إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ
قال الإمام مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ.
قال الإمام مسلم رحمه الله.في مقدمة صحيحه حدثنا مخلد بن حسين أبو محمد البصري ثقة فاضل قال ابن المبارك قال لي مخلد بن الحسين نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث قال ابن المبارك قال لي مخلد ابن الحسين نحن إلى كثير من الأدب ، أحوج منا إلى كثير من الحديث ،
لأن السلف كانوا يطلبون العلم ويطلبون الأدب ومن لم يتأدب بآداب العلم فاته العلم ولم يوفق لحفظه و فهمه والعمل به ،عن هشام وهو ابن حسان القردوسي ثقة ثبت ، عن هشام وهو ابن حسان القردوسي ثقة ثبت، من إثبت الناس في ابن سيرين عن محمد ابن سيرين الإمام التابعي الجليل المتفق على جلالته وقدره.
كان يروي الحديث بحروفه لا يرا بالمعنى لشدة حرصه على نقل الألفاظ وضبط السنة والتّحري في الزيادة والنقصان ، فكان من أثبت أهل عصره ، من التابعين شديد التّحري والوقاية عند نقل الأحاديث، ممن جمع بين العلم والعمل والسنة والذب عنها والتحذير ممن خالفها من البدع ، رحمة الله عليه وهو أول من نقل عنه مصطلح أهل السنة ،بعد ابن عباس من السلف. أهل السنة أول من نقل هذا عن ابن عباس كان الرجل من أهل السنة يدعوا إلى السنة وينهى عن البدعة أول هذه النسبة أقرها السلف ،أهل السنة ،
وأول من أقرها ابن عباس من الصحابة وابن سيرين من التابعين ،ثم تتابع السلف على إثبات هذه النسبة أهل السنة اسم قديم ،السنة هم الذين يتمسكون بها ويقفون عندها ولا يلتفتون عنها يمينًا ولا شمالاً، ولا يقدمون لأحد عليها مقالا، لا يبالون من خالفهم إذا تمسكوا بها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم أنهم منصورون فقال: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِين لا يَضُرهُم مَنْ خَذَلَهُمْ وَلا خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ"
ابن سيرين جاء عنه هذا الأثر الطيب وجاء عنه الأثر الأخر أيضًا
قال الإمام مسلم رحمه الله وهما يصبان في موضع واحد وهو أن العلم لا يأخذ إلا عن أهل السنة ولا يأخذ عن أهل الأهواء والمجروحين.
وقال الإمام مسلم رحمه الله: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ قال حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ رحمة الله عليه أنه قَالَ: "لَمْ يَكُونُوا يَسْأَلُونَ عَنِ الإِسْنَادِ فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ"
فتنة الخوارج وهي فتنة في العقائد" فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ قَالُوا سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ فَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ السُّنَّةِ فَيُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ وَيُنْظَرُ إِلَى أَهْلِ الْبِدَعِ فَلاَ يُؤْخَذُ حَدِيثُهُمْ"
مسكين الذي لا يفرق بين السني ولبدعي هذا مسكين الذي لا يفرق بين السني ولبدعي مسكين يأخذ عن هذا يأخذ عن هذا فيجمع بين ضدين يجمع بين الحق والباطل.
والعلماء يقولون جمع الضد إلى الضد مستحيل وبعيد، جمع الضد إلى الضد مستحيل وبعيد ضدان ما اجتمعا ولن يتلاقيا حتى تشيب مفارق الغربان مفارق الغربان تبقى سود إلى أن تموت فالذي يريد أن يجمع بين الحق والباطل يريد أن يجمع بين ضدين، الذي يريد أن يجمع بين أهل السنة وأهل البدعة يريد أن يجمع بين ضدين الذي يريد أن يجمع بين أهل التوحيد وأهل الشرك يريد أن يجمع بين ضدين هذاني الأثران فيهما، أن العلم لايأخذ إلا عن أهل السنة والإتباع وهذا متفق عليه عند السلف فالعلم لا يأخذ إلا عمن عرف بالاستقامة وثبوت العدالة والسلامة من البدعة ولزوم طريقة السلف ، مرة ثانية العلم لا يأخذ إلا عمن عرف منه بالاستقامة وثبوت العدالة والسلامة من البدعة ولزوم طريقة السلف، غير هذا ما يأخذ منه العلم ،من لم يكن كذلك فإنه يجانب ولا يأخذ عنه العلم لأن الله تعالى يقول: ﴿وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا﴾ [البقرة : 189]، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: "إِنَّ الله لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ وَلكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا متفق عليه من حديث عبد الله بن عمر فيه الحث إلى الرجوع إلى أهل العلم والسنة، وفيه التحذير من الرجوع إلى أهل الجهل والبدعة والضلال.
فمسكين الذي لايفرق بين أهل الحق وأهل الباطل ربما يبق زمنًا طويلاً مع أهل الجهل بعضهم يقول أنا مكثت مع التبليغ عشرون سنة ،أين أنت ،أين عقلك، هب أن ملك الموت جاءك وأنت في هذه الحالة يقبض روحك وأنت في هذا الجهل، وأنت عند الأحديث الضعيفة والموضوعة والقصص التي لاأصل لها والتعصب لأبي حنيفة وفلان وعلان، وجاءك الموت وأنت على هذا لست حول السنة ، ولست حول الدليل ، ولست حول التوحيد، ولست حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لست حول التحذير من الشرك ، ولا التحذير من البدعة.
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا رحمة الله عليه: كنت أريد في أول استقامتي أن أجمع بين هذه الطوائف والجماعات فقلت: للشيخ حامد الفقهي رحمة الله عليه أريد أن أزور أهل التحزب يعني الإخوان قال لي لاتفعل إياك قال. قلت في نفسي ربما الشيخ حاقد عليهم" فذهبت
يريد أن نتعاون وإياكم على الخير وعلى نشره قالوا ولكن لا نتكلم في التوحيد ، لا نتكلم في التوحيد، قلت لماذا قالوا لأنه يفرق الناس قال قلت هذا يكفي. حسبي حسبي ، فرجعت لا نتكلم في التوحيد لأن التوحيد يفرق المسلمين
التوحيد أصل الدين وقاعدته وكل أمر لا يبنى عليه فلا قيمة له عند الله، كل عمل لايأسس على التوحيد لا قيمة له،كل عبادة لا تأسس على التوحيد لا قيمة لها عند الله، لا نتكلم في التوحيد، لا نتكلم عن الشرك.
الشرك الذي له ثلاث خصائص عظيمة
الأولى: أنه لايغفر ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ [النساء : 48].
والثاني: أنه موجب للخلود في النار ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ﴾ [المائدة : 72].
الثالث: أنه لا ينفع معه عمل ﴿وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأنعام : 88]
لا نتكلم في التوحيد ، لا نحذر من الشرك، إذاً يبقى الناس حول شركهم يطوفون حول القبور حول الأضرحة، حول المشاهد، المهم أن نتجمع تحت المضلة أي مضلة هذه مضلة لفلفة وهل سينصرنا الله ونحن لا ننصر التوحيد تتوقون هذا ، يجب أن نبدأ بما بدأ به الله التوحيد أولا قال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾ [النور : 55] ماهو الشرط ﴿يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ [النور : 55] التوحيد أولاً من سبب النصر التوحيد، التوحيد، هو سبب الاستخلاف في الأرض
إلى الحفظ إن شاء الله
إلى الحفظ إن شاء الله
فرغها أخوكم: فاروق بن أحمد الميلي
تعليق