بسم الله الرحمن الرحيم
تفّريغ كلمة العلامة الحجوري
بعنوان
(كلمة حول دعوة مجلي الوزراء إلى الاحتكام إلى كتاب الله وشريعته)
2 صفر 1435 ه
سؤال: هل جاء حديث أن الشهيد يجد من ألم الموت كقرصة النملة؟
الجواب : نعم ، جاء حديث محسناً صالح للإحتجاج صحيح أو كذا كقرصة النملة ،بل قال بعض إخواننا أحمد العديني الوصابي أنه كان بجانب واحد في كتاف ،هذا في المرة الأولى قال فقنص ذلك الأخ وكان يتمنى الشهادة وكان محبه لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وعلى ذكر لله كثير الذكر لله كثير الخير قال قنص ووضعت في صدره فوضع يده عليه وقال الحمد لله (كقرصة النملة) ومات، والله هكذا وقال كان بجنبي قال الحمد لله كقرصة النملة ،قال هكذا والله ، نعم وهو حديث محتج به عن أبي هريرة ، هذا حديث محتج به بارك الله فيكم ،وفعلاً أيسر الموت موت الشهادة أيسره وأسهله ،أي والله على أننا نسأل ربنا سبحانه وتعالى السلامة والعافية لأن نكاية العدو بسلامة السنة وأهلها ، مع أننا نحب الله سبحانه والله عالم ،لكن نسأل ربنا أن يسخن عين أعدائنا بسلامة أهل السنة ويقر عيون أهل الخير وأهل الهدى بسلامة أهل السنة ، وعافيتهم فكلما كثر أهل السنة وسلموا وغنموا وقوية شوكتهم أغتاض العدو وغيض العدو مطلوب شرعاً، وما هذه الثورة وهذه الهنجمة وهذه الزمجرة إلا لقصد الإضعاف والإخماد يريد أن يخمدوا وتخمد كلمتهم وتخمد دعوتهم وتكسر شوكتهم هكذا يريد العدو ،يريد الرافضة ومن يدفع بهم من يهود ونصارى وماسون، هكذا يريدون لأنهم يرون بقاء كلمة هذه الطائفة المنصورة إن شاء الله بنصر الله ،أنها تشكل عليهم إقبال الناس على الدين ،دعوة إلى إقبال الناس على دين الله وهم يريدون إبعاد الناس عن دين لله حتى يكونوا على ما دل علية قول الله سبحانه وتعالى : ((وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا))، هكذا هم ما يريدون أن يقبل الناس على الخير لهذا من أعظم ما بنكي العدو من فضل الله عز وجل السلامة والعافية ، فإن حصل للإنسان أكرمه الله العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى ولكم أملنا بالله السلامة والعافية لمزيد الخير والنصر ولمزيد نشر الدعوة ولمزيد نكاية العدو ،ونسأل الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أن يجمع كلمة المسلمين على هداه وطاعته وتوحيده وسنة نبيه ،نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الكتاب والسنة وعلى بغض أعداء الله ، وسرتني كلمة رأيتها من مجلس الوزراء طالما نحن ننتظرها منهم ومن غيرهم ممن تدوي المساجد بأذانهم وصلاتهم ،يقولون ندعوا الفرقاء هكذا كلمة الفرقاء ندعوا الفرقاء في صعدة وسفيان إلى كف الحرب والتحاكم إلى كتاب الله ،لما رأينا كلمة كتاب الله ارتحنا نحن متلهفون إلى التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عملاً بقول الله عز وجل : ((وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)) [سورة الشورى:10]. ((فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [سورة النساء:59].
((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ )) [سورة الحديد.16].
هذا مطلب شرعي (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) [سورة الأحزاب:36].
والله الذي لا إله إلا هو لن يجد المسلمون المخرج من الفتن إلا بهذا السبيل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله سبحانه وتعالى (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [سورة النور:63].
ولا تقوم للمسلمين قائمة أبداً إلا به ،كما قامت قائمة الإسلام ودولة الإسلام عليه من قبل لا تقوم من بعد إلا عليه ، إذا أرادوا العز لأنفسهم ولمجتمعهم ولدينهم فإن عز دين الله أعظم حدث للمسلمين لكل مسلم ،فحبذا نرى هذه الكلمة في كل مجلس من مجالس الدولة من مجالس الوزراء وفقهم الله ،أنا شاكر لهم هذه الكلمة والله ،شاكر لهم الدعوة إلى كتاب الله دعوة إلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،لأن أعداءنا لا يريدون ذلك منا (مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)) [سورة البقرة:105].
حافظوا معشر المسلمين على الإسلام ما للمسلمين عز إلا به (لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام بعز عزيز أو ذل ذليل إما يعزهم الله عز وجل فيجعلهم من أهلها أو يذلهم فيدينون لها)[رواه أحمد وصححه الألباني].
هذا خبر رسول الله الثابت عنه صلى الله عليه وسلم، فدعونا من هذه الفتن التي أمرضت القلوب، قست القلوب أفسدت الأخلاق ضيعت المجتمعات فرقت الأمة مزقت الشمل أضعفت القوى أذهبت الريح أفسدت الدين والدنيا ،إلا من رحم الله وسلم ، أقبلوا معشر المسلمين على كتاب الله وسنة رسوله أرفضوا الحزبيات أرفضوها كفانا كتاب ربنا وأن نعتصم به والله أخوة على دين الله على كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا َولاَ تَفَرَّقُواْ)) [سورة آل عمران:103].
هذه نعمة من نعم الله لا يأبها إلا منحوس، ( وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة البقرة:211].
لا نتعرض لشدة عقاب الله بتغيير نعمه (ذلك بأن الله لم يكن مغير نعمة أنعماها على قوم حتى يغيروا مذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) [سورة الأنفال:53].
هذه سنة الله أن الله لا يغير بأمة حتى يغيروا ما بأنفسهم فيتنكبوا لدينهم الحق ويتركوا صراط الله المستقيم ويقبلوا على أفكار أهل الجحيم المغضوب عليهم الضالين ،أنت تقرأ أيها المسلم في كل صلاة ولا تصح ركعة إلا بذلك من قدر عليه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ، تقرأ في كل صلاة أـهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ،من هؤلاء الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ، قال غير المغضوب عليهم ولا ضالين ،المغضوب عليهم ليسوا منعم عليهم أبداً ،والضالون ليسوا منعم عليهم أبداً ،والمغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى بإجماع الأمة وأدلة في الكتاب والسنة ،وكلهم ضالون وكلهم مغضوب عليهم لكن الآية تنص على أن المغضوب عليهم أشد هم اليهود والضالون أشد هم النصارى ،كل ضال هو مغضوب عليه وكل مغضوب عليه ضال ، فاللهم يا رب يا سميع الدعاء هذا دينك نسألك اللهم دافع عنه ،نسأل الله أن يدافع عن دينه وعن حملت دينه ،نسأل الله أن ينصر من نصر دينه وأن يخذل من خذل دينه ،لا أشد نكاية على الإسلام من الروافض أبداً ، ولا أشد بغضاً لدين الإسلام من الروافض وإن تظاهروا به إلا أن يكون في جنسهم مكارمه ،ولكم الله سبحانه وتعالى حافظاً دينه بوعده الحق (أنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) ، أعلموا أهل السنة أنكم والله الأن ما تدافعون عن دمائكم والله الأن ما تدافعون عن دمائكم فقط ،وإن كان الدفاع عن الدماء واجب ،ولا تدافعون عن أغراضكم فقط ، وإن كان الدفاع عن الأعراض واجب ، ولا تدافعون عن محارمكم ومكارمكم فقط وإن كان الدفاع عن هذا واجب ، من أعظم الواجبات ، لكنكم تدافعون عن ما هو أعظم من ذلك وهو دين الله ، فإن تمكين الرافضة تمكين لكل باطل وشر، وكل عقيدة فاسدة ، وهزيمة الرافضة هزيمة للباطل ولا شر ،ونصرة أهل الحق نصرة لدين لله ، فنعوذ بربنا أن يهزم دينه ، نعوذ بربنا سبحانه وتعالى أن يهزم دينه، وأن تهزم سنة نبيه التي يجحدها هؤلاء الزنادقة ،يجحدونها والله ، والذين يمكنهم فيها لكل باطل وكل كفر وزندقة في أرض الله ، لهذا والوا الكفار وعادوا المسلمين وقتلوهم ،حسبنا الله ونعم الوكيل ، حسبنا الله ونعم الوكيل، قلنا ذلك لأن الله عز وجل يقول ( أن المنافقين في الدرك الاسفل من النار...) ، ولأن الله عز وجل يقول (الذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف...) ،هذا جزاء كل كفور ، ولأن الله عز وجل يقول ( من الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم أولاك هم شر البرية) فكما أن أهل الكتاب متوعدون بالنار ،كذلك هؤلاء المشركون وسائر المشركين متوعدون بالنار ،نار جهنم خالدين فيها لذلك قلنا والله من مات رافضياً مات إلى النار، والله من مات رافضياً مات إلى النار، لا يموت فيها ولا يحيى ((إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى (74 وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75) [سورة طه].
وقال الله سبحانه وتعالى: ((فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) )) [سورة الليل].
إيش يريدون يبغون ملك مع الردى الذي هم فيه، ما سيغني عنهم مالهم إذا ماتوا على هذا الحال ، نحن ندعوا والله قبائل المسلمين، أن يتقوا الله في أنفسهم ، لا يجوز لهم موالاة أعداء الله ،لا يجوز لهم موالاة الرافضة ولا موالاة أي كافر، ((لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ..)) [سورة المجادلة:22].
فمن أراد أن يكتب الإيمان ويثبته في قلبه، وأن يؤيده بروح منه، وبملائكة وجنده، فلا يوالي هؤلاء المجرمين ولا غيرهم من الكافرين ،لا يواليهم ((لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ )).. ثم أثنى على من لا يواليهم وعلى من تبرأ منهم وابتعد عنهم، ((قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ ..)) [سورة الممتحنة:4].
(إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ))..
الشاهد بارك الله فيكم، هذا أمراً مهم عقيدة ينبغي أن يتعلمها المسلمون، يحذرون موالاة هؤلاء لا من أجل دنيا زائلة، ولا من أجل أماني باطلة، ((إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )) [سورة آل عمران:175].
الله رب الجميع، ((اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ )) [سورة الشورى:15].
ربنا الله، ربنا و رب جميع الكفرة، ربنا رب جميع المنافقين، ربنا ورب جميع البغاة المعتدين، الله رب الجميع، نحن تحت سمائه وأرضه، ونحن خلقه وملكه، ونحن تحت تصرفه يفعل ما يشاء، نسأل الله نصرة دينه، نسأل الله سبحانه وتعالى نصرةً لدينه، ولكتابه، وسنة نبيه، أسأل الله أن ينصر الحق وأهله وأن يخذل الباطل وأهله.
تفّريغ كلمة العلامة الحجوري
بعنوان
(كلمة حول دعوة مجلي الوزراء إلى الاحتكام إلى كتاب الله وشريعته)
2 صفر 1435 ه
سؤال: هل جاء حديث أن الشهيد يجد من ألم الموت كقرصة النملة؟
الجواب : نعم ، جاء حديث محسناً صالح للإحتجاج صحيح أو كذا كقرصة النملة ،بل قال بعض إخواننا أحمد العديني الوصابي أنه كان بجانب واحد في كتاف ،هذا في المرة الأولى قال فقنص ذلك الأخ وكان يتمنى الشهادة وكان محبه لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وعلى ذكر لله كثير الذكر لله كثير الخير قال قنص ووضعت في صدره فوضع يده عليه وقال الحمد لله (كقرصة النملة) ومات، والله هكذا وقال كان بجنبي قال الحمد لله كقرصة النملة ،قال هكذا والله ، نعم وهو حديث محتج به عن أبي هريرة ، هذا حديث محتج به بارك الله فيكم ،وفعلاً أيسر الموت موت الشهادة أيسره وأسهله ،أي والله على أننا نسأل ربنا سبحانه وتعالى السلامة والعافية لأن نكاية العدو بسلامة السنة وأهلها ، مع أننا نحب الله سبحانه والله عالم ،لكن نسأل ربنا أن يسخن عين أعدائنا بسلامة أهل السنة ويقر عيون أهل الخير وأهل الهدى بسلامة أهل السنة ، وعافيتهم فكلما كثر أهل السنة وسلموا وغنموا وقوية شوكتهم أغتاض العدو وغيض العدو مطلوب شرعاً، وما هذه الثورة وهذه الهنجمة وهذه الزمجرة إلا لقصد الإضعاف والإخماد يريد أن يخمدوا وتخمد كلمتهم وتخمد دعوتهم وتكسر شوكتهم هكذا يريد العدو ،يريد الرافضة ومن يدفع بهم من يهود ونصارى وماسون، هكذا يريدون لأنهم يرون بقاء كلمة هذه الطائفة المنصورة إن شاء الله بنصر الله ،أنها تشكل عليهم إقبال الناس على الدين ،دعوة إلى إقبال الناس على دين الله وهم يريدون إبعاد الناس عن دين لله حتى يكونوا على ما دل علية قول الله سبحانه وتعالى : ((وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا))، هكذا هم ما يريدون أن يقبل الناس على الخير لهذا من أعظم ما بنكي العدو من فضل الله عز وجل السلامة والعافية ، فإن حصل للإنسان أكرمه الله العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى ولكم أملنا بالله السلامة والعافية لمزيد الخير والنصر ولمزيد نشر الدعوة ولمزيد نكاية العدو ،ونسأل الله سبحانه وتعالى بمنه وكرمه أن يجمع كلمة المسلمين على هداه وطاعته وتوحيده وسنة نبيه ،نسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على الكتاب والسنة وعلى بغض أعداء الله ، وسرتني كلمة رأيتها من مجلس الوزراء طالما نحن ننتظرها منهم ومن غيرهم ممن تدوي المساجد بأذانهم وصلاتهم ،يقولون ندعوا الفرقاء هكذا كلمة الفرقاء ندعوا الفرقاء في صعدة وسفيان إلى كف الحرب والتحاكم إلى كتاب الله ،لما رأينا كلمة كتاب الله ارتحنا نحن متلهفون إلى التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عملاً بقول الله عز وجل : ((وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)) [سورة الشورى:10]. ((فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [سورة النساء:59].
((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ )) [سورة الحديد.16].
هذا مطلب شرعي (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) [سورة الأحزاب:36].
والله الذي لا إله إلا هو لن يجد المسلمون المخرج من الفتن إلا بهذا السبيل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله سبحانه وتعالى (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [سورة النور:63].
ولا تقوم للمسلمين قائمة أبداً إلا به ،كما قامت قائمة الإسلام ودولة الإسلام عليه من قبل لا تقوم من بعد إلا عليه ، إذا أرادوا العز لأنفسهم ولمجتمعهم ولدينهم فإن عز دين الله أعظم حدث للمسلمين لكل مسلم ،فحبذا نرى هذه الكلمة في كل مجلس من مجالس الدولة من مجالس الوزراء وفقهم الله ،أنا شاكر لهم هذه الكلمة والله ،شاكر لهم الدعوة إلى كتاب الله دعوة إلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،لأن أعداءنا لا يريدون ذلك منا (مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)) [سورة البقرة:105].
حافظوا معشر المسلمين على الإسلام ما للمسلمين عز إلا به (لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام بعز عزيز أو ذل ذليل إما يعزهم الله عز وجل فيجعلهم من أهلها أو يذلهم فيدينون لها)[رواه أحمد وصححه الألباني].
هذا خبر رسول الله الثابت عنه صلى الله عليه وسلم، فدعونا من هذه الفتن التي أمرضت القلوب، قست القلوب أفسدت الأخلاق ضيعت المجتمعات فرقت الأمة مزقت الشمل أضعفت القوى أذهبت الريح أفسدت الدين والدنيا ،إلا من رحم الله وسلم ، أقبلوا معشر المسلمين على كتاب الله وسنة رسوله أرفضوا الحزبيات أرفضوها كفانا كتاب ربنا وأن نعتصم به والله أخوة على دين الله على كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا َولاَ تَفَرَّقُواْ)) [سورة آل عمران:103].
هذه نعمة من نعم الله لا يأبها إلا منحوس، ( وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [سورة البقرة:211].
لا نتعرض لشدة عقاب الله بتغيير نعمه (ذلك بأن الله لم يكن مغير نعمة أنعماها على قوم حتى يغيروا مذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) [سورة الأنفال:53].
هذه سنة الله أن الله لا يغير بأمة حتى يغيروا ما بأنفسهم فيتنكبوا لدينهم الحق ويتركوا صراط الله المستقيم ويقبلوا على أفكار أهل الجحيم المغضوب عليهم الضالين ،أنت تقرأ أيها المسلم في كل صلاة ولا تصح ركعة إلا بذلك من قدر عليه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ، تقرأ في كل صلاة أـهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ،من هؤلاء الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا ، قال غير المغضوب عليهم ولا ضالين ،المغضوب عليهم ليسوا منعم عليهم أبداً ،والضالون ليسوا منعم عليهم أبداً ،والمغضوب عليهم هم اليهود والضالون هم النصارى بإجماع الأمة وأدلة في الكتاب والسنة ،وكلهم ضالون وكلهم مغضوب عليهم لكن الآية تنص على أن المغضوب عليهم أشد هم اليهود والضالون أشد هم النصارى ،كل ضال هو مغضوب عليه وكل مغضوب عليه ضال ، فاللهم يا رب يا سميع الدعاء هذا دينك نسألك اللهم دافع عنه ،نسأل الله أن يدافع عن دينه وعن حملت دينه ،نسأل الله أن ينصر من نصر دينه وأن يخذل من خذل دينه ،لا أشد نكاية على الإسلام من الروافض أبداً ، ولا أشد بغضاً لدين الإسلام من الروافض وإن تظاهروا به إلا أن يكون في جنسهم مكارمه ،ولكم الله سبحانه وتعالى حافظاً دينه بوعده الحق (أنا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) ، أعلموا أهل السنة أنكم والله الأن ما تدافعون عن دمائكم والله الأن ما تدافعون عن دمائكم فقط ،وإن كان الدفاع عن الدماء واجب ،ولا تدافعون عن أغراضكم فقط ، وإن كان الدفاع عن الأعراض واجب ، ولا تدافعون عن محارمكم ومكارمكم فقط وإن كان الدفاع عن هذا واجب ، من أعظم الواجبات ، لكنكم تدافعون عن ما هو أعظم من ذلك وهو دين الله ، فإن تمكين الرافضة تمكين لكل باطل وشر، وكل عقيدة فاسدة ، وهزيمة الرافضة هزيمة للباطل ولا شر ،ونصرة أهل الحق نصرة لدين لله ، فنعوذ بربنا أن يهزم دينه ، نعوذ بربنا سبحانه وتعالى أن يهزم دينه، وأن تهزم سنة نبيه التي يجحدها هؤلاء الزنادقة ،يجحدونها والله ، والذين يمكنهم فيها لكل باطل وكل كفر وزندقة في أرض الله ، لهذا والوا الكفار وعادوا المسلمين وقتلوهم ،حسبنا الله ونعم الوكيل ، حسبنا الله ونعم الوكيل، قلنا ذلك لأن الله عز وجل يقول ( أن المنافقين في الدرك الاسفل من النار...) ، ولأن الله عز وجل يقول (الذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف...) ،هذا جزاء كل كفور ، ولأن الله عز وجل يقول ( من الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم أولاك هم شر البرية) فكما أن أهل الكتاب متوعدون بالنار ،كذلك هؤلاء المشركون وسائر المشركين متوعدون بالنار ،نار جهنم خالدين فيها لذلك قلنا والله من مات رافضياً مات إلى النار، والله من مات رافضياً مات إلى النار، لا يموت فيها ولا يحيى ((إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى (74 وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75) [سورة طه].
وقال الله سبحانه وتعالى: ((فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) )) [سورة الليل].
إيش يريدون يبغون ملك مع الردى الذي هم فيه، ما سيغني عنهم مالهم إذا ماتوا على هذا الحال ، نحن ندعوا والله قبائل المسلمين، أن يتقوا الله في أنفسهم ، لا يجوز لهم موالاة أعداء الله ،لا يجوز لهم موالاة الرافضة ولا موالاة أي كافر، ((لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ..)) [سورة المجادلة:22].
فمن أراد أن يكتب الإيمان ويثبته في قلبه، وأن يؤيده بروح منه، وبملائكة وجنده، فلا يوالي هؤلاء المجرمين ولا غيرهم من الكافرين ،لا يواليهم ((لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ )).. ثم أثنى على من لا يواليهم وعلى من تبرأ منهم وابتعد عنهم، ((قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ ..)) [سورة الممتحنة:4].
(إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ))..
الشاهد بارك الله فيكم، هذا أمراً مهم عقيدة ينبغي أن يتعلمها المسلمون، يحذرون موالاة هؤلاء لا من أجل دنيا زائلة، ولا من أجل أماني باطلة، ((إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )) [سورة آل عمران:175].
الله رب الجميع، ((اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ )) [سورة الشورى:15].
ربنا الله، ربنا و رب جميع الكفرة، ربنا رب جميع المنافقين، ربنا ورب جميع البغاة المعتدين، الله رب الجميع، نحن تحت سمائه وأرضه، ونحن خلقه وملكه، ونحن تحت تصرفه يفعل ما يشاء، نسأل الله نصرة دينه، نسأل الله سبحانه وتعالى نصرةً لدينه، ولكتابه، وسنة نبيه، أسأل الله أن ينصر الحق وأهله وأن يخذل الباطل وأهله.
فرّغها :
أبو محمد عبدالحكيم زياد
_أعانه الله ووفقه _
أبو محمد عبدالحكيم زياد
_أعانه الله ووفقه _
تعليق