بسم الله الرحمن الرحيم
تفّريغ كلمة العلّامة الحجوري
_حفظه الله_
(الدعوة السلفية وفضّلها على البلاد اليمنية)
19 صفر 1435هـــ
وإلى المقصود،،،
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام النووي رحمه الله:
قال الإمام مسلم رحمه الله : وحدثنا داود بن عمرو الضبي : حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مٌلَيكة_ وهو عبدالله_ قال كتبت إلى ابن عباس أسأله أن يكتب لي كتابا ويُخفي عني قال: ولد ناصح ، أنا أختار له الأمور اختيارا وأخفي عنه.
قال : فدعا بقضاء علي فجعل يكتب منه أشياء ويَمرُ به الشيء فيقول والله ما قضى بهذا علي إلا أن يكون ضل.
قال النووي رحمه الله : "وأما قول ابن أبي مليكة : كتبت إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - أسأله أن يكتب لي كتابا ويخفي عني - كتب ابن عباس - قال : ولد ناصح أنا أختار له الأمور اختيارا وأخفي عنه قال : فدعا بقضاء علي - رضي الله عنه - فذكره( فجعل يكتب منه أشياء ويمر بالشيء فيقول : والله ما قضى بهذا علي إلا أن يكون ضل ) وهذا مما اختلف العلماء في ضبطه فقال القاضي عياض - رحمه الله - : ضبطنا هذين الحرفين وهما : ويٌخفي عني وأحفي عنه بالحاء المهملة فيهما عن جميع شيوخنا إلا عن أبي محمد الخشني فإني قرأتهما عليه بالخاء المعجمة، قال القاضي عياض - رحمه الله - : ويظهر لي أن رواية الجماعة هي الصواب ، وأن معنى أحفي أنقص من إحفاء الشوارب وهو جزها أي أمسك عني من حديثك ولا تكثر علي ، أو يكون الإحفاء الإلحاح أو الاستقصاء ، ويكون عني بمعنى عليَّ أي استقص ما تحدثني هذا كلام القاضي عياض رحمه الله .
وذكر صاحب مطالع الأنوار قول القاضي ثم قال : وفي هذا نظر ، قال : وعندي أنه بمعنى المبالغة في البر به والنصيحة له من قوله :{ إنه كان بي حفيا} أي أبالغ له وأستقصي في النصيحة له والاختيار فيما ألقي إليه من صحيح الآثار . وقال الشيخ الإمام أبو عمرو بن الصلاح - رحمه الله - : هما بالخاء المعجمة أي يكتم عني أشياء ولا يكتبها إذا كان عليه فيها مقال من الشيع المختلفة وأهل الفتن ، فإنه إذا كتبها ظهرت وإذا ظهرت خولف فيها وحصل فيها قال وقيل مع أنها ليست مما يلزم بيانها لابن أبي مليكة ، وإن لزم فهو ممكن بالمشافهة دون المكاتبة . قال : وقوله : ولد ناصح مشعر بما ذكرته . وقوله : أنا أختار له وأخفي عنه إخبار منه بإجابته إلى ذلك ثم حكى الشيخ الرواية التي ذكرها القاضي عياض ورجحها وقال : هذا تكلف ليست به رواية متصلة نضطر إلى قبوله . هذا كلام الشيخ أبي عمرو ، وهذا الذي أختاره من (الخاء المعجمة) هو الصحيح وهو الموجود في معظم الأصول الموجودة بهذه البلاد والله أعلم".
فإذن قوله ويحفي عني تكلف من الإحفاء وكذا، ولكن ويخفي عني. والمعنى أن ابن أبي مليكة كتب إلى ابن عباس رضي الله عنه يكتب له كتاباً وبعض الأمور لا يكتبها إليه. اكتب لي أموراً يعني مما هو من شأن فقه وحديث وما كان من ذلك وبعض الأمور لا تكتبها إليّ، أخفها عني، فيما يتعلق بأمور فتن قد ربما إذا ذكرتها حصل ضرر فيها. لأنه يريد أن يتحمل عنه شيء يبذله للناس، فهذا معنى جيد.
ولهذا قابله ابن عباس بقوله ولد ناصح طلب مني أن أكتب له أي أحاديث وأخفي عنه بعض الأشياء التي ما من ذكرها في هذا الوقت، أو إخفائها في هذا الوقت ضرر
لما قد يترتب على ذلك من الضرر.
فما رجحه النووي، آخراً، آخذاً بقول ابن الصلاح فيه هو الصواب الواضح الذي في النسخ سواء هذه الموجودة أو ما يردافه المعنى.
وأيضاً يناسب ذلك قوله : أنا أختار له الأمور اختياراً. أي أختار الأحاديث وأخفي عنه ما ليس من هذا الشأن الذي يريده.
مختصر القول أنه قال أعطني مختصراً من أحاديث أو جملة من أحاديث خلاف بعض الأحاديث التي يعني لا تعني مقصودي الذي أريد. كما أنك تقول أنا أجعل لهذا الغلام ملزمة في أحاديث الفقه، أو ملزمة في أحاديث الترغيب والترهيب، جملة أحاديث أكتبها له في ما يتعلق بالعقيدة، ما يسمى بمختصر.
فكأن ابن أبي مليكة يطلب منه مختصراً ويخفي عنه بعض الأشياء ويقول أبقِ عني لا تكثر عليَّ لا سيما في أحاديث ليس من شأن أحاديث الفتن ونحوها أو أحاديث تتعلق بما لو ذكرتُها حصل الضرر.
وابن أبي مليكة مُحَدِّث، إمام، ولكن هذا القصد يتأتى به المعنى ويصدق عليه سواء هذا، هذا القصد يعني يصلح به المعنى، سواء قيل فيه إنه أراد مختصراً، أو قيل فيه أنه أراد التجنب لما قد يحصل له من التحديث به ما يتوقعه، هذا هو.
(فدعا بقضاء علي - رضي الله عنه - فجعل يكتب منه أشياء ويَمرٌ بالشيء فيقول : والله ما قضى بهذا علي إلا أن يكون قد ضل)
قال النووي قوله :
" والله ما قضى علي بهذا إلا أن يكون قد ضل " فمعناه ما يقضي بهذا إلا ضال ولا يقضي به علي إلا أن يعرف أنه ضل ، وقد عُلم أنه لم يضل فيعلم أنه لم يقض به والله أعلم".
أي أن هذا القضاء ما قضى به علي وهذا منتحل على علي، فإذا كان كذلك في ذلك الزمان فما بالكم بما بعده؟
إذا كان في زمان علي وابن عباس ينفي عن علي بعض الأقاويل تُنسب إليه أنه قضى بها، ويقول : والله ما قضى بها علي. إلا أن يكون قد ضل. وحاشاه أن يكون قد ضل فمعناه أنه إن لم يكن ضل فما قضى بها البتة. لا شك في ذلك. فإذا لم يقضِ بها وابن عباس يذب عن علي ما أنتحل إليه من القضاء ولا شك أنه إذا أنتُحل إليه قضاء سيكون مضافاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأن علي خليفة يأخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم فكان هذا من الذب عن النبي صلى الله عليه وسلم مبدئياً وعن علي ثنائياً.
وهو أصل،
هذا الأثر في الرد على أهل الأهواء وبيان الأحاديث الضعيفة والمنتحلة سواء أنتحلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو أنتحلت آثار إلى التابعين وهو أصل في العناية بالآثار فإن الأثر إذا ثبت عن صحابيٍ كان له موقعه عند الناس، موقعه الجميل، موقعه وله أثره البالغ، فمادام الأمر كذلك أيضاً يذب عن الآثار ويبين صحيح الآثار من ضعيفها خلافاً لمن يقول إن الآثار لا يعتنى بها ولا يذب عنها، وإذا لم تكن في الحجية كالسنة، الحجة هي السنة، لكن الآثار العناية بها جيدة، فإذا جمعت في الآثار فتحرى صحيحها من سقيمها كما تحرى ابن عباس ما ثبت عن علي وترك ما لم يثبت عنه ويقول هذا ما قضى به. وينفي أنه قضى به. ويقول ما قضى به إلا أن يكون قد ضل. وحاشاه ما ضل.
هو لا يعني أن ابن عمه علي رضي الله عنه ضال، ولا يعني أنه قضى بقضاء ضلال، لا. ولكن يعني أنه ما قضى بهذا ولا يقضي بهذا إلا ضال وعلي ليس بضال.
فما شاء الله هذا الأثر على بركة فيه. عند التأمل وعند إفادة النووي رحمه الله لنا.
طيب سيأتي في الطريق الأخرى.
قال : حدثنا عمرو الناقد (قال )حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن طاوس قال أتي ابن عباس بكتاب فيه قضاء علي رضي الله عنه فمحاه إلا قدر وأشار سفيان بن عيينة بذراعه.
قال النووي : "وقوله في الرواية الأخرى : ( فمحاه إلا قدر ، وأشار سفيان بن عيينة بذراعه ) قدر منصوب غير منون معناه : محاه إلا قدر ذراع . والظاهر أن هذا الكتاب كان دَرَجَاً مستطيلاً . والله أعلم ".
يعني كأنه كان كتاب واسع فمحاه وما أبقى إلا قليل منه وقال هذا هو الثابت عن علي وهذه زوائد شواذ تحذف إلا قدر ذراع.
وكانوا يكتبون في الجلود وكانوا يكتبون في الجلود ويكتبون في أشياء خشب وما إلى ذلك. فنعم، هذا معنى جيد، أصل أصيل في أن ابن عباس ذب عن علي ما أنتحل إليه من الكذب، وأصل أصيل في أن ابن عباس انتقل إلى ابن أبي مليكة ما كان ثابتاً وأبعد عنه ما لم يكن ثابتاً. وأصل أصيل في الاختصار لأن هذا مختصر حذف منه الزوائد التي ما هي ثابتة وأبقى الثابت.
وأصل أصيل أيضاً في العناية في الطالب الذي يريد الانتفاع والإفادة.
طالب ناصح. ولد ناصح.
قال رحمه الله (الإمام مسلم) : حدثنا حسن بن علي الحلواني حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن إدريس عن الأعمش عن أبي إسحق قال لما أحدثوا تلك الأشياء بعد علي رضي الله عنه قال رجل من أصحاب علي قاتلهم الله أي علم أفسدوا.؟
ما أجمل هذا أيضاً يضاف إلى أثر ابن عباس أنهم دسوا إما الخوارج وإما المبالغين في علي رضي الله عنه من المتشيعين إليه أشياء عن علي يضيفونها إليه بهذا يفسدون روايات علي الصحيحة وكان من خير من ذب عنه ابن عباس لا سيما في هذا حيث نقاها وقال هذا زوائد وهذا الثابت عنه. والله ما قال ولا قضى به.
يا سبحان الله كيف يدس على العلماء في زمن قديم، فما بالك بالزمن الأخير؟ هذا من الدس.
لأنهم إذا قالوا قال علي كان لكلامه وقع. فلهذا يعتنون كثير من الوضاعين بالعلماء المرموقين فيدسون عليهم للتغرير بالأمة لما أحدثوا تلك الأشياء بعد علي، يعني الظاهر أنه الشيعة.
قال (النووي) : "وأما قوله : ( قاتلهم الله أي علم أفسدوا ) فأشار بذلك إلى ما أدخلته الروافض والشيعة في علم علي - رضي الله عنه - وحديثه وتقولوه عليه من الأباطيل وأضافوه إليه من الروايات والأقاويل المُفتَعلة والمُختَلقة ، وخلطوه بالحق فلم يتميز ما هو صحيح عنه مما اختلقوه".
إذن هذا يسبب عدم الثقة بما قاله علي من الآثار. فهذا من أسباب إفساد ما نقله علي لولا أن الله عز وجل ذب عن علم علي بوجود جهابذة يبينون ما أنتحل عليه وما هو ثابت عنه، كان هذا من الإكرام لعلي رضي الله عنه والعناية بعلمه فإذا عُلِمَ عند المحدثين أن هذا كلام هذا الإمام قد خُلط فيه تورع الحفاظ والمحدثون عن أخذه وفسدت رواياته وتركوه.
حتى قيل للوليد لماذا أنت تسقط بعض مشائخ الأوزاعي؟
لأنه كان يقول: حدثنا الأوزاعي عن ويسقط بعض مشائخه الضعفاء إلى مشائخ ثقاة يحتج بهم.
قال : أجل الأوزاعي أن يروي مثل هذا الرجل. قالوا : لكنك إذا أسقطت هذا الرجل أنت ونظر الناس إلى روايات الأوزاعي أنها فيها من هو مسقط من هؤلاء الضعفاء ضعف الأوزاعي. يكون قد أُسيء للأوزاعي. يسيء إليه. كيف يسقط هذا الضعيف ويبقي الثقة معناه أن هذا تدليس تسوية. وكأن الحال حال الأوزاعي والتدليس تدليسه وإنما هو تدليس الوليد.
رام نفعاً فضر من غير قصد *** ومن البر ما يكون عقوقاً
انظروا الآن إلى اختلاقات الروافض، علي شق هذا الجبل. هذه إساءة إليه ولا ما هي إساءة إليه؟ هذا من الأكاذيب والإفتراءات حتى إن الناس يقولون هذا مستغرب. كيف شقه؟ ضربه بالسيف؟ الآبار هذه التي عند ذي الحليفة قالوا آبار علي.
وكان يعني تابع الجن فيها وأخرج الجن منها وهي آبار علي وكان حفرها برجله وهكذا.
الرعد هذا هو صوت علي والبرق هذا هو لمح علي ، سيف علي يضرب كذا وكذا هذا البرق.
وهكذا كلها يعني.
والوجود هذا يعني يديره علي.
فلما كانوا كذلك أساؤوا إلى علي رضي الله عنه أيما إساءة، حتى قال لهم : يا أشباه الرجال ولستم برجال!
فهذا المعنى واضح "قاتلهم الله أي علم أفسدوا".
وفعلاً أفسدوا. الآن في كتب نهج البلاغة وكتب كذا وقال علي وقال علي وقال علي، فيه من الكذب، في تلك الكتب من الكذب ما يقف شعر الرأس. يقف شعر رأسك. على علي. ولهذا تجد كثير من الحمقى والجهال والمغفلين ممن لا عناية لهم يغطون على أذهانهم بقال علي قال علي، ويدخلوه في الرفض ويدخلوه في الزندقه بقولهم قال علي.
هذا المتقدمون.
أما الرافضة هنا لا محمد ولا علي. أما الرافضة هذه الأيام الحوثيون لا محمد ولا علي.
قد كانوا من قبل أدخلوا التشيع حتى على المناطق التهامية وسائر البلدان، يسقط ولدها يقول : محمد وعلي ومحوطين بكل ولي. المرأة يسقط ولدها وهي تضيف الإستغاثة بغير الله محمد وتضيف إليه علي، وتحيطهم بالاولياء.
أن ولدها محوط بكل ولي.
لكن شوف ما اكتفت حتى بمحمد ولا بذكر الله عز وجل حتى تضيف إليه علي.
الشاهد أن هذه العقيدة قد دخلت في قلوب كثير من الناس مناطق جبلية مناطق تهامية، عند جميع الناس من غير ما يشعرون.
الله انتشل البلاد اليمنية بالدعوة السلفية
الله الله، وإلا والله قد كان دخل التشيع حتى وصل بحرها وبرها وجبلها وسهلها من طرف خفي، حتى الشافعي والزيدي، ما يُسمى بالشافعي والحنفي والمالكي وكلهم دخلهم التشيع بالأفكار من هذه الامور بدون تنقية للعقيدة وبدون عناية ووضوح.
هذا في جانب العقيدة والدعوة.
وهم لا يزالون الآن يكرون لإيصال هذا المعتقد وأسوأ منه وأخبث منه إلى المجتمع ولا أحد يرونه أمامهم يقف للدعوة السلفية لينقي العقيدة الصحيحة من غيرها ويذب عن دين الله عز وجل من هذه الثلة الطيبة المباركة.
قالوا: احصدوهم! يلا! جحفلوا عليهم وابعدوهم حتى يستمر لكم ما أنتم تريدون من هذه الخزعبلات بين المجتمعات المسلمة.
أما أنتم يا آخرون الذين بعد السلطات وكذا ما هم حول لا تنقية عقيدة ولا دعوة المسلمين إلى سنة في كثير من الأمور مشاغيل بدنياهم. فاللهم نسألك يا رب احفظ دينك بأهل السنة يا رب العالمين.
اللهم احفظ دينك بهم واحفظ بهم دينك واحفظهم بدينك.
أسأل الله عز وجل أن يؤيد بهم هذا الدين وأن يوفقهم لكل خير.
فعلاً أنهم قاموا بخير في تنقية دين الله عز وجل من الشوائب التي تعلق به.
والله لا يعرف قدرهم إلا منصف ولا ينكر فضلهم إلا مجحف.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
نسأل الله التوفيق.
هذه دعوة والله أن الله أغير عليها منا وأن الله سيمكن لها.
لمدة ما أراد الله عز وجل بقاءالطائفة هذه المنصورة مادام دين الله عز وجل ومادام يذبون عن دين الله.
((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين)) [رواه مسلم وغيره].
سواء ذهب من ذهب، بقي من بقي، إلا هذه الدعوة الله حافظها.
(( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) [سورة الحجر:9].
هي باقية حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال. آخر الطائفة المنصورة يجالد المسيح الدجال وينصره الله ويكون خير شهيد على وجه الأرض.
من خير الشهداء.
((لا تزال طائفة على الحق ظاهرين لايضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى قيام الساعة)) [رواه مسلم].
فليربع أهل الأهواء على أنفسهم من قولهم نبعد نستأصل كل هذا ما هو إليهم والله.
((وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ ..)) [سورة التوبة:32].
ولكن بلوى.
((..ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ..)) [سورة محمد:4].
((وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا )) [سورة الفرقان:20].
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى 35/186 : (والمقصود هنا أنه قد كُذِب على علي بن أبي طالب من أنواع الكذب التي لا يجوز نسبتها إلى أقل المؤمنين حتى أضافت إليه القرامطة والباطنية والخرمية والمزدكية والإسماعيلية والنصيرية مذاهبها التي هي من أفسد مذاهب العالمين وادعوا أن ذلك من العلوم الموروثة عنه. وهذا كله إنما أحدثه المنافقون الزنادقة الذين قصدوا إظهار ما عليه المؤمنون وهم يبطنون خلاف ذلك واستتبعوا الطوائف الخارجة عن الشرائع وكان لهم دول وجرى على المؤمنين منهم فتن حتى قال ابن سينا: إنما اشتغلت في علوم الفلاسفة لأن أبي كان من أهل دعوة المصريين، يعني من بني عبيد الرافضة القرامطة فإنهم كانوا ينتحلون هذه العلوم الفلسفية ولهذا تجد بين هؤلاء وبين الرافضة ونحوهم من البعد عن معرفة النبوة إتصالات وانضمامات يجمعهم فيه الجهل الصميم بالصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فإذا كان في الزمان الذي هو أقل من سبعمائة سنة قد كذب على أهل بيته وأصحابه وغيرهم وأضيف إليهم من مذاهب الفلاسفة والمنجمين ما يعلم كل عاقل براءتهم منه ونفق ذلك على طوائف كثيرة منتسبة إلى هذه الملة مع وجود من يبين كذب هؤلاء وينهى عن ذلك ويذب عن الملة بالقلب واليد واللسان فكيف الظن بما يضاف إلى إدريس و غيره من الأنبياء من أمور النجوم والفلسفة مع تطاول الزمان وتنوع الحدثان واختلاف الملل والأديان وعدم من يبين حقيقة ذلك من حجة وبرهان واشتمال ذلك على مالا يحصى من الكذب والبهتان".
أي نبي الله إدريس وهكذا. لا يزال الصالحين يُكذَب عليهم.
إلى هنا حفظكم الله.
تفّريغ كلمة العلّامة الحجوري
_حفظه الله_
(الدعوة السلفية وفضّلها على البلاد اليمنية)
19 صفر 1435هـــ
وإلى المقصود،،،
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام النووي رحمه الله:
قال الإمام مسلم رحمه الله : وحدثنا داود بن عمرو الضبي : حدثنا نافع بن عمر عن ابن أبي مٌلَيكة_ وهو عبدالله_ قال كتبت إلى ابن عباس أسأله أن يكتب لي كتابا ويُخفي عني قال: ولد ناصح ، أنا أختار له الأمور اختيارا وأخفي عنه.
قال : فدعا بقضاء علي فجعل يكتب منه أشياء ويَمرُ به الشيء فيقول والله ما قضى بهذا علي إلا أن يكون ضل.
قال النووي رحمه الله : "وأما قول ابن أبي مليكة : كتبت إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - أسأله أن يكتب لي كتابا ويخفي عني - كتب ابن عباس - قال : ولد ناصح أنا أختار له الأمور اختيارا وأخفي عنه قال : فدعا بقضاء علي - رضي الله عنه - فذكره( فجعل يكتب منه أشياء ويمر بالشيء فيقول : والله ما قضى بهذا علي إلا أن يكون ضل ) وهذا مما اختلف العلماء في ضبطه فقال القاضي عياض - رحمه الله - : ضبطنا هذين الحرفين وهما : ويٌخفي عني وأحفي عنه بالحاء المهملة فيهما عن جميع شيوخنا إلا عن أبي محمد الخشني فإني قرأتهما عليه بالخاء المعجمة، قال القاضي عياض - رحمه الله - : ويظهر لي أن رواية الجماعة هي الصواب ، وأن معنى أحفي أنقص من إحفاء الشوارب وهو جزها أي أمسك عني من حديثك ولا تكثر علي ، أو يكون الإحفاء الإلحاح أو الاستقصاء ، ويكون عني بمعنى عليَّ أي استقص ما تحدثني هذا كلام القاضي عياض رحمه الله .
وذكر صاحب مطالع الأنوار قول القاضي ثم قال : وفي هذا نظر ، قال : وعندي أنه بمعنى المبالغة في البر به والنصيحة له من قوله :{ إنه كان بي حفيا} أي أبالغ له وأستقصي في النصيحة له والاختيار فيما ألقي إليه من صحيح الآثار . وقال الشيخ الإمام أبو عمرو بن الصلاح - رحمه الله - : هما بالخاء المعجمة أي يكتم عني أشياء ولا يكتبها إذا كان عليه فيها مقال من الشيع المختلفة وأهل الفتن ، فإنه إذا كتبها ظهرت وإذا ظهرت خولف فيها وحصل فيها قال وقيل مع أنها ليست مما يلزم بيانها لابن أبي مليكة ، وإن لزم فهو ممكن بالمشافهة دون المكاتبة . قال : وقوله : ولد ناصح مشعر بما ذكرته . وقوله : أنا أختار له وأخفي عنه إخبار منه بإجابته إلى ذلك ثم حكى الشيخ الرواية التي ذكرها القاضي عياض ورجحها وقال : هذا تكلف ليست به رواية متصلة نضطر إلى قبوله . هذا كلام الشيخ أبي عمرو ، وهذا الذي أختاره من (الخاء المعجمة) هو الصحيح وهو الموجود في معظم الأصول الموجودة بهذه البلاد والله أعلم".
فإذن قوله ويحفي عني تكلف من الإحفاء وكذا، ولكن ويخفي عني. والمعنى أن ابن أبي مليكة كتب إلى ابن عباس رضي الله عنه يكتب له كتاباً وبعض الأمور لا يكتبها إليه. اكتب لي أموراً يعني مما هو من شأن فقه وحديث وما كان من ذلك وبعض الأمور لا تكتبها إليّ، أخفها عني، فيما يتعلق بأمور فتن قد ربما إذا ذكرتها حصل ضرر فيها. لأنه يريد أن يتحمل عنه شيء يبذله للناس، فهذا معنى جيد.
ولهذا قابله ابن عباس بقوله ولد ناصح طلب مني أن أكتب له أي أحاديث وأخفي عنه بعض الأشياء التي ما من ذكرها في هذا الوقت، أو إخفائها في هذا الوقت ضرر
لما قد يترتب على ذلك من الضرر.
فما رجحه النووي، آخراً، آخذاً بقول ابن الصلاح فيه هو الصواب الواضح الذي في النسخ سواء هذه الموجودة أو ما يردافه المعنى.
وأيضاً يناسب ذلك قوله : أنا أختار له الأمور اختياراً. أي أختار الأحاديث وأخفي عنه ما ليس من هذا الشأن الذي يريده.
مختصر القول أنه قال أعطني مختصراً من أحاديث أو جملة من أحاديث خلاف بعض الأحاديث التي يعني لا تعني مقصودي الذي أريد. كما أنك تقول أنا أجعل لهذا الغلام ملزمة في أحاديث الفقه، أو ملزمة في أحاديث الترغيب والترهيب، جملة أحاديث أكتبها له في ما يتعلق بالعقيدة، ما يسمى بمختصر.
فكأن ابن أبي مليكة يطلب منه مختصراً ويخفي عنه بعض الأشياء ويقول أبقِ عني لا تكثر عليَّ لا سيما في أحاديث ليس من شأن أحاديث الفتن ونحوها أو أحاديث تتعلق بما لو ذكرتُها حصل الضرر.
وابن أبي مليكة مُحَدِّث، إمام، ولكن هذا القصد يتأتى به المعنى ويصدق عليه سواء هذا، هذا القصد يعني يصلح به المعنى، سواء قيل فيه إنه أراد مختصراً، أو قيل فيه أنه أراد التجنب لما قد يحصل له من التحديث به ما يتوقعه، هذا هو.
(فدعا بقضاء علي - رضي الله عنه - فجعل يكتب منه أشياء ويَمرٌ بالشيء فيقول : والله ما قضى بهذا علي إلا أن يكون قد ضل)
قال النووي قوله :
" والله ما قضى علي بهذا إلا أن يكون قد ضل " فمعناه ما يقضي بهذا إلا ضال ولا يقضي به علي إلا أن يعرف أنه ضل ، وقد عُلم أنه لم يضل فيعلم أنه لم يقض به والله أعلم".
أي أن هذا القضاء ما قضى به علي وهذا منتحل على علي، فإذا كان كذلك في ذلك الزمان فما بالكم بما بعده؟
إذا كان في زمان علي وابن عباس ينفي عن علي بعض الأقاويل تُنسب إليه أنه قضى بها، ويقول : والله ما قضى بها علي. إلا أن يكون قد ضل. وحاشاه أن يكون قد ضل فمعناه أنه إن لم يكن ضل فما قضى بها البتة. لا شك في ذلك. فإذا لم يقضِ بها وابن عباس يذب عن علي ما أنتحل إليه من القضاء ولا شك أنه إذا أنتُحل إليه قضاء سيكون مضافاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأن علي خليفة يأخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم فكان هذا من الذب عن النبي صلى الله عليه وسلم مبدئياً وعن علي ثنائياً.
وهو أصل،
هذا الأثر في الرد على أهل الأهواء وبيان الأحاديث الضعيفة والمنتحلة سواء أنتحلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو أنتحلت آثار إلى التابعين وهو أصل في العناية بالآثار فإن الأثر إذا ثبت عن صحابيٍ كان له موقعه عند الناس، موقعه الجميل، موقعه وله أثره البالغ، فمادام الأمر كذلك أيضاً يذب عن الآثار ويبين صحيح الآثار من ضعيفها خلافاً لمن يقول إن الآثار لا يعتنى بها ولا يذب عنها، وإذا لم تكن في الحجية كالسنة، الحجة هي السنة، لكن الآثار العناية بها جيدة، فإذا جمعت في الآثار فتحرى صحيحها من سقيمها كما تحرى ابن عباس ما ثبت عن علي وترك ما لم يثبت عنه ويقول هذا ما قضى به. وينفي أنه قضى به. ويقول ما قضى به إلا أن يكون قد ضل. وحاشاه ما ضل.
هو لا يعني أن ابن عمه علي رضي الله عنه ضال، ولا يعني أنه قضى بقضاء ضلال، لا. ولكن يعني أنه ما قضى بهذا ولا يقضي بهذا إلا ضال وعلي ليس بضال.
فما شاء الله هذا الأثر على بركة فيه. عند التأمل وعند إفادة النووي رحمه الله لنا.
طيب سيأتي في الطريق الأخرى.
قال : حدثنا عمرو الناقد (قال )حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن حجير عن طاوس قال أتي ابن عباس بكتاب فيه قضاء علي رضي الله عنه فمحاه إلا قدر وأشار سفيان بن عيينة بذراعه.
قال النووي : "وقوله في الرواية الأخرى : ( فمحاه إلا قدر ، وأشار سفيان بن عيينة بذراعه ) قدر منصوب غير منون معناه : محاه إلا قدر ذراع . والظاهر أن هذا الكتاب كان دَرَجَاً مستطيلاً . والله أعلم ".
يعني كأنه كان كتاب واسع فمحاه وما أبقى إلا قليل منه وقال هذا هو الثابت عن علي وهذه زوائد شواذ تحذف إلا قدر ذراع.
وكانوا يكتبون في الجلود وكانوا يكتبون في الجلود ويكتبون في أشياء خشب وما إلى ذلك. فنعم، هذا معنى جيد، أصل أصيل في أن ابن عباس ذب عن علي ما أنتحل إليه من الكذب، وأصل أصيل في أن ابن عباس انتقل إلى ابن أبي مليكة ما كان ثابتاً وأبعد عنه ما لم يكن ثابتاً. وأصل أصيل في الاختصار لأن هذا مختصر حذف منه الزوائد التي ما هي ثابتة وأبقى الثابت.
وأصل أصيل أيضاً في العناية في الطالب الذي يريد الانتفاع والإفادة.
طالب ناصح. ولد ناصح.
قال رحمه الله (الإمام مسلم) : حدثنا حسن بن علي الحلواني حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن إدريس عن الأعمش عن أبي إسحق قال لما أحدثوا تلك الأشياء بعد علي رضي الله عنه قال رجل من أصحاب علي قاتلهم الله أي علم أفسدوا.؟
ما أجمل هذا أيضاً يضاف إلى أثر ابن عباس أنهم دسوا إما الخوارج وإما المبالغين في علي رضي الله عنه من المتشيعين إليه أشياء عن علي يضيفونها إليه بهذا يفسدون روايات علي الصحيحة وكان من خير من ذب عنه ابن عباس لا سيما في هذا حيث نقاها وقال هذا زوائد وهذا الثابت عنه. والله ما قال ولا قضى به.
يا سبحان الله كيف يدس على العلماء في زمن قديم، فما بالك بالزمن الأخير؟ هذا من الدس.
لأنهم إذا قالوا قال علي كان لكلامه وقع. فلهذا يعتنون كثير من الوضاعين بالعلماء المرموقين فيدسون عليهم للتغرير بالأمة لما أحدثوا تلك الأشياء بعد علي، يعني الظاهر أنه الشيعة.
قال (النووي) : "وأما قوله : ( قاتلهم الله أي علم أفسدوا ) فأشار بذلك إلى ما أدخلته الروافض والشيعة في علم علي - رضي الله عنه - وحديثه وتقولوه عليه من الأباطيل وأضافوه إليه من الروايات والأقاويل المُفتَعلة والمُختَلقة ، وخلطوه بالحق فلم يتميز ما هو صحيح عنه مما اختلقوه".
إذن هذا يسبب عدم الثقة بما قاله علي من الآثار. فهذا من أسباب إفساد ما نقله علي لولا أن الله عز وجل ذب عن علم علي بوجود جهابذة يبينون ما أنتحل عليه وما هو ثابت عنه، كان هذا من الإكرام لعلي رضي الله عنه والعناية بعلمه فإذا عُلِمَ عند المحدثين أن هذا كلام هذا الإمام قد خُلط فيه تورع الحفاظ والمحدثون عن أخذه وفسدت رواياته وتركوه.
حتى قيل للوليد لماذا أنت تسقط بعض مشائخ الأوزاعي؟
لأنه كان يقول: حدثنا الأوزاعي عن ويسقط بعض مشائخه الضعفاء إلى مشائخ ثقاة يحتج بهم.
قال : أجل الأوزاعي أن يروي مثل هذا الرجل. قالوا : لكنك إذا أسقطت هذا الرجل أنت ونظر الناس إلى روايات الأوزاعي أنها فيها من هو مسقط من هؤلاء الضعفاء ضعف الأوزاعي. يكون قد أُسيء للأوزاعي. يسيء إليه. كيف يسقط هذا الضعيف ويبقي الثقة معناه أن هذا تدليس تسوية. وكأن الحال حال الأوزاعي والتدليس تدليسه وإنما هو تدليس الوليد.
رام نفعاً فضر من غير قصد *** ومن البر ما يكون عقوقاً
انظروا الآن إلى اختلاقات الروافض، علي شق هذا الجبل. هذه إساءة إليه ولا ما هي إساءة إليه؟ هذا من الأكاذيب والإفتراءات حتى إن الناس يقولون هذا مستغرب. كيف شقه؟ ضربه بالسيف؟ الآبار هذه التي عند ذي الحليفة قالوا آبار علي.
وكان يعني تابع الجن فيها وأخرج الجن منها وهي آبار علي وكان حفرها برجله وهكذا.
الرعد هذا هو صوت علي والبرق هذا هو لمح علي ، سيف علي يضرب كذا وكذا هذا البرق.
وهكذا كلها يعني.
والوجود هذا يعني يديره علي.
فلما كانوا كذلك أساؤوا إلى علي رضي الله عنه أيما إساءة، حتى قال لهم : يا أشباه الرجال ولستم برجال!
فهذا المعنى واضح "قاتلهم الله أي علم أفسدوا".
وفعلاً أفسدوا. الآن في كتب نهج البلاغة وكتب كذا وقال علي وقال علي وقال علي، فيه من الكذب، في تلك الكتب من الكذب ما يقف شعر الرأس. يقف شعر رأسك. على علي. ولهذا تجد كثير من الحمقى والجهال والمغفلين ممن لا عناية لهم يغطون على أذهانهم بقال علي قال علي، ويدخلوه في الرفض ويدخلوه في الزندقه بقولهم قال علي.
هذا المتقدمون.
أما الرافضة هنا لا محمد ولا علي. أما الرافضة هذه الأيام الحوثيون لا محمد ولا علي.
قد كانوا من قبل أدخلوا التشيع حتى على المناطق التهامية وسائر البلدان، يسقط ولدها يقول : محمد وعلي ومحوطين بكل ولي. المرأة يسقط ولدها وهي تضيف الإستغاثة بغير الله محمد وتضيف إليه علي، وتحيطهم بالاولياء.
أن ولدها محوط بكل ولي.
لكن شوف ما اكتفت حتى بمحمد ولا بذكر الله عز وجل حتى تضيف إليه علي.
الشاهد أن هذه العقيدة قد دخلت في قلوب كثير من الناس مناطق جبلية مناطق تهامية، عند جميع الناس من غير ما يشعرون.
الله انتشل البلاد اليمنية بالدعوة السلفية
الله الله، وإلا والله قد كان دخل التشيع حتى وصل بحرها وبرها وجبلها وسهلها من طرف خفي، حتى الشافعي والزيدي، ما يُسمى بالشافعي والحنفي والمالكي وكلهم دخلهم التشيع بالأفكار من هذه الامور بدون تنقية للعقيدة وبدون عناية ووضوح.
هذا في جانب العقيدة والدعوة.
وهم لا يزالون الآن يكرون لإيصال هذا المعتقد وأسوأ منه وأخبث منه إلى المجتمع ولا أحد يرونه أمامهم يقف للدعوة السلفية لينقي العقيدة الصحيحة من غيرها ويذب عن دين الله عز وجل من هذه الثلة الطيبة المباركة.
قالوا: احصدوهم! يلا! جحفلوا عليهم وابعدوهم حتى يستمر لكم ما أنتم تريدون من هذه الخزعبلات بين المجتمعات المسلمة.
أما أنتم يا آخرون الذين بعد السلطات وكذا ما هم حول لا تنقية عقيدة ولا دعوة المسلمين إلى سنة في كثير من الأمور مشاغيل بدنياهم. فاللهم نسألك يا رب احفظ دينك بأهل السنة يا رب العالمين.
اللهم احفظ دينك بهم واحفظ بهم دينك واحفظهم بدينك.
أسأل الله عز وجل أن يؤيد بهم هذا الدين وأن يوفقهم لكل خير.
فعلاً أنهم قاموا بخير في تنقية دين الله عز وجل من الشوائب التي تعلق به.
والله لا يعرف قدرهم إلا منصف ولا ينكر فضلهم إلا مجحف.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
نسأل الله التوفيق.
هذه دعوة والله أن الله أغير عليها منا وأن الله سيمكن لها.
لمدة ما أراد الله عز وجل بقاءالطائفة هذه المنصورة مادام دين الله عز وجل ومادام يذبون عن دين الله.
((لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين)) [رواه مسلم وغيره].
سواء ذهب من ذهب، بقي من بقي، إلا هذه الدعوة الله حافظها.
(( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) [سورة الحجر:9].
هي باقية حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال. آخر الطائفة المنصورة يجالد المسيح الدجال وينصره الله ويكون خير شهيد على وجه الأرض.
من خير الشهداء.
((لا تزال طائفة على الحق ظاهرين لايضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى قيام الساعة)) [رواه مسلم].
فليربع أهل الأهواء على أنفسهم من قولهم نبعد نستأصل كل هذا ما هو إليهم والله.
((وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ ..)) [سورة التوبة:32].
ولكن بلوى.
((..ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ ..)) [سورة محمد:4].
((وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا )) [سورة الفرقان:20].
قال شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوى 35/186 : (والمقصود هنا أنه قد كُذِب على علي بن أبي طالب من أنواع الكذب التي لا يجوز نسبتها إلى أقل المؤمنين حتى أضافت إليه القرامطة والباطنية والخرمية والمزدكية والإسماعيلية والنصيرية مذاهبها التي هي من أفسد مذاهب العالمين وادعوا أن ذلك من العلوم الموروثة عنه. وهذا كله إنما أحدثه المنافقون الزنادقة الذين قصدوا إظهار ما عليه المؤمنون وهم يبطنون خلاف ذلك واستتبعوا الطوائف الخارجة عن الشرائع وكان لهم دول وجرى على المؤمنين منهم فتن حتى قال ابن سينا: إنما اشتغلت في علوم الفلاسفة لأن أبي كان من أهل دعوة المصريين، يعني من بني عبيد الرافضة القرامطة فإنهم كانوا ينتحلون هذه العلوم الفلسفية ولهذا تجد بين هؤلاء وبين الرافضة ونحوهم من البعد عن معرفة النبوة إتصالات وانضمامات يجمعهم فيه الجهل الصميم بالصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. فإذا كان في الزمان الذي هو أقل من سبعمائة سنة قد كذب على أهل بيته وأصحابه وغيرهم وأضيف إليهم من مذاهب الفلاسفة والمنجمين ما يعلم كل عاقل براءتهم منه ونفق ذلك على طوائف كثيرة منتسبة إلى هذه الملة مع وجود من يبين كذب هؤلاء وينهى عن ذلك ويذب عن الملة بالقلب واليد واللسان فكيف الظن بما يضاف إلى إدريس و غيره من الأنبياء من أمور النجوم والفلسفة مع تطاول الزمان وتنوع الحدثان واختلاف الملل والأديان وعدم من يبين حقيقة ذلك من حجة وبرهان واشتمال ذلك على مالا يحصى من الكذب والبهتان".
أي نبي الله إدريس وهكذا. لا يزال الصالحين يُكذَب عليهم.
إلى هنا حفظكم الله.
فرَّغها:
أبو عمر شريف الشعبي
_أعانه الله وغفر له_
أبو عمر شريف الشعبي
_أعانه الله وغفر له_
تعليق