إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العذرُ بالجهلِ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العذرُ بالجهلِ

    العثيمين :: العذرُ بالجهلِ ثابتٌ بالقرآنِ والسُنةِ ؛ وهو مقتضى حكمةُ الله ورحمته !! .


    السائل : جزاكم الله عنَّا ؛ وعن المسلمين خير الجزاء يا شيخ محمد - حفظكم الله - ؛ من ضمن أسئلة هذا السائل يا فضيلة الشيخ يقول : لقد خاض وتاه الكثير من الشباب في مسألة العذر بالجهل ؛ متى يعذر الجاهل بجهله ؟ ودلونا على مراجع في هذه المسألة التي أثيرت ؟ وهل وقع خلافٌ قديم بين السلف ؟ وهل هو معتبر أم لا ؟ وجزاكم الله خيرًا .
    الإجابة : العذر بالجهل ثابت بالقرآن ؛ وثابت بالسُنة أيضًا ؛ وهو مقتضى حكمة الله - عز وجل - ورحمته ؛ يقول الله تبارك وتعالى : " وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ " [القصص : 59] ؛ ويقول الله تعالى : " إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ - [ إلى قوله ] - رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ " [النساء : 163 - 165] ؛ ولقول الله تبارك وتعالى : " وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً " [الإسراء : 15] ؛ ولقول الله تعالى : " وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " [التوبة : 115] ؛ والآيات في هذا عديدة كلها تدل على أنه لا كفر إلا بعد علم ! ؛ وهذا مقتضى حكمة الله ورحمته أن الجاهل معذور ( !! ) وكيف يؤاخذه الله - عز وجل - وهو أرحم الراحمين ( ! ) وهو أرحم بالعبد من الوالدة بولدها على شيءٍ لم يعلمه ؟!
    فمن شرط التكفير بما يكفِّر من قول ٍأو عمل أن يكون عن علم ؛ وأن يكون عن قصدٍ أيضًا ؛ فلو لم يقصده الإنسان بل سبق لسانه إليه لشدة غضب أو لشدة فرح أو لتأويل تأوله فإنه لا يكون كافرًا بالله - عز وجل - يدل لهذا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : « لله أشد فرحًا بتوبة عبده من أحدكم كان في فلاة من الأرض ؛ ومعه راحلته عليها طعامه وشرابه فأضلها - أي : ضاعت منه - فطلبها فلم يجدها ؛ فاضطجع تحت شجرة ينتظر الموت - أيس منها - فإذا براحلته عنده ؛ فأخذ بخطامها وقال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ! » ؛ أخطأ من شدة الفرح - وهذا خطأ عظيم - هو في نفْسِه كُفْر ! ؛ لكن الرجل ما قصده ؛ لكن لشدة الفرح سبق لسانه إلى هذا ؛ ولم يكن بذلك كافرًا ؛ لأنه لم يقصد ما يقول ؛ وكذلك أخبر النبي - عليه الصلاة والسلام - عن « رجلٍ كان مسرفًا على نفسه وخاف من الله - تعالى - أن يعاقبه ؛ فأمر أهله إذا مات أن يحرقوه ويذروه في اليم ظنًا منه أنه يتغيب عن عذاب الله ؛ ولكن الله - تعالى - جمعه بعده ؛ وسأله لم فعل هذا ؟ فقال : يا رب خوفًا منك ؛ فغفر الله له » ، مع أنه كان شاكًا في قدرة الله ؛ والشك في قدرة الله كفر ؛ لكنه متأول وجاهل فعفا الله عنه ؛ وليعلم أن مسألة التكفير أصلها وشروطها لا يأخذها الإنسان من عقله وفكره وذوقه فيكفِّر من شاء ويعصم من شاء ؛ الأمر في التكفير وعدم التكفير إلى الله - عز وجل - كما أن الحكم بالوجوب أو التحريم أو التحليل إلى الله وحده ؛ كما قال تعالى : " وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ " [النحل : 116] ؛ فالأمر في التكفير والعصمة إلى الله - تبارك وتعالى - وأعني بالعصمة : يعني الإسلام الذي يَعصم الإنسان به دمه وماله ؛ هو إلى الله ؛ إلى الله وحده ، فلا يجوز إطلاق الكفر على شخصٍ لم تثبت في حقه شروط التكفير ؛ وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أن « من دعا رجلاً بالكفر ؛ أو قال يا عدو الله وليس كذلك فإنه يعود هذا الكلام على قائله !! » ؛ يكون هو كافر وهو عدو الله ؟!!
    فليحذر الإنسان من إطلاق التكفير على من لم يكفِّره الله ورسوله ؛ وليحذر من إطلاق عداوة الله على من لم يكن عدوًا لله ورسوله ؛ وليحبس لسانه ؛ فإن اللسان آفة الآفات ( ! ) ؛ ولهذا لمَّا حدَّث النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل بما حدثه به عن الإسلام قال له عليه الصلاة والسلام " « ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قال : بلى يا رسول الله ، فأمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - بلسان نفسه وقال : كف عليه هذا ؛ كف عليك هذا - يعني لا تطلقه أحبسه قيّْده - فقال يا رسول الله : وإنَّا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ يعني : هل نحن مؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ثكلتك أمك ! يا معاذ ؛ وهل يكُب الناس في النار على وجوههم ؛ أو قال على مناخرهم إلاَّ حصائدُ ألسنتهم » ؛ ولهذا يجب على الإنسان أن يكف لسانه عمَّا حرَّم الله ؛ وأن لا يقول إذا قال إلا خيرٌ ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت » .
    والخلاصة أن أساس التكفير والعصمة ليست إلينا ؛ بل هي إلى الله ورسوله ، فمن كفره الله ورسوله فهو كافر ؛ ومن لم يكفِّره الله ورسوله فليس بكافر ؛ حتى وإن عظمت ذنوبه في مفهومنا وفي أذواقنا ؛ الأمر ليس إلينا ؛ الأمر في هذه الأمور إلى الله ورسوله ؛ ولابد للتكفير من شروط معلومة عند أهل العلم ؛ ومن أوسع ما قرأت في هذا ما كتبه شيخ الإسلام - رحمه الله - في فتاويه وفي كتبه المستقلة ؛ فأنصح السائل وغير السائل أن يرجع إلى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية لأنه وأقولها شهادة عند الله : أوفى من رأيت كلامًا في هذه المسألة العظيمة ؛ نعم .اهـ
    المصدر : فتاوى نور على الدرب ؛ شريط رقم ( 326 ) ؛ الوجه ( ب ) ؛ لفقيه الزمان فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - .
    قام بتفريغه سمير بن سعيد السلفي الأثري غفر الله له وعفا عنه ؛ يوم الثلاثاء الموافق : 1 / شعبان / 1431 هـ
    المقطع الصوتي : من هنا

  • #2
    السؤال: سؤال: فضيلة الشيخ : ما هو ضابط العذر بالجهل ؟ للشيخ ربيع بن هادي المدخلي
    الـجــواب:



    الجواب : الجاهل هو الذي لم تبلغه الحجّة ,إما أن يكون حديث عهد بالإسلام وترك عملا من الأعمال من أركان الإسلام وغيره لأنه لم يتعلم إلى الآن الإسلام ,هذا مثلا لو أسلم وما اعتقد وجوب الزكاة أو الحج أو ما شاكل ذلك لأنه ما بلغه أيّ نص ولا علمه المسلمون ؛هذا يُعذر بالجهل ,بارك الله فيكم .

    أو كان في بلد ناءٍ عن بلاد العلم والإسلام والعبادة والتوحيد وما شاكل ذلك ,يعيش في غابة من الغابات في أوساط إفريقيا أو في بلاد ما وراء الهند ,بلاد الجهل والضياع والضلال ,فهذا قد يُعذر بالجهل في بعض الأشياء التي لم تبلغه ,إذا قصّر فيها لا نكفِّره نعلمه ونبين له ؛نقول له : أنت لماذا لا تزك ؟ لماذا لا تحج ؟ يقول : ليس واجب علي نقول له : بلى ,يجب عليك والدليل كذا وكذا ,فهذا قبل أن تبلغه الحجة جاء جاهلا ويُعذَر بجهله .

    أما الذي يعيش في ديار الإسلام وفي أوساط أهل العلم والدين والخير ,هذا لا يُعذَر لأنه في الغالب يكون مُعْرِضًا ؛لا يريد الحقّ بارك الله فيكم .

    أهل الفترة والمجانين والصبيان والذين لم تبلغهم الحجّة كلهم معذورون ويمتحنون يوم القيامة ؛لا نكفرهم ولا يُدْخِلهم الله النار إلاّ بعد أن يبعث إليهم رسولا يختبرهم ,يقول لهم : أدخلوا النار ,فمن استعدّ لدخول النار هذا آمن وصدّق و نجا ,ومن أبا وردّ رسالة هذا الرسول يدخل النار ,ثم يأتي بعد ذلك أهل الفترة فيقولون : ما جاءنا من نذير ويأتي المعتوه يقول : أنا كنت أُقذَف في الشوارع ؛يقذفني الصبيان في الأزقّة ولم أكن أعقل ولم يكن عندي عقل ,كيف يكلفه ربنا سبحانه وتعالى ؟ !!

    الصبي بارك الله فيكم هذا ليس عنده عقل أيضا ولم يبلغ سنّ التكليف ,هؤلاء يمتحنون يوم القيامة . الذي يموت قبل البلوغ يُمتحن ؛إن استعد لدخول النار طاعةً لهذا الرسول هذا آمن ونجا ,ومن أبا أن يدخل النار هذا كفر وكذّب ؛فيدخل النار.

    الشاهد : أن أهل السنة والجماعة على أنّ الجاهل معذور حتّى تقوم عليه الحجّة ,وأهل الفترة معذورون لا يدخلون النار إلاّ بإقامة الحجّة .

    والراجح عند أهل السنة أنّ الذي وقع في مكفِّر ,لا يُكفَّر حتى تقام عليه الحجّة ,وقد وقع بعض الصحابة في شرب الخمر ؛شربوه واستحلوه وهذا من المكفرات فأجمع الصحابة : عمر ابن الخطاب وعلي ابن أبي طالب وعثمان وغيرهم من الصحابة قالوا : ائتوا بهم ؛إن اعترفوا بتحريم الخمر أُقيم عليهم الحدّ ,وإن استباحوه واستحلّوه يُقتلون مرتدّين فتابوا وأنابوا ورجعوا فأقاموا عليهم الحدّ . http://www.rabee.net/show_fatwa.aspx?id=60

    تعليق


    • #3
      حكم العذر بالجهل / للشيخ يحي الحجوري حفظه الله
      حكم العذر بالجهل تاريخ الفتوى 08/03/2009 نص السؤال نرجو أن تذكر لنا بعض الأدلة في العذر بالجهل؟ أُلف في هذا الشأن كتب، فيها ذكر الأدلة والآثار والفتاوى، وسنذكر لك بعض الأدلة، منها قول الله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ [الإسراء:15]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ﴾ [القصص:59]، وحديث أبي سعيد الخدري ا^:أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم^ قال: ((إن رجلا كان قبلكم رَغَسَهُ الله مالا، فقال لبنيه لما حُضِر: أيُّ أب كنتُ لكم؟ قالوا: خيرَ أب. قال: فإني لم أعمل خيرا قط، فإذا مِتُّ فأحْرِقُوني، ثم اسحقوني، ثم ذُرُّوني في يوم عاصف، ففعلوا، فَجَمَعَهُ الله، فقال: ما حَمَلك على ذلِكَ؟ فقال: مَخَافَتُك، فَتَلَقَّاه برحمته)). وفي رواية: ((فتداركه الله بها))،وفي رواية: ((فإنه لم يَبْتَئِرْ عند الله خيرا، وإنْ يَقْدِرِ الله عليه يُعذِّبْه)) فَسَّر قتادة قوله: ((يَبْتَئرْ)): لم يَدَّخِر. وفي رواية: ((ما ابْتَأر عند الله خيرا)). وفي أخرى ((ما امتأر)) بالميم. أخرجه البخاري ومسلم، قال أهل العلم: تداركه الله بها، أي: تدراكه الله بجهله: أن الله لا يجمعه، فهو من أقوى الأدلة على العذر بالجهل، وحديث الأسود بن سريع أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم^ قَالَ: ((أَرْبَعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَصَمُّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا وَرَجُلٌ أَحْمَقُ وَرَجُلٌ هَرَمٌ وَرَجُلٌ مَاتَ فِي فَتْرَةٍ فَأَمَّا الْأَصَمُّ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَسْمَعُ شَيْئًا وَأَمَّا الْأَحْمَقُ فَيَقُولُ رَبِّ لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَالصِّبْيَانُ يَحْذِفُونِي بِالْبَعْرِ وَأَمَّا الْهَرَمُ فَيَقُولُ رَبِّي لَقَدْ جَاءَ الْإِسْلَامُ وَمَا أَعْقِلُ شَيْئًا وَأَمَّا الَّذِي مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ فَيَقُولُ رَبِّ مَا أَتَانِي لَكَ رَسُولٌ فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ لَيُطِيعُنَّهُ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِمْ أَنْ ادْخُلُوا النَّارَ قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا))، فأمر العذر بالجهل من عقيدة أهل السنة، وراجع في هذه المسألة تفسير ابن كثير رحمه الله في تفسير قول الله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ [الإسراء:15]، فإنه ذكر جملة كثيرة في تفسيره لهذه الآية، وانظر أضواء البيان للشنقيطي رحمه الله، وغيرها من المصادر.ومن الأدلة في هذا قول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء:115]، فالذي ما يتبين له الهدى، ما قامت عليه الحجة، كأن يأتي إنسان عربي إلى إنسان أعجمي يبلغه ويدعوه والأعجمي لم يفهم مراد العربي لم تقم على الأعجمي هذا الحجة، أو أعجمي يدعو عربي ولم يفهم هذا العربي قول الأعجمي فهذا ما قامت عليه الحجة، لأن الله تعالى يقول: ﴿مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى﴾، ولأجل ذلك فإن الله عزوجل كان يرسل الرسل من قومها، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [إبراهيم:4]، ومن أجل قيام الحجة وقطع المعاذير على العباد أنزل الله القرآن عربيًا مبينًا، قال الله تعالى: ﴿حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [الزخرف:1-3]، وقال تعالى: ﴿لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ﴾ [النحل:103]، وقال تعالى: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ [فصلت:44]، وقال تعالى: ﴿وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [فصلت:17-18]، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء:25]، وقال الله: ﴿وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [الأحقاف:21]، فجميع النذر والرسل يرسلهم الله عزوجل لإقامة الحجة على العباد، حتى يأجوج ومأجوج أرسل الله إليهم من يقيم عليهم الحجة، قال الله تعالى: ﴿قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا﴾ [الكهف:94]، فإن الله لم يعذبهم بغير قيام حجة عليهم، فأهل العلم يقولون: أرسل الله إليهم ذا القرنين للآية المتقدمة، فما عذبهم الله إلا بعد أن قامت عليهم الحجة، وصاروا أمة مفسدة، مع العلم أنهم مكلفون وهم من بني آدم، لحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم^ قال: ((يا آدم أخرج بعث النار، فيخرج من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين)).

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        ما هو الضابط في العذر بالجهل بالنسبة للتوحيد وهل قراءته وتلاوته للقراءن تكفي لازالت ذلك العذر ؟ للشيخ الالباني رحمه


        بسم الله والحمد والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :
        ما هو الضابط في لعذر بالجهل بالنسبة للتوحيد وهل قراءته وتلاوته القراءن تكفي لازالت ذلك العذر :
        اولا: الضابط وان كان يحسن قرائت القران اولا ، ويفهمه ثانيا ، او كان يقراءة ولا يفهمه، او لا يحسن لا قرائته و لا فهمه ، الضابط في ذلك هو : ان يعيش المسلم في جو اسلامي صحيح ، و تكون العقائد منتشرة في ذلك الجو ، حتى صارت من قسم ما يسميه علماء الاصول بالمعلوم من الدين بالضرورة ،ولعل جميع الحاضرين يذكرون حديث الجارية ، التي كانت ترعى غنما لرجل في احد ، وان الذئب سطى على الغنم يوما ، فلما بغله الخبر قال الرجل معتذر لنفسه على ما فعل ، بقوله : وانا بشر اغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة ، يقول الرسول عليه السلام و عليا بعتق رقبة ، فامر عليه السلام ان ياتي بها فقال لها اين الله ؟ قالت : في السماء قال : من انا ؟ قالت : انت رسول الله قال :اعتقها فانها مؤمنة . الشاهد من الحديث ، ان كون ، ان الله عز وجل في السماء ، هي عقيدة قرئانية ، منصوص عليه في القرءان في غير ما اية صريحة ، وعقيدة سنية نبوية ، عليها احاديث كثيرة جدا ، لكن الان من المجتمعات الاسلامية لا تعتقد هذه العقيدة ، الرجل الذي يعيش في هذا الجو يكون معذورا ، لان الحجة لم تبلغه ، بخلاف من كان في مجتمع اخر عقيدة التوحيد هي فاشية ومنتشرة ، في ذلك المجتمع ، الذي اشبه ما يكون بالمجتع الاول النبوي ، والذي الجارية وهي الراعية الغنم وعرفت هذه العقيدة ، هل هي درست القراءن ؟ وهل هي درست حديث النبي عليه الصلاة والسلام ؟ ذلك ما يستبعد عادة من راعية غنم ولكن هي تعيش مع اهل بيت سيدها ، وسيدتها ، فهي تسمع منهم وتتفقه على ايدهم ، فتعلم ما لم تكن من قبل تعلم ، و اذا ضممنا الى هذا الحديث والى هذا المعنا ، قوله تبارك وتعالى(( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا)) وفهمنا الاية الكريمة فهما صحيحا وليس فهما جامدا على لفظها دون مضامها ومعناها واعني بذلك ان الاية لا تعني فقط بقوله تعالى حتى (( نبعث رسولا ))أي ان كل جماعة ، و كل طائفة ، وفي كل عصر ، ياتيها رسول ، قد ياتيها رسول ، وقد ياتيها دعوة الرسول ، المهم اذا ان الاية ليست تعني فقط شخص الرسول ، و انما تعني دعوة الرسول ، والادلة على ذلك : ان الرسول قد ياتي قوما فيكون فيه المجنون ، ويكون فيه المصروع ، ويكون في الغير البالغ ، و الاصم ، والى اخره ، و اولئك جائهم الرسول ، لكن ما جائتهم دعوة الرسول ، وعلى العكس من ذلك امثالنا ، نحن اتباع محمد عليه السلام ، نحن ما جائنا محمد مباشرة ، ولكن جائتنا دعوة محمد ، اذا من وصلته دعوة محمد صلى الله عليه وسلم ، على نقاوتها وعلى حقيقتها ، فقد بلغته الحجة ، و لا يعذر بالجهل ، على ما وضحت انفا .
        من هنا انا قلت اكثر من مرة ، ان كثيرا من الاروبيين ، وامريكان ، الذين يبتلون بدعاة منحرفين عن الكتاب والسنة ، ولنضرب على ذلك مثلا بطائفة القديانية ، لان هؤلاء من الطوائف ، التي لها يعني نشاط شديد جدا في الدعوة ، الى ما يعتقدونه ، من دينهم ولذلك فقد استطاعوا ، ان يؤثروا على الاوف المؤلفة ، من الانجليز ، والالمان ، وامريكان ، ووو الى غير ذلك ترى هنا الشاهد : هؤلاء الذين اتبعوا الدعوة القديانية ، هل بلغتهم حجة الاسلام ؟ الجواب : لا ، بلغتهم دعوة القديانية و لم تبلغهم حجة الاسلام ، فلله الحجة البالغة ، وهي مناط التكليف اجابا وسلبا ، الضابط اذا هو بلوغ الدعوة الصحيحة الى الافراد فمن بلغته فلقد اقيمت عليه الحجة
        اما لا ، فلا ، ولكن الذي يضبط الموضوع ، هو ملاحظةالمجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء الافراد ، فان كان مجتمع ، مجتمع اهل السنة والجماعة ، كما كانوا يقولون قديما ، ولا نرى استعمال هذه الكلمة حديثا ،لانها فيها عرف المقلدين ، انما تعني الاشاعرة والمتوريدية وانما نعني من بلغته الدعوة السلفية وما كان عليه السلف الصالح
        فهذا قد اقيمت عليه الحجة ، ولكن في اعتقادي فان هؤلاء قلة في العالم الاسلامي كله ، في اعتقادي يكفي هذا جوابا على سؤالك
        المصدر :
        http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=7195
        رد مع اقتباس

        تعليق

        يعمل...
        X