إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(تفريغ)[فما بال بعض الناس تتعجب من معارضتهم للسنن ممن هو على الرأس و العين ممن هم من أئمة الهدى و مصابيح الدجى]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (تفريغ)[فما بال بعض الناس تتعجب من معارضتهم للسنن ممن هو على الرأس و العين ممن هم من أئمة الهدى و مصابيح الدجى]

    (تفريغ):
    فما بال بعض الناس تتعجب من معارضتهم للسنن

    ممن هو على الرأس و العين
    ممن هم من أئمة الهدى و مصابيح الدجى


    لفضيلة الشيخ المحدث الناصح الأمين
    يحيى بن علي الحجوري

    حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال الشيخ رحمه الله : قوله تعالى ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: ۱٠] في كتابه أو سنة رسوله كل ذلك حكم الله ﴿ ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ﴾ [الممتحنة: ۱٠] والسنة حكم الله ووحيه ﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: ۳ – ٤] ولما جاء رجل قال: يارسول الله اقضي بيننا بكتاب الله وأذن لي أتكلم قال النبي أجل لأقضينا بينكم بكتاب الله،على ابنك جلد مائة و تغريب عام واقضي يا أنيس إلى امرأتي هذا فإن اعترفت فأرجمها، والمائة شاة والوليد رد عليك وهذا يدل على أنه يقضي بكتاب الله ويبين كتاب الله ﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾[النحل: ٤٤] ﴿ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [النحل: ٦٤] وهذا هو الواجب، امتثالا لأمر الله عزوجل ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ [الشورى: ۱٠] ونظير هذه الآية قول الله عزوجل: ﴿ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ [النساء: ٥۹]، وهذا دليل على أنه يحصل خلاف بين المسلمين ولكن إعادة ذلك إلى كتاب الله وسنة رسوله هو المأمور به ولا تأويل ولا خير أفضل من ذلك، ولا حل لقضياهم ومشاكلهم أفضل من ذلك ونظير هذه الآية ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [النِّساء: ٦٥] ونظيرها ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إلى مَآ أَنزَلَ الله وَإِلَى الرسول رَأَيْتَ المنافقين يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً﴾ [النساء :٦٠ – ٦۱] فسمة من سمات المنافقين الصد عن حكم الله وحكم رسوله وعن أدلة الكتاب والسنة إلى ما سوى ذلك لهذا اشتد نكير أصحاب رسول الله ومن تبعهم على ذلك في الاتباع السنة عبد الله بن عمر يقول له بعض إن عمر يقول بالمتعة، يفتي بالمتعة قال أرأيت إن قال عمر بالمتعة وكان رسول الله يعني لا يرى المتعة، وقد تمتع رسول الله أأمر رسول الله يتبع أم أمر أبي، أو تظن أن عبد الله بن عمر ما يعرف قدر أبيه ومنزلة أبيه، ولا يعرف ما عليه أبوه من التوفيق من الله عزّ وجل ومن الخير العظيم وهو الفاروق وهو الملهم هو الذي كان الشيطان يهرب منه لاشك أن أعرف الناس بالأب الولد لا سيما وعبد الله رجل صالح يعرف لأهل الفضل فضلهم، ولكن خير الهدي هدي رسول الله صلى ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7 ] ولا خير أعظم من هدي رسول الله "تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك"، "لكل عمل شرة ولكل شرة ولكل شرة فترة ومن كانت فترته إلى سنتي فقد نجا ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك"، كان أدق الناس اتباعا وأحظ الناس مسلكا بهدي رسول الله هم الصحابة ومن سار على مسارهم واشتد نكيرهم على من خالف ذلك كما سمعت من أثر بن عمر.
    ونظير ذلك قول عمران بن حصين رضي الله عنه وهو يعرف فضل عمر رضي الله عنه، تمتعنا على عهد رسول الله ونزل بها القران وقال رجل برأيه.
    ونظير ذلك قول علي رضي الله عنه جلد رسول الله في الخمر أربعين وجلد أبو بكر أربعين وجلد عمر ثمانين وكل سنة ، وماكان عليه رسول الله أحب إلي أي أنا هذا قد أخذ به أناس وهذا أخذ به أناس ولكن خير الهدي هدي رسول الله ﷺ.
    ونظير ذلك قول عبد الله بن عباس رضى الله عنهم أراكم ستهلكون أقول قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر هذا أبو بكر وعمر الذي هما أفضل الأمة بعد رسول الله أبو بكر ثم عمر ومع ذلك ابن عباس الحبر البحر ترجمان القرآن، الذي دعا له رسول الله بالفقه في الدين والذي علمه رسول الله ذلك الحديث العظيم "احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فسأل الله وإذ استعنت فستعن بالله ..الخ الحديث، وكم له من المناقب العظيمة يقول هذا الكلام مع إجلاله وتقديره الكبير لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وعمر بن الخطاب رضي الله عنه ولكن سنة رسول الله الله أمر أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وسائر المؤمنين باتباعها فإن اجتهد أحد بعد ذلك من أئمة الدين فإن ذلك الإتجهاد لا ينفي سنة رسول الله ويعارضها لا يعارضها، حتى وإن كان في الإتجهاد خير وبركة للأمة لكن لا يعارض هدي رسول الله ولا يتصادم مع السنة ولا يجوز مصادمة السنة بغيرها ولا معارضة السنة بقول رسول الله بمن بعده ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النِّساء: ٦٥] تأمل كلمة {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
    ونظير هذه الآية ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب:۳٦] وهذا شامل لكل أتباع رسول الله من المؤمنين من الصحابة إلى قيام الساعة وعلى ذلك درجَ أئمة الدين الصحابة ومن بعدهم.
    قال رجل للإمام مالك إن إبراهيم النخعي يقول الإشعار مثله" وكان الإمام مالك يرى للإشعار إشعار البدن" أي أنه يضرب بالحديدة في جانبها في سنامها ينزل شيء من الدم يعرف الناس أنها بدنه وأنها هدي، قال ماحقك إلا أن تربط في هذه السارية حتى تنزع عن قولك، أقول قال رسول الله وتقول قال إبراهيم النخعي أونحو ذلك إبراهيم النخعي، كل يأخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر " وجاء مرفوعًا "كل يأخذ من قوله ويرد إلا رسول الله بلفظ إلا رسول الله مرفوعا.
    فما بال بعض الناس تتعجب والله من من معارضتهم للسنن لقول من بعد رسول الله ﷺ ممن هو على الرأس والعين من أئممة الهدى ومصابيح الدجى، ولكن خير الهدي هدي رسول ﷺ، هم كانوا سائر الأمة أتباع رسول الله ﷺ يفزعون عند الاختلاف إلى السنة، أبو بكر رضي الله عنه حين جاءه من يطلب ميراثهم من رسول الله عباس وفاطمة وفلان قال إني أخشى إن غيرت على ماكان عليه رسول الله أن أزيغ نحو هذا اللفظ "أن أزيغ، وإن رسول الله يقول "إنا معشر الأنبياء لا نورث ماتركنا صدقة، وبقي على ماكان عليه خبر رسول الله خشية مما دل عليه هذا اللفظ "أن أزيغ" هذا دلالة على أن التغير حتى ولو إلى قول رجل فاضل مبجل محترم من كان تغيير عمدا أنه لا يؤمن عليه الزيغ.
    ونظير ذلك قول الإمام مالك على أن الإحرام قبل الميقات يجوز عند كثير من العلماء، وسُأل الإمام مالك عن ذلك قال: لا تفعل أخشى عليك الفتنة قال وأي فتنة في أميال أزيدها أي يحرم قبل الميقات بعدت أميال كيلوات ما إش من فتنة في نظر ذلك في رأيه ذلك السائل، قال إن الله يقول ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ﴾ [النور: ٦۳] وأمره هنا هديه وطريقته ليس المقصود بالأمر الذي ضد النهي أو نحو ذلك ﴿ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: ٦۳] فنظر الإمام مالك على ضبط في هذه المسألة بالدليل، وأنهم حتى وإن تقدم يحرم قبل الميقات هذا ميقات محدد معناه لايتجاوزه إلى مكة دون أن يحرم من تلك المواقيت فهي محددة على أن لا يتجاوز. هكذا فهم جمهور العلماء أو من قال بذلك قالوا أما قبل ذلك فله أن يحرم والصحيح أنه يحرم من الميقات وأنه ليس أبر كونه يحرم من قبل الميقات ليس أبر من أنه يحرم من الميقات ولا فيه مزيد أجر بل يخشى عليه الفتنة، وغاية ما قالوا يقولون يجوز ما قالو يستحب وله مثيل الإحرام من الميقات في الفضل.
    فيا إخوان هذا أمر هذا دين الله دين الحق ﴿ رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾ [النساء : ۱٦٥] ، لا أحسن من إتباع رسول الله أبدًا لا إتباع صاحب يخالف قول رسول الله أو يوافقه فإن وافقه أخذ الصحابي بقوله قول رسول الله فخذ بقول رسول الله وهديه وإن إتجهد في ذلك وحصل خطأ في ذلك فخطأه مغفور وهو ممن رضي الله عنه ورضو عنه فيما دلت عليه الأدلة ﴿ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ ﴾ [التوبة: ۱٠٠] وخير الهدي لك هو هدي رسول الله ولسائر الأمة هكذا كان في خطبته يقول خير الهدي هدي رسول وقال الله ﴿ اتَّبِعُوا مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: ۳] والذي أنزل إلينا من ربنا كتاب وسنة ﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: ۳ – ٤] هذا هو الأمان من الهلاك "دعوني ما تركتكم إنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم فما نهيتكم عنه فتجنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ماستطعتم" سنة رسول الله معظمة ومقدمة على غيرها كاد الخيران أن يهلك عن أبي مليكة كاد الخيران أن يهلك حين نزل قول الله عزوجل ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحجرات: ۱ – ۳] الخيران أبو بكر وعمر خيرة الأمة أبو بكر ثم عمر.
    ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: ۱٠] وفي الباب أدلة كثيرة وأثار كثيرة مهمة مهمٌ علمها مهمٌ فهمها مهمٌ تطبيقها مهم الثبات عليها مهمة، مع تعظيم وإجلال واحترام من حصل منه خلاف ذلك اجتهادًا خلاف لبعض من ذلك الاتجهاد من أئمة الدين وذروة المسلمين ولكن خير الهدي هدي رسول الله .
    وأيضًا مَرَدُ الناس هي سنة فالذي يحصل منه خلاف عنها يبين أن السنة هي الحق ،كتاب السنة هما الحق ، ونسأل الله أن يعفو وأن يتجاوز سبحانه وتعالى، أما من حصل منه اتجهادًا أخطأ فيه ففارق شيء من ذلك أو خالف شيء من ذلك، ماهو فيه من الخير والدين "إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا فستغفروني أغفر لكم " العصمة الكتاب والسنة ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران : ۱٠۳] ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ ﴾ [الأحزاب: ۲۱] كل من يرجوا الله واليوم الأخر هذه أسوته {وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} كتاب وسنة على فهم السلف رضوان الله عليهم ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ۱۱٥] سبيلهم في ما دل عليه الهدى ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ [التوبة: ۳۳] فتسير على طريقتهم في فهم الدليل وفي العمل به وفي ما كانوا عليه، لا على أن واحدًا منهم يقول له سنة خلاف سنة رسول الله مقدمة على سنة رسول الله هذا ما قاله أهل التحرير أهل العلم أهل التجرد للإتباع، هذا فيما ينبه به على مثل قول البوشنجي:
    أنَا شَافِعِيٌ مَا حَيِيْتُ وإِنْ أَمُتْ *** فَوَصِيَتي للنَّاسِ أَنْ يَتَشَفَعُوا
    والإمام الشافعي مبجل ومحبوب عند أئمة السنة ولكن وصية الناس وصية المؤمنين للناس أن يتبعوا سنة رسول الله وقول أبي إسماعيل الهروي:
    أنا حَنْبَلِيٌ مَا حَيِيْتُ وَإِنْ أَمُتْ **** فَوَصِيَتَي للنَّاسِ أَنْ يَتَحَنْبَلُوا.
    وقول الأخر:
    فَلَعْنَتُ رَبِنَا عَدَاد رَمل **** عَلى مَنْ رَدَ قَوْل أَبي حنِيْفَة
    شوف يا إخوان كيف يعني يحصل من خطأ في مثل هذه الأقوال.
    كان هذا تنبيهًا وهو عبارة عن شرح لهذه الآية وتفسيرًا لها وبياناً لها وهنا كلامًا لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من ضمن كلامه يقول:
    "فإن الله سبحانه وتعالى هو الحكم الحديث الذي سنقرأه "الذي يحكم بين عباده والحكم له وحده وقد أنزل الله الكتب وأرسل الرسل ليحكم بينهم فمن أطاع الرسول كان من أوليائه المتقين وكانت له سعادة الدنيا والآخرة ومن عصى الرسول كان من أهل الشقاء والعذاب قال تعالى: ﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: ۲۱۳] وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان إذا قام يصلي من الليل يقول "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أن تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلفوا فيه من الحق بإذنك إنك تهدي للحق من تشاء إلى صرط مستقيم" وقال تعالى: ﴿ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ [آل عمران: ۱٠] فبين سبحانه وتعالى أنه هداهم وبين لهم الحق لكن بعضهم يبغي على بعض مع معرفته بالحق فيتبع هواه ويخالف أمر الله وهو الذي يعرف الحق ويزيغ عنه كما قال تعالى :﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴾ [الأعراف : ۱۷٥] الآيات. وقال الله عزوجل ﴿وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾ [الشورى : ۱٠] وقال يوسف ﴿ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ الله الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ الله بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا الله أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: ۳۹ – ٤٠] فالحكم لله وحده وفي الآيات الأخرى ﴿ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ﴾ [غافر: ۱۲]. ،هنا في الآية التي تقدمت قال فالحكم لله وحده ورسله يبلغون عنه فحكمهم حكمه وأمرهم أمره وطاعتهم طاعته فما حكم به الرسول وأمرهم به وشرعه من الدين وجب على جميع الخلائق اتباعه وطاعته فإن ذلك هو حكم الله على خلقه ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [النساء: ٦٤] الآية فعلى جميع الخلق أن يحكموا رسول الله خاتم النبيين وأفضل المرسلين وأكرم الخلق على الله ليس لأحد أن يخرج عن حكمه في شيء سواء كان من العلماء أو الملوك أو الشيوخ أو غيرهم ولو أدركه موسى أو عيسى وغيرهما من الرسل كان عليهما اتباعه كما قال تعالى ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [آل عمران: ۸۱]
    وروى غير واحد من السلف عن علي وبن عباس وغيرهما قالوا لن يبعث الله نبي من عهد نوح إلا أخذ عليهم ميثاق لإن بعث محمد وهو حي ليؤمن به ولينصرنه" هذا كلام جيد إنما الوقت قصير وإلا كلام مهمٌ في هذا الموضع في الخامس والثلاثين صفحة ثلاث مائة وإثنان وستين من مجموع الفتاوى. كلام مهم يعني فيما يتعلق في هذا الجزء قتال أهل البغي.
    قال أبو داود رحمه الله حدثنا الربيع بن نافع عن يزيد شريح عن أبي عن جده شريح عن أبيه هانيء أنه لما وفد إلى رسول الله مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم فدعاه رسول الله فقال إن الله هو الحكم وإليه الحكم سبحانه هو الحكم وإليه الحكم، الحكم بين عباده فيما يختلفون فيه وإليه الحكم والفصل والأمر ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا﴾ [فاطر : ٤٤] ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ [النبأ: ۱۷-۱۸]، ﴿ هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ ﴾ [المرسلات: ۳۸] ففي الدنيا والآخرة هو الحكم وإليه الحكم ، فلما تكنى أبا الحكم قال إن قوم إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كل الفرقين هذا جميل رجل منصف وحكم وذو عقل راجح وذو خلق حسن هذا الذي يتبوأ منصب العدل بين الناس ومنصب الاحترام والتقدير والرضى به، أن يكون منصف صاحب عقل راجح وعلم وبصيرة وعدل وإنصاف وحسن خلق ومحبة الخير للمؤمنين فإذا عرفوا أن هذا القضاء صواب أو أن هذا القضاء فيه خير لهم فيه رشد وتجد الحكمة تتناثر على لسانه مثل ذلك فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين. قال رسول الله ما أحسن هذا صحيح هذا ما أحسنه يعني إذا وجد مثل عريف قرية عريف بلد ما يسمى بشيخ قبيلة ويكون هذا هو دأبه وديدنه وهو عند ثقة الناس بهذه الأمور ما أحسن هذا هكذا مسؤل هكذا أي شخص من الأشخاص يوفقه الله لهذا الشأن ما أحسن هذا بعيدًا تجده هذا الصنف بعيدًا عن الجور والحيز والهوى النفسي والميل إلى من يحب ضد من يبغض وإنما ملازم للقسط كما قال الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِله وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء : 135] ومع ملازمة الرفق ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [الإسراء: ٥۳] و"ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع في شيء إلا شانه" قال ما أحسن هذا فمالك من الولد قال لي شريح ومسلم وعبد الله قال فمن أكبرهم قال قلت شريح قال فأنت أبو شريح هذا حديث حسن الحديث أخرجه النسائي ومما يمنع تسمية الإنسان به أسماء الرب تبارك وتعالى فلا تجوز تسمية الملوك بالقاهر والظاهر كما لا يجوز تسميتهم بالجبار والمتكبر والأول والأخر والباطن وعلام الغيوب. يعني ويستحسن التسمية بي عبد الله وعبد الرحمن ومن كان في هذا الباب وأيضًا بأسماء الأنبياء والتكني بالأكبر وذكر هذا الحديث ابن القيم في تحفة المولود نعم...

    فرغها:
    أبو يحيى فاروق بن أحمد الميلي

يعمل...
X