الموقف الصحيح من الخلاف الذي يحصل بين طلاّب العلم السّلفيين للشيخ العلامة الناصح الأمين يحي بن علي الحجوري-حفظه الله-
إذا كان كما هو في ظاهر السُّؤال بين السلفيين،فإنّه خلاف بين الأخ وأخيه،والمسلم غير معصوم،{وَتُوبُواْ إِلَى الْلَهِ جَمِيعاً أَيُّهَا اَلْمُؤْمنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونْ}،ويعالج ذلك بالتواضع،{إِنَّ اَللَهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُواْ،حَتَّى لاَ يَفْخَرْ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ،وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٌ}،وهذا دليل على أنّ الفخر من واحد على أخر،أو البغي من واحد على آخر،يسبِّب الإنفكاك،ويسبِّب الخلاف والنفرة. لما كان كذلك،سدَّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ممّا آتاه الله من الوحي ذريعة هذا الخلاف بالتواضع،وهكذا بمحبة الخير للمسلمين:{لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}،فإذا شعر منك ذلك،إزداد منك قرباً لذلك،وأفدت وأستفدت،وإن شعر منك بالحسد ومحاولة زوال النعمة التي آتاه الله إياها،عرف منك عدم النّصح،وإيّانا جميعا والتكبّر فإنّ الّذي يتكبّر عليك لو يكيل لك بالزنبيل،ولكن تحب أن تعيش أنت وأخوك كما تحب أن ترى منه ويرى منك،عملا بما دلّ عليه حديث عبد الله بن عمرو:{وَلْيَأْتِي إِلَى النّاس الذّي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ}،ولا تنسى جانب العفو،فإنّه خلق حميد جداً،به تُكتسب محامد الأمور،وبه أيضاً يتألّف الأحرار،وبه يجتنب شرّ الأشرار،:{وَاَلْكَاضِمِينَ اَلْغَيْظَ وَاَلْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ واَللَهُ يُحِبُّ اَلْمُحْسِنِينَ}،ولمّا قدم النّبي صلى الله عليه وسلم المدينة،وقام عبد الله بن أبيّ بحسده لمناوئة النّبي صلّى الله عليه وسلم،شكا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة:{ألم ترى ما صنع أبو الحباب}،قال:{أعفوا عنه وأصفح يارسول الله ،إنّ أهل هذه البحيرة أرادوا أن يسوِّدوه-أي يجعلونه سيدا عليهم-فلما قدمت بما آتاك الله شرق بها،فاعفوا عنه وأصفح}،فأنزل الله تصديقاً قول سعد:{فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَهُ بِأَمْرِهِ}،فهذا أمر الله بيّنه لنبيّه وأن يأخذه ويلازمه،{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}،{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَمَا}. ومن الحكم الطيبة: تنحّى عن القبيح ولاترده***ومن أوليته حسنا فزده ستكفى من عدّوك كل شر***إذا كاد العدّو ولم تكده فيه مبالغة شيئا ما،ربّما هو يكيد ولا تكده ويزداد،ولكن قد يكفيك الله شره ويدافع الله عنك،{فَإِنَّ الْلَهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّماَءْ}،{إِنَّ اللَهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِّينَ ءاَمَنُواْ}. إذا كان كما جاء في الحديث يارسول الله:{إنّ لي قرابة أصلهم ويقطعوني،وأحسن إليهم ويسيؤون إليّ،قال:إن كنت كما قلت،فكأنما تسفهم الْمَلَّ}:أي الرماد الحار،وأعظم من هذا كما في الحديث:{ولا يزال معك من الله نصيرٌ عليهم ما دمت كذلك}. فالبصبر والعفو ينصرك الله عزّوجل وأنت على غير شدّة ولا غير أتعاب لنفسك ومضايق وبتمويهات الشيطان وبرز العضلات تتفاقم الأمور،وتزداد الشّرور،وربّما أدّى ذلك إلى هلكة ودبور،فهذه مما يستفيد الإنسان مع أخيه،ومن الأخوّة في اللّه النّصح،{الدين النصيحة قلنا لمن يارسول الله}الحديث. وهكذا من أسباب دفع هذا الشرّ بين أهل السنة،مزيد التزاور،ومزيد الإيثار،ومزيد التآخي،وبين سائر المسلمين من أراد الله توفيقه ورجوعه إلى الحق،هذا هو الصواب{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ،وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ،فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانَاً،وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةِ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا}،وأبان الله عزوجل سببا عظيما للألفة:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ،فَسَوْفَ يَأْتِي اللَهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وُيُحِبُونَهُ،أَذِّلَةً عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةً عَلَى اَلْكَافِرِينَ}،قال بعض السلف:"إنّه ليحدثني بعض النّاس بالحديث،وأنا أعرفه من أعداد الطرق،فكأني لم أعرفه}،كل هذا من من التواضع،ويعرفه من قبل أن يولد،"وأنا أعرف ذلك الحديث أو تلك المسألة من قبل أن يولد،فكأني لم أعرف ذلك"من أجل أن يؤانسه يظهر له الإستفادة من ذلك الخير،فإذا حصل مثل هذا مع ملازمة تقوى الله سبحانه وتعالى،مع ملازمة دعائه،مع أداء الحقوق إلى ذويها،والحذر من الشّح،فإن الشّح هلكة وفرقة،قال النّبي صلّى الله عليه وسلم :{اتقوا الشحّ،فإنّه أهلك من كان قبلكم،حملهم على أن سفكوا دمائهم واستحلوا محارمهم}،فربما تجد الشحيح من أسوأ الناس خلقا وأسوأ النّاس افتتانا مع الآخرين،من أتفه الأسباب يسوء خلقه ويفترق مع أخيه المؤمن من أجل دنيا،والحذر من التهالك على الدّنيا فإن ما اجتمع قوم على دنيا إلا كان ذلك مصير انحرافهم،واجتمعوا على دين إلا كانوا من الإخلاء يوم القيامة:{اَلْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌ إِلاَّ اَلْمُتَّقِين،يَا عِبَادِي لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ اَلْيَوْمَ وَلاَ أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ،اَلَّذِّينَ آَمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونْ،لَهُمُ اَلْبُشْرَى فِي اَلْحَيَاةِ اَلْدُّنْياَ وَفِي اَلْآخِرَةِ}. هذه إلماحةٌ إلى ما يحصل بين الأخ وأخيه مما هو من سنن الله عزّوجل في خلقه،هكذا قد يحصل بين الأخ وأخيه لكن المرجع:{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اَللَه}،{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُوهُ إِلَى اَلله وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالَلهِ وَاَلْيَوْمِ الآخِرْ،ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}:أي الكتاب والسنة،فإذا توفر ذلك يحصل الخير إن شاء الله،وتحل القضايا اليسيرة بالحلول العظيمة وتحصل الأخوة وتحصل القناعة،ويحصل ما أراد الله عزّوجل لعباده من الخير،وإذا حصل التعالي وحصل كذلك التسامح وحصل مما تقدّم بعضه،تحصل النّفرة حتّى السلفي من السلفي،عياذا بالله،على أنّه ينبغي أن يقدم أمر الدّين على كل شيء ما دام الإنسان على استقامته وجب أن يحبّه لله،وإن حصلت منه إساءة إليك وجب أن تحبه لله عزّوجل وتعفوا وتصبر عسى الله أن يكون ذلك من الخير للمؤمنين من النصر لك،هذا بقدرالإستطاعة،:{فَاتَّقُواْ اَلَلهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}،أما إذا كان الخلاف بين إنسان وآخر حتى وإن كان من السلفيين لكن فيه خلاف يؤدّي إلى فوت وخلاف في أصول مخالفة،هذا الذّي تعلّم السلفية خالف في أصل من الأصول إما قصدا وإما خطئا،وبيِّن له وأبى،وهكذا أيضا حصل منه ما يقتضي الإنكار عليه،وما يقتضي بيان خطئه،فإنّه يبين خطأه فمن الأخطاء ما تخرجه عن السلفية وإن ادّعاها،ومن الأخطاء التّي لا تخرج عن السلفية ويبيّن أخطاءه فيها ليحذرها ويحذرها غيره،ورفقا به ورحمةً به،وهذا من التواصي وكلٌ له قدره ومنزلته،فالرد على الرجل الصالح الذّي حصلت منه زلة وهفوة ليس كالرد على الإنسان المبتدع الضال الذي يعاند دين الله ويفتن عباد الله،:{قَدْ جَعَلَ اَللُه لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}،:{وما كان الرفق في شيءٍ إلا زانه وما نزع من شيءٍ إلا شانه}.
إذا كان كما هو في ظاهر السُّؤال بين السلفيين،فإنّه خلاف بين الأخ وأخيه،والمسلم غير معصوم،{وَتُوبُواْ إِلَى الْلَهِ جَمِيعاً أَيُّهَا اَلْمُؤْمنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونْ}،ويعالج ذلك بالتواضع،{إِنَّ اَللَهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُواْ،حَتَّى لاَ يَفْخَرْ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ،وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٌ}،وهذا دليل على أنّ الفخر من واحد على أخر،أو البغي من واحد على آخر،يسبِّب الإنفكاك،ويسبِّب الخلاف والنفرة. لما كان كذلك،سدَّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ممّا آتاه الله من الوحي ذريعة هذا الخلاف بالتواضع،وهكذا بمحبة الخير للمسلمين:{لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}،فإذا شعر منك ذلك،إزداد منك قرباً لذلك،وأفدت وأستفدت،وإن شعر منك بالحسد ومحاولة زوال النعمة التي آتاه الله إياها،عرف منك عدم النّصح،وإيّانا جميعا والتكبّر فإنّ الّذي يتكبّر عليك لو يكيل لك بالزنبيل،ولكن تحب أن تعيش أنت وأخوك كما تحب أن ترى منه ويرى منك،عملا بما دلّ عليه حديث عبد الله بن عمرو:{وَلْيَأْتِي إِلَى النّاس الذّي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ}،ولا تنسى جانب العفو،فإنّه خلق حميد جداً،به تُكتسب محامد الأمور،وبه أيضاً يتألّف الأحرار،وبه يجتنب شرّ الأشرار،:{وَاَلْكَاضِمِينَ اَلْغَيْظَ وَاَلْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ واَللَهُ يُحِبُّ اَلْمُحْسِنِينَ}،ولمّا قدم النّبي صلى الله عليه وسلم المدينة،وقام عبد الله بن أبيّ بحسده لمناوئة النّبي صلّى الله عليه وسلم،شكا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة:{ألم ترى ما صنع أبو الحباب}،قال:{أعفوا عنه وأصفح يارسول الله ،إنّ أهل هذه البحيرة أرادوا أن يسوِّدوه-أي يجعلونه سيدا عليهم-فلما قدمت بما آتاك الله شرق بها،فاعفوا عنه وأصفح}،فأنزل الله تصديقاً قول سعد:{فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَهُ بِأَمْرِهِ}،فهذا أمر الله بيّنه لنبيّه وأن يأخذه ويلازمه،{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}،{وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَمَا}. ومن الحكم الطيبة: تنحّى عن القبيح ولاترده***ومن أوليته حسنا فزده ستكفى من عدّوك كل شر***إذا كاد العدّو ولم تكده فيه مبالغة شيئا ما،ربّما هو يكيد ولا تكده ويزداد،ولكن قد يكفيك الله شره ويدافع الله عنك،{فَإِنَّ الْلَهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّماَءْ}،{إِنَّ اللَهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِّينَ ءاَمَنُواْ}. إذا كان كما جاء في الحديث يارسول الله:{إنّ لي قرابة أصلهم ويقطعوني،وأحسن إليهم ويسيؤون إليّ،قال:إن كنت كما قلت،فكأنما تسفهم الْمَلَّ}:أي الرماد الحار،وأعظم من هذا كما في الحديث:{ولا يزال معك من الله نصيرٌ عليهم ما دمت كذلك}. فالبصبر والعفو ينصرك الله عزّوجل وأنت على غير شدّة ولا غير أتعاب لنفسك ومضايق وبتمويهات الشيطان وبرز العضلات تتفاقم الأمور،وتزداد الشّرور،وربّما أدّى ذلك إلى هلكة ودبور،فهذه مما يستفيد الإنسان مع أخيه،ومن الأخوّة في اللّه النّصح،{الدين النصيحة قلنا لمن يارسول الله}الحديث. وهكذا من أسباب دفع هذا الشرّ بين أهل السنة،مزيد التزاور،ومزيد الإيثار،ومزيد التآخي،وبين سائر المسلمين من أراد الله توفيقه ورجوعه إلى الحق،هذا هو الصواب{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ،وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ،فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانَاً،وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةِ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا}،وأبان الله عزوجل سببا عظيما للألفة:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ،فَسَوْفَ يَأْتِي اللَهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وُيُحِبُونَهُ،أَذِّلَةً عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةً عَلَى اَلْكَافِرِينَ}،قال بعض السلف:"إنّه ليحدثني بعض النّاس بالحديث،وأنا أعرفه من أعداد الطرق،فكأني لم أعرفه}،كل هذا من من التواضع،ويعرفه من قبل أن يولد،"وأنا أعرف ذلك الحديث أو تلك المسألة من قبل أن يولد،فكأني لم أعرف ذلك"من أجل أن يؤانسه يظهر له الإستفادة من ذلك الخير،فإذا حصل مثل هذا مع ملازمة تقوى الله سبحانه وتعالى،مع ملازمة دعائه،مع أداء الحقوق إلى ذويها،والحذر من الشّح،فإن الشّح هلكة وفرقة،قال النّبي صلّى الله عليه وسلم :{اتقوا الشحّ،فإنّه أهلك من كان قبلكم،حملهم على أن سفكوا دمائهم واستحلوا محارمهم}،فربما تجد الشحيح من أسوأ الناس خلقا وأسوأ النّاس افتتانا مع الآخرين،من أتفه الأسباب يسوء خلقه ويفترق مع أخيه المؤمن من أجل دنيا،والحذر من التهالك على الدّنيا فإن ما اجتمع قوم على دنيا إلا كان ذلك مصير انحرافهم،واجتمعوا على دين إلا كانوا من الإخلاء يوم القيامة:{اَلْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌ إِلاَّ اَلْمُتَّقِين،يَا عِبَادِي لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ اَلْيَوْمَ وَلاَ أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ،اَلَّذِّينَ آَمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونْ،لَهُمُ اَلْبُشْرَى فِي اَلْحَيَاةِ اَلْدُّنْياَ وَفِي اَلْآخِرَةِ}. هذه إلماحةٌ إلى ما يحصل بين الأخ وأخيه مما هو من سنن الله عزّوجل في خلقه،هكذا قد يحصل بين الأخ وأخيه لكن المرجع:{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اَللَه}،{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُوهُ إِلَى اَلله وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالَلهِ وَاَلْيَوْمِ الآخِرْ،ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}:أي الكتاب والسنة،فإذا توفر ذلك يحصل الخير إن شاء الله،وتحل القضايا اليسيرة بالحلول العظيمة وتحصل الأخوة وتحصل القناعة،ويحصل ما أراد الله عزّوجل لعباده من الخير،وإذا حصل التعالي وحصل كذلك التسامح وحصل مما تقدّم بعضه،تحصل النّفرة حتّى السلفي من السلفي،عياذا بالله،على أنّه ينبغي أن يقدم أمر الدّين على كل شيء ما دام الإنسان على استقامته وجب أن يحبّه لله،وإن حصلت منه إساءة إليك وجب أن تحبه لله عزّوجل وتعفوا وتصبر عسى الله أن يكون ذلك من الخير للمؤمنين من النصر لك،هذا بقدرالإستطاعة،:{فَاتَّقُواْ اَلَلهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}،أما إذا كان الخلاف بين إنسان وآخر حتى وإن كان من السلفيين لكن فيه خلاف يؤدّي إلى فوت وخلاف في أصول مخالفة،هذا الذّي تعلّم السلفية خالف في أصل من الأصول إما قصدا وإما خطئا،وبيِّن له وأبى،وهكذا أيضا حصل منه ما يقتضي الإنكار عليه،وما يقتضي بيان خطئه،فإنّه يبين خطأه فمن الأخطاء ما تخرجه عن السلفية وإن ادّعاها،ومن الأخطاء التّي لا تخرج عن السلفية ويبيّن أخطاءه فيها ليحذرها ويحذرها غيره،ورفقا به ورحمةً به،وهذا من التواصي وكلٌ له قدره ومنزلته،فالرد على الرجل الصالح الذّي حصلت منه زلة وهفوة ليس كالرد على الإنسان المبتدع الضال الذي يعاند دين الله ويفتن عباد الله،:{قَدْ جَعَلَ اَللُه لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}،:{وما كان الرفق في شيءٍ إلا زانه وما نزع من شيءٍ إلا شانه}.
تعليق