تفريغ بعض أسئلة الأخوات من المملكة مع العلامة المجاهد أبي عبدالرحمن يحيى بن علي الحجوري حفظه الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أمابعد: فهذه بعض الأسئلة أرسلها بعض الأخوات من المملكة ليجيب عليها شيخنا الناصح الأمين حفظه الله تعالى ووفقه
السؤال الأول: ماهي عورة المرأة عند المرأة ؟
الشيخ حفظه الله: بسم الله الرحمن الرحيم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أنّ محمدّا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم تسليما كثيرا أمابعد: فهذا السؤال مكرّر، والجواب عنه مكرّر خلاصة ذلك هو جمهور العلماء عورة المرأة عند المرأة كعورة الرجل عند الرجل من السرة إلى الركبة .
السؤال الثاني: هل للمرأة صلاة جهرية ؟
الشيخ حفظه الله: الصلاة الجهرية للرجال والنساء ، لكن كلّ بحسبه فلا ينبغي للمرأة أن تجهر بما يسمع صوتها من مرّ بجانب البيت ونحو ذلك لكن تسمع نفسها ، تجهر لحدود ما تسمع نفسها في الصلاة الجهرية فإنّ الجهرفي الجهرية سنة للرجال والنساء والسرفي السرية سنة للرجال والنساء لعدم دليل يفرق بينهما في هذه المسألة ، ليس هناك شيء و فوارق الشرعية الصحيحة ولكن (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) فإذا قرأت وحسّنت صوتها وسمعها من مرّ، فهذا خطأ، هذا يصير كالخضوع بالقول ويدخل تحت النهي المذكور.
السؤال الثالث: هل يجوز للمرأة أن تكون إمامة للنساء وأين يكون موقعها في الصف ؟
الشيخ حفظه الله: أمّا على الإطلاق بحيث تتخذ مسجدا وتؤم النساء في المسجد نعم ولو كان بغير مكبّر صوت و غير كذا وعلى الإطلاق بالإستمرار فخطأ، خطأ ذلك نعم لكن كون المرأة خطأ ذلك لأنه محدث ليس عليه دليل الحديث:<<من أحدث من أمرنا هذا ماليس منه فهو ردٌّ>> عن عائشة رضي الله عنها في الصحيح ، أما مطلق المسألة والحكم عليها من حيث أنها تؤم النساء يحصل ما يستدعي ذلك إمّا بقيام ليل وإمّا اجتمع عندها بعض النساء لصلاة فريضة فصلّت وما إلى ذلك دون أن يتخذ في مسجد وهكذا باستمرار أنّها تكون الإمامة فلانة باستمرار ، هذا لم يعهد ، وكنّ يصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولازال النساء يصلين خلف الرجال ، فإذا صلت بالنساء وقفت في وسط كما فعلت عائشة رضي الله عنها ،وعلى ذلك أكثرأهل العلم ، فإذا تقدمت عملا بعموم الأدلة ، وأنها صلت أمام النساء ما هناك إلّا النساء وتقدّمت فلا ينكر عليها ذلك ، على ذلك فتوى عدد من أهل العلم .
السؤال الرابع:هل حفظ القرآن الكريم فرض أم مستحب ؟
الشيخ حفظه الله: هو فرض كفاية إذا قام به بعض الناس بعض الصالحين سقط عن البعض ، عن الآخرين لم يكونوا في الأزمنة الماضية كلّهم حفاظا للقرآن ولكن لابدّ أن يحفظ (كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ) وهذا من خصائص من يعتني بالعلم (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) أي:يحفظونه صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ، يعني: أن أهل العلم من علمهم إتقان القرآن وحفظ القرآن والعناية به ، وليس مجرد الحفظ فحسب من ضال من صوفي ، من جاهل يكون به عاملا لا قد يحفظه بعض المستشرقين لكن الشاهد أنّ حفظه مهّم ، فكما أن القرآن دين الله الحق وكما أنه أعظم فقه وكما أن أعظم عقيدة فيه ، فإن ذلك تقوم به الدّعوة (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وهذا فرض كفاية أن يقوم به ويقوم بالدعوة أناس بحيث لو تركوا ذلك لحصل لهم الضلال في دينهم ولحصل لهم التفلّت في بعض يعني علومهم ولكن هذا فرض كفاية إذا قام به عدد سقط عن الآخرين ، وفي حفظه فضل عظيم ، إذا ماحفظ ولده القرآن توّج الله والديه تاجا تقوم لهما الدنيا ، <يقال لقارئ القرآن اقرأ ورتّل وارتقي فإنّ منزلتك عند آخر آية تقرأها>; < الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو فيه شاق له أجران > فانظر هذا الفضل العظيم ، ماهر فيه أي:حافظ له متقن له مع الملائكة السفرة الكرام البررة والذي يقرأه ويجتهد في قراءته ويتعتع فيه مأجور ، لكن ذلك أفضل لو لم يكن لحفظ كتاب الله عزوجلّ إلّا مثل هذه الأدلة ، وهكذا قول الله عزوجلّ (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) وكتاب الله علم عظيم ، علم مبارك قال الله تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) علما وعملا ودعوة وحفظا واتقانا وهكذا ولازال على ذلك المسلمون ولله الحمد والمنّة لهم عناية بكتاب الله وهذا مما حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحث على كتاب الله ورغب فيه كما روى مسلم في صحيحه من حديث زيد بن الأرقم رضي الله عنه حديث خطبته بماء يدعى " خما ".
السؤال الخامس: هل يجوز الصلاة وأنا مغمض عيناي علما بأني أحس بالخشوع عند غمض العين ؟
الشيخ حفظه الله: هذا مكروه ، ذكربعض أهل العلم استحسانا في هذه المسألة وإلاّ فإنه مكروه وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّت عليه شاة فساعاها لو كان مطبقا عينيه لما رآها، وهكذا جاءت فيه بعض الآثار إلى سفيان الثوري وإلى بعضهم لا يثبت منها شيء، فهذا مكروه عند أهل العلم ،ذكر ذلك الإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد ثم رجع إلى أنه إن لم يخشع فله أن يغمض عينيه من أجل أن يحصل خشوع ، لكن خير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وممكن أن يتعوّد على الخشوع مع نظره وعدم إطباق عينيه.
كذلك قال: > مرّ شيطان قال: رأيناك تقدّمت يارسول الله ثم رأيناك تأخّرت قال: لو مرّ شيطان فخنقته ولو لا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطا بهذا السرية يلعب به صبيان المدينة> أي: أنه رآه ، <عرضت عليّ الجنّة والنّار تناولت عنقودا منها قطفا منها> كلّ هذا يدل أنّه كان ينظر أمامه أي: أمام سجوده على ماهو السنة.
السؤال السادس: هل تجوز الصّلاة بقفازين وتغطية الوجه؟
الشيخحفظه الله:أما إن كان في بيتها أو بين محارها فلا يصلح ذلك ، مكروه ذلك خطأ ، أمّا القول ببطلانها ماهو صحيح ، لكن هذا خطأ وأمّا إن كانت بين الرّجال مثلا في الحرم في أمكنة مختلطة ولو تركت ذلك لذهب وقت الصلاة ، فإنها تصلّي وصلاتها صحيحة.
السؤال السابع: هناك دار لتحفيظ القرآن من شروطهم خلع العباءة على أن تكون الملابس تحت العباءة ساترة ، فهل لي أن أتعلم هناك ؟
الشيخ حفظه الله:بين النساء ، كون المرأة تخلع بعض ألبستها مع ما هو ساتر تحت تلك الألبسة كما يسمى مثلا الثياب الفضفاضة الجيدة وبين النساء وتتعلّم القرآن ، فإذا أرادت الخروج لبست ماكان من شأنها، فليكن هناك شيء من الحرّ يلجأها إلى ذلك وقول النبي صلى الله عليه وسلم: <لايحل ّ لإمرأة أن تضع ثيابها في غير بيت زوجها> أو يلجأ في ذلك بعض الوعيد في ذلك هذا في ما إذ وضعت ثيابها للتهتك وللتعرض للنظر وللتعرض للفتنة ، أما أن تضع ثوبها عند امرأة تأمن عليها ولا تخشى من يعني سوء ، نظر أحد في ذلك الموضع فالأمر فيه سعة .
السؤال الثامن: كيف تكون المحبة في الله؟
الشيخ حفظه الله:المحبة في الله ولله ومن أجل الله بحيث أنه إذا عصى الله مابقيت ، وإذا أطاع الله ثبتث، والمحبة في الله هذا مقصودها أن يكون المقصود من المحبة في الله من أجل دين الله من أجل الحق من أجل الخير ، لا فيها عصبية ولا فيها أيضا دعوة جاهلية وغضبة جاهلية ولا مطامع دنيوية فما كان من ذلك فهو لله إنما كان من أجل دينه ومن أجل صلاحه، وما كان من أجل هوى أو فكر أو دنيا ،مطامع دنيوية وعطاأت إذا انتهت زالت المحبّة فليست لله (مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ) وفي صحيح مسلم قال:زار أخ حديث أبي هريرة أخا له في قرية فأرسل الله له على مدرجته أين تريد ملك على صورة رجل ، أين تريد؟
قال:أريد أخا لي في هذه القرية
قال:هل لك من نعمة تربّها عليه؟
قال:لا غير أنّي أحببته في الله أي: ليس هناك ما يخارج المحبة في الله من أشياء نفسانية ذاتية دنيوية وإنّما لله سبحانه وتعالى .هذا هو الذي ينبغي أيها المؤمنين أن تكون المحبة لله ومن أجل الله ، فمن أحسن أحّبوه لإحسانه ومن صلح أحّبوه لصلاحه ، ومن فسد أبغضوه لفساده ، قريبا كان أو بعيدا هذا دين الله الذي أمر الله به ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا ) ;(فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرً) من أوثق عرى الإيمان كما ثبت في الحديث الحب في الله والبغض فيه ، ومن هذا أتى الإخوان بفائدة جميلة من كتاب الجرح والتعديل لإبن أبي حاتم في المجلد الأول مقدمة ، مقدمة الجرح والتعديل في ترجمة سفيان الثوري قال: وسمعت يوسف بن أسباط قال: سمعت سفيان الثوري يقول:"إذا أحب الرجل أخاه في الله عزوجل ثم أحدث حدثا أي: الذي أحببته في الله أحدث حدثا في الإسلام فلم يبغضه عليه ، فلم يحبّه في الله عزوجل "، يعني: صار هوى لم يكن حبّه لله عزوجل صار تعصبا ، صار تقليدا ، صار هوى ، كلام طيب .
السؤال التاسع: نحن نسافر من الرياض إلى الحرم مدة 12ساعة إلى 14 ساعة فهل يجوز لي المسح على الجلباب بدلا من الرأس في الوضوء؟
الشيخ حفظه الله: قد جاء في صحيح مسلم مسألة الخمار ويشرح عدة كيفيات ومن ذلك المسح على الناصية والعمامة وهكذا لو مسح الإنسان على خماره ، الرجل يمسح على خماره أو المرأة تمسح على خمارها ثبت ذلك ، جاء ذلك في صحيح مسلم انتقد لكن عليه وعلى مادلت عليه الأحادث الأُخر عملوا به فلابأس بذلك.
السؤال العاشر:هل يجوز للمرأة الحائض أن تسعى سعي الحج قبل الطواف لأن الطواف يشترط فيه الطهارة ؟
الشيخ حفظه الله:لا خطأ السعي تابع للطواف على هدي رسول صلى الله عليه وسلم (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) ولعل ماذكر في السعي اعتمادا على حديث أسامة والمذكور في صحيح المسند الشيخ رحمه الله هو حديث كما هو معلوم لكن الحديث المذكور منهم من انتقده كما تذاكرنا فيما مر ، ومنهم من انتقد هذه الفقرة ،<يارسول سعيت قبل أن أطوف قال: افعل ولا حرج> هذه الفقرة منهم من انتقدها ومنهم من أثبتها لكن قال هذا في حق غير المعتمّد ، فعل بغير علم ، كان على جهل فعل ذلك أو كان ناسيا ففعل ذلك أمّا أن يتعمّد ويقدم السعي على الطواف فخطأ وجب إعادة الطواف وبعده السعي هذا الصحيح .
السؤال الحادي عشر: إمرأة تملك من الذهب 86 غرام وقد حال عليه الحول ولكن ليس لديها المال لكي تزكي ولكن زوجها مقتدر أيزكي عنها زوجها ؟ أم تبيع من الذهب وتزكي؟
الشيخ حفظه الله: إن كان في وسعها أن تزكّي هي إمّا من بعض ذهبها وإمّا من مالها ممّا هو خارج ذلك أمر طيّب ، فإن أعطاها ما تزكّي به وزكت به جاز ذلك <كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته> ومن رعايته ومن إحسانه بها وأكرمها وأعطاها وتعاون معها في ذلك الخير لا هناك مانع وتصح الزكاة عن ذهبها ممّا أعطاها زوجها.
السؤال الثاني عشر: كيف نفرق بين أن تكون مصائب الدنيا بسبب ارتكاب المعاصي وبين أنّها ابتلاء من الله سبحانه وتعالى ؟
الشيخ حفظه الله:لاإشكال فالمصائب تكون على الناس بسبب الذنوب (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) هذا هو الأصل فيه هذه الآية (ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:( وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وذكر ماحصل لأصحاب الجنة قال:(كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ); (إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ) ذكر رسول الله القلم هذا كله يفيد أن المصائب وأن الفتن الحاصلة بسبب ذنوب العباد سواء الفساد الحاصل في البّر وقلّة الخيرات وذهاب البركات وما إلى ذلك من فتن ومهلكات أو في البحر أيضا ممّا هذا مُؤَدّاه كل هذا أو غلاء الأسعار وانقطاع الأمطار أو حصول الأمراض كل هذا ، فساد الأجسام ، فساد الأخلاق ، فساد المعايش بسبب الذنوب إلا أنه الناس يختلفون في ذلك فمنهم من تكون عليه الإبتلاءات رفعا لدرجاته ، ذكر الله نبّيه يوسف عليه الصلاة والسلام وما حصل له ثم قال:(نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مّن نّشَآءُ وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) قال: يارسول الله يعني
دخل ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك قال: إنك توعك شديدا ، ذلك أن لك أجرين؟ قال:نعم ذلك كذلك ، أي: برفع درجاته وكثرت أجوري نعم وذكر<مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ> فمن كان من أنبياء الله ورسله ، ومن علم الله عزوجل أنّه ليس له يعني من تلك الذنوب رفع بها درجاته ، أمّا الأخطاء فحاصلة < إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم> لكن المكفرات فكثيرة ، نعم ومنهم من تكن عنده أخطاء وعنده ذنوب تأتي الابتلاءات فتدفعها ، تدحضها تكفّرها في الحديث المذكور من حديث أبي سعيد :< مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ > حتى الهم الذي يحصل للإنسان يعني من حين للآخر إلّا كفّرالله بها من خطاياه، وذنوب العباد كثيرة ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :< إن العبد لتكون له المنزلة في الجنة لايبلغها بكبير عمل فلا يزال الله يبتليه في أهله وماله وولده إلى آخر ماذكر قال:حتى يبلغه إياها > تكون له منزلة في الجنة فلا تزال به الإبتلاءات وفي الصحيح <<يبتلى المرء على قدر دينه فإن كان في دينه صلبا شدّد عليه وإن كان في دينه رقة خفّف عنه>> .
وهناك آخرون قسم ثالث ، نحن ذكرنا قسمين :
القسم الأول: رفع الدرجات
القسم الثاني: تكفير السيئات
القسم الثالث: في أصناف من الكافرين والمشركين أمثال هؤلاء المصائب والإبتلاءات في حقهم هي إنذار وقليل من كثير ، <<الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر>> وهكذا ما يحصل لهم يعني عبارة عن قليل من كثير (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) فهو في هذه الدنيا مع ما حصل له لا يزال في فسحة ولايزال قليلا ممّا سيحصل له بعد ذلك ، فإن ضرس الكافر يكون يوم القيامة مثل جبل أحد ، ما بالك ببعض الأجزاء الأخر كل هذا (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ) فَعُلِمَ أنّ الإبتلاءات في حق الناس على ثلاث مراحل على ثلاث حالات : منهم من ترفع من درجاته ،ومنهم من تكفر سيئاته وإن كفّرت وبقيت عليه مستمرة ترفع من درجاته.
الصنف الأول أنبياء والصنف الثاني مثل الصالحين الأتقياء والصنف الثالث ممن في حقه قليل من كثير كالكفار ، إنه إذا عمل عملا صالحا يطعن به ممّا كان في جنسه صلاح في حق المؤمن طعم من الدنيا (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)(وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فإذا أعمالهم الصالحة محبوطة وأعمالهم السيئة باقية عليهم ، ومايحصل لهم من النكبات كل ذلك من عقابهم القليل الذي ينذر بالكثير.
السؤال الثالث عشر: كذب الرجل على زوجته وإصلاح ذات البين وفي الحرب هل هذا جائز ؟
الشيخ حفظه الله: الكذب لايجوز في أي ملة ، ولا في أي دليل من الأدلة أبدًا الكذب محرّم ، الكذب كبيرة من الكبائر الذنوب إنّما هذا محمول على المعاريض ، هذا فيه بعض المبحث والمذاكرة في دروسنا.
السؤال الرابع عشر: إذا كان للمرأة مال خاص بها أتتصرف فيه بدون إذن زوجها أم تستأذنه؟
الشيخ حفظه الله: لا، أن تتصرف فيه بغير إذن زوجها "كما فعلت ميمونة قالت: أشعرت يارسول الله وعلمت أني أعتقت وليدتي ؟ قال: أوفعلت؟ قالت:نعم" فما استشارته ولا أخبرته إلّا بعد أن أعتقتها ،" قال:هلّا جعلتها في بني عمك " أو قال في كذا وكذا ووجهّها بتوجيه بعدما حصل منها ذلك دون اعتراض عليها ، إلّا أنّ الأفضل لها أن تستشيره قبل أن تفعل ذلك، هذا من حيث الأفضل تطييبا لنفسه وحرصا على الوئام وحرصا كذلك على حسن العشرة والزوجية وربّما جعلت ذلك في أناس لا تطيب نفسه أن تجعل ذلك المال فيهم بغير خبرة ولا معرفة ، فلو استشارت فلوجّهها بتوجيه أحسن هذا أفضل .
السؤال الخامس عشر: رجل يسوق قاطرة فانقلبت راح ضحيتها 28 رجلا لكن السائق حي فكيف يكون كفارة 28 نفسا؟
الشيخ حفظه الله : عن كل نفس ماذكرت الخطأ مادام هو المتسبّب عن كلّ متوفّى صيام شهرين متتابعين فإذا عجز عن ذلك فإن هذا هو الأصل يستمر في ذلك حتى يعجز ، فإن من أهل العلم من يقول له أن ينتقل قياسا عن الكفارات الأخرى ولاَ ما الدليل مافيش في قتل الخطأ إطعام إنما قاصد أنّه عند العجز يطعم 60 مسكينا عن كل شخص قياسا ، قال به بعض أهل العلم أظن شيخ الإسلام من قال به أيضا.
السؤال السادس عشر:الصلاة في المسجد الحرام تعدل مئة ألف صلاة فيما سواه هل للرجال ذلك أم للرجال والنساء؟
الشيخ حفظه الله : للرجال والنساء لعدم الفارق لهذا الموضع .
السؤال السابع عشر: هل هناك أمورخاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم لايجوز لنا العمل بها؟
الشيخ حفظه الله :كثيرة ، وقد ذكروا في خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم الزواج بتسع وهكذا الايصال في الصوم وعدة في ذلك نعم لاشك .
السؤال الثامن عشر والأخير: كنا في مكة المكرمة لأداء مناسك الحج فوجد زوجي خارج السكن الذي كنا نقيم فيه سكينا وأعطاني إياها لنستخدمها في فترة وجودنا بمكة ولكنّي عند عودتنا من الحج نسينا أن نضعها في المكان الذي وجدناها فيه وأعدناها معنا إلى الرياض ؟ فماذا علينا ؟
الشيخ حفظه الله: هذا خطأ ، التقاط لقطة مكة خطأ ، قليلة كانت أو كثيرة ولا تلتقط لُقَطَتُه إلّا لمنشد ، قال أهل العلم : لمنشد أي : لمعرّف لها باستمرار وعلى الدوام وهذا فيه أنّه إن لم يعرّفها كان آثما بخلاف اللُقَطه في غيرها ، في غير مكة إن كانت مثل الحبل، مثل العصا ،مثل التمرة، <<لولا أني أخشى أن تكون للصدقة لأكلتها>> أمثال ذلك:الدنيئة اليسيرة له أن يلتقطها ولا يعرّفها وبخلاف غير مكة إذا كانت "ثمينة " يعرّفها سنة بعد سنة له أن يستنفقها مع ضمانها ، أما في مكة فالأمر مشدّد فالتقاط ذلك السكين أو غير ذلك السكين في مكة فخطأ وعليهم التوبة ولعلهم إن تيسر لهم الرجوع أبدلوا بمثله وأعادوه في موضعه ، وإلى هنا والحمد لله ربّ العالمين
فرَّغها:
أبوحذيفة الوهراني غفر الله له ولوالديه ولمن يحب.
فرَّغها:
أبوحذيفة الوهراني غفر الله له ولوالديه ولمن يحب.
تعليق