إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إسمع واطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إسمع واطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك

    إسمع واطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك

    الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على رسوله الأمين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
    أما بعد:
    قال تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا }

    فأن السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين أصل من أصول العقيدة السلفية، قل أن يخلو كتاب فيها من تقريره وشرحه وبيانه، وما ذلك إلا لبالغ أهميته وعظيم شأنه، إذ بالسمع والطاعة لهم تنتظم مصالح الدين والدنيا معا، وبالافتيات عليهم قولا أو فعلا فساد الدين والدنيا. وقد عُلم بالضرورة من دين الإِسلام أنه لا دين إلاَّ بجماعة، ولا جماعة إلاَّ بإمامة، ولا إمامة إلاَّ بسمع وطاعة.

    قال الحسن البصري - رحمه الله تعالى - في الأمراء: "هم يلون من أمورنا خمساً: الجمعة، والجماعة، والعيد، والثغور، والحدود. والله لا يستقيم الدين إلاَّ بهم، وإن جاروا وظلموا. والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون، مع أن طاعتهم والله لغبطة، وأن فرقتهم لكفر" اهـ. لقد كان السلف الصالح - رضوان الله عليهم - يولون هذا الأمر اهتماماً خاصاً، لاسيما عند ظهور بوادر الفتنة، نظراً لما يترتب على الجهل به أو إغفاله من الفساد العريض في العباد والبلاد، والعدول عن سبيل الهدى والرشاد.

    ألا وأنه في هذه الأيام العجاف التي ظهر فيها الخوارج تحت مسمى (اللقاء المشترك) أصبح الناس في حيرة من أمرهم بسب الضخ الأعلأمي في إثارة الناس على الحكام تحت مبرر المطالبة بالحقوق وهذه الدعوى قد قالها إمامهم ذو الخويصرة التميمي عندما قال لرسول الله إعدل

    وهي دعوى أسلأفهم من الخوارج اللذين خرجوا على عثمان ومن بعده متجاهلين أمر الله بطاعة أولي الأمر وكذا نهي النبي r أمته عن الخروج قائلاً:( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع ) وفي رواية "و إن نهك جسمك و أخذ مالك"و أصحاب هذا المنهج يدعون إلى اعتقاد أنه ليس للمسلمين اليوم جماعة يرجعون إليها ، ذات ولاية ببيعة شرعيّة ،
    وهذا هو مفهوم من يتسمّون بالإخوان المسلمين ، أصحاب توحيد الحاكمية ، كالخوارج ، و المعتزلة ، وأهل التكفير ، وجماعة التبليغ الهندية ، وما يسمى بجماعة تنظيم الجهاد أو ما يسمى بتنظيم القاعدة والسرورية ، وغيرهم من أصحاب الفتن و التخريب والإفساد في الأرض ، و التحزب على ذلك ولاءً وبراءً ، وهو مفهوم خاطئ ضالّ ، وعقيدة فاسدة ، يترتّب عليه المخالفة التّامّة لسنّة الرسول r في تحديد المراد الشرعي بالجماعة ، ،

    ويترتب عليه منازعة ولاة الأمور في ولاياتهم أي : منازعة الأمر وأهله ، وهذا لا يجوز شرعاً كما هو معلوم مقرّر في النصوص الشرعية ، كما لا يجوز منازعة الأمر و أهله في العقل كوناً ، لأن ولاة الأمور حقاً إما يكونوا ولّوا الأمور بقدر الله الكوني الذي لا يمكن دفعه ، وليس في المقدور منازعته ، كما قال تعالى :(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء) " آل عمران : 26 ، ومن نازع الله في قدره هلك ، وإمّا أن يكون ولاة الأمور قد وُلّوا الأمور بقدر الله وشرعه معاً ، فكما لا يجوز منازعتهم في ذلك كوناً وقدراً ، أي : لا يقع كوناً ، لأنه ما شاء الله كان ، وما يشأ لم يكن ، كذلك لا يجوز أيضاً منازعتهم الأمر شرعاً : أي يحرم ديانةً حرمةً يترتّب عليها الذنب و العقوبة في الدنيا والآخرة وهاانذا أنقل لكم ماجاء في تفسير إبن كثير رحمه الله من الأحاديث عند قول الله { أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ }:

    قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:...... وعن عبدالله بن عمرعن رسول الله r قال: "السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة".

    وعن عبادة بن الصامت قال: بايعنا رسول الله r على السمع والطاعة، في مَنْشَطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثَرَةٍ علينا، وألا ننازع الأمر أهله. قال: "إلا أن تروا كفرا بَوَاحا، عندكم فيه من الله برهان" أخرجاه . وفي الحديث الآخر،
    عن أنس: أن رسول الله r قال: "اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة". رواه البخاري .

    وعن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي أن أسمع وأطيع، وإن كان عبدا حبشيًا مُجَدَّع الأطراف. رواه مسلم .
    و عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سيليكم بعدي ولاة، فيليكم البر ببره، ويليكم الفاجر بفجوره، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق، وصلواوراءهم، فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساءوا فلكم وعليهم" .
    وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسهمالأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون". قالوا: يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال: "أوفوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهمحقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم" أخرجاه .
    وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منأميره شيئًا فكرهه فليصبر؛ فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية". أخرجاه

    وعن ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية". رواه مسلم .

    وروى مسلم أيضا، عنعبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى r : إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًا عليه أن يَدُل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تُنْكرونها، وتجيء فتن يَرفُق بعضُها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صَفْقَة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عُنُق الآخر والأحاديث في هذا كثيرة.

    وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلزوم الجماعة ولزوم إمامهم ، والاجتماع عليه بالسّمع و الطّاعة للأمير بالمعروف ، وأن ضرب الأمير الظّهر وأخذ المال ، أمراً يدلّ على الوجوب ، من أجل تحقيق وجود الجماعة ، لما في وجودها من المصلحة العظمى ، ونهى عن الخروج على الجماعة ومفارقتها ، نهياً يدلّ على التحريم ، لما في ذلك من التّفرّق والضعف وضياع الهويّة و المفسدة الكبيرة .
    وقد ترجم الإمام النّوويّ لأحاديث صحيحة في صحيح مسلم ، تدلّ على هذا الحكم الشّرعيّ دلالة قاطعة ، فقال :
    ( باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن ، وفي كلّ حال ، وتحريم الخروج على الطّاعة و مفارقة الجماعة )"

    قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير , و كنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني , فقلت : يا رسول الله ! إنا كنا في جاهلية و شر , فجاءنا الله بهذا الخير.............الخ
    قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ? قال : " نعم , [ فتنة عمياء صماء , عليها ] دعاة على أبواب جهنم , من أجابهم إليها قذفوه فيها " . قلت : يارسول الله ! صفهم لنا . قال : " هم من جلدتنا , و يتكلمون بألسنتنا " . قلت : [يا رسول الله ! ] فما تأمرني إن أدركني ذلك ? قال : " تلتزم جماعة المسلمين وإمامهم , [ تسمع و تطيع الأمير و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك , فاسمع و أطع ] " .قلت : فإن لم يكن لهم جماعة و لا إمام ? قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها , و لو أن تعض بأصل شجرة , حتى يدركك الموت و أنت على ذلك " . ( و في طريق ) : " فإن تمت يا حذيفة و أنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم " . "

    . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة "
    قلت : هذا حديث عظيم الشأن من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم و نصحه لأمته , ما أحوج المسلمين إليه للخلاص من الفرقة و الحزبية التي فرقت جمعهم , و شتت شملهم , و أذهبت شوكتهم , فكان ذلك من أسباب تمكن العدو منهم , مصداق قوله تبارك و تعالى : *( و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم )* .
    قال الألباني :و قد جاء مطولا ومختصرا من طرق , جمعت هنا فوائدها , و ضممت إليه زوائدها في أماكنها المناسبة للسياق ,. أخرجه البخاري و مسلم و أبو عوانة و الطبراني .....الخ

    الموضوع في المرفقات بشكل مطوية
    الملفات المرفقة

  • #2
    جزاك الله خيراً يا أبا الخطاب

    تعليق


    • #3
      مُلوكَ العِبادِ وأُمراءَهم ووُلاَتَهم مِن جِنس أَعمالِهم

      قال ابن القيم -رحمه الله-:

      «وتَأمَّلْ حِكمتَه تَعالى في أن جعَلَ مُلوكَ العِبادِ وأُمراءَهم ووُلاَتَهم مِن جِنس أَعمالِهم

      بل كأنَّ أَعمالَهم ظهرَت في صُوَر وُلاَتهم ومُلوكِهم

      فإن استَقامُوا استَقامَت مُلوكُهم، وإن عدَلوا عدَلَت علَيهم

      وإن جارُوا جارَت مُلوكُهم ووُلاَتُهم، وإن ظهَرَ فيهم المَكرُ والخَديعةُ فوُلاَتُهم كذَلكَ

      وإن مَنَعوا حُقوقَ الله لدَيهم وبَخِلوا بها

      مَنعَت مُلوكُهم ووُلاَتُهم مَا لهم عندَهم مِن الحقِّ وبَخِلوا بها علَيهم

      وإن أَخَذوا ممَّن يَستَضعِفونه مَا لاَ يَستَحقُّونه في مُعاملتِهم

      أَخذَت مِنهم المُلوكُ مَا لاَ يَستَحقُّونه وضَرَبَت علَيهم المُكوسَ والوَظائفَ

      وكلُّ مَا يَستَخرِجونَه من الضَّعيفِ يَستَخرِجُه الملوكُ مِنهم بالقوَّةِ

      فعمَّالُهم ظهَرَت في صُوَر أَعمالِهم

      وليسَ في الحِكمةِ الإلهيَّةِ أن يُوَلَّى على الأَشرارِ الفجَّارِ إلاَّ مَن يَكونُ مِن جِنسِهم

      ولمَّا كانَ الصَّدرُ الأوَّلُ خِيارَ القُرونِ وأبرَّها كانَت ولاَتُهم كذَلكَ

      فلمَّا شابُوا شابَت لهم الولاَةُ

      فحِكمةُ الله تَأبَى أن يُوَلَّي علَينا في مِثل هَذهِ الأَزمانِ مِثلُ مُعاويةَ وعُمرَ بنِ عَبدِ العَزيز

      فَضلاً عن مِثل أبي بَكرٍ وعُمرَ

      بَل ولاَتُنا على قَدْرنا، ووُلاَةُ مَن قَبلَنا على قَدرِهم

      وكلٌّ مِن الأَمرَين مُوجبُ الحِكمةِ ومُقتَضاها

      ومَن له فِطنةٌ إذَا سافَرَ بفِكرِه في هَذا البابِ

      رأَى الحِكمةَ الإِلهيَّةَ سائرَةً في القَضاءِ والقَدَر ظَاهرةً وبَاطنةً فيهِ، كما في الخَلقِ والأَمرِ سَواء

      فإيَّاكَ أن تظنَّ بظنِّك الفاسدِ أنَّ شَيئًا مِن أَقضيتِه وأَقدارِه عارٍ عن الحِكمةِ البَالغةِ

      بل جَميعُ أَقضيَتِه تَعالى وأَقدارِه وَاقعةٌ على أتمِّ وُجوهِ الحِكمةِ والصَّوابِ

      ولَكنَّ العُقولَ الضَّعيفةَ مَحجوبةٌ بضَعفِها عن إِدراكِها

      كما أنَّ الأَبصارَ الخَفاشيَّةَ مَحجوبةٌ بضَعفِها عن ضَوءِ الشَّمس

      وهَذهِ العُقولُ الضِّعافُ إذَا صادَفَها الباطِلُ جالَتْ فيه وصالَتْ ونطقَتْ وقالَتْ

      كما أنَّ الخُفَّاش إذَا صادَفَه ظلاَمُ اللَّيل طارَ وسارَ

      خَفافِيشُ أَعْشاهَا النَّهارُ بضَوئِهِ ولاَزَمَها قِطَعٌ مِنَ اللَّيْل مُظْلِم».

      (مفتاح دار السَّعادة : 1/253)

      وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله:

      "أَنَّ مَصِيرَ الأَمْرِ إلَى المُلُوكِ ونُوَّابِهِم مِن الوُلاَةِ والقُضَاةِ والأُمَرَاءِ

      لَيْسَ لِنَقْصٍ فِيهِمْ فَقَطْ، بَلْ لِنَقْصٍ فِي الرَّاعِي والرَّعِيَّةِ جَمِيعاً؛ فَإِنَّهُ :(كَمَا تَكُونُونَ يُوَلَّى عَلَيْكُم)

      وقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا﴾

      وقَد اسْتَفَاضَ وتَقَرَّرَ فِي غَيْرِ هَذَا المَوْضِعِ مَا قَدْ أَمَرَ بِهِ صلى الله عليه وسلم

      مِنْ طَاعَةِ الأُمَرَاءِ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ الله ومُنَاصَحَتِهِمْ والصَّبْرِ عَلَيْهِمْ فِي حُكْمِهِمْ وقَسْمِهِمْ

      والغَزْوِ مَعَهُمْ والصَّلاةِ خَلْفَهُمْ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مُتَابَعَتِهِمْ فِي الحَسَنَاتِ الَّتِي لاَ يَقُومُ بِهَا إلاَّ هُمْ

      فَإِنَّهُ مِنْ بَابِ التَّعَاوُنِ عَلَى البِرِّ والتَّقْوَى

      وَمَا نَهَى عَنْهُ مِنْ تَصْدِيقِهِمْ بِكَذِبِهِمْ وإِعَانَتِهِمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ وطَاعَتِهِمْ فِي مَعْصِيَةِ الله وَنَحْوِ ذَلِكَ

      مِمَّا هُوَ مِنْ بَابِ التَّعَاوُنِ عَلَى الإِثْمِ والعُدْوَانِ

      ومَا أَمَرَ بِهِ أَيْضًا مِن الأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَن المُنْكَرِ لَهُمْ ولِغَيْرِهِمْ عَلَى الوَجْهِ المَشْرُوعِ

      ومَا يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ مِنْ تَبْلِيغِ رِسَالاَتِ الله إلَيْهِمْ

      بِحَيْثُ لاَ يَتْرُكُ ذَلِكَ جُبْنًا ولاَ بُخْلاً ولاَ خَشْيَةً لَهُمْ ولاَ اشْتِرَاءً لِلثَّمَنِ القَلِيلِ بِآيَاتِ الله

      ولاَ يَفْعَلُ أَيْضًا لِلرِّئَاسَةِ عَلَيْهِمْ ولاَ عَلَى العَامَّةِ، ولاَ لِلحَسَدِ ولاَ لِلكِبْرِ ولاَ لِلرِّيَاءِ لَهُمْ ولاَ لِلْعَامَّةِ

      ولاَ يُزَالُ المُنْكَرُ بِمَا هُوَ أَنْكَرُ مِنْهُ

      بِحَيْثُ يُخْرَجُ عَلَيْهِمْ بِالسِّلاحِ وتُقَامُ الفِتَنُ

      كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ النُّصُوصُ النَّبَوِيَّةُ

      لِمَا فِي ذَلِكَ مِن الفَسَادِ الَّذِي يَرْبُو عَلَى فَسَادِ مَا يَكُونُ مِنْ ظُلْمِهِمْ"

      (مجموع الفتاوى:35/20)



      قال العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-:

      "أيها الناس فإنما إنما نتلوا عليكم ما سبق من سيرة الخلفاء الراشدين

      لا لمجرد القصص والتسلية ولا لأنها أساطير تنشر

      ولكن نقصها عليكم للاعتبار بها

      وبيان ما كان عليه سلف الأمة من الأئمة الصالحين والرعاة المجتهدين

      إنكم قد تقولون إن هذا الطراز من الخلفاء قد أنقضى واندثر ومضى عليه قرون لم يأتي مثله


      وهذا هو الأمر الواقع

      وذلك لأن الله سبحانه وتعالى بحكمته ربط الأمور بأسبابها

      وجعل الرعية والرعاة جعلهم متناسبين متكافئين وكما سمعتم في الأثر :كما تكونون يولى عليكم

      إن هذا الخليفة الراشد الذي تلونا عليكم شيئا من نير حياته إنه رضي الله عنه

      كان خليفة على قوم هم من أنصح الناس لرعاتهم ومن أنصح الناس لدينهم ومن أشد الناس أمانة

      لما فتحت المدائن وكانت عاصمة الفرس جيء بتاج كسرى من المدائن في أقصى العراق

      إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ليلقى بين يدي الخليفة هذا التاج العظيم

      الذي ذكروا بأنه قد حمله بعيران من العراق إلى المدينة

      لأنه تاج عظيم مرصع بالذهب والآلي والجواهر

      فلما ألقي بين يدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتأمله

      وتأمل هذا التاج وما فيه من خرز اللؤلؤ ومرصع بالذهب وإذا هو لم يسحب منه خرزة واحدة

      فقال رضي الله عنه إن قوما أدوا هذا لأمناء ،فقال له : أمنت فأمنوا

      يعني أنك لما كنت قائماً بالأمانة خير قيام كانوا كذلك هم أمناء

      وكذلك نقول لما كانوا أمناء ولى الله عليهم أمناء "فكما تكونون يولى عليكم "

      أما الآن وفي وقتنا فإن الخيانة ومع الآسف موجودة في المسئولين تحت الخلفاء

      وموجودة في الرعية بعامة الناس

      فما تكاد ترى إنسانا مسئولاً إلا إذا تدبرت أمره وجدت فيه خيانة

      أما بأكل المال بالباطل وإما بالتخلف عن الحضور وإما بالتعجل بالخروج قبل أن ينتهي الدوام

      وإما بغير ذلك من أسباب الخيانة التي لا تكاد تجد موظفاً كبيرا أم صغيراً إلا وجدته متصفاً بها

      فكيف يكون هؤلاء الرعية كيف تكون حالهم

      وكيف يريدون أن يولي الله عليهم مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه

      إنهم إذا حاولوا ذلك أو فكروا فيه فإنهم في الحقيقة سفهاء لأن ذلك ينافي حكمة الله عز وجل

      إننا نسمع أن بعض من ولي على أمور المسلمين من تحت الخلفاء والأئمة

      نجد أنه عندما تكون مقاولة لبناء أمر للحكومة نجده يأخذ الرشوة ويأخذ مبلغاً كبيراً على هذا الأمر

      مع أنه هو الأمين عليه وهو المسئول عنه أمام الله عز وجل

      ثم أمام ولاته الذين ولووه ثم أمام الرعية جمعاء

      لأن هذا المال ليس ملكاً لواحد من الناس ولكنه ملك لكل من تحت هذه الولاية

      إننا نجد أيضاً من بعض الناس بعض الرعية من يفرضون على رعيتهم

      ومن يقدمون على ولاتهم ويخدعونهم ويمكرون

      وأضرب بذلك مثلاً بسيطاً قد علم أن نظام بنك التنمية العقاري

      أن الإنسان إذا استفاد منه مرة واحدة لم يستفد منه مرة أخرى

      ولكن ماذا كان حال الناس اليوم يتحيلون ويسحبون أراضي لهم

      ويكتبونها باسم عجوز من عجائزهم أو شيخ كبير من شيوخهم

      لا يريد الدنيا ولا يتلفت إليها ولا يهتم بها ولكنهم يطلبونها باسمه ويطلبون القرض باسمه

      تحيلاً ومكراً لحكومتهم

      وولاة أمورهم وهؤلاء بلا ريب هم آثمون ومن أعطاهم الإذن أيضاً أكل معهم

      وهم آكلون للمال بالباطل

      وسوف يجدون بئس ذلك إذا فارقوا هذه الدنيا وفارقوا ما عمروه فسكنه غيرهم

      وعمروا حفرة من الأرض يتركون فيها لا أنيس ولا مال إلا الأعمال التي قدموها

      وهم إذا كان هذا شأنهم في حياتهم
      وهذا ما تكسبهم وهذا ما يأكلون في بطونهم وما يلبسون على عوراتهم

      فإنهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر الرجل يطيل السفر يمد يديه إلى السماء

      يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام

      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :فأنى يستجاب لذلك "

      http://www.ibnothaimeen.com/all/khot...icle_343.shtml

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيراياأباالخطاب موضوع جيد ومهم وفي وقته وهكذاأهل السنة حفظهم الله يأتون بالقول المناسب في الوقت المناسب نصحالله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولعموم المسلمين ولكن كيف لنابتفهيم الأخوان المسلمين وإقناعهم وحالهم كماقال الشاعر:لقد أسمعت لوناديت حيا@ ولكن لاحياة لمن تنادي .ولونارانفخت بهاأضاءت @ولكن أنت تنفخ في رمادي ويقول الآخر:من يهن يسهل الهوان عليه @مالجرح بميت إلام !!وهذاحالهم نسأل الله أن يعافينامماابتلاهم به

        تعليق

        يعمل...
        X