إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

*تفريغ* {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ} لفضيلة الشيخ عبد الرزاق النهمي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • *تفريغ* {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ} لفضيلة الشيخ عبد الرزاق النهمي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد، أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً
    أمّا بعد:


    فهذا تفريغ :
    لخطبة الجمعة بعنوان
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ}

    لفضيلة شيخنا المبارك :

    أبي بكر عبد الرّزاق بن صالح النهمي
    حفظه الله تعالى



    فرّغها:
    أبو سُليم عبد الله بن علي الزّبيري
    غفر الله له ولوالديه وللمسلمين أجمعين

    حمّل الخطبة مفرّغة من هنا



    ويمكنكم تحميل الخطبة
    من هـنـا

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو سُليم عبد الله بن علي الحجري; الساعة 24-12-2013, 07:52 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا أبا سليم وبارك فيك
    وحفظ الله شيخنا عبد الرزاق النهمي ونفع به الإسلام والمسلمين

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة أبو السمح حمزة بن محمد معمر مشاهدة المشاركة
      جزاك الله خيرا أبا سليم وبارك فيك
      وحفظ الله شيخنا عبد الرزاق النهمي ونفع به الإسلام والمسلمين
      آمين وإياكم وحفظكم الله

      بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ
      خطبة لفضيلة شيخنا
      أبي بكر عبد الرّزاق بن صالح النهمي

      حفظه الله ورعاه



      إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
      ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢]
      ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النّساء: ١]
      ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠ – ٧١]
      أمَّا بعدُ:
      فإن أصْدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالةٍ، وكل ضلالةٍ في النار.
      أيها النَّاس يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ [الأنبياء : ١٨]
      في هذه الآية الكريم يبين ربنا سبحانه وتعالى أن الباطل يُزهق أمام الحق ولا يثبت وأنه يذوب ويضمحل وينتهي، فما من باطل إلا وله نهاية كما قال سبحانه: ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ [الإسراء : ٨١] فأبان ربنا سبحانه وتعالى أن لكل باطل نهاية مهما مكث ومهما طغى ومهما استمر فترةً إلا أنه ينتهي ويذوب، إذا جاء الحق زهق الباطل وأذهبه، وقد كان حول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً تعبد من دون الله سبحانه حتى فتح الله على نبيه الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم مكة فكسرها وحطمها فكان يقول: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} فنعم.
      مهما كان ومهما علا الباطل ومهما طغى وبغى فإنه إلى الخسارة وإلى الزوال وإلى الذهاب قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ﴾ [الرعد : ١٧]
      فضرب الله عز وجل في هذه الآية مثلاً للحق والباطل فكان الباطل كالزّبد الذي يضمحل ويذوب وينتهي لا ينتفع به، والحق كذلك الماء الصافي النقي الذي ينفع الله به البلاد والعباد والأرض: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ}
      فمهما كان يا أيها الناس إن لكل باطل نهاية ولكل باغي ومعتدي حد وغاية لا يمكن أن يستمر إنما يمهل ربنا سبحانه وتعالى الباغي الباطل المعتدي أياماً ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ [هود : ١٠٢] فنعم
      أيها الناس إن التّمكين ليس بالبطش ولا بالبغي ولا بالاعتداء ولا بالصرامة والعرامة هذا الذّل والهوان، البغي والبطش والصرامة والعرامة عاقبته الذّل والهوان، إن التّمكين يا عباد الله هو بالإيمان والعمل الصالح وتقوى الله تبارك وتعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [القصص : ٨٣]، ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾ [الأنبياء : ١٠٥ -١٠٦] نعم
      أيها الناس قال الله عز وجل لنبيه الكريم: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [هود : ٤٩] ، وقال سبحانه وتعالى في شأن موسى عليه السلام: ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الأعراف : ١٢٨] فنعم
      كم مكث فرعون – عليه لعائن الله المتتالية – يبطش وفتك وفسد ويطغى ويبغي ويخرّب كم مكث أياماً، كم جلس سنيناً، أياماً مزيدة وسنيناً عديدة، فكانت نهايته الخسارة والهلالك، هكذا عاقبة كل باغي وعاقبة كل ظالم ومعتدي ومفسد ومسرف هذه عاقبته: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾[القصص : ٤ - ٦]. نعم
      عاقبة خسارة والهلالك لمن كان يظلم عباد الله قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً﴾ [يونس : ٩٠- ٩٢] نعم
      أيها الناس وهذا قارون الذي بغى وطغى وتجبر وتكبر وتقطرس قال سبحانه: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ﴾ [القصص : ٧٦] تأمل هذا البغي وهذه العرامة {فَبَغَى عَلَيْهِمْ} كبراً وأسراً وفساداً قال سبحانه: ﴿وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ﴾ [القصص : ٧٦ - ٧٧] لا تفسد إياك والفساد ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [القصص : ٧٧] فكيف كان جوابه؟ ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾ [القصص : ٧٨]، ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [القصص : ٨١ - ٨٣]
      نعم يا عباد الله إنها آيات الله إنها عبر إن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ * هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران : ١٣٧ - ١٣٨] اقرأوا القرآن اقرأوا ماذا ذكر الله سبحانه عن الأمم الظالمة الأمم المكذبة الأمم المتقدمة، كيف كان عاقبتهم؟ ماذا فعل الله بهم؟، بسبب تجبّرهم وبسبب فسادهم وبسبب عنادهم وبسبب كفرهم وطغيانههم ﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [العنكبوت : ٤٠]
      تأملوا يا عباد الله في قصة نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كيف كان في مكة؟ يأذى ويحارب، ويأذى أصحابه ويعذبون ويؤذون حتى طردوا وأخرجوا من بلادهم ومن ديارهم وؤوذوا أشد أذية وخرجوا مهاجرين إلى يثرب التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم "المدينة"، وبعد وقت طويل من ذلك العناء والتعب مكَّن الله عز وجل لهم، فرجعوا إلى مكة فاتحين منتصرين أعزهم الله ورفعهم الله؛ أين بلال؟ الذي كان يضرب بالحديد، أين عمّار بن ياسر؟ أين سلمان الفارسي؟ الذين كانوا ضعفاء، أين عبد الله بن مسعود؟ رفعهم الله عز وجل ومكَّن لهم، ثم بالمقابل أين أبو جهل؟ أين أبو لهب؟ أين أميَّة بن خلف وأبيَّ بن خلف، والوليد بن مغيرة؟ أين أولئك؟ كيف كانت عاقبتهم؟ عاقبة أولئك الذين تقطرسوا وتجبروا وتكبروا، كيف كانت عاقبتهم؟ صرعهم الله وأهان الله وأذلهم الله وأخزاهم الله سبحانه.
      خرج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم بدر من ذلك العريش وهو يقول : «أَبْشِرُوا بِنَصْرِ اللهِ، هُـنَا مَصْرَعُ فُلَاْنٍ وَهُـنَا مَصْرَعُ فُلَاْنٍ وَهُـنَا مَصْرَعُ فُلَاْنٍ». نعم يا عباد الله فجاء النّصر لرسوله ولأصبحابه الكرام: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ [النور : ٥٥] هذا الاستخلاف للمؤمنين ليس للمفسدين، فلا يظن الرَّافضة أبداً أنهم سيتمكنون لا يمكن لا يمكن، إن التّمكين لأهل الصلاح ولأهل التُّقى ولأهل الخير ولأهل الطاعة، أما أهل الفساد والكبر والقطرسة والعرامة والبطش فإن مآلهم الذّل والمهانة والخزي والعار والشنار.
      تأملوا هذه الآية يا عباد الله : ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور : ٥٥] فنعم أيها الناس
      إن النصر لأولياء الله مهما طال ومهما عظم الكرب والشتد فإن النّصر لهم والعاقبة لهم وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لابن عبّاس: «احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَىْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَىْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» وفي رواية الأخرى للحديث قال عليه الصلاة والسلام: «وَاعْلَمْ أنَّ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا».
      فمهما طال الكرب ومهما اشتد الكرب فالفرج قادم لا محاله فإن الله يقول: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ [الشرح : ٥ - ٦]نعم يا عباد الله ويقول سبحانه: ﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾ [الطلاق : ٧] الفرج قادم بإذنه سبحانه نعم، «وَاعْلَمْ أنَّ وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا».
      نعم يا عباد الله لكن أولياء الله سبحانه لا بد من ابتلائهم واختبارهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَشَدُّ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الصَّالِحُونَ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى قَدْر دِينِهِ فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلَابَةٌ زِيدَ فِي بَلَائِهِ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ مِنَ الْبَلَاء»
      وإلا ففي حقيقة الأمر وعاقبة الأمر النصر للصالحين، قال الله في كتابه الكريم: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ [غافر : ٥١]، فالنصر لمن؟ إنه للصالحين، يكفيهم في ذلك قول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: «مَنْ عَاْدَى لِيْ وَلِيَاً فَقَدْ آذَنْتُه بِالحَرْبِ» فهذا يحاربه الله سبحانه الذي يعادي الصالحين.
      ألا وإن أعظم النَّاس ولايةً لله سبحانه هم أنبياء الله عز وجل وبعد الأنبياء صحابة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقل لي بربك ما موقف هذا الذي يحارب الصحابة ويطعن فيهم ويسبهم ويلعنهم ويطعن في عرض المصطفى صلى الله عليه وسلم كيف سيكون عاقبته؟ هل سينصر؟ وقد قال الله سبحانه وتعالى كما سمعتم في الحديث «مَنْ عَاْدَى لِيْ وَلِيَاً فَقَدْ آذَنْتُه بِالحَرْبِ» نعم
      النصر لأولياء الله الصالحين والهزيمة والشنار لأعدائهم قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة : ٢١] وقال سبحانه في الآية الأخرى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد : ٧] هذا وعد الله سبحانه الذي لا يخلف هذا وعد الله الذي لا يخلف {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ} فإذا نصرت دين الله نصرك الله وإذا دافعت عن دين الله دفع الله عنك وإذا خذلت دين الله خذلك الله سبحانه، فاحذر أيها المسلم أن تكون ممن يخذل دين الله، احذر أن تكون ممن يخذّل عن أولياء الله، احذر أن تكون في صف المنافقين، احذر أيها المسلم أن تكون في صف المرجفين.
      إن النّاس على قسمين إما مناصر للحق وأهله، وإما مع أهل الباطل وحزبه؛ لا ثلاث لهما إما أن تكون من أهل الحق مناصراً للحق ومدافعاً عن الحق، وإما أن تكون في صنف الثاني مدافعاً عن الباطل مع أهل الباطل في صفوف المنافقين، فاحذر يا رعاك الله أن تكون مع المنافقين، واحذر أن تكون في صفوف المنافقين، احذر احذر على نفسك، فانصر الحق {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} هذا نصرٌ من الله سبحانه لمن ينصر دينه لمن ينصر كتابه لمن ينصر سنة نبيه لمن ينصر أصحابه لمن يدافع عن عرض النبي {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} حتى التّثبت يثبت الله عز وجل قدمك قال الله سبحانه: ﴿ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ﴾ [محمد : ٤ - ٥] هذا المجاهد في سبيل الله يوفق ﴿وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ﴾ [محمد : ٤ - ٦] نعم ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد : ٨] الكافر متعوس «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ تَعِسَ عَبْدُ الْخَمِيصَةِ تَعِسَ عَبْدُ الْقَطِيفَةِ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ»
      فيا أيها المسلم الكريم انصر دين الله ينصرك الله، قف مع الحق يثبتك الله دافع عن دين الله يدفع الله عز وجل عنك هذا وعد الله الذي لا يخلف القائل سبحانه وتعالى: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي﴾ [المجادلة : ٢١] وقال سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ﴾ [المجادلة : ٢٠] فهو ذليل الذي يحاب الله ورسوله نعم؛ أيها الناس وربنا سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ﴾ [يونس : ٢٧] فلا شكَّ ولا ريب أن المحاد لله ورسوله والمحارب لله ورسوله عليه الذّلة والمهانة والحقارة والصغار والهزيمة
      وأما المتقون المناصرون لدين الله فهم المنصورون كما قال ربنا في كتابه الكريم: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [الصافات : ١٧١ - ١٧٣]

      ***************
      **********





      الخطبة الثانية
      الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
      أمّا بعدُ:
      أيها النَّاس فمما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ»
      وقد ذكر العلماء أن حفظ الله عز وجل يكون بالحفاظ على دينه، الحفاظ على الصلاح، الحفاظ على حدود الله سبحانه، والحفاظ على أوامره فلا تتعدى، يحافظ عليها بالتنفيذ، والحفاظ على نواهيه فلا تتجاوز، فإذا فعلت ذلك كان الجزاء من جنس العمل، فإذا حفظت الله عز وجل حفظك.
      وقد ذكر ابن كثير رحمه الله عند هذه الآية: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ} أن الجزاء من جنس العمل". الجزاء من جنس العمل ثم قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} الله عز وجل قوي عزيز قادر سبحانه وتعالى، فمن كان القوي معه فلا يغلب، ومن كان العزيز معه فلا يقهر أبداً لأن الله سبحانه وتعالى معه.
      فعليك أيها المسلم أن تتقيّد بشرع الله سبحانه، وأن تحذر من الطغيان فقد قال ربنا في كتابه الكريم: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا﴾ [هود : ١١٢] إن الطّغيان عاقبته هلالك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ مِنْ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ مِنَ الْبَغْىِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ»
      البغي عقوبته معجلة ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾ [يونس : ٢٣] فمن بغى فقد بغى على نفسه.
      لقد بغى الحوثي على النَّاس سفك الدماء قتل الأولاد هدم المساجد ودمَّر المنازل وقتل الأبرياء وعاث في الأرض الفساد، فجاءت نهايته ولله الحمد والمنة لقد أهانه الله وأخزاه الله وتأتيه الضربات من كل اتجاه، هذا عاقبة البغي والقطرسة، أيها النَّاس ها هو الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة وها هي القبائل اليمنية تزحف لهلاكه ودماره، يا أهل اليمن لقد قال الله سبحانه وتعالى فيكم وفيكم نزلت: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [المائدة : ٥٤]، هذه الآية سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عنها قال: «إِنَّهَا نَزَلَتْ فِيْكُمْ وَأَشَاْرَ إِلَى أَبِيْ مُوْسَى الْأَشْعَرِي» نعم.
      وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعمر بن خطاب «يَأْتِى عَلَيْكُمْ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ الْيَمَنِ رَجُلٌ يُقَاْلُ لَهُ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ، لَهُ أُمٌ وبِهَا بَرٌّ فَكَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ» وكانت قبائل اليَمنية أَمْدَادُ اليَمَنِية تأتي ويسَأَل عمر بن خطاب أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ؟
      أيها الناس فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنِيْ لَأَجِدُ نَفَسَ الْرَّحْمَن مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ»
      فالتَّنفيس عن المسلمين في العالم من هذا البلاد المباركة التي أثنى عليها النبي صلى الله عليه وسلم، لقد اتجه اليمنيون بقبائلهم ووفودهم إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكان يقول: «اللهُ أَكْبَر! جَاْءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَجَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ قَوْمٌ رُقَيْقَةٌ قُلُوبُهُمْ لَيِّنَةٌ طِبَاْعُهُمْ هُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ» نعم
      فيا أيها النَّاس أعيدوا مجد آبائكم الأمجاد تمسكوا بالكتاب والسنة حافظوا على بلاد اليمنية، تصدو لهذا العدو الماكر تصدو لهذا العدو الماكر، وكونوا يداً واحدة حفاظاً على بلادكم وعلى أموالكم وعلى أعراضكم وعلى دمائكم وعلى أرضكم فاعتصموا بحبل الله كما قال ربنا في كتابه الكريم: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران : ١٠٣]
      الاعتصام الاعتصام أيها الناس الاعتصام الاعتصام هذا هو النّصر
      أيها الناس لقد هجم الحوثي على دماج في أول هجمة وكان يتوقع أنه يستولي عليها في خلال يوم واحد وأتى بجيشه المدرب الذي درب تديرباً ٍعالياً وأتى بأناس من إيران ومن لبنان وكان قد أوعد أسياده أن يسيطرة على دماج في ليلة ثم يزحف إلى صنعاء وإذا بضربات الصالحين تأتيه، قُتل في أول هجمة من الحوثيين ثلاثمائة وعشرين شخصاً قال إخواننا: كانوا يقفزون في الهواء مدرّبين تدريباً عالياً خاصةً الذين جاؤوا من لبنان وإيران ومع ذلك سقطوا، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ [الأنفال : ١٧] ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ* فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ﴾ [الأنفال : ١٥ - ١٧] ، واجهوا طلاب العلم ليسوا مدربيين على السلاح ولا يقاتلون ولا هم أصاحب حروب طلبة علم طلبة علم متفرقون القرآن ومع ذلك انتهت قوة الحوثي انتهى مقاتلوه انتهى جيشه المدرب انتهت أسلحته التي جاءته بالسفن الكثيرة، وها هو الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة النّصر من عند الله سبحانه: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} فالله هو الذي قتلهم والله هو الذي أهانهم والله هو الذي هزمهم، فاطمئنوا يا أهل اليمن كونوا على اطمئنان لقد ذهب ذلك الشَّبح الذي كان يخوف الناس الحوثي، هزم جيش السعودي وهزم جيش اليمني وهزم النّاس ها هو الآن يأخذ الأبناء الناس من المدارس، ها هو الآن في صعدة يدخل في خولان وفي ساقان وفي غيرها يبحث عن من يقاتل معه ويهرب بعض الناس فيختبئون من الحوثي في حضائر الغنم، انتهى جيشه انتهت قوته انتهى ذلك الشعار الكاذب وإن شاء الله سبحانه ثقتنا في الله أنه سيضمحل لكن عليك أيها المسلم أن تقف وقفة رجل صاق وقفة الإيمان.
      فعليكم يا أيها اليمنيون أن تتكاثفوا وأن تتحدوا للقضاء على هذا الكابوس، وعلى المجتمع اليمني أن يكون أمة واحدة وأن ينبذوا التحزب والأحزاب وأن يعتصموا لحبل الله جميعاً كما قال ربنا في كتابه الكريم: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}
      الاعتصام بالكتاب والسنة فيها الخير فيها النّجاة فيها العزّ فيها السّعادة
      اللهم إننا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
      اللهم من أراد بنا أو ببلادنا سوءً فأشغله في نفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره
      والحمد لله رب العالمين

      تعليق

      يعمل...
      X