إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(تفريغ) {أهمية الدعاء لدفع البلاء} خطبة للعلامة الناصح الأمين: يحيى بن علي الحجوري حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (تفريغ) {أهمية الدعاء لدفع البلاء} خطبة للعلامة الناصح الأمين: يحيى بن علي الحجوري حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد، أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:

    فهذا تفريغ :

    {أهمية الدعاء لدفع البلاء}

    خطبة

    لفضيلة الشَّيخ العلاَّمة الْمُحَدِّث المجاهد:
    يحيى بن علي الحجوري
    وفقه الله حفظه وسدده


    فرَّغها أخونا الفاضل:
    أبُو يحيى فَارُوق بِن أَحْمد الميلي الجَزَائري
    غفر الله له ولوالديه.

    حمّل المحاضرة مفرّغة من هنا


    حمِّل المادة الصوتية من موقع الشيخ
    من هـنـا



    ويمكنكم تحميل المحاضرة من الخزانة العلمية
    من هـنـا


  • #2
    علينا يا أهل السنة الدعاء لإخواننا في دماج والدعاء على الفجرة الحوثيين

    أهمية الـــدعــــــاء
    لــــــــــــــدفع الــبــــــــــــــلاء


    خطبة
    للعلامة المُحدث الناصح الأمين
    أبي عبد الرحمن يحي بن علي الحجوري
    حفظه الله ورعاه


    فرّغها:
    أبو يحيى فاروق بن أحمد الميلي
    غفر الله له ولوالديه


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [سورة آل عمران: 102].
    ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [سورة النساء: 1].
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [سورة الأحزاب: 70 -71].

    أما بعد:
    فأصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى رسوله صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالةٍ، وكل ضلالةٍ في النار.
    أيها الناس إنها لا تكون مصيبة إلا بذنب ولا ترتفع إلا بتوبة وإصلاح قال الله عزّ وجلّ: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾ [الشّورى: 30].
    وقال الله عزّ وجلّ: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ﴾ [الشورى: 25-26].
    أيها الناس إنما يكون الناس فيه من خيرٍ وشرٍ إنما هو جراء أعمالهم ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [ الزلزلة: 7-8] سواءٌ كان ذلك في الدنيا أو كان في الآخرة، فكان لزامًا على المؤمنين أن يعرفوا موطن الخلل فيهم، وأن يرجع إلى ربهم وباريهم تائبين نائبين ضارعين مستكينن إلى الله سبحانه وتعالى، لدفع الضر ولدفع البلاء من جدب وقحط، وأمراض وأسقام وفتن ونقم، وشرور وعدوان، وتسلط أعداء الله على الإسلام والمسلمين، كل ذلك الله سبحانه وتعالى يعلمه، والله سبحانه وتعالى لا يخفى عليه شيءٌ منه قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ﴾ [العنكبوت: 11]، وقال الله سبحانه: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [البقرة: 220].
    فلا بُد من توبة لصلاح الحال في الحال والمآل، فإن التوبة تجب ما قبلها والله يحب أصحابها ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ [الزمر 53 – 59].
    ومن شؤون التّوبة التّضرع إلى الله سبحانه وتعالى، والإبتهال إليه والاعتراف بالذنب، وطلب عفوه ومغفرته قال الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: 40-41]، وقال الله سبحانه: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 42-45]
    وهذا تنبيه عظيم، وموعظة بليغة أن الله عزّ وجلّ سلّ نبيه فإنه قد كانت تأتيه خطوبٌ وكروب فقال الله : {وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء} أي الأمم الماضية {لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} الحكمة مما أخذهم الله عزّ وجلّ به، هو مراد له تضرعهم ودعائهم فإن التضرع إلى الله ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر:60] فعاقبهم الله عزّ وجلّ لأنهم كان يأخذهم بالعذاب، وهو مراد لهم تضرعهم فلم يعرفوا التضرع ولم يلجأ وإلى الله عزّ وجلّ وربما عادوا إلى أصنامهم وأوثانه وإلى وقوّتهم وجبروتهم وإلى قسوة قلوبهم فعاقبهم الله عزّ وجلّ وازداد نكاله عليهم {فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ} أي ذُكّروا بتلك الآيَات والعِبر، وهَكَذا ذُكّروا مِن أنْبيائِهم {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ} أبواب كل شرٍ وكل بلاءٍ وكل محنةٍ وكل نقمةٍ وكل كذلك استدراج من أمور الدنيا ومن أمور الفتن والمعاصي {حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، ونظير هذه الآية ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء﴾ [الأعراف: 94] وأبان الحكمة من ذلك فقال {لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ}، لعلهم يضرعون، هذه حكمة الله فكل قرية أرسل الله إليها رسوله وأنزل الله عليهم فيها كتبه، أنزل الله بذلك كتبه وحججه أخذ الله أهلها بالبْأساءِ والضَّراء وابتلاهم نقمةً، وابتلاء وحكمة فإذا تضرعوا إلى الله عزّ وجلّ نجو وإذ أعرضوا هلكوا، ولكم في قصة قوم يونس عبرة فإن الله عزّ وجلّ أخذهم بالبأساء والضّراء لكنه أنجاهم الله عزّ وجلّ بلجوئه إليه ﴿فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ﴾ [يونس: 98] غضب قومه عصوه أعرضوا عما دعاهم إليه فغضبهم وخرج وكانت قصتهم ما ذكرا لله عزّ وجلّ في سورة الأنبياء ، وفي سورة الصافات، وفي سورة يونس، وفي مواطن من كتاب الله عزّ وجلّ فعلم قومه أنهم هالكون هالكون بإعراضهم هالكون بخروج نبيهم من بينهم فتضرعوا إلى الله سبحانه وتعالى فنجاهم الله وسلمهم الله وعافهم الله، وسائر الأمم الذين ابتلوا بتلك البلوى وخرج وغضب أنبياؤهم أو خرجوا منهم أغضبوا عليهم، أودعوا عليهم هلكوا جميعاً فستثنى الله هذه الأمة وهؤلاء القوم لِما أقبلوا عليه من التّوبة إلى الله سبحانه وتعالى والتّضرع إليه، فالتّضرع أمر مقصود شرعاً، في هذا الشأن وفي غيره حتى الدعاء إذا دعا الإنسان ربه بلهفة وتضرع كان ذلك سبيل إجابة كما قال الله سبحانه : ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الأعراف: 56 - 57] فأبان الله عزّ وجلّ أن رحمته وإجابته وإثابته قريبٌ ممن صنع ذلك ووصفهم بالإحسان من كان إلى ذلك من التّضرع إلى الله عزّ وجلّ ومن دعاء الخِفية وعدم المجاهرة بذلك ولكن كل مكان أخفى كان أجوب ﴿ قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً ﴾ [الأنعام: 63] من الذي ينجي العباد من ظلمات البر إذا كانوا في بر وفي أرض دويَّة من الذي ينجيهم إلا الله سبحانه وتعالى، وهكذا في ظلمات البحر، وهكذا في تلاطم الأمواج، وهكذا في تلاطم الفِتن ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَادَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ﴾ [النمل: 62] هذا هو باب السلامة والنجاة من الفتن المدلهمة على الأمة بأجمعها في هذا الزمان أو في غيره أو في ما سبق أو في ما يأتي هذا هو شأن السلامة والنجاة.
    أيها الناس إن أمر الضراعة إلى الله عزّ وجلّ أمرٌ مهمٌ فقد قال الله عزّ وجلّ : ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال: 9-10]،
    .يوم بدرٍ استغاثوا الله عزّ وجلّ فنزلت ملائكة الله جندٌ من جنود الله في إعانتهم ونصرتهم ، وهكذا شأن المتلهف المضطر وهكذا شأن المظلوم الضارع إلى ربه عزّ وجلّ الموقن بإجابته ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "و اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ".
    الدعاء عبادة فعلم أيها المسلم أنك في تضرعك إلى ربك تعبد الله عزّ وجلّ ولن يخيبك الله عزّ وجلّ في حال دعائك وضارعتك من إحدى ثلاث كما دل عليه حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يُسْتَجَابُ لأحَدِكُم إلا بِإحْدَى ثَلاث - إذا دعا ربه - مَالَم يَدْعُوا بِإثْم أوْ قَطِيعَة رَحِم إِمَّا أنْ يُعَجِل لهُ ذَلِك" أي يستجاب له عاجلاً، "وإمَّا أنْ يَدْفَع عَنْه مَنْ الشَّر مِثل ذَلك" أو أكثر ، "وإمَّا أنْ يَدخِر له يَوْمَ القِيَامَة" فأنت عابدٌ لله وعلى كل حال في حال ضراعتك إلى الله عزّ وجلّ فأنت رابح ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا﴾ [نوح: 10-12].
    والاستغفار من الدعاء، والدعاء من الاستغفار ومن الرضاعة، وما شرعت صلاة الاستسقاء إلا تضرعاً إلى الله عزّ وجلّ لدفع الضر، وما شرعت صلاة الكسوف إلا تضرعاً إلى الله لدفع الضر وعدم نزول البلاء، وما شرعت سائر الصلوات إلا كشف للبلاء وإراحة للنفوس وكذلك أيضاً إزالةً للذنوب قال النبي صلى الله عليه وسلم" أَرِحْنَا بِها يَا بِلَال" و إذا حزبه أمرٌ فَزع إلى الصلاة لهذا الشأن"
    وأنبياء الله ورسل الله بعثهم الله عزّ وجلّ إلى أممٍ معرضة أمم كافرة أمم جاحدة أمم في غاية من العتو ويأتي النبي وحده يبعثه الله عزّ وجلّ ويؤيده ويمكنه وكانوا ذروة في اللجوء إلى الله عزّ وجلّ فإذا استعرضت القرآن علمت من ذلك شدة لجوئهم إلى ربهم وتمكينه سبحانه وتعالى لهم، وهذا من الابتلاء ولو شاء الله عزّ وجلّ لمكنهم بغير دعاء وسؤال ولكن هذه عبادة تعبد الله عزّ وجلّ بها سائر المؤمنين من أنبيائه ورسله ومن تبعهم قال الله عزّ وجلّ عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ﴿رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ [إبراهيم: 37] وهكذا ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء﴾ [إبراهيم: 40] وهكذا دعائه في سائر الأوقات وهو يلجأ إلى ربه في ذلك الحين وفي غيره، وسارة حين أتت على ذلك الجبار الذي لا تمر به امرأة جميلة إلا أخذها، جبَّار دعت عليه فقتله الله عزّ وجلّ وجعل يغمى عليه فدعت أن الله لا يقتله أي أن الله لا يميته فأفاق والمرة الثانية والثالثة قال "أخَرجُوها إنَّما أتيتمُوني بِشيطانة" وفرّج الله عنها وأخذت معها هاجر وقالت "الحَمدُ للهِ الذِي رَدَّ كَيْد الفَاجِر وأَخْدم هَاجر"
    إن الدعاء من أسباب الفرج ومن أسباب كشف الضر وكشف البلاء قال الله سبحانه وتعالى ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 56] ، وقال ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَادَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ﴾ [النمل: 63].
    وهكذا نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام حين أتجمع عليه عدد من النسوة للمكر به قال تعالى: ﴿وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [يوسف: 33-34] الآية.
    وقال من دعائه ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: 101].
    نبي الله صالح عليه الصلاة والسلام ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: 73] ودعاهم إلى الله عزّ وجلّ فأعرضوا عنه فأبَان لهم أنَّ الله وتعالى قريب مجيب قال: ﴿ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ﴾ [هود: 61]، الله سبحانه وتعالى مجيب ولا سيما إذا احتفَّ ذلك بطاعات لله عزّ وجلّ: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]
    ونبي الله موسى وآخوه هارون أيضاً على هذا ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ ﴾ [يونس: 88].
    هذا لتعلم أن خير منا قد ابتلوا وضرعوا إلى الله سبحانه وتعالى ومكنا الله سبحانه وتعالى لهم بعبادته لله وتضرعهم إليه ودعائهم وسألهم له ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ * وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ ﴾ [يونس: 88-90] فذكر الله القصة وإغراق فرعون ونجاة موسى وكل ذلك استجابة لتلك الدعوة النبوية ولتلك الضّراعة إلى ربه ضراعة موسى وهارون إلى ربهم عزّ وجلّ.
    وهكذا نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم كان أشد الناس ضراعة لا سيما يوم بدرٍ ولا زال يصلي ويدعوا ربه حتى يسقط رداءه من عليه فيأخذه أبو بكر ويرده عليه يا رسول الله "كفاك مناشدتك ربك إن الله منجزٌ لك ما وعدك" وفعلاً أنجز الله عزّ وجلّ له ما وعده وأجاب سُؤله ودعائه فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: "هذا مَصْرع فُلَان بن فُلَان وهَذا مَصْرَع فُلَان بِن فُلَان وهَذَا مَصْرَع فُلَان بِن فُلَان" فما جاوز أحدٌ من المشركين المواطن الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم لكنهم قتلوا في تلك المواضع بذاتها وبعينها قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ﴾ [القمر: 45-46]، أنجز الله عزّ وجلّ له ما وعده، وقادر رب العالمين أن ينجز له مواعده بغير سؤال ولكنه يحب الاضطرار والتّضرع إليهِ والعِبّادة لهُ والتَّلهُف إليْهِ ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾ [الأنفال: 9] ولو شاء الله عزّ وجلّ لأمدهم بالألف بغير تضرع وبغير استغاثة ولكن هذه حكمته وهذا مراده أن يتضرع الإنسان إلى ربه في ضراه وسراه هكذا شأن المؤمن.
    أيها الناس اعلموا أمر الدعاء وعظمته، فالعناية العناية بهذه العبادة، ﴿ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا ﴾ [مريم: 48] فمن دعا ربه لا يشقى بدعاء ربه بل إنما يسعد بذلك سواءً في ذلك دعاءُ مسألة أو دعاء عبادة فإن الله عزّ وجلّ قد جاء هذه العبادة وسيلة إليه يتقرب بها إليه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 35] {وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ} أي: القرب إليه الزُّلفّى إليه بدعائه وسُؤاله والتقرب إليه، وجعل ذلك فضلاً له ﴿ وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 32] فاسأل الله عزّ وجلّ من فَضله وتَضرع إليه وعلم أنه معك ما دعوته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "أنَا عِنْدَ ظَنِ عَبْدِي بِي وَأَنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي"

    ******************
    *************


    الخُطْبَة الثَّانِية
    الحمدُ للهِ حَمداً طيباً مباركاً فِيه وأَشْهد أنْ لا إلهَ إلَّا الله وَحْده لا شَرِيكَ لهُ وأشْهَد أنَّ مُحمدًا عَبْده وَرَسُوله صَلَّى اللهُ عَليْه وَعَلى آلهِ وسَلَم تَسْلِيماً كثيرًا.
    أما بعد :
    أمرٌ مهمٌ ملازمة أسباب الإجابة وتحري ذلك، أمرٌ مهمٌ وأدب عظيمٌ من أدب الدعاء ومن ذلك الإكْثار منه في السّجود، فإن العبد موعودٌ في ذلك الموطن بالإجابة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح "أمَّا الرُّكُوْع فَعَظِّمُوا فِيْه الرَّبَ وَأَمَّا السُّجُود فَجتَهِدُوا فِيْه الدُّعَاء فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُم"أي حري ٌجديرٌ أن يستجاب لكم فهذا موطن استجابة.
    وهكذا رفع اليدين في الدعاء "إنَّ اللهَ حَيِّيٌ كَرِيْمٌ يَسْتَحْي مَنْ أَحَدِكُم إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إلَيْهِ أَنْ يُعِيْدَهُمَا صِفْرًا".
    وهكذا في أخر ساعة من يوم الجمعة وهكذا كما ثبت في الصحيح أنها ساعة إجابة ما أحدٌ كان فيها يصلي ويدعو الله إلا استجيب له، وتحري الثلث الأخير من الليل لما في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ينْزِلُ رَبُنَا فِي ثُلثِ الأَخِيْر مِنَ اللَّيْلِ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَه هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيْب لَهُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ"، تحرى ذلك أيها المسلم في أوقاته وفي أسبابه، ولازم أدبه من حيث لا تعجل "يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ يَقُولُ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي " فأنت عبدٌ لله استمر في الدعاء وثابر عليه وتعبد لله عزّ وجلّ به واعلم أن الله سميعٌ قريبٌ مجيب {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} وأن الله عزّ وجلّ لن يضيِّعك مادمت معه بل إنه معك في ذلك "وأنَا مَعَهُ إِذَا دَعَانِي"، وهكذا استمر في الدعاء ولازم أسبابه من حيث تقديم صفات من صفات الله عزّ وجلّ أو الثَّناء على الله عزّ وجلّ قبل ذلك ومن أسباب الإجابة ما ثبت عن أنس ونحوها عن بريدة أن رجلاً قال "اللَّهُمَ إِنِيْ أَسْأَلُكَ بِأَنْ لَكَ الحَمْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ المَنَّان بَدِيْعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ذِيْ الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ" قال "قَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَم الذِيْ إِذَا سُئِلَ بِهِ أَجَابَ أو أَعْطَى وإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ" ونظير ذلك حديث بريدة " اللَّهُمَ إِنِيْ أَسْأَلُكَ بِأَنْكَ أَنْتَ اللهُ لإلهَ إلَّا أَنْتَ الأَحَد الصَّمَد الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَه كُفُواً أَحَدْ" فقال "لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَم الذِيْ إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ" الحديث.
    وسمع رجلاً يدعو فقال عجل هذا، إذا دعا أحدكم فليبدأ بحمد الله وحسن الثناء عليه ثم يسأل الله عزّ وجلّ ما شاء الحديث، وقَالَ لِامْرَأة إِذَا سَأَلْتِ اللهَ سَبِحهُ عَشْراً وَحَمِدْهُ عَشْرَاً وَكَبِرْهُ عَشْرَاً ثُمَّ سَل اللهَ فَإنَهُ يَقُولُ قَد أَجَبْتك، قَدْ أَجَبْتك، قَدْ أَجَبْتك.
    هذه أسبابٌ من أسباب الإجابة يتحرىها العبد لإجابة رب العالمين له مع ملازمة عدم الاعتداء في الدعاء ومع تحري أسباب ذلك من حيث أن يكون الدعاء في غير ما يضر نفسه والمسلمين لا يدعوا على نفسه بشر قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلَا عَلَى أَبْنَائِكُمْ فَتَوَافَق سَاْعَة فَيُسْتَجَاب لَكُم".
    وهكذا أيضاً لا يكون دعائه تسلطًا بسبب الفتن وما إلى ذلك فليكن عبارة عن عابدٍ لله عزّ وجلّ غير معتدٍ في دعائه هذا سببٌ عظيمٌ من أسبابه وعبادة عظيمة يتقبل الله عزّ وجلّ من المتقين ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة: 27] لا سيما من ذوي الصلاح والطاعة ﴿وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ﴾ [الشورى: 26] وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بالغ في الدعاء لقومٍ قال: "جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُم صَلَاة قَوْمٍ أَبْرِار يَقُومُونَ اللَّيْلَ وَيَصُومُوْنَ النَّهَار لَيْسُوا بِآثَمَةٍ وَلَا فُجَّار" هذا دليلٌ على أنه كل ما كان الإنسان أقرب إلى ربه وأضْرع إلى ربه وأحسن إيماناً وإصلاحاً،كان دعائه أجوب، وعلى المسلم أن يتحرى طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وإقامة التوحيد وإقامة السنة، والحرص على النوافل بعد الفرائض "وَمَا تَقَرَب إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْء أَحَب إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُه عَلَيْه وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَب إِلَيَّ بِالنَّوَافِل حَتَّى أُحَبه فَإِذَا أَحْبَبْته كُنْتُ سَمْعَه الذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الذَي يُبَصر بِهِ وَيَده التِّي يُبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ التِّي يَمْشِي بِهَا وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيِنِهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيْذَنَّه" أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العِزة عزّ وجلّ أنه قال ذلك، وهذا وعدٌ لا يخلف {وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ}.
    والحمد لله رب العالمين .

    فرغها:
    أبو يحيى فاروق بن أحمد الميلي
    غفر الله له ولوالديه


    من هـنا الخطبة
    {بصيغة بي دي أف}

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو سُليم عبد الله بن علي الحجري; الساعة 10-10-2013, 02:59 PM.

    تعليق


    • #3
      بارك الله في شيخنا المجاهد العلامة يحيى بن علي الحجوري وحفظه من كل سوء ومكروه ،وحفظ داره العامرة بعلوم القرآن والسنة ــ دار الحديث السلفية بدماج !فما أعظم الدعاء ــ إخواني في الله ــ فإننا في أيام فاضلة وموسم عظيم فلنكثر من الدعاء لإخواننا ومشائخنا،فأسأل الله القوي العزيز أن يهلك الرافضة الحوثيين الفجرة وأن يكفي البلاد والعباد شرهم !
      ــ وجزى الله خيرا من قام بالتفريغ ومن قام بالرقع على الشبكة المباركة !

      التعديل الأخير تم بواسطة عمر بن أحمد صبيح; الساعة 10-10-2013, 06:07 PM.

      تعليق

      يعمل...
      X