تويت
تفريغ خطبة الإعتماد على رب العباد للشيخ العلامة يحي بن علي الحجوري حفظه الله تعالى
سجلت هذه الخطبة
6 /ذي الحجة 1434هـ
6 /ذي الحجة 1434هـ
الإعتماد على رب العباد
الخطبة الأولى:
الحمد لله، نحمده و نستعينه ونستغفره, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}[آل عمران:(102)]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء:1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)}[الأحزاب].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وشر الأمور محدثاتها ,وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها الناس:
يقول الله عزوجل في كتابه الكريم:﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)سورة هود
اشتملت هذه الآية على أن الله عز وجل لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ،من خيرٍ أو شر ،أو سرورٍ أو ضر ،أو نعمةٍ أو نقمة ،أو حياةٍ أو موت ،أو صحةٍ أو مرض،أو فقرٍ أو غنى،أو غير ذلك مما لا يخفى عليه سبحانه وتعالى ،فاعبده وبما أنك إذا عبدت الله عزوجل أيها المسلم عبادة حقٍ وصدق ،وإخلاصٍ ويقين ،وتوكلت عليه إذا عبدت الله عزوجل فإنه سينالك من الأذى كما قال الله عزوجل :﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) سورة العصر.
فإن التواصي بالحق يعقبه التواصي بالصبر ،لأن الثبات على الحق لاشك أنه فيه مرارةٌ وينتابه أعداء كثير كما قال الله عزوجل:﴿ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ)سورة الأنعام.
وقال لقمان (عليه يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) سورة لقمان.
فبما أنه لا شك أنه ما أتى أحدٌ بمثل ما أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عودي كما في الحديث المعروف ,وتوكل عليه واعبد الله عزّ وجل وثبت على دينه وتوكل عليه .
هذا هو شأن الأنبياء وشأن المؤمنين عبدوا الله عز وجل وثبتوا على دينه ودعوا إلى كتابه ونصروا شرعه وتوكلوا عليه،ولم يتركهم الله سبحانه ولم يترهم.
وهكذا مكن لهم في أمة أشد وأسوء حالاً ممن بعدهم،أمة موصوفة بالجبروت ،موصوفة بالكبر ،موصوفة بالعناد ،موصوفة بشتى أنواع الأوصاف التي وصفهم الله عزّ وجل بها من سوء الحال اتجاه نبيِ واحد بمفرده قد تكون زوجته التي هي فراشه زوجته التي هي كما قال الله سكنه وغير ذلك من الأوصاف ضده تمالئ عليه تمالئ عليه ضده من الداخل.
وقد يكون ولده كما هو في شأن نوح عليه الصلاة والسلام ضده ومخالف له .
وقد يكون عمه وأقرباؤه ضده ،أعمامه وأقربائه وسائر الناس ضده ،كما هو شأن نبي الله محمد وهكذا قد تكون ملوك بأسرها ودول بأسرها ضده كما في شأن فرعون مع موسى فرعون بجبروته كله وملكه كله وغطرسته كلها ضد موسى عليه الصلاة والسلام وهكذا شأن الأنبياء فهذا شيء هو مبني عليه دين الله ﴿ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)سورة هود.
أي أن الله عز وجل ليس بغافل عن عملكم جميعاً أنتم أيها الحق وهم أيها الباطل .
هذا لتعلم أيها المسلم أن الذي تتوكل عليه حي حي لا يموت قال الله عز وجل ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا)الفرقان25.
فهو خبيرٌ بذنوب عباده بالمصلح من المفسد (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)سورة البقرة
هذا لتعلم أيها المسلم أن الذي تتوكل عليه عزيزٌ عزيز، رحيمٌ وهو يراك ويرى سائر شؤونك أنت و غيرك لا يخفى عليه شيء من أمركم(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) سورة الشعراء.
فاتخذ الله عز وجل حسبك كما قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قال الله:﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ) سورة التوبة
إذا انصرفوا عنك وأعرضوا عن دعوتك ولم يقبلوا منك في هذا الحال توكل على الله إن شاء أقبل بقلوبهم وإن شاء صرفهم قال تعالى:﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْافَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَعَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) سورة التوبة. هو رب العرش العظيم .أعظم المخلوقات هو العرش ولهذا قيل( وهو رب العرش العظيم ).
و اختص من سائر المخلوقات، توكل على الله سبحانه وتعالى فهو كافيك قال الله سبحانه وتعالى : ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْدُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام )سورة الزمر .
توكل على الله عز وجل في رزقك فإن رزقك من الله سبحانه وتعالى الرزق الدنيوي والرزق الأخروي كله مدده من الله فهو حسبك قال الله :﴿ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ)سورة الطلاق.
فهو حسبه أي كافيه توكل على الله سبحانه وتعالى في نصرك وعزك ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )سورة آل عمران .
هكذا كن أيها المسلم لا شجاعةً ,لا قوةً ,لا بسالةً وحدها تكفي ,لا مالاً لا جاهً لا منصب لا منصب لا ملك لا دولة لا شيء من ذلك يغني دون الإعتماد على الله سبحانه وتعالى فهذا خير توعية، يتوعاها المسلم خير فهم يفهمه هذا خير ما يوقر في قلبه هذا دين الأنبياء وشأنهم دين المؤمنين أيضاً﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ )سورة الأنفال.
في سائر شؤونك كن كذلك ﴿ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)سورة الشورى
كل ما هو لك مما عند الله سبحانه خيرٌ لك ما دمت متوكلاً على الله خيرٌ وأبقى حياة أو موتاً صحةً أو مرض ,غنى أو فقر على أي حال خيرٌ لك ما دُمت متوكل عليه سبحانه ﴿ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) سورة النمل.
ما دُمت على الحق كن على ثبات من شأنك توكل على الله (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) سورة النمل.
وقال نظير ذلك ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا) سورة الأحزاب.
و هذا نموذجٌ عظيم من الثبات يُبينه الله عز وجل لنبيه ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا)سورة الأحزاب.
في ثباتك توكل على الله ,يفهم بعض الناس يفهم بعض الناس أن الكثرة والقلة هي مادة النصر لا ليست مادة النصر كثرة أو قلة إنما مادة النصر نصر الله والتوكل على الله سبحانه وتعالى قال الله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ) )سورة محمد) يتعسهم الله قلُوا أو كثروا (وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) سورة محمد.
قال تعالى:﴿ وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَاعَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَأوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)سورة البقرة
توكل على الله سبحانه وتعالى في سائر شؤونك حتى أنك تسمع أن هذا أمرٌ فيه مخادعة، أمرٌ فيه خيانة، أمرٌ فيه مؤامرة ،توكل على الله مع بذل السبب مع أخذ الحذر ﴿ خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا)سورة النساء
قال النبي صلى الله عليه وسلم( المؤمن كيس فطن ) .
وقال( لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين ).
دل هذا على التوكل على الله مع بذل السبب توكل على الله في ذلك كله قال الله سبحانه وتعالى :﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ۚ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة الأنفال.
الأوس والخزرج كانت بينهم معارك طاحنة في الجاهلية حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أولئك الأسود كلهم من قحطان ,وألف الله بين قلوب المؤمنين من الأوس والخزرج وسائر العرب وسائر من آمن بدين الله عز وجل بمن فيهم من الدماء السابقة كانت عندهم دماء سابقة وبما فيهم من قطع الطرق و ما كان فيما بينهم , زال كله وأقبلوا جميعاً ضد أعداء الله صفاً واحداً، الله الذي نصره وأيده، توكل على الله في حربك وسلمك، في جهادك وسلمك قال الله:﴿ إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ. قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)سورة ابراهيم
هذا شأن الأنبياء نعم( وعلى الله فليتوكل المتوكلون ).
هذا شأنهم وهذا دأبهم كما وصفهم الله سبحانه وتعالى وهكذا تبعهم على ذلك المؤمنون قال تعالى :﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ).
ماذا تتوقع بعد هذا الحال ؟ إبراهيم ومن معه ينابذون أمة ماذا تتوقع بعد هذا الحال؟ ينابذون مملكة بعد هذا الحال ينابذون نمرود نعم (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۖ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) سورة الممتحنة.
ربما أنك تسمع أنهم يقولون أن هناك مؤامرة من بلد كذا ومن بلد كذا ,وهذه إرجافات و تهييبات , وقد يكون واقعياً لاشك لكن هذا ليس بجديد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنّهُ لَيْسَ لَهُ سَلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّما سُلطَانُهُ عَلَى الّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالّذِينَ هُمْ بِه مُشْرِكُونَ)سورة النحل
الشيطان وجنوده مالهم سلطان الله نواصيهم بيده (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) سورة هود.
قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ).
وأبان على أن التناجي﴿ ليحذر الذين امنوا )قال (وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) سورة المجادلة.
التناجي المؤامرة التناجي التناجي بالسوء والشر على المؤمنين سواءً عن طريق ما تسمى بالمؤتمرات في الجلسات ضد المؤمنين تسمى تناجياً فهذا توكل على الله وهكذا في صلحك ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ )سورة الأنفال.
مع بذل السبب مع أخذ الحيطة, مع ما يرضي الله سبحانه وتعالى وكل ذلك منوط بالتوكل على الله سبحانه وتعالى﴿وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) سورة هود.
الخطبة الثانية:
الحمد لله كثيراً وأشهد أن لا له إلا الله وحده لا شريك له كان بعباده خبيراً بصيرا, وأشهد أن محمداً عبده و رسوله أرسله ربه بشيراً ونذيرا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
أيها الناس:
إذا ركن الإنسان إلى نفسه هلك وإذا اعتمد على
ربه نجى، وإذا اعتمد على ربه سعد، وإذا اعتمد على ربه أفلح، وإذا اعتمد على ربه وُفق، وإذا اعتمد على ربه هُدي, دعك من أراجيف المرجفين من تجمعات المتجمعين (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)سورة آل عمران.
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه:(وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل) ما ازدادوا إلا خيراً ما ازدادت إلا نعمتهم ، ما ازداد إلا فضلهم، ما ازدادت إلا منقبتهم، وما ازدادت إلا رفع معنوياتهم
ماذا أضرهم التجمع؟ ماذا فعل بهم الأعداء(فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) سورة آل عمران
(وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ) الأحزاب 22 و ذلك التجمع الكثير والهيلمان الكبير(قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ ) سورة الأحزاب .
أي أنه وعد الله أن من ثبت سيؤذى وأن من ثبت سيحصل له على دين الله الحق سيحصل له ربما يتكالب عليه الأعداء وغير ذالك (وصدق الله ورسوله وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)سورة الأحزاب .
اختار الله من اختار منهم( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ و مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْيَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) سورة الأحزاب.
أي يوفقهم للتوبة فيتوب عليهم ،أو يبقيهم على نفاقهم حتى يعذبهم في النار هذا معنى الاستثناء في الآية(إِنْ شَاءَ أَوْيَتُوبَ عَلَيْهِمْ)سورة الأحزاب
هذا أمرٌ مهمٌ أيها الناس النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه قومه من بلده وهي أحب البقاع إليه ودخل في غار هو وأبو بكر رضي الله عنه ولا يزال المشركون بعده ....ويبذلون الأموال الواسعة الكثيرة من أجل إرجاعه(وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } سورة الأنفال.
نزل في الغار فنظر أبو بكر فقال يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا قال النبي صلى الله عليه( وسلم يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) .
قال الله سبحانه(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) أي ما معه أحد هو وأبو بكر فقط (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } سورة التوبة
نسأل الله عز وجل أن يدفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .
نسأل الله عز وجل أن يدفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .
الخطبة الأولى:
الحمد لله، نحمده و نستعينه ونستغفره, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}[آل عمران:(102)]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء:1]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)}[الأحزاب].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وشر الأمور محدثاتها ,وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أيها الناس:
يقول الله عزوجل في كتابه الكريم:﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)سورة هود
اشتملت هذه الآية على أن الله عز وجل لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ،من خيرٍ أو شر ،أو سرورٍ أو ضر ،أو نعمةٍ أو نقمة ،أو حياةٍ أو موت ،أو صحةٍ أو مرض،أو فقرٍ أو غنى،أو غير ذلك مما لا يخفى عليه سبحانه وتعالى ،فاعبده وبما أنك إذا عبدت الله عزوجل أيها المسلم عبادة حقٍ وصدق ،وإخلاصٍ ويقين ،وتوكلت عليه إذا عبدت الله عزوجل فإنه سينالك من الأذى كما قال الله عزوجل :﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) سورة العصر.
فإن التواصي بالحق يعقبه التواصي بالصبر ،لأن الثبات على الحق لاشك أنه فيه مرارةٌ وينتابه أعداء كثير كما قال الله عزوجل:﴿ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ)سورة الأنعام.
وقال لقمان (عليه يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) سورة لقمان.
فبما أنه لا شك أنه ما أتى أحدٌ بمثل ما أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عودي كما في الحديث المعروف ,وتوكل عليه واعبد الله عزّ وجل وثبت على دينه وتوكل عليه .
هذا هو شأن الأنبياء وشأن المؤمنين عبدوا الله عز وجل وثبتوا على دينه ودعوا إلى كتابه ونصروا شرعه وتوكلوا عليه،ولم يتركهم الله سبحانه ولم يترهم.
وهكذا مكن لهم في أمة أشد وأسوء حالاً ممن بعدهم،أمة موصوفة بالجبروت ،موصوفة بالكبر ،موصوفة بالعناد ،موصوفة بشتى أنواع الأوصاف التي وصفهم الله عزّ وجل بها من سوء الحال اتجاه نبيِ واحد بمفرده قد تكون زوجته التي هي فراشه زوجته التي هي كما قال الله سكنه وغير ذلك من الأوصاف ضده تمالئ عليه تمالئ عليه ضده من الداخل.
وقد يكون ولده كما هو في شأن نوح عليه الصلاة والسلام ضده ومخالف له .
وقد يكون عمه وأقرباؤه ضده ،أعمامه وأقربائه وسائر الناس ضده ،كما هو شأن نبي الله محمد وهكذا قد تكون ملوك بأسرها ودول بأسرها ضده كما في شأن فرعون مع موسى فرعون بجبروته كله وملكه كله وغطرسته كلها ضد موسى عليه الصلاة والسلام وهكذا شأن الأنبياء فهذا شيء هو مبني عليه دين الله ﴿ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)سورة هود.
أي أن الله عز وجل ليس بغافل عن عملكم جميعاً أنتم أيها الحق وهم أيها الباطل .
هذا لتعلم أيها المسلم أن الذي تتوكل عليه حي حي لا يموت قال الله عز وجل ﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ وَكَفَىٰ بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا)الفرقان25.
فهو خبيرٌ بذنوب عباده بالمصلح من المفسد (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)سورة البقرة
هذا لتعلم أيها المسلم أن الذي تتوكل عليه عزيزٌ عزيز، رحيمٌ وهو يراك ويرى سائر شؤونك أنت و غيرك لا يخفى عليه شيء من أمركم(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) سورة الشعراء.
فاتخذ الله عز وجل حسبك كما قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم قال الله:﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ) سورة التوبة
إذا انصرفوا عنك وأعرضوا عن دعوتك ولم يقبلوا منك في هذا الحال توكل على الله إن شاء أقبل بقلوبهم وإن شاء صرفهم قال تعالى:﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْافَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَعَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) سورة التوبة. هو رب العرش العظيم .أعظم المخلوقات هو العرش ولهذا قيل( وهو رب العرش العظيم ).
و اختص من سائر المخلوقات، توكل على الله سبحانه وتعالى فهو كافيك قال الله سبحانه وتعالى : ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْدُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام )سورة الزمر .
توكل على الله عز وجل في رزقك فإن رزقك من الله سبحانه وتعالى الرزق الدنيوي والرزق الأخروي كله مدده من الله فهو حسبك قال الله :﴿ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ)سورة الطلاق.
فهو حسبه أي كافيه توكل على الله سبحانه وتعالى في نصرك وعزك ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )سورة آل عمران .
هكذا كن أيها المسلم لا شجاعةً ,لا قوةً ,لا بسالةً وحدها تكفي ,لا مالاً لا جاهً لا منصب لا منصب لا ملك لا دولة لا شيء من ذلك يغني دون الإعتماد على الله سبحانه وتعالى فهذا خير توعية، يتوعاها المسلم خير فهم يفهمه هذا خير ما يوقر في قلبه هذا دين الأنبياء وشأنهم دين المؤمنين أيضاً﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ )سورة الأنفال.
في سائر شؤونك كن كذلك ﴿ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)سورة الشورى
كل ما هو لك مما عند الله سبحانه خيرٌ لك ما دمت متوكلاً على الله خيرٌ وأبقى حياة أو موتاً صحةً أو مرض ,غنى أو فقر على أي حال خيرٌ لك ما دُمت متوكل عليه سبحانه ﴿ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) سورة النمل.
ما دُمت على الحق كن على ثبات من شأنك توكل على الله (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ) سورة النمل.
وقال نظير ذلك ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا) سورة الأحزاب.
و هذا نموذجٌ عظيم من الثبات يُبينه الله عز وجل لنبيه ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا)سورة الأحزاب.
في ثباتك توكل على الله ,يفهم بعض الناس يفهم بعض الناس أن الكثرة والقلة هي مادة النصر لا ليست مادة النصر كثرة أو قلة إنما مادة النصر نصر الله والتوكل على الله سبحانه وتعالى قال الله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ) )سورة محمد) يتعسهم الله قلُوا أو كثروا (وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) سورة محمد.
قال تعالى:﴿ وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَاعَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَأوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)سورة البقرة
توكل على الله سبحانه وتعالى في سائر شؤونك حتى أنك تسمع أن هذا أمرٌ فيه مخادعة، أمرٌ فيه خيانة، أمرٌ فيه مؤامرة ،توكل على الله مع بذل السبب مع أخذ الحذر ﴿ خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا)سورة النساء
قال النبي صلى الله عليه وسلم( المؤمن كيس فطن ) .
وقال( لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين ).
دل هذا على التوكل على الله مع بذل السبب توكل على الله في ذلك كله قال الله سبحانه وتعالى :﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ۚ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة الأنفال.
الأوس والخزرج كانت بينهم معارك طاحنة في الجاهلية حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أولئك الأسود كلهم من قحطان ,وألف الله بين قلوب المؤمنين من الأوس والخزرج وسائر العرب وسائر من آمن بدين الله عز وجل بمن فيهم من الدماء السابقة كانت عندهم دماء سابقة وبما فيهم من قطع الطرق و ما كان فيما بينهم , زال كله وأقبلوا جميعاً ضد أعداء الله صفاً واحداً، الله الذي نصره وأيده، توكل على الله في حربك وسلمك، في جهادك وسلمك قال الله:﴿ إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ. قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ)سورة ابراهيم
هذا شأن الأنبياء نعم( وعلى الله فليتوكل المتوكلون ).
هذا شأنهم وهذا دأبهم كما وصفهم الله سبحانه وتعالى وهكذا تبعهم على ذلك المؤمنون قال تعالى :﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ).
ماذا تتوقع بعد هذا الحال ؟ إبراهيم ومن معه ينابذون أمة ماذا تتوقع بعد هذا الحال؟ ينابذون مملكة بعد هذا الحال ينابذون نمرود نعم (وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۖ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) سورة الممتحنة.
ربما أنك تسمع أنهم يقولون أن هناك مؤامرة من بلد كذا ومن بلد كذا ,وهذه إرجافات و تهييبات , وقد يكون واقعياً لاشك لكن هذا ليس بجديد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم : (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنّهُ لَيْسَ لَهُ سَلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّما سُلطَانُهُ عَلَى الّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالّذِينَ هُمْ بِه مُشْرِكُونَ)سورة النحل
الشيطان وجنوده مالهم سلطان الله نواصيهم بيده (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) سورة هود.
قال الله سبحانه وتعالى : ﴿ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ).
وأبان على أن التناجي﴿ ليحذر الذين امنوا )قال (وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) سورة المجادلة.
التناجي المؤامرة التناجي التناجي بالسوء والشر على المؤمنين سواءً عن طريق ما تسمى بالمؤتمرات في الجلسات ضد المؤمنين تسمى تناجياً فهذا توكل على الله وهكذا في صلحك ﴿وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ )سورة الأنفال.
مع بذل السبب مع أخذ الحيطة, مع ما يرضي الله سبحانه وتعالى وكل ذلك منوط بالتوكل على الله سبحانه وتعالى﴿وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) سورة هود.
الخطبة الثانية:
الحمد لله كثيراً وأشهد أن لا له إلا الله وحده لا شريك له كان بعباده خبيراً بصيرا, وأشهد أن محمداً عبده و رسوله أرسله ربه بشيراً ونذيرا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
أيها الناس:
إذا ركن الإنسان إلى نفسه هلك وإذا اعتمد على
ربه نجى، وإذا اعتمد على ربه سعد، وإذا اعتمد على ربه أفلح، وإذا اعتمد على ربه وُفق، وإذا اعتمد على ربه هُدي, دعك من أراجيف المرجفين من تجمعات المتجمعين (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)سورة آل عمران.
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه:(وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل) ما ازدادوا إلا خيراً ما ازدادت إلا نعمتهم ، ما ازداد إلا فضلهم، ما ازدادت إلا منقبتهم، وما ازدادت إلا رفع معنوياتهم
ماذا أضرهم التجمع؟ ماذا فعل بهم الأعداء(فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ) سورة آل عمران
(وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ) الأحزاب 22 و ذلك التجمع الكثير والهيلمان الكبير(قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ ) سورة الأحزاب .
أي أنه وعد الله أن من ثبت سيؤذى وأن من ثبت سيحصل له على دين الله الحق سيحصل له ربما يتكالب عليه الأعداء وغير ذالك (وصدق الله ورسوله وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا)سورة الأحزاب .
اختار الله من اختار منهم( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ و مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْيَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) سورة الأحزاب.
أي يوفقهم للتوبة فيتوب عليهم ،أو يبقيهم على نفاقهم حتى يعذبهم في النار هذا معنى الاستثناء في الآية(إِنْ شَاءَ أَوْيَتُوبَ عَلَيْهِمْ)سورة الأحزاب
هذا أمرٌ مهمٌ أيها الناس النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه قومه من بلده وهي أحب البقاع إليه ودخل في غار هو وأبو بكر رضي الله عنه ولا يزال المشركون بعده ....ويبذلون الأموال الواسعة الكثيرة من أجل إرجاعه(وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } سورة الأنفال.
نزل في الغار فنظر أبو بكر فقال يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا قال النبي صلى الله عليه( وسلم يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) .
قال الله سبحانه(إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ) أي ما معه أحد هو وأبو بكر فقط (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } سورة التوبة
نسأل الله عز وجل أن يدفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .
نسأل الله عز وجل أن يدفع عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .
والحمد لله.
تعليق