خطر الفتوى بغير دليل شرعي
فخطر الفتوى بغير دليل شرعي على من أفتى أكثر من غيره فإن من ابتدع بدعة كان عليه إثمها وإثم من عمل بها إلى يوم القيامة فهو مسؤول عن كل ما يفتي به لأن في ذلك ضلال له وإضلال لغيره وسيجازيه الله على ذلك ,
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا « من أفتى فتيا بغير علم كان إثم ذلك على الذي أفتاه [2]» .
والأدلة على تحريم الإفتاء بغير علم كثيرة منها :
* قول الله سبحانه وتعالى :)وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً((الاسراء:36) أي لا تقل ما ليس لك به علم فتحاسب على ذلك .
ولقد كان السلف الصالح قدوة في كل خير وأهل للفتيا ومع ذلك كانوا حريصين على أنفسهم .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :« ما أبردها على الكبد ، ما أبردها على الكبد » فقيل له : وما ذاك ؟ قال : « أن تقول للشيء لا تعلمه : الله أعلم [3]»
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " يا أيها الناس من عَلِمَ شيئا فليقل به ، ومن لم يعلم فليقل : اللّه أعلم ؛ فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم اللّه أعلم [4]".
وعن عقبة بن مسلم قال : صحبت ابن عمر أربعة وثلاثين شهرا فكثيرا ما كان يسأل فيقول : « لا أدري » ثم يلتفت إلي فيقول : « تدري ما يريد هؤلاء ؟ يريدون أن يجعلوا ظهورنا جسرا لهم إلى جهنم [5]».
وقال الإمام مالك : " ينبغي للعالم أن يألف فيما أشكل عليه قول : لا أدري ؛ فإنه عسى أن يهيأ له خير[6]"
وعن زيد بن حباب قال : رأيت سفيان إذا سئل عن المسائل قال : « لا أدري حتى يظن من رأى سفيان ولا يعرفه أنه لا يحسن من العلم شيئا [7]».
وَقَالَ الْقَعْنَبِيُّ : دَخَلْت عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ ، فَسَلَّمْت عَلَيْهِ ، ثُمَّ جَلَسْت ، فَرَأَيْتُهُ يَبْكِي ، فَقُلْت لَهُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، مَا الَّذِي يُبْكِيك ؟ فَقَالَ لِي : يَا ابْنَ قَعْنَبٍ ، وَمَالِي لَا أَبْكِي ؟ وَمَنْ أَحَقُّ بِالْبُكَاءِ مِنِّي ؟ وَاَللَّهِ لَوَدِدْت أَنِّي ضُرِبْت بِكُلِّ مَسْأَلَةٍ أَفْتَيْت فِيهَا بِالرَّأْيِ سَوْطًا ، وَقَدْ كَانَتْ لِي السَّعَةُ فِيمَا قَدْ سُبِقْت إلَيْهِ[8]»
وحاشا الإمام مالك أن يفتي برأيه ,ولكنه الورع والتقوى وتعظيم حرمات الله والخوف من الوقوع في الخطأ.
ألا فليعتبر العلماء عموما وعلماء أهل البدع على وجه الخصوص بورع السلف الصالح وحرصهم على إنقاذ أنفسهم .فالمفتي بغير دليل شرعي يقع في مخاطر عظيمة دلت عليها دلة عامة وخاصة منها :
1) أنه يُشَاقِقِ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ :قال الله تعالى:)وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (النساء:115.
2) أنه محدث في الدين ما ليس منه:لحديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ [9]".
3) أنه من الذين يسنون في الإسلام سنة سيئة:قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ :"مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ [10]".
4) أنه سيحمل وزره وأوزار الذين يعملون بفتواه :قال الله تعالى :)لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ([ النحل : 25 ] قال الإمام الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان :المراد بذلك أنهم حملوا أوزار ضلالهم في أنفسهم ، وأوزار إضلالهم غيرهم .اهـ .
5) أنه من الذين رغبوا عن سنة رسول اللهr:لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:« ومن رغب عن سنتي فليس مني [11]».
قال الحافظ في فتح الباري :الْمُرَاد بِالسُّنَّةِ الطَّرِيقَة لَا الَّتِي تُقَابِل الْفَرْض ، وَالرَّغْبَة عَنْ الشَّيْء الْإِعْرَاض عَنْهُ إِلَى غَيْره ، وَالْمُرَاد مَنْ تَرَكَ طَرِيقَتِي وَأَخَذَ بِطَرِيقَةِ غَيْرِي فَلَيْسَ مِنِّي .اهـ
6) أنه من الذين يكذبون على الله وعلى رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:قال الله تعالى:)وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ( الأنعام:21. وقال الله تعالى :)وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ(هود:18.
7) أنه جاهل:لحديث جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ خَرَجْنَا فِي سَفَرٍ فَأَصَابَ رَجُلًا مِنَّا حَجَرٌ فَشَجَّهُ فِي رَأْسِهِ ثُمَّ احْتَلَمَ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ هَلْ تَجِدُونَ لِي رُخْصَةً فِي التَّيَمُّمِ فَقَالُوا مَا نَجِدُ لَكَ رُخْصَةً وَأَنْتَ تَقْدِرُ عَلَى الْمَاءِ فَاغْتَسَلَ فَمَاتَ فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أُخْبِرَ بِذَلِكَ فَقَالَ قَتَلُوهُ قَتَلَهُمْ اللَّهُ أَلَا سَأَلُوا إِذْ لَمْ يَعْلَمُوا فَإِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ [12]".
قال الإمام النووي في كتابه(آداب الفتوى والمفتي والمستفي ):اعلم أن الإفتاء عظيم الخطر، كبير الموقع، كثير الفضل، لأن المفتي وارث الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم - وقائم بفرض الكفاية ولكنه معرض للخطأ ; ولهذا قالوا: المفتي موقع عن الله تعالى.وروينا عن ابن المُنكدر قال: "العالم بين الله تعالى وخلقه، فلينظر كيف يدخل بينهم".وروينا عن السلف وفضلاء الخلف من التوقف عن الفتيا أشياء كثيرة معروفة...وروينا عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: "أدركتُ عشرين ومائة من الأنصار من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يُسأل أحدهم عن المسألة فيردها هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا، حتى ترجع إلى الأول". وفي رواية: "ما منهم من يحدث بحديث، إلا وَدَّ أن أخاه كفاه إياه، ولا يستفتى عن شيء إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا".اهـ المراد باختصار يسير.
خطر قبول الفتوى العارية عن الدليل الصحيح
وقد تقدم حديث جابر في قصة الرجل الذي اغتسل فمات بسبب فتوى غسل رأسه وقد جرح .
قال العلامة ابن باز:فالواجب على طالب العلم وعلى كل مسلم أشكل عليه أمر من أمور دينه أن يسأل عنه ذوي الاختصاص من أهل العلم وأن يتبصر وأن لا يقدم على أي عمل بجهل يقوده إلى الضلال[13].اهـ.
قال الخطيب البغدادي في كتابه (الفقيه والمتفقه):باب أدب المستفتي أول ما يلزم المستفتي إذا نزلت به نازلة أن يطلب المفتي , ليسأله عن حكم نازلته فإن لم يكن في محلته وجب عليه أن يمضي إلى الموضع الذي يجده فيه فإن لم يكن ببلده لزمه الرحيل إليه , وإن بعدت داره , فقد رحل غير واحد من السلف في مسألة.
وقال أيضا:فعليه أن يسأل من يثق بدينه ويسكن إلى أمانته عن أعلمهم وأمثلهم , ليقصده ويؤم نحوه , فليس كل من ادعى العلم أحرزه , ولا كل من انتسب إليه كان من أهله.اهـ.
من نصائح الإمام الوادعي للمستفتين
وقال أيضا : فالذي أنصح به إخواني في الله أن يسألوا عن الدليل ,ولا يأخذوا دينهم من إذاعة كانت لسب الرب فقد كانت إذاعة عدن [15]لسب الدين ولسب الرب ,والآن يريدون أن يحاربوا الدين بأصحاب العمائم والمسابح[16]ولكن أهل السنة بإذن الله لهم بالمرصاد ,ورب العزة يقول في كتابه الكريم :) فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ( (الانبياء: من الآية7) ولا بد في المفتي أن يتقي الله فإنه موقع عن الله [17]..اهـ.
وقال رحمه الله تعالى : الذي أنصح الأخ إن كان من طلبة العلم أن يبحث في الكتب ويحرص كل الحرص على أن يقف على الحقيقة بنفسه من كتب أهل العلم والأمر ميسر إن شاء الله فإن لم يتيسر له ذلك فالمعتبر هو طمأنينة النفس فإن اطمأنت نفسه بسؤال أول عالم مع الدليل لا بد أن تطالبه بالدليل لأن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم:)اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (الأعراف:3.
فإذا أتى بالدليل من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفهمت ذلك فلك أن تكتفي بهذا أو لك أن تسأل غيره ولئلا يكون الدليل منسوخا أو لم يدل على ما استدل به فإنه يخشى أن يوجد من المفتين من يكون متمذهبا ويفتي بمذهبه ,فإن لك أن تتثبت لا بأس [18].
منع تزويج الهاشمية بغير هاشمي مسألة دولية لا دليلية
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفـة فلعلـه لا يظلـم
النهي عن اشتراط ما لم يرد في الشرع
قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله في كتابه(الاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار):وأما قوله كل شرط ليس في كتاب الله فمعناه كل شرط ليس في حكم الله وقضائه من كتابه أو سنة نبيه فهو باطل.اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في (فتح الباري):وتوجيه ذلك أن يقال المراد بكتاب الله في الحديث المرفوع حكمة وهو أعم من أن يكون نصا أو مستنبطا وكل ما كان ليس من ذلك فهو مخالف لما في كتاب الله والله أعلم.اهـ.
وقال الإمام القرطبي رحمه الله كما في (عمدة القاري) و(شرح العمدة) للهيميد :قوله "ولو كان مائة شرط" خرج مخرج التكثير يعني أن الشروط الغير المشروعة باطلة ولو كثرت.
النهي عن التفاخر بالأحساب والأنساب
قالوا حري إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفع وإن قال أن لا يسمع . فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ( هذا خير من ملء الأرض مثل هذا[37]".
قال الشاعر :
إذا افتخرت بأقوام لهم شرف قلنا صدقت ولكن بئس ما ولدوا
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: وَبَعْضُ النَّاسِ يَتْرُكُ الصِّفَاتِ الْمَطْلُوبَةَ الَّتِي هِيَ سَبَبٌ لِحُصُولِ الرُّتَبِ الْعَالِيَةِ اتِّكَالًا عَلَى حَسَبِهِ وَنَسَبِهِ ، وَفِعْلِ آبَائِهِ فَهَذَا أَعْمَى فَلِلَّهِ دَرُّ الْقَائِلِ :
لَسْنَا وَإِنْ كَـرُمَتْ أَوَائِلُنَا أَبَدًا عَلَى الْأَحْسَابِ نَتَّكِلُ
نَبْنِي كَمَا كَانَتْ أَوَائِلُنَا تَبْنِي وَنَفْعَــلُ مِثْلَ مَا فَعَلُـوا
وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ تَمَثَّلَ بِهَذَيْنِ الْبَيْتَيْنِ .
عدم الانتفاع بالحسب والنسب في الآخرة إن فقد العمل الصالح
وقال الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"...ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه [39]".
وعن أبيهريرة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : سئل منأكرم الناسقال " أكرمهمأتقاهم[40] ".وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في خطبته في أيام التشريق "يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت قالوا أبلغ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم [41]"
وعن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جهارا غير سر يقول ألا إن آل أبي فلان ليسوا بأولياء إنما وليي الله وصالح المؤمنين [42]".
وقال الطيبي :" لا أوالي أحدا بالقرابة وإنما أحب الله لحقه الواجب على العباد وأحب صالح المؤمنين لوجه الله وأوالي من أوالي بالإيمان والصلاح سواء كان من ذوي رحمة أم لا " اهـ
لعمرك ما الإنسان إلا ابن دينه * فلا تترك التقوى اتكالا على النسب
فقد رفع الإسلام سلمان فارس * وقد وضع الشرك النسيب أبا لهب
وقال رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لفاطمة : « يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي لا أغني عنك من الله شيئا [44]» .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري :وَقَدْ جَاءَ الشَّرْع بِالتَّسْوِيَةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِي مُعْظَم الْأَحْكَام ، وَأَنَّ التَّفَاضُل الْحَقِيقِيّ بَيْنَهمْ إِنَّمَا هُوَ بِالتَّقْوَى ، فَلَا يُفِيد الشَّرِيف النَّسَب نَسَبه إِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْل التَّقْوَى،وَيَنْتَفِع الْوَضِيع النَّسَب بِالتَّقْوَى كَمَا قَالَ تَعَالَى)إِنَّ أَكْرَمكُمْ عِنْدَ اللَّه أَتْقَاكُمْ ( اهـ
فالأدلة واضحة وصحيحة صريحة أنه لا ينتفع الإنسان بنسبه وحسبه إذا فقد العمل الصالح ؛لأن في ذلك ضعة في الدنيا والآخرة.قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: »إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي ، وليس كذلك ، إن أوليائي منكم المتقون ، من كانوا ، وحيث كانوا ، اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحت ، وأيم الله لتكفأن أمتي عن دينها كما يكفأن الإناء في البطحاء[45]«. وعن أبي هريرة أن الرسول r قال : » إن أوليائي يوم القيامة هم المتقون ، وإن كان نسب أقرب من نسب ، لا يأتي الناس بالأعمال ، وتأتون بالدنيا تحملونها على أرقابكم وتقولون : يا محمد ، فأقول هكذا . وأعرض في عطفيه[46]«.
ذم التمسك بالعادة القبيحة وتضييع الغيرة الصحيحة
قال لبيد بن ربيعة العامري :
ذهب الذين يعاش في أكنافهـم ،،،وبقيت في نسل كجلد الأجرب
وقال أبو نعيم لكني أقول :
ذهب الناس فاستقلوا وصرنا خلفا في أراذل النسناس
في أناس نعدهم من عديد فإذا فتشوا فليسوا بناس
كلما جئت أبتغي النيل منهم بدروني قبل السؤال بياس
وبكوا لي حتى تمنيت أني منهم قد افلت رأسا براس
ففي سؤال تم توجيهه لإحدى النساء والتي تعدت سن الزواج عن الأسباب الكاملة وراء هذا الأمر رغم أنها على درجة من الجمال والأدب والنسب فقالت :المسألة باختصار شديد أنني أنتمي إلى إحدى القبائل العريقة وهي ككل القبائل لها معايير خاصة في مسألة الزواج ,ومن المستحيل من يتزوج منا من عنده نقص في هذه المعايير ,ولو بقدر يسير ,ومن هذه المعايير معيار المفاضلة في النسب- بمعنى أنه لا يتزوج من قبيلتنا من ينتمي إلى قبيلة أقل نسبا منا- ,وإن كنت لا أعرف هذه الأمور ,إلا أن الآباء والأجداد يتمسكون بها وهي بالنسبة لهم أهم من أي شيء في الحياة...إن معيار المفاضلة هذا هو الذي عصف بحياتي ومستقبلي كامرأة من حقها أن تنال حقها في الحياة وتشبع رغبتها في تكوين أسرة وبيت وتنعم بالأمومة...[47]"اهـ
قلت :لقد أصبح بعض الرجال يمنع موليته عن الزواج الشرعي ويتركها تختلط بالرجال في الأسواق والوظائف
وهذا الصنف يظهر الغيرة على حسبه ونسبه في ثوب أن ابنته لا تتزوج إلا ممن يساويها في ذلك وهو غير صادق بدليل أنه يترك لها مجال الاختلاط بالرجال ومعلوم شؤم الاختلاط عند الشرفاء الغيورين على أعراضهم لأنه شر محض .
وعلى هؤلاء ينطبق قول الشاعر :
معيب على الإنسان ينسى عيوبه ويذكر عيبا في أخيه قد اختفى
فلو كان ذا عقل لما عاب غيره وفيه عيوب لو رءاها بها اكتفى
وصدق الشاعر في قوله :
ومن رعى غنما في أرض مسبعة وغاب عنها تولى رعيها الأسد
وقال الشاعر :
أرى حللا تصان على الرجال وأعـراضا تذل فـلا تصان
يقـولـون الزمـان به فساد وهم فسدوا وما فسد الزمان
إذا لم تصن عرضا ولم تخش خالقا وتستح مخلوقا فما شئت فاصنع
فإذا خرجت فتخرج وهي محتجبة محتشمة غير مستعطرة لا تمشي وسط الطريق بل في حافتها كما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ " أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ [49]"
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ :"عليكن بحافات الطريق[50]" فكانت المرأة نلتصق بالجدار لشدة الحياء.
وصدق الشاعر في قوله :
كفى حزنا أن المروءة عطلت وأن ذوي الألباب في الناس ضيع
فلسنا مع الذين منعوا النساء من الزواج الشرعي مع إبقائهن في البيوت .
ولكنهم أهون من الذين ضيعوهن بالكلية وتركوهن في الشوارع والأسواق كالبهائم السائبة ومع هذا رضوا بأن يتوظفن مع الرجال في غرفة واحدة ودنسوا أعراضهم من أجل شيء من المال فأين الغيرة وأين العزة والكرامة يا من لا تزوجون بناتكم بصالحي المؤمنين .
قال الشاعر :
وما خشيت من الماضي ونكبته إني أخاف على قومي من الآتي
وصدق الشاعر حيث قال :
أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض في المال
أحتال للمال إن أدي فأكسبه ولست للعرض إن أدي بمحتال
فيا صاحب الحسب والتسب والأصل والفصل اين ابنتك ؟وأين أختك ؟وكم عمرهما؟ وهل رضيت بزواجهما أم بوظيفتهما إلى جانب الرجال غير المحارم ؟.
قال الشاعر :
لا تقل أصلي وفصلي أبدا إنما أصل الفتى ما قد حصل
فهل اعتبر الذين تتنازلوا عن الغيرة الحميدة والفضيلة وتمسكوا بالعادت القبيحة؟؟.
قال صاحب كتاب (أخطاء في مفهوم الزواج):وأما أنت أيتها البنت العزيزة الكريمة فاحذري أن تقعي في حبالة التقاليد الفاسدة أو العادات المنحرفة,فأنت الخاسرة الأكبر في ذلك فلا تقدمي المال والجاه والمنصب على الدين القويم والخلق الزكي الكريم.إن كثيرا ما يتطلع إليه الفتياة في زوج المستقبل عرضة للتغير والتحول والضياع والتبديل وعندئذ تخف على الفتاة الشقوة والخسارة ,أما الدين الحق والخلق القويم فإنهما ثابتان ثبوت الرواسي من الجبال .بل الغالب الأعم أنهماينموان ويزدادان رسوخا وقوة هذا هو الغالب .أما النادر في الحالات فهو شاذ .اهـ المراد .
التحذير من سوء عاقبة الظلم
فقد حرم الله الظلم على نفسه وحرمه على العباد لما جاء عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رَوَى عَنْ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا [53]"
فمهما كثر البلاء، واشتد الألم فإن عاقبة الظلم وخيمة، وإن العاقبة الحميدة إنما هي للتقوى وللمتقين، كما بين ذلك ربنا في كتابه الكريم؛ فماذا كانت عاقبة فرعون، وهامان وقارون، وغيرهم من الطغاة الظلمة؟ إنها الدمار، والبوار، وجهنم وبئس القرار، وماذا كانت عاقبة الأنبياء والمصلحين المقسطين من عباد الله المؤمنين ؟إنها الفلاح والنصر، والتمكين، والجنة ونعم عقبى الدار.
قال النيسابوري في تفسير قوله تعالى:{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}سورة البقرة:124.قال:وفي الآية إنذار بليغ وتخويف شديد عن وخامة عاقبة الظلم وقبح موقعه فإنه يحط أولاً عن رتبة النبوة {لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} (البقرة: من الآية124) وثانياً عن درجة الولاية {أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}(هود: من الآية18)وثالثاً عن مرتبة السلطنة « بيت الظالم خراب ولو بعد حين » ، ورابعاً عن نظر الخلائق « جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها » وخامساً عن حظ نفسه {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } [ البقرة : 57 ].
وإليك بعض الأدلة التي فيها التحذير من الظلم وتبيين سوء عاقبته لعل في ذلك عبرة لمن اعتبر:
فمما يدل على ذلك قوله تعالى:{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} (الشعراء: من الآية227)
وقال الله تعالى :{وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} (ابراهيم:42)
وقال الله تعالى :{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}هود:102.
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:"وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ[54]"
و قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:"الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ[55]وعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ اسْتَعْمَلَ مَوْلًى لَهُ يُدْعَى هُنَيًّا عَلَى الْحِمَى فَقَالَ يَا هُنَيُّ اضْمُمْ جَنَاحَكَ عَنْ الْمُسْلِمِينَ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ مُسْتَجَابَةٌ [56]".
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ : " اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ ، يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلالُهُ : وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ [57]".
[1] - رواه البخاري 100ومسلم 2673..
[2] - رواه أبو داود 3 / 321 رقم 3657 وابن ماجه 1 / 20 رقم 8 والدارمي 1 / 53 رقم 2161 وأحمد 2 / 321 ، 365 والحاكم 1 / 126 وقال الحاكم صحيح وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
[3] - جامع بيان العلم وفضله 2/836.
[4] - رواه البخاري برقم 4809و 4822.
[5] - جامع بيان العلم وفضله 2/841.برقم 1585 .
[6] - جامع بيان العلم وفضله 2 / 839 ، برقم 1574 .
[7] - مسند ابن الجعد 277.
[8] - رواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله والحميدي في جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس 2/552والضبي في بغية الملتبس 2/617 وابن حزم في الأحكام والذهبي في السير ,وذكر ابن القيم في إعلام الموقعين عن رب العالمين .
[9] - رواه البخاري 2697ومسلم 1718.
[10] - أخرجه مسلم في العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة، برقم (2674).
[11] - رواه أحمد5/409(23870) وقال الهيثمي في المجمع رحاله رجال الصحيح وصححه شعيب.
[12] - رواه أبو داود وابن ماجة وأحمد وغيرهم وأخرجه الحاكم وصححه. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود1/69.
[13] - فتاوى ابن باز.
[14] - رياض الجنة ص 21.
[15] - صحيح كان ذلك في زمن الاشتراكية قبل أن يتوحد اليمن شماله وجنوبه.
[16] - يعني شيخنا بأصحاب العمائم الشيعة وبأصحاب المسابح الصوفية .
[17] - قمع المعاند ص 341.
[18] - إجابة السائل ص 638. تنبيه:لقد جمعت نصائح شيخنا المتنوعة التي في كتبه وأشرطته وجعلتها26 فصلا ولله الحمد والمنة .
[19] - رواه البخاري 5090ومسلم 1466.
[20] - وأبو داود 2/240 برقم 2102 والحاكم 2/164 وابن حبان 4/172رقم 1249 موارد وحسنه مصطفى في أحكام النساء 4/280 ) وقال الألباتي في السلسلة الصحيحة :قوله:(أنكحوا أبا هند):أي: زوجوه بناتكم( و انكحوا إليه ):أي:اخطبوا إليه بناته،ولا تخرجوه منكم للحجامة . كذا في" عون المعبود " .
[21] - رواه مسلم1480 .
[22] - رواه الترمذي في كتاب النكاح 3/395 رقم 1085 وابن ماجة والطبراني في الكبير والأوسط وَقال الترمذي حسن وحسنه الألباني أيضا في الإرواء 6/266 .
[23] - جاء في صحيح ابن حبان وصححه شعيب وأصله في الصحيحين خ 3729وم 2449أن الرسول صصص حطب الناس فقال:أما بعد فإني أنكحت أبا العاص ابنتي فحدثني فصدقني"
[24] - هو :عثمان بن عفان بن أبي العاص بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف بن كلاب .كما في الطبقات لابن سعد 3/53والإصابة لابن حجر4/377.
[25] - هو: عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي.أبو حفص .
[26] - هو: أبو محمد الامير الشهير الظالم الكبير الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبى عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب الثقفى. من الأجلاف. قتل ابن الزبير وصلبه سنة ثلاث وسبعين،وقتل سعيد بن جبير صبرًا ظلمًا فى شعبان سنة خمس وتسعين، ولم يعش الحجاج بعده إلا أيامًا، وكان عمر سعيد بن جبير حين قُتل تسعًا وأربعين سنة.
[27] - هو:المنذر بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي.
[28] - هو :عبد الله بن الزبير بن العوام القرشى الأسدى ، أبو بكر ، و يقال أبو خبيب .كما في تهذيب الكمال
[29] - هو: عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان القرشي الأموي والد محمد بن عبد الله المعروف بالديباج .
[30] - هو: عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام بن خويلف بن أسد بن عبد العزى بن قصي
[31] - رواه أحمد 2/ 194 وصحيحه شعيب.
[32] - سبق تخريجه .
[33] - رواه البخاري 9/129 رقم 5063 ومسلم 9/ 150 رقم 1401)
[34] - رواه البخاري2561ومسلم 1504.
[35] - رواه أبو داود رقم 5116 والترمذي رقم 3501, 3955 وحسنه وأخرجه أحمد 16/300 وصححه أحمد شاكر وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصعير 2/119وهو في صحيح الترمذي برقم 2608وفي الصحيحة برقم 2700.
[36] - رواه مسلم 6/208-209 رقم 934 .
[37] - سبق تخريجه
[38] - رواه أحمد 4/128 والبيهقي في الشعب رقم 5133 وهو في صحيح الجامع 1504 والصحيحة 1270.
[39] - رواه مسلم رقم 2699.عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ.
[40] - سبق تخريجه .
[41] - رواه أحمد5/411 والبيهقي في الشعب 5137.وهو في الصحيحة برقم 2700.
[42] - رواه البخاري 5990 ومسلم برقم 215 .
[43] - رواه البخاري 3527.
[44] - سبق تخريجه .
[45] - رواه أحمد (5/235) وغيره عن معاذ بن جبل وهو صحيح في الصحيح المسند من دلائل النبوة . للإمام الوادعي.
[46]- رواه ابن أبي عاصم برقم (219) والبخاري في "الأدب المفرد" برقم (300) .
[47] - انظر القصة في كتاب إرشاد الخاطب والمخطوبة والآداب المطلوبة ص 44-45.
[48] - رواه البخاري 3484.
[49] - رواه أبو داود والترمذي و النسائي وابن خزيمة وعيرهم.وهو في صحيح الجامع .
[50] - رواه أبو داود والبيهقي في الشعب وحسنه الألباني في صحيح الجامع وفي صحيح أبي داود..
[51] - انظر كتاب الغيرة على المرأة ص 6164للشيخ عبد الله المانع.
[52] - جلباب المرأة المسلمة للعلامة الألباني .
[53] - رواه مسلم 2577.
[54] - رواه البخاري 2448ومسلم19عن ابن عباس رضي الله عنهما.
[55] - رواه البخاري 2447و مسلم 2579 عن ابن عمر رضي الله عنهما.
[56] - رواه البخاري 2448ومسلم 19.
[57] - رواه الطبراني في الكبير وهو في الصحيحة 870 من حديث خُزَيْمَةَ بن ثَابِتٍ.
تعليق