الحمد الله والصلاةوالسلام على رسول الله وعلى آله وأزواجه وذريته وسلم.
وبعد:
تلبيةً لطلب أخينا الكريم محمد السوري ونزولاعند رغبة كثير من إخواننا أن نشرح الدعوة في تنزانيا فأقول باختصار:
في تأريخ 3/ ذي القعدة لعام /1431هـ أرسل إليّ شخناالعلامة الحجوري رسولا بعد درس الظهر أن آتيه فطلب مني أن أذهب إلى تنزانيا للدعوةإلى الله بمشورة بعض مشايخ الدار وكنت في غاية الحرص على عدم الذهاب لمواعيد مسبقة وأمور يعلمها الله ولكن الشيخ لم ير غير ذهابي فاستعنت بالله ورحلت إلى تنزايا بصحبة أخي العزيز سعيد شقوق المهري ثم التنزاني فأقمت في مسجد الألباني في العاصمة دار السلام فرأيت الدعوة في ضعف والأعداء في تسلط شديد عليها فاستعنت بالله وبدأت التدريس في التوحيد والفقه والعقيدة والنحو معرضا عن الكلام في الجماعات والأفراد المنحرفين لأمور كثيرة رأيتها ، فكُممت كثيرا من الأفواه التي كانت تتطاول على الدعوة ودعاتها وبدأ شعاع الخير يمتد يمينا وشمالا ويدور الحديث عند الناس حول الفائدة الحاصلة بعد أن كان بعض الناس أشباه العوام يقول: أهل دماج ما عندهم معرفة بالتوحيد يحتاج هو يرحل لتعليمهم التوحيد، فحينئذ غيروا أساليب المكر بالدعوة وأكثر ما حاولوا فيه هو التكتيم والطربلة على أصحابهم والحرص على عدم نفوذ دعوتنا وتحريض أصحاب المساجد على عدم قبولنا فيها وفي ذلك كله كنا نشغل الناس بالعلم والتعليم فقط.
فبعد أربعة أشهر من وصولي يسر الله برحلة دعوية إلى خارج دار السلام فطفنا على محافظات كثيرة تقارب (ألف وخمس مائة كيلو) حتى وصلنا حدود (أوغندا)استمرت ستة عشر يوما فسمع الناس خيرا ورفعت منهم كثير من الشبه المكذوبة والتلبيسات وكانت فيها بشرى و فرحة عظيمة لأهل السنة وإغاظة عظيمة لأهل البدعة ، ومن حينها ضاق أهل الأهواء ذرعا وأيقنوا أن الحق سيظهر فازداد مكرهم وكيدهم وتجمع عامة الطوائف من الصوفية و أنصار السنة والحركيين وأصحاب الجمعيات صفا واحدا ضد الحق وفي كل ذلك ندعو الله ونستعين به على إظهار الحق.
وبالمقابل كان في أوساط أهل السنة أناس متلبسون بالسنة وآخرون يحبون السيادة والدنيا الفانية لم يستطيعوا الصبر على تقدم الدعوة فشرق بها من شرق وأظهر الكثير منهم ما كان يبطن من الشر والكيد فأخذ زمامهم ورفع لواءهم رجل يقال له قاسم مافوتا يصدق عليهم قول الله: (ﭧ ﭨ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﭼالشمس: ١٢- لا نريد إلا المعنى العام لا تكفيره- فقام بفتنة عظيمة وقد أعدها منذ سمع بأنه سينزل داعية من دماج فبدأ بين طلابه يرمي ببعض الأفكار حول الشيخ يحيى وطلاب دار الحديث بدماج ويثير قضية عبد الرحمن العدني من التحت و بأساليب ماكرة .
فكثر الكلام أوساط السلفيين حوله وما يقوم به ونحن نوصي بالصبر والسعي في إصلاح الأمور با لهدوء والسكينة حرصا عليه وعلى من يحب الخير لايغتر به.
فأرسلنا بنصيحة له سرا حول الجمعية التي أحدثها وما ينشره بطريقة وأخرى حول عبد الرحمن العدني وعبيد الجابري وبينّا ذلك بالأدة لعله يتذكرأو يخشى فأخرج ردا ونشره للناس فصبرنا عليه ولم نرد عليه وحرصنا على أن يعود بين إخوانه على سنة النبي صلى الله عليه وسلم واجتمعنا معه للنصح وإزالة الشبه فما كان مستعدا لأخذ الحق وقام يتكلم في أهل السنة فقمنا معقبين عليه وأنّا سنجتمع معه فكان من جوابه ما بيننا وبينكم إلا الردود فبدأت الردود وكانت فتنة عظيمة فحرصنا على بيان الحق للناس فربما خرجت الردود أسبوعيا فبعدها قامت الدعوة على قدم وساق ورحل الطلاب من عامة مناطق تنزانيا ربما بعضهم يمشي من بلده إلينا مايقارب ألفين وخمسمائة كيلو بالطائرة ثلاث ساعات .
وبعد ذلك خرجنا مرة أخرى دعوة إلى كثير من محافظات تنزانيا حتى مشينا ألف كيلو ثم ركبنا باخرة في بحيرة (فكتوريا)- الثانية في العلم – ليلة كاملة فوصلنا محافظة بكوبا وهي حدود أوغندا ، فحصل الخير الكثير بفضل الله وفي هذا الشهرشعبان خرجت رحلة أكبر من التي قبلها بمدة ثمانية عشر يوما .
ثم في حال كتابتي هذه الوريقات وأنا في جنوب تنزانيا حدود (موزنبيق) لمدة خمس أيام والفضل لله وحده .
وجميع أهل الأهواء الآن في ضعف وقد ضاقت بهم الدنيا بما رحبت فنسأل الله أن يكفينا شرهم وأن يعيذنا من فتنة الدنيا والآخرة.
ونبشر إ خواننا بأن الطلاب في ازدياد عظيم حتى لم نجد لهم مكانا للنوم وفي هذا العام جاءنا الطلاب من الدول الاخرى كأوغندا وكينيا وملاوي وجنوب أفريقيا كل هذا مع اشتراطنا أن يكون الطالب مقبولا عندنا إذا كان عمرة خمسة عشر عاما فما فوق ومجيدا للقراءة والكتابة و يفهم خيرا في اللغة العربية وهذا تعلمون أنه شاق في مثل هذه البلدان وكل هذا لضيق المكان وانعدام المعلمين وقداستعنت باستدعاء أحد إخواننا من طلاب دار الحديث ليقوم على حلقات القرآن وهو أخونا المفضال أبوسعد عبدالكريم الحجوري.
ومع هذه الأعباء والانشغال بشؤون الطلاب والردود على أهل الباطل وغير ذلك من أعباء الدعوة فلم يثننا بفضل الله عن مواصلت البحث عن الفوائد والتأليف وكتابة الرسائل المناسبة للبلد وترجمتها.
ومما ترجم باللغة السواحلية الصارم المنكي على من أجاز الاحتفال بمولد النبي ، فتح العلام بتفسير آيات الصيام، والانباء بما لدماج من المنزلة في قلوب العلماء، والتاج المكلل في الدفاع عن العلامة الحجوري المبجل، و تنويرالعينين في صفة الوضوء ونواقضه والمسح على الخفيين ،وكتاب سيترجم قريبا إرشاد ذوي البصائر إلى أهم أحكام المقابر.
ومن باب الفائدة مسجدنا بناؤه أكثره طين وسطحه زنج، و لما علم بذلك شيخنا العلامة الحجوري تعجب جدا وقال هذه الفوضى كلها على هنجر يا إخوان العلم والسنة له قوته.
وأبشر إخواني بأن الله قد يسر الآن ببنائه خمسة دور ما كان بحسبان إخواننا ولو بعد سنيين، ومن سمع ببنائه أراد أن يشارك ببنائه فنعتذر لعدم الحاجة، وهناك أمر أعظم من هذا كله يفرح أهل السنة عما قريب ستعرفونه إنشاء الله.
أخيرا لا يشكر الناس من لا يشكر الله، فنشكر شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي على ما قام به من العلم والدعوة ونفع المسلمين ولولا أن الله جعله سببا لما علمنا هذا الخير إلا أن يشاء الله فنسأل الله أن يسكنه الفردوس.
ونشكر شيخنا العلامة يحي الحجوري على حسن نصحه ومشورته وتعاونه معي وتفقده لأخوانه في تنزايا واندفاعه القوي لنشر الدعوة السلفية .
ونشكر اخواننا الذين زاروا تنزانيا قبلي وفتحوا أبوابها منهم الشيخ الفاضل أبو عمر الحجوري والشيخ زايد الوصابي وعبد الحميد الحجوري وحسين الحطيبي وأبو الدحداح الحجوري.
وجميع إخواني الأفاضل القائمين على الدعوة في تنزانيا عامة ودار السلام خاصة.
والحمد للله رب العالمين.
تم في الساعة العاشرة و خمسة وأربعين دقيقة من ليلة السبت أربع وعشرين شعبان /1433هـ
كتبه أبو محمد عبد الكريم بن غالب الحسني
وبعد:
تلبيةً لطلب أخينا الكريم محمد السوري ونزولاعند رغبة كثير من إخواننا أن نشرح الدعوة في تنزانيا فأقول باختصار:
في تأريخ 3/ ذي القعدة لعام /1431هـ أرسل إليّ شخناالعلامة الحجوري رسولا بعد درس الظهر أن آتيه فطلب مني أن أذهب إلى تنزانيا للدعوةإلى الله بمشورة بعض مشايخ الدار وكنت في غاية الحرص على عدم الذهاب لمواعيد مسبقة وأمور يعلمها الله ولكن الشيخ لم ير غير ذهابي فاستعنت بالله ورحلت إلى تنزايا بصحبة أخي العزيز سعيد شقوق المهري ثم التنزاني فأقمت في مسجد الألباني في العاصمة دار السلام فرأيت الدعوة في ضعف والأعداء في تسلط شديد عليها فاستعنت بالله وبدأت التدريس في التوحيد والفقه والعقيدة والنحو معرضا عن الكلام في الجماعات والأفراد المنحرفين لأمور كثيرة رأيتها ، فكُممت كثيرا من الأفواه التي كانت تتطاول على الدعوة ودعاتها وبدأ شعاع الخير يمتد يمينا وشمالا ويدور الحديث عند الناس حول الفائدة الحاصلة بعد أن كان بعض الناس أشباه العوام يقول: أهل دماج ما عندهم معرفة بالتوحيد يحتاج هو يرحل لتعليمهم التوحيد، فحينئذ غيروا أساليب المكر بالدعوة وأكثر ما حاولوا فيه هو التكتيم والطربلة على أصحابهم والحرص على عدم نفوذ دعوتنا وتحريض أصحاب المساجد على عدم قبولنا فيها وفي ذلك كله كنا نشغل الناس بالعلم والتعليم فقط.
فبعد أربعة أشهر من وصولي يسر الله برحلة دعوية إلى خارج دار السلام فطفنا على محافظات كثيرة تقارب (ألف وخمس مائة كيلو) حتى وصلنا حدود (أوغندا)استمرت ستة عشر يوما فسمع الناس خيرا ورفعت منهم كثير من الشبه المكذوبة والتلبيسات وكانت فيها بشرى و فرحة عظيمة لأهل السنة وإغاظة عظيمة لأهل البدعة ، ومن حينها ضاق أهل الأهواء ذرعا وأيقنوا أن الحق سيظهر فازداد مكرهم وكيدهم وتجمع عامة الطوائف من الصوفية و أنصار السنة والحركيين وأصحاب الجمعيات صفا واحدا ضد الحق وفي كل ذلك ندعو الله ونستعين به على إظهار الحق.
وبالمقابل كان في أوساط أهل السنة أناس متلبسون بالسنة وآخرون يحبون السيادة والدنيا الفانية لم يستطيعوا الصبر على تقدم الدعوة فشرق بها من شرق وأظهر الكثير منهم ما كان يبطن من الشر والكيد فأخذ زمامهم ورفع لواءهم رجل يقال له قاسم مافوتا يصدق عليهم قول الله: (ﭧ ﭨ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﭼالشمس: ١٢- لا نريد إلا المعنى العام لا تكفيره- فقام بفتنة عظيمة وقد أعدها منذ سمع بأنه سينزل داعية من دماج فبدأ بين طلابه يرمي ببعض الأفكار حول الشيخ يحيى وطلاب دار الحديث بدماج ويثير قضية عبد الرحمن العدني من التحت و بأساليب ماكرة .
فكثر الكلام أوساط السلفيين حوله وما يقوم به ونحن نوصي بالصبر والسعي في إصلاح الأمور با لهدوء والسكينة حرصا عليه وعلى من يحب الخير لايغتر به.
فأرسلنا بنصيحة له سرا حول الجمعية التي أحدثها وما ينشره بطريقة وأخرى حول عبد الرحمن العدني وعبيد الجابري وبينّا ذلك بالأدة لعله يتذكرأو يخشى فأخرج ردا ونشره للناس فصبرنا عليه ولم نرد عليه وحرصنا على أن يعود بين إخوانه على سنة النبي صلى الله عليه وسلم واجتمعنا معه للنصح وإزالة الشبه فما كان مستعدا لأخذ الحق وقام يتكلم في أهل السنة فقمنا معقبين عليه وأنّا سنجتمع معه فكان من جوابه ما بيننا وبينكم إلا الردود فبدأت الردود وكانت فتنة عظيمة فحرصنا على بيان الحق للناس فربما خرجت الردود أسبوعيا فبعدها قامت الدعوة على قدم وساق ورحل الطلاب من عامة مناطق تنزانيا ربما بعضهم يمشي من بلده إلينا مايقارب ألفين وخمسمائة كيلو بالطائرة ثلاث ساعات .
وبعد ذلك خرجنا مرة أخرى دعوة إلى كثير من محافظات تنزانيا حتى مشينا ألف كيلو ثم ركبنا باخرة في بحيرة (فكتوريا)- الثانية في العلم – ليلة كاملة فوصلنا محافظة بكوبا وهي حدود أوغندا ، فحصل الخير الكثير بفضل الله وفي هذا الشهرشعبان خرجت رحلة أكبر من التي قبلها بمدة ثمانية عشر يوما .
ثم في حال كتابتي هذه الوريقات وأنا في جنوب تنزانيا حدود (موزنبيق) لمدة خمس أيام والفضل لله وحده .
وجميع أهل الأهواء الآن في ضعف وقد ضاقت بهم الدنيا بما رحبت فنسأل الله أن يكفينا شرهم وأن يعيذنا من فتنة الدنيا والآخرة.
ونبشر إ خواننا بأن الطلاب في ازدياد عظيم حتى لم نجد لهم مكانا للنوم وفي هذا العام جاءنا الطلاب من الدول الاخرى كأوغندا وكينيا وملاوي وجنوب أفريقيا كل هذا مع اشتراطنا أن يكون الطالب مقبولا عندنا إذا كان عمرة خمسة عشر عاما فما فوق ومجيدا للقراءة والكتابة و يفهم خيرا في اللغة العربية وهذا تعلمون أنه شاق في مثل هذه البلدان وكل هذا لضيق المكان وانعدام المعلمين وقداستعنت باستدعاء أحد إخواننا من طلاب دار الحديث ليقوم على حلقات القرآن وهو أخونا المفضال أبوسعد عبدالكريم الحجوري.
ومع هذه الأعباء والانشغال بشؤون الطلاب والردود على أهل الباطل وغير ذلك من أعباء الدعوة فلم يثننا بفضل الله عن مواصلت البحث عن الفوائد والتأليف وكتابة الرسائل المناسبة للبلد وترجمتها.
ومما ترجم باللغة السواحلية الصارم المنكي على من أجاز الاحتفال بمولد النبي ، فتح العلام بتفسير آيات الصيام، والانباء بما لدماج من المنزلة في قلوب العلماء، والتاج المكلل في الدفاع عن العلامة الحجوري المبجل، و تنويرالعينين في صفة الوضوء ونواقضه والمسح على الخفيين ،وكتاب سيترجم قريبا إرشاد ذوي البصائر إلى أهم أحكام المقابر.
ومن باب الفائدة مسجدنا بناؤه أكثره طين وسطحه زنج، و لما علم بذلك شيخنا العلامة الحجوري تعجب جدا وقال هذه الفوضى كلها على هنجر يا إخوان العلم والسنة له قوته.
وأبشر إخواني بأن الله قد يسر الآن ببنائه خمسة دور ما كان بحسبان إخواننا ولو بعد سنيين، ومن سمع ببنائه أراد أن يشارك ببنائه فنعتذر لعدم الحاجة، وهناك أمر أعظم من هذا كله يفرح أهل السنة عما قريب ستعرفونه إنشاء الله.
أخيرا لا يشكر الناس من لا يشكر الله، فنشكر شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي على ما قام به من العلم والدعوة ونفع المسلمين ولولا أن الله جعله سببا لما علمنا هذا الخير إلا أن يشاء الله فنسأل الله أن يسكنه الفردوس.
ونشكر شيخنا العلامة يحي الحجوري على حسن نصحه ومشورته وتعاونه معي وتفقده لأخوانه في تنزايا واندفاعه القوي لنشر الدعوة السلفية .
ونشكر اخواننا الذين زاروا تنزانيا قبلي وفتحوا أبوابها منهم الشيخ الفاضل أبو عمر الحجوري والشيخ زايد الوصابي وعبد الحميد الحجوري وحسين الحطيبي وأبو الدحداح الحجوري.
وجميع إخواني الأفاضل القائمين على الدعوة في تنزانيا عامة ودار السلام خاصة.
والحمد للله رب العالمين.
تم في الساعة العاشرة و خمسة وأربعين دقيقة من ليلة السبت أربع وعشرين شعبان /1433هـ
كتبه أبو محمد عبد الكريم بن غالب الحسني
تعليق