تعريف الترمذي للحديث الحسن
قول المصنف ـ رحمه الله ـ (قال ابن الصلاح: وروينا[1] عن الترمذي أنه يريد بالحسن: أن لا يكون في إسناده من يهتم بالكذب، ولا يكون حديثاً شاذاً، ويروى من غير وجه نحو ذلك.)
فالحسن عند الترمذي ـ رحمه الله ـ ما توفرت فيه ثلاثة أمور :ـ
1ـ أن لا يكون فيهم متهماً بالكذب .
2ـ انتفاء الشذوذ متناً وسنداً
3ـ أن يروى مثل ذلك الحديث , أو نحوه من وجه آخر فصاعداً وليس كلها في المرتبة على حد سواء بل بعضها أقوى من بعض بتوفر هذه الشروط يكون عنده حسناً [النكت للحافظ 1/230]
ذكر مؤاخذات الأئمة على تعريف الترمذي ـ رحمه الله ـ مع الجواب عن بعضها
قال ابن الملقن في المقنع (1/84) ( وفيه نظر أيضاً لأن الصحيح شرطه : أن لا يكون شاذاً وأن لا يكون في رجاله من يتهم بالكذب نعم؛ فيه من لا يعرف إلا من وجه واحد , خلافاً لما ادعاه الحاكم . ويشكل على هذا أيضاً ما يقال فيه : إنه حديث حسن مع أنه ليس له مخرج إلا من وجه واحد)ملخص اعتراضات ابن الملقن ـ رحمه الله ـ
1ـ هذه الشروط هي الشروط المعتبرة في الحديث الصحيح بعينها فانتفاء الشذوذ معتبر وانتفاء التهمة ـ تهمة الكذب ـ معتبرة
2ـ كونه يقول ـ أو يطلق ـ الحسن على ما ليس له إلا مخرجاً واحداً مع اشتراطه فيما يطلق عليه الحسن أن يأتي من وجه آخر .
وممن اعترض بما تقدم عن ابن الملقن ـ رحمه الله ـ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن المواق ـ رحمه الله ـ قال فى كتابه بغية النقاد (لم يخص الترمذي الحسن بصفة تميزه عن الصحيح فلا يكون صحيحا إلا وهو غير شاذ ولا يكون صحيحا حتى تكون رواته غير متهمين بل ثقات قال فظهر من هذا أن الحسن عند أبى عيسى صفة لا تخص هذا القسم بل قد يشركه فيها الصحيح قال كل صحيح عنده حسن وليس كل حسن صحيحا انتهى كلامه .)
وقال ابن جماعة ـ رحمه الله ـ (..قلت وفي كل هذه التعريفات نظر أما الأول والثاني فلأن الصحيح أو أكثره كذلك أيضا فيدخل الصحيح في حد الحسن ويرد على الأول الفرد من الحسن فإنه لم يرو من وجه آخر) [ المنهل الروي / 6]
[1] قال ابن الأمير الصنعاني ـ رحمه الله ـ (..في المصباح ما لفظه روى البعير الماء يرويه من باب رمى حمله فهو راوية والهاء للمبالغة ثم أطلقت الراوية على كل دابة يستقي عليها ومنه قيل رويت الحديث إذا حملته ونقلته وتعدى بالتضعيف فيقال رويت زيدا الحديث انتهى) [ توضيح الأفكار 1/ 197]
تعليق