تويت
تفريغ أسئلة بلاد وادي سوف بالجزائر للشيخ العلامة الناصح الأمين أبي عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري-حفظه الله-
بسم الله الرحمن الرحيم
تفريغ أسئلة بلاد وادي سوف بالجزائر للشيخ العلامة الناصح الأمين أبي عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري-حفظه الله
تفريغ أسئلة بلاد وادي سوف بالجزائر للشيخ العلامة الناصح الأمين أبي عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري-حفظه الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:فهذه أسئلة نقدمها من بلاد وادي سوف بالجزائر للشيخ العلامة الناصح الأمين أبي عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري-حفظه الله-نرجوا أن يتكرم بالإجابة عنها.
السؤال الأول:
إذا صلى الشخص الوتر قضاءا في النهار فهل له أن يقول الدعاء المعروف بعد الوتروهو:(سبحان الملك القدوس )ثلاثا.
الجواب:
الحديث في صلاة الوتر،وكان النبي-صلى الله عليه وسلم يقول ذلك كما في حديث أُبي-رضي الله عنه- إذا صلى الوتر،وأما إذا صلاه من النهار،فإنه يصليه شفعا،لفعل النبي-صلى الله عليه وسلم:أنه كان إذا فاته وتره من الليل صلاه شفعا،فليس هذا دعاء الشفع ولا ذكر دبر الصلوات ولا هذا بخصوص صلاة الوتر بالليل.
السوال الثاني:
اذا جاءالمصلي إلى المسجد وعرف أنه مسبوق ببعض الصلاة،ثم أحضر سترة ووضعها أمامه لكي يصلي عندها بعد الصلاة،فهل هذا العمل مشروع ولا يعد تكلفا.
الجواب:
نعم مشروع،لأن السترة واجبة على الصحيح،قال عليه الصلاة والسلام:(لا تصلي إلا إلى سترة)،ومع ملازمته لها صلى الله عليه وسلم،ملاحظة لقوله:(صلوا كما رأيتموني أصلي)،وكانت تحمل له العنزة-حربة- إذا أراد أن يصلي نصبت له فصلى إليها،فلهذا إذا حمل شيئا ضن أنه سينفصل عن الإمام ،أو أن الذي إستتر به سيقوم ووضعها وصلى إليها أمر طيب لهذا الحديث.
السؤال الثالث:
ما الفرق بين المنهج والعقيدة وهل الاهتمام بالمنهج ينافي الاهتمام بالعقيدة ويشغل عن تعلمها.
الجواب:
من صحت عقيدته وأستقام توحيده صح نهجه،ومن فسدت عقيدته فسد نهجه،وفسدت مسالكه،(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)،فالعناية بالعقيدة الصحيحة والأخلاق والقيم يكون ذلك منبعثا عن العناية بكتاب الله وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم-والتفريق بين ذلك،بين هذه عقيدة وهذا منهج،وأنه ممكن أن يصح منهجه ولا تصح عقيدته أو تصح عقيدته وتكون سليمة مستقيمة على فهم السلف رضوان الله عليهم ولا يكون نهجه قويما،هذا لا يستقيم ولا أثرة عليه من علم من حيث الأدلة ومن حيث ما سار عليه المتقدمون.
السؤال الرابع:
متى يقطع المتنفل الصلاة قبل الفريضة هل عن سماع الإقامة،وهل عليه حرج إذا قطعها قبل ذلك بقيام المأمومين ورؤية الإمام.
الجواب:
إذا شرع في تنفله وأمكنه أن يتم صلاته قبل أن يدخل الإمام في الصلاة وقبل أن يكون الإمام والمأمومون في صلاة وهو في أخرى،فإنه لا بأس أن يتم صلاته،ولا ينبغي له أن يقطعها مع تمكنه من إتمامها،أولا:لأنه عمل صالح يتمه،وقد قال الله عزوجل في شأن الحج والعمرة:(وأتموا الحج والعمرة لله)،ومن أقوال أهل العلم أن هذا الإتمام بعد الشروع فيها،وهكذا الصلاة (إنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة)،فيكمل هذا العمل الصالح ويدرك الصلاة وهم يسوون الصفوف أو ما يسبقه الإمام حتى لا يكون في صلاة وهم في أخرى،لأنه نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إقامة صلاتين في حال واحد،كونه يكون الناس في صلاة وهو في صلاة وحده،لا سيما والشأن الفريضة،(وما تقرب إلي عبد بشيء أحب إلي مما افترضته عليه،)،(وإنك لن تجد الإمام على شيء إلا كنت عليه)،كما جاء هذا عن ابن مسعود ومعاذ وتقتضيه الإدلة،(إذا أتيتم الصلاة فاتوها وأنتم تمشون ولا تأتوها وأنتم تسعون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)،وقوله:(ما أدركتم فصلوا):أي ما وجت الإمام عليه من صلاة كن مؤتما به،هذا من معانيه،على هذا أنه إن كان يمكنه أن يتم نافلته ويدرك الإمام في بداية صلاته فعل ،وإن كان لا يمكنه ذلك،له أن يقطعها،ولا يقطعها في حين دخول الإمام لأنه من دخوله إلى تسوية الصفوف وإلى بعد إقامة الصلاة وإلى بدئه في الصلاة،إذا أوجز في الصلاة بلا إخلال يمكنه إتمانها والله الموفق.
السؤال الخامس:
ماحكم الصلاة على البساط المرتفع عن الأرض قليلا.
الجواب:
لا حرج في ذلك،والصلاة في مكان مطمئن بحيث أنه يصلي عليه مع شيء من التواضع لأن العبادة هي التذلل،
وعبادة الرحمن غاية حبه***مع ذل عابده هما قطبان
ومدارها بالأمر أمر رسوله***لا بالهوى والنفس والشيطان
والعبادة هي التذلل،فكلما كان متواضعا ساكنا متذللا لله سبحانه وتعالى كان أفضل،ولا سيما والنبي صلى الله عليه وسلم صلى على الحصير،وأما من حيث الصحة ليس هناك ما يدل على بطلان صلاته إذا صلى على فرش ولو كان وفيرا أو فرش ينام عليه وهوطاهر.
السؤال السادس:
الحاج إذا حلق لحيته أثناء الحج فهل يكون حجه مبرورا.
الجواب:
في الصحيحين عن أبي هريرة-رضي الله عنه-أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من حجه كيوم ولدته أمه)،والله عزوجل يقول:(فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق و لاجدال في الحج)،وعلم بهذه الأدلة أن من حج وأنشغل بالرفث وهو الجماع ومقدماته مما يفسد الحج أو يخله،أو كذلك بالفسق من سائر المعاصي،أو جادل بما لا نفع فيه ولا عود من ذلك الجدال في أمر دينه،فقد يحتاج الإنسان إلى الجدال لبيان أمر واجب أومن مناسك الحج أو غيرها لإقامة الأمربالمعروف والنهي عن المنكرلا بأس بذلك وعليه أدلته،أما الجدال الفارغ الذي ينشغل به عن ذكر الله فهذا داخل في مضمون الفسق،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم،كما ثبت من حديث أبي أمامة رضي الله عنه:(ماضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل)،على هذا فمن حج ولا بس هذه الأمور المذكورة أوما كان من بابها لا يرجع من حجه كيوم ولدته أمه،كما هو مفهوم الحديث المتفق عليه،نعم حجه صحيح إن شاء الله إذا أداه على ضوابطه الشرعية،لكن تتفاوت العبادة من حيث برها وأبرها،ومن حيث المثوبة عليها،فالحج المجزئ وإن كان لابس فيه بعض المعاصي والذنوب قد يجزئه لكن لا يكون كحج من إبتعد عن المعاصي والذنوب وأدى الحج تأدية صحيحة شرعية هذا أفضل.
السؤال السابع:
هل يستقيم استنباط (اسم الباقي )لله عزوجل من قوله تعالى:(هو الأول والآخر)،وقوله صلى الله عليه وسلم:(أنت الآخر فليس بعدك شيء).
الجواب:
يبقى الدليل على ظاهره-هوالأول والآخر-يثبت منه الأول ويثبت منه الآخر،والظاهر والباطن على ما دل عليه الدليل،وهكذا الآية ومرادفها الحديث،أما أن يؤخذ من هذا إسم الباقي لله سبحانه وتعالى ففي هذا نظر،نعم أثبته ابن منده فيما مر بنا من كتاب التوحيد لإبن منده-رحمه الله- والظاهر الأصبهاني وبعض أهل العلم أخذا من قول الله عزوجل:كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام.والحقيقة أن هذه صفة وليس إسما،فهذا الباقي صفة لله لا إسم لله سبحانه وتعالى،الباقي صفة لله تعالى وليس إسما صريحا تدل عليه منطوق الأدلة،وإثبته علماء في موطن إجتهاد،لكن هذا هو الصواب.
السؤال الثامن:
ما صحة هذه العبارة (عند ذكر الصالحين تنزل البركة)،ويقصد قائلها أنه يذكر الله عند ذكرهم من هذا المعنى.
الجواب:
صح عن سفيان بن عيينة-رحمه الله-في سؤالات أبي داود للإمام أحمد،أبو داود إمام يقول :سمعت أحمد يقول:سمعت ابن عيينة يقول وهذا إسناد صحيح:(عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة)،وهنا تتنزل البركة،ومن المعلوم أن سفيان ابن عيينة قوله ماهو حجة،والحجة كتاب الله وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم-ولكن هذا من كلام الأئمة،والحاصل أن البركة من الله،كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(هلم إلى الطعام المبارك والبركة من الله).فإثبات البركة في مجرد ذكر لفلان من الناس صالحين،أو إثبات الرحمة في مجرد ذكر لعالم من العلماء أو صالح من الصالحين هذا يحتاج إلى دليل،إلا أن هذا إذا اشتمل على مجلس ذكر مجلس كمجلس حديث وتراجم أئمة،وما كان من ذلك من ذكر علماء يشتمل على مجلس ذكر،فإن هذا يندرج تحت قول النبي-صلى الله عليه وسلم-:(وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم االسكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده،ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه). والشاهد من هذا أن مجلس الذكر والعلم يشتمل على هذه التراجم؛تراجم الأئمة،لمعرفة الذكر ومعرفة الأسانيد،وهكذا أي مجلس مما كان من علوم دين الله فهو مجلس ذكر،يدخل تحت هذا على تفاوت،إذا كان المجلس مجلس سنة،وإذا كان مجلس بدعة،فإن مجلس الزور،(والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما).(والملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب وصورة)،فمن باب أولى أنها لا تجلس في مجلس فيه زور وبدعة أو ضلالة.
السؤال التاسع:
هناك رجل يدعى الحجي في الرياض يطعن في الشيخ الألباني ويقول مات ولا يعرف الإسلام فما ردكم.
الجواب:
القول إن الشيخ الألباني-رحمه الله مات ولم يعرف الإسلام،هذا جائر،وهذا يتضمن التكفير،فإن الذي لا يعرف الإسلام معناه ما دخل فيه ولا عرفه،وهذا قول قائله يحمل وزره،(ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى).
والظلم ظلمات يوم القيامة،والعلامة الألباني إمام في هذا العصر،إمام في علم السنة،في علم الحديث في عصره هذا بلا مدافعة،والحقيقة أن كثيرا ممن هدي لعلم الحديث واعتنى به استفاد من كتب العلامة الألباني-رحمه الله-وصار الناس في هذا العصر ينهلون من بحوثه،ومن جهوده التي نفع الله بها الإسلام والمسلمين في علم الحديث،وفي كثير من العلوم والفنون في الفقه وغيره،ولكن تخصصه بالأخص علم الحديث،الشاهد من هذا،هذا الكلام باطل،(ومن قال في أخيه ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى ينزع مما قال)،هكذا أخبر رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.
من هنا الإجابات من الخزانة العلمية
السؤال الأول:
إذا صلى الشخص الوتر قضاءا في النهار فهل له أن يقول الدعاء المعروف بعد الوتروهو:(سبحان الملك القدوس )ثلاثا.
الجواب:
الحديث في صلاة الوتر،وكان النبي-صلى الله عليه وسلم يقول ذلك كما في حديث أُبي-رضي الله عنه- إذا صلى الوتر،وأما إذا صلاه من النهار،فإنه يصليه شفعا،لفعل النبي-صلى الله عليه وسلم:أنه كان إذا فاته وتره من الليل صلاه شفعا،فليس هذا دعاء الشفع ولا ذكر دبر الصلوات ولا هذا بخصوص صلاة الوتر بالليل.
السوال الثاني:
اذا جاءالمصلي إلى المسجد وعرف أنه مسبوق ببعض الصلاة،ثم أحضر سترة ووضعها أمامه لكي يصلي عندها بعد الصلاة،فهل هذا العمل مشروع ولا يعد تكلفا.
الجواب:
نعم مشروع،لأن السترة واجبة على الصحيح،قال عليه الصلاة والسلام:(لا تصلي إلا إلى سترة)،ومع ملازمته لها صلى الله عليه وسلم،ملاحظة لقوله:(صلوا كما رأيتموني أصلي)،وكانت تحمل له العنزة-حربة- إذا أراد أن يصلي نصبت له فصلى إليها،فلهذا إذا حمل شيئا ضن أنه سينفصل عن الإمام ،أو أن الذي إستتر به سيقوم ووضعها وصلى إليها أمر طيب لهذا الحديث.
السؤال الثالث:
ما الفرق بين المنهج والعقيدة وهل الاهتمام بالمنهج ينافي الاهتمام بالعقيدة ويشغل عن تعلمها.
الجواب:
من صحت عقيدته وأستقام توحيده صح نهجه،ومن فسدت عقيدته فسد نهجه،وفسدت مسالكه،(ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)،فالعناية بالعقيدة الصحيحة والأخلاق والقيم يكون ذلك منبعثا عن العناية بكتاب الله وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم-والتفريق بين ذلك،بين هذه عقيدة وهذا منهج،وأنه ممكن أن يصح منهجه ولا تصح عقيدته أو تصح عقيدته وتكون سليمة مستقيمة على فهم السلف رضوان الله عليهم ولا يكون نهجه قويما،هذا لا يستقيم ولا أثرة عليه من علم من حيث الأدلة ومن حيث ما سار عليه المتقدمون.
السؤال الرابع:
متى يقطع المتنفل الصلاة قبل الفريضة هل عن سماع الإقامة،وهل عليه حرج إذا قطعها قبل ذلك بقيام المأمومين ورؤية الإمام.
الجواب:
إذا شرع في تنفله وأمكنه أن يتم صلاته قبل أن يدخل الإمام في الصلاة وقبل أن يكون الإمام والمأمومون في صلاة وهو في أخرى،فإنه لا بأس أن يتم صلاته،ولا ينبغي له أن يقطعها مع تمكنه من إتمامها،أولا:لأنه عمل صالح يتمه،وقد قال الله عزوجل في شأن الحج والعمرة:(وأتموا الحج والعمرة لله)،ومن أقوال أهل العلم أن هذا الإتمام بعد الشروع فيها،وهكذا الصلاة (إنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة)،فيكمل هذا العمل الصالح ويدرك الصلاة وهم يسوون الصفوف أو ما يسبقه الإمام حتى لا يكون في صلاة وهم في أخرى،لأنه نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إقامة صلاتين في حال واحد،كونه يكون الناس في صلاة وهو في صلاة وحده،لا سيما والشأن الفريضة،(وما تقرب إلي عبد بشيء أحب إلي مما افترضته عليه،)،(وإنك لن تجد الإمام على شيء إلا كنت عليه)،كما جاء هذا عن ابن مسعود ومعاذ وتقتضيه الإدلة،(إذا أتيتم الصلاة فاتوها وأنتم تمشون ولا تأتوها وأنتم تسعون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)،وقوله:(ما أدركتم فصلوا):أي ما وجت الإمام عليه من صلاة كن مؤتما به،هذا من معانيه،على هذا أنه إن كان يمكنه أن يتم نافلته ويدرك الإمام في بداية صلاته فعل ،وإن كان لا يمكنه ذلك،له أن يقطعها،ولا يقطعها في حين دخول الإمام لأنه من دخوله إلى تسوية الصفوف وإلى بعد إقامة الصلاة وإلى بدئه في الصلاة،إذا أوجز في الصلاة بلا إخلال يمكنه إتمانها والله الموفق.
السؤال الخامس:
ماحكم الصلاة على البساط المرتفع عن الأرض قليلا.
الجواب:
لا حرج في ذلك،والصلاة في مكان مطمئن بحيث أنه يصلي عليه مع شيء من التواضع لأن العبادة هي التذلل،
وعبادة الرحمن غاية حبه***مع ذل عابده هما قطبان
ومدارها بالأمر أمر رسوله***لا بالهوى والنفس والشيطان
والعبادة هي التذلل،فكلما كان متواضعا ساكنا متذللا لله سبحانه وتعالى كان أفضل،ولا سيما والنبي صلى الله عليه وسلم صلى على الحصير،وأما من حيث الصحة ليس هناك ما يدل على بطلان صلاته إذا صلى على فرش ولو كان وفيرا أو فرش ينام عليه وهوطاهر.
السؤال السادس:
الحاج إذا حلق لحيته أثناء الحج فهل يكون حجه مبرورا.
الجواب:
في الصحيحين عن أبي هريرة-رضي الله عنه-أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من حجه كيوم ولدته أمه)،والله عزوجل يقول:(فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق و لاجدال في الحج)،وعلم بهذه الأدلة أن من حج وأنشغل بالرفث وهو الجماع ومقدماته مما يفسد الحج أو يخله،أو كذلك بالفسق من سائر المعاصي،أو جادل بما لا نفع فيه ولا عود من ذلك الجدال في أمر دينه،فقد يحتاج الإنسان إلى الجدال لبيان أمر واجب أومن مناسك الحج أو غيرها لإقامة الأمربالمعروف والنهي عن المنكرلا بأس بذلك وعليه أدلته،أما الجدال الفارغ الذي ينشغل به عن ذكر الله فهذا داخل في مضمون الفسق،وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم،كما ثبت من حديث أبي أمامة رضي الله عنه:(ماضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل)،على هذا فمن حج ولا بس هذه الأمور المذكورة أوما كان من بابها لا يرجع من حجه كيوم ولدته أمه،كما هو مفهوم الحديث المتفق عليه،نعم حجه صحيح إن شاء الله إذا أداه على ضوابطه الشرعية،لكن تتفاوت العبادة من حيث برها وأبرها،ومن حيث المثوبة عليها،فالحج المجزئ وإن كان لابس فيه بعض المعاصي والذنوب قد يجزئه لكن لا يكون كحج من إبتعد عن المعاصي والذنوب وأدى الحج تأدية صحيحة شرعية هذا أفضل.
السؤال السابع:
هل يستقيم استنباط (اسم الباقي )لله عزوجل من قوله تعالى:(هو الأول والآخر)،وقوله صلى الله عليه وسلم:(أنت الآخر فليس بعدك شيء).
الجواب:
يبقى الدليل على ظاهره-هوالأول والآخر-يثبت منه الأول ويثبت منه الآخر،والظاهر والباطن على ما دل عليه الدليل،وهكذا الآية ومرادفها الحديث،أما أن يؤخذ من هذا إسم الباقي لله سبحانه وتعالى ففي هذا نظر،نعم أثبته ابن منده فيما مر بنا من كتاب التوحيد لإبن منده-رحمه الله- والظاهر الأصبهاني وبعض أهل العلم أخذا من قول الله عزوجل:كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام.والحقيقة أن هذه صفة وليس إسما،فهذا الباقي صفة لله لا إسم لله سبحانه وتعالى،الباقي صفة لله تعالى وليس إسما صريحا تدل عليه منطوق الأدلة،وإثبته علماء في موطن إجتهاد،لكن هذا هو الصواب.
السؤال الثامن:
ما صحة هذه العبارة (عند ذكر الصالحين تنزل البركة)،ويقصد قائلها أنه يذكر الله عند ذكرهم من هذا المعنى.
الجواب:
صح عن سفيان بن عيينة-رحمه الله-في سؤالات أبي داود للإمام أحمد،أبو داود إمام يقول :سمعت أحمد يقول:سمعت ابن عيينة يقول وهذا إسناد صحيح:(عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة)،وهنا تتنزل البركة،ومن المعلوم أن سفيان ابن عيينة قوله ماهو حجة،والحجة كتاب الله وسنة رسوله-صلى الله عليه وسلم-ولكن هذا من كلام الأئمة،والحاصل أن البركة من الله،كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(هلم إلى الطعام المبارك والبركة من الله).فإثبات البركة في مجرد ذكر لفلان من الناس صالحين،أو إثبات الرحمة في مجرد ذكر لعالم من العلماء أو صالح من الصالحين هذا يحتاج إلى دليل،إلا أن هذا إذا اشتمل على مجلس ذكر مجلس كمجلس حديث وتراجم أئمة،وما كان من ذلك من ذكر علماء يشتمل على مجلس ذكر،فإن هذا يندرج تحت قول النبي-صلى الله عليه وسلم-:(وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم االسكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده،ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه). والشاهد من هذا أن مجلس الذكر والعلم يشتمل على هذه التراجم؛تراجم الأئمة،لمعرفة الذكر ومعرفة الأسانيد،وهكذا أي مجلس مما كان من علوم دين الله فهو مجلس ذكر،يدخل تحت هذا على تفاوت،إذا كان المجلس مجلس سنة،وإذا كان مجلس بدعة،فإن مجلس الزور،(والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما).(والملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب وصورة)،فمن باب أولى أنها لا تجلس في مجلس فيه زور وبدعة أو ضلالة.
السؤال التاسع:
هناك رجل يدعى الحجي في الرياض يطعن في الشيخ الألباني ويقول مات ولا يعرف الإسلام فما ردكم.
الجواب:
القول إن الشيخ الألباني-رحمه الله مات ولم يعرف الإسلام،هذا جائر،وهذا يتضمن التكفير،فإن الذي لا يعرف الإسلام معناه ما دخل فيه ولا عرفه،وهذا قول قائله يحمل وزره،(ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى).
والظلم ظلمات يوم القيامة،والعلامة الألباني إمام في هذا العصر،إمام في علم السنة،في علم الحديث في عصره هذا بلا مدافعة،والحقيقة أن كثيرا ممن هدي لعلم الحديث واعتنى به استفاد من كتب العلامة الألباني-رحمه الله-وصار الناس في هذا العصر ينهلون من بحوثه،ومن جهوده التي نفع الله بها الإسلام والمسلمين في علم الحديث،وفي كثير من العلوم والفنون في الفقه وغيره،ولكن تخصصه بالأخص علم الحديث،الشاهد من هذا،هذا الكلام باطل،(ومن قال في أخيه ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى ينزع مما قال)،هكذا أخبر رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.
من هنا الإجابات من الخزانة العلمية
فرغها:أبو حاتم عبد الكريم السوفي الجزائري
ضحى الخميس:24جمادى الآخرة1435هجري
ضحى الخميس:24جمادى الآخرة1435هجري