بسم الله الرحمن الرحيم
تفّريغ كلمة العلّامة الحجوري
_كسر الله شوكة محاربيه _
التي بعنوان
(وارتقبوا بإذن الله نكبة الحوثيين )
8صفر 1435ه
وإلى المقصود,,,,,
قال الإمام البخاري رحمه الله:
باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر
حدثني إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق (وهو ابن همام الصنعاني) عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((كل سلامى عليه صدقة كل يوم يعين الرجل في
دابته يحامله عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة ودل الطريق صدقة)).
هذا الحديث فيه فضل هذه الأعمال وأنه ينبغي للإنسان أن تكون له صدقات في يومه فلا يمضي عليه يوم إلا ويتصدق، ولو بشق بتمرة فإن لم يستطع فبكلمة طيبة، على كل مسلم صدقة.
وأنواع الصدقات كثيرة، منها أنه يعين الرجل في دابته يحمله عليها، أو يرفع له عليها متاعه، هذه صدقة. فيتكلم بكلمة طيبة ترضي الله. كلمة حق وإنصاف. كلمة من ذكر الله وغير ذلك من الكلم الطيب
صدقة. وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة. وهذا فيه فضيلة المشي إلى المساجد.
((من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح )) [متفق عليه].
((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)) [رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني].
ودل الطريق صدقة. يجد الإنسان التائه في الطريق الذي لا يعرف المكان الذي يريد أو تتشعب به الطرقات فيدله إلى الطريق ويرشده إليها هذه صدقة. فعلم بذلك أن الإنسان على ستين وثلاثمائة مفصل كما
جاء من حديث عائشة رضي الله عنها.
فمن سبح الله وحمد الله وهلل الله وكبر الله وعزل حجراً أو عظماً أي من الأذى عن طريق المسلمين فإنه يبيت وقد زحزح نفسه، زحزح نفسه من النار، دل هذا على لزوم فعل الخير في كل يوم حتى تصير
السلامى، وهي الأعضاء كلها سليمة من عذاب الله. فلو لقي الله العبد في ذلك اليوم. لقيه برضاه سبحانه وتعالى عنه.
وفي هذا دليل على فضيلة المشي إلى الصلاة، فإن كان بعيداً، نئي الدار وركب لا بأس. كما جاء من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي أنه كان شاسع الدار بعيداً عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان
يأتي الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم في الظلماء والرضماء فقيل له : "لو اتخذت حماراً تركبه في الظلماء والرمضاء".
فقال: ما أحب أن منزلي إلى جنب المسجد فنمي الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن قوله ذلك فقال أردت يا رسول الله أن يكتب لي إقبالي إلى المسجد ورجوعي إلى أهلي إذا رجعت فقال
أعطاك الله ذلك كله أنطاك الله جل وعز ما احتسبت كله أجمع . [رواه أبو داود بهذا اللفظ وصححه الألباني ولمسلم نحوه].
أي كتبت له الحسنات بمشيه إلى المسجد وبرجوعه إذا رجع إلى أهله، وإنما الشاهد منه أنه لا بأس بالركوب إذا كان شاسع الدار، والأفضل أن يأتي إلى الصلاة مشياً.
وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة. وفي هذا دلالة أيضاً على فضيلة التعاون على البر والتقوى. سواء إعانة على طاعة الله أو إعانة مسلم ((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه )) [رواه مسلم].
إعانته في حمل متاعه. إعانته بكلمة طيبة تدخل البشرى عليه. إعانته بهذا أو بغيره يدخل هذا تحت المعنى العام.
((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه )).
حتى وإن لم يعنه إلا أن يدله على الطريق، وهذا أمر مهم، فإن من الناس من يتوه المسافر أو المار عمداً أو قصداً بحيث يرشده على الطريق التي تضله وتهلكه، وقد ثبت من حديث علي بن أبي طالب رضي
الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
((لعن اللهُ من ذبح لغيرِ اللهِ . ولعن اللهُ من آوى مُحدِثًا . ولعن اللهُ من لعن والديْهِ . ولعن اللهُ من غيَّرَ المنارَ)) [رواه مسلم].
ومعنى غير منار الأرض أي علامات الأرض التي يهتدون بها في الطرقات، كمن يريد مثلاً بلدة كذا، فإن العرب كانت من قبل تجعل علامات من هذا المكان إلى ذاك المكان يأتي المسافر يعرف أن هذه العلامة
ترشده أن الطريق في حال إفتراق الطرق، طريق المدينة، طريق مكة، طريق كذا.
هذا طريقها وهذا بابها وهذا مسلكها. بينما لو غير ذلك لتاه مسافر ووقف حائراً لا يدري أي الطريق تمضي إلى البلد الذي يريده. فيضل بذلك. يغير منار الأرض.
ومن تغيير منار الأرض تغيير بين الجيران في الأراضي. فهذا عنده حد معلوم، معلوم إما ببناية، وإما بجدار، وإما كذلك ببعض الأحجار، وإما ببعض العلامات المعلومة بين المتجاورين في الأراضي. فيأتي هذا
يزحزحه قليلاً من أجل أن يستفيد بعض الأشبار من أرض صاحبه وهذا يعرض نفسه للعنة وأعظم ملعون في هذه الأوصاف ((لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من آوى محدثاً)).
والشاهد في هذا الموضع ما تقدم ذكره تغيير منار الأرض وفضيلة الدلالة على الطريق.
ونظير ذلك أيضاً فضيلة تنظيف الطريق عن أذى الناس، كما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه عند الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل
فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن
النار )).
وقال: ((لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس )) [رواه مسلم].
فأذية المسلمين جريمة عظمى، وفتنة تعود على صاحبها بالشر والويل، وارتقبوا بإذن الله عز وجل نكبة الحوثيين. ارتقبوا بإذن الله عز وجل دمار الله عز وجل لهم لشدة أذاهم وبغيهم وعدوانهم وتوثبهم، ولشدة
كبرهم وغطرستهم. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل :
((الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما أدخلته النار )) [رواه مسلم].
((وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ )) [سورة الأنبياء:11].
فما أحد حبب إليه الظلم وتجرعه يريد بذلك العلو في الأرض إلا كان ذلك سبب هلكته.
((وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا )) [سورة الكهف:59].
نسأل الله عز وجل أن يعاجلهم بالعقوبة وأن يجعلهم عبرة لمن اعتبر وأن يذلهم في الدنيا والآخرة.
وإلى هنا حفظكم الله.
تفّريغ كلمة العلّامة الحجوري
_كسر الله شوكة محاربيه _
التي بعنوان
(وارتقبوا بإذن الله نكبة الحوثيين )
8صفر 1435ه
وإلى المقصود,,,,,
قال الإمام البخاري رحمه الله:
باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر
حدثني إسحاق بن نصر حدثنا عبد الرزاق (وهو ابن همام الصنعاني) عن معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((كل سلامى عليه صدقة كل يوم يعين الرجل في
دابته يحامله عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة ودل الطريق صدقة)).
هذا الحديث فيه فضل هذه الأعمال وأنه ينبغي للإنسان أن تكون له صدقات في يومه فلا يمضي عليه يوم إلا ويتصدق، ولو بشق بتمرة فإن لم يستطع فبكلمة طيبة، على كل مسلم صدقة.
وأنواع الصدقات كثيرة، منها أنه يعين الرجل في دابته يحمله عليها، أو يرفع له عليها متاعه، هذه صدقة. فيتكلم بكلمة طيبة ترضي الله. كلمة حق وإنصاف. كلمة من ذكر الله وغير ذلك من الكلم الطيب
صدقة. وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة. وهذا فيه فضيلة المشي إلى المساجد.
((من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح )) [متفق عليه].
((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)) [رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني].
ودل الطريق صدقة. يجد الإنسان التائه في الطريق الذي لا يعرف المكان الذي يريد أو تتشعب به الطرقات فيدله إلى الطريق ويرشده إليها هذه صدقة. فعلم بذلك أن الإنسان على ستين وثلاثمائة مفصل كما
جاء من حديث عائشة رضي الله عنها.
فمن سبح الله وحمد الله وهلل الله وكبر الله وعزل حجراً أو عظماً أي من الأذى عن طريق المسلمين فإنه يبيت وقد زحزح نفسه، زحزح نفسه من النار، دل هذا على لزوم فعل الخير في كل يوم حتى تصير
السلامى، وهي الأعضاء كلها سليمة من عذاب الله. فلو لقي الله العبد في ذلك اليوم. لقيه برضاه سبحانه وتعالى عنه.
وفي هذا دليل على فضيلة المشي إلى الصلاة، فإن كان بعيداً، نئي الدار وركب لا بأس. كما جاء من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي أنه كان شاسع الدار بعيداً عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان
يأتي الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم في الظلماء والرضماء فقيل له : "لو اتخذت حماراً تركبه في الظلماء والرمضاء".
فقال: ما أحب أن منزلي إلى جنب المسجد فنمي الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن قوله ذلك فقال أردت يا رسول الله أن يكتب لي إقبالي إلى المسجد ورجوعي إلى أهلي إذا رجعت فقال
أعطاك الله ذلك كله أنطاك الله جل وعز ما احتسبت كله أجمع . [رواه أبو داود بهذا اللفظ وصححه الألباني ولمسلم نحوه].
أي كتبت له الحسنات بمشيه إلى المسجد وبرجوعه إذا رجع إلى أهله، وإنما الشاهد منه أنه لا بأس بالركوب إذا كان شاسع الدار، والأفضل أن يأتي إلى الصلاة مشياً.
وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة. وفي هذا دلالة أيضاً على فضيلة التعاون على البر والتقوى. سواء إعانة على طاعة الله أو إعانة مسلم ((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه )) [رواه مسلم].
إعانته في حمل متاعه. إعانته بكلمة طيبة تدخل البشرى عليه. إعانته بهذا أو بغيره يدخل هذا تحت المعنى العام.
((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه )).
حتى وإن لم يعنه إلا أن يدله على الطريق، وهذا أمر مهم، فإن من الناس من يتوه المسافر أو المار عمداً أو قصداً بحيث يرشده على الطريق التي تضله وتهلكه، وقد ثبت من حديث علي بن أبي طالب رضي
الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
((لعن اللهُ من ذبح لغيرِ اللهِ . ولعن اللهُ من آوى مُحدِثًا . ولعن اللهُ من لعن والديْهِ . ولعن اللهُ من غيَّرَ المنارَ)) [رواه مسلم].
ومعنى غير منار الأرض أي علامات الأرض التي يهتدون بها في الطرقات، كمن يريد مثلاً بلدة كذا، فإن العرب كانت من قبل تجعل علامات من هذا المكان إلى ذاك المكان يأتي المسافر يعرف أن هذه العلامة
ترشده أن الطريق في حال إفتراق الطرق، طريق المدينة، طريق مكة، طريق كذا.
هذا طريقها وهذا بابها وهذا مسلكها. بينما لو غير ذلك لتاه مسافر ووقف حائراً لا يدري أي الطريق تمضي إلى البلد الذي يريده. فيضل بذلك. يغير منار الأرض.
ومن تغيير منار الأرض تغيير بين الجيران في الأراضي. فهذا عنده حد معلوم، معلوم إما ببناية، وإما بجدار، وإما كذلك ببعض الأحجار، وإما ببعض العلامات المعلومة بين المتجاورين في الأراضي. فيأتي هذا
يزحزحه قليلاً من أجل أن يستفيد بعض الأشبار من أرض صاحبه وهذا يعرض نفسه للعنة وأعظم ملعون في هذه الأوصاف ((لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من آوى محدثاً)).
والشاهد في هذا الموضع ما تقدم ذكره تغيير منار الأرض وفضيلة الدلالة على الطريق.
ونظير ذلك أيضاً فضيلة تنظيف الطريق عن أذى الناس، كما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه عند الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل
فمن كبر الله وحمد الله وهلل الله وسبح الله واستغفر الله وعزل حجرا عن طريق الناس أو شوكة أو عظما أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن
النار )).
وقال: ((لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس )) [رواه مسلم].
فأذية المسلمين جريمة عظمى، وفتنة تعود على صاحبها بالشر والويل، وارتقبوا بإذن الله عز وجل نكبة الحوثيين. ارتقبوا بإذن الله عز وجل دمار الله عز وجل لهم لشدة أذاهم وبغيهم وعدوانهم وتوثبهم، ولشدة
كبرهم وغطرستهم. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل :
((الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما أدخلته النار )) [رواه مسلم].
((وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ )) [سورة الأنبياء:11].
فما أحد حبب إليه الظلم وتجرعه يريد بذلك العلو في الأرض إلا كان ذلك سبب هلكته.
((وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا )) [سورة الكهف:59].
نسأل الله عز وجل أن يعاجلهم بالعقوبة وأن يجعلهم عبرة لمن اعتبر وأن يذلهم في الدنيا والآخرة.
وإلى هنا حفظكم الله.
فرَّغها :
أبو عمر شريف الشعبي
أعانه الله وغفر له
أبو عمر شريف الشعبي
أعانه الله وغفر له
تعليق