بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صبحه ومن والاه و بعد
فنحمد الله تعالى على نعمه الكثيرة و آلائه الوفيرة قال تعالى :{ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ } (53 النحل) و قال تعالى : { أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً }(20 لقمان) و قال تعالى : { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ }(18 النحل ) و قال تعالى : { وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ }(34 إبراهيم)
* و الله تعالى أمر بذكر نعمه و بالتحدث بها فقال تعالى :{ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }(231 البقرة )و قال تعالى :{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}(11 الضحى )
و من عظيم نعمه و جليل مننه ائتلاف القلوب و اجتماع الكلمة قال الله تعالى :{ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}(103 آل عمران)
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله - :" وفي هذه الآية ما يدل أن الله يحب من عباده أن يذكروا نعمته بقلوبهم و ألسنتهم ليزدادوا شكرا له و محبة و ليزيدهم من فضله و إحسانه ، و إن من أعظم ما يذكر من نعمه نعمة الهداية إلي الإسلام و اتباع الرسول صلى الله عليه و سلم و اجتماع كلمة المسلمين و عدم تفرقها"
كيف لا و الاجتماع أمر قد أوجبه الله علينا و حرم ضده قال تعالى : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا }(103 آل عمران)
فالواجب علينا أن نجتمع علي كتاب الله و علي سنة رسوله صلى الله عليه و سلم و أن نسعى في تحصيل الأسباب التي يحصل بها الاجتماع و الائتلاف و أن نسد جميع الطرق التي توصل إلي الفرقة و التنافر و الاختلاف .
>> و من هنا و عبر هذه الشبكة السلفية النقية أتقدم بجزيل الشكر و عظيم الامتنان ووافر الاحترام للشيخ صالح البكري – وفقه الله لكل خير – لما حصل منه ، و هذا موقف عظيم لا يحصل إلا ممن وفقه الله و أعانه على نفسه و الشيطان فجزى الله خيرا الشيخ صالحاً البكري على هذا الموقف الذي لن ينساه له أهل السنة و سيزيده بإذن الله عزة ورفعة .
و هو بهذا قد أحسن إلي نفسه أولاً قال تعالى :{ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا }(7 الإسراء) و أحسن إلي شيخه الإمام الوادعي - رحمه الله تعالى- و أحسن إلي دار الحديث التي تربى فيها و إلي شيخها الناصح الأمين يحيى الحجوري حفظه الله ، قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }( 90 النحل ) و جزى الله خيراً ريحانة اليمن و إمامها بحق الشيخ يحيى بن على الحجوري- حفظه الله- على موقفه من الشيخ صالح البكري .
و قد تم التواصل بين الشيخين عن طريق أخينا علم الدين و بمشورة سماحة الوالد العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -.
فنرجو من إخواننا جميعاً أن يطووا ما مضى و أن يمدوا أياديهم البيضاء للشيخ صالح البكري متآخين و متناصرين و متعاونين على البر و التقوى ، و أن نتأدب جميعاً بما أدبنا الله به في مثل قوله : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }(134 آل عمران) و قوله :{ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }(43 الشورى) و قوله :{ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ }(37 الشورى ) و قوله :{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ }(159 آل عمران) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان أخلاق أهل السنة :" و يندبون إلي أن تصل من قطعك و تعطي من حرمك و تعفو عمن ظلمك " (الواسطية) .
و لنتذكر قول الشيخ يحيى في كلمته : " أسأل الله أن يعفو عني و عنه و أن يدخلنا جميعا في واسع رحمته و الله الموفق "
وفق الله الجميع لما يحبه و يرضى و نسأله جل و علا المزيد من فضله أنه جواد كريم و الحمد لله رب العالمين
كتبه : أبو عكرمة الخالدي
تعليق