إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(( متجدد )) [ شرح الأصول الثلاثة ] لمدرسنا المفضال المبارك الداعي إلى الله تعالى أبي عبد الله عبد الرقيب بن أمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    الدرس ( الثلاثون )
    من دروس الأصول الثلاثة

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

    فقد انتهينا من الأصل الأول من الأصول الثلاثة وهو معرفة العبد ربه

    وتضمن هذا الأصل كثير من المسائل العلمية أهمها:-

    أن كل ماذكر من العبادات صرفها لغير الله يعتبر شركا.

    والقاعدة العلمية تقول :" كل ماكان في مسمى الشرع عبادة فصرفه لغير الله يعتبر شركا".

    في يومنا هذا ندخل في الأصل الثاني من الأصول الثلاثة وهو معرفة العبد دين الإسلام بالأدلة.

    وقد تقدم معنا تعريف الإسلام ولابأس بالتكرار لأن ماتكرر تقرر لاسيما
    في مسائل التوحيد والعقيدة

    قال المؤلف رحمه الله
    (الأصل الثاني) : معرفة دين الإسلام بالأدلة، وهو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله. وهو ثلاث مراتب: الإسلام والإيمان والإحسان. وكل مرتبة لها أركان".

    تقدم في الدرس السابع من هذه الدروس : أن معرفة دين الإسلام بالأدلة
    يستلزم معرفة أركانه وأحكامه ومايجب عليك فعله.

    ولذا عرفه المؤلف بقوله
    "هوالاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله".

    وقوله :
    الاستسلام لله بالتوحيد"

    التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام تقدم ذكرها وهو

    ١- توحيد الألوهية ويسمى توحيد العبادة ويعبر عنه بأفعال العباد وذلك أن الناس لايعبدون إلا الله وحده لاشريك له وبهذا يحققون معنى لا إله إلا الله .

    ٢- توحيد الربوبية : وهو أفعال الله ومعناه أن الله هو الخالق المالك المدبر المتصرف في هذا الكون ولا يشاركه في ذلك أحد لاملك مقرب ولا نبي مرسل ومن اعتقد أن هناك من يتصرف في الكون غير الله فقد وقع في الشرك الأكبر والعياذ بالله .

    ٣- توحيد الأسماء والصفات ومعناه أننا لانسمي الله إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسول الله صلى الله عليه وسلم

    ولا نصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم
    من غير تحريف ولا تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل .

    قال الله { ليس كمثله شيئ وهو السميع البصير }

    قوله: "والانقياد له بالطاعة"
    واضح هذا فإن العبد لايفلح إلا بطاعة الله ورسوله.

    قال الله { ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}

    بغير هذا فلا فوز ولا فلاح ومن طلب الفوز بغير طاعة الله ورسوله فقد طلب محال
    والفوز فلاح في الدنيا والآخرة
    فلا يحرم العبد نفسه هذا الفوز
    وليستقم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

    قوله "والبراءة من الشرك وأهله"

    البرأة هنا أبلغ من قول بعضهم "والخلوص من الشرك وأهله"
    لأن الخلوص اجتناب قد لايصحبه ولاء ولا براء ولا عداء
    لكن البراءة تشمل ذلك كله وتستلزم التخلص والتبرأ والعداوة مع التحذير والتنفير من الشرك وأهله.

    وقوله :
    "وهو ثلاث مراتب"

    يعني بذلك مراتب الدين والتي جاء ذكرها في حديث جبريل الطويل وسيأتي بيانه إن شاء الله.

    نكتفي بهذا القدر
    وفق الله الجميع لمايحبه ويرضاه .
    .والحمدلله.

    تعليق


    • #32
      الدرس ( الحادي والثلاثون )
      من دروس الأصول الثلاثة

      الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
      فقد كان درسنا السابق متعلق بالأصل الثاني وأخذنا من ذلك تعريف الإسلام ومراتب الدين
      في يومنا هذا نأخذ
      قول المؤلف رحمه الله

      فأركان الإسلام خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام.
      فدليل الشهادة:
      قوله تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم}

      ومعناها لا معبود بحق إلا الله " لا إله " نافيا جميع ما يعبد من دون الله " إلا الله " مثبتا العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته كما أنه لا شريك له في ملكه، وتفسيرها الذي يوضحها
      قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون}

      وقوله: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}

      ودليل شهادة أن محمدا رسول الله
      قوله تعالى: {قد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}

      ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.

      ودليل الصلاة، والزكاة، وتفسير التوحيد:
      قوله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة}

      ودليل الصيام
      قوله تعالى: {اأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}

      ودليل الحج
      قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}

      نكتفي بهذا القدر
      ..والحمدلله

      تعليق


      • #33
        الدرس ( الثاني والثلاثون )
        من دروس الأصول الثلاثة

        الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

        فقد ذكر المؤلف رحمه الله أركان الإسلام مع أدلة كل ركن وأول الأركان وأعظمها كلمة التوحيد

        لا إله إلا الله

        وقد ذكر المؤلف رحمه الله معنى هذه الكلمة العظيمة " لا معبود بحق إلا الله "
        ودليل ذلك قوله تعالى { ذلك بأن الله هو الحق وأن مايدعون من دونه هو الباطل}
        وذكر تفسيرها الذي يوضحها

        فما أركان هذه الكلمة وما شروطها؟
        الجواب :
        أركان كلمة التوحيد ركنان أثنان
        الأول : النفي بـ لا إله

        ومعناه : نفي الألوهية عما سوى الله.
        الثاني : الإثبات بـ إلا الله

        ومعناه إثبات الألوهية لله وحده لاشريك له
        ودليل هذا قوله تعالى { وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مماتعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين }

        فدليل النفي
        { إنني براء مما تعبدون}
        ودليل الإثبات
        { إلا الذي فطرني فإنه سيهدين}

        ولهذه الكلمة العظيمة شروط ثمانية
        مجموعة في قول الناظم

        علم يقين وإخلاص وصدقك مع ..... محبة وانقياد والقبول لها

        وزيد ثامنها الكفران منك بما...... سوى الإله من الأشياء قد ألهَ

        وتفصيلها كالآتي

        الشرط الأول العلم : المنافي للجهل ودليله
        قوله تعالى{ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك}
        وقوله تعالى { إلا من شهد بالحق وهم يعلمون}

        الشرط الثاني : اليقين المنافي للشك والريب
        ودليله قوله تعالى
        { إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولىٓئك هم الصادقون }

        وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لقيت خلف هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها من قلبه فبشره بالجنة»
        رواه مسلم

        الشرط الثالث :الأخلاص المنافي للشرك والرياء
        ودليله قوله تعالى {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة }
        وفي الصحيحين من حديث عتبان قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم « فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجه الله»
        وفي لفظ
        " لن يوافي عبد يوم القيامة، يقول: لا إله إلا الله، يبتغي بها وجه الله، إلا حرم الله عليه النار "
        وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه»
        رواه البخاري.

        الشرط الرابع : الصدق المنافي للكذب ودليله
        قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا}
        إلى قوله: {ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون}

        وفي حديث أبي موسى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أبشروا وبشروا من وراءكم أنه من شهد أن لا إله إلا الله صادقا بها دخل الجنة»
        رواه أحمد والطبراني
        وصححه الألباني في
        السلسلة الصحيحة برقم (٧١٢)
        وصحيح الجامع الصغير وزيادته
        برقم ( ٣٥ )

        الشرط الخامس : المحبة المنافية للبغض والكره
        ودليل هذا الشرط
        قوله تعالى
        { والذين آمنوا أشد حبا لله}.

        الشرط السادس :الانقياد المنافي للترك ودليله
        قوله تعالى: {ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى}
        والعروة الوثقى هي:
        ( لا إله إلا الله ).

        الشرط السابع : القبول المنافي للرد
        ودليله قوله تعالى{إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون}
        وجه الدلالة من الآية أن من صفات الكفار رد هذه الكلمة وعدم قبولها بخلاف المؤمنين آمنوا بها وقبلوها وتعلموا معناها ومقتضاها
        والأمثلة كثيرة في هذا الباب من الآيات الدالة على جحود الكافرين وعدم قبولهم هذه الكلمة حتى قالوا:
        { أجعل الآلهة إله واحدا إن هذا لشيئ عجاب }

        الشرط الثامن : الكفر بما يعبد من دون الله ودليل هذا الشرط

        قوله تعالى
        { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا ٱنفصام لها والله سميع عليم }

        وفي صحيح مسلم ومسند أحمد من حديث أبي مالك الأشجعي عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله».

        وأما شهادة أن محمدا رسول الله

        فمعناها : لامتبوع بحق إلا رسول الله وغير رسول إن اتبع فيما لا دليل عليه فقد اتبع بباطل

        وعرف المؤلف معناها بقوله: "طاعته فيما أمر واجتناب مانهى عنه وزجر وأن لايعبد الله إلا بماشرع"

        هذا معنى هذه الكلمة فما أركانها وشروطها؟
        الجواب:
        أركان هذه الشهادة ركنان

        الأول : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدٌ لايُعبَد

        الثاني : رسول لايُكَذَّبْ

        والدليل على هذا قوله عليه الصلاة والسلام " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله"رواه البخاري عن عمر

        وأما شروطها فيذكرون أن شروطها هي شروط لا إله إلا الله
        والتي هي
        العلم . اليقين . الإخلاص . الصدق . تقديم محبتة على محبة النفس والأهل والولد
        .والانقياد . والقبول . والكفر بكل من أدعى النبوة بعده

        وأضاف بعضهم الشروط الآتية

        الاعتراف برسالته، واعتقادها باطنا في القلب.

        النطق بذلك، والاعتراف به ظاهر باللسان.

        المتابعة له؛ بأن يعمل العبد بما جاء به من الحق، ويترك ما نهى عنه من الباطل.

        تصديقه فيما أخبر به من الغيوب الماضية والمستقبلية.

        تقديم قوله على قول كل أحد، والعمل بسنته صلى الله عليه وسلم

        نكتفي بهذا القدر
        والحمد لله رب العالمين

        تعليق


        • #34
          الدرس ( الثالث والثلاثون )
          من دروس الأصول الثلاثة

          الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

          قال المؤلف رحمه الله
          وإقام الصلاة...

          قلت : وحقها إقامتها على الوجه الذي يريده ربنا
          بشروطها
          وأركانها
          وواجباتها

          فشروطها

          الإسلام، والعقل، والتمييز، ورفع الحدث، وإزالة النجاسة، وستر العورة، ودخول الوقت، واستقبال القبلة، والنية.

          وأركانها

          القيام مع القدرة، وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع، والرفع منه، والسجود على الأعضاء السبعة والاعتدال منه، والجلسة بين السجدتين، والطمأنينة في جميع الأركان، والترتيب والتشهد الأخير، والجلوس له، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والتسليمتان.

          وواجباتها :

          جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام.
          وقول "سبحان ربي العظيم في الركوع"،
          و"قول سمع الله لمن حمده" للإمام والمنفرد، وقول "ربنا ولك الحمد" للكل، وقول: "سبحان ربي الأعلى" في السجود، وقول: "رب اغفر لي" بين السجدتين، والتشهد الأول والجلوس له.

          فبهذا تكون الصلاة تامة تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر والبغي ويكون لها ثمرتها وبركتها ونورها وبرهانها
          ونجاة يوم القيامة

          نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة
          .والحمدلله

          تعليق


          • #35
            الدرس ( الرابع والثلاثون )
            من دروس الأصول الثلاثة


            الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

            قال المؤلف رحمه الله
            ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد
            قوله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة}

            الشرح

            تقدم معنا مايتعلق بكلمة التوحيد
            ومسألة الصلاة

            أما الزكاة فنقول:
            الزكاة لغة : الطهر والنماء
            وشرعاً : مال مخصوص يؤخذ من الأغنياء لطائفة مخصوصة مذكورة
            في قوله تعالى {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم}
            والزكاة فريضة على كل مسلم ملك مالا بلغ النصاب وحال عليه الحول.. إلا في المعشرات( الحبوب) فإن زكاتها يوم حصادها
            فكل مال بلغ النصاب وجب فيه إخراج الزكاة
            فنصاب النقدين
            الذهب ٨٥جراما
            الفضة٥٩٥جراما
            وفي ذلك يخرج ربع العشر.

            أما مايتعلق ببهيمة الأنعام
            فقدنقل الإجماع غير واحد كابن عبدالبر والنووي وابن قدامة وابن حزم على وجوب الزكاة في بهيمة الأنعام.

            وإليك نصابها
            ففي الإبل الخمس شاة
            والعشر شاتان
            والخمس والعشرون بنت مخاض أنثى
            ومن الخمسة والعشرين إلى الست والثلاثين .
            بنت لبون ويأتي عمرها سنتان
            وإذا كان عددها مائة وعشرون يكون فيها ثلاث بنت لبون
            وهذا مذهب أكثر أهل العلم وذكر هذا أيضا عن الأوزاعي وإسحاق ورواية عن أحمد ومالك .

            أما نصاب البقر
            فثلاثين وفيها تبيع أوتبيعة عمرها سنة
            وأربعين وفيها مسنة عمرها سنتين

            وهذا مذهب الجمهور وترجيح العلامة الألباني وابن باز وابن عثيمين والوادعي.

            وأما نصاب الغنم
            فأربعين وفيها شاة
            ومائة وعشرين وفيها شاتان

            ومائتين وفيها ثلاث حتى يبلغ الثلاثمائة

            فإذا بلغن ذلك فما فوق كان على كل مائة شاة
            لحديث أنس بن مالك عندالبخاري
            « فإذا زادت على ثلاثمائة ففي كل مائة شاة »
            وعلى هذا جمهور أهل العلم.

            وأما مايتعلق بالحبوب فنصابها
            ماجاء في حديث أنس بن مالك « ليس فيما دون خمسة أوسق صدقة »
            رواه البخاري ومسلم.

            فإذا بلغ الخمسة الأوسق يخرج في ذلك العشر إن كان سقي من السماء وأما ماسقي بالنضح ففيه نصف العشر

            لحديث ابن عمر عندالبخاري وأصحاب السنن غير أبي داود
            قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « فيما سقت السماء العشر وفيما سقي بالنضح نصف العشر ».

            والوسق ستون صاعا فإذا ملك الزارع ثلاثمائة صاع وجب عليه إخراج الزكاة

            وأما الفواكه والخضروات فإنه لازكاة فيها وإنما يزكى المال المكتسب منها في عروض التجارة

            ومما يزكى عنه أيضا:

            العقارات والأراضي المعدة للبيع

            أما الأراضي التي لم تعد للبيع فليس فيها زكاة .

            وأما الديون التي عند الناس لك فإبراءً للذمة تخرج زكاتها مع المال المحروز عندك

            ومن كان عنده مال في البنك وحال عليه الحول وجب عليه إخراج زكاته.

            مع نصيحتي لذوي الأموال أن لايودعوا أموالهم في البنوك حتى لاتصلها يد الربا.

            ولعلي أطلت عليكم في هذا الدرس فأرجو المعذرة عذركم الله
            والحمدلله

            تعليق


            • #36
              الدرس ( الخامس والثلاثون )
              من دروس الأصول الثلاثة

              الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

              قال المؤلف
              رحمه الله
              ودليل الصيام
              قوله تعالى:
              {ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}

              الشرح

              قوله: ودليل الصيام
              أي : ودليل فرضيته
              وقد دل على فرضيته الكتاب والسنة والإجماع.

              وتقدم معنا في دروس الصيام مايتعلق بأحكامه ومسائله مما يغني عن التطويل هنا.

              وعُلِمَ أن الصيام فرض واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم .

              وفي حق المرأة شرط آخر وهو أن تكون سالمة من موانع الصوم ..
              ( حيض أو نفاس ).

              ونلفت النظر إلى الرابط التالي لمعرفة مسائل الصيام التي تذاكرناها في شهر رمضان .

              - http://aloloom.net/vb/showthread.php...5&p=122485#pos
              t122485

              قال المؤلف رحمه الله
              ودليل الحج
              قوله تعالى:
              {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} .

              قوله: ودليل الحج
              أي : دليل فرضيته
              وقد دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع.

              ويجب على كل مسلم عاقل قادر بالغ حر
              مجموعة في قول الناظم
              الحج والعمرة واجبان ....
              في العمر مرة بلا تواني

              بشرط إسلام كذا حرية
              .... عقل بلوغ قدرة جلية.

              فقولهم أن يكون مسلما خرج بذلك ،الكافر بل ولا يجوز له دخوله مكة
              لقوله تعالى: (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا)

              وقولهم العاقل خرج بذلك المجنون.

              وكذا القادر أخرج بذلك العاجز

              والقدرة تكون بالمال والبدن فإن عجز عن أداء الحج ببدنه وعنده مال فله أن يُنَوِّبْ من يحج عنه
              لحديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن امرأة خثعمية سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن أبي أدركته فريضة الله على عباده في الحج، شيخا كبير لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه؟ قال ((نعم))
              رواه البخاري ومسلم

              قال العلامة العثيمين كما في
              كتابه فقه العبادات
              " وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم إياها على ذلك، دليل على أن من كان قادرا بماله دون بدنه، فإنه يجب عليه أن يقيم من يحج عنه، أما إن كان قادرا ببدنه دون ماله، ولا يستطيع الوصول إلى مكة ببدنه، فإن الحج لا يجب عليه.

              ومن القدرة: أن تجد المرأة محرما لها، فإن لم تجد محرما، فإن الحج لا يجب عليها، لكن اختلف العلماء: هل يجب عليها في هذه الحال أن تقيم من يحج عنها أو يعتمر، أو لا يجب؟
              على قولين لأهل العلم؛ بناء على أن وجود المحرم هل هو شرط لوجوب الأداء، أو هو شرط للوجوب من أصله، والمشهور عند الحنابلة رحمهم الله: أن المحرم شرط للوجوب، وأن المرأة التي لا تجد محرما ليس عليها حج ولا يلزمها أن تقيم من يحج عنها" أ.هـ

              قولهم البالغ : فمن كان دون البلوغ فإن الحج لا يجب عليه، لكنه لو حج، فحجه صحيح، إلا أنه لا يجزئه عن فريضة الإسلام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة التي رفعت إليه صبيا وقالت: ألهذا حج؟ قال: ((نعم ولك أجر))
              رواه مسلم

              قولهم :حر خرج بذلك الرقيق فالرقيق المملوك لا يجب عليه الحج لكنه إن حج يجزءه ذلك على الصحيح من أقوال أهل العلم

              نكتفي بهذا القدر
              والحمدلله .

              تعليق


              • #37
                الدرس ( السادس والثلاثون )
                من دروس الأصول الثلاثة

                الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                قال المؤلف رحمه الله
                المرتبة الثانية: الإيمان: وهو بضع وسبعون شعبة: فأعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان.
                وأركانه ستة: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره.
                والدليل على هذه الأركان الستة: قوله تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين}
                ودليل القدر: قوله تعالى:
                {إنا كل شيء خلقناه بقدر}

                قوله رحمه الله

                " المرتبة الثانية: أي من مراتب الدين .

                لأنه من المعلوم لديكم أن مراتب الدين ثلاثة
                الإسلام
                والإيمان
                والإحسان

                قوله وهو بضع وسبعون شعبة .. الخ
                إشارة إلى حديث
                أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون - أو بضع وستون - شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان»
                رواه البخاري ومسلم وهذا اللفظ لمسلم.

                وفيه دلالة أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية
                وأنه قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان

                قال : وأركانه سته يعني أركان الإيمان ثم ذكر أدلة القرآن على هذه الأركان .

                وسيأتي ذكر دليل السنة على ذلك في ذكر حديث جبريل الطويل وفيه
                " فأخبرني عن الإيمان ..." الحديث

                قوله:
                أن تؤمن بالله

                الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور:
                الأول. : الإيمان بوجود الله
                الثاني : الإيمان بربوبيته
                الثالث : الإيمان بألوهيته
                الرابع : الإيمان بأسمائه وصفاته

                والإيمان بوجود الله دلت عليه أدلة الكتاب والسنة وأدلة الفطرة والعقل والحس
                وقد أسهب العلامة العثيمين في شرح هذا التضمن وأدلته.

                الثاني : الإيمان بالملائكة .

                والإيمان بالملائكة إيمان مجمل وإيمان مفصل.

                أما المجمل أن نؤمن بهم كلهم من علمنا منهم ومن لم نعلم.

                وأما الإيمان بهم مفصلا فيتضمن

                الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه "كجبريل" وميكائيل واسرافيل ومالك خازن النار وغيرهم.

                الثاني :الإيمان بمن علمنا من صفاتهم، كصفة " جبريل " فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه على صفته التي خلق عليها وله ستمائة جناح قد سد الأفق.

                الثالث : الإيمان بمن علمنا من أعمالهم من التسبيح، والتعبد لله بدون ملل ولا فتور.

                وبمن علمنا من أعمالهم الخاصة.
                كجبريل أمين الوحي
                وميكائيل الموكل بالقطر
                وإسرافيل الموكل بالنفخ في الصور
                وملك الموت الموكل بقبض الأرواح عند الموت.
                ومالك خازن النار.
                والملائكة الموكلين بالأجنة
                والملائكة الموكلين بحفظ أعمال بني آدم وكتابتها لكل شخص، أحدهما عن اليمين، والآخر عن الشمال.
                والملائكة الموكلين بسؤال العبد إذا وضع في قبره.
                وغير ذلك.
                وللاستفادة انظر شرح أصول الإيمان لابن عثيمين - رحمه الله -

                نكتفي بهذا القدر
                ..والحمدلله.

                تعليق


                • #38
                  الدرس ( السابع والثلاثون )
                  من دروس الأصول الثلاثة


                  الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                  قال المؤلف رحمه الله " وكتبه "

                  ذكر المؤلف
                  الركن الثالث:
                  وهو الإيمان بالكتب

                  والإيمان بالكتب
                  إيمان مجمل وإيمان مفصل
                  الإيمان المجمل وذلك أننا نؤمن بجميع الكتب المنزله على الأنبياء والرسل مجملا التي علمناها والتي لم نعلمها ولم يذكر لنا اسمها

                  والمفصل نؤمن بمن علمنا بأسمائها تفصيلا وعلى من أنزلت
                  فالقرآن أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
                  والتوراة أنزلت على موسى
                  والإنجيل أنزل على عيسى .
                  والزبور على داود
                  عليهم الصلاة والسلام
                  ونؤمن بصحف إبراهيم وموسى

                  ومما يتضمن الإيمان بالكتب
                  أننا نؤمن بأن نزولها من عند الله.

                  كذلك تصديق ما صح من أخبارها، كأخبار القرآن، وأخبار مالم يبدل أو يحرف من الكتب السابقة.

                  العمل بأحكام ما لم ينسخ منها، والرضا والتسليم به سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها.

                  وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم .

                  قال الله تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه} .

                  الركن الرابع :
                  الإيمان بالرسل

                  والرسل جمع رسول وهو الذي أوحى إليه من البشر بشرع وأمر بتبليغه.

                  وأول الرسل نوح وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم

                  قال الله تعالى
                  {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده}

                  وخاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم.

                  قال الله تعالى
                  {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}

                  والرسل بشر مخلوقون ليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء.

                  قال الله تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو سيد المرسلين وأعظمهم جاها عند الله:

                  {قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون}

                  وقال تعالى:
                  {قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا} .

                  بل تلحقهم خصائص البشرية من المرض، والموت، والحاجة إلى الطعام والشراب، وغير ذلك.

                  والإيمان بالرسل إيمان مجمل وإيمان مفصل .

                  الإيمان المجمل أننا نؤمن بجميع الأنبياء والرسل من علمناه ومن لم نعلمه كما قال الله
                  { ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم اللهُ موسى تكليماً}

                  وقال الله
                  {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك}

                  والإيمان المفصل يتضمن أربعة أمور

                  الأول : إيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه مثل: محمد وإبراهيم، وموسى، وعيسى ونوح عليهم الصلاة والسلام،
                  وهؤلاء الخمسة هم أولو العزم من الرسل، وقد ذكرهم الله تعالى في موضعين من القرآن
                  في سورة الأحزاب في قوله:
                  {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم}

                  وفي سورة الشورى في قوله {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}

                  الثاني :الإيمان بأن رسالتهم حق من الله تعالى، فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بجميع الرسل كما
                  قال الله تعالى : {كذبت قوم نوح المرسلين}

                  الثالث : تصديق ما صح عنهم من أخبارهم.

                  الرابع: العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم، وهو خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم المرسل إلى جميع الناس.

                  قال الله تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}

                  للاستزادة من الفائدة انظر شرح أصول الإيمان للعثيمين

                  نكتفي بهذا القدر.
                  والحمدلله .

                  تعليق


                  • #39
                    الدرس ( الثامن والثلاثون )
                    من دروس الأصول الثلاثة


                    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                    قال المؤلف رحمه الله
                    " واليوم الآخر "

                    ذكر المؤلف
                    الركن الخامس:
                    الإيمان باليوم الآخر .

                    واليوم الآخر: هو يوم القيامة الذي يبعث الناس فيه للحساب والجزاء. وسمي بذلك لأنه لا يوم بعده، حيث يستقر أهل الجنة في منازهم، وأهل النار في منازلهم.

                    ويتضمن ثلاثة أمور:

                    الأول: الإيمان بالبعث: وهو إحياء الموتى حين ينفخ في الصور النفخة الثانية، فيقوم الناس لرب العالمين، حفاة غير منتعلين، عراة غير مستترين، غرلاً غيرمختتنين.

                    والبعث: حق ثابت
                    دل عليه الكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين.

                    قال الله تعالى:
                    {ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون}

                    وأجمع المسلمون على ثبوته، وهو مقتضى الحكمة حيث تقتضي أن يجعل الله تعالى لهذه الخليقة معادا يجازيهم فيه على ما كلفهم به على ألسنة رسله.

                    قال الله تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون} .

                    الثاني: الإيمان بالحساب والجزاء: وهو أن يحاسب العبد على عمله، ويجازى عليه.

                    وقد دل على ذلك الكتاب، والسنة، وإجماع المسلمين.

                    قال الله تعالى:
                    {إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم} .

                    وعن ابن عمر رضي الله عنهما-أن النبي صلى الله عليه وسلم –قال: "إن الله يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى أنه قد هلك قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته، وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين".
                    متفق عليه.

                    وقد أجمع المسلمون على إثبات الحساب والجزاء على الأعمال.

                    وهو مقتضى الحكمة فإن الله تعالى أنزل الكتب، وأرسل الرسل، وفرض على العباد قبول ما جاءوا به، والعمل بما يجب العمل به منه، وأوجب قتال المعارضين له وأحل دماءهم، وذرياتهم، ونسائهم، وأموالهم. فلو لم يكن حساب، ولا جزاء لكان هذا من العبث الذي ينزه الرب الحكيم عنه، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك
                    بقوله:{فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين}

                    الثالث: الإيمان بالجنة والنار، وأنهما المآل الأبدي للخلق، فالجنة دار النعيم التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين .

                    والنار دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين، الذين كفروا به وعصوا رسله، وفيها من أنواع العذاب والنكال مالا يخطر على البال .

                    ويلتحق بالإيمان باليوم الآخر:
                    الإيمان بكل ما يكون بعد الموت مثل: فتنة القبر ،وعذابه ، ونعيمه:

                    أما فتنة القبر: فهي سؤال الميت بعد دفنه عن ربه، ودينه، ونبيه، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويضل الله الظالمين فيقول الكافر والمنافق أو المرتاب هاه، هاه، لا أدري.

                    وأما عذاب القبر : فيكون للظالمين من المنافقين والكافرين.

                    وقد ثبت في صحيح مسلم
                    من حديث زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
                    " لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه، ثم أقبل بوجهه فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار. قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار. فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر
                    قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر. قال: تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
                    قالوا نعوذ بالله من الفتن ماظهر منها ومابطن.
                    قال: تعوذوا بالله من فتنة الدجال. قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال "

                    وأما نعيم القبر فللمؤمنين الصادقين

                    قال الله تعالى:
                    {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} .

                    وقد دل على هذا حديث البراء بن عازب عند أحمد في مسنده.

                    للاستزادة من الفائدة انظر شرح أصول الإيمان للعثيمين.

                    تعليق


                    • #40
                      الدرس ( التاسع والثلاثون )
                      من دروس الأصول الثلاثة


                      الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                      قال المؤلف رحمه الله " ويؤمن بالقدر خيره وشره "

                      ذكر المؤلف
                      الركن السادس:
                      الإيمان بالقدر خيره وشره

                      قال العلامة العثيمين
                      " والقدر هو : تقدير الله تعالى للكائنات حسبما سبق علمه واقتضته حكمته " أ.هـ

                      ومراتب القدر أربعة
                      أولها العلم :
                      وذلك أن الله علم كل شيئ جملة وتفصيلا ، أزلا وأبدا سواء كان ذلك متعلق بأفعاله أو أفعال عباده.

                      وعلمه سبحانه صفة من صفاته العلياء التي لانقص فيها بوجه من الوجوه
                      قال الله تعالى:
                      {وهو بكل شيئ عليم}

                      فيعلم الله ماكان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون.

                      المرتبة الثانيه:
                      الكتابة
                      وذلك بأن نؤمن أن الله كتب كل شيئ في اللوح المحفوظ
                      قال الله {ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير }
                      وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم وأمره أن يكتب كل شيء يكون ".
                      رواه البيهقي وغيره
                      وصححه الألباني
                      في صحيح الجامع برقم (٢٠١٦ )
                      وفي السلسلة الصحيحة برقم(١٣٣)

                      وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
                      " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة".
                      رواه مسلم

                      المرتبة الثالثة : المشيئة .
                      وذلك بأن نؤمن أن جميع الكائنات لا تكون إلا بمشيئة الله تعالى، سواء كانت مما يتعلق بفعله أو مما يتعلق بفعل المخلوقين
                      قال الله تعالى
                      {وربك يخلق ما يشاء ويختار }
                      وقال تعالى
                      {هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء}
                      المرتبة الرابعة الخلق
                      وذلك بأن نؤمن أن جميع الكائنات مخلوقة لله تعالى بذواتها، وصفاتها، وحركاتها.
                      قال الله تعالى: {الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل }
                      وقال: {وخلق كل شيء فقدره تقديرا}

                      فعلم من هذا مراتب القدر الأربع

                      العلم والكتابة وهذا في الأزل

                      والمشيئة والخلق وهذا عند حصول المقدور.

                      لو نظرب مثالا به يتضح المقال.

                      🚘 ارتطمت سيارتان فحصل هناك وفيات وجرحى وغير ذلك

                      نقول : علم الله ذلك في الأزل وكتبه في اللوح المحفوظ يوم أن قال للقلم
                      " اكتب ماهو كائن إلى يوم القيامة "
                      فكتب هذا الحادث
                      فلما شاء الله خلق ذلك الارتطام وتلك الوفيات والجراحات وغير ذلك
                      { وخلق كل شيئ فقدره تقديرا }
                      وعلى هذا فقس في كل مايحصل من خير المقدور أو شره

                      تنبيه مهم

                      الإيمان بالقدر خيره وشره ...
                      الخيرهنا معلوم أي خير يقدره الله للعبد
                      لكن التنبيه على قوله
                      وشره

                      وشره هذا باعتبار فهم العبد وإلا هو في حقيقة المآل خير له

                      فالمرض .. شر بحسب فهم العبد لكنه خير له
                      إن احتسب فتكفر عنه سيئاته وتكتب له بذلك الحسنات

                      وكذلك الزلزال مثلاً
                      باعتبار فهم الناس شر
                      لكنه خير باعتبار المآل

                      فمن مات من المسلمين يرجى له الشهادة لأن الهدم شهيد .

                      ومن كان حيا اعتبر واتعظ ورجع إلى الله

                      ومن مات من أهل الشر مستراح منه .
                      مع ما يحصل للعباد من الأجور على صبرهم
                      وفي حديث أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه»
                      رواه البخاري ومسلم.

                      نكتفي بهذا القدر
                      وفق الله الجميع لخيري الدنيا والآخرة وجنبنا كل ضير
                      والحمد لله رب العالمين

                      تعليق


                      • #41
                        الدرس ( الأربعون )
                        من دروس الأصول الثلاثة


                        الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                        قال المؤلف رحمه الله
                        المرتبة الثالثة: الإحسان ركن واحد وهو: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"
                        .والدليل
                        قوله تعالى: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}

                        وقوله: {وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم}

                        وقوله: {وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه}

                        الشرح

                        الإحسان على قسمين:
                        إحسان في عبادة الله
                        وإحسان في معاملة المخلوقين

                        الإحسان في العبادة التي هي حق الله وذلك
                        " بأن تعبد الله كانك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " .

                        قال العلماء
                        "تعبدالله كأنك تراه"
                        عبادة طلب وشوق وحث للنفس على التقرب مع الحب والإنابه .
                        فإن لم تكن تراه فإنه يراك .
                        وهذه عبادة الهرب والخوف
                        قال العلامة العثيمين
                        " ولهذا كانت هذه المرتبة ثانية في الإحسان، إذا لم تكن تعبد الله – عز وجل – كأنك تراه وتطلبه، وتحث النفس للوصول إليه فاعبده لأنه هو الذي يراك ، فتعبده عبادة خائف منه، هارب من عذابه وعقابه " أ.هـ
                        قلت: وهذان الأمران
                        في تعريف الإحسان في عبادة الله
                        قائمان على ركني العبادة وهما
                        غاية الحب
                        وغاية الذل لله تعالى .
                        ففي الحب : الطلب
                        وفي الذل: الخوف والهرب .
                        قال ابن القيم
                        كما في النونية
                        وعبادة الرحمن غاية حبه .... مع ذل عابده هما ركنان

                        أما الإحسان في معاملة المخلوقين فيكون في
                        بذل الندى (المعروف)
                        وكف الأذى
                        وطلاقة الوجه .

                        يكمن الإحسان للعباد في هذه الثلاثة الأمور

                        بذل المعروف لهم بكل أنواع المعروف

                        وكف كل أنواع الأذى عنهم .

                        وطلاقة الوجه والتبشبش في وجوههم .

                        نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين

                        تعليق


                        • #42
                          الدرس ( الحادي والأربعون )
                          من دروس الأصول الثلاثة


                          الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                          قال المؤلف رحمه الله
                          والدليل من السنة حديث جبرائيل المشهور
                          عن عمر رضي الله عنه قال: "بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل، شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد! أخبرني عن الإسلام. قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا. فقال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: فأخبرني عن الساعة. قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل. قال: فأخبرني عن أماراتها. قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. قال فمضى، فلبثنا مليا. فقال: يا عمر أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: هذا جبرائيل أتاكم يعلمكم أمر دينكم".
                          الحديث رواه مسلم

                          لما ذكر المؤلف رحمه الله
                          مراتب الدين الثلاثة وأركانه وأدلة كل ركن أتى بهذا الحديث ليختم به الأصل الثاني من الأصول الثلاثة
                          لا شتماله على مراتب الدين الثلاثة وذكر أركان كل مرتبة منها

                          وهو حديث عظيم وفوائده عديدة
                          ويعتبره أهل العلم أم السنة كما أن الفاتحة أم القرآن .

                          نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين

                          تعليق


                          • #43
                            الدرس ( الثاني والأربعون )
                            من دروس الأصول الثلاثة

                            الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                            فقد انتهينا من دراسة الأصلين السابقين
                            في يومنا هذا نتذاكر معكم ماتيسر من الأصل الثالث

                            قال المؤلف رحمه الله
                            الأصل الثالث :
                            معرفة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وهو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبيا أفضل الصلاة والسلام. وله من العمر ثلاث وستون سنة. منها أربعون قبل النبوة، وثلاث وعشرون نبيا رسولا.
                            نبئ بـ {اقرأ}
                            وأرسل بالمدثر
                            وبلده مكة، وهاجر إلى المدينة. بعثه الله بالنذارة عن الشرك ويدعو إلى التوحيد»أ.هـ

                            الشرح

                            قوله " الأصل الثالث"
                            أي من الأصول الثلاثة التي يجب على العبد معرفتها وهي معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه صلى الله عليه وسلم.

                            وقد تقدم دراسة الأصلين السابقين معرفة العبد ربه ودينه .

                            الأصل الثالث متعلق بمعرفة العبد نبيه صلى الله عليه وسلم

                            ومضمون هذا الأصل ماتقدم في شهادة أن محمدا رسول الله ومن ذلك طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب مانهى الله عنه وزجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع .

                            ويتضمن هذا الأصل معرفة نسبه
                            لذا قال المؤلف رحمه الله
                            وهو: محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب بن هاشم وهاشم من قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل، إبن إبراهيم الخليل، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام .

                            قال ابن القيم في زاد المعاد(ج٧٠/١)
                            فصل في نسبه صلى الله عليه وسلم
                            وهو خير أهل الأرض نسبا على الاطلاق فلنسبه من الشرف أعلى رتبة وأعداءه يشهدون له بذلك..." أ.هـ
                            ويتضمن معرفة سيرته وشمائله وجهاده.
                            ويتضمن معرفة دعوته .
                            ويتضمن معرفة أزواجه أمهات المؤمنين .

                            ويتضمن معرفة أصحابه والترضي عنهم والثناء عليهم لشرف صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم
                            والتضمنات كثيره.

                            وبين المؤلف هنا رحمه الله
                            عمره مجملا ثم أتى بعد ذلك بالتفصيل كقوله: أربعون قبل النبوة وثلاثة وعشرون نبيارورسولا..
                            وهنا نود نتطرق إلى مسألة مهمة وهي:-

                            الفرق بين الرسول والنبي

                            فقد اشتهر عند الكثر القول بأن النبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه والرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه.

                            إلا أن هذا التعريف يورد الاشكالات
                            وقد حرر شيخ الإسلام ابن تيمية هذه المسألة
                            في كتابه النبوات
                            (ج ٧١٤/٢)
                            قال رحمه الله
                            " فالنبي هو الذي ينبئه الله، وهو ينبىء بما أنبأ الله به؛ فإن أرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله ليبلغه رسالة من الله إليه؛ فهو رسول، وأما إذا كان إنما يعمل بشريعة من قبله، ولم يرسل إلى أحد يبلغه فهو نبي " أ.هـ

                            وقال العلامة العباد عافاه الله
                            " فيمكن أن يقال في الفرق بين الرسول والنبي: إن الرسول من أوحي إليه بشرع وأنزل عليه كتاب، والنبي هو الذي أوحي إليه بأن يبلغ رسالة سابقة، وهذا هو المتفق مع الأدلة" أ.هـ
                            من قطف الجنى الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني
                            صــ.(١١٠)

                            فالقول بأن النبي لايؤمر بتبليغ الوحي يلزم من ذلك لوازم منها

                            أن تركه البلاغ كتمان لوحي الله تعالى، والله لا ينزل وحيه ليكتم ويدفن في صدر واحد من الناس، ثم يموت هذا العلم بموته والأنبياء منزهون عن هذا.

                            بل سيحصل الاستغراب ويقال لماذا قُتِّل الأنبياء ولماذا ذبح رأس يحيى بن زكريا وأهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل
                            وغير ذلك من الأمثله.
                            لاشك أن الجواب واضح وهو لأنهم يبلغون دين الله ويدعون أقوامهم إلى التوحيد

                            ومما يدل على هذا
                            ماجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: (عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد..) -
                            رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

                            وجاء من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
                            " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم،
                            وينذرهم شر ما يعلمه لهم ...." الحديث
                            رواه مسلم وغيره
                            والشاهد منه قوله
                            "كان حقا عليه "

                            الأمر الثاني أنه من المعلوم أن العالم وجب عليه أن يبلغ دين الله وشرعه فمن باب أولى من هو أعلاه ومن هو مصطفا بالنبوة
                            لأنه كما هو معلوم لديكم أنه كلما زاد التشريف زاد التكليف فالأنبياء مكلفون أكثر من العلماء والرسل مكلفون أكثر من الأنبياء

                            فالتعريف الصحيح أن يقال أن الرسول هو من أوحي إليه بشرع جديد وأرسل إلى قوم ، والنبي هو من بعث لتقرير شرع النبي الذي قبله
                            وأما من حيث الوحي فكلٌ مأمور بالتبليغ.
                            وكل رسول نبي وليس كل نبي رسول ..

                            نكتفي بهذا القدر
                            وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
                            والحمدلله رب العالمين .

                            تعليق


                            • #44
                              الدرس ( الثالث والأربعون )
                              من دروس الأصول الثلاثة


                              الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                              فيقول المؤلف رحمه الله
                              نبيء بإقرأ. وأرسل بالمدثر، وبلده مكة، وهاجر إلى المدينة.
                              بعثه الله بالنذارة عن الشرك، ويدعو إلى التوحيد .
                              والدليل قوله تعالى: {يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر}
                              {ومعنى {قم فأنذر}
                              ينذر عن الشرك ويدعو إلى التوحيد.
                              {وربك فكبر}
                              أي: عظمه بالتوحيد.
                              {وثيابك فطهر}
                              أي: طهر أعمالك من الشرك. {والرجز فاهجر}
                              الرجز: الأصنام وهجرها تركها، والبراءة منها وأهلها.
                              أخذ على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد.

                              الشرح

                              قوله نبئ بإقرأ
                              إشارة إلى
                              قول الله تعالى
                              {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الأنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الأنسان ما لم يعلم}.

                              وأرسل بالمدثر
                              ذكر رحمه الله الآيات الدالات على ذلك وذكر معانيها رحمه الله
                              بما فيه الكفاية

                              ثم قال المؤلف رحمه الله
                              أخذ على هذا عشر سنين يدعو إلى التوحيد.

                              نقول : مراد المؤلف رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم
                              أخذ مدة عشر سنين يدعو في مكة إلى التوحيد.
                              وهذا ليس للحصر فقد استمر بدعوته إلى التوحيد والتحذير من الشرك حتى توفاه الله
                              وإنما المقصود من قول المؤلف أنه كان يدعو إلى التوحيد دعوة محضة قبل أن تشرع الصلاة والصيام وسائر العبادات
                              وإلا فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يحذر من الشرك حتى عند مماته
                              فقد جاء من حديث
                              عطاء بن يسار، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
                              « اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»
                              رواه الإمام مالك في موطأه
                              وصححه الألباني
                              في غاية المرام برقم (١٢٦)

                              ومن حديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي مات فيه: « لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا»، قالت: ولولا ذلك لأبرزوا قبره غير أني أخشى أن يتخذ مسجدا "
                              متفق عليه

                              والأدلة كثيرة جدا في بيان دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التوحيد والتحذير من الشرك
                              بعد البعثة وقبل الهجرة وبعدها إلى أن لحق بالرفيق الأعلى
                              وربما نأخذ جل هذه الأحاديث
                              عند أن نصل في سلسلتنا هذه إن شاء الله إلى كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
                              لمؤلف الأصول الثلاثة أيضا
                              الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

                              ختاما نقول
                              أي دعوة لاتقوم على دعوة الناس إلى التوحيد وترسيخ العقيدة في قلوب المسلمين فهي دعوة لاتستقي طريقتها من
                              دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم
                              والله الموفق

                              نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين

                              تعليق


                              • #45
                                الدرس ( الرابع والأربعون )
                                من دروس الأصول الثلاثة

                                الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
                                قال المؤلف رحمه الله
                                وبعد العشر عرج به إلى السماء، وفرضت عليه الصلوات الخمس، وصلى في مكة ثلاث سنين، وبعدها أمر بالهجرة إلى المدينة.

                                الشرح

                                قوله: " عرج به إلى السماء ...الخ

                                كان العروج بعد الإسراء من المسجدالحرام إلى المسجد الأقصى
                                وكان ذلك الحدث العظيم بروحه وجسدة يقظة لامناما
                                ونعتقد هذا عقيدة في قلوبنا لا يتطرق لذلك شك ولا ريب

                                قال الإمام الطحاوي- رحمه الله-
                                (والمعراج حق، وقد أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصه في اليقظة، إلى السماء. ثم إلى حيث شاء الله من العلا وأكرمه الله بما شاء، وأوحى إليه ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى. فصلى الله عليه وسلم في الآخرة والأولى)أ.هـ
                                من العقيدة الطحاوية.

                                وقال ابن قدامة المقدسي - رحمه الله -
                                " حديث الإسراء والمعراج وكان يقظة لا مناما فإن قريشا أنكرته وأكبرته، ولم تنكر المنامات" أ.هـ
                                انظر شرح لمعة الاعتقاد

                                قلت : ولو كان مناما لما أنكرته قريش لأنه عبارة عن رؤيا
                                لكن لما كان حقيقة بروح وجسد ويقظة ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرهم بتلك الحقيقة والحادثة العظيمة أنكروا وجحدوا وكابروا .

                                قال ابن أبي العز
                                ومما يدل على أن الإسراء بجسده في اليقظة، قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى}
                                والعبد عبارة عن مجموع الجسد والروح، كما أن الإنسان اسم لمجموع الجسد والروح، هذا هو المعروف عند الإطلاق، وهو الصحيح" أ.هـ.
                                من شرحه للطحاوية صـ ٣٠٧).

                                وقال الحافظ ابن كثير
                                بعد أن حشد الأدلة في إثبات الإسراء والمعراج
                                قال :
                                "والحق أنه عليه السلام أسري به يقظة لا مناما، من مكة إلى بيت المقدس، راكبا البراق، فلما انتهى إلى باب المسجد؛ ربط الدابة عند الباب، ودخله، فصلى في قبلته تحية المسجد ركعتين، ثم أتي بالمعراج وهو كالسلم، ذو درج يرقى فيها، فصعد فيه إلى السماء الدنيا، ثم إلى بقية السماوات السبع، فتلقاه من كل سماء مقربوها، وسلم على الأنبياء الذين في السماوات بحسب منازلهم ودرجاتهم، حتى مر بموسى الكليم في السادسة وإبراهيم الخليل في السابعة، ثم جاوز منزلتهما صلى الله عليه وسلم وعليهما وعلى سائر الأنبياء، حتى انتهى إلى مستوى يسمع فيه صريف الأقلام
                                [ أي: أقلام القدر] .....الخ
                                انظر تفسير ابن كثير(ج٤٠/٥)

                                سؤال :
                                متى كان الإسراء والمعراج ؟

                                الجواب :
                                قال العلامة ابن باز
                                الإسراء والمعراج لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها، ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات، فلم يجز لهم أن يحتفلوا بها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها، ولم يخصوها بشيء " أ.هـ
                                من رسالة حكم الاحتفال بالإسراء والمعراج

                                قلت : فعلم أنه لم يثبت في تعينها حديث وكذا لم يأت نص في الاحتفال بها بل يعد الاحتفال بالإسراء والمعراج بدعة محدثه
                                {ما أنزل الله بها من سلطان}

                                سؤال مهمٌ طرحه
                                ماحكم من أنكر حادثة الإسراء والمعراج؟

                                الجواب :
                                إنكارها يعد كفرا مخرجا من الملة
                                وبهذا أفتى أهل العلم
                                وأنقل لكم
                                فتوى اللجنة الدائمة برئاسة ابن باز
                                هذا نصها:

                                " حديث الإسراء والمعراج ثابت بالكتاب والسنة، قال تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} ، وقد تواترت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أسري بروحه وبدنه، يقظة لا مناما، وقد ظهرت دلائل ذلك وعلامات صدقه مما لا يدع مجالا للشك؛ ولذلك أجمع المسلمون أهل السنة والجماعة على الإيمان به وتصديق ما ورد فيه، وأعرض عنه الزنادقة والملحدون، وأنكره كفار قريش؛ مكابرة وعنادا، قال الله تعالى: {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون} ، فمن أنكر الإسراء والمعراج فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .... ) الخ
                                مجموع فتاوى للجنة الدائمة(ج٤٥٣/٢)
                                رقم الفتوى (١٩٠٤٨)

                                في ختام هذا الدرس نذكر :
                                فائدة مهمة
                                قال ابن أبي العز
                                " وفي حديث المعراج دليل على ثبوت صفة العلو لله تعالى من وجوه، لمن تدبره، وبالله التوفيق."أ.هـ
                                من شرحه للعقيدة الطحاوي صـ٣٠٩

                                نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين .

                                تعليق

                                يعمل...
                                X