وبركاته السّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين السّلام على أمّهات المؤمنين أو أزواج النّبيّ صلّى الله عليكم ... فذكر الحديث» ) * «24» .
                    22-* (قال الحسن البصريّ: «المصافحة تزيد في الودّ» ) * «25» .
                    23-* (قال ابن هبيرة: «من سلّم على رجل فقد أمنه» ) * «26» .
                    24-* (قال ابن حجر- رحمه الله-:
                    جمعت آداب من رام الجلوس على الطّر ... يق من قول خير الخلق إنسانا
                    أفش السّلام وأحسن في الكلام ... وشمّت عاطسا وسلاما ردّ إحسانا
                    في الحمل عاون ومظلوما أعن وأغث ... لهفان اهد سبيلا واهد حيرانا
                    بالعرف مر وانه عن نكر وكفّ أذى ... وغضّ طرفا وأكثر ذكر مولانا) * «27» .
                    25-* (قال بعضهم:
                    لمّا عفوت ولم أحقد على أحد ... أرحت نفسي من غمّ العداوات
                    إنّي أحيّي عدوّي حين رؤيته ... لأدفع الشّرّ عنّي بالتّحيّات
                    وأظهر البشر للإنسان أبغضه ... كأنّه قد حشا قلبي مسرّات) * «28» .
                    من فوائد (إفشاء السلام)
                    (1) السّلام من أسماء الله تعالى وهو المسلّم لعباده المسلّم على أوليائه.
                    (2) والجنّة دار السّلام فهي دار السّلامة من الآفات.
                    (3) والسّلام أمان الله في الأرض وهو تحيّة المؤمنين في الجنّة وتحيّة أهل الإسلام في الدّنيا.
                    (4) وهو طريق المحبّة والتّعارف بين المسلمين.
                    (5) في إشاعة السّلام بين المسلمين تنشأ المودّة والمحبّة ويشعر كلّ مسلم بالاطمئنان تجاه الآخرين.
                    (6) البخل بالسّلام أشدّ من البخل بالمال.
                    (7) قد يزيل العداوة وينهي الخصومة ويسلّ؟ سخيمة الصّدور.
                    (8) في المداومة عليه تمييز للمسلمين وكيد لأعداء الدّين.
                    (9) من حافظ عليه حاز فضل الاتّباع وجزاء الطّاعة.
                    (10) كلّما زادت كلمات السّلام زادت حسناته.
                    __________
                    (1) قال الهيثمي (8/ 32، 33) : رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
                    (2) آداب العشرة للغزي (16) .
                    (3) أخرجه مالك في الموطأ (2/ 732) واللفظ له، وقال محقق جامع الأصول (6/ 606) : إسناده صحيح.
                    (4) البخاري- الفتح 3 (1392) .
                    (5) فتح الباري (11/ 7) .
                    (6) كتاب مكارم الأخلاق للخرائطي: 2/ 825.
                    (7) أبو داود (5210) وقال الألباني (3/ 978) : صحيح. وقال محقق «جامع الأصول» (6/ 598) أسناده حسن.
                    (8) آداب العشرة: 42. (والجواب الأولى المقصود فيها جواب الكتاب) .
                    (9) أخرجه الموطأ (2/ 732) ط 2، دار الحديث 1413 هـ/ 1993 م. واللفظ له. وقال محقق جامع الأصول (6/ 106) : إسناده صحيح.
                    (10) قال الهيثمي (8/ 36) : رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح.
                    (11) البخاري- الفتح 7 (4264) .
                    (12) سقاط: بائع السقط. وهو الرديء من المتاع.
                    (13) بيعة: المرة من البيع، ومن كسر الباء: أراد به: الحرفة والصناعة من البيع؛ فإن الفعلة بكسر الفاء هي الحالة، كالجلسة والركبة.
                    (14) أخرجه الموطأ (2/ 733) ط 2. دار الحديث 1413 هـ وقال محقق جامع الأصول (6/ 598) إسناده صحيح.
                    (15) فتح الباري: 11/ 56.
                    (16) كتاب مكارم الأخلاق للخرائطي: 2/ 823 مطبعة المدني. ط. أولى 1411 هـ.
                    (17) كتاب الإخوان لابن أبي الدنيا (177) ، ونقل مثله عن عبد الرحمن بن الأسود.
                    (18) قال الهيثمي (8/ 41) : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يحيى بن إبراهيم المسعودي وهو ثقة.
                    (19) البخاري- الفتح، باب إفشاء السلام من الإسلام: (1/ 103) .
                    (20) مكارم الأخلاق للخرائطي 2/ 819.
                    (21) قال الهيثمي (8/ 35) : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير بسطام بن مسلم وهو ثقة.
                    (22) وتكركر حبّات من شعير أي: تطحن.
                    (23) البخاري- الفتح 11 (6248) .
                    (24) قال الهيثمي (8/ 44) : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
                    (25) المنتقى من كتاب مكارم الأخلاق (189) .
                    (26) الآداب الشرعية (1/ 370) .
                    (27) فتح الباري (11/ 13) .
                    (28) آداب العشرة للغزي (17) .

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة مهدي بن هيثم الشبوي مشاهدة المشاركة
                      من الآثار الواردة في (التودد)
                      1-* (قال عمر- رضي الله عنه-: «ثلاث يصفين لك ودّ أخيك: أن تسلّم عليه إذا لقيته أوّلا، وتوسّع له في المجلس، وتدعوه بأحبّ أسمائه إليه» ) * .
                      2-* (قال الأحنف بن قيس: «خير الإخوان إن استغنيت عنه لم يزدك في المودّة، وإن احتجت إليه لم ينقصك منها، وإن كوثرت عضّدك، وإن استرفدت رفدك، وأنشد:
                      أخوك الّذي إن تدعه لملمّة ... يجبك وإن تغضب إلى السّيف يغضب) * .
                      3-* (عن زهدم الجرميّ قال: «كان بين هذا الحيّ من جرم وبين الأشعريّين ودّ وإخاء فكنّا عند أبي موسى الأشعريّ. فقرّب إليه طعام فيه لحم دجاج.
                      فدخل رجل من بني تيم الله ... الحديث) * .
                      4-* (قال التّابيّ: «الإخوان ثلاثة أصناف:
                      فرع بائن من أصله، وأصل متّصل بفرعه، وفرع ليس له أصل. فأمّا الفرع البائن من أصله فإخاء بني على مودّة، ثمّ انقطعت فحفظ على ذمام الصّحبة؛ وأمّا الأصل المتّصل بفرعه، فإخاء أصله الكرم وأغصانه التّقوى، وأمّا الفرع الّذي لا أصل له، فالمموّه الظّاهر الّذي ليس له باطن) * .
                      5-* (قال شبيب بن شيبة: «إخوان الصّفاء خير مكاسب الدّنيا، هم زينة في الرّخاء، وعدّة في البلاء، ومعونة على الأعداء» ) * .
                      6-* (قال الجاحظ: الودّ هو المحبّة المعتدلة من غير اتّباع الشّهوة، والودّ مستحسن من الإنسان إذا كان ودّه لأهل الفضل والنّبل، وذوي الوقار والأبّهة، والمتميّزين من النّاس، فأمّا التودّد إلى أراذل النّاس وأصاغرهم والأحداث والنّسوان وأهل الخلاعة فمكروه جدّا. وأحسن الودّ ما نسجته بين منوالين متناسبة الفضائل، وهو أوثق الودّ وأثبته، فأمّا ما كان ابتداؤه اجتماعا على هزل، أو لطلب لذّة فليس محمودا، وليس بباق ولا ثابت» ) * .
                      7-* (كتب سعيد بن حميد إلى أحد أصحابه «إنّي أهديت مودّتي إليك رغبة، ورضيت بالقبول منك مثوبة، فصرت بقبولها قاضيا لحقّ ومالكا لرقّ وصرت بالتّسرّع إلى الهديّة، والتنظّر للمثوبة، مرتهن اللّسان بالجزاء واليدين بالوفاء» ) * .
                      8-* (قال الماوردي: «البرّ هو المعروف، ويتنوّع نوعين قولا وعملا، فأمّا القول فهو طيب الكلام وحسن البشر، والتّودّد بجميل القول، وهذا يبعث عليه حسن الخلق، ورقّة الطّبع، ويجب أن يكون محدودا كالسّخاء، فإنّه إن أسرف فيه كان ملقا مذموما، وإن توسّط واقتصد فيه كان معروفا وبرّا محمودا» ) * .
                      9-* (كتب إبراهيم بن العبّاس إلى أحد إخوانه: المودّة يجمعنا حبلها، والصّناعة تؤلّفنا أسبابها، وما بين ذلك من تراخ في لقاء، أو تخلّف في مكاتبة، موضوع بيننا يجب العذر فيه) * .
                      10-* (عن الحسين بن عبد الرّحمن، قال:
                      كان يقال: «إنّ المودّة قرابة مستفادة» ) * .
                      11-* (وقالوا: «الصّديق من صدقك ودّه وبذل لك رفده» ) * .
                      12-* (قيل: «القرابة تحتاج إلى مودّة والمودّة لا تحتاج إلى قرابة» ) * .
                      13-* (قال جعفر الصّادق- رحمه الله-:
                      «مودّة يوم صلة، ومودّة شهر قرابة، ومودّة سنة رحم مائية من قطعها قطعه الله) * .
                      من أقوال الشعراء:
                      14-* (كتب رجل إلى أبي العتاهية:
                      يا أبا إسحاق إنّي ... واثق منك بودّك
                      فأعنّي بأبي أن ... ت على عيبي برشدك
                      فأجابه بقوله:
                      أطع الله بجهدك ... راغبا أو دون جهدك
                      أعط مولاك الّذي تط ... لب من طاعة عبدك) *
                      15-* (وقال آخر:
                      إن كنت متّخذا خليلا ... فتنقّ وانتقد الخليلا
                      من لم يكن لك منصفا ... في الودّ فابغ به بديلا
                      ولقلّما تلقى اللّئيم عليك إلّا مستطيلا) * .
                      16-* (للعطويّ:
                      صن الودّ إلّا عن الأكرمين ... ومن بمؤاخاته تشرف
                      ولا تغترر من ذوي خلّة ... بما موّهوا لك أو زخرفوا) * .
                      17-* (وقال شاعر:
                      إذا ذهب العتاب فليس ودّ ... ويبقى الودّ ما بقي العتاب) * .
                      18-* (وقال آخر:

                      تودّ عدوّي ثمّ تزعم أنّني ... صديقك إنّ الرّأي عنك لعازب
                      وليس أخي من ودّني رأي عينه ... ولكن أخي من ودّني وهو غائب) * .
                      19-* (وللمبرّد:
                      ما القرب إلّا لمن صحّت مودّته ... ولم يخنك وليس القرب للنّسب) *

                      كم من قريب زويّ الصّدر مضطغن ... ومن بعيد سليم غير مقترب) *
                      20-* (وأنشد ابن الأعرابيّ:
                      لعمرك ما مال الفتى بذخيرة ... ولكنّ إخوان الصّفا لذخائر) *
                      21-* (قال الشّاعر:
                      يا صديقي الّذي بذلت له الو ... دّ وأنزلته على أحشائي
                      إنّ عينا أقذيتها لتراعي ... ك على ما بها من الأقذاء
                      ما بها حاجة إليك ولكن ... هي معقودة بحبل الوفاء) *
                      22-* (وقال آخر:
                      ارض من المرء في مودّته ... بما يؤدّي إليك ظاهره
                      من يكشف النّاس لا يرى أحدا ... تصحّ منه له سرائره) *

                      23-* (قال الشّاعر:
                      لعمري لئن قرّت بقربك أعين ... لقد سخنت بالبين منك عيون
                      فسر أو أقم، وقف عليك مودّتي ... مكانك من قلبي عليك مصون)
                      *
                      من فوائد (التودد)
                      (1) يزيد الألفة ويقوّي التّضافر والتّناصر.
                      (2) يقرّب بين النّاس وينشر الرأفة والرّحمة بينهم.
                      (3) يترجم عن قوّة النّفس المسلمة بتمسّكها بحبل الله المتين.
                      (4) ما تواصلت حبال المودّة بين النّاس إلّا بسط الله عليهم رداء الرّحمة والغفران.
                      (5) يزيل ما بين النّفوس من الإحن والأحقاد.
                      (6) إنّه مدعاة إلى حسن الثّناء على الإنسان من الله والنّاس.
                      (7) يسدّ الخلل في المجتمع الإسلاميّ ويقوّي العلاقات الاجتماعيّة فيه.
                      جزاك الله خيرا أخانا الفاضل مهدي على هذه الفوائد والدرر
                      ولكن عفواً نسيت المراجع!!


                      تعليق

                      يعمل...
                      X