إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مُختارات من فتاوى الشيخ يحيى -حفظه اللهُ تعالى-

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    السؤال: أخ يقول: رجل يقع دائمًا في بعض العلماء منهم الشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين والشيخ مقبل رحمهم الله، بالتنقص بالسب تارة؟

    الجواب:

    هذا مخذول، وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر وأهل الفقه والنظر، لا يذكرون إلا بالجميل، ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل، هؤلاء علماء أجلاء عليهم رحمة الله، وسائر علماء السنة، رحم الله أمواتهم وحفظ أحياءهم يذكرون بالخير، ليسوا معصومين، لهم أخطاء ولهم اجتهادات أنت قد توافق في بعضها إن كنت من المجتهدين أو تخالف، لكن منزلتهم رفيعة وموقعهم في القلوب ثابت.من كفران النعمة ومن عدم شكر المعروف ومن سوء الحال من كان على ذلك أنه يتنقص علماء السلف رضوان الله عليهم، من الذي بين لك السنة من البدعة إلا علماء السلف، من الذي دلك على العلم والتعليم والسنة إلا هم بعد الله سبحانه، أيضًا أوصل إليك تلك الكتب النافعة التي تنهل منها، والأشرطة النافعة التي تنهل منها، وتستفيد وتتوجه إلى ما يرجى أن يكون سببًا في دخولك الجنة، وسعادتك الأبدية، فاحمد الله واتق الله، أيها المسلم، لا تتأثر بأولئك الذين هم لا يعرفون لعلماء السنة قدرًا، وهم والله عالة عليهم، أعني المتحزبة عالة على علماء السلف: في صلاتهم، في صيامهم، في حجهم، في زكاتهم في جهادهم، في سائر شئونهم، في بيعهم وشرائهم، حتى في وضوئهم وقضائهم للحاجة، ومع ذلك هم ينكرون هذا المعروف، إنكار المعروف قبيح، لهم علينا حق الدعاء لهم والترحم عليهم، قال تعالى: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} [محمد:19]، إذا كان سائر المؤمنين لهم عليك حق أن تستغفر لذنبك ولذنوبهم فمعلموك ومربوك وموجهوك من باب أولى، فنسأل الله أن يرحمهم، وأن يجزيهم عنا، وعن سائر المسلمين خير الجزاء.الناس بلا علماء في ظلمة، الناس بلا علماء في فتنة، الناس بلا علماء في هلكة، وما داموا مع العلماء وعلمائهم بين ظهرانيهم في نور، وفي هدى وفي خير، وفي سلامة، وانظر إلى حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: ((إن الله لا ينتزع العلم انتزاعًا من الصدور؛ لكن ينتزعه بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا))، حصل الشر، ضلال يفتن ضلال، صار الضلال منتشرًا، وعلماء بني إسرائيل لما كانوا شرارًا إلا من سلمه الله من ذلك؛ هلك بنو إسرائيل، وعلماء هذه الأمة لما كانوا خيارًا نجت هذه الأمة إلا من فتن بالدنيا وتشبه بهم، فعلماء السوء في هذه الأمة متشبهون بأولئك، أتوا من ذلك الجانب، هم الخوارج الذين هم ثوار على حكومتهم وعلمائهم وعلى أولي الأمر، أما سني ما هو خارجي، الخوارج الذين هم أصحاب طيش، وأصحاب جهل، لا عرفوا قدرًا لكبار الصحابة ولا لصغارهم، ولا لكبار العلماء ولا لصغارهم، كان علي بن أبي طالب وابن عباس وأمثال هؤلاء، كان ابن عباس من صغار الصحابة وعلي من كبار الصحابة والعلماء، ومع ذلك ما التفتوا إليهم، وذهبوا إلى ما هم فيه، نسأل الله أن يجنبنا الفتن، فتن القلوب، من هجم عليه قلبه خرب، أنت في سلامة من حرب قلبك، والله لو يحاربك سائر الأعداء وقلبك سليم فأنت في سلامة وفي خير، لكن الهلكة إذا حاربك قلبك، قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال:24]، بعد ذلك حرب مع قلبك، ما تدري إلا وقد صار الأمر ملتبسًا عليه بعد أن طلب العلم عشرات السنين، وخلط عليه الأمر؛ إذًا هذه حرب قلبية، أين الصراحة أين الوضوح أين الحق، كله خفي عليك، طمس بصيرة.

    تعليق


    • #17
      السؤال:

      ذكرت أن من أسباب العلم تقوى الله جلا وعلا، واستدللت بقول الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ﴾ [البقرة:282]، وذكر شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله في كتابه مفتاح دار السعادة: قال الله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ﴾ فليس من هذا الباب، بل هما جملتان مستقلتان: طلبية وهي الأمر بالتقوى، وخبرية وهي قوله تعالى: ﴿وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ﴾؟

      الجواب:

      قد قرأت هذا؛ ولكن ما من شك أن من أسباب العلم تقوى الله لهذا الدليل، ولأدلة كثيرة، فربنا عزوجل يقول: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾ [الطلاق:2]،
      وأعظم مأزق عليك الجهل، فهو من أعظم المآزق والمضايق، فإذا اتقى العبد ربه جعل الله له مخرجًا من الجهل، ومخرجًا من الهم، ومخرجًا من الفتن، مخرجًا من سائر ما يتضرر منه العبد أو يتضايق به، ويقول الله عزوجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الأنفال:29]، والفرقان معناه التفريق بين الحق والباطل، وما يكون ذلك إلا بالعلم، ويقول تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ [الأعراف:201]، وهذا شأن أهل الورع وأهل الدين ذوي العلم والتقى، ويقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [الحديد:28]، فقد سمى الله العلم نورًا، ويقول تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام:122]، فالعلم نور، ويقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا﴾ [النساء:174]، والذي أنزله الله هو القرآن، فلا يكن عندك ريب في أن تقوى الله عزوجل من أسباب العلم، وأن هذه الآية: ﴿وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ﴾ فمن الذي يعلمك إلا الله عزوجل، قال الله تعالى: ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق:4]، وقال تعالى: ﴿وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [النحل:78]،
      ومن هذا الباب ما يعزى إلى الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
      شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
      وقال اعلم بأن العلم نور *** ونور الله لا يهدى لعاصي
      وما يعزى إلى الإمام مالك رحمه الله أنه قال لبعض تلاميذه: "يا بني إني أرى عليك نورًا، فلا تطفئه بمعصية الله". أي: لازم التقوى، حتى يستمر نورك الذي أعطاك الله إياه، قال تعالى: ﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾ [النور:40]، فلا شك أن هذا المعنى صحيح من حيث أن تقوى الله فيها السعادة في الدنيا والآخرة، وأنت تلاحظ أن الإنسان المتمسك بالكتاب والسنة المتقي لله عزوجل يمنّ الله عليه ببركة في علمه حتى إنك لتلمس من علمه الخير، وهذه بركه إلهية، ويفتح الله عليه إذا دعاه، قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَهمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة:186]، فكل ما تقرب الإنسان إلى ربه بتقواه سبحانه وتعالى تقرب الله إليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به..))، الحديث، وقال صلى الله عليه وسلم: ((قال الله تعالى: من تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، ومن تقرب إلي ذراعًا تقربت إليه باعًا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة))، عن أبي هريرة، وجاء عن أنس نحوه، فإذا تقرب الإنسان إلى الله عزوجل بتقوى الله تقرب الله إليه بالفتح عليه بالعلم وسائر الخيرات،
      قال الله تعالى: ﴿إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ﴾ [الأنفال:70].
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد ضياء التبسي; الساعة 26-08-2009, 03:34 PM.

      تعليق


      • #18
        السؤال:

        ماذا تنصحنا أن ندرس أصول الفقه أم الفقه؟

        الجواب:

        خذ من الأصول مبادئه، الذي تعلم به الخاص والعام والمجمل والمبين والناسخ والمنسوخ، والمطلق والمقيد، ونحو ذلك، وبعد ذلك خذ الفقه، ادرس في الفقه، إن فهمت مثل الورقات أو نظم الورقات، أو الأصول من علم الأصول للشيخ العثيمين رحمه الله، هذا طيب وهذه مبادئ سهلة، أوائل سهلة طيبة ومفيدة، لا تسهب في الأصول، أنت لا تظن أن إسهابك يطلعك عالم، الإسهاب في الأصول ما يطلعك عالمًا، الإسهاب في الأصول يطلعك مخلطًا، لكن خذ الأصول حقًا: القرآن، والسنة، واقرأ في كتب الأصول، مثل الرسالة للشافعي كتاب طيب كتاب فقهي، وكتاب أصول، وكتاب حديث وكتاب قرآن، كتاب علم، واقرأ في كتب الأصول النافعة مثل مقدمة سنن الدارمي وجامع بيان العلم وفضله، الفقيه والمتفقه للخطيب، وشرف أصحاب الحديث، ومثل كتاب العلم من صحيح البخاري وكتاب أخبار الآحاد منه، هذه تعتبر كلها كتب أصول، واعتني بالكتاب والسنة، أما بعض الكتب فالإسهاب والقراءة فيها مضيعة، ولهذا نبه أخونا صلاح حفظه الله بتنبيهات طيبة على تلك التأصيلات التي يأتون بها، وتلك القواعد، مزالق التي أتوا بها في كتب الأصول، وفي الحقيقة هي حشو و دخلية على كتب الأصول حقًا، وفي الحقيقة كتاب ذاك الحزبي كتاب طيب، أنا قرأت فيه فأعجبني كتاب الجيزاني معالم في أصول الفقه، والجيزاني حزبي وكتابه طيب كيف هذا؟! لأنه صار من مصادره كتب شيخ الإسلام وكتب ابن القيم وبعض التفاسير، إنه استرسل في كتب الفقه لا سيما في الروضة ومختصر التحرير للفتوحي، وبعضها تكون في موضعها، وأنتم تعرفون أنهم قد يركزون على بعض الرسائل لأنها رسائل ماجستير أو دكتوراه، [فهو من هذا الباب]، كتاب شهادة، يستفاد منه باعتبار أنه كتاب شهادة من تلك الكتب، وإلا فصاحبه الذي أخبرنا عنه من بعض العلماء أنه حزبي، وكذا ذاك عبدالله الفوزان صاحب شرح الورقات أيضًا هو حزبي كما يذكرون عنه، من أشد الحزبيين، ولهذا جاءوا هنا يتسللون لواذًا ما استطاعوا يصبرون إلى ينتهي الدرس خمسة دقائق حتى فقط ينظرون هذا أيش هذا الدار من بعيد ومشوا، والحمد لله أننا ما يطمعون فينا الحمد لله، وأننا إن لقيناهم هم أو لقينا غيرهم ننصحهم ولله الحمد بما نراه، فما في أحد صال علينا بشبهته، وهذا ما نقوله تبجحًا وإنما نقوله من باب أن هذا هو الحق، ما أحد منهم صال علينا بشبهته الذين يأتوننا زوارًا يبقون يذكرون وكلما ذكروا شيئًا بينا لهم الدليل على خلافه.والحق أن الباطل هزيل، قال الله تعالى: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء:76]، والحق أن أصحاب الباطل تجدهم ضعفاء.
        العلماء هناك يئنون فيما أخبرنا يئنون من الإخوان المسلمين، أهل السنة يكاد الإخوان أن يجعلوهم هناك في قفص، وذلك سببه السكوت، تسكت عمن يا أخي، عن إنسان يريد أن يبلعك، الإخوان يريدون أن يبلعونا نحن ومنهجنا لو سكتنا، و{قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ} [القصص:48]، يعني تجد من مبدأهم أنهم يتعاملون مع الشخص بشدة وبتحذير ويتعاملون معه بتنفير فإذا مات قالوا: الله يرحمه والله لقد كان أحسن من هذا، هي أدوار يفتعلونها.

        تعليق


        • #19
          السؤال:

          طالب علم والداه يريدان منه أن يدرس في جامعة مختلطة، قالا له: إما أن تدرس وإما أن تخرج من البيت فجاء إلى هنا وأبى؟

          الجواب:

          ونِعْمَ الخروج، خروجه إلى البيت إلى طلب العلم خروج لطاعة الله، ولعل الله أراد له فرجًا بالبعد عن تلك المعصية، بعض الآباء لا يعرف مصلحته ولا مصلحة ولده، لو يذهب ولده يبيع القات ويأتي بدراهم وإلا يبيع الشمة أو الدخان أو يغترب في بلاد الغرب ويبيع الخنزير أوالخمر ويأتي بدولارات لا ينتقده، وإذا ذهب يتفقه في دين الله يعبد الله بما ينجيه من عذاب الله -عز و جل-، وبما يسعده في الدنيا والآخرة [غضب الأب من هذا الفعل] وربما طلَّقَ أُمَّه من أجل أنَّ ولدها ضاع من بين يديها، هؤلاء منحوسون -الله يهديهم-، جهلة، والله يقول في كتابه: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف:28]،
          وإن جاهدك والداك على المعصية فلا تطعهما لا على الشرك ولا على ما دونه، {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان:15].

          تعليق


          • #20
            السؤال:

            قولهم: (هذه فائدة تشد لها الرحال) هل هذا صحيح؟

            الجواب:

            كم من فائدة تساوي عند الإنسان الدنيا، خذها بغير نول قد كان يرحل إلى كذا وكذا من أجل ما هو أدنى منها، قاله الشعبي، وكانوا يرحلون إلى الفوائد.
            التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد ضياء التبسي; الساعة 06-09-2009, 01:08 AM.

            تعليق


            • #21
              السؤال:

              قائل يقول: إن سبب ضلال اليهود والنصارى هو أخذهم بأقوال أحبارهم ورهبانهم، وسبب ضلال الشيعة هو أخذهم أقوال أئمتهم، وستضل هذه الأمة إذا أخذت بأقوال سلف الأمة!؟

              الجواب:

              هذا القول ضلال، فالله عزوجل يقول: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:100]، ويقول تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء:115]، فكيف ستضل هذه الأمة إذا أخذت بأقوال سلفها، الضلال بعينه إذا تركت أقوال وفهم سلفها الصالح، فكيف تفسر القرآن؟ وكيف تفهم الحديث؟ وغير ذلك، فلا يفهم الكتاب والسنة إلا بفهمهم وأقوالهم وبمسلكهم، ونحن متعبدون بذلك، فهذا القول ضلال ومن لوازمه أن كتب العلم ضلال كمصنف ابن عبدالرزاق وابن أبي شيبة! فكلاهما مبني على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين لهم بإحسان، كلها بالأسانيد، ومن لوازمه أن كتاب السنن الكبرى كتاب ضلال! وكذا تفسير ابن كثير وابن جرير! وهذه الكتب مبنية على أقوال العلماء سلف الأمة، وآثارهم وفهمهم للكتاب والسنة، وصاحب هذا القول يريد فصل الكتاب والسنة عن فهم السلف، وأنك تفهم الكتاب والسنة كما تريد، والتزهيد في أهل العلم ضلال، في كل زمان ومكان، فأمة تعيش منفصلة عن علمائها أمة تائهة، تلقي بنفسها إلى الهلكة: إلى أيدي الجهال وإلى الاستحسانات الباطلة، وإلى البلاء.قال الله تعالى: {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت:43]، وقال تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ} [النساء:83]، أما الاستدلال بفعل اليهود أنهم أخذوا بأقوال علمائهم؛ فهذا باطل فسبب ضلالهم أنهم لم يأخذوا بأقوال أنبيائهم وعلمائهم، قال الله تعالى: {فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [البقرة:87]، فمن علمائهم موسى وعيسى عليهما السلام، فخالفوا أقوال علمائهم وأنبيائهم، قال الله عنهم: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ} [البقرة:58]، فهل أخذوا بأقوال علمائهم؟ لا لم يأخذوا، تركوا أقوال علمائهم فهلكوا، والذين نصحوهم يوم السبت هل قبلوا منهم أم أعرضوا عنهم؟ أعرضوا عنهم، قال الله تعالى: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَهمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [الأعراف:163-166]، فالله نجا الصالحين وأهلك المتمردين، فما أخذوا بأقوال علمائهم في هذه القضية ولا في غيره، فهم أبعد الناس عن أخذ أقوال العلماء هم اليهود والنصارى، واليهود والنصارى قدسوا أحبارهم ورهبانهم حتى جعلوهم أربابًا من دون الله، وهذا من عدم أخذهم لأقوال العلماء، فهل العلماء ينصحونهم بالشرك؟ لا، فالعلماء الصادقون ينصحون بالتوحيد، ويدعونهم إلى توحيد الله، وقد دعتهم أنبياؤهم وعلماؤهم إلى توحيد الله فأبوا أن يقبلوا كلام الله وكلام رسله وكلام سائر أهل العلم، وعظموا أولئك حتى جعلوهم أربابًا من دون الله، قال الله عنهم: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ وَالمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة:31]، ووالله ما المسيح راضي بهذا ولا كذلك موسى عليهما السلام، ليسوا براضين أن يشرك بالله عزوجل، ولا كذلك علماؤهم الصالحون، فأبعد الناس عن العلماء هم اليهود والنصارى، وإنما هم خدم الشيطان بالشرك وبغيره، فمن من العلماء من يرضى أن يكون يقدس ويعبد من دون الله!؟ فالذي يرضى يعتبر طاغوتًا، فمن الطواغيت من عُبِد من دون الله وهو راضٍ.أما تزهيد الناس في أهل العلم بحجة قول الله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ} [التوبة:31]، أنها بمعنى أنهم أخذوا فتاواهم ونصائحهم؛ فهذا من الجهل المطبق، فهذه الآية فيها أنه لا يجوز الشرك بالله من أحد، ولا يجعل لله ندًا من أحد من خلقه، ولا مع الله، والأدلة الكثيرة تحث على سؤال أهل العلم وتقديرهم وإجلالهم، فلا يؤخذ المجمل ويترك المبين، فهذا من شأن أهل الهوى، فهم يأخذون من الأدلة ما كان مجملًا ويعارضون بها الأدلة الواضحة الجلية، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه القيم اقتضاء الصراط المستقيم أن من سبب ضلال اليهود والنصارى وسائر أهل البدع أنهم ردوا المبين بالمجمل، ولم يردوا المجمل إلى المبين ليبينه.فهم السلف هو الأصل في الدين، ففهم السلف لابد منه.مداخلة:رجل يقال له إدريس يتبنى هذا الفكر، وينتقد فهم السلف ويرده؟الشيخ:هذا كلام ثرثرة، غير منضبط، ولا يعبأ به، والكلام الباطل يأخذ فترة ثم يترك، وكذا الزجلة الباطلة تأخذ دورها أيامًا ثم تضمحل، والذي يبقى هو الحق، وهو الأصل، وما عداه زائل، فليحذر كل إنسان من مخالفة الأصول.وهذا إدريس ألف كتابًا دافع فيه عن ابن سلول المنافق، فما بقي إلا أن يؤلف كتابًا في الدفاع عن إبليس، فالشيطان عنده توحيد ربوبية، كما فعل من قبله مثل صديق إبليس، والإبليسية، ويدافع عن أبي جهل وأبي لهب! فمن الذي تسمح له نفسه أن يدافع عن ابن سلول وقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما سلم منه عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، الناس يبغضونه جميعًا من الصحابة وغيرهم، إنما لم يقتله النبي صلى الله عليه وسلم من باب: ((لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه))، لأنه يظهر الإسلام، والله أخبر عنه أنه في الدرك الأسفل من النار، ويأتي هذا ويكتب باب فضل عبدالله بن سلول، فما عساه يكتب له من الفضائل، فأنا أنصح إخواننا في المحويت أن يهجروا هذا المسمى إدريس، يهجروه جميعًا رجالًا ونساءً، وإن استطاعوا أن لا يحضروا له درسًا في الكلية ولا في غيره فليفعلوا، حتى يمل ويذهب إلى ما من كان على شاكلته من الحزبيين وغيرهم من أهل الشر، وقد لبث في أهل المحويت قريبًا من ثمان سنين، وهو متستر ثم ظهر على حقيقته السيئة بأمور منها دفاعه عن ابن سلول، ومثل الطعن في منهج السلف، وهذا منه باطل شديد البطلان، فكيف يطعن في منهج السلف وهو يعرف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو السلف، وأبو بكر هو السلف، وعمر وعثمان وعلي والصحابة جميعًا هم السلف، فكيف يطعن فيهم، فماذا أبقى لنا من السلف، وهذا نظير رجل يقال له: زاكر، انتقد الشيخ ابن باز رحمه الله في قوله: (على فهم السلف).وقد كان الشيخ الألباني رحمه الله يكرر في دعوته وفي كتبه وفي أشرطته: (منهج السلف، دعوة السلف...)، وهكذا شيخنا رحمه الله، وسائر علماء الدين من المتقدمين والمتأخرين يضبطون الناس بالكتاب والسنة على فهم السلف، ويربطونهم بسلفهم الصالح، فدعوة من ينكر منهج السلف دعوة عقلانية.

              تعليق


              • #22
                جزاك الله خيرا أخانا ضياء على ما تقوم به من نشر لهذه الفتاوى الطيبه لشيخنا _أعزه الله في الدارين_

                تعليق


                • #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة عبدالله بن ناصر المري مشاهدة المشاركة
                  جزاك الله خيرا أخانا ضياء على ما تقوم به من نشر لهذه الفتاوى الطيبه لشيخنا _أعزه الله في الدارين_
                  آمين؛ و إياك أخي عبد الله؛
                  و نسألُ اللهَ أن يرزُقَني و إياكَ الإخلاص و في جميع أعمالنا
                  و أن يحفظَ الشيخَ يحي و سائرَ مشايخ أهل السُّنَّةِ السَّلفيين

                  تعليق

                  يعمل...
                  X