إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفريغ شريط مهم لفضيلة الشيخ سليم الهلالي وعليه تعليقات مفيدة لمفرغه عفا الله عنه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفريغ شريط مهم لفضيلة الشيخ سليم الهلالي وعليه تعليقات مفيدة لمفرغه عفا الله عنه

    بسم الله الرحمن الرحيم
    فصل الخطاب
    في دَكِّ
    أراجيف أهل الكذب وتهاويل أهل الشغب وجهالات أهل العتاب1

    "الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم2, يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصّرون بنور الله أهل العمى؛ فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه؛ فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح اثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين"3
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
    أمـــا بعد:
    فهذا مقال علميٌّ رصين، يحوي مسائل مهِمّة، وشوارد سنِيّة، يدل على سعة اطلاع قائله، وما أُوتِيَه من بسطة في العلم وسعة الاطلاع –أحسبه ولا أُزكي على الله أحدًا- فرّغتُه من كلمة صوتية ألقاها فضيلة الشيخ المحدث النقاد أبي أُسامة سليم بن عيد الهلالي –حفظه الله- في لقاء4 عام مع طلبة العلم من دار الحديث بدماج قلعة السلفيين الشامخة، ولأني اطلعتُ على بعض ما ينقمه المغرضون الحاقدون، والمهووسون الجهال، وغيرهم ممن تقوّل على الشيخ بعض الأقاويل؛ رأيتُ كما رأى غيري؛ أنّ هذا المقال عند العقلاء يروي الغليل، ويشفي العليل، ويرشد الضال، ويفحم كل سافل خاتِل؛ بما لا مزيد عليه، فقد كشف فيه الشيخ سليم -عليه منِّي السَّلام، وعلى شانئه المبطل السِّلاَم- عن مُخطَّط الطغاة البُغاة، وسخافتهم في التهويل، وتهافت ما نصبوا عليه الخلاف من شواذ المسائل ، في كلام مُفصّل مُنضَّد ، وزاده نورًا على نور؛ ما عقبه من أجوبته على أسئلة السائلين، وكأني بأجوبته هذه؛ أرى أوكار المتربصين عليهم خرابًا يبابًا، وهم يُعاينون فُلول قـادتهم، وسقوط ألويتهم، فبدا لي أنّ الاستفادة من هذا البيان الشافي؛ قد يكون أقوى حُجة، وأدعى لفهم المحجة، وأقعد بيانًا، وأبقى أثرًا؛ وأنكى لمن خاصم وفَجَر؛ لو أُعِدَّ غضًّا طريًّا بين يدي القُرّاء مُفرَّغًا، فاستعنتُ بالله على ذلك، ثم وَشَّحتُ المقال بذكر بعض الفوائد، أسأل الله أن أكون مُوَفقًا فيها، ثم لا أنسى أن هذا المقال يعود الفضل فيه بعد الخالق المنعم سبحانه؛ إلى فضيلة الشيخ سليم –أعاذنا الله وإياه من كيد الأعادي- والذي طالما أتحفنا بفوائد شوارد، وحقائق تُبيد البواطل العوائق، معزوةً إلى مظانها، من تواليف السلف، وما رقمه الخلف، فحياه الله وبيّاه، وجزاه من كل خير منتهاه، وكثَّر من أمثاله، ومتّع بعلمه، إن ربي مجيب من دعاه، وهو ولي ذلك والقادر عليه.

    تفريغ كلمة الشيخ سليم الهلالي في لقائه العام مع طلبة العلم من دار الحديث الشامخة بدماج اليمنية الشقيقة

    [كلمــة المُـقدِّم]:
    بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه.
    وبعد:
    نحن اليوم على موعد مع شيخنا الفاضل الشيخ سليم بن عيد الهلالي –سلمه الله- في لقاء عام مع طلبة العلم من دار الحديث بدماج، نسأل الله سبحانه وتعالى عز وجل أن يحفظ شيخها والقائمين عليها إنه ولي ذلك والقادر عليه، ومع الكلمة الافتتاحية مع الشيخ الكريم فليتفضل فضيلة الشيخ -حفظه الله- ليلقي كلمته.

    [كلمــة الشيــخ]:
    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبيه وعبده، وآله وصحبه ووفده، ومن اتبع هداه وسار على نهجه إلى يوم الدين.
    وبعد:
    فإن من أصعب المشكلات توضيح الواضحات، ومن أصعب المشكلات أيضًا أن يُبتلى الإنسان بكذَبَة ينقلون عنه ما لم يقل، ويُفسرون قوله بما لم يخطر على باله، ولا يحتمله لفظه ولا قصده، ولكن لنا أُسوة بالسابقين الأولين، من النبيين ومن الصالحين ومن العلماء الربانيين؛ أنهم ابتلوا بهذا الفئام من الناس، فصبروا على ما أوذوا وجعل الله في ذلك خيرًا كثيرًا5، وهذا اللقاء بناءً على طلب بعض إخواني ليستمعوا مني حول ما يُثار الآن خاصة في هذه الأيام؛ حملة شعواء؛ يقودها مرجفون، ويُروِّج لها شبه عوام، كلما رأوا شيئًا يلمع ظنوه ذهبًا، وكلما رأوا شيئًا أبيض ظنوه لبنًا، ولكن أقول لهم ولمن وراءهم: لا تغرنَّكم البُرقة فإن العلماء -إن شاء الله- ينخلونها نخلاً، ويردونها بالأدلة والحجج بإذن الله تبارك وتعالى، والآن هذه الكلمة ستكون في البداية حول ما كتبه بعض المفلسين الذين اتصفوا بما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ في حديث المفلس6 من شتم ومن قدح، ومن افتراء وهو المدعو: أُسامة عطايا، فأقول له ولأمثاله ولمن يقفون وراءه: إن سكوتي عن كثير مما نسبه إليَّ بعضُ من كان معنا أو محسوبًا علينا في السنوات الخاليات زورًا وبهتانًا له أسبابٌ كثيرة، ليس فيها الخوف من أحدٍ إلا الله سبحانه وتعالى، أو العجز على الرد المفحم عن كل من تقول بعض الأقاويل، وروج لتلك الأباطيل، ودلَّس هاتيك الأضاليل، وصدق من قال:
    هل صحَّ مِن حاكٍ قول فنقبَلهُ *** أم ذاك أبـاطيلُ وأسْمــــارُ
    أمـا العقلُ فقـال إنه كذبٌ *** والعقلُ غَرسٌ له في الصدقِ أثمارُ
    وإنما كان أهم تلك الأسباب؛ هو عدم الدخول في مهاترات، والانشغال بمناوشات، لا تعود على دعوتنا بالخير7، وإنما تزيد الشباب حَيرة، وتُضاعف فُرقة الصف.
    ثم إني غلَّبتُ أن أدفع بالتي هي أحسن، للتي هي أقوَم، لعلََّ من كذَب يتوب، ومن فجر يئوب، ومن غدر يَرْعوِي، مع إيماني المطلق إن الكذِبَ لا يُصبح بالتقارب حقًّا، والتزوير لا يصير صِدقًا، (والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
    الأمر الثاني في هذه المقدمة: إن وسائل تلك الفئة الباغية في الترويج لباطلها، وإشاعة إفكها، أنهم انطلقوا كالخفافيش في الظلام الطامس، وأصبحوا لا يردون لأهل الأهواء والبدع والذين يحبون أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين يد لامس، فقد نقضوا العهد ما يزيد عن خمس مرات، وتواطئوا على الكذب والزور مراتٍ وكرات، وكتموا الحقيقة وَزَوَّرُوا الادعاءات، فإذا أظهروا وثيقة فهي لا تدل إلا على أقل من واحد في المائة على الحقيقة، ثم كرُّوا عليها بالتهويل والتطبيل والتهويش بسجع كسجع الكهان، وهم يسيرون على مبدأ الإعلاميين8 الكذبة؛ اكذب واكذب حتى يصدقك الناس، بل كذبوا حتى صدَّقوا أنفسهم، لقد وشوا وتآمروا، وقبضوا ثمن ذلك سيارات واشتروا شققًا وعمارات، وتحالفوا من أجل ذلك مع أهل الأهواء والبدع؛ الذين كانوا من قبل9 يُطلقون فيهم القول الفظيع، ويُشنعون عليهم بضروب التشنيع، ويصفونهم بأنهم أخطر من اليهود والنصارى على الدعوة السلفية.
    أمرٌ آخر: أني بإذن الله لم ألجأ إلى الرد بمفردات قاموسهم القذر، ولم أُطلق فيهم الأوصاف التي يستحقونها، ولن أشمت بهم؛ وقد فضحهم الله في بيوتهم، وبين أولادهم، وعند أقرب الناس إليهم، لأن السب والشتم حجة العاجز، ودليل الكذاب، وزاد الدعي، وكل إنسان إذا أراد أن يسُبّ ويشتم ويُجدع يستطيع، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: " أتدرون من الفلس من أمتي؟ قالوا : المفلس فينا: من لا درهم له ولا متاع . قال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنِيَت حسناته من قبل أن يقضِيَ ما عليه؛ أُخِذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرِح في النار" أخرجه الإمام مسلم.
    وسأتناول في هذه الكلمات الموجزات؛ أحد هؤلاء المفلسين؛ الذي تصدى لأمر ليس من اختصاصه، وليس له به علم، واجتمعت فيه صفات المفلس التي تقدم ذكرها في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كذب، وقد شتم، وقد قذف، وقد سعى في سفك دمي، وما ترك صفة ذميمة إلا ألحقها بي، فحسبنا الله ونع الوكيل، والله المستعان على ما يصفون، وما كنتُ أوَدُّ أن أجعله غرضًا لي؛ لأنه لا يستحق، وكلامه عند المنصف ليس بصدق، وإنما يحكم على الرجال بأقوال العلماء، وليس بأقوال الأدعياء، وهو عن الحق بمعزل، ومنزله عنه بأبعد منزل، لكن من المؤسف حقًّا، أن يغتر بكلامه بعض الناس؛ لأن كثيرًا من منتديات أهل الباطل والبدع10؛ روَّجت لها وضخمتها، وفرحوا بها وطاروا، فظن بعض الشباب أن السكوت عن الباطل إقرارٌ له، والتأخر عن الخصومة وعدم التسابق إلى الفتنة عجزٌ وخوَر، وحال هذا المفلس؛ أنه راجعه بعض أهل الخير وضيَّقوا عليه بالزجر قال: هذا كلامٌ قديم، وأنه انتشر بغير إذني وليس لي علمٌ بذلك. فظنَّ به أهل الخير خيرًا، وتركوه، وهو مع ذلك كله لا يزال يجلب بخيله ورجله، وأنا أعلم علم اليقين؛ أنه رجلٌ ضُلِّل11، وزيَّن له شياطين الفئة الباغية أُمورًا، ولكن ليس هذا بعذر له، فمن الواجب عليه شرعًا أن يُراجع صاحب الشأن، ويتثبت من الأمور، وإن كانت عنده نصيحة فليؤدها.
    المسألة الأولى: أباطيله في مسألة أبي الحسن المأربي المصري –هدانا الله وإياه-، قال هذا المفلس: "يعني منذ بدأت فتنة المأربي –وهذا قوله- : يعني منذ بدأت فتنة المأربي وهو في انتكاس –أي:عَنِّي- للأسف الشديد يعني أنا أتكلم من واقع وهو في انتكاس من معارضة للشيخ ربيع ومن دعاوى كاذبة، وسبب فرقة وفتنة واللمز في الشيخ ربيع وجفاء للمشايخ ..." إلى آخر قوله الذي هو يدل على أنه لا يسوى بعرة .
    أقول: هذا الكلام لا يسوى نقله، لأنه دعوى لا دليل عليها، وكذِبٌ له قرون، والواقع يرفضه، والبرهان ينقضه، فأنا أتحدَّاه أن يأتي بدليل واحد على هذه الدعاوى، وأمونه ما شاء من الزمن أن يأتي ولن يأت بإذن الله؛ هذا أوّلاً.
    ثانيـًــــا : فإن جعل الموقف من المأربي سببًا في الانتكاس والضلال؛ فهذا تألي على الله، لا يُقِرُّه عليه أحدٌ من أهل العلم وطلابه، وإن وجد من يُطبل له ممن ليسوا في العير ولا في النفير، وليَدُلُّونا على عالم أو طالب علم قرَّر هذا التقرير، بل إن والدنا الشيخ ربيع –حفظه الله- لا يرضى هذا الغلو والتنطع وهذه الحدادية المغلفة؛ وقد سمِعتُ هذا منه مرارًا وتكرارًا .
    ثالثــــــًا: إن موقفي من المأربي منذ البدايات؛ أنني خطَّأتُ المأربي، وإنما كان الخلاف هل الرجل مبتدعٌ أو لا.
    رابـــعـًا : أما معارضتي للشيخ ربيع التي يدعيها؛ فإننا نَصَحةٌ ولسنا فَضَحة، وعذارون وليس عثَّارين، فليس هناك معارضة بيني وبين الشيخ ربيع من ربع قرن، وعلاقتي به لا يستطيع ولا مثل الأرض من مثله أن يهزوها بإذن الله، ولا زلنا نسمع من والدنا الشيخ ربيع –حفظه الله-؛ فإن وجدنا حقًّا نصرناه وأيَّدناه، وإن كان لنا وِجهة نظر طرحناها وبيَّناها12، والشيخ ربيع –حفظه الله- يتسع صدره لمن خالفه بحق، أو كان له اجتهادٌ مقبول، ونحنُ في دعوةٍ نتعاون فيها على البر والتقوى، ولسنا في حزبٍ أو تنظيم، وهذا من فضل الله علينا ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ومواقفي مع الشيخ ربيع –حفظه الله وغيره من إخواننا أهل العلم نُصرةً ونُصحًا وتعاونًا على الخير يعلمها من كان له أدنى صلة بِنا، أما المنقطع المُنبَت عن إخوانه؛ المتربِّص للعثرات؛ فما له ولنا.
    خـــــامسـًا : أما جفوة المشايخ، فأي مشايخ تعني، فأنا مازلتُ منذُ أن أحُجَّ أو أعتمر إلاّ زُرتُ من استطعتُ من إخواننا من أهل العلم؛ كالشيخ العباد، والشيخ إبراهيم الرحيلي، وإخوانهم من علماء أهل المدينة، والشيخ ربيع، والشيخ وصِيُّ الله، والشيخ محمد بن عبد الوهاب البنّا، وإخوانهم في مكة.
    ســادسـًا : وعودًا على بدء؛ فهذا الرجل هو الذي يُداهن من لا يزال يُدافع عن المأربي13، بل يُزكي رؤوس المبتدعة؛ كمحمد حسان والحويني وأمثالهم، بل نكص على عقبيه وصالحهم على ما عندهم من تمييع في المنهج السلفي وانحراف في الدعوة، وبالأمس القريب؛ ما ترك وصفًا خسيسًا إلاّ نعته به، ثم يتمترس وراء دعوة كاذبة أن الشيخ ربيعًا –حفظه الله- يؤيِّد ما يقوم به ودعا إلى هذا التلاعب بالدعوة.
    هل غيَّر أعداء الأمس حلفاء اليوم قواعدهم وضوابطهم التي ميَّعوا بها المنهج السلفي؟
    هل غيروا موقفهم من المأربي والمغراوي وعرعور أم أنهم أصبحوا في صفهم، بل زادوا نغمة على الطمبور فزكوا حسان والحويني، فأين أنت من هذا كله، إذا كان موقف سابق من المأربي ولنا فيه حجة ولنا فيه سلف، تعُدُّه بداية الانتكاس(!)، فأيُّ انتكاسة أنت فيها الآن؛ من موالاة هؤلاء الحزبيين، والتعاون مع هؤلاء المميعين، والسكوت عن قواعد وضوابط هؤلاء المنحرفين، فاربع يا هذا على نفسك؛ واعلم أن الحفرة التي حفرتها لنا أوقعك الله فيها؛ اللهم لا شماتة، أتحدَّاك أن تُظهر ورق اللعبة التي اتفقتم عليها أنت وإيَّاهم لكي يطلع عليها من يغتر بك؛ ليعلموا مدى تلاعبك على الحبلين، والكيل بمكيالين.
    ســـابـعًا: هل تظن أن أحوالك تخفى على الناس، فأنت في بلاد الحجاز تُظهر موافقتك للشيخ ربيع وعلماء المدينة، وعندما تخرجُ منها إلى غيرها تُصاحب المبتدعة والمنحرفين وأهل الأهواء الذين تفتخر بأنهم شيوخك، وما خبر زيارتك للأردن عنّا ببعيد، فمدخلك ومخرجك وإقامتك وفطورك وعشاءك وغداءك عند التكفيريين في جرش وغيرها.
    ثـــامنــًا: لقد بيَّنتُ ولو بعد حين؛ موقفي الصريح من المأربي والمغراوي ومن قبل في عرعور والحويني ومحمد حسان وأمثالهم، وعندما رأيتُ انحراف الفئة الباغية نحو هؤلاء الضلال وأمثالهم من أهل البدع؛ كمجموعة الإسكندرية؛ أعلنتُ نصرتي وموالاتي لإخواني السلفيين في الحجاز كالشيخ ربيع وإخوانه علماء المدينة، وإخواني السلفيين في اليمن كالشيخ يحيى14 وإخوانه من طلاب العلم، والكُلُّ يعلم أن هؤلاء ومن كان معهم هم فئتي15 التي أتحيَّزُ لها في المنهج والدعوة والعقيدة.
    وأُذكركَ بقولك البهتان، وشهادتك الزور؛ -والله حسيبك- : " وهذا ظهر بعد سبحان الله؛ بعد دفاعه عن المأربي، يعني الدفاع عن أهل البدع يوجب الزيغ كما زاغ، ولكن لم يكن زيغه فقط في المنهج" هكذا قال، أقول : فمن الزائغ الآن بناءً على تقريراتك وتقعيداتك(؟!) أليس أنت وحلفاؤك الذين يُزكون حتى هذه الساعة المأربي والمغرواي والحويني وحسان وعرعور، بل من هم أشد منهم كإحياء التراث وغيرها، بل هم أسوء من هؤلاء جميعًا، بل إنهم الآن يضعون الآن يَدَهُم بِيَدِ روافض العراق قاتلهم الله أنى يؤفكون.
    هذا الأمر الأول بالنسبة لموقفي من المأربي.

    ثانيًا : تزييفه لما حصل مع جمعية إحياء التراث.
    قال فضَّ الله فاه: كان فيما مضى يذُمُّ إحياء التراث، ثم أصبح معهم قلبًا وقالبًا، وكان يأخذ منهم الأموال، ومما صحّ عندي من نقل المشايخ الثقات؛ سواء كانوا من المعاصرين أو كانوا من المُحَكِّمين الذين دخلوا في القضية وكانوا طرفًا فيها يعني أخذتُ التفاصيل من عدة أشخاص ذوي العلاقة المباشرة أن إحياء التراث أرسلوا مبلغًا ضخمًا. إلى آخر هراءه وافتراءه.
    نعم؛ أقول: نعم؛ كنتُ أذُمُّها لمَّا رأيتُ ما صنعت بِنا قبل خمسة وثلاثين سنة، وأنها جاءت لتشتري بدراهمها من تستطيع أن تشتريه، ثُمّ جاءوا بحلفائك وأقسموا بالله أنهم تغيَّرُوا وأنهم يريدون التعاون على نشر السلفية، وأن الجمعية والمركز سيكونان في خدمة الدعوة، ويومَها تَشَاورنا جميعًا، وكان رأيُنا أن نُجربهم ونختبر صدقهم، فصارت علاقة بين المركز وبين الجمعية، ولم تكن أيُّ علاقة شخصية بيني وبين هذه الجمعية، وإنما كانت العلاقة معي بصفتي مُديرًا للمركز وليس بصفتي الشخصية، فإن كان هذا مَذَمَّة فهي تلحق حُلفاءك تَبَعًا وقبلي؛ فقد خاطبتُ الجمعية بأسمائنا جميعًا كمؤسسين للمركز وليس بصفتي الشخصية، وتَواقيع هؤلاء على تلك الرسالة التي أُرسلت للجمعية أوَّل أمرٍ عندي.
    ثانيًا : هذه الأموال التي أُرسلت للمركز على مدار ثلاث سنوات وكانت في علم الجميع، ولكن لمَّا رأيتُ أن حلفاءك الجُدد يريدون هدر أموال المركز وتضييعها؛ بين قرضٍ وبين مكافأةٍ وبين غيرها اتخذتُ قرارًا أن أُحافظ على هذه الأموال للمركز وليس لي.
    ثالثًا : هذه الأموال أُعيدت للجمعية بكامل حريتي واختياري وفيها محضر مُوَقّع عليه من هؤلاء؛ من هؤلاء الفئة الباغية لهم علاقة بهذا الموضوع وليس كما تدعي تحت التهديد، فمرّةً يقولون: إن الجمعية هدَّدت برفع قضية، وأُخرى يقولون: أنهم أرادوا أن يشكوا إلى الديوان الملكي، ومرَّةً إلى وزارة الخارجية، ومرَّةً إلى السفارة الكويتية، فانظر إلى تخبطهم وكذبهم، وتأمل كذبك، يقولون: الظاهر أرسلت له إحياء التراث مبلغًا ضخمًا من المال، الجمعية أرسلت تسعين ألف دينار فأين هي؟ أو ..16 هو لا يعرف لا دينار ولا درهم، لكن ما وصل شيء، قالوا : أرسلنا لسليم.
    رجعوا لسليم، يا سليم: أين المال الضخم؟ والله ما جاءني شيء. يحلف بالله؛ بدون أن يُراعي لله أي قيمة في الحلف، يحلف الأيمان المُغلّظة، وهو كاذبٌ بكل سهولة، والله والله ما فعلت؛ والله ما أخذت.
    اتصلوا بإحياء التراث؛ وقالوا : الرجل يحلف بالله ما وصل،.
    اتصل عليه طارق العيسى وقال له: يا شيخ سليم: أنتَ أخذتَ وأرسلنا لك الحساب؛ فإما أن ترجع المبلغ، وإما أن نشتكي إلى الديوان الملكي الأردني. بعدها؛ خاف وأرسل الأموال، أرسلها رسميًا؛ إلى آخر الرواية المُفَبركة؛ رواية مفبركة، من أَمْلاها عليه؟ أملاها عليه رؤوس الفئة الباغية لتكونَ عُرضانًا للصلح المزعوم، وكأنه لم يسمع بحديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- "كفى بالمرء إثمًا –وفي رواية- : ( كذبًا )؛ أن يُحدِّث بكل ما سمِع"17، هو باعترافه يقول: أنا ما حضرتُ، أنا ما شهِدت، أنا ما اطلعتُ، أنا سمِعت.
    فإن كنتَ استمعتَ؛ فلِمَ لم تسمع من الطرف الثاني، ألم تسمع قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : "بِئسَ مَطِية القوم زعموا"18، ألم تسمع بقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- :" من حدَّث بحديثٍ يُرى أنه كذِبٌ؛ فهو أحد الكاذبين"، إن هذه الرواية ألقاها عليك من صالحتَ وهادنتَ ورضيتَ به مع انحرافه وزيغه وبدعته، ألقاها إليك؛ لتنشُرَ منها وتُذِيعَها بدون أدنى تثبت. أقول لك ولحُلفائك: طارق العيسى حيٌّ يُرزَق؛ أتحدَّاهُ أن ينطِق بهذا الكلام رسميًا أو يُثبته، أن يقول: أنني هدَّدتُ الهلالي بأنني سأرفعُ عليه قضية؛ أتَحدَّاهُ وأتحدَّاهم، فجميعُ الوثائق التي عندي؛ تُبرهن أن الأموال رَجَعَت؛ لأنني اخترتُ رُجوعها، ووافَقَ على ذلك حُلفاؤُكَ بعدما يَئِسُوا من الحصول عليها.
    نعم؛ أعَدتُها للجمعية حتى نتخلَّص من هَيْمنتِها، ونتخلص من مِنَّتِها، ونقول لهم: لسنا بحاجة لكم ولا لأموالكم، لقد عادتِ الأموال إليهم فليَفرحوا بها، ولقد أغنانا الله عنهم في الماضي وفي الحاضر، ونسأل الله أن يُغنينا عنهم في المستقبل.

    رابــعًا: من هم المشايخ الذين تقول عنهم المشايخ الثقات، والمُحَكَّمين الأثبات، سمِّ لنا رجالك؟ ليرى من يسمع قولك مَنْ هُم هؤلاء (الأثبات الثقات!).

    هؤلاء (الأثبات الثقاتَ!)؛ لا تزال مقالاتُكَ في تبديعهم وانحرافهم19 تزخر في منتديات الأنترنت.

    هؤلاء (الأثبات الثقات!)؛ هم خصومٌ في هذه القضية، كيف تستشهدُ بالخصوم عليَّ (؟!!).

    هؤلاء (الأثبات الثقات!)؛ هم الذين انحرفوا بالدَّعوَة والمركز وانتموا في أحضان القطبية والتكفيرية في الإسكندرية والقاهرة.

    هؤلاء (الأثبات الثقات!)؛ هم الذين قلبوا ظهر المِجَن لوالدنا الشيخ ربيع ووصفوه بالفتنة، وأنَّهُ كبُرَ وخرُفَ، وأنه وأنه ...، نعم هؤلاء؛ ومع ذلك تقول عنهم مشايخ ثِقَات (!!!)
    هل تعرف ما تقول (؟!)
    هل تُدركُ ما تكتُب (؟!)
    أم أنك تهذي بما يؤذي فقط ليُقال عنكَ أنَّك حذَّرتَ من الهلالي؛ ليرضى عنكَ الفئةُ الباغية.
    فما مِثلُكَ يا هذا؛ إلاَّ كالذي بال في زمزم ليصير مشتهرًا.

    خــامسًا: أنتَ لا تدري عن أيِّ شيء حدَثَ بالمركز، ولا دوافِعَهُ، ولا آثاره، ولا مَنِ الذي يُديرُ الفئة الباغية التي لا تزال تُصِرُّ على إجرامها، وتُصِر على انحرافها، وتَعرض الدَّعوة السلفية بالأردن في المزاد العالمي.
    ثالثًــــًا: تناقضاته وادعاءاته وافتراءاته، وأما بقيَّةُ كلامه؛ فأنا أتحدَّاه أن يأتي على حَرْفٍ واحدٍ ببرهان، أو على كلمةٍ بدليل.

    واسمعوا إليه فضَّ الله فاهُ يقول: "يتعلـَّقُ بالنســاء".
    أقول لك: اسمع قول الله تعالى: ((والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شُهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدًا وأولئك هم الفاسقون))
    فأين شُهودُك على قولك هذا ؟
    أم أنَّك أدمَنتَ على الجَلْد ولم تَعُد تعبأ بثمانين جَلدة، وقد حُكِمتَ بأضعافها جزاءً وِفاقًا على كذبك وافتراءك على عباد الله.
    نعم؛ حُكِمتَ بالجَلْد في محاكِمِ البلد الذي تُقيم فيه وتدَّعي أنك تُدافعُ عنه، ومع ذلك لم ترعَوِي.
    فمن هو الجديرُ بالفسق(؟!)، ومن هو الحقيقُ بردِّ الشهادة(؟!)، ومن الذي سيكتُب التاريخُ على قَفاه (؟!)
    لن يُفلِح أبدًا ما دام مُقيمًا على كذِبه، مُصِرًّا على بُرهانه، مُستهينـًا بأعراض المسلمين.
    ولكن يا هذا؛ بابُ التوبة مفتوح، فهلاَّ من توبةٍ نصوح تعترفُ بها بكذبك، وترجع عن الطعن في أعراض إخوانك، أسأل الله أن يهدِيَك، وأن يُوَفِّقك لتوبةٍ نصوح، وأسأل الله لنا ولإخواني المسلمين السَّتر والعافية.
    وآخرُ كلامِنـــا أن الحـمدُ لله ربِّ العالميــــــن.
    حواشي سفليـــــــــــــــــة:
    1 هذا عنوان مني جعلته على ديباجة هذه المادة المفرغة أراه يناسب المُعَنون إن شاء الله. (عبد الله)
    2 والشيخ سليم –حفظه الله- هو إن شاء الله من هذا الصنف الطيب، وهذه البقية من ورثة الأنبياء، أسأل الله لي وله الثبات على الهدى، والسير قُدما على نهج السالفين الأخيار، ومن حذا حذوهم من التابعين الأبرار.
    3 من كلام الإمام أحمد في غرة مصنفه الذي صنفه لما كان محبوسًا وهو بعنوان "الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله"، وهذا الكلام وإن كان مشهورًا عن الإمام أحمد؛ إلا أنه يروى عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كما سيأتي مبيَّنًا قي محله.
    4 وهذا بناء على طلب من بعض الإخوة كما سيأتي من كلام الشيخ حفظه الله.
    5 قال الله تعالى في كتابه الكريم: ((ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين)) الآية من الأنعام، وفي "عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير" للعلامة أحمد شاكر(1/ 676 ) عند هذه الآية: " هذه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وتعزية له فيمن كذبه من قومه، وأمرٌ له بالصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، ووعد له بالنصر كما نصروا، وبالظفر حتى كانت لهم العاقبة، بعد ما نالهم من التكذيب من قومهم والأذى البليغ، ثم جاءهم النصر في الدنيا، كما لهم النصر في الآخرة؛ ولهذا قال: ((وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ)) أي: التي كتبها بالنصر في الدنيا والآخرة لعباده المؤمنين، كما قال: ((وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ . إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ . وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)) [الصافات: 171 -173]، وقال تعالى: ((كَتَبَ اللَّهُ لأغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)) [المجادلة: 21].
    وقوله: ((وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ)) أي: من خبرهم كيف نُصِروا وأُيِّدوا على من كذبهم من قومهم، فلك فيهم أسوة وبهم قدوة " اهـ.
    6 سيأتي الشيخ على ذكره بلفظه قريبًا .
    7 الحقيقة أن كثيرًا من المتحمسين يحسبون أن سكوت العلماء والمشايخ أو بعضهم عن الخوض أو التأني في بعض القضايا يُعدُّ جُبنًا أو تهربًا عن قولة الحق، أو التصريح برأي وما كان من هذا القبيل، وليس الأمر كذلك، إذْ من المعلوم بداهة؛ أنه ليس كل ما يُعلم يُقال، فقد يكون من الحكمة ترك الأمر بمعروف ما، أو النهي عن منكر ما، في حالة من الحالات، أو زمن من الأزمان، وهذا له أدلة ثابتة من الكتاب والسنة ليس هذا محل بسطها، وقد أجاد من قال:
    تحنن علي هـداك المليــك ***** فإن لكل مقـــام مقــالا
    8 الإعلاميون ومن كان ذنبًا لهم سيرتهم على مرِّ التاريخ حافلة بالكذب، وقلب الحقائق، وبث الأخبار المزيَّفة أو الغير موثوقة، كالتي تُتلقى من جهات متّهمَة، وشأن العقلاء أنهم لا يعبئون بكثير مما يلهج به الإعلاميون في ميدان السخافة الصَّخّابة التي يسمونها بالصحافة، ، وما من شكٍّ أن هؤلاء يشملهم النهي أو الزجر الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم :"كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع"، وكذا قوله : " من حدَّث بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين"، وكفى بهذا زجرًا لهؤلاء ومن سار على ركبهم ممن يرددون مقالاتٍ لا زمام لها ولا خطام؛ فهم أو جلهم وإن لم يكذِبوا ابتداءً؛ إلا أنهم قد كذَبوا تبعًا وقلَّدوا الكاذبين وقّفَوا ما ليس لهم به علم، والتعاون على المنكر منكر.
    9 قلتُ: قال عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ: " مَن جعل دينه غَرَضاً للخصومات أكثر التنقّل "، قال الدارمي بعد هذا الأثر:" أي ينتقل من رأي إلى رأي!".
    وعن خالد بن سعد مولى أبي مسعود قال: دخل أبو مسعود على حذيفة وهو مريض، فأسنده إليه، فقال أبو مسعود: أوصنا، فقال حذيفة: " إن الضلالة حقّ الضلالة أن تعرف ما كنتَ تنكِر وتنكِر ما كنتَ تعرِف،
    وإيّاك والتلوُّن في الدين!! "، ... وقال إبراهيم: " كانوا يَرَون التلوّن في الدين مِن شكِّ القلوب " اهـ من "مدارك النظر.." بتصرف يسير وانظر تخريج هذه الآثار هنالك.
    10 منها : منتديات دعوة الشق والعقّ والتي يسمونها بغير اسمها (.. دعوة الحق .. !!!)، والأسماء لا تغير من الحقائق شيئًا كما هو معلوم، وقد رأيت لبعض من يكتب في هذا المنتدى ما لا ينقضي منه العجب، أقزام وضعوا الناس أو جلهم وصوروهم على أنهم قد وقعوا في وَحَل الإرجاء بسبب أخذهم لهذا الإرجاء عن بعض العلماء –زعموا- ، ثم تراهم يطعنون على هؤلاء العلماء بأسلوب ماكر ألبسوه لباس التقوى والنصح، وفي الوقت ذاته تراهم يُمشيِخون دعاتهم ويرفعونهم فوق منزلتهم وفيهم من هو مجهول أو معدود من أهل البدع، ثم مع هذا كله وغيره يدعون السلفية ومحبة العلماء واتباع الآثار(!!!)، فكم من أُناس ادعوا محبة الحق فكذبت أعمالهم دعواهم، وبعض الأمم الهالكة قد ادعوا محبة أنبيائهم فلم يتبعوهم، وأهل البدع يدعون محبة الله ولم يتبعوا رسوله، فهم على هذا كاذبون في دعواهم.
    وقد أحسن من قال:
    من يدَّع حُبّ المرء ولم يكـــن ***** بسنته متمسكــًا فهو كــاذب
    11 اللهج بأمر من الأمور أو خبر من الأخبار فيما يجري بين الناس تقليدا فيه للغير من غير توثيق وجزم ومعرفة بثبوتها ومعرفة بأحوال رواتها لا يسلم في الغالب من الكذب، وما آفة الأخبار إلا رواتها، وقد قيل :
    وقد نقلوا عنّي الّذي لم أفه به **** وما آفة الأخبار إلاّ رواتها
    قال ابن بطال كما في فتح الباري لابن حجر: معنى حديث أبي مسعود -قلتُ:يريد حديث "بئس مطية .."- : أنَّ مَن أكثر من الحديث بما لا يتحقق صحته لم يؤمن عليه الكذب.(فتح لاباري/ باب ما جاء في زعموا (المكتبة الشاملة).
    12 وهذا الكلام من الشيخ –حفظه الله- في غاية الإنصاف، لأن مدارك الناس تختلف، وبالتالي فقد تحصل المخالفة في قضية من القضايا أو في جانب من جوانبها دون جميعها لعدة أسباب؛ ترجع في الغالب لعدم وقوف الطرف الآخر على البراهين الكافية فيها، أو كما قال الشيخ من كان له اجتهاد مقبول، وعلى هذا فالفصل في المسألة يكون بتحكيم الأدلة الواردة فيها، وتقديم قول من كانت له زيادة علم على غيره، والمسئول يُجيب على قدر علمه وليس مُكلَّفًا بعلم غيره كما سيأتي من كلام الشيخ –حفظه الله-، ومِن هنا أيضًا يُعلم بطلان من يدّعي أنه يلزم أن تجتمع كلمة المشايخ في فلان وفلان حتى يُقبل جرحهم، ويجهل هؤلاء أو يتجاهلون أنه على هذا المذهب الأعوج الأهوج سوف يُترك الحق ولو أقام عليه صاحبه من البراهين ما تُقطع دونها أعناق الإبل، وسوف لن يُسمع بعدها بمتدع ولا زنديق ولا ولا .. ، وفيه أيضًا تجهيل للسلف وتقويض لمنهجهم المعصوم، وما إلى ذلك من المفاسد التي تذهب برونق الدين وبهيبة أهله وتوهن شوكتهم؛ أعاذنا الله من الهوى وأهله:
    مَسَاوي لو جُمِعن على الغواني *** لَمَـا أُمهِرن إلاّ بالطـــلاقِ
    13 ومن القرائن على هذا تعليقه مؤخرا – أعني: أسامة العطايا- على محاضرة للشيخ الفاضل محمد المدخلي في هجر أهل الأهواء والتحذير منهم، فقال: بأن الشيخ محمدًا لا يقصد "موقع كل السلفيين" ومشرفه، فكتب الشيخ محمد معقّبًا فقال بعد أن حمِد الله وأثنى عليه: فإلى عموم من يرى كتابتي هذه أقول وأنا كاتب هذه الأحرف : محمد بن هادي المدخلي :
    أنني لم آذن للأخ أسامة العطايا أن يتكلم باسمي ( ! ) ؛ وأنا على ما قلته في محاضرتي .
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
    وكتبه بيده بعد صلاة العشاء من من يوم الثلاثاء
    7 / 4 / 1431 هـ
    محمد بن هادي المدخلي. [نقلاً من منتديات إخوان الرسول السلفية /القسم المنهجي].
    قلتُ : ثم قال بعْدُ أسامة عقِب ذلك وهذا الشاهد من كلامه: "..فلذلك أتراجع عما ذكرته عن الشيخ محمد بن هادي لأنه لم يأذن لي أن أتحدث باسمه.
    ولا علاقة لي بما قصد، وبمن أراد ...اهـ
    قلتُ: وعلى فرض أن الشيخ أذِن بذلك، فهل مُجرّد الإذن يُسَوِّوغ للمعلقين تحريف الكلم عن مواضعه والمجادلة عن الذين يختانون أنفسهم (؟!!).
    وموقف الشيخ سليم –حفظه الله- من الحلبي ومن لف لفه صريحٌ، فقد جاء في رسالة توضيحية للشيخ أرسلها للأخ سمير القاهري استجابة لطلبه في توضيح خبر أشيع عن علاقته بالحلبي ومما جاء فيها: ..علاقتنا بالحلبي كانت طيبة واستمرت فترة حتى بعد ظهور المشاكل المفتعلة في المركز ؛ ثم انقطع فجأة ؛ تبين لي أن ذاك) الدعي الإخواني المتستر بالسلفية)! قد أفسده ، ثم توالت إنحرافاته المنهجية وسقوطه بين أحضان القطبيين ! فهو في وادٍ ونحن في مهيع آخر ؛ ولسنا منه في شيء حتى ينزع مما هو فيه والله الموعد.اهـ
    الرسالة بتاريخ : 7 / جمادى الآخرة / 1340 هـ
    بتوقيت القاهرة الساعة ( 18 : 8 ) مساء .
    14 قال الشيخ يحيى الحجوري وهو يثني على أخيه السلفي محدث الشام بعد شيخه الإمام حسنة الأيام محمد ناصر الدين الألباني ألا وهو الشيخ سليم بن عيد الهلالي قال الشيخ يحيى: وسمعنا منه كلامًا سلفيًا طيبًا ؛ يعني .. يعني ماذا .. ؛ نحن وهو نسير في خندق واحد .." من مقال بعنوان: "دفع شبه اللئيم الأثيم بدفاع العلامة يحيى الحجوري على المحدث سليم" اُنظر"منتديات إخوان الرسول السلفية/ القسم المنهجي العام".
    15 وهذا إعلان صريح من فضيلة الشيخ يَظهر منه صدق التميُّز، وإغاظة أهل التمييع، وغيرهم من فلول الحدادية الجديدة، فجزاه الله خيرًا.
    16 عبارة غير واضحة، وحيث يجد القارئ نقط الحذف هذه فهي إشارة إلى عدم وضوح العبارة أو العبارتين في موضعها وهي في الجملة قليلة.
    17 قلتُ: رواه مسلم في مقدمة " صحيحه " ( 1 / 8 ) بلفظ (كذبًا)، و أبو داود ( 4992 )، وغيرهما، واُنظر تخريجه بأوسع من هذا في"السلسلة الصحيحة" تحت الحديث رقم (2025 ).
    18 الحديث في "الصحيحة" للعلامة الألباني برقم ( 866 ) إلا أنه بلفظ (الرجل) بدل (القوم) وباستعمالي للمكتبة الإلكترونية لم أقف على الحديث بلفظة (القوم) في شيء من كتب السنة فيها والله أعلم.
    19 ومن الشعر قيل:
    يُقضى على المرء أيام محنته **** حتى يرى حسنًا ما ليس بالحسن

    وتتمة هذه المادة النافعة إن شاء الله على الرابط التالي:
    http://plunder.com/e9c6fd37d1
يعمل...
X