إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفّريغ خطبة 3 صفر 1435(وعيد الله عزوجل لأهل الإجرام بالهلاك والانتقام ) العلّامة يحيي الحجوري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفّريغ خطبة 3 صفر 1435(وعيد الله عزوجل لأهل الإجرام بالهلاك والانتقام ) العلّامة يحيي الحجوري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    تفّريغ خطبة العلّامة المجاهد
    يحيي بن علي الحجوري

    بعنوان
    (وعيد الله عزوجل لأهل الإجرام بالهلاك والانتقام )
    3صفر 1435ه


    الخطبة الأولى:


    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
    {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ]سورة آل عمران:102[.
    {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} ]سورة النساء: 1[.
    {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } ]سورة الأحزاب[

    أما بعد،،
    فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
    و((إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ)) [سورة الأنعام:134].

    أيها الناس،
    يقول الله عز وجل في كتابه الكريم : ((قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (70) )) [سورة النمل].

    أمر الله عز وجل بالتفكر والسير في الأرض المقصود به هنا التفكر. سواء ما يراه الإنسان ببصره، أو ما يتدبره الإنسان بقلبه.

    فينظر كيف كانت عواقب المجرمين الذين أجرموا في الأرض. والذين أفسدوا فيها. وقد قص الله سبحانه وتعالى ذلك في كتابه، بعد أن أمرنا بالسير في الأرض للنظر في ذلك فأبان على أن المجرمين هم أعداء رسل الله وأنبيائه.

    قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) )) [سورة الفرقان].

    فأبان على أن المجرمين مما يتفكر في شأنهم ومما يعلم من حالهم، ومما يستبان منهم أنهم أعداء رسل الله، وأعداء من بعدهم وأتباعهم. أعداء الحق. أعداء الهدى. أعداء دين الله جملة وتفصيلاً.

    أعداء من يحمل دين الله جملةً وتفصيلاً.

    كما قال الله سبحانه وتعالى : ((وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8) )) [سورة الأنفال].

    فالمجرمون يكرهون إحقاق الحق وإبطال الباطل هذا ديدنهم وشأنهم الذي أخبر به عنهم ربهم وخالقهم وعالم ظواهرهم وبواطنهم أن هذا هو ديدنهم وشأنهم.

    أيها الناس،،،
    يجب أن يستبان شأنهم وأن يعلم حالهم، وأن يحذر مكرهم. قال الله سبحانه : ((وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55) )) [سورة الأنعام].

    فَصل الله آياته من أجل أن يعلم حال المجرمين ويستبان حالهم ويعلم سوء فعالهم. فدين الله وكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها موضحة لأفعال المجرمين أهل جهنم.

    المجرمين الجهنميين. كما قال الله سبحانه وتعالى : ((إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى (76) )) [سورة طه]. جنات عدن للمتقين وجهنم للمجرمين.

    بل إن المجرم ليتمنى أن يفتدي لشدة إجرامه بكل من في الأرض فهو مجرم وحتى في الآخرة يريد أن يفتدي بكل من في الأرض من بر وفاجر ومسلم وكافر وجن وإنس وسائر من كان على وجه الأرض لشدة إجرامه لا رحمة فيه لا دنيا ولا أخرى.

    قال الله عز وجل : ((يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) )) [سورة المعارج].

    فلا يرحم قريباً ولا بعيداً.

    ((وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ (14) كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى (16) تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (17) وَجَمَعَ فَأَوْعَى (18)))

    وقال الله عز وجل : ((كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) )) [سورة المدثر].

    أهل الجنة يتساءلون يوم القيامة عن المجرمين.

    (( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47)) [سورة المدثر].

    قال الله : (() فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) )) .

    وذلك لأنهم كثرت ذنوبهم وامتلئوا بالذنوب وملؤوا الدنيا فلهذا لا تنفعهم شفاعة الشافعين.

    قال الله في كتابه الكريم : ((إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78)) [سورة القصص].

    أي ما من مجرم إلا وقد امتلأ بالذنوب وأكثر فيها. واشتد حاله فيها حتى إنه. حتى إنه ليصير بذلك من أشد قساة القلوب ومن أسوأ أصحاب الأخلاق وأفجر الأمة.

    إن المجرمين لأشد استهزاء بدين الله وبالصالحين وأشد نكاية بهم كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه : ((قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ (66) )) [سورة التوبة].

    فعفو الله سبحانه وتعالى لن ينال المجرمين. يعفو الله سبحانه وتعالى عمن شاء من خلقه،
    .ولكن المجرمين لا يعفو الله سبحانه وتعالى عنهم وإنما حظهم ونصيبهم الصغار من الله تعالى. كما قال الله تعالى : ((سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ (124) )) [سورة الأنعام].

    فهم معرضون لعذاب الله سبحانه وتعالى ومتوعدون بذلك وهكذا لا يرد بأس الله سبحانه وتعالى عنهم، لشدة مكرهم وفتنتهم على العباد، ((وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)) [سورة الأنعام:147].

    فبأس الله لا يرد عنهم لا في الدنيا ولا في الآخرة.

    فأيها المسلم اعلم أن المجرمين ليس الله سبحانه وتعالى بغافل عنهم.
    سواء كان هذا الإجرام بالولوغ في دماء المسلمين، والولوغ في المؤمنين أو كان ذلك بالظلم أو بالكبرياء في الأرض أو بالجبروت أو بالفتن. كل ذلك يشتمل عليه شأن المجرمين الذين لا يتورعون عن محرم حرمه الله سبحانه وتعالى ولا يتقون الله ولا يراقبونه.






    الخطبة الثانية:



    الحمدلله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.

    أما بعد،،
    يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم مبيناً أن ما من قرية أراد الله عز وجل إهلاكها إلا ومكن المجرمين من التصرف فيها والتمكن فيها والسيادة فيها ((وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) )) [سورة الإسراء].

    أكابر مجرميها يسيطرون عليها فيهلكها الله. أكابر مجرميها إذا تمكنوا منها دمرها الله لأنهم لا يقودون الأمة إلا إلى الهلكة، ولا يقودونهم إلى الدماء، ولا يقودونهم إلا إلى الظلم والفجور وشتى أنواع ما يغضب رب العالمين.

    انظروا إلى ما يصنع المجرمون في هذه الأزمان من القتل للمسلمين والنكاية بهم وسفك دمائهم وهتك أعراضهم وحرمانهم مما أحل الله عز وجل لهم من طعام أو شراب أو غير ذلك مما هو من شأنهم ومما أعده الله عز وجل لعباده وخلقه للمؤمنين.

    هذا والله من أشد الإجرام وأن الله سبحانه وتعالى ليس بغافل عمن يفعل ذلك. والله سبحانه وتعالى لا يرد بأسه عن هذا الصنف المجرم، عن هذا الصنف الظالم الباغي.

    ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (23) )) [سورة يونس].

    هذه سنة الله الجارية في خلقه أن من أجرم في أرضه وفتن عباده بقتل أو قتال، أو فتنة أو إجرام أو بغي أو عدوان، أنه لا يعود ضره إلا على نفسه.

    روى الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما)).

    في حديث أبي الدرداء في خارج الصحيح وهو صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((قال لا يزال المؤمن معنقا صالحا ما لم يصب دما حراما فإذا أصاب دما حراما بلح)) [رواه أبو داود وصححه الألباني].

    أي انقطع واشتد اجرامه واشتد بغيه واشتد عدوانه. وهكذا حال هؤلاء الروافض الذين لشدة قتلهم لشدة عدوانهم، لشدة بغيهم، لشدة ارتكابهم للجرائم، تجد الواحد منهم قد انقطع عن الأعمال الصالحة. كثيراً ما تراه لا عناية له بدين الله سبحانه وتعالى، بل أشد إقباله على الدنيا، وأشد إقباله الاستهزاء بالصالحين والعدوان عليهم والبغي عليهم.

    ((ِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) )) [سورة المطففين].

    ولشدة إجرامهم تتقلب عندهم الحقائق، حتى إنهم ليرون أصلح المؤمنين ضالاً، وهكذا تطمس أبصارهم وتنتكس فطرهم.
    وقال الله سبحانه وتعالى : ((وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتْ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (21) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22) قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (23) فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (25) )) [سورة الأحقاف].

    هذا جزاء الله عز وجل لكل مجرم، ((فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (84) )) [سورة مريم].

    قال الله سبحانه وتعالى : ((وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا (102) )) [سورة طه].

    يحشرون حتى في الدار الآخرة على أوصاف مستقلة مخصوصة معلومة يعرفهم كل من رآهم على تلك الأوصاف. وأبان الله عز وجل أنه ينتقم منهم.

    ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) )) [سورة الروم].

    هذه سنة الله أنه ينتقم من المجرمين وينصر المؤمنين وقال الله سبحانه وتعالى : ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ (22) )) [سورة السجدة].

    ((وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) )) [سورة الكهف].

    لا شك أن الله سبحانه وتعالى يحصي عليهم أعمالهم صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليلها، ويجزيهم بما كانوا يعملون.

    ((فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) )) [سورة الزلزلة].

    هذا هو وعد الله سبحانه وتعالى الذي لا يخلف، قال الله سبحانه وتعالى : ((فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) )) [سورة الليل].

    أيها الناس،،،

    ((إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75) )) [سورة طه].

    بين الله عز وجل بين المسلمين والمجرمين في الآخرة وهكذا في الدنيا.

    ((أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) )) [سورة القلم].

    لا يستوي المسلم والمجرم أبداً.

    ((هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)) [سورة الزمر:29].

    ((أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) )) [سورة ص].

    ((تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى)) [سورة النجم:22].

    تخالف مراد الله سبحانه وشرعه وقدره وتخالف ما قضاه الله سبحانه وتعالى وخلق الخلق من أجله وأنزل الكتب من أجله وأرسل الرسل من أجله.

    ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) )) [سورة الذاريات].

    فالله خلق خلقه لطاعته وللعدل الذي أمر به.

    ((إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) )) [سورة النحل].

    ***والحمد لله رب العالمين***




    فرّغها :
    أبو عمر شريف الشعبي
    غفر الله له ولوالديه ولسائر المسلمين
يعمل...
X