إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أُنظركيف يعلو الظلام الوجوه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أُنظركيف يعلو الظلام الوجوه

    أُنظركيف يعلو الظلام الوجوه ؟؟؟
    عقوبات المعاصي
    للامام ابن القيم رحمه الله


    وقد ذكر
    الإمام ابن القيم (رحمه الله ) أكثر من ستين عقوبة من عقوبات المعاصي في كتابه القيم " الداء والدواء "
    لأن من عقوبات المعاصي الخذلان لغيرها من ارتكاب المناهي؛
    فصل
    في بيان عقوبات المعاصي

    ومن عقوباتها أنها تعمي بصر القلب وتطمس نوره وتسد طرق العلم وتحجب مواد الهداية
    وقد قال مالك للشافعي رحمهما الله تعالى لما اجتمع به ورأى تلك المخايل
    {إني أرى الله تعالى قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمه المعصية
    }
    ولا يزال هذا النور يضعف ويضمحل وظلام المعصية يقوى حتى يصير القلب في مثل الليل البهيم فكم من مهلك يسقط فيه وهو لا يبصر كأعمى خرج بالليل في طريق ذات مهالك ومعاطب فيا عزة السلامة وياسرة العطب ثم تقوى تلك الظلمات وتفيض من القلب إلى الجوارح فيغشى الوجه منها سواد بحسب قوتها وتزايدها
    فاذا كانت عند الموت ظهرت في البرزخ فامتلأ القبر ظلمة كما قال النبي ان هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة وإن الله ينورها بصلاتي عليهم فاذا كان يوم المعاد وحشر العباد وعلت الظلمة الوجوه علوا ظاهرا يراه كل أحد حتى
    يصير الوجه أسود مثل 00 فيالها من عقوبة لا توازن لذات الدنيا بأجمعها من أولها الى آخرها فكيف يقسط العبد المنغص المنكد المتعب في زمن انما هو ساعة من حلم والله المستعان


    ومن عقوبات المعاصي على القلب أنها تعميه فلا يدرك الحق كما ينبغي ، وتضعف قوته وعزيمته فلا يصبر عليه
    ...
    قال ابن القيم رحمه اللَّه : ( فمعلوم أن المعاصي والذنوب تعمي بصيرة القلب فلا يدرك الحق كما ينبغي ، وتضعف قوته وعزيمته ، فلا يصبر عليه، بل قد تتوارد على القلب حتى ينعكس إدراكه كما ينعكس سيره. فيدرك الباطل حقاً والحق باطلاً، والمعروف منكراً والمنكر معروفاً ،
    فينتكس في سيره ويرجع عن سفره إلى اللَّه والدار الآخرة إلى سفره إلى مستقر النفوس المبطلة، التي رضيت بالحياة الدنيا واطمأنت بها، وغفلت عن اللَّه وآياته ، وتركت الاستعداد للقائه ، ولو لم يكن في عقوبة الذنوب إلاَّ هذه وحدها لكانت كافية داعية إلى تركها والبعد منها ، واللَّه المستعان .
    وهذا كما أن الطاعة تنور القلب وتجلوه وتصقله ، وتقويه وتثبته ، حتى يصير كالمرآة المجلوة في جلائها وصفائها فيتلألأ نوراً ، فإذا دنا الشيطان منه أصابه من نوره ما يصيب مسترق السمع من الشهب الثواقب فالشيطان يفرق من هذا القلب أشد من فرق الذئب من الأسد . أفيستوي هذا القلب وقلب مظلمة أرجاؤه ، مختلفة أهواؤه ، قد اتخذه الشيطان وطنه، وأعده مسكنه ، إذا تصبح بطلعته حياه ، وقال : فديت من قرين لا يفلح في دنياه ولا في أخراه)(1) .
    (11) وقال ابن القيم رحمه اللَّه في موضع آخر : (
    و من عقوبات المعاصي جعل القلب أعمى أصم أبكم ومنها الخسف بالقلب

    كما يخسف بالمكان وما فيه فيخسف به إلى أسفل سافلين وصاحبه لا يشعر وعلامة الخسف به أنه لا يزال جوالا حول السفليات والقاذورات والراذائل كما أن القلب الذى رفعه الله وقربه إليه لا يزال جوالا حول البر والخير ومعالي الأمور والأعمال والأقوال والأخلاق قال بعض السلف إن هذه القلوب جوالة فم4نها ما يجول حول العرش ومنها ما يجول حول الحشر ومنها مسخ القلب فيمسخ كما تمسخ الصورة فيصير القلب على قلب الحيوان الذي شابهه في أخلاقه وأعماله وطبيعته فمن القلوب ما يمسخ على قلب خنزير لشدة شبه صاحبه به ومنها ما يمسخ على خلق كلب أو حمار أو حية أو عقرب وغير ذلك وهذا تأويل سفيان بن عيينة فى قوله تعالى وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه الا أمم أمثالكم قال منهم من يكون على أخلاق السباع العادية ومنهم من يكون على أخلاق الكلاب وأخلاق الخنازير وأخلاق الحمير ومنهم من يتطوس في ثيابه لحما بتطوس الطاووس فى ريشه ومنهم من يكون بليد كالحمار ومنهم من يؤثر على نفسه كالديك ومنهم من يألف ويؤلف كالحمام ومنهم الحقود
    وإن من عقوبات المعاصي أن يزين للعبد عمله السيئ ، نسأل الله أن يكفينا شر النفس والشيطان

    **********

    حديث عظيم في
    عقوبات المعاصي في صحيح البخاري7134

    قال الامام البخاري رحمه الله ـ حَدَّثَنِي مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ أَبُو هِشَامٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ، حَدَّثَنَا سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ ـ رضى الله عنه ـ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ لأَصْحَابِهِ ‏"‏ هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ رُؤْيَا ‏"‏‏.‏ قَالَ فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ، وَإِنَّهُ قَالَ ذَاتَ غَدَاةٍ ‏"‏ إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِي انْطَلِقْ‏.‏ وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ، فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ فَيَتَهَدْهَدُ الْحَجَرُ هَا هُنَا، فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ، فَلاَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى‏.‏ قَالَ قُلْتُ لَهُمَا سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ قَالَ قَالاَ لِي انْطَلِقْ ـ قَالَ ـ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّىْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ ـ قَالَ وَرُبَّمَا قَالَ أَبُو رَجَاءٍ فَيَشُقُّ ـ قَالَ ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ، فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الأَوَّلِ، فَمَا يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الْجَانِبُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى‏.‏ قَالَ قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا هَذَانِ قَالَ قَالاَ لِي انْطَلِقْ‏.‏ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ ـ قَالَ فَأَحْسِبُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ ـ فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ ـ قَالَ ـ فَاطَّلَعْنَا فِيهِ، فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا ـ قَالَ ـ قُلْتُ لَهُمَا مَا هَؤُلاَءِ قَالَ قَالاَ لِي انْطَلِقِ انْطَلِقْ‏.‏ قَالَ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ ـ حَسِبْتُ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ ـ أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ، وَإِذَا عَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ، ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الْحِجَارَةَ فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا فَيَنْطَلِقُ يَسْبَحُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ، كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ فَغَرَ لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا ـ قَالَ ـ قُلْتُ لَهُمَا مَا هَذَانِ قَالَ قَالاَ لِي انْطَلِقِ انْطَلِقْ‏.‏ قَالَ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ الْمَرْآةِ كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاءٍ رَجُلاً مَرْآةً، وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا ـ قَالَ ـ قُلْتُ لَهُمَا مَا هَذَا قَالَ قَالاَ لِي انْطَلِقِ انْطَلِقْ‏.‏ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمَّةٍ فِيهَا مِنْ كُلِّ نَوْرِ الرَّبِيعِ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْرَىِ الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ لاَ أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولاً فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ ـ قَالَ ـ قُلْتُ لَهُمَا مَا هَذَا مَا هَؤُلاَءِ قَالَ قَالاَ لِي انْطَلِقِ انْطَلِقْ‏.‏ ـ قَالَ ـ فَانْطَلَقْنَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ عَظِيمَةٍ لَمْ أَرَ رَوْضَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا وَلاَ أَحْسَنَ‏.‏ ـ قَالَ ـ قَالاَ لِي ارْقَ فِيهَا‏.‏ قَالَ فَارْتَقَيْنَا فِيهَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ، فَأَتَيْنَا باب الْمَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا فَفُتِحَ لَنَا، فَدَخَلْنَاهَا فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ ـ قَالَ ـ قَالاَ لَهُمُ اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهَرِ‏.‏ قَالَ وَإِذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِي كَأَنَّ مَاءَهُ الْمَحْضُ فِي الْبَيَاضِ، فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ، فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ ـ قَالَ ـ قَالاَ لِي هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ، وَهَذَاكَ مَنْزِلُكَ‏.‏ قَالَ فَسَمَا بَصَرِي صُعُدًا، فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ الْبَيْضَاءِ ـ قَالَ ـ قَالاَ هَذَاكَ مَنْزِلُكَ‏.‏ قَالَ قُلْتُ لَهُمَا بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا، ذَرَانِي فَأَدْخُلَهُ‏.‏ قَالاَ أَمَّا الآنَ فَلاَ وَأَنْتَ دَاخِلُهُ‏.‏
    قَالَ قُلْتُ لَهُمَا فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا، فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ قَالَ قَالاَ لِي أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ،
    أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ،

    وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ،

    وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمُ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي‏.‏

    وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الْحَجَرَ، فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا،
    وَأَمَّا الرَّجُلُ الْكَرِيهُ الْمَرْآةِ الَّذِي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا، فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ،


    وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ صلى الله عليه وسلم

    وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ ‏"‏‏.‏


    قَالَ فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَوْلاَدُ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ وَأَوْلاَدُ الْمُشْرِكِينَ‏.
    ‏ وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنًا وَشَطَرٌ مِنْهُمْ قَبِيحًا، فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا، تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ ‏"‏‏.‏

    *******

    فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً
    ________________________________________
    قال ابن رجب رحمه الله :
    فائدتان عظيمتان في إيقاع الخلق في الذنوب أحياناً:
    إحداهما:
    اعتراف المذنبين بذنوبهم وتقصيرهم في حق مولاهم وتنكيس رؤوس عُجبهم،وهذا أحبُّ إلى الله من فعل كثيرٍ من الطاعات فإنَّ دوام الطاعات قد توجب لصاحبها العُجب.
    وفي الحديث: لو لم تذنبوا لخشيتُ عليكم ماهو أشدُّ من ذلك العُجب.
    قال الحسن: لو أنَّ ابن آدم كلما قال أصاب وكلما عمل أحسن أوشك أن يَجنِ من العُجب.قال بعضهم: ذنبٌ أفتقر به إليه أحبُّ إليَّ من طاعةٍ أدلُّ بها عليه.
    أنين المذنبين أحبُّ إليه من زجل المسبِّحين لأنَّ زجل المسبِّحين ربما شابه الافتخار وأنين المذنبين يزيِّنُه الانكسار والافتقار.
    في حديث: إنَّ الله لينفع العبد بالذنب يذنبه،
    قال الحسن: إنَّ العبد ليعمل الذنب فلا ينساه ولايزال متخوفاً منه حتى يدخل الجنة، المقصود من زلل المؤمن ندمه، ومن تفريطه أسفه، ومن اعوجاجه تقويمه، ومن تأخره تقديمه، ومن زلقه في هُوَّةِ الهوى أن يُؤخذ بيده فيَنجَى إلى نجوة النجاة.
    قُرَّةُ عيني لابُدَّ لي منك وإن ... أوحش بيني وبينك الزلل
    قُرَّةُ عيني أنا الغريق فَخُـذ ...كفَّ غريقٍ عليك يتَّكِـلُ
    الثانية:
    حصول المغفرة والعفو من الله لعبده فإنَّ الله يحبُّ أن يعفو ويغفر، ومن أسمائه الغفَّار والعفوّ والتوَّاب، فلو عَصَمَ الخلق فلمن كان العفو والمغفرة؟
    قال بعض السلف: أوَّل ما خلق الله القلم كتب إني أنا التوَّاب أتوب على من تاب.
    قال أبو الجلد: قال رجلٌ من العاملين لله بالطاعة: اللهم أصلحني صلاحاً لافساد عليَّ بعده.فأوحى الله إليه أنَّ عبادي المؤمنين كلهم يسألوني مثلَ ما سألت فإذا أصلحتُ عبادي كلهم فعلى من أتفضَّلُ وعلى من أعود بمغفرتي؟!
    كان بعض السلف يقول: لو أعلم أحب الأعمال إلى الله لأجهدتُ نفسي فيها.فرأى في منامه قائلاً يقول له: إنَّك تريد ما لا يكون، إنَّ الله يحبُّ أن يغفر. قال يحيى بن معاذ: لو لم يكن العفو أحب الأشياء إليه لم يَبتَلِ بالذنب أكرم الخلق عليه.
    يـاربُّ أنت رجائي ... وفيك حسَّنتُ ظنِّـي
    يـاربُّ فاغفر ذنوبي ... وعافني واعفُ عنِّـي
    العفـوُ منك إلهـي ... والذنبُ قد جاءَ منِّـي
    والظنُّ فيك جميـلٌ ... حقِّـق بحقك ظنِّـي
    المصدر: لطائف المعارف لابن رجب الجنبلي - رحمه الله - ص:24،23
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو إبراهيم علي مثنى; الساعة 13-08-2008, 07:41 AM.

  • #2
    قال ابن القيم :
    فصل(المعاصي تسلب صاحبها أسماء المدح وتكسوه أسماء الذم ):

    ومن عقوبتها :أنها تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف وتكسوه أسماء الذم والصغار ,فتسلبه اسم المؤمن ,والبر,والمحسن ,والمتقي ,والمطيع ,والمنيب والولي ,
    ,والورع ,والصالح ,والعابد ,والخائف ,والأواب ,والطيب ,والمرضى ونحوها .
    وتكسوه اسم الفاجر ,والعاصي ,والمخالف ,والمسئ,والمفسد ,والخبيث ,والسخوط ,
    والزاني ,والسارق ,والقاتل ,والكاذب ,والخائن ,واللوطي ,وقاطع الرحم ,والغادر وأمثالها .
    فهذه أسماء الفسوق و(بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ)الحجرات _11
    الذي يوجب غضب الديان ,ودخول النيران ,وعيش الخزي والهوان .

    وتلك أسماء توجب رضى الرحمن ,ودخول الجنان ,وتوجب شرف المسمى بها على سائر أنواع الإنسان ,فلو لم يكن في عقوبة المعصية إلا استحقاق تلك الأسماء وموجباتها لكان في العقل ناه عنها ,ولو لم يكن في ثواب الطاعة إلا الفوز بتلك الأسماء وموجباتها لكان في العقل آمر بها ,ولكن لا مانع لما أعطى ,ولا معطي لما منع ,ولا مقرب لما بعد ,ولا مبعد لمن قرب (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)الحج 18.
    (الداء والدواء لأبن القيم _ص127_128_تحقيق الشيخ علي حسن عبدالحميد الحلبي _طبعة دار ابن الجوزي ).

    تعليق


    • #3
      ما سبب قبح وجوه أهل البدع والضلال والأهواء ، وسوء أخلاقهم ؟
      ________________________________________

      قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ، ابن تيمية الحراني قدس الله روحه :
      ( والرافضة فيهم من لعنة الله ، وعقوبته بالشرك ما يشبهونهم به من بعض الوجوه ، فإنه قد ثبت بالنقول المتواترة : أن فيهم من يمسخ كما مسخ أولئك ، وقد صنف الحافظ : أبو عبد الله ، محمد بن عبد الواحد المقدسي كتاباً سماه : " النهي عن سب الأصحاب ، وما ورد فيه من الذم والعقاب " ، وذكر فيه حكايات معروفة في ذلك ، وأعرف أنا حكايات أخرى لم يذكرها هو ) . " منهاج السنة النبوية " : (1/485) .


      وقال أيضاً رحمه الله تعالى :
      ( وهذا الحسن والجمال : الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه ، والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه ، كما تقدم .

      ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة ، والأعمال الفاسدة فكلما كثر البر والتقوى : قوى الحسن والجمال ، وكلما قوى الإثم والعدوان : قوى القبح والشين حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح .

      فكم ممن لم تكن صورته حسنة ، ولكن من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه حتى ظهر ذلك على صورته ، ولهذا ظهر ذلك ظهوراً بيناً عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت ، فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها ، حتى يكون أحدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره .

      ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها وشينها حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهراً بها في حال الصغر لجمال صورتها .
      وهذا ظاهر لكل أحد فيمن يعظم بدعته وفجوره مثل : الرافضة ، وأهل المظالم ، والفواحش من الترك ، ونحوهم .

      فإن الرافضي كلما كبر قبح وجهه ، وعظم شينه حتى يقوى شبهه بالخنزير ، وربما مسخ خنزيراً وقرداً كما قد تواتر ذلك عنهم .

      ونجد المردان من الترك ونحوهم قد يكون أحدهم في صغره من أحسن الناس صورة ثم إن الذين يكثرون الفاحشة تجدهم في الكبر أقبح الناس وجوهاً ، حتى إن الصنف الذي يكثر ذلك فيهم من الترك ، ونحوهم يكون أحدهم أحسن الناس صورة في صغره ، وأقبح الناس صورة في كبره .

      وليس سبب ذلك أمراً يعود إلى طبيعة الجسم بل العادة المستقيمة تناسب الأمر في ذلك بل سببه ما يغلب على أحدهم من الفاحشة ، والظلم فيكون مخنثاً ، ولوطياً ، وظالماً ، وعوناً للظلمة فيكسوه ذلك قبح الوجه وشينه ، ومن هذا أن الذين قوي فيهم العدوان مسخهم الله قردة ، وخنازير من الأمم المتقدمة .

      وقد ثبت في الصحيح أنه سيكون في هذه الأمة أيضاً من يمسخ قردة وخنازير ، فإن العقوبات والمثوبات من جنس السيئات والحسنات ، كما قد بين ذلك في غير موضع .

      ولا ريب أن ما ليس محبوباً لله من مسخوطاته ، وغيرها تزين في نفوس كثير من الناس حتى يروها جميلة وحسنة يجدون فيها من اللذات ما يؤيد ذلك ، وإن كانت اللذات متضمنة لآلام أعظم منها ، كما قال تعالى : زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ .

      وقال - عز وجل - : أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء ) . " الإستقامة " : (1/364) .

      قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
      - بعد أن ذكر ألواناً من الكفريات والشركيات لدى الرافضة - :
      ( ولهذا تجد عامة من ظهر عليه شئ من هذه الأقوال ، فإنه يتبين أنه زنديق ، وعامة الزنادقة إنما يستترون بمذهبهم ، وقد ظهرت لله فيهم مُثلات ، وتواتر النقل بأن وجوههم تمسخ خنازير في المحيا والممات ، وجمع العلماء ما بلغهم في ذلك ، وممن صنف فيه الحافظ الصالح أبوعبدالله محمد بن عبدالواحد المقدسي كتابه في النهي عن سب الأصحاب ، وما جاء فيه من الإثم والعقاب )
      الصارم المسلول ( ص 587 ) آخر صفحة في الكتاب.

      وقال ابن القيم – رحمه الله تعالى - :

      [ والمقصود : أن النجاسة تارة تكون محسوسة ظاهرة ، وتارة تكون معنوية باطنة ، فيغلب على الروح والقلب الخبث والنجاسة ، حتى إن صاحب القلب الحي ليشم من تلك الروح والقلب رائحة خبيثة يتأذى بها كما يتأذى من شم رائحة النتن ! ، ويظهر ذلك كثيرا في عرقه حتى ليوجد لرائحة عرقه نتنٌ ، فإن نتن الروح والقلب يتصل بباطن البدن أكثر من ظاهره ، والعرق يفيض من الباطن ، ولهذا كان الرجل الصالح طيب العرق ؛ وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أطيب الناس عرقا ، قالت أم سليم - وقد سألها رسول الله عليه الصلاة و السلام عنه وهي تلتقطه - : (( هو من أطيب الطيب )).[ رواه مسلم عن أنس ].

      فالنفس النجسة الخبيثة يقوى خبثها ونجاستها حتى يبدو على الجسد ، والنفس الطيبة بضدها ؛ فإذا تجردت وخرجت من البدن وجد لهذه كأطيب نُفْحة مسك وجدت على وجه الأرض ، ولتلك كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض ].

      من " إغاثة اللهفان " تحت فصل : فيما في الشرك والزنا واللواطة من الخبث.

      ج 1 ص 55 ، 65 ط.العصرية .


      وقال – رحمه الله تعالى - :
      ( وتأمل حكمته تبارك وتعالى في عقوبات الأمم الخالية وتنويعها عليهم بحب تنوع جرائمهم ، كما قال تعالى : {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ(38)وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ(39)فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(40)} العنكبوت.
      ، وتأمل حكمته تعالى في مَسْخِ مَنْ مَسَخَ من الأمم في صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم ؛ فإنها لما مسخت قلوبهم وصارت على قلوب تلك الحيوانات وطباعها ، اقتضت الحكمة البالغة أن جُعِلت صورهم على صورها ، لتتم المناسبة ويكمل الشَّبَهُ وهذا غاية الحكمة.
      واعْتَبِر هذا بمن مُسخوا قردة وخنازير ، كيف غلبت عليهم صفات هذه الحيوانات وأخلاقها وأعمالها !
      ثم إن كنت من المتوسمين فاقرأ هذه النسخة من وجوه أشباههم ونظرائهم ، كيف تراها بادية عليها ، وإن كانت مستورة بصورة الإنسانية !
      فاقرأ نسخة القِرَدة من صور أهل المكر والخديعة والفسق الذين لا عقول لهم ، بل هم أخف الناس عقولاً وأعظمهم مكرا وخداعا وفسقا ؛ فإن لم تقرأ نسخة القردة من وجوههم لست من المتوسمين .
      واقرأ نسخة الخنازير من صور أشباههم ولاسيما أعداء خيار خلق الله بعد الرسل وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة يقرأها كل مؤمن كاتب وغير كاتب !
      وهي تظهر وتخفى بحسب خنزيرية القلب وخبثه ، فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا ، ومن خاصيته أنه يدع الطيبات فلا يأكلها ، ويقوم الإنسان عن رجيعه فيبادر إليه.
      فتأمل مطابقة هذا الوصف لأعداء الصحابة كيف تجده منطبقًا عليهم ! ، فإنهم عمدوا إلى أطيب خلق الله وأطهرهم فعادوهم و تبرؤوا منهم ، ثم والَوْا كل عدو لهم من النصارى واليهود والمشركين ، فاستعانوا في كل زمان على حرب المؤمنين الموالين لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمشركين والكفار وصرحوا بأنهم خير منهم.
      فأي شبه ومناسبة أولى بهذا الضرب من الخنازير؟!!
      فإن لم تقرأ هذه النسخة من وجوههم فلست من المتوسمين!
      وأما الأخبار التي تكاد تبلغ حد التواتر بمسخِ من مُسِخَ منهم عند الموت خنزيرا فأكثر من أن تذكر هاهنا ، وقد أفرد لها الحافظ محمد بن عبد الواحد المقدسي كتابا ).

      من كتابه القيم مفتاح دار السعادة (2/180،179) ط.شيخنا علي الحلبي.

      وقال - رحمه الله تعالى - :
      ( ترى الرجل الصالح المحسن ذا الأخلاق الجميلة من أحلى الناس صورة ، وإن كان أسود أو غير جميل ! ، ولا سيما إذا رزق حظا من صلاة الليل ، فإنها تنور الوجه وتحسنه ، وقد كان بعض النساء تكثر من صلاة الليل ، فقيل لها في ذلك ، فقالت : إنها تحسن الوجه وأنا أحب أن يحسن وجهي.
      وأما الجمال الظاهر فزينة خص الله بها بعض الصور عن بعض ، وهي من زيادة الخلق التي في قوله تعالى: { يزيد في الخلق ما يشاء } ، قالوا هو الصوت الحسن ، والصورة الحسنة ؛ وكما أن الجمال الباطن من أعظم نعم الله على عبده ، فالجمال الظاهر نعمة أيضا على عبده يوجب شكرا ، فإن شكره بتقواه ازداد جمالا ، وإن استعمل جماله في معاصيه عادت تلك المحاسن قبحا وشينا ، فحسن الباطن يستر قبح الظاهر ،وقبح الباطن يعلو جمال الظاهر )).

      روضة المحبين ونزهة المشتاقين.

      وقال – رحمه الله تعالى - :
      (( قال بعض أهل العلم : إذا اتصف القلب بالمكر والخديعة والفسق ، وانصبغ بذلك صبغة تامة ، صار صاحبه على خلق الحيوان الموصوف بذلك من القردة والخنازير وغيرهما ، ثم لا يزال يتزايد ذلك الوصف فيه ، حتى يبدو على صفحات وجهه بُدُوّا خفيا ، ثم يقوى ويتزايد ، حتى يصير ظاهرا على الوجه ، ثم يقوى حتى يقلب الصورة الظاهرة كما قلب الهيئة الباطنة ! ومن له فراسة تامة يرى على صور الناس مسخا من صور الحيوانات التي تخلقوا بأخلاقها في الباطن ، فقل أن ترى محتالا مكارا مخادعا ختارا إلا وعلى وجهه مسخة قرد!! وقل أن ترى رافضيا إلا وعلى وجهه مسخة خنزير!! وقل أن ترى شرها نهما نفسه نفس كلبية ، إلا وعلى وجهه مسخة كلب ، فالظاهر مرتبط بالباطن أتم ارتباط ؛ فإذا استحكمت الصفات المذمومة في النفس ، قويت على قلب الصورة الظاهرة .
      ولهذا خوف النبي - صلى الله عليه وسلم - من سابق الإمام في الصلاة ، بأن يجعل الله صورته صورة حمار ؛ لمشابهته للحمار في الباطن ، فإنه لم يستفد بمسابقة الإمام إلا فساد صلاته وبطلان أجره ، فإنه لا يسَلّم قبله ، فهو شبيه بالحمار في البلادة وعدم الفطنة
      ].
      انتهى من " إغاثة اللهفان " ج1 ص 477،476

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا يا أخانا فؤاد
        نقل طيب ومفيد وفي وقته

        تعليق

        يعمل...
        X