بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يُحب ربنا ويرضى، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه..............وبعد،
فأقدّم بين يدي إخواني طلبة العلم هذه الفوائد الذهبية من شرح الأربعين النووية لشيخنا العلامة المحدث أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله تعالى- اقتطفتها من ذلك الكتاب الماتع (شرح الأربعين النووية).
هذا ، وأسال الله أن ينفعنا جميعا بهذه الفوائد وأن يجزي شيخنا خيرا ويبارك فيه وفي علمه.
وستكون هذه الفوائد على شكل سلسلة:
-------------------------------فأقدّم بين يدي إخواني طلبة العلم هذه الفوائد الذهبية من شرح الأربعين النووية لشيخنا العلامة المحدث أبي عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله تعالى- اقتطفتها من ذلك الكتاب الماتع (شرح الأربعين النووية).
هذا ، وأسال الله أن ينفعنا جميعا بهذه الفوائد وأن يجزي شيخنا خيرا ويبارك فيه وفي علمه.
وستكون هذه الفوائد على شكل سلسلة:
(الحديث الثالث)
حديث أركان الإسلام
قال الإمام البخاري- رحمه الله-:
حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:((بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)). وأخرجه مسلم.
..................................
.وهنا التاء في قوله:((وإقام الصلاة))، محذوف كما قيل:
ذكر هذا الشوكاني عند آية:{وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار}، من تفسير سورة النور.
..................................
.هذا الحديث متفق عليه، وقد توبع فيه عبيد الله، وتوبع فيه حنظلة، وتوبع فيه عقبة بن خالد، ومخرجه عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما-.
..................................
.وابن عمر من المكثرين:
..................................
.ابن عمر بعد أبي هريرة في الإكثار، وهو من العبادلة:
العبادلة، يعني الذي تأخر موتهم، وإلا فالعبادلة من الصحابة كثير فوق ثلاثمائة ممن يسمون بعبد الله، لكن هؤلاء الذين تأخر موتهم الأربعة: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير.
..................................
.قوله:((بني الإسلام على خمس))، وفي رواية:((خمسة))، وقوله:((على خمس))، أي: خمس دعائم، وقوله: على خمسة، أي: أركان.
..................................
.والأربعة مبنية على ركن واحد وهو الشهادة، لا تصح صلاة، ولا زكاة، ولا صيام، ولا حج، ولا غيرها من الأعمال إلا بعد كلمة التوحيد، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، صدقا وإخلاصا لله سبحانه، ولهذا بدأ بها،
وهي أول واجب، وآخر واجب على العبد، لحديث ابن عباس- رضي الله عنهما-، أن النبي- صلى الله عليه وسلم- بعث معاذاً- رضي الله عنه- إلى اليمن، قال:((إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله...))، الحديث متفق عليه.
وأخرج مسلم من حديث أبي سعيد الخدري، أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:((لقنوا موتاكم لا إله إلا الله))،
وهذه دعوة المرسلين ما من نبي إلا ويدعو إليها، قال تعالى:{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}، وقال:{واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه أن لا تعبدوا إلا الله}، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يتبع المشركين في أسواقهم ذي المجنة، وذي المجاز وعكاظ، ويقول:((قولوا لا إله إلا الله تفلحوا))، فهذه الكلمة من أسباب الفلاح، قال- صلى الله عليه وسلم:((قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه))،
..................................
.ولها ركنان: النفي، والإثبات، (لا إله) نفي لإلوهية دون الله-سبحانه-، (إلا الله) إثبات إلوهية الله-سبحانه وتعالى-، ولها ثمانية شروط نظمها بعضهم فقال:
هذه شروطها مأخوذة من القرآن والسنة، ما من شرط إلا وعليه دليل، تراجع في ذينك المصدرين كتاب ابن رجب، وكتاب حافظ حكمي ((معارج القبول)) رحمهما الله.
ولو لم يكن من فضلها إلا أن من مات وهو لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة كما في حديث أبي سعيد قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-:أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة)).أخرجه مسلم،
وحديث البطاقة، حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:((إن الله –عز وجل- يستخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعا وتسعين سجلا كل سجل مد البصر، ثم يقول له: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمتك كتبتي الحافظون؟، قال: لا يا رب، فيقول ألك عذر أو حسنة؟ فيبهت الرجل ويقول:لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة واحدة لا ظلم اليوم عليك، فتخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول عبده ورسوله، فيقول: أحضروه فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات، فيقول: إنك لا تُظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة، قال: فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل شيء بسم الله الرحمن الرحيم)).
..................................
.قوله:((شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله))، الشهادتان متلازمتان وقول النبي- صلى الله عليه وسلم-:((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإن فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم))، دل هذا على أنه إن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله عصم دمه وماله إلا بحق الإسلام، بل ويعصم عرضه إلا بما خصص بدليل، كما ذكر في هذين البيتين لابن أبي شريف:
نقلها الصنعاني في ((سبل السلام))، وذكرها النووي في((رياض الصالحين))، نثرا.
..................................
حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:((بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان)). وأخرجه مسلم.
..................................
.وهنا التاء في قوله:((وإقام الصلاة))، محذوف كما قيل:
ثلاثة تحذف تائها****مضافة عند جميع النحاة
وهي إذا شئت أبو عذرها****وليت شعري وإقام الصلاة
وهي إذا شئت أبو عذرها****وليت شعري وإقام الصلاة
ذكر هذا الشوكاني عند آية:{وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار}، من تفسير سورة النور.
..................................
.هذا الحديث متفق عليه، وقد توبع فيه عبيد الله، وتوبع فيه حنظلة، وتوبع فيه عقبة بن خالد، ومخرجه عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما-.
..................................
.وابن عمر من المكثرين:
المكثرون في رواية الأثر****أبو هريرة يليه ابن عمر
وأنس والحبر كالخدري****وجابر وزوجة النبي
وأنس والحبر كالخدري****وجابر وزوجة النبي
..................................
.ابن عمر بعد أبي هريرة في الإكثار، وهو من العبادلة:
أبناء عباس وعمرو وعمر****وابن الزبير هم العبادلة الغرر
العبادلة، يعني الذي تأخر موتهم، وإلا فالعبادلة من الصحابة كثير فوق ثلاثمائة ممن يسمون بعبد الله، لكن هؤلاء الذين تأخر موتهم الأربعة: عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن الزبير.
..................................
.قوله:((بني الإسلام على خمس))، وفي رواية:((خمسة))، وقوله:((على خمس))، أي: خمس دعائم، وقوله: على خمسة، أي: أركان.
..................................
.والأربعة مبنية على ركن واحد وهو الشهادة، لا تصح صلاة، ولا زكاة، ولا صيام، ولا حج، ولا غيرها من الأعمال إلا بعد كلمة التوحيد، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، صدقا وإخلاصا لله سبحانه، ولهذا بدأ بها،
وهي أول واجب، وآخر واجب على العبد، لحديث ابن عباس- رضي الله عنهما-، أن النبي- صلى الله عليه وسلم- بعث معاذاً- رضي الله عنه- إلى اليمن، قال:((إنك تأتي قوما من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله...))، الحديث متفق عليه.
وأخرج مسلم من حديث أبي سعيد الخدري، أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:((لقنوا موتاكم لا إله إلا الله))،
وهذه دعوة المرسلين ما من نبي إلا ويدعو إليها، قال تعالى:{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}، وقال:{واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه أن لا تعبدوا إلا الله}، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- يتبع المشركين في أسواقهم ذي المجنة، وذي المجاز وعكاظ، ويقول:((قولوا لا إله إلا الله تفلحوا))، فهذه الكلمة من أسباب الفلاح، قال- صلى الله عليه وسلم:((قد أفلح من أسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه))،
..................................
.ولها ركنان: النفي، والإثبات، (لا إله) نفي لإلوهية دون الله-سبحانه-، (إلا الله) إثبات إلوهية الله-سبحانه وتعالى-، ولها ثمانية شروط نظمها بعضهم فقال:
علم يقين وإخلاص وصدقك مع ****محبة وانقياد والقبول لها
وزيد ثامنها الكفران منك بما****سوى الإله من الأشياء قد أُلها
وزيد ثامنها الكفران منك بما****سوى الإله من الأشياء قد أُلها
هذه شروطها مأخوذة من القرآن والسنة، ما من شرط إلا وعليه دليل، تراجع في ذينك المصدرين كتاب ابن رجب، وكتاب حافظ حكمي ((معارج القبول)) رحمهما الله.
ولو لم يكن من فضلها إلا أن من مات وهو لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة كما في حديث أبي سعيد قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-:أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة)).أخرجه مسلم،
وحديث البطاقة، حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:((إن الله –عز وجل- يستخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعا وتسعين سجلا كل سجل مد البصر، ثم يقول له: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمتك كتبتي الحافظون؟، قال: لا يا رب، فيقول ألك عذر أو حسنة؟ فيبهت الرجل ويقول:لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة واحدة لا ظلم اليوم عليك، فتخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول عبده ورسوله، فيقول: أحضروه فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات، فيقول: إنك لا تُظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة، قال: فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل شيء بسم الله الرحمن الرحيم)).
..................................
.قوله:((شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله))، الشهادتان متلازمتان وقول النبي- صلى الله عليه وسلم-:((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فإن فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم))، دل هذا على أنه إن شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله عصم دمه وماله إلا بحق الإسلام، بل ويعصم عرضه إلا بما خصص بدليل، كما ذكر في هذين البيتين لابن أبي شريف:
الذَّمُّ لَيْسَ بِغِيْبَةٍ في سِتَّةٍ****متظلِّمٍ ومعرِفٍ ومُحََذِّرِ
وَلِمُظْهِرٍ فِسْقاً وَمُسْتَفْتٍ وَمَنْ****طَلَبَ الإِعَانَةَ في إِزَالَةِ مُنْكَرِ
وَلِمُظْهِرٍ فِسْقاً وَمُسْتَفْتٍ وَمَنْ****طَلَبَ الإِعَانَةَ في إِزَالَةِ مُنْكَرِ
نقلها الصنعاني في ((سبل السلام))، وذكرها النووي في((رياض الصالحين))، نثرا.
..................................
يُتبـــــــــع إن شاء الله....
تعليق