إسمع واطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على رسوله الأمين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }
أما بعد:
قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }
فأن السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين أصل من أصول العقيدة السلفية، قل أن يخلو كتاب فيها من تقريره وشرحه وبيانه، وما ذلك إلا لبالغ أهميته وعظيم شأنه، إذ بالسمع والطاعة لهم تنتظم مصالح الدين والدنيا معا، وبالافتيات عليهم قولا أو فعلا فساد الدين والدنيا. وقد عُلم بالضرورة من دين الإِسلام أنه لا دين إلاَّ بجماعة، ولا جماعة إلاَّ بإمامة، ولا إمامة إلاَّ بسمع وطاعة.
قال الحسن البصري - رحمه الله تعالى - في الأمراء: "هم يلون من أمورنا خمساً: الجمعة، والجماعة، والعيد، والثغور، والحدود. والله لا يستقيم الدين إلاَّ بهم، وإن جاروا وظلموا. والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون، مع أن طاعتهم والله لغبطة، وأن فرقتهم لكفر" اهـ. لقد كان السلف الصالح - رضوان الله عليهم - يولون هذا الأمر اهتماماً خاصاً، لاسيما عند ظهور بوادر الفتنة، نظراً لما يترتب على الجهل به أو إغفاله من الفساد العريض في العباد والبلاد، والعدول عن سبيل الهدى والرشاد.
ألا وأنه في هذه الأيام العجاف التي ظهر فيها الخوارج تحت مسمى (اللقاء المشترك) أصبح الناس في حيرة من أمرهم بسب الضخ الأعلأمي في إثارة الناس على الحكام تحت مبرر المطالبة بالحقوق وهذه الدعوى قد قالها إمامهم ذو الخويصرة التميمي عندما قال لرسول الله إعدل
وهي دعوى أسلأفهم من الخوارج اللذين خرجوا على عثمان ومن بعده متجاهلين أمر الله بطاعة أولي الأمر وكذا نهي النبي r أمته عن الخروج قائلاً:( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ) وفي رواية "و إن نهك جسمك و أخذ مالك"و أصحاب هذا المنهج يدعون إلى اعتقاد أنه ليس للمسلمين اليوم جماعة يرجعون إليها ، ذات ولاية ببيعة شرعيّة ،
وهذا هو مفهوم من يتسمّون بالإخوان المسلمين ، أصحاب توحيد الحاكمية ، كالخوارج ، و المعتزلة ، وأهل التكفير ، وجماعة التبليغ الهندية ، وما يسمى بجماعة تنظيم الجهاد أو ما يسمى بتنظيم القاعدة والسرورية ، وغيرهم من أصحاب الفتن و التخريب والإفساد في الأرض ، و التحزب على ذلك ولاءً وبراءً ، وهو مفهوم خاطئ ضالّ ، وعقيدة فاسدة ، يترتّب عليه المخالفة التّامّة لسنّة الرسول r في تحديد المراد الشرعي بالجماعة ، ،
وهذا هو مفهوم من يتسمّون بالإخوان المسلمين ، أصحاب توحيد الحاكمية ، كالخوارج ، و المعتزلة ، وأهل التكفير ، وجماعة التبليغ الهندية ، وما يسمى بجماعة تنظيم الجهاد أو ما يسمى بتنظيم القاعدة والسرورية ، وغيرهم من أصحاب الفتن و التخريب والإفساد في الأرض ، و التحزب على ذلك ولاءً وبراءً ، وهو مفهوم خاطئ ضالّ ، وعقيدة فاسدة ، يترتّب عليه المخالفة التّامّة لسنّة الرسول r في تحديد المراد الشرعي بالجماعة ، ،
ويترتب عليه منازعة ولاة الأمور في ولاياتهم أي : منازعة الأمر وأهله ، وهذا لا يجوز شرعاً كما هو معلوم مقرّر في النصوص الشرعية ، كما لا يجوز منازعة الأمر و أهله في العقل كوناً ، لأن ولاة الأمور حقاً إما يكونوا ولّوا الأمور بقدر الله الكوني الذي لا يمكن دفعه ، وليس في المقدور منازعته ، كما قال تعالى :(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء) " آل عمران : 26 ، ومن نازع الله في قدره هلك ، وإمّا أن يكون ولاة الأمور قد وُلّوا الأمور بقدر الله وشرعه معاً ، فكما لا يجوز منازعتهم في ذلك كوناً وقدراً ، أي : لا يقع كوناً ، لأنه ما شاء الله كان ، وما يشأ لم يكن ، كذلك لا يجوز أيضاً منازعتهم الأمر شرعاً : أي يحرم ديانةً حرمةً يترتّب عليها الذنب و العقوبة في الدنيا والآخرة وهاانذا أنقل لكم ماجاء في تفسير إبن كثير رحمه الله من الأحاديث عند قول الله { أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ }:
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:...... وعن عبدالله بن عمرعن رسول الله r قال: "السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة".
وعن عبادة بن الصامت قال: بايعنا رسول الله r على السمع والطاعة، في مَنْشَطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثَرَةٍ علينا، وألا ننازع الأمر أهله. قال: "إلا أن تروا كفرا بَوَاحا، عندكم فيه من الله برهان" أخرجاه . وفي الحديث الآخر،
عن أنس: أن رسول الله r قال: "اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة". رواه البخاري .
عن أنس: أن رسول الله r قال: "اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة". رواه البخاري .
وعن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدا حبشيًا مُجَدَّع الأطراف. رواه مسلم .
و عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سيليكم بعدي ولاة، فيليكم البر ببره، ويليكم الفاجر بفجوره، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق، وصلواوراءهم، فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساءوا فلكم وعليهم" .
وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسهمالأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون". قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: "أوفوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهمحقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم" أخرجاه .
وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منأميره شيئًا فكرهه فليصبر؛ فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية". أخرجاه
و عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سيليكم بعدي ولاة، فيليكم البر ببره، ويليكم الفاجر بفجوره، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق، وصلواوراءهم، فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساءوا فلكم وعليهم" .
وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسهمالأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون". قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: "أوفوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهمحقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم" أخرجاه .
وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منأميره شيئًا فكرهه فليصبر؛ فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية". أخرجاه
وعن ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية". رواه مسلم .
وروى مسلم أيضا، عنعبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى r : إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًا عليه أن يَدُل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تُنْكرونها، وتجيء فتن يَرفُق بعضُها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صَفْقَة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عُنُق الآخر والأحاديث في هذا كثيرة.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلزوم الجماعة ولزوم إمامهم ، والاجتماع عليه بالسّمع و الطّاعة للأمير بالمعروف ، وأن ضرب الأمير الظّهر وأخذ المال ، أمراً يدلّ على الوجوب ، من أجل تحقيق وجود الجماعة ، لما في وجودها من المصلحة العظمى ، ونهى عن الخروج على الجماعة ومفارقتها ، نهياً يدلّ على التحريم ، لما في ذلك من التّفرّق والضعف وضياع الهويّة و المفسدة الكبيرة .
وقد ترجم الإمام النّوويّ لأحاديث صحيحة في صحيح مسلم ، تدلّ على هذا الحكم الشّرعيّ دلالة قاطعة ، فقال :
( باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن ، وفي كلّ حال ، وتحريم الخروج على الطّاعة و مفارقة الجماعة )"
وقد ترجم الإمام النّوويّ لأحاديث صحيحة في صحيح مسلم ، تدلّ على هذا الحكم الشّرعيّ دلالة قاطعة ، فقال :
( باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن ، وفي كلّ حال ، وتحريم الخروج على الطّاعة و مفارقة الجماعة )"
قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير , و كنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني , فقلت : يا رسول الله ! إنا كنا في جاهلية و شر , فجاءنا الله بهذا الخير.............الخ
قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ? قال : " نعم , [ فتنة عمياء صماء , عليها ] دعاة على أبواب جهنم , من أجابهم إليها قذفوه فيها " . قلت : يارسول الله ! صفهم لنا . قال : " هم من جلدتنا , و يتكلمون بألسنتنا " . قلت : [يا رسول الله ! ] فما تأمرني إن أدركني ذلك ? قال : " تلتزم جماعة المسلمين وإمامهم , [ تسمع و تطيع الأمير و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك , فاسمع و أطع ] " .قلت : فإن لم يكن لهم جماعة و لا إمام ? قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها , و لو أن تعض بأصل شجرة , حتى يدركك الموت و أنت على ذلك " . ( و في طريق ) : " فإن تمت يا حذيفة و أنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم " . "
قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ? قال : " نعم , [ فتنة عمياء صماء , عليها ] دعاة على أبواب جهنم , من أجابهم إليها قذفوه فيها " . قلت : يارسول الله ! صفهم لنا . قال : " هم من جلدتنا , و يتكلمون بألسنتنا " . قلت : [يا رسول الله ! ] فما تأمرني إن أدركني ذلك ? قال : " تلتزم جماعة المسلمين وإمامهم , [ تسمع و تطيع الأمير و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك , فاسمع و أطع ] " .قلت : فإن لم يكن لهم جماعة و لا إمام ? قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها , و لو أن تعض بأصل شجرة , حتى يدركك الموت و أنت على ذلك " . ( و في طريق ) : " فإن تمت يا حذيفة و أنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم " . "
. قال الألباني في " السلسلة الصحيحة "
قلت : هذا حديث عظيم الشأن من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم و نصحه لأمته , ما أحوج المسلمين إليه للخلاص من الفرقة و الحزبية التي فرقت جمعهم , و شتت شملهم , و أذهبت شوكتهم , فكان ذلك من أسباب تمكن العدو منهم , مصداق قوله تبارك و تعالى : *( و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم )* .
قال الألباني :و قد جاء مطولا ومختصرا من طرق , جمعت هنا فوائدها , و ضممت إليه زوائدها في أماكنها المناسبة للسياق ,. أخرجه البخاري و مسلم و أبو عوانة و الطبراني .....الخ
قلت : هذا حديث عظيم الشأن من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم و نصحه لأمته , ما أحوج المسلمين إليه للخلاص من الفرقة و الحزبية التي فرقت جمعهم , و شتت شملهم , و أذهبت شوكتهم , فكان ذلك من أسباب تمكن العدو منهم , مصداق قوله تبارك و تعالى : *( و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم )* .
قال الألباني :و قد جاء مطولا ومختصرا من طرق , جمعت هنا فوائدها , و ضممت إليه زوائدها في أماكنها المناسبة للسياق ,. أخرجه البخاري و مسلم و أبو عوانة و الطبراني .....الخ
الموضوع في المرفقات بشكل مطوية
تعليق