إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(( متجدد )) [ شرح الأصول الثلاثة ] لمدرسنا المفضال المبارك الداعي إلى الله تعالى أبي عبد الله عبد الرقيب بن أمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    الدرس ( الخامس والأربعون )
    من دروس الأصول الثلاثة


    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

    قال المؤلف رحمه الله
    وفرضت عليه الصلوات الخمس، وصلى في مكة ثلاث سنين، وبعدها أمر بالهجرة إلى المدينة.

    الشرح

    يُعلَم من هذا أن الصلاة فُرِضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السماء السابعة حينما عرج به

    مما يدل على ذلك حديث الإسراء والمعراج الطويل الذي
    جاء عن أنس بن مالك
    ومالك بن صعصعة رضي الله عنهما- وفيه قال:
    " ثم فرض الله عليه الصلاة خمسين صلاة كل يوم وليلة فرضي بذلك وسلم ثم نزل فلما مر بموسى قال: ما فرض ربك على أمتك؟ قال: خمسين صلاة في كل يوم وليلة
    فقال: إن أمتك لا تطيق ذلك وقد جربت الناس من قبلك وعالجت بني إسرائيل اشد المعالجة فأرجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك. قال النبي صلى الله عليه وسلم فرجعت فوضع عني عشرا ومازال يراجع حتى استقرت الفريضة على خمس، فنادى مناد أمضيت فريضتي وخففت على عبادي. وفي هذه الليلة أدخل النبي صلى الله عليه وسلم الجنة فإذا فيها قباب اللؤلؤ وإذا ترابها المسك ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى مكة بغلس وصلى فيها الصبح"
    رواه البخاري ومسلم
    وبوب عليه الإمام النووي فقال: باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم وفرض الصلوات" أ.هـ

    قلت : ولما فرضت عليه الصلاة صلى في مكة ثلاث سنين كلها ركعتين عدا صلاة المغرب فهي ثلاث ركعات.
    حتى هاجر إلى المدينة فزيد في الصلاة الرباعية فأصبح الظهر والعصر والعشاء أربع ركعات.
    وأُقرت في السفر كما كانت قبل الهجرة ركعتين عدا صلاة المغرب وبقيت صلاة الفجر والمغرب على أصلها حضرا وسفرا
    بالإضافة إلى الجمع بين صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم أوتأخير
    والمغرب والعشاء كذلك.
    هذا والله الموفق
    نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين .

    تعليق


    • #47
      الدرس ( السادس والأربعون )
      من دروس الأصول الثلاثة

      الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
      قال المؤلف رحمه الله
      والهجرة: الانتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام؛ والهجرة فريضة على هذه الأمة من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، وهي باقية إلى أن تقوم الساعة.
      والدليل قوله تعالى: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلافأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا}
      وقوله تعالى: {يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون}
      ✒ قال البغوي رحمه الله تعالى: سبب نزول هذه الآية في المسلمين الذين بمكة لم يهاجروا، ناداهم الله باسم الإيمان.
      والدليل على الهجرة من السنة قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها"

      الشرح

      الهجرة مأخوذة من الهجر وهو الترك والقطع والفراق ومنه
      قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
      " ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام"
      رواه البخاري
      وهو عند مسلم من حديث أبي أيوب وابن عمر
      بلفظ'' ليال ''

      وللهجرة مقاصد عظيمة منها:
      مفارقة الباطل وأهله والانحياز إلى الحق وأهله.
      ومن مقاصدها فرار المسلم بدينه من الفتنة
      وكذلك من مقاصدها لزوم طاعة الله ورسوله ولزوم جماعة المسلمين.

      وحكم الهجرة من بلد الكفر إلى بلد الإسلام واجب لمن كان قادرا عليها وليس بقادر على إقامة دينه

      ومن لم يهاجر من هذا الصنف يعتبر مرتكب لكبيرة معرض نفسه للفتنة
      فهو ظالم لنفسه بإجماع أهل العلم

      قال تعالى{ إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا }
      ومالايتم الواجب إلا به فهو واجب.

      أما إن كان عاجزا عن الهجرة فهذا قد عذره الله
      قال الله تعالى { إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلافأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا}

      مسألة يذكرها أهل العلم وهي السفر إلى بلاد الكفار.

      قال العلامة العثيمين
      '' السفر إلى بلاد الكفار لا يجوز إلا بثلاثة شروط:

      الشرط الأول: أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات.

      الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.
      الشرط الثالث: أن يكون محتاجا إلى ذلك.
      فإن لم تتم هذه الشروط فإنه لا يجوز السفر إلى بلاد الكفار " أ.هـ
      ⭕ قلت: وبهذا يقول الأصوليون إذا انتفى الشرط انتفى المشروط.
      أي إذا انتفى شرط من هذه الشروط الثلاثة انتفى السفر الى الخارج فلايباح للمسلم ذلك.

      نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين

      تعليق


      • #48
        الدرس ( السابع والأربعون )
        من دروس الأصول الثلاثة


        الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

        قال المؤلف رحمه الله
        فلما استقر بالمدينة أمر ببقية شرائع الإسلام، مثل الزكاة والصوم والحج والجهاد والأذان، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وغير ذلك من شرائع الإسلام.

        الشرح

        قال ابن باز رحمه الله
        " لأن المدينة صارت دار إسلام وهي العاصمة الأولى للمسلمين، فلهذا أمروا بهذه الأمور؛ لأنهم يتمكنون حينئذ من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا من رحمة الله عز وجل أن أجل هذه الواجبات إلى أن هاجر إلى المدينة" أ.هـ

        قلتُ : وأصل الزكاة شُرِعَ بمكة وأما تقسيمها ونصابها شرع بالمدينة

        ومما يدل على أن أصل الزكاة شُرع بمكة.

        قول الله تعالى
        { وءاتوا حقه يوم حصاده }
        ومعلوم لديكم أن هذه الآية في سورة الأنعام برقم (١٤١)
        وسورة الأنعام سورة مكية.

        وقد ذكر الإمام الشوكاني في
        فتح القدير عند تفسير السورة
        آثارا عن ابن مسعود وابن عباس وغيرهما أنها نزلت ليلا بمكة.

        قال ابن أبي زمنين
        " وهي مكية كلها "

        ومما يستأنس به أهل العلم أيضا أن الزكاة فرضت بمكة
        قول الله تعالى
        { والذين في أموالهم حق معلوم للسائل* والمحروم }
        وهاتان الآيتان في
        سورة المعارج
        ومعلوم لديكم ما تقدم معنا
        في دروس الصحيح المسند من أسباب النزول أن سورة المعارج سورة مكية باتفاق.

        هنا نعلم الفائدة من معرفة المكي والمدني.

        والشاهد من هذا كله أن أصل الزكاة شُرع بمكة وأما التقسيم لها ومعرفة نصابها وأنواع مايخرج زكاته هذا كان بالمدينة

        وأما الصيام فقد شُرع في السنة الثانية من الهجرة في شهر شعبان.

        وأما الحج فشُرع في السنة التاسعة على الراجح.

        والأذان أيضا شُرع في السنة الثانية من الهجرة.

        وأما الجهاد فشُرع في السنة الثانية عندما نزل الأذن به.

        قال الله تعالى
        في سورة الحج
        {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز }

        قال ابن كثير
        " وقال مجاهد والضحاك، وغير واحد من السلف كابن عباس ومجاهد وعروة بن الزبير وزيد بن أسلم ومقاتل بن حيان وقتادة وغيرهم: هذه أول آية نزلت في الجهاد " أ.هـ
        تفسير ابن كثير(ج٣٨٠/٥)

        وأما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
        فقد كان مشروعا بمكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ بعثته لأنه أصل ذلك وكان يخرج إلى الكعبة وعكاظ وذي المجاز وخرج إلى الطائف يدعو الناس إلى التوحيد
        وهذا غاية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

        وإنما مقصود المؤلف كعموم العلماء والدعاة إلى الله وخروجهم إلى الناس وتعليمهم دين الله هذا حصل بعد الهجرة حين أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسله إلى الملوك وبعث أصحابه إلى الأمصار والبلدان يعلمون الناس شرائع الإسلام
        ونزل قول الله
        { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}

        وفي الحديث المشهور
        عن ابن عباس لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن قال له " إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى" الحديث
        رواه البخاري ومسلم

        ومن العموم
        حديث أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده..الحديث الخ

        نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين

        تعليق


        • #49
          الدرس ( الثامن والأربعون )
          من دروس الأصول الثلاثة


          الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

          قال المؤلف رحمه الله
          أخذ على هذا عشر سنين وبعدها توفي صلوا الله وسلامه عليه.
          ودينه باق، وهذا دينه، لا خير إلا دل الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه، والخير الذي دل عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه، والشر الذي حذر منه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه.

          الشرح
          أخذ على ذلك عشر سنين بعد الهجرة يدعو إلى توحيد الله وإلى ماأمر به ببقية شرائع الإسلام ولما أتم الله به هذا الدين وقامت الحجة على الناس وظهرة المحجة وانتشرت
          أحب لقاء الله واختار الرفيق الأعلى

          قال العلامة ابن عثيمين

          " أخذ أي النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين بعد هجرته فلما أكمل الله به الدين وأتم به النعمة على المؤمنين اختاره لجواره واللحاق بالرفيق الأعلى من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين،
          فابتدأ به المرض صلوات الله وسلامه عليه في آخر شهر صفر وأول شهر ربيع الأول، فخرج إلى الناس عاصبا رأسه فصعد المنبر فتشهد وكان أول ما تكلم به بعد ذلك أن استغفر للشهداء الذين قتلوا في أحد ثم
          قال: "إن عبدا من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله" ففهمها أبو بكر رضي الله عنه فبكى وقال: بأبي وأمي نفديك بآبائنا وأمهاتنا، وأبنائنا، وأنفسنا، وأموالنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم "على رسلك يا أبا بكر" ثم قال: "إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ولوكنت متخذا خليلا غير ربي لأتخذت ابا بكر ولكن خلة الإسلام ومودته"
          وأمر أبا بكر أن يصلي بالناس ولما كان يوم الاثنين الثاني عشر أو الثالث عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشر من الهجرة أختاره الله لجواره فلما نزل به جعل يدخل يده في ماء عنده ويمسح وجهه ويقوله: "لا إله إلا الله إن للموت سكرات" ثم شخص بصره نحو السماء
          وقال: "اللهم في الرفيق الأعلى" .
          فتوفي ذلك اليوم فاضطرب الناس لذلك وحق لهم أن يضطربوا، حتى جاء أبو بكر رضي الله عنه فصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم
          قال: أما بعد فإن من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم
          قرأ: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} سورة آل عمران، الآية: 144]
          {إنك ميت وإنهم ميتون} [ سورة الزمر، الآية: 30]

          فاشتد بكاء الناس وعرفوا أنه قد مات فغسل صلوات الله وسلامه عليه في ثيابه تكريما له، ثم كفن بثلاث أثواب أي لفائف بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة، وصلى الناس عليه إرسالا بدون إمام، ثم دفن ليلة الأربعاء بعد أن تمت مبايعة الخليفة من بعده فعليه من ربه افضل الصلاة وأتم التسلم" أ.هـ

          قوله :ودينه باق:أي مؤيد محفوظ إلى يوم القيامة.

          وقوله: وهذا دينة
          بعض أهل العلم قال: مراد المؤلف من هذا أي ماتقدم ذكره من تقرير الأصول الثلاثة وما ذكر
          من التوحيد وتقريره والولاء والبراء وبيان أركان الإسلام والإيمان والإحسان وغير ذلك.

          قال عبدالرحمن القاسم في
          حاشيته على الأصول الثلاثة
          صـ (١١٩)
          وهذا دينه أي
          " الذي ترك أمته عليه, وتكفل الله بحفظه, فتوارثه أهل العلم والدين خلفا عن سلف

          قال السلف: هذا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا, ونحن عهدناه إليكم, وهذه وصية ربنا وفرضه علينا, وهي وصيته وفرضه عليكم, فجرى الخلف على منهاج السلف, واقتفوا آثارهم, ولا يزالون إلى يوم القيامة" أ.هـ

          قوله : "لا خير إلا دل الأمة عليه ولا شر إلا حذرها منه".

          نقول: هذا دأب الأنبياء وأصل رسالاتهم

          ففي حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
          « إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم»
          رواه مسلم(١٨٤٤).

          وقد بين المؤلف ذلك الخير في كلمة موجزة فقال: الخير الذي دل عليه التوحيد وجميع ما يحبه الله ويرضاه، والشر الذي حذر منه الشرك وجميع ما يكرهه الله ويأباه.

          نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين .

          تعليق


          • #50
            الدرس ( التاسع والأربعون )
            من دروس الأصول الثلاثة


            الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

            قال المؤلف رحمه الله

            بعثه الله إلى الناس كافة. وافترض الله طاعته على جميع الثقلين: الجن والإنس.

            والدليل قوله تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا}
            وأكمل الله به الدين.

            والدليل قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}

            الشرح:

            قوله بعثه:
            أي أرسله إلى الناس جميعا ذكورا وإناثا إنساً وجناً .

            وكلهم مخاطبون بالشريعة
            ويشملهم كل نداء فيه
            { ياأيها الناس }
            { ياأيها الذين آمنوا}

            لذا المؤلف رحمه الله استدل بالآية من سورة الأعراف
            قال الله تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا}
            وجميعا تشمل الثقلين الإنس والجن الذكور والإناث .
            وكلهم مأمورون بأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
            يشملهم الخطاب وتجب عليهم الطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم

            لذا قال المؤلف
            " وافترض الله طاعته على جميع الثقلين"

            قال رحمه الله
            ” وأكمل الله به الدين.
            واستدل بالآية الكريمة“أ.هـ

            من أعظم نعم الله على الناس أن جعلهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم

            ومما زادني شرفا وتيها ***** وكدت بأخمصي أطأ الثريا

            دخولي تحت قولك يا عبادي**** وأن صيرت أحمد لي نبيا.

            ومن أعظم النعم أيضا:
            أن الله أكمل لنا الدين ورضي لنا الإسلام دينا وأتم النعمة علينا .

            { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }

            فالمكمَّل لايحتاج إلى إكمال والمتمم لا يحتاج إلى إتمام
            ومن شُكر هذه النعمة العظيمة السير على ما تركنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
            دون زيادة أو نقص
            دون إحداث وابتداع
            دون إفراط أوتفريط.

            هذا الذي ينبغي على المسلم التنبه له.

            نكتفي بهذا القدر
            والله الموفق والحمدلله

            تعليق


            • #51
              الدرس ( الخمسون )
              من دروس الأصول الثلاثة


              الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

              قال المؤلف رحمه الله

              والدليل على موته صلى الله عليه وسلم
              قوله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون}

              والناس إذا ماتوا يبعثون.

              والدليل قوله تعالى: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى}

              وقوله تعالى: {والله أنبتكم من الأرض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا}

              وبعد البعث محاسبون ومجزيون بأعمالهم.

              والدليل قوله تعالى: {ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى}

              ومن كذب بالبعث كفر.

              والدليل قوله تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير}

              الشرح:

              قوله:
              والدليل على موته صلى الله عليه وسلم....الخ

              نقول الأدلة كثيرة
              منها مع ماذكره المؤلف

              قول الله تعالى
              { وماجعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون }

              وقوله تعالى:
              { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين }

              مسألة
              إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهو خير البشر فمن باب أولى غيره من العالمين ومن ذلكم الخضر الذي يزعم الصوفية أنه لايزال حياً وليس لديهم ثمة دليل على ذلك .

              وعلى افتراض بقاءه كما يزعمون فقد جاء من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم العشاء في آخر حياته، فلما سلم قام، فقال: «أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن رأس مائة سنة منها، لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد»
              متفق عليه
              وبوب عليه الإمام النووي في صحيح مسلم فقال:
              باب قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تأتي مائة سنة، وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم»

              قلت: يعني بذلك ممن كان حيا ذلك اليوم الذي وقف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

              ولما ذكر المؤلف رحمه الله مايدل على موت رسول الله صلى الله عليه وسلم

              ذكر بعد ذلك
              عقيدة البعث والنشور

              وقد تقدم بيان هذا في الحديث عن الإيمان باليوم الآخر وما يتضمنه من البعث والحساب والجزاء والجنة والنار وغير ذلك
              راجع الدرس الثامن والثلاثين من دروس الأصول الثلاثة
              وعُلِمَ أن الإيمان بالبعث والحساب والجزاء دلت عليها أدلة الكتاب والسنة والإجماع.

              ولا يكذب بذلك إلا كافر جاحد
              قال الله { زعم الذين كفروا أن لن تبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بماعملتم وذلك على الله يسير }

              قال العلامة العثيمين في مناقشته لمنكري البعث
              « الحكمة تقتضي البعث بعد الموت لتجازى كل نفس بما كسبت، ولولا ذلك لكان خلق الناس عبثا لا قيمة له، ولا حكمة منه، ولم يكن بين الإنسان وبين البهائم فرق في هذه الحياة.

              قال الله تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم}

              وقال الله تعالى: {إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى}

              وقال تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت
              بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}

              وقال تعالى: {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير}

              فإذا بينت هذه البراهين لمنكري البعث وأصروا على إنكارهم، فهم مكابرون معاندون، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون» أ.هـ
              من شرحه للأصول الثلاثة صـ.(١٤٧)

              نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين

              تعليق


              • #52
                الدرس ( الحادي والخمسون )
                من دروس الأصول الثلاثة


                الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                قال المؤلف رحمه الله
                وأرسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين.
                والدليل قوله تعالى: {رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}

                وأولهم نوح عليه السلام، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم.
                والدليل على أن أولهم نوح عليه السلام
                قوله تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده}

                وكل أمة بعث الله إليها رسولا من نوح إلى محمد
                يأمرهم بعبادة الله وحده، وينهاهم عن عبادة الطاغوت

                والدليل قوله تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}

                وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت، والإيمان بالله.

                قال ابن القيم رحمه الله تعالى "معنى الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود، أو متبوع، أو مطاع"أ.هـ

                الشرح

                قوله : وأرسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين "
                أي: مبشرين من أجابهم وآمن برسالاتهم برضوان الله وكرامته, ومنذرين من عصاهم وكفر برسالاتهم بغضب الله وسخطه وعقابه.
                كل هذا { لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}.

                قال: وأولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم» .

                ولهذا قال أهل العلم
                « من كفر برسول واحد فقد كفر بجميع الرسل .
                قال الله { كذبت قوم نوح المرسلين }.

                وبين المؤلف الحكمة من إرسال الرسل وذلك لعبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه.

                تنبيه مهم

                لا بد أن يُعلَم أنه لاتصح أي عبادة قام بها العبد إلا بالتوحيد فإذا اختل هذا الركن الأول الذي هو أصل البناء اختلت جميع الأركان .

                قوله: وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت، والإيمان بالله .

                قال الله { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لاانفصام لها والله سميع عليم}

                وقال تعالى
                { والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنة أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب }

                وبين المؤلف رحمه الله من كلام ابن القيم أن الطاغوت ماتجاوز به العبد حده

                قال الله تعالى { إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية }

                وكلام ابن القيم رحمه الله واضح بين
                ومفاده: ماتجاوز به العبد حده من معبود دون الله أم متبوع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم
                أو مطاع في معصية الله ورسوله.

                ثم قال المؤلف رحمه الله
                " والطواغيت كثيرة ورؤسهم خمسة....الخ
                يأتي بيانهم إن شاء الله في الدرس القادم

                نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين.

                تعليق


                • #53
                  الدرس (الثاني والخمسون )
                  من دروس الأصول الثلاثة


                  الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                  قال المؤلف رحمه الله

                  والطواغيت كثيرة، ورؤوسهم خمسة: إبليس لعنه الله، ومن عبد وهو راض، ومن دعا الناس إلى عبادة نفسه، ومن ادعى شيئا من علم الغيب، ومن حكم بغير ما أنزل الله.

                  الشرح

                  الطواغيت جمع طاغوت
                  ورؤسهم خمسة عُلم هذا بالاستقراء والتأمل .

                  والطاغوت تقدم معنا تعريفه وهو مجاوزة الحد فيكون منه ماهو كفرا ومنه ماهو فسقا ومنه ماهو محدث في دين الله
                  وعلى رأسهم.

                  الطاغوت الأكبر على الإطلاق
                  إبليس: وهو رأس كل شر وأُسِّه والذي يأمر الناس بكل كفر وشر ويأمرهم بعبادة نفسه وعبادة غيره من دون الله عزوجل

                  قال الله تعالى{ ألم أعهد إليكم يابني آدم أن لاتعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين }.

                  الثاني : (من عُبد وهو راض )ٍ خرج من هذا كل من عبد من دون الله وهو غير راض من الملائكة والأنبياء والرسل والمؤمنين .
                  فكل من عُبد من دون الله وهو راض سواء كان بطلب منه أو بغير طلب فهو طاغوت أكبر وخارج من الإسلام لأنه جاء بماينقض إسلامه
                  ويضاف أيضا من أشرك مع الله أحدا في عبادته فهو طاغوت مشرك طغى عن الحد وجاوزه إلى الشرك بالله ؛ ولا يرضى مسلم لنفسه أن يُعْبَد من دون الله أو أن يشرك مع الله أحدا.
                  قال الله { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا }

                  الثالثة: ( ومن دعا الناس لعبادة نفسه )
                  هذه الفقرة مثل السابقة إلا أن من عبد وهو راض أعم من حيث أنه يكون بطلب أو غير طلب
                  أما هذه أخص من حيث أن هذا الطاغوت يأمر الناس ويدعوهم لعبادة نفسه .
                  سواء استجاب الناس له فعبدوه من دون الله أم لم يستجيبوا له فهو طاغوت عبد أو لم يعبد.

                  الرابع ( من ادعى شيئا من علم الغيب)

                  قال المؤلف : "شيئا"
                  يعني وإن كان يسيرا.
                  مادام أنه من خصائص علم الغيب الذي لايعلمه إلا الله.

                  فمن ادعى أنه يعلم مافي غدٍ من الأمور الكونية التي استأثر الله بها نفسه في علم الغيب فهو طاغوت مشرك.

                  قال الله
                  { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير } .

                  قال الإمام السعدي
                  " وهذه الأمور الخمسة، من الأمور التي طوى علمها عن جميع المخلوقات، فلا يعلمها نبي مرسل، ولا ملك مقرب، فضلا عن غيرهما" أ.هـ
                  من تفسيره صـ.(٦٥٣).

                  وقال الله
                  {قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون}

                  الخامس:(من حكم بغير ما أنزل الله )

                  والحكم بغير ما أنزل الله كله طاغوت لكن منه ماهو كفر أكبر ومنه ماهو فسق وظلم كفر أصغر

                  وعلى هذا التفصيل بَيَّنَ ابن باز رحمه الله في
                  مجموع الفتاوى له هذا نص السؤال مع جوابه

                  التفصيل في الحاكم إذا حكم بغير ما أنزل الله.

                  السؤال : سماحة الشيخ - لو سمحت - الحكام الذين لا يطبقون شرع الله في بلاد الله، هل هؤلاء كفار على الإطلاق مع أنهم يعلمون بذلك؟ وهل هؤلاء لا يجوز الخروج عليهم؟ وهل موالاتهم للمشركين والكفار في مشارق الأرض ومغاربها يكفرهم بذلك؟

                  الجواب: هذا فيه تفصيل عند أهل العلم، وعليهم أن يناصحوهم ويوجهوهم إلى الخير، ويعلموهم ما ينفعهم، ويدعوهم إلى طاعة الله وطاعة رسوله وإلى تحكيم الشريعة، وعليهم المناصحة؛ لأن الخروج يسبب الفتن والبلاء وسفك الدماء بغير حق، ولكن على العلماء والأخيار أن يناصحوا ولاة الأمور ويوجهوهم إلى الخير، ويدعوهم إلى تحكيم شريعة الله، لعل الله يهديهم بأسباب ذلك،
                  والحاكم بغير ما أنزل الله يختلف،
                  فقد يحكم بغير ما أنزل الله ويعتقد أنه يجوز له ذلك،
                  أو أنه أفضل من حكم الله،
                  أو أنه مساو لحكم الله،
                  هذا كفر
                  وقد يحكم وهو يعرف أنه عاص ولكنه يحكم لأجل أسباب كثيرة، إما رشوة، وإلا لأن الجند الذي عنده يطيعونه، أو لأسباب أخرى،
                  هذا ما يكفر بذلك
                  مثل ما قال ابن عباس: كفر دون كفر وظلم دون ظلم.
                  أما إذا استحل ذلك ورأى أنه يجوز الحكم بالقوانين وأنها أفضل من حكم الله، أو مثل حكم الله، أو أنها جائزة،
                  يكون عمله هذا ردة عن الإسلام حتى لو كان ليس بحاكم، حتى لو هو من أحد أفراد الناس.
                  لو قلت: إنه يجوز الحكم بغير ما أنزل الله فقد كفرت بذلك، ولو أنك ما أنت بحاكم، ولو أنك ما أنت الرئيس.
                  الخروج على الحكم محل نظر،
                  فالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان »
                  وهذا لا يكون إلا إذا وجدت أمة قوة تستطيع إزالة الحكم الباطل.
                  أما خروج الأفراد والناس العامة الذين يفسدون ولا يصلحون فلا يجوز خروجهم، هذا يضرون به الناس ولا ينفعونهم» أ.هـ
                  حكم من استحل الحكم بغير ما أنزل الله

                  السؤال: هل الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - يرى تكفير الحكام على الإطلاق؟
                  الجواب: يرى تكفير من استحل الحكم بغير ما أنزل الله فإنه يكون بذلك كافرا.
                  هذه أقوال أهل العلم جميعا: من استحل
                  الحكم بغير ما أنزل الله كفر، أما من فعله لشبهة أو لأسباب أخرى لا يستحله يكون كفرا دون كفر » أ.هـ
                  من مجموع فتاوي العلامة ابن باز رحمه الله تعالى

                  نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين

                  تعليق


                  • #54
                    الدرس ( الثالث والخمسون )
                    من دروس الأصول الثلاثة


                    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                    قال المؤلف رحمه الله .

                    والدليل قوله تعالى: {لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}
                    وهذا معنى لا إله إلا الله
                    وفي الحديث: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله" والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم » .

                    انتهى
                    رحمه الله من كتابة الرسالة العظيمة المفيدة المهمة
                    المسماة بالثلاثة الأصول أو الأصول الثلاثة.

                    الشرح

                    قوله :
                    والدليل : أي على الكفر بالطاغوت الذي تقدم بيانه في الدرس السابق

                    قوله تعالى:
                    {لا إكراه في الدين ..} الآية.

                    قال العلامة عبدالرحمن القاسم في كتابه حاشية الأصول الثلاثة صـ.١٣٥.
                    « أي: لا تُكرهوا أحد على الدخول في الإسلام، فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج أن يكره أحد على الدخول فيه، فمن هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل على بينة، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره، فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورا» أ.هـ

                    وقال العلامة الفوزان
                    « والقول الثاني: أن هذه الآية نزلت في أهل الكتاب، أن أهل الكتاب لا يجبرون على الدخول في الإسلام، بل إذا أرادوا البقاء على دينهم مكنوا من ذلك بشرط أن يدفعوا الجزية للمسلمين وهم صاغرون، أما غيرهم من الكفرة فلا يقبل منهم غير الإسلام أو القتل، لأنهم ليس لهم دين والوثنية دين باطل» أ.هـ
                    من شرحه للأصول الثلاثة صـ.(٣٠٧)

                    قوله :
                    «قد تبين الرشد من الغي»
                    أي وضح الحق من الباطل وأصبح لا يخفى على أحد.

                    « فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى»

                    تقدم الكلام على الكفر بالطاغوت مع معانيه .

                    فائدة :
                    قال العلامة العثيمين
                    « بدأ الله عز وجل بالكفر بالطاغوت قبل الإيمان بالله؛ لأن من كمال الشيء إزالة الموانع قبل وجود الثوابت ولهذا يقال التخلية قبل التحلية»أ.هـ

                    « فقد استمسك بالعروة الوثقى »

                    قال : استمسك والاستمساك أقوى من التمسك فإن الإنسان قد يتمسك ولا يستمسك.

                    والعروة الوثقي هي لا إله إلا الله ولذا

                    قال رحمه الله
                    وهذا معنى لا إله إلا الله :أي الذي من معانيها نفي الألوهية من دون الله وإثباتها حقا لله وحده لا شريك له.
                    لا معبود بحق إلا الله.

                    قال وفي الحديث « رأس الأمر الإسلام ..الخ
                    استدل المؤلف بهذا الحديث لبراعته في التأليف ودقته في الفهم .
                    فهو دليل على الإيمان بالله والكفر بالطاغوت

                    لأن رأس الأمر الإسلام ومن أركانه التوحيد المستلزم للإيمان بالله والكفر بالطاغوت

                    وكذلك أيضا أراد بالحديث ختم الرسالة لما تضمنه من المعاني العظيمة التي فيها بيان رأس الأمر، وبيان ما يقوم به، وبيان ما يبلغ به الغاية.

                    قوله:
                    « رأس الأمر الإسلام »
                    قال أبو العلاء المباركفوري
                    «رأس الأمر» أي أمر الدين (الإسلام) يعني الشهادتين وهو من باب التشبيه المقلوب إذ المقصود تشبيه الإسلام برأس الأمر ليشعر بأنه من سائر الأعمال بمنزلة الرأس من الجسد في احتياجه إليه وعدم بقائه دونه » أ.هـ
                    تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي (ج٣٠٥/٧).

                    « وعموده الصلاة»
                    وفي هذا بيان أهمية الصلاة في هذا الدين، وأنها من هذا الدين كالعمود للخيمة.
                    إذا سقط العمود سقط مايحمل
                    كذلك من أسقط الصلاة ولم يقمها سقط إسلامه
                    لذا قال عمر « لا حظ في الإسلام لمن ضيع الصلاة »

                    وقال عبد الله بن شقيق رحمه الله -وهو من التابعين-: « لم يكن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة » أ.هـ

                    فالصلاة شأنها عظيم وقدرها كبير في القلب .

                    قال ابن القيم
                    « قال الإمام أحمد في رواية مهنا بن يحيى: إنما حظهم من الإسلام على قدر حظهم من الصلاة ورغبتهم في الإسلام على قدر رغبتهم في الصلاة فاعرف نفسك يا عبد الله واحذر أن تلقى الله عز وجل ولا قدر للإسلام عندك. فإن قدر الإسلام في قلبك كقدر الصلاة في قلبك» أ.هـ
                    انظر الصلاة وأحكام تاركها لابن القيم صـ.(١٤١)

                    قلت : ومعنى هذا أن من أراد أن يعرف قدر الإسلام في قلبه فلينظر إلى قدر الصلاة في قلبه .

                    وقد ألف الإمام محمد بن نصر المروزي رحمه الله المتوفي(٢٩٤)
                    كتابا عنوانه
                    تعظيم قدر الصلاة ارجع إليه غير مأمور وفقك الله

                    نكتفي بهذا القدر
                    وفقكم الله وللحديث بقية نتمه في الدرس القادم إن شاء الله

                    تعليق


                    • #55
                      ختامه مسك
                      الدرس( الرابع والخمسون )
                      من دروس الأصول الثلاثة

                      الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
                      فقد ختم المؤلف رحمه الله رسالته الطيبة المباركة
                      بحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه
                      « رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله" ..الخ
                      وتقدم تعليل ذلك في الدرس السابق وأن هذا من دقة فهم المؤلف وتأليفه
                      وكذا تقدم معنا في الدرس السابق الكلام على مايتعلق برأس الأمر وعموده
                      في يومنا هذا سنختم هذه الدرس بذكر ماتبقى من الحديث
                      من قوله :
                      « وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله»
                      قوله : وذروة سنامه : أي أعلاه وأكمله
                      قال العلامة العثيمين
                      « وذلك لأن الإنسان إذا أصلح نفسه حاول إصلاح غيره بالجهاد في سبيل الله ليقوم الإسلام ولتكون كلمة الله هي العليا، فمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله وصار ذروة السنام لأن به علو الإسلام على غيره» أ.هـ
                      من شرح الأصول الثلاثةصـ١٦٠.
                      قوله :
                      « الجهاد في سبيل الله »
                      هذا عام
                      والجهاد له مراتب ذكرها ابن القيم رحمه
                      في زاد المعاد
                      وذكر فصولا لذلك
                      فقال :
                      فصل في مراتب جهاد النفس
                      وذكر أربع مراتب لجهاد النفس.
                      وتلاها
                      فصل في مراتب جهاد الشيطان.
                      وذكر مرتبتين لجهاد الشيطان.

                      وذكر فصل في مراتب جهاد الكفار والمنافقين.

                      وقال: وأما جهاد الكفار والمنافقين فأربع مراتب: بالقلب، واللسان، والمال، والنفس، وجهاد الكفار أخص باليد، وجهاد المنافقين أخص باللسان» أ.هـ

                      وذكر فصل في جهاد أرباب الظلم والبدع والمنكرات.

                      قال: « وأما جهاد أرباب الظلم والبدع والمنكرات فثلاث مراتب، الأولى: باليد إذا قدر، فإن عجز انتقل إلى اللسان، فإن عجز جاهد بقلبه، فهذه ثلاثة عشر مرتبة من الجهاد .
                      و «من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق» أ.هـ
                      انظرها بتفاصيلها في زاد المعاد
                      (ج١٠/٣)

                      قلت: وطالب العلم يكون قد جمع هذه المراتب كلها في الجهاد.

                      فهو يجاهد نفسه على طلب العلم والطاعة

                      ويجاهد الشيطان على ترك المعصية بدفع الشبهات والشهوات .

                      ويجاهد المنافقين والمبتدعة بالحجة والبيان .

                      ويجاهد المشركين والكفار بالسيف والسنان .

                      ويجاهد المنكرات « بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه »

                      هذا ينبئك على عظيم شرف العلم
                      وشرف طلابه فكن معهم صابرا محتسبا على ذلك فـ « هم القوم لايشقى بهم جليسهم »

                      ومجالسهم تحمل الفضائل العظيمة والنعم الجسيمة والكثيرة التي لايحصيها إلا الله.

                      نِعمٌ ظاهرة وباطنة وحسية ومعنوية وغير ذلك .

                      ومن لم يكن جليسه الأتقياء وطلاب العلم الأصفياء فليكبر على نفسه أربعاً.

                      وبهذا أختم هذه المذاكرة التي أسأل الله أن يجعل فيها النفع للإسلام والمسلمين .
                      والحمدلله رب العالمين.

                      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

                      ولمتابعة دروس الأصول الثلاثة
                      على التلجرام اضغط رابط القناة

                      https://telegram.me/asley

                      تعليق

                      يعمل...
                      X