بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وأسوة للمقتدين وعلى آله وصحبه ومن تبعه وتبعهم على سنته إلى يوم الدين أما بعد: فإن السلف الكرام قد قالوا: ما ابتدع قوم بدعة إلا أضاعوا من السنة مثلها.
وقد هجر الناس كثيرا من السنن وصارت عند الكثير منهم نسيا منسيا، واشتغلوا بضدها من البدع في الغالب، أحيانا جهلا منهم بذلك، وأشد من ذلك تزيين تلك البدع، من بعض المتمذهبين، والطرقيين، والروافض، ومن يسمون أنفسهم بالأحزاب والجماعات الإسلامية، ومقلديهم، وإلباسهم السنن أثواب البدع والمحدثات، فيصدقهم على ذلك من يحسن الظن بهم، وذلك لعمرو الله عين المشاقة لله ورسوله، وإلا فما يضر هؤلاء من أن يستنوا بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم إن كانوا يشهدون فعلا أنه رسول الله r وواجب على جميع من شهد له بالرسالة أن يتابعه.
من أجل هذا جمعت (40) سنة مهجورة ثم ذكرت الدليل عليها، وذكرت مصدره ليرجع إليه من أراد. قال تعالى:" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً " [ الأحزاب:21] و قال:" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" [آل عمران:31].
واعلم أن إحياء السنن المهجورة هو المقصود في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عند مسلم وغيره:" مَن سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء.." ([4])، فالحديث وارد في إحياء سنة وحث الناس عليها، وقصته أن قوما فقراء مخرقي الثياب قدموا المسجد، فقام رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتصدق عليهم فتبعه الناس واقتدوا بفعله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الحديث مُثنياً على ذلك الرجل.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: السنن الميتة أي المهجورة ينبغي لطلبة العلم أن يحيوها، لكن إذا خافوا استنكار الناس لها، فليمهدوا لها أولاً، لا سيما إذا كان طالب العلم صغيراً لا يُهْتَمُّ بكلامه وينتقد، فهنا ينبغي أن يمهد أولاً؛ لأجل أن يروّض أفكار الناس على قبول هذا الشيء ([5]).
و ثمة فرق بين السنن المهجورة والسنن المجهولة؛ فالأولى أعم، فكل سنة لا يعمل بها الناس فهي مهجورة ثم قد تكون مجهولة لدى الناس وقد تكون غير ذلك. أسأل الله أن ينفعني بها ومن اطلع عليها والحمد لله رب العالمين.
إعداد: أبي حفص عمر بن أحمد هامل الحسني
السنة في اللغة: هي السيرة حسنة كانت أو قبيحة.
و اصطلاحا: ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خِلقية أو خُلقية.
1- البدء بالاستياك عند دخول المنزل:
عن شريح بن هانئ عن عائشة رضي الله عنها قال: قلت: أخبريني بأي شيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ إذا دخل عليك قالت كان إذا دخل يبدأ بالسواك ([1]).
2- الاستياك عند الوضوء:
عن أبي هريرة ضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء" ([2]).
3- الاستياكك عند الصلاة:
عن أبي هريرة ضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" ([3]).
4- الاستنثار ثلاثا عند الاستيقاظ من النوم:
عن أبي هريرة ضي الله عنه:" إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه" ([4]).
5- قول المؤذن في اليوم البارد أو المطير في آخر أذانه:"و من قعد فلا حرج" أو " ألا صلوا في الرحال":
عن نعيم بن النحام قال: نودي بالصبح في يوم بارد وأنا في وطر امرأتي فقلت: ليت المنادي قال: من قعد فلا حرج عليه فنادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم في آخر آذانه: ومن قعد فلا حرج عليه ([5]).
وعن ابن عمر ضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر مؤذنا يؤذن، ثم يقول في أثره:" ألا صلوا في الرحال". في الليلة الباردة أو المطيرة في السفر ([6]).
[1] - رواه مسلم (253) ابن ماجة (290) وأحمد (6/182).
[2] - رواه أحمد (2/460) وابن خزيمة (140) والبخاري تعليقا (كتاب:الصوم باب: 27) والبيهقي (1/35) وصححه الألباني في صحيح الترغيب (205) والإرواء (70/4).
[3] - رواه البخاري (887) ومسلم (252).
[4] - رواه مسلم (238).
[5] - رواه أحمد (4/220) والبيهقي (1/398) والحاكم (5130) الثمر المستطاب (1/135) الصحيحة (2605).
[6] - رواه البخاري (632) ومسلم (697).
[1] - مجموع الفتاوى (13/177-180) .
[2] - صحيح الجامع (1699) وقال الألباني: صحيح.
[3] - البيهقي (2/466)بسند صحيح، الإرواء (2/236).
[4] - رواه مسلم (1017).
[5] - الشرح الممتع ط: دار ابن الجوزي (5/145).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وأسوة للمقتدين وعلى آله وصحبه ومن تبعه وتبعهم على سنته إلى يوم الدين أما بعد: فإن السلف الكرام قد قالوا: ما ابتدع قوم بدعة إلا أضاعوا من السنة مثلها.
وقد هجر الناس كثيرا من السنن وصارت عند الكثير منهم نسيا منسيا، واشتغلوا بضدها من البدع في الغالب، أحيانا جهلا منهم بذلك، وأشد من ذلك تزيين تلك البدع، من بعض المتمذهبين، والطرقيين، والروافض، ومن يسمون أنفسهم بالأحزاب والجماعات الإسلامية، ومقلديهم، وإلباسهم السنن أثواب البدع والمحدثات، فيصدقهم على ذلك من يحسن الظن بهم، وذلك لعمرو الله عين المشاقة لله ورسوله، وإلا فما يضر هؤلاء من أن يستنوا بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم إن كانوا يشهدون فعلا أنه رسول الله r وواجب على جميع من شهد له بالرسالة أن يتابعه.
من أجل هذا جمعت (40) سنة مهجورة ثم ذكرت الدليل عليها، وذكرت مصدره ليرجع إليه من أراد. قال تعالى:" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً " [ الأحزاب:21] و قال:" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" [آل عمران:31].
واعلم أن إحياء السنن المهجورة هو المقصود في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عند مسلم وغيره:" مَن سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء.." ([4])، فالحديث وارد في إحياء سنة وحث الناس عليها، وقصته أن قوما فقراء مخرقي الثياب قدموا المسجد، فقام رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتصدق عليهم فتبعه الناس واقتدوا بفعله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الحديث مُثنياً على ذلك الرجل.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: السنن الميتة أي المهجورة ينبغي لطلبة العلم أن يحيوها، لكن إذا خافوا استنكار الناس لها، فليمهدوا لها أولاً، لا سيما إذا كان طالب العلم صغيراً لا يُهْتَمُّ بكلامه وينتقد، فهنا ينبغي أن يمهد أولاً؛ لأجل أن يروّض أفكار الناس على قبول هذا الشيء ([5]).
و ثمة فرق بين السنن المهجورة والسنن المجهولة؛ فالأولى أعم، فكل سنة لا يعمل بها الناس فهي مهجورة ثم قد تكون مجهولة لدى الناس وقد تكون غير ذلك. أسأل الله أن ينفعني بها ومن اطلع عليها والحمد لله رب العالمين.
إعداد: أبي حفص عمر بن أحمد هامل الحسني
السنة في اللغة: هي السيرة حسنة كانت أو قبيحة.
و اصطلاحا: ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خِلقية أو خُلقية.
1- البدء بالاستياك عند دخول المنزل:
عن شريح بن هانئ عن عائشة رضي الله عنها قال: قلت: أخبريني بأي شيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ إذا دخل عليك قالت كان إذا دخل يبدأ بالسواك ([1]).
2- الاستياك عند الوضوء:
عن أبي هريرة ضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء" ([2]).
3- الاستياكك عند الصلاة:
عن أبي هريرة ضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة" ([3]).
4- الاستنثار ثلاثا عند الاستيقاظ من النوم:
عن أبي هريرة ضي الله عنه:" إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه" ([4]).
5- قول المؤذن في اليوم البارد أو المطير في آخر أذانه:"و من قعد فلا حرج" أو " ألا صلوا في الرحال":
عن نعيم بن النحام قال: نودي بالصبح في يوم بارد وأنا في وطر امرأتي فقلت: ليت المنادي قال: من قعد فلا حرج عليه فنادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم في آخر آذانه: ومن قعد فلا حرج عليه ([5]).
وعن ابن عمر ضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر مؤذنا يؤذن، ثم يقول في أثره:" ألا صلوا في الرحال". في الليلة الباردة أو المطيرة في السفر ([6]).
[1] - رواه مسلم (253) ابن ماجة (290) وأحمد (6/182).
[2] - رواه أحمد (2/460) وابن خزيمة (140) والبخاري تعليقا (كتاب:الصوم باب: 27) والبيهقي (1/35) وصححه الألباني في صحيح الترغيب (205) والإرواء (70/4).
[3] - رواه البخاري (887) ومسلم (252).
[4] - رواه مسلم (238).
[5] - رواه أحمد (4/220) والبيهقي (1/398) والحاكم (5130) الثمر المستطاب (1/135) الصحيحة (2605).
[6] - رواه البخاري (632) ومسلم (697).
[1] - مجموع الفتاوى (13/177-180) .
[2] - صحيح الجامع (1699) وقال الألباني: صحيح.
[3] - البيهقي (2/466)بسند صحيح، الإرواء (2/236).
[4] - رواه مسلم (1017).
[5] - الشرح الممتع ط: دار ابن الجوزي (5/145).
تعليق