إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(تفريغ) [كشف الغيوم في تداعي إلى نصرة المظلوم] خطبة لشيخنا عبد الرّزاق النهمي_حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (تفريغ) [كشف الغيوم في تداعي إلى نصرة المظلوم] خطبة لشيخنا عبد الرّزاق النهمي_حفظه الله

    كشف الغيوم
    في تداعي إلى نصرة المظلوم

    خطبة لفضيلة الشيخ
    عبد الرّزاق بن صالح النهمي
    حفظه الله ورعاه


    الخطبة الأولى
    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢]
    ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النّساء: ١]
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠ – ٧١]

    أما بعد:
    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالةٍ، وكل ضلالةٍ في النار.
    أيها الناس روى الإمام البخاري ومسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال أَمَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم بسبعٍ: «بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجِنَازَةِ، وَتَشْمِيتِ الْعَاطِسِ، وَنَصْرِ الْمَظْلُومِ، وَإِبْرَارِ الْمُقْسِمِ، وَإِفْشَاءِ السَّلاَمِ، وَإِجَابَةِ الدَّاعِي».
    في هذا الحديث يبينها هذا الصحابي الجليل هذه الخصال التي أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بها وكان من تلك الخصال "نَصْرُ الْمَظْلُومِ" وتأمل قول الصحابي: " أَمَرَنَا رَسُوْلُ اللهِ " لتعلم أن هذا أمرٌ وأن الأمر يقتضي الوجوب، فهذا أمر واجب عليك أيها المسلم ومن تلك الأمور "نَصْرِ الْمَظْلُومِ " نعم أيها الناس.
    إن نصرة المظلوم تعتبر واجبة على المسلم فقد جاء في البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «انْصُر أَخَاكَ ظَالماً أَوْ مَظْلُوْماً» قالوا يا رسول الله عرفنا كيف ننصره مظلوماً، فكيف ننصره ظالماً؟ قال: «تَمْنَعُهُ وَتَحْجُزُهُ عَن الظُّلْمِ»، وهذا الحديث أيضاً فيه أمرٌ من النبي عليه الصلاة والسلام فالأمر يقتضي الوجوب.
    «انْصُر أَخَاكَ ظَالماً أَوْ مَظْلُوْماً» أي أخاك المسلم فإن الله عز وجل يقول: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: ١٠] ويقول عز وجل في كتابه الكريم أيضاً: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ﴾ [التوبة: ٧١] وقال: ﴿وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ [الأنفال: ٧٣] هذا شأن المسلم مع أخيه المسلم أن ينصره بما يستطيع، سواء بالكلمة أوبالمال أو بموقف وقد أمر الله عز وجل بنصر المظلوم حتى لو أدى إلى قتال الظالم كما قال ربنا في كتابه الكريم: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾ [الحجرات: ٩] نعم أيها الناس.
    النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، ولَا يَحْقِرهُ وَلَا يَخْذلُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ»، «وَلَا يَخْذلُهُ» وهذا هو الشاهد من الحديث «وَلَا يَخْذلُهُ» بمعنى لا يجوز له أن يخذله وإنما يجب عليه أن ينصره ما دام مظلوماً فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لاَ يَظْلِمُهُ، ولَا يَحْقِرهُ وَلَا يَخْذلُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ» بمعنى لا يسلمه عدوه «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» نعم أيها الناس.
    فهذه قضية في غاية الأهمية يجب أن يستشعرها المسلمون جميعاً وهو التناصر والتعاون والتعاضد على الخير قال الله في كتابه الكريم: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة : ٢]، وأما الذي يخذل إخوانه المسلمين فإن البلاء سيرجع عليه وسيخذل فإن الجزاء من جنس العمل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من امرء مسلم يخذل امرءاً مسلماً في موطن تنتهك فيه رحمته وينتقص في من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب في نصرته، وما من امرء مسلم ينصر امرءاً مسلماً في موطن تنتهك فيه رحمته وينتقص في من عرضه إلا نصره الله في موطن يحب أن ينصر"، هذا بيان من النبي عليه الصلاة والسلام أن الجزاء من جنس العمل، فلا يجوز والله السكوت عن المنكر ولا يجوز السكوت عن الباطل ولا يجوز كذلك التخاذل عن نصرة المظلوم قال الله في كتابه الكريم: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال : ٢٥] جاء أن مطرف الشخير مطرف بن عبد الله بن شخير رحمه الله قال لزبير بن العوام: من الذي جاء بكم يا أبا عبد الله وقد تركتم الخليفة حتّى قتل، فقال له: والله نزلت هذه الآية فينا أهل البدر: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} وكنا نظن أنها ليست فينا حتّى وقعت منا حيث وقعت، لما قُتل عثمان بن عفان مظلوماً ولما قتل وهناك من يتفرج عليه لما قُتل عثمان بن عفان مظلوماً وهناك من يتفرج عليه [كلمة لم أفهم] الأمة من القتل ما الله به عليم [كلمة لم أفهم] فيها من القتال ما الله به عليم هكذا يقول الله عز وجل: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال : ٢٥]
    وجاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوِا الْظَّالمَ فَلَمْ يأْخُذُوا عَلى يَدَيه يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعِقَابٍ مِنْ عِنْدهِ» فإذا رأيت الظالم يظلم المسلمين ولا تنكر ولا تتحرك ولا تحدثن أمراً من تغير ذلك المنكر يوشك أن ينزل عليك العذاب من الله سبحانه وتعالى وما لُعن بني إسرائيل وطردوا من رحمة الله سبحانه إلا لما تمالو على الباطل وسكتوا عن المنكر قال الله عز وجل في ذلك: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [المائدة : 78 ، 79] فالسكوت عن المنكر والسكوت عن الباطل والتمالؤ مع الباطل والمبطلين هذا يعتبر جريمة عظيمة. نعم أيها الناس.
    فينبغي للمسلمين جميعاً أن تتظافر جهودهم وأن تتفق كلمتهم في تغير المنكر في إزالة الباطل وإلا فالخطر ما زلنا عليه لا محاله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ القَائِم في حُدُودِ اللَّه والْوَاقِع فيها ، كَمثل قَومٍ اسْتَهَموا على سَفِينَةٍ ، فَأَصابَ بَعْضُهم أعْلاهَا ، وبعضُهم أَسْفلَهَا ، فكان الذي في أَسفلها إذا استَقَوْا من الماء مَرُّوا على مَنْ فَوقَهمْ» ليسقوا أي لأيخذوا الماء «فقالوا : لو أنا خَرَقْنا في نَصِيبِنَا خَرقا ولَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنا ؟ فإنْ أخذُوا على أيديِهِمْ نَجَوْا ونَجَوْا جَميعاً، وإنْ تَرَكُوهُمْ وما أَرَادوا هَلَكوا وهلكوا جَميعا » فينزل الشر والبلاء على الكل بسبب السكوت عن المنكر والسكوت عن الباطل فلا يجوز أبداً أن تخذل أخاك المسلم وهو في حاجة إليك ما دمت قادراً على نصره حتى ولو بكلمة حتى ولو بجاهك بقدر ما تسطيع لحديث النبي عليه الصلاة والسلام المتقدم آنفاً «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ» نعم يا عباد الله.
    نصر المسلم أمرٌ مهمٌ يقول النبي عليه الصلاة والسلام: «مَنْ حَمَى مُؤْمِنًا مِنْ مُنَافِقٍ حَمَى لَحْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ نَارِ» هذا إذا دافعت عن ضعيف والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا قَدَّسَ اللَّهُ أُمَّةً لا تأْخُذُ لِضَعِيفِهَا من قَوِيِّهَا» فهي أمة هالك، أمةٌ ينزل عليها العذاب أمة غير مرحومة التي لا تنصر المظلوم ولا تقف أما الظالم ولا ترتعف ولا تنهاه ولا توفقه عند حده هكذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام: «لا قَدَّسَ اللَّهُ أُمَّةً لا تأْخُذُ لِضَعِيفِهَا من قَوِيِّهَا» نعم أيها الناس.
    الظلم عاقبته وخيمة على الكل المجتمع بكله فلا يجوز السكوت عن الظلم إذا كان الله عز وجل يقول: «يَا عِبَادِى إِنِّى حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا» فَلاَ تَظَالَمُوا نعم أيها الناس، وإن كان المظلوم قد أباح الله عز وجل له أن يدافع عن نفسه قال الله في كتابه الكريم: ﴿فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة : ١٩٤] وقال سبحانه: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا﴾ [الشورى : ٤٠]هكذا دليل على أن الإنسان ينبغي أن يدافع عن نفسه إلا أنه لا ينبغي أن يعتدي وأن يبدأ لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: «الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالَا عَلَى الْبَادِئِ حَتَّى يَعْتَدِيَ الْمَظْلُومُ» نعم أيها الناس، وربنا سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ﴾ [الشورى : ٤١] ليس عليه حرج الذي يدافع عن نفسه أو يدافع عن عرضه أو يدافع عن ماله ليس عليه حرج أبداً وقد جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام: فقال: يَاْ رَسُولَ اللهِ أَرَأْيت رجل يريد أن ينتهكَ عِرْضِي؟ قال: قَاتَله قَال: أَرَأْيتَ إنْ قَتَلته هُو فَي النَّار" قال أرأيت إن قتلني قال: أنت في الجنة، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِى قَالَ: «فَلاَ تُعْطِهِ مَالَكَ». قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِى قَالَ «قَاتِلْهُ» فمن وجدته انقطع أو اعترض في طريقك يريد أن ينتهك عرضك أو يأخذ مالك هذا حلال دمه لأن النبي عليه الصلاة والسلام أباح ذلك وقال النبي عليه الصلاة والسلام: «مَنْ قُتِلَ دُونَ دِيْنِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ عِرْضِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» دفاع ولا يجوز لك أن تسكت ولا يجوز لك تهمل نفسك من الدفاع عنها: ﴿إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الشورى: ٤٢] إن الله عز وجل لا يحب الظالمين إن الله لا يحب المعتدين إن الله لا يحب بغاة المعتدين: ﴿وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [البقرة: ١٩٠] والله سبحانه وتعالى تكفّل بنصر المظلوم نصر المبغى عليه نصر المعتدى عليه قال ربنا في كتابه الكريم: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ﴾ [الحج: ٣٩-٤٠] ما ذنبهم إلا أنهم قالوا ربنا الله، لماذا أخرج أهل مكة من مكة؟! لماذا أُخرج المسلمون من مكة؟ تركوا أموالهم وأوطانهم: ﴿لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ [الحشر: ٨-٩] فما ذنبهم؟ أُجرجوا من مكة تركوا أموالهم تركوا ديارهم تركوا أرضهم : {إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} هذا ذنبهم !: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ [البروج: ٨] هذا ذنبهم أنهم مسلمون أنهم مؤمنون أنهم قالوا ربنا الله هذا ذنبهم ولهذا اسمع ماذا يقول الله سبحانه: ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ﴾ [البقرة: ٢٥١] أو أن الله عز وجل يدفع عن بعض الناس بعضهم: ﴿وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج:٤٠] ، هذه عاقبة لمن يظلم ويبغى عليه: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} والله عز وجل يقول أيضاً: {كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الفتح: ٢١] ويقول سبحانه : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد: ٧-٨] أعمالهم، فالكفّار في هزيمة ساحقة والمؤمنون المظلومون في انتصار: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [الصافات: ١٧١-١٧٣].

    ********************
    ***********

    الخطبة الثانية
    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
    أما بعد:
    أيها الناس مما شرع الله سبحانه وتعالى وأوجبه الدفاع عن الدين والدفاع عن النفس والدفاع عن العرض والدفاع كذلك عن المال والدفاع عن العقل هذه أمور أمر الإسلام بحفظها، وما أقيم حد الردة إلا حفاظاً على ديننا الإسلامي قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَدَّلَ دِيْنَهُ فَاتُلُوه" وهكذا شرع القصاص حفاظاً على دماء الناس سمّاه الله عز وجل حياةً كما قال سبحانه: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: ١٧٩]
    وشرع كذلك أيضاً إقامة الحد على الخمّار حتّى لا يكون سبباً للشر والفساد وشرع أيضاً الزاني المحصن الرجم بالحجارة حتّى الموت حفاظاً على أعراض الناس لا تختلط الأنساب ولا يكثر أبناء البغايا فأقام الإسلام هذا الحد العظيم، وشرع أيضاً قطع يد السارق حفاظاً على أموال حفاظاً على أمن الناس كي يعيشوا في أمان.
    تأمل إلى ما جاء به الإسلام من هذه الحكم الحفاظ على الدين الحفاظ على العرض الحفاظ على النفس الحفاظ على الدم الحفاظ على الأمال إلى غير ذلك، فيجب على من ولاه الله عز وجل أمراً من أمور المسلمين أن يقوم بما أوجبه الله عليه فإن الله عز وجل يقول: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ} ماذا يعملون؟ ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ [الحج: ٤١]. نعم
    ومما أمر به الإسلام أن المظلوم ينصر وأنه يدافع عن نفسه قال الله عز وجل في كتابه الكريم: ﴿لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا﴾ [النساء: ١٤٨] فقد أباحه الله عز وجل في ذلك.
    قال الله سبحانه وتعالى أيضاً في كتابه الكريم: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ﴾ [الحج: ٦٠] فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ﴾ [النحل: ١٢٦]
    فهذا أمر أيها الناس أمرٌ نراه في غاية الأهمية ألا وهو التعاون على الخير التعاون على البر والتقوى دفع الظالم ونصر المظلوم، دفع الظالم ونصر المظلوم؛ فإن نصر المظلوم عزة لأمة كلها، وهكذا امتثلاً لأمر الله وامتثلاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإننا نريد إخواننا جميعاً أن ينصر إخوانهم المظلومين في منطقة دماج الذينهم يحاصرون من أكثر من عشرة أيام حتّى يوم الأضحى يوم العيد يوم النحر الأطفال يُقتلون أطفال صغار ويحاصرون من الطعام والشراب، الناس يذهبون إلى أماكن الإستراحة والراحة وهم يأخذون قتلاهم إلى المقابر والله إنه منكر، السكوت عن الباطل منكر، ثم إنه من أولئك القوم من حفاظ القرآن من قوّام الليل من صيام النهار من الدعاة إلى الله سبحانه، فلا يجوز السكوت عن هذا المنكر وعن هذا الباطل وهم يرمون بالصواريح والدبابات تسقط عليهم القذائف الهاونات يقتلون صباح مساء والعالم يتفرج أين الإعلام؟ أين الإعلام؟ !!
    صار كما قيل:
    قَتْلُ امْرِءٍ فَيْ غَاْبَةٍ جَرِيْمَةٌ لَا تُغْتَفَر *** وَقَتْلُ شَعَبٍ كَاْمِلٍ مَسْأَلَةٌ فِيْهَا نَظَر

    فيا أيها الناس يجب نصر المظلوم يجب كلمة الحق يجب تغير المنكر بقدر ما يستطيع المسلم، ولا يجوز للدولة وفقها الله أن تبقى متفرجة فإن هذا يضرها وإنهم مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى، ولا يجوز كذلك التضحية بالأبرياء لا يجوز أيضاً مغاضاة الأغراض أن تغاضي أغراضك بالحفاظ القرآن بالدعاة إلى الله إن هذه جريمة – مغاضاة الأغراض بالعلماء بالحفاظ بالقرّاء بالأبرياء – هذه جريمة منكرة، وما ضر المجتمع اليوم إلا هذه السياسات الكاذبة العمياء التي يقتل هذا هذا مغاضاة لأغراضه، فما ذنب الضعفاء؟ وما ذنب المساكين؟ وما جنود الذين يقتلون المظلومين؟ وما ذنب غيرهم الذين يقتلون ظلماً وعدواناً على حساب هذه السياسات؟ نعم التي هي في الحقيقة مغاضاة الأغراض نسأل الله العافية والسلامة.
    فيجب أيها الناس تغير المنكر كما أمرنا الله سبحانه وتعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: ١١٠]

    وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
    والحمد لله رب العالمين



    من هـنا الخطبة بصوت الشيخ - حفظه الله -

    فرّغها:
    أبو سُليم عبد الله بن علي الحجري الزّبيري
    يسّر الله له الذّهاب إلى دماج الخير
    صباح يوم الإثنين ١٦ – من ذي الحجة -١٤٣٤هـ
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو سُليم عبد الله بن علي الحجري; الساعة 22-10-2013, 10:07 AM.

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة أبو سُليم عبد الله بن علي الحجري مشاهدة المشاركة
    كشف الغيوم
    في تداعي نصرة المظلوم

    خطبة لفضيلة الشيخ
    عبد الرّزاق بن صالح النهمي
    حفظه الله ورعاه


    وإننا نريد إخواننا جميعاً أن ينصر إخوانهم المظلومين في منطقة دماج الذينهم يحاصرون من أكثر من عشرة أيام حتّى يوم الأضحى يوم العيد يوم النحر الأطفال يُقتلون أطفال صغار ويحاصرون من الطعام والشراب، الناس يذهبون إلى أماكن الإستراحة والراحة وهم يأخذون قتلاهم إلى المقابر والله إنه منكر، السكوت عن الباطل منكر، ثم إنه من أولئك القوم من حفاظ القرآن من قوّام الليل من صيام النهار من الدعاة إلى الله سبحانه، فلا يجوز السكوت عن هذا المنكر وعن هذا الباطل وهم يرمون بالصواريح والدبابات تسقط عليهم القذائف الهاونات يقتلون صباح مساء والعالم يتفرج أين الإعلام؟ أين الإعلام؟ !!
    صار كما قيل:
    قَتْلُ امْرِءٍ فَيْ غَاْبَةٍ جَرِيْمَةٌ لَا تُغْتَفَر *** وَقَتْلُ شَعَبٍ كَاْمِلٍ مَسْأَلَةٌ فِيْهَا نَظَر
    فيا أيها الناس يجب نصر المظلوم يجب كلمة الحق يجب تغير المنكر بقدر ما يستطيع المسلم، ولا يجوز للدولة وفقها الله أن تبقى متفرجة فإن هذا يضرها وإنهم مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى، ولا يجوز كذلك التضحية بالأبرياء لا يجوز أيضاً مغاضاة الأغراض أن تغاضي أغراضك بالحفاظ القرآن بالدعاة إلى الله إن هذه جريمة – مغاضاة الأغراض بالعلماء بالحفاظ بالقرّاء بالأبرياء – هذه جريمة منكرة، وما ضر المجتمع اليوم إلا هذه السياسات الكاذبة العمياء التي يقتل هذا هذا مغاضاة لأغراضه، فما ذنب الضعفاء؟ وما ذنب المساكين؟ وما جنود الذين يقتلون المظلومين؟ وما ذنب غيرهم الذين يقتلون ظلماً وعدواناً على حساب هذه السياسات؟ نعم التي هي في الحقيقة مغاضاة الأغراض نسأل الله العافية والسلامة.
    فيجب أيها الناس تغير المنكر كما أمرنا الله سبحانه وتعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: 110]
    وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
    والحمد لله رب العالمين


    فرّغها:
    أبو سُليم عبد الله بن علي الحجري الزّبيري
    صباح يوم الإثنين 16 – من ذي الحجة -1434هـ
    يسّر الله له الذّهاب إلى دماج
    شيخنا عبد الرزاق يبلغك السلام ويشكرك
    واننا نهيب
    وليس اننا نريد بارك الله فيك
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرحمن بن محمد ناصر; الساعة 21-10-2013, 09:42 PM.

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا على مجهودك الطيب

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة عبد الرحمن بن محمد ناصر مشاهدة المشاركة
        شيخنا عبد الرزاق يبلغك السلام ويشكرك
        عليه السلام ورحمة الله وبركاته
        وأبنائه وخوانه في أرض الصومال يسلمون عليه
        ونفع به الإسلام والمسلمين


        المشاركة الأصلية بواسطة أبو محمد بن محمد عادل الزهراوي مشاهدة المشاركة
        جزاك الله خيرا

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيراً أخانا أبا سُليم جهود مباركة
          وبارك الله في الشيخ عبد الرزاق النهمي ونفع به.

          تعليق

          يعمل...
          X