إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(( متجدد )) [ شرح الأصول الثلاثة ] لمدرسنا المفضال المبارك الداعي إلى الله تعالى أبي عبد الله عبد الرقيب بن أمين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (( متجدد )) [ شرح الأصول الثلاثة ] لمدرسنا المفضال المبارك الداعي إلى الله تعالى أبي عبد الله عبد الرقيب بن أمين

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
    أما بعد :
    يسرنا أن نقدم لكم

    شرح الأصول الثلاثة

    لمدرسنا المفضال المبارك الداعي إلى الله تعالى
    أبي عبد الله
    عبد الرقيب بن أمين ــ حفظه الله تعالى ــ

    القائم على الدعوة السلفية في مدينة القاعدة ــ حرسها الله وسائر بلاد المسلمين ــ

  • #2
    الدرس ( الأول )
    من دروس الأصول الثلاثة

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
    فإننا نحمد الله تعالى أن يسر لنا مذاكرة الأصول الثلاثة تذاكرناها مع إخواننا على مجموعة الدروس العلمية ع الواتس آب والتي من خلالها نتواصل مع إخواننا بهذه المذاكرة اليسيرة .
    فنقول والله الموفق
    رسالة الأصول الثلاثة
    للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
    رسالة عظيمة ومهمة جدا نحث على الاعتناء بها ونشرها بين أوساط الناس لأهميتها.
    ونعلمها وندرسها أبنائنا وبناتنا ونتذاكر بها مع إخواننا فهي في الحقيقة رسالة بحاجة ماسة إليها المبتدئ ولايستغني عنها المنتهي
    لماذا قلت هذا
    لأمور منها:
    أن الأصول الثلاثة
    أصول في الدنيا يعمل بها العبد وأصول في الآخرة يُسأل عنها
    وهي معرفة العبد ربه
    ونبيه ودين الإسلام بالأدلة.
    ولأننا سنسأل عنها في قبورنا
    والسؤال سيكون
    من ربك ؟.. ومادينك ؟.. ومن النبي الذي بعث فيكم؟..
    هذه هي الأصول الثلاثة
    وبهذا تعتبر هذه الرسالة مهمة جدا للغاية.
    لذا سماها المؤلف الأصول الثلاثة
    والأصول : جمع أصل والأصل هوما يبنى عليه غيره
    قال الناظم
    فالأصل ما عليه غيره بني ... والفرع ما على سواه ينبني
    هذه مذاكرة يسيرة أخذناها هذا اليوم كمقدمة واستهلال للشروع في هذه الرسالة العظيمة المبنى اليسيرة في الفهم
    غداً إن شاءالله نأخذ نبذة يسيرة عن المؤلف
    نكتفي بهذا القدر والله الموفق
    والحمدلله رب العالمين

    وكتبه الفقير إلى عفو ربه
    عبدالرقيب بن أمين قايد
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
    لمتابعة دروس الأصول الثلاثة
    على التلجرام اضغط رابط القناة
    https://telegram.me/asley
    ----------------
    الدروس العلمية

    تعليق


    • #3
      الدرس ( الثاني )
      من دروس الأصول الثلاثة

      الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فدرسنا لهذا اليوم متعلق بنبذة يسيرة عن المؤلف رحمه الله.
      لأنه من المعيب أن ندرس كتابا ولا نعلم من مؤلفه

      وقراءتنا لترجمة المؤلف من باب الاقتداءومعرفة تراجم العلماءوماآثرهم

      المؤلف:
      هومحمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن أحمد بن رشد بن بريد بن محمد بن مشرف بن عمر من بني تميم.

      مولده:
      ولد في بلدة العيينة سنة 1115 هجرية في بيت علم وشرف ودين، فأبوه عالم كبير، وجده سليمان عالم نجد في زمانه.

      نشأته:
      حفظ القرآن قبل بلوغ عشر سنين، ودرس في الفقه حتى نال حظا وافرا وكان موضع الإعجاب من والده لقوة حفظه، وكان كثير المطالعة في كتب التفاسير والحديث، وجد في طلب العلم ليلا ونهارا، فكان يحفظ المتون العلمية في شتى الفنون، ورحل في طلب العلم في ضواحي نجد وفي مكة وقرأ على علمائها، ثم رحل إلى المدينة وقرأ على علمائها.

      كان رحمه الله
      ذا فهم ثاقب وذكاء مقبلا على المطالعة والبحث، والتأليف وكان يثبت ما يمر عليه من الفوائد أثناء القراءة والبحث وكان لا يسأم من الكتابة وقد خط كتبا كثيرة من مؤلفات ابن تيمية وابن القيم – رحمهما الله – ولا تزال بعض المخطوطات الثمينة بقلمه السيال موجودة بالمتاحف.

      مؤلفاته:
      وله مؤلفات نافعة نذكر منها:
      أولاً الكتاب الذي ندرسه الآن كتاب الثلاثة الأصول ويقال له الأصول الثلاثة.
      كتاب التوحيد.
      كتاب "كشف الشبهات".
      كتاب "الكبائر".
      كتاب "مختصر الإنصاف والشرح الكبير".
      كتاب " مختصر زاد المعاد".
      وله فتاوى ورسائل جمعت باسم مجموعة مؤلفات الإمام محمد بن عبد الوهاب تحت إشراف جامعة الإمام محمد بن سعود.

      وفاته رحمه الله توفي في عام1206هـ
      عاش 91 عاما
      رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
      وقد ترجم له العلماء وطلبت العلم من ذلك ما كتبه فضيلة الشيخ إسماعيل محمد الأنصاري في كتابه
      حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وآثاره العلمية

      وقبل الختام
      نضع أسئلة نود الإجابة عليها

      س١: ماهي الأصول الثلاثة؟

      س٢: من هو مؤلف كتاب الأصول الثلاثة ؟

      س٣: ماذا نستفيد من قرآءة تراجم العلماء ؟

      وفق الله الجميع لخيري الدنيا والآخرة الحمدلله .

      تعليق


      • #4
        الدرس ( الثالث)
        من دروس الأصول الثلاثة

        الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
        فقد تحدثنا في درسنا السابق
        حول نبذه يسيرة عن المؤلف ..مولده ..نشأته
        واكتفينابذكر بعض مؤلفاته.
        رحمه الله
        في يومنا هذا نتذاكر معكم مايتيسر مذاكرته حول مايتعلق بالبسملة

        سؤال : قبل الدرس .. مالفرق بين البسملة والتسمية؟

        الجواب : البسملة أن تقول بسم الله الرحمن الرحيم)
        و(التسمية)أن تقول (بسم الله).

        البسملة عند الكتابة والقرآءة والكلمة

        والتسمية عندالأكل والشرب والذبح للأنعام وماجاز أكله وحل من الذبائح .

        ونقول في درسنا هذا

        اعلم رحمك الله أن المؤلف ابتداء كتابه بالبسملة؟

        أولاً: اقتداء بكتاب الله

        ثانيا:اقتداءبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

        أما كتاب الله فإنه معلوم أن كل سورة يُبتدأ فيها بالبسملة عدا سورة التوبة.

        وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لايعرف ختم السورة؛حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم))
        رواه أبوداود

        وقال الألباني
        إسناده صحيح على شرط الشيخين

        وأما سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
        فقدكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
        يبتدئ كتاباته ومراسلاته بالبسملة

        نذكر مثالا واحدا..والأمثلة كثيرة

        من ذلك جاء عن ابن عباس في الحديث الطويل الذي في الصحيحين وغيرهما وفيه
        " بسم الله الرحمن الرحيم"
        من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم: سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين "..الحديث..

        ثالثا: كان هذا هدي الأنبياء من قبل فقدكاتب نبي الله سليمان عليه السلام إلى ملكة سبأوبدأكتابه بالبسملة كما ذكر الله تعالى ذلك في سورة النمل(إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم)

        رابعاً أنه يُبتدأُ بها للاستعانة والتبرك

        فائدة:
        الجار والمجرور في بسم الله متعلق بمحذوف مؤخر تقديره بسم الله أقرأ .. أو أكتب .. آكل .. أشرب ..ما بعدها
        ومعناها تستعين بالله على قراءتك.. كتابتك وغيرذلك


        أسئلة نود الإجابة عليها

        س١: ماالفرق بين التسمية والبسملة؟

        س٢: لماذا يبتدئ الكتاب والمؤلفون كتاباتهم بالبسملة؟

        اللهم إنا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا..
        وآخر دعواناأن الحمدلله رب العالمين .

        تعليق


        • #5
          الدرس ( الرابع )
          من دروس الأصول الثلاثة

          الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
          فقد كانت مذاكرتنا في درسنا السابق حول مسائل تتعلق بالبسملة والفرق بينها وبين التسمية ..

          في يومنا هذا ندخل في أصل الكتاب فنقول..

          قال المؤلف ـ رحمه الله ـ
          اعلم ـ رحمك الله ـ أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل:

          قوله رحمه الله
          اعلم رحمك الله ـ فيه أن المعلم يكون رحيما بطلابه ومن رحمته بهم يدعو لهم ..وكذا أن هذا أسلوب طيب لقبول الحق والنصيحة.

          وللإضافة أيضا تقول وفقك الله أرشدك الله لطاعته ممايشعر السامع بشفقة الناصح والمعلم له فتنبه لهذا رحمك الله.

          قوله رحمه الله
          (أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل)

          قال أنه يجب: أي بمعنى أن هذا أمر تعلمه فرض عين على الناس كلهم .

          والواجب لغة:
          الساقط واللازم
          ومنه قول الله تعالى(فإذا وجبت جنوبها فكلوامنها وأطعموا القانع والمعتر)
          ومعنى وجبت أي سقطت على جنبها الأيمن عني بذلك الناقة عندنحرها

          وفي الشرع.
          قال ابن عثيمين
          " ما أمر به الشارع على وجه الإلزام؛ كالصلوات الخمس"أ.هـ

          ويعرفه بعضهم هو مايثاب فاعله امتثالا..ويستحق تاركه العقاب اختيارا.

          فركز على التعريف كي تعلم مدى أهمية هذه الرسالة التي تدرسها.

          تنبيه
          ليس صوابا أن يقال في تعريف الواجب : هو مايثاب فاعله ويعاقب تاركه
          هذا اطلاق لم يفرق بين الممتثل والمعذور.

          قوله :تعلم.. سيأتي الكلام عن العلم وتعريفه ـ إن شاءالله ـ

          قوله ..
          أربع مسائل

          قال الجرجاني في
          التعريفات

          المسائل: هي المطالب التي يبرهن عليها في العلم، ويكون الغرض من ذلك العلم معرفتها» أ.هـ

          نكتفي بهذا القدر اليسير

          نسأل الله تعالى علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا..
          وآخر دعواناأن الحمدلله رب العالمين

          تعليق


          • #6
            الدرس ( الخامس )
            من دروس الأصول الثلاثة

            الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

            فقد كانت مذاكرتنا في درسناالسابق حول
            مسائل تتعلق بالواجب وتعريفه

            في يومنا هذا نأخذالمقدمة الأولى للكتاب وسبق أن أخذنا البداية منها..

            وقبل أن نأخذ درس اليوم

            ننبيه أن لكتاب الأصول الثلاثة ثلاث مقدمات هذا لتعلم أهمية هذه الرسالة وكذلك لتعلم دقة ذكاء المؤلف رحمه الله

            قال المؤلف ـ رحمه الله ـ
            اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل
            الأولى: العلم ،وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.
            الثانية: العمل به.
            الثالثة: الدعوة إليه.
            الرابعة: الصبر على الأذى فيه. والدليل قوله تعالى:
            بسم الله الرحمن الرحيم
            {والعصر إن الأنسان لفي خسر إلا الذين آمنواوعملوا الصالحات وتواصوابالحق وتواصوا بالصبر}

            قال الشافعي رحمه الله تعالى: لوما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم"

            وقال البخاري رحمه الله تعالى: باب العلم قبل القول والعمل، والدليل قوله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفرلذنبك}
            .فبدأ بالعلم قبل القول والعمل

            هذه تعتبر المقدمةالأولى للكتاب وقدتقدم شرح الفقرة الأولى منها.

            قال المؤلف ـ رحمه الله ـ

            الأولى:(أي من المسائل الأربع التي يجب معرفتها)

            العلم : وهو معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.

            قوله العلم وهو....الخ

            هذا تعريف العلم عند المؤلف رحمه الله
            وبعضهم يعرفه فيقول :هو إدراك الشيئ على ماهو عليه إدراكا جازما.

            وضده الجهل وينقسم إلى قسمين

            جهل بسيط وهوعدم الإدراك بالكلية.

            والثاني: جهل مركب وهو إدراك الشيئ على غير ماهو عليه.

            ومصيبة صاحبة أنه يظن أنه يعلم ولايدري أنه لايعلم..
            ومن خلال هذا الجهل المركب تأتي العظائم والبوائق والأمثلة كثيرة لو سردنا اليسير منها ماكفى .

            ولكن نذكر مثالا واحدا وهو
            على ماذا بُنِي الخروج على الحكام وإقامة الثورات والانقلابات؟
            معروف الجواب لكل عاقل أنه قام على عاتق الجهل المركب الذي زعم صاحبه أنه يعلم ولايدري أنه لايعلم فضل بجهله وأضل الناس معه.

            ثم ذكر المؤلف لتعريفه للعلم الأصول الثلاثة المذكورة آنفاً

            وبماأننا نتحدث عن العلم وتعريفه لابد أن نتحدث عن فضلة
            وهذاماسنتذاكره في الدرس القادم إن شاءالله
            نكتفي بهذا القدر
            والحمدلله رب العالمين

            تعليق


            • #7
              الدرس ( السادس)
              من دروس الأصول الثلاثة

              الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

              فقد كان درسنا السابق متعلق
              بالمقدمة الأولى للأصول الثلاثة ..وأخذنا من ذلك تعريف العلم وضده الجهل وأقسامه .

              في يومنا هذا نأخذ مايتيسر مذاكرته مما جاء في فضل العلم

              فنقول :للعلم فضائل عديدة لايحصيها إلا الله.

              منهاأنه ميراث الأنبياء ، وبه يُعلم الحق من الباطل ،والتوحيد من الشرك ، والسنة من البدعة ، والخيرمن الشر، والنفع من الضرر

              قال الله {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون}

              وقال سبحانه
              {وتلك الأمثال نضربها للناس ومايعقلها إلا العالمون}

              وقال {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}

              وفي حديث معاوية رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
              « من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين »
              متفق عليه

              وفي حديث أبي هريرة عند مسلم
              قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
              « من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة »

              وفضل العلم عظيم
              بوب له الأئمة أبوابا في كتبهم لعلو شأنه وأهميته

              فقال البخاري
              باب فضل العلم:
              وقول الله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير}.
              وقوله عز وجل:
              {رب زدني علما}.

              ومثله النووي في رياض الصالحين "

              وقال الدارمي
              " باب في فضل العلم والعالم"

              وقال الإمام مسلم بن الحجاج "كتاب العلم"

              ومثله الإمام الترمذي

              وقال ابن ماجة القزويني
              "باب فضل العلماء والحث على طلب العلم"

              ولابن عبدالبر
              كتاب في هذا أسماه بـ "جامع بيان العلم وفضله"

              وللعلامة العثيمين كتاب ماتع أسماه
              « كتاب العلم»
              يُنصَح بقرآءته

              وهذه عبارة عن إشارات يسيرة
              لطالب العلم الساعي لنيل العلم.

              وكذلك أيضاً ينبغي أن يُعلم أن لطالب العلم آدابا ينبغي مراعاتها ولطول المقام نشير للحليم اشارة إلى
              كتاب حلية طالب العلم للعلامة بكر أبوزيد ـ رحمه الله.

              وقبل أن نختم الدرس نتحف القارى الكريم بهذه الأبيات الجميلات

              قال ابوإسحاق الإلبيري ـ

              جعلت المال فوق العلم جهلا ... لعمرك في القضية ما عدلتَ

              وبينهما بنص الوحي بون ... ستعلمه إذا طه قرأتَ

              لئن رفع الغنى لواء مال ... لأنت لواء علمك قد رفعتَ

              وإن جلس الغنى على الحشايا ... لأنت على الكواكب قد جلستَ

              وإن ركب الجياد مسومات ... لأنت مناهج التقوى ركبتَ

              ومهما افتض أبكار الغواني ... فكم بكر من الحكم افتضضتَ

              وليس يضرك الإقتار شيئا ... إذا ما أنت ربك قد عرفتَ...الخ.

              نكتفي بهذا القدر
              وفق الله الجميع لخيري الدنيا والآخرة
              والحمدلله رب العالمين

              تعليق


              • #8
                الدرس ( السابع )
                من دروس الأصول الثلاثة

                الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                فقد عُلم في درسنا السابق
                من المقدمة الأولى للأصول الثلاثة

                .. فضل العلم
                وعرفه المؤلف رحمه الله بقوله :

                وهومعرفة العبدربه ونبيه صلى الله عليه وسلم ،ودين الإسلام بالأدلة".

                أقول
                ومعرفة العبد ربه .
                تستلزم معرفة توحيده بألوهيتة وربوبيتة وأسمائه وصفاته
                والعمل بذلك

                قوله: ومعرفة نبيه .
                وذلك بمعرفة سنته والتمسك بها والعض عليها بالنواجذ
                ويتضمن معرفة نسبه وشمائله عليه الصلاة والسلام

                ومعرفة دين الإسلام بالأدلة
                تستلزم معرفة أركانه وأحكامه ومايجب عليك فعله.

                ولذا عرفه العلماءبقولهم:
                "هوالاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله".

                قوله: والعمل به
                (أي العلم)ومعنى هذا أن تعمل بماتعلمته من العلم الشرعي في فعل المأمور وترك المحظور.

                وأن تجعل نصب عينيك
                في هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم"والقرآن حجة لك أو عليك"
                فهو حجة لك إن عملت به وحجة عليك إن علمته ولم تعمل به
                "كل الناس يغدوا فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"
                كما جاء عن أبي مالك - الحارث بن عاصم - الأشعري ..
                رواه مسلم

                واحذر أن تخالف العلم الذي تعلمته فتلحقك الذلة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وجُعلت الذلة والصغار على من خالف أمري"
                رواه البخاري وأحمدوغيرهما
                من حديث ابن عمر

                وفي الأثر "العلم هتف بالعمل فإن أجابه وإلاارتحل"

                والعمل هو ثمرة العلم وإلا لماذايتعلم العبد دين الله إلا ليعمل به ويستنير به ويخرج من ظلمة الجهل إلى نور العلم.

                قال العلامة الفوزان ـ حفظه الله ـ
                " قوله: العمل به: أي بالعلم لأنه لا يكفي أن الإنسان يعلم ويتعلم بل لا بد أن يعمل بعلمه، فالعلم بدون عمل إنما هو حجة على الإنسان، فلا يكون العلم نافعا إلا بالعمل، أما من علم ولم يعمل فهذا مغضوب عليه؛ لأنه عرف الحق وتركه على بصيرة.
                والناظم يقول:
                وعالم بعلمه لم يعملن ... معذب من قبل عباد الوثن"أ.هــ
                من شرحه للأصول الثلاثة.

                نكتفي بهذا القدر والحمدلله رب العالمين

                تعليق


                • #9
                  الدرس ( الثامن )
                  من دروس الأصول الثلاثة

                  الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                  فقد كان درسنا السابق متعلق
                  بمسألة العلم والعمل به .

                  في يومنا هذا نتذاكر معكم حول
                  المسألة الثالثة وهي:

                  قول المؤلف رحمه الله

                  الدعوة إليه(أي العلم)
                  وهذا لتعلم أنه لابد لمن تعلم العلم النافع أن يدعو إليه ويبلغ دين الله

                  لأن الدعوة إلى العلم مضمون قول الله تعالى "قل هذه سبيلي أدعوإلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وماأنا من المشركين"

                  قال العلامة الفوزان
                  في اعانة المستفيد
                  ـ الباب الخامس ـ
                  " يأمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يعلن للناس عن بيان منهجه ومنهج أتباعه ، وهو الدعوة إلى الله على بصيرة ، فدل على أن من لم يدع على بصيرة فإنه لم يحقق اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان عالما وفقيها "أ.ه‍ـ

                  فعليك أخي المبارك الاجتهاد في نشر العلم لاسيما في زمانناهذا الذي اختلط فيه الحابل بالنابل وجهل كثير من الناس مايجب عليهم تعلمه.

                  فإذا تعلم العبد وعمل بعلمه يكون بذلك قد جمع بين القوى العلمية والقوة العملية فكمل نفسه حينئذ يجب عليه أن يكمل غيره.

                  قال العلامة الفوزان
                  « هذا العلم أمانة ، ليس بملك لك تختزنه وتحرم الناس منه، والناس بحاجة إليه، فالواجب عليك التبليغ والبيان ودعوة الناس إلى الخير، هذا العلم الذي حملك الله إياه ليس وقفا عليك؛ وإنما هو لك ولغيرك ، فلا تحتكره على نفسك وتمنع الناس من الانتفاع به، بل لا بد من تبليغه ولا بد من بيانه للناس، قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه}آل عمران:187»
                  إلى أن قال
                  « فمن لم يدعُ وهو قادر على الدعوة وعنده علم وكتمه، فإنه يلجم بلجام من نار يوم القيامة» كما في الحديث» أ.هـ
                  من شرحه للأصول الثلاثة

                  وقال صاحب الحاشية على الأصول الثلاثة
                  "وأعلى مراتب العلم الدعوة إلى الحق وسبيل الرشاد" أ.هـ

                  نكتفي بهذا القدر
                  والحمدلله رب العالمين

                  تعليق


                  • #10
                    الدرس ( التاسع )
                    من دروس الأصول الثلاثة

                    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                    فقد كان درسنا السابق متعلق
                    بالمسألة الثالثة مسألة الدعوة إلى العلم.
                    وعُلِم أن الدعوة إلى العلم مضمون قول الله تعالى "قل هذه سبيلي أدعوإلى على بصيرة"
                    وأن "أعلى مراتب العلم الدعوة إلى الحق وسبيل الرشاد"

                    وينبغي لطالب العلم الاهتمام البالغ بالدعوة إلى الله.

                    في يومنا هذا نتذاكر معكم مايتيسر مذاكرته حول المسألة الرابعة وهي

                    قول المؤلف رحمه الله
                    الرابعة(الصبر على الأذى فيه)يعني العلم
                    ينبغي أن يُعْلَم أن العلم يحتاج إلى صبر في طلبه وتحمله وأداءه

                    وكما قال القائل

                    دببت للمجد والساعون قد بلغوا ... جهد النفوس وألقوا دونه الأزرا

                    وكابدوا المجد حتى مل أكثرهم ... وعانق المجد من وافى ومن صبرا

                    لا تحسب المجد تمرا أنت آكلة ... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

                    وثمرة الصبر الاستمرار في الطلب ولو على الشيئ القليل.

                    فاليوم شيئ وغدا مثله ....من نخب العلم التي تلتقط

                    يحصل المرء بها حكمة.....وإنما السيل اجتماع النقط

                    قال الشافعي رحمه الله:
                    « حق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من العلم، والصبر على كل عارض دون طلبه"أ.ه‍ـ

                    قال الله لخير البشر
                    "فاصبر كما صبر ألواْ العزم من الرسل"
                    فأمره بالصبر

                    وجميعكم يعلم
                    أن الصبر على ثلاثة أقسام

                    ١- صبر على طاعة الله.
                    ٢- صبر عن معصية الله.
                    ٣- صبر على أقدار الله المؤلمة.

                    ثم قال المؤلف رحمه الله

                    والدليل قوله تعالى:
                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    {والعصر إن الأنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}

                    وهذه السورة استدل بها المؤلف على المسائل الأربع العلم والعمل به والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه.

                    فقوله:
                    {إلا الذين آمنوا }
                    دليل العلم ومقصود ذلك : أن العلم يقود صاحبه إلى الإيمان
                    وكلما كان العبد بربه أعرف كان منه أخوف
                    وبالعلم يزداد إيمانك.. وبه تعرف مايحسن فعله ومايقبح.

                    وقد ذكرنا نبذه من هذا في الحديث عن العلم

                    قوله..
                    "وعملواالصالحات"
                    دليل العمل..

                    وقوله
                    "وتواصوا بالحق"
                    دليل الدعوة إليه.

                    وقوله:
                    " وتواصوا بالصبر"
                    دليل ..الصبر بــ.أقسامه الثلاثة.

                    قال ابن كثير

                    العصر: الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم، من خير وشر.
                    إلى أن قال :
                    فأقسم تعالى بذلك على أن الإنسان لفي خسر، أي: في خسارة وهلاك، {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}
                    فاستثنى من جنس الإنسان عن الخسران الذين آمنوا بقلوبهم، وعملوا الصالحات بجوارحهم، {وتواصوا بالحق}
                    وهو أداء الطاعات، وترك المحرمات، {وتواصوا بالصبر}
                    على المصائب والأقدار، وأذى من يؤذي ممن يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر"أ.ه‍ـ

                    تعليق


                    • #11
                      الدرس ( العاشر )
                      من دروس الأصول الثلاثة

                      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
                      فقد كان درسنا السابق متعلق بسورة العصر ودلالتها على المسائل الأربع

                      في يومنا هذا نتذاكر معكم مايتيسر مذاكرته حول

                      قول المؤلف رحمه الله

                      قال الشافعي رحمه الله تعالى:
                      « لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم.

                      وقال البخاري رحمه الله
                      « باب العلم قبل القول والعمل»
                      والدليل قوله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك}
                      فبدأ بالعلم قبل القول والعمل"أ.ه‍ـ

                      قول الشافعي.رحمه الله.

                      « لوما أنزل الله حجة على خلقه إلاهذه السورة لكفتهم.يعني سورة العصر
                      ولم يثبت عن الشافعي هذا اللفظ وإنما الثابت عنه رحمه الله
                      " لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم "

                      وذكر ذلك ابن كثير في تفسيره لسورة البقرة عندالآية ( ٢٤ )

                      قوله رحمه الله

                      وقال البخاري رحمه الله تعالى: باب العلم...الخ

                      قال العلامة الفوزان
                      قوله: العلم قبل القول والعمل؛ لأن العمل لا ينفع إلا إذا كان مبنيا على علم، أما العمل المبني على جهل فإنه لا ينفع صاحبه بل يكون وبالا وضلالا عليه يوم القيامة، فلا بد أن يقدم تعلم العلم قبل العمل

                      قوله: والدليل: أي على هذه الترجمة
                      قوله تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك}
                      حيث بدأ بالعلم.

                      وقوله تعالى: {واستغفر}
                      هذا هو العمل فبدأ سبحانه بالعلم قبل العمل؛ لأن العمل إذا كان على جهل فإنه لا ينفع صاحبه، فيبدأ الإنسان بالعلم أولا ثم يعمل بما علمه، هذا هو الأساس"أ.ه‍ـ

                      وقال العلامة العثيمين
                      أستدل البخاري رحمه الله بهذه الآية على وجوب البداءة بالعلم قبل القول والعمل وهذا دليل أثري يدل على أن الإنسان يعلم أولا ثم يعمل ثانيا"أ.ه‍ـ

                      نكتفي بهذا القدر
                      والحمدلله

                      تعليق


                      • #12
                        الدرس (الحادي عشر)
                        من دروس الأصول الثلاثة

                        الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                        فقد كان درسنا السابق متعلق بختام المقدمة الأولى للأصول الثلاثة.

                        وعُلم فيه وجوب البداءة بالعلم قبل القول والعمل .

                        في يومنا هذا نأخذ المقدمة الثانية من الأصول الثلاثة

                        وكما نبهنا في درس مضى أن للأصول الثلاثة ثلاث مقدمات وهذا من دقة التأليف التي كان يتمتع بها المؤلف رحمه الله وجودة التعليم .

                        قال المؤلف رحمه الله
                        اعلم رحمك الله أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه الثلاث المسائل، والعمل بهن.

                        الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا، بل أرسل إلينا رسولا ؛ فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار.
                        والدليل قوله تعالى:
                        {إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا} .

                        الثانية: أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل.
                        والدليل قوله تعالى:
                        {وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا }

                        الثالثة: أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله، ولو كان أقرب قريب.

                        والدليل قوله تعالى:
                        { لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون}.

                        قول المؤلف رحمه الله
                        اعلم رحمك الله أنه يجب على كل مسلم ومسلمة ...الخ

                        تقدم في الدروس الماضية.. تعريف العلم وتوجيه مسألة إعلم..
                        وتعريف الواجب وتعريف المسألة وجمعها مسائل..

                        ومما يغني عن الإطالة يراجع الدرس الرابع من دروس الأصول الثلاثة

                        قوله : على كل مسلم ومسلمة إشارة
                        إلى حديث أنس
                        عند ابن ماجة
                        قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
                        "طلب العلم فريضة على كل مسلم"
                        ويدخل في هذا الاطلاق ذكور وإناث الثقلين الجن والإنس.

                        قوله: والعمل بهن هذا فيه إشارة إلى أن مقتضى العلم العمل وتقدم بيانه.

                        قوله: الأولى:
                        أي من المسائل الثلاث

                        قوله:
                        أن الله خلقنا..
                        دل على هذا الكتاب والسنة والإجماع والعقل والحس والفطرة..

                        ورزقنا :كذلك دل على هذا ماتقدم ذكره
                        ولم يتركنا هملا.. أي سدى مهملا..

                        قال الله
                        { أيحسب الإنسان أن يترك سدى }

                        وقال{أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون}

                        وقال تعالى {وما خلقنا السماء والأرض ومابينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروامن النار }

                        قوله.. بل أرسل إلينا رسولا....الخ
                        سيأتي بيانه إن شاءالله

                        نكتفي بهذا القدر
                        والحمدلله رب العالمين.

                        تعليق


                        • #13
                          الدرس ( الثاني عشر )
                          من دروس الأصول الثلاثة

                          الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                          فقد كان درسنا السابق متعلق بالمقدمة الثانية للأصول الثلاثة

                          وعُلم ...
                          أن المسائل الثلاث في المقدمة الثانية من أهم المسائل التي تتعلق بالتوحيد وحقوقه.

                          وأن أدلةالكتاب والسنة والإجماع والعقل والحس والفطرة كلها تدل على أن الله خلقنا..ورزقنا ولم يتركناهملا ..

                          قال المؤلف رحمه الله

                          « بل أرسل إلينا رسولا؛ فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار.

                          والدليل قوله تعالى:
                          { إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا } .

                          قوله: بل أرسل إلينا رسولا
                          أي : يجب علينا معرفته ، واعتقاد رسالته ، والعمل بها بل والعض عليها بالنواجذ.
                          ولأن طاعته طاعة لله سبحانه وتعالى

                          قال الله
                          { ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم}

                          وقال جل شأنه
                          { ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون }

                          وقال الله
                          { ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً }

                          وقال الله
                          { قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين }

                          وقال الله
                          { ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين }

                          وغير ذلك من الآيات البينات

                          وأما السنة
                          فقد جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
                          " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا ومن يأبى يارسول الله قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى"
                          رواه البخاري

                          وفي حديث العرباض بن سارية
                          " فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاءالراشدين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور "
                          رواه الترمذي وغيره باسنادٍ حسن

                          والأحاديث متكاثرة في الحث على لزوم السنة .

                          قوله تعالى "فأخذناه أخذا وبيلا"

                          قال ابن كثير
                          " قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي والثوري أخذا وبيلا أي : شديدا أي فاحذروا أنتم أن تكذبوا هذا الرسول فيصيبكم ما أصاب فرعون حيث أخذه الله أخذ عزيز مقتدر كما قال تعالى: فأخذه الله نكال الآخرة والأولى } أ.ه‍ـ

                          نكتفي بهذا القدر
                          والحمدلله رب العالمين

                          تعليق


                          • #14
                            الدرس ( الثالث عشر )
                            من دروس الأصول الثلاثة

                            الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                            فقد انتهينا من المسألة الأولى من مسائل المقدمة الثانية للأصول الثلاثة

                            في يومنا هذا نأخذ المسألة الثانية من مسائل المقدمة الثانية فنقول:

                            قال المؤلف رحمه الله
                            الثانية: أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل.

                            والدليل قوله تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا}

                            الشرح

                            قال العلامة الفوزان
                            « هذه المسألة متعلقة بالمسألة الأولى لأن الأولى: هي بيان وجوب عبادة الله واتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو معنى الشهادتين معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمدا رسول الله.
                            والمسألة الثانية: أن العبادة إذا خالطها شرك فإنها لا تقبل؛ لأنه لا بد أن تكون العبادة خالصة لوجه الله - عز وجل»أ.ه‍ـ.

                            قلت:والأدلة في التحذير من الشرك والتنفير منه كثيرة منها

                            قول الله تعالى
                            {إن الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما}

                            وفي الآية الأخرى
                            { ومن يشرك بالله فقدضل ضلالاً بعيدا}

                            وقوله تعالى
                            { إنه من يشرك بالله فقدحرم الله عليه الجنة ومأواه النار وماللظالمين من أنصار}

                            وقول الله
                            { قل تعالَوا اتلُ ماحرم ربكم عليكم أن لاتشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا}

                            وقول الله
                            { واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا }

                            وقول الله سبحانه بعد أن ذكر عددا من الأنبياء والرسل ومامَنَّ الله به عليهم

                            قال :
                            {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} اقرأوا الآيات في سورة الأنعام من الآية ٨٢إلى الآية٩٠..

                            قول المؤلف " لا ملك مقرب ولا نبي مرسل".

                            هنا نذكر قاعدة مهمة.. ينبغي أن تُحفظ وهي:

                            "أن التنبيه إلى الأعلى يدخل فيه الأدنى"

                            ومعناها..أنه لايجوز أن يشرك مع الله أحد في عبادته لاملك مقرب ولانبي مرسل فمن باب أولى غيرهم من الجن والأنس .

                            قوله تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا}

                            فائدة:
                            المساجد ثلاثة عند الاطلاق وهي:
                            ١- مواضع السجود
                            المذكورة في حديث أبي هريرة "أمرت أن أسجد على سبع أعظم".

                            ٢- المساجد العامرة التي بنيت للعبادة ..

                            ٣-الأرض كلها ..لأنها جعلت مسجدا وطهورا..

                            فلا يجوز أن تضع مواضع السجود لغير الله أبدا سواء في المساجد المشيدة أو في أرجاء الأرض كلها.

                            قوله تعالى
                            { فلا تدعو مع الله أحدا }
                            ( أحدا ) هنا نكرة في سياق النهي تفيدالعموم.

                            ومثلها كلمة "شيئا"
                            في قول الله "واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا"

                            فمن هذه الأدلة يُعلم أنه لايجوز أن يُشرك مع الله أحد في عبادته أبدا .

                            نكتفي بهذا القدر
                            والحمدلله رب العالمين.

                            تعليق


                            • #15
                              الدرس (الرابع عشر)
                              من دروس الأصول الثلاثة.

                              الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

                              فقدانتهينا من المسألة الثانية من مسائل المقدمة الثانية
                              في درسنا هذا نأخذ المسألة الثالثة وهي :

                              قول المؤلف رحمه الله
                              «أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب

                              والدليل
                              قوله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون }

                              ركزوا معي بارك الله فيكم ..

                              قوله : أن من أطاع الرسول ووحد الله
                              إشارة إلى المسألتين المتقدمتين الأولى والثانية..

                              قال:
                              لايجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولوكان أقرب قريب

                              فهو هنا يريد أن يقرر للطالب عقيدة الولاء والبراء.

                              قال العلامة الفوزان
                              هذه مسألة الولاء والبراء وهي تابعة للتوحيد ، من حقوق التوحيد الولاء لأولياء الله والبراء من أعداء الله، والموالاة والولاء بمعنى واحد» أ.هـ

                              وقال العلامة العثيمين
                              المسألة الثالثة
                              مما يجب علينا علمه الولاء والبراء .

                              والولاء والبراء
                              أصل عظيم جاءت فيه النصوص الكثيرة

                              قال الله عز وجل:
                              {يا أيها الذين آمنوالا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا}

                              وقال تعالى:
                              {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}

                              وقال سبحانه وتعالى:
                              {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين}

                              وقال تعالى:
                              {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}

                              وقال عز وجل:
                              { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده}

                              ولأن موالاة من حاد الله ومداراته تدل على أن ما في قلب الإنسان من الإيمان بالله ورسوله ضعيف؛ لأنه ليس من العقل أن يحب الإنسان شيئا هو عدو لمحبوبه، وموالاة الكفار تكون بمناصرتهم ومعاونتهم على ما هم عليه من الكفر والضلال، وموادتهم تكون بفعل الأسباب التي تكون بها مودتهم فتجده يوادهم أي يطلب ودهم بكل طريق، وهذا لا شك ينافي الإيمان كله أو كماله، فالواجب على المؤمن معاداة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب إليه، وبغضه والبعد عنه ولكن هذا لا يمنع نصيحته ودعوته للحق"أ.هـ

                              وللدرس بقية لأهميته يأتي معنا إن شاءالله في الدرس القادم .

                              نكتفي بهذا القدر
                              و الحمدلله رب العالمين

                              تعليق

                              يعمل...
                              X