بسم الله الرحمن الرحيم
تفّريغ خطبة الجمعة لهذا اليوم
25محرم 1435ه
والتي هي بعنوان
تفّريغ خطبة الجمعة لهذا اليوم
25محرم 1435ه
والتي هي بعنوان
(فرعنة الرافضة الحوثيين و مصارع الظالمين)
الخطبة الأولى:الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [سورة آل عمران:102].
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء: 1].
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) }[سورة الأحزاب].
أما بعد،،،
فإنها ما من أمة هلكت من الأمم إلا كان أساس هلاكها وسبب زوالها الظلم. بدليل قول الله عز وجل : (( وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15) )) [سورة الأنبياء].
حتى وإن اعترفوا بالظلم بعد أن اجتنوه على أنفسهم فإن ذلك لا ينفعهم : ((قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15)))
فحصدهم الله عز وجل وأخمدهم بظلمهم.
ونظير ذلك قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا..)) [سورة الكهف:59].
فما من قرية أهلكها الله من القرى التي أشار إليها رب العالمين بقوله : ((وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا )) فبسبب ظلمهم أهلكهم الله عز وجل.
((وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا )) [سورة الكهف:59].
ونظير ذلك قول الله عز وجل : (( مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (112) )) [سورة النحل].
فما من قرية أهلكها الله ولا أمة دمرها الله إلا وللظلم فيها توغل.
أيها الناس،،،
إن الظالم ربما غفل عن مراقبة الله له، ويجب أن ينبه أن الله عز وجل ليس بغافل عنه، كقول الله عز وجل : ((وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء (43) وأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ (44) وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ ..)) [سورة إبراهيم].
هكذا يقول الله عز وجل : ((.. وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ..)).
أي بالظالمين. ((وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) )) [سورة إبراهيم].
هذه سنة الله الجارية في الظالمين أنه ليس بغافل عنهم وإنما يملي لهم ثم يأخذهم.
قال الله عز وجل : ((وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) )) [سورة هود].
أيها الناس،،،
إن الظالم مهان. إن الظالم يهينه الله عز وجل عاجلاً غير آجل. عاجلاً غير آجل. وقد أعد له غاية الهون في الآخرة. ((يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) )) [سورة الإنسان].
في إعراب هذه الآية يقولون ((الظالمين)) منصوب بفعل مقدر تقديره أهان الظالمين وعذب الظالمين وأهان الظالمين ((أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )).
((..وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ..)) [سورة الحج:18].
إن الظالم خائبٌ، ليس برابح مهما كان ظلمه ومهما ظن أنه ينفعه، قال الله عز وجل : ((وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا )) [سورة طه:111].
فمن يحمل الظلم لا شك أنه خائب خاسر، وأنه ضال وأنه غير مهتدي.
قال الله سبحانه : ((يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء (27) )) [سورة إبراهيم].
فالظلم من شأنه أن صاحبه يضل، فما من ظالم إلا وتجده متوغلاً في الضلال.
وهكذا في الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)).
فلا تستعجل أيها المسلم فإن الله عز وجل قال لنبيه : ((فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ )) [سورة الأحقاف:35].
سنة الله عز وجل في خلقه وأرضه أن هلاك الأمم بسبب الظلم، لا يزال الظلم يتمادى في الإنسان حتى يجره إلى ظلمات بعضها فوق بعض في الدنيا والآخرة كما في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم : ((اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم)) [رواه مسلم].
فهذه حقيقة الظلم، حقيقة الظلم، وسوء منقلب أهله، كما قال الله عز وجل : (( وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) )) [سورة الشعراء].
فإن انقلابهم سيء سواء في الدنيا أو في الآخرة : ((فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا )) [سورة مريم:84].
لا تعجل أيها المسلم، ((فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60) )) [سورة الروم].
عواقب الظالمين وخيمة. عواقب الظالمين سيئة. فإنهم (( نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ)) [سورة الحشر:19]. ((فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45) )) [سورة الأنعام].
هكذا يملي الله عز وجل للظالمين، حتى يتمادوا في ظلمهم، وحتى يغتروا بشأنهم، ثم يأخذهم رب العالمين أخذ عزيز مقتدر.
هكذا يقول الله سبحانه وتعالى : ((..فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ )) [سورة القمر:42].
((وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ )) [سورة هود:102].
((فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ..)) [سورة الأنعام:44].
قال الحسن البصري رحمه الله: مُكِرَ بالقوم والله.
مُكِرَ بالقوم، فتح عليهم أبواب النعم حتى إذا اغتروا بذلك أخذهم الله عز وجل.
تمادوا في الظلم، أخذهم الله عز وجل فأهلكهم. مُكِرَ بالقوم.
((فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45) )) [سورة الأنعام].
وقال الله سبحانه وتعالى : ((فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) )) [سورة الأعراف].
هكذا تحط لعنة الله سبحانه وتعالى على الظالمين.
قال الله سبحانه وتعالى : (( أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )) [سورة هود:18].
هكذا يلعن الله عز وجل الظالمين، فأمة ملعونة. وأمة على هذا الحال، يأخذها الله أخذ عزيز ومقتدر، وأخذة رابية.
قال الله سبحانه وتعالى : ((فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً (10) )) [سورة الحاقة].
قال الله : (( أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) )) [سورة المزمل].
الشاهد وفقكم الله أن الظلم عاقبته وخيمة وإن زمجر، وإن بغى، فانتظروا هلكة الرافضة الحوثيين، عاجلاً غير آجل، لأنهم تفرعنوا ومصارع الظالمين معلومة، وسنة الله فيهم محتومة.
((سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (23) )) [سورة الفتح].
هذه سنة الله سبحانه وتعالى، قال الله عز وجل عن فرعون: (( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) )) [سورة هود].
هذا شأن الظالمين، ((وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) )) [سورة الزخرف].
فما من قرية ولا أمة أهلكها الله إلا وهي ظالمة، إلا وهي ظالمة. ويأخذها الله سبحانه وتعالى يقسمها عاجلاً غير آجل. وهذا من مكر الله عز وجل بالماكرين الظالمين.
((وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) )) [سورة إبراهيم].
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [سورة آل عمران:102].
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء: 1].
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) }[سورة الأحزاب].
أما بعد،،،
فإنها ما من أمة هلكت من الأمم إلا كان أساس هلاكها وسبب زوالها الظلم. بدليل قول الله عز وجل : (( وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15) )) [سورة الأنبياء].
حتى وإن اعترفوا بالظلم بعد أن اجتنوه على أنفسهم فإن ذلك لا ينفعهم : ((قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15)))
فحصدهم الله عز وجل وأخمدهم بظلمهم.
ونظير ذلك قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (( وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا..)) [سورة الكهف:59].
فما من قرية أهلكها الله من القرى التي أشار إليها رب العالمين بقوله : ((وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا )) فبسبب ظلمهم أهلكهم الله عز وجل.
((وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا )) [سورة الكهف:59].
ونظير ذلك قول الله عز وجل : (( مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (112) )) [سورة النحل].
فما من قرية أهلكها الله ولا أمة دمرها الله إلا وللظلم فيها توغل.
أيها الناس،،،
إن الظالم ربما غفل عن مراقبة الله له، ويجب أن ينبه أن الله عز وجل ليس بغافل عنه، كقول الله عز وجل : ((وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء (43) وأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ (44) وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ ..)) [سورة إبراهيم].
هكذا يقول الله عز وجل : ((.. وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ..)).
أي بالظالمين. ((وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) )) [سورة إبراهيم].
هذه سنة الله الجارية في الظالمين أنه ليس بغافل عنهم وإنما يملي لهم ثم يأخذهم.
قال الله عز وجل : ((وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) )) [سورة هود].
أيها الناس،،،
إن الظالم مهان. إن الظالم يهينه الله عز وجل عاجلاً غير آجل. عاجلاً غير آجل. وقد أعد له غاية الهون في الآخرة. ((يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31) )) [سورة الإنسان].
في إعراب هذه الآية يقولون ((الظالمين)) منصوب بفعل مقدر تقديره أهان الظالمين وعذب الظالمين وأهان الظالمين ((أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا )).
((..وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ..)) [سورة الحج:18].
إن الظالم خائبٌ، ليس برابح مهما كان ظلمه ومهما ظن أنه ينفعه، قال الله عز وجل : ((وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا )) [سورة طه:111].
فمن يحمل الظلم لا شك أنه خائب خاسر، وأنه ضال وأنه غير مهتدي.
قال الله سبحانه : ((يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء (27) )) [سورة إبراهيم].
فالظلم من شأنه أن صاحبه يضل، فما من ظالم إلا وتجده متوغلاً في الضلال.
وهكذا في الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته)).
فلا تستعجل أيها المسلم فإن الله عز وجل قال لنبيه : ((فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ )) [سورة الأحقاف:35].
سنة الله عز وجل في خلقه وأرضه أن هلاك الأمم بسبب الظلم، لا يزال الظلم يتمادى في الإنسان حتى يجره إلى ظلمات بعضها فوق بعض في الدنيا والآخرة كما في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم : ((اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم)) [رواه مسلم].
فهذه حقيقة الظلم، حقيقة الظلم، وسوء منقلب أهله، كما قال الله عز وجل : (( وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) )) [سورة الشعراء].
فإن انقلابهم سيء سواء في الدنيا أو في الآخرة : ((فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا )) [سورة مريم:84].
لا تعجل أيها المسلم، ((فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60) )) [سورة الروم].
عواقب الظالمين وخيمة. عواقب الظالمين سيئة. فإنهم (( نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ)) [سورة الحشر:19]. ((فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45) )) [سورة الأنعام].
هكذا يملي الله عز وجل للظالمين، حتى يتمادوا في ظلمهم، وحتى يغتروا بشأنهم، ثم يأخذهم رب العالمين أخذ عزيز مقتدر.
هكذا يقول الله سبحانه وتعالى : ((..فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ )) [سورة القمر:42].
((وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ )) [سورة هود:102].
((فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ..)) [سورة الأنعام:44].
قال الحسن البصري رحمه الله: مُكِرَ بالقوم والله.
مُكِرَ بالقوم، فتح عليهم أبواب النعم حتى إذا اغتروا بذلك أخذهم الله عز وجل.
تمادوا في الظلم، أخذهم الله عز وجل فأهلكهم. مُكِرَ بالقوم.
((فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45) )) [سورة الأنعام].
وقال الله سبحانه وتعالى : ((فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) )) [سورة الأعراف].
هكذا تحط لعنة الله سبحانه وتعالى على الظالمين.
قال الله سبحانه وتعالى : (( أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )) [سورة هود:18].
هكذا يلعن الله عز وجل الظالمين، فأمة ملعونة. وأمة على هذا الحال، يأخذها الله أخذ عزيز ومقتدر، وأخذة رابية.
قال الله سبحانه وتعالى : ((فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً (10) )) [سورة الحاقة].
قال الله : (( أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) )) [سورة المزمل].
الشاهد وفقكم الله أن الظلم عاقبته وخيمة وإن زمجر، وإن بغى، فانتظروا هلكة الرافضة الحوثيين، عاجلاً غير آجل، لأنهم تفرعنوا ومصارع الظالمين معلومة، وسنة الله فيهم محتومة.
((سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (23) )) [سورة الفتح].
هذه سنة الله سبحانه وتعالى، قال الله عز وجل عن فرعون: (( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (99) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) )) [سورة هود].
هذا شأن الظالمين، ((وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) )) [سورة الزخرف].
فما من قرية ولا أمة أهلكها الله إلا وهي ظالمة، إلا وهي ظالمة. ويأخذها الله سبحانه وتعالى يقسمها عاجلاً غير آجل. وهذا من مكر الله عز وجل بالماكرين الظالمين.
((وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) )) [سورة إبراهيم].
الخطبة الثانية:
الحمدلله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ومصطفاه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد،،،
لا يغني عن الظالم ولا في الآخرة ظلمه ولا أنصاره.
(( مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) )) [سورة غافر].
ولا سيما يوم القيامة..
أيها الناس،،،
إن فرعون ملأ الدنيا ظلماً، علا في الأرض وجعل أهله ((إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ )) [سورة القصص:4].
قال الله عز وجل : ((وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (105) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (106) )) [سورة القصص].
فخلق الله عز وجل موسى في حجر فرعون ليريه ما كان يعمل، وأهان فرعون وأغرقه، وأغرق جنده، ودمر الله سبحانه وتعالى عليهم وأبقى الله دينه.
((إن الله تعالى يغار وإن المؤمن يغار وغيرة الله أن لا يأتي المؤمن ما حرم الله)) [متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].
ادعى الربوبية وزمجر في الأرض وهكذا ظلم وبغى وقتل، وفعل من الأفاعيل نظير ما يفعله الحوثيون وأكثر، هكذا هذه الفرعنة التي يفعلها المجرمون، عاجلهم الله بالعقوبة.
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن فرعون أنه قال: ((مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) )) [سورة القصص].
((وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ (37))) [سورة غافر].
أي في هلاك. ويدعي أنه ما علم أي إله غيره، إنما الذي هو إله الناس ورب الناس يُقَتّلهم، ويحيي من أراد أن يبقى حياً، ويميت من أراد أن يميته فيقتله.
لكن الله دمر عليه وأهانه.
(( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12)..)) [سورة الفجر].
أكثروا، والله إنك لتقرأ هذه الآية وتطبقها على فعل المجرمين الروافض الحوثيين أنهم أكثروا الفساد في الأرض ظلماً وبغياً وقتلاً وتشريداً وطرداً وحصاراً وسائر أنواع الإجرام الذي لم يتوفر في مجرم من المجرمين بكامله. فرعون فعل من الإجرام ما ذكره الله في كتابه، لكن لم يذكر الله عز وجل أنه حاصر وأنه اجتمعت عنده من الإجرامات ما اجتمعت عند هؤلاء الروافض المجرمين.
ففرعنة هؤلاء أشد من فرعنة فرعون، لا سيما فيما يفعلونه ويكذبون ويزورون وينافقون ويخدعون ويعاملون المسلمين معاملة لا يجوز أن يعامل بها الوحوش ولا سائر الحيوانات، ولا سائر أيضاً الموجودات.
فإن هذا إجرام، هذا سبب هلكتهم عاجلاً غير آجل.
نسأل الله عز وجل أن يعجل بزوالهم وأن يقطع دابرهم ويكفي المسلمين شرهم وشر من يعينهم وشر من يدفع بهم على دماء المسلمين.
***والحمدلله رب العالمين***.
قام بالتفريغ:
أبو عمر شريف الشعبي
غفر الله له ولوالديه ولسائر المسلمين
أبو عمر شريف الشعبي
غفر الله له ولوالديه ولسائر المسلمين
تعليق