إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نقل مفيد من كتاب (التعالم) للشيخ بكر أبو زيد.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نقل مفيد من كتاب (التعالم) للشيخ بكر أبو زيد.

    نقل مفيد
    من كتاب(التعالم)

    للشيخ بكر أبو زيد.
    الحمد لله الذي رفع المؤمنين والعلماء درجات،وخفض أهل البدع المتعالمين دركات.
    والصلاة والسلام على نبيه محمد الذي جاء بالهدى والبركات.
    وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين ما دامت الأرض والسماوات.وبعد:
    فهذه مباحث نقلتها من كتاب(التعالم وأثره السيء على الفكر والكتاب)للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله،سائلا ربنا الكريم أن تكون مفيدة لي ولإخواني المسلمين،وإلى المقصود:
    قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله:
    المقدمة.
    بسم الله الرحمن الرحيم ولي المتقين،والحمد لله رب العالمين،لا يهدي كيد الخائنين،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،قاصم ظهر الماكرين،وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد ولد آدم أجمعين،اللهم صل وسلم عليه،وعلى آله وصحابته،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد:
    فكم رأينا نزالا في حلائب العلم،من رائم للبروز قبل أن ينضج،فراش قبل أن يبري،وتزبب قبل أن يتحصرم،وقد قيل(البداية مزلة)،وقيل(من البلية تشيخ الصحفية)،ويؤثر عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه،قوله:(العلم نقطة كثرها الجاهلون)،ولعظيم نفعها تناولها العلماء رحمهم الله تعالى بالبيان في مؤلفات مفردة منها:
    (زيادة البسطة في بيان العلم نقطة)للنابلسي،وللشيخ أحمد الجزائري م 1320ه،رسالة في شرحها.
    وهي بمعنى قول الغزالي(لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف).وما يراد بهم هنا إلا(المتعالمون)،الذين ناموا عن العلم فما استيقظوا وبالغوا قبل أن يبلغوا،فركبوا مطايا الخير للشر،والذين عناهم الإمام الشافعي رحمه الله تعالى بقوله:
    (فالواجب على العالمين أن لا يقولوا،إلا من حيث علموا،وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه لكان الإمساك أولى به،وأقرب إلى السلامة له إن شاء الله.)
    وشكى حالهم الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى فقال:
    هذا وإني بعد ممتحن بأر_بعةوكلهم ذوو أضغان
    فظ،غليظ،جاهل،متمعلم_ضخم العمامة واسع الأردان
    متفيهق،متضلع بالجهل،ذو_ضلع وذوجلح من العرفان
    مزجى البضاعة في العلوم وإنه_زاج من الإيهام،والهذيان
    يشكواإلى الله الحقوق تظلما_من جهله كشكاية الأبدان
    من جاهل متطبب يفني الورى_ويحيل ذاك على قضا الرحمن.
    ورصيفه الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى،شكى الحال من وجه آخر،فقال:
    (فوالله لأن يعيش المسلم،أخرص،أبكم،خير له من أن يعيش...)
    وحفيدهما بالتلمذة،الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى يقول:
    (إذا تكلم المرء في غير فنه،أتى بهذه العجائب)
    وقيل لسفيان بن سعيد الثوري رحمه الله تعالى،فيمن حدث قبل أن يتأهل،فقال:
    (إذا كثر الملاحون غرقت السفينة).
    وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى في ذلك:
    (اللهم نشكوا إليك هذا الغثاء).
    وعن شعبة قال:قال لي ابن عون:يا أبا بسطام،ما يحمل هؤلاء الذين يكذبون في الحديث على الكذب؟قال:
    ( يريدون أن يعظموا بذلك).
    وقال ابن حزم رحمه الله تعالى(لا آفة على العلوم وأهلها،أضر من الدخلاء فيها،وهم من غير أهلها،فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون،ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون).
    وقال أبو إسحاق الشاطبي رحمه الله تعالى:
    (قلما تقع المخالفة لعمل المتقدمين،إلا ممن أدخل نفسه في أهل الإجتهاد،غلطا،أو مغالطة).
    والمتعالم فج الدعوى،قال الحكيم الترمذي في صفة عموم الخلق:
    (ضعف ظاهر ودعوى عريضة).
    لكن المسلم يقهرها بإسلامه،وعلى هذا سار السلف في هجر الدعوى،وهضم النفس،ومنه قول أبي عمرو ابن العلاء البصري،أحد القراء السبعة:
    (ما نحن فيمن مضى،إلا كبقل في أصول نخل طوال).
    وهذه الأقوال الكابحة،لتلك الظاهرة،منتشرة أضعافها في مثاني كلام أهل العلم،على تعاقب القرون،ولما أبدى الصفدي رحمه الله تعالى:مر الشكوى،من تكاثر أغاليط المتأخرين،وتصحيفاتهم،لقلة العلم والبصيرة فيه_ذكر ما أسنده أبو الفرج الأصبهاني،عن محمد بن جرير الطبري،عن أبي السائب سلم بن جنادة،عن وكيع،عن هشام بن عروة،عن أبيه،عن عائشة رضي الله عنها،أنها كانت تنشد بيت لبيد:
    ذهب الذين يعاش في أكنافهم_وبقيت في خلف كجلد الأجرب.
    فتقول رحم الله لبيدا فكيف لو أدرك من نحن بين ظهرانيهم.
    وهكذا يقول كل واحد من رجال الإسناد كذلك،حتى قال أبو الفرج:
    (ونقول نحن:والله المستعان،فالقضية أعظم من أن توصف بحال).
    وأقول:كيف لو رأى في زماننا تكاثرهم،حتى سامو باعة البقول عددا،ولم يبق منهم من يحسن الجمع بين كلمتين إلا استطال على منازل العلماء؟.
    فهؤلاء المنازلون في ساحة العلم،وليس لهم من عدة سوى(القلم والدواة)هم:الصحفية المتعالمون،من كل من يدعي العلم وليس بعالم،شخصية مؤذية،تتابعت الشكوى منهم على مدى العصور،وتوالي النذر سلفا وخلفا:
    شعوذة تخطر في حجلين_وفتنة تمشي بين رجلين.
    إنهم زيادة على أنصباء أهل العلم كواو عمرو،ونون الإلحاق،وفي(الشمقمقية):
    ولا تكن كواو عمرو زائدا_في القوم أو كنون الملحق.
    ولبعض الأندلسيين:
    نعوذ بالله من أناس_تشيخوا قبل أن يشيخوا.
    فهذا القطيع حقا هم غول العلم،بل دودة لزجة،متبلدة أسرابها في سماء العلم،قاصرة من سمو أهله،وامتداد ظله،معثرة دواليب حركته،حتى ينطوي الحق،ويمتد ظل الباطل،وضلاله،فما هو إلا فجر كاذب،وسهم كاب حسير:
    هو الوزير ولا أزر يشد به_مثل العروضي له بحر بلا ماء.
    إنه:لزادهم الهابط(التعالم)،عتبة الدخول الفاجرة إلى خطة السوء الجائرة:(القول على الله بلا علم).
    ...يتبع إن شاء الله...


  • #2
    إنها قضية(التعالم)مظله صانعي الخيام الهادئة الممتد رواقها،والتي يقيمها،ويحمي حماها من بين أيدينا ومن خلفنا،ذبابات(الطوائف)التي تداعت علينا أرسالها،منابذة الحياة الصافية،من الكدر وشوائبه،وعلى وجه الخصوص في:العلم منه،والعلم أثمن درة في تاج الشرع المطهر.
    لكن هذا الضرب من العباد،ما يلبث أن يلحقه الإدبار،فتحيط به خطيئته،فتنقله إلى(السقوط المبكر):
    كل من يدعي بما ليس فيه_فضحته شواهد الامتحان.
    ولذا قال قتادة رحمه الله تعالى:
    (من حدث قبل حينه،افتضح في حينه).
    وذلك بكشف الأجلة عن حقيقته،وهتك باطله وما ينطوي عليه من خسف،وإفك،ومسلك مرد فج،تبيانا لنزع الثقة منه،والتحذير من الاغترار به.
    وهذا واجب أهل الإسلام أمام كل متعالم،يدعي العلم وليس بعالم،أخذا بحجزهم عن النار،وتبصيرا لهم بمواقع الأقدام،ودفعا لسيل تعالمهم الجرار،كفاحا عن بيضة الإسلام،وصرحه الممرد من كل متمرد،وصاينة لذويه عن التذبذب والانفصام،والتبدد والانقسام،بسيرورة التعالم بين العباد.
    وغيرة على هذا(الكتاب)الناصح،المهان من كثير من الخلق،وما الغيرة على الكتاب إلا من المكارم،بل هي أخت الغيرة على المحارم.
    وإعلانا( بأن الحجر لا ستصلاح الأديان،أولى من الحجر لاستصلاح الأموال،والأبدان).
    والحجر واجب على كل(مفلس)لصالح الجماعة:
    فالمتعالم،أو العالم الماجن يحجر عليه من الفتيا ونحوها لصالح الديانة.
    والطبيب المتعالم يحجر عليه لصالح أبدان الجماعة.
    والمهندس المتعالم يحجر عليه،لصالح المدن والأمصار،في غيرهم من أهل الحرف،ولا تسأل عن غرور وتطاول في بعض أهل هذه الحرف،وقد بدت مظاهره،آذى العيون منظره،وأرهق البصائر مخبره!
    والشأن في هذا التقييد في الذين وضعوا رحالهم متعالمين في(العلوم الشرعية ذاتها...).
    وإن هذه الجادة لبسبيل مقيم من الناصحين للمتعالمين والقاسطين،وأعوذ بالله ولي المتقين أن يجمع علينا حشفا وسوء كيله.
    وإذا علمت أن بعض الطلاب،يستغلون جهل أساتيذهم المستشرقين باللغة العربية،فيختارون من المؤلفات العربية،ما ينسبونه لأنفسهم،بعد ترجمته إلى لغة الجامعة،ليحصل به على شهادتها،وهكذا في وقائع ربما يعرفها أهل كل قطر عن عدد من بني جنسهم أو غيرهم،فإنك لن تستعظم مقالي هذا،ولعلك تراه حقيقا بالتقييد،المفرق لهذه الجماعات الكثيفة،الكاشف عن عدد من ظواهر تعالمهم،التي تساقطت في سوق المعاصرة من تلك الأفئدة الضئيلة الخاسرة،مرسلة ضرائر من الباطل للحق،أولتثير عليه النقع.
    ومن واقع الأسى مع ذلك،أن يمضي وقت_وللقادم دهشة وبرقة_والمتعالم محل إعجاب من العامة،فترى العامي إذا سمع المتعالم يجيش بتعالمه الكذاب،المحروم من الصدق وقوفا عند حدود الشرع يضرب بيمينه على شماله تعجبا من علمه وطربا،بينما العالمون يضربون بأيمانهم على شمائلهم،حزنا وأسفا،لانفتاح قفل الفتنة،والتغرير بعدة المستقبل بله العوام.
    فأضحى لزاما أن نقارض مجاهرتهم هذه بالمجاهرة،لكن بالحق لكبت باطلهم،وإسقاط تنمرهم،والعمل على هدايتهم،واستصلاحهم وعليه:
    فهذه شآبيب من القول،بعضها آخذ برقاب بعض،بقوالب متعاضدة،أشكالها محيطة بمعانيها،عسى أن تكون ردما من زحف التعالم المهول،خلية من الفضول،والإبعاد بالفهوم،أقيدها نصيحة لمن يخضع للحق،وإقامة للحجة في مقام المحجة بين الخلق،أما من استولى عليه الاغتلام في الجهالة،وصار عليه قفل ضل مفتاحه،ولم يشام العلم، فهذا لا ينفعه إلا يوم أن تشهد عليه أعضاؤه في يوم معاده.
    وإليك رؤوس المقيدات فيها،لتناجيك بما فيها،وهذا أوانها:
    1_المؤلفات في التعالم.
    2_أمثلة له في السير والتاريخ.
    3_إجمال الحال في الحياة المعاصرة.
    4_ظواهر التعالم في عدد من العلوم:في الفتيا والقضاء والتأليف والتفسير والحديث والفقه...
    5_يتلو ذلك ستة أبحاث في:
    ا_إخلاص النية لله تعالى.
    ب_وأن العالم لا يتبع بزلته.
    ج_وفي الزجر عن حمل الشواذ والرخص.
    د_والتوقي من الغلط على الأئمة.
    ه_وفصل الخصام بين داعي الدليل وداعي التقليد.
    و_جرم القول على الله تعالى بلا علم.
    وكنت أردفتها بمبحث(حلية طالب العلم)لكن آثرت إفراده برسالة مستقلة،والله سبحانه وتعالى هو الموفق والمعين.
    بكر أبو زيد
    الرياض في1408/4/24.

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم،كنت كتبت تتمة للموضوع...

      السلام عليكم،إخواني في الله:كنت قد كتبت تتمة للموضوع،وكذلك طلب لرسالة(واسأل القرية التي...)فما حالهما وبارك الله فيكم،وأعانكم على ما تقومون به من مجهودات ومزيدا مزيدا من الخير.

      تعليق

      يعمل...
      X