إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وجه التشبيه بين الضب والتشبه بالكفار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وجه التشبيه بين الضب والتشبه بالكفار

    قَالَ الإمام البخاري : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ ؟ " ورواه مسلم
    قال ابنُ العربي في عارضةِ الأحوذي : تفكرتُ برهةً في وَجهِ ضربِ المثلِ بالضب ، فعرضتْ لي في الخاطرِ معانٍ أشبهها الآن ، أنَّ الضبَّ عندَ العربِ يُضربُ بهِ المثلُ للحاكمِ من الإنس ، والحاكمُ تأتي إليه الخلقُ بأجمعهم فيما يُعرضُ من الأمورِ لهم فلا يتأخرُ أحدٌ عنه ، فكانَ المعنى مصيرَهم لذلك . اهـ
    وفي ( مجمع الأمثال ) للميداني : هذا مما زعمتِ العربُ عن ألسُنِ البهائم. قالوا أن الأرنب التقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها، فانطلقا يختصمان إلى الضب،
    فقال الأرنب: يا أبا الحسل.
    فقال: سميعاً دعوت.
    قالت: أتيناك لنختصم إليك.
    قال: عادلاً حكمتما.
    قالت: فاخرج إلينا.
    قال: في بيته يؤتى الحكم.
    قالت: إني وجدت تمرة.
    قال: حلوة فكليها.
    قالت: فاختلسها الثعلب.
    قال: لنفسه بغى الخير.
    قالت: فلطمته.
    قال: بحقك أخذت.
    قالت: فلطمني.
    قال: حر انتصر.
    قالت: فاقض بيننا.
    قال: قد قضيت.
    فذهبت أقواله كلها أمثالاً.

  • #2
    فائدة طيبة جزاكم الله خيرا .

    تعليق


    • #3
      { وجه التشبيه بين الضب والتشبه بالكفار }

      { وجه التشبيه بين الضب والتشبه بالكفار }



      قَالَ الإمام البخاري : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ ؟ " ورواه مسلم.

      قال ابنُ العربي في عارضةِ الأحوذي :

      تفكرتُ برهةً في وَجهِ ضربِ المثلِ بالضب ، فعرضتْ لي في الخاطرِ معانٍ أشبهها الآن ، أنَّ الضبَّ عندَ العربِ يُضربُ بهِ المثلُ للحاكمِ من الإنس ، والحاكمُ تأتي إليه الخلقُ بأجمعهم فيما يُعرضُ من الأمورِ لهم فلا يتأخرُ أحدٌ عنه ، فكانَ المعنى مصيرَهم لذلك . اهـ .

      وفي ( مجمع الأمثال ) للميداني : هذا مما زعمتِ العربُ عن ألسُنِ البهائم. قالوا أن الأرنب التقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها، فانطلقا يختصمان إلى الضب:

      فقال الأرنب: يا أبا الحسل.

      فقال: سميعاً دعوت.

      قالت: أتيناك لنختصم إليك.

      قال: عادلاً حكمتما.

      قالت: فاخرج إلينا.

      قال: في بيته يؤتى الحكم.

      قالت: إني وجدت تمرة.

      قال: حلوة فكليها.

      قالت: فاختلسها الثعلب.

      قال: لنفسه بغى الخير.

      قالت: فلطمته.

      قال: بحقك أخذت.

      قالت: فلطمني. .

      قال: حر انتصر.

      قالت: فاقض بيننا.

      قال: قد قضيت.

      فذهبت أقواله كلها أمثالاً.

      وهذه فوائد زدتها على ما أورده الشيخ ياسر العدني حفظه الله تعالى:

      وقال المناوي في شرح (فيض القدير شرح الجامع الصغير) :

      7224 - ( لتركبن ) في رواية للشيخين لتتبعن ( سنن ) بفتح السين طريق ( من كان قبلكم ) سبيلهم ومناهجهم قيل : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟

      قال : فمن إذن ؟

      هكذا هو ثابت عند الحاكم ( شبرا بشبر وذراعا بذراع ) بذال معجمة وشبرا نصب بنزع الخافض أي لتتبعن سنن من قبلكم اتباعا شبرا متلبسا بشبر وذراعا متلبسا بذراع وهو كناية عن شدة الموافقة لهم في المخالفات والمعاصي لا الكفر ثم إن هذا لفظ خبر معناه النهي عن اتباعهم ومنعهم من الالتفات لغير دين الإسلام لأن نوره قد بهر الأنوار وشرعته نسخت الشرائع وذا من معجزاته فقد اتبع كثير من أمته سنن فارس في شيمهم ومراكبهم وملابسهم وإقامة شعارهم في الحروب وغيرها وأهل الكتابين في زخرفة المساجد وتعظيم القبور حتى كاد أن يعبدها العوام وقبول الرشا وإقامة الحدود على الضعفاء دون الأقوياء وترك العمل يوم الجمعة والتسليم بالأصابع وعدم عيادة المريض يوم السبت والسرور بخميس البيض وأن الحائض لا تمس عجينا إلى غير ذلك مما هو أشنع وأبشع ( حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم ) مبالغة في الإتباع فإذا اقتصروا في الذي ابتدعوه فستقتصرون وإن بسطوا فستبسطوا حتى لو بلغوا إلى غاية لبلغتموها حتى كانت تقتل أنبياءها فلما عصم الله رسوله قتلوا خلفاءهم تحقيقا لصدق الرسول صلى الله عليه و سلم.

      وهو بضم الجيم وسكون الحاء المهملة والضب حيوان معروف يشبه الورل.

      قال ابن خالويه : يعيش سبع مئة سنة فأكثر ولا يشرب ماء وخص جحر الضب لشدة ضيقه ومع ذلك فإنهم لاقتفائهم آثارهم واتباعهم مناهجهم لو دخلوا في مثل ذلك الضيق الرديء لوافقوهم وفي التنقيح أخذ من المعارضة إنما خص الضب لأن العرب يقولون هو قاضي الطير والبهائم وإنما اجتمعت إليه لما خلق الإنسان فوصفوه له فقال الضب تصفون خلقا ينزل الطائر من السماء ويخرج الحوت من البحر فمن كان ذا جناح فليطر ومن كان ذا مخلب فليختفي ( وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه ).

      قال ابن تيمية : هذا خرج مخرج الخبر عن وقوع ذلك والذم لمن يفعله كما كان يخبر عما يفعل الناس بين يدي الساعة من الأشراط والأمور المحرمة.

      قال الحرالي : وجمع ذلك أن كفر اليهود أضل من جهة عدم العمل بعلمهم فهم يعملون الحق ولا يتبعونه عملا ولا قولا وكفر النصارى من جهة عملهم بلا علم يجتهدون في أصناف العبادة بلا شريعة من الله ويقولون ما لا يعلمون ففي هذه الأمة من يحذو حذو الفريقين ولهذا كان السلف كسفيان بن عيبنة يقولون من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى قضاء الله نافذ بما أخبر رسوله صلى الله عليه و سلم بما سبق في علمه لكن ليس الحديث إخبارا عن جميع الأمة لما تواتر [ ص 262 ] عنه أنها لا تجتمع على ضلالة ثم إنه فسر هنا باليهود والنصارى وفي خبر البخاري بفارس والروم ولا تعارض لاختلاف الجواب بحسب اختلاف المقام فحيث قيل فارس والروم كان ثم قرينة تتعلق بالحكم بين الناس وسياسة الرعية وحيث قيل اليهود والنصارى كان هناك قرينة تتعلق بأمر الديانات أصولها وفروعها ( ك ) في الإيمان ( عن ابن عباس )

      وقال : على شرط مسلم وأقره الذهبي ورواه عنه أيضا البزار قال الهيثمي : ورجاله ثقات ورواه البخاري ومسلم بدون قوله حتى لو أن أحدهم جامع امرأته إلخ.

      فائدة من فتح الباري لابن حجر رحمه الله:

      لماذا خص النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جحر الضب في قوله : لتتبعن سنن من قبلكم ... حتى لو سلكوا جحر ضب ؟

      الذي يظهر أن التخصيص إنما وقع لجحر الضب لشدة ضيقه ورداءته ، ومع ذلك فإنهم لاقتفائهم آثارهم واتباعهم طرائقهم لو دخلوا في مثل هذا الضيق الرديء لتبعوهم . 6 / 574

      تعليق

      يعمل...
      X