إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفريغ{الصبر في الدعوة إلى الله}مقدمة الشيخ الفاضل أبي بلال خالد الحضرمي - حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفريغ{الصبر في الدعوة إلى الله}مقدمة الشيخ الفاضل أبي بلال خالد الحضرمي - حفظه الله



    مقدمة الشيخ الفاضل


    أبي بلال خالد الحضرمي - حفظه الله - بعنوان الصبر في الدعوة إلى الله.




    الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركً فيه كما يحب ربنا ويرضى ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبد ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

    معاشر المسلمين عباد الله يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴿العصر:1-3﴾


    فإن من أعظم ما يتواصى به العباد ،ولا سيما في هذه الأزمنة التي كثرت فتنها ، وعظمت شرور أهلها،التواصي بالحق ،والتواصي بالصبر فإن هذا مسلك أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام ،فإنهم كانوا مع أقوامهم وأتباعهم يتواصون بهذا الجانب العظيم، التواصي بالحق، والتواصي بالصبر .عليه وإن الناظر والقارئ لكتاب الله سبحانه وتعالى يجد عناية الله جل جلاله بالأمر بالصبر والحث على الصبر، في آيات كثيرة، منها ما يخص بها، نبينه محمدًا صلى الله عليه وسلم ،بها والأمر له، ولأمته من بعده.فيقول الله سبحانه وتعالى : ﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾.ويقول له سبحانه: ﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ﴿الكهف28 ﴾الآيات. ومنها ما يخص بها أو منها ما يعمم بها سبحانه وتعالى. الأمر بها العباد أجمعين كل ذلك تنويهًا وتنبيهًا على هذه العبادة العظيمة، التي لا يستطيع العبد بدونها أن يقوم بأمر الله سبحانه وتعالى وما أراد الله سبحانه وتعالى منه من العبادات فإن العبد إخواني في الله إن فقد الصبر لا يستطيع على أن يأتي شيئا ً سواء كان من أمور دينه أو من أمور دنياه ،فعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول :وجدنا خير عيشنا في الصبر ،فلا بد من الصبر إخواني في الله، ولا بد من التواصي به فلذلك كانت ثماره عظيمة جدًا وكان الحث عليه، كذلك أيضا فإن الإمام أحمد يقول إن الله أمر بالصبر في نحوٍ من تسعين آيةً يأمر الله سبحانه وتعالى بالصبر، فله كما سمعت ثمار عظيمة وخيرات جزيمة ،تعود على العبد الصابر المحتسب ،فمن ثماره التبشير المطلق الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه والرحمة والهدايا ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴿البقرة: 155 فهذه الثلاث ثمرات عظيمة تبشير مطلق لذوي الصبر ولمن اتصفوا بهذه العبادة الجليلة والمبشر بذلك هو الكريم سبحانه وتعالى بشرهم ولم يذكر المبشر لأنه عند الله سبحانه وتعالى عظيم أطلقه جل جلاله وفي آية أخرى أطلق أيضًا ما يوافه الصابرون قال سبحانه﴿إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب﴾فأجرك عند الله أيها الصابر ،فهذه ثمرة عظيمة ينبغي أن تعتني بالصبر ، وأن تجعل الصبر أمام عينيك، ولا سيما مع هذه المخاوف في هذه الأزمنة ،وهذه الأمور التي نلاحظها ونلتمسها ونجدها في من قل صبره إخواني في الله ،كيف يترنح وكيف يترك ويتشكك في هذا الخير، والعياذ بالله.ومن ثمار الصبر إخواني في الله ،أن الصابر من الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى يظفر لما أراد بإذني الله سبحانه وتعالى والنبي عليه الصلاة والسلام لما كان في بدء دعوته ،صلى الله عليه وسلم يأتيه أصحابه يشتكون قريشًا، وما ينالهم من قريش من العذاب، ومن الأمور التي تشق عليهم،فيأتون يشتكون رسول صلى الله عليه وسلم ولم. فكان يصبرهم ويذكرهم بالأمم السالفة وما حصل لهم من الشدة من أقوامهم كل ذلك لأجل أن يصبروا ويتحملوا ويخفف عليهم أو عنهم ما يلاقون من أقوامهم ويبشرهم أن النصر وأن الظفر وأن الظهور لهذا الدين و لكن اصبرواوالله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم قوم تستعجلون. وهكذا يرجع مغمومًا عليه الصلاة والسلام من الطائف وما وجد من الرد من أقوام تلك البلدة ،فيرجع مغمومًا مهمومًا عليه الصلاة والسلام ،يستقبله ملكان عظيمان ملك الجبال وجبريل عليه الصلاة والسلام ويناديه جبريل يا محمد إن ربك قد علم ما قال قومك وإن هذا ملك الجبال فأمره إن شئت أن يطبق عليهم الأخشبين. فعل فقال النبي بعد أن ناده أيضا ملك الجبال ،يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فعلت،قال إني لأرجو الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله، لا يشرك به شيءً،فهذه نظرة إخواني في الله بعيدة وهذا رسم من النبي عليه الصلاة والسلام للدعاة إلى الله جل جلاله أن تكون نظرتهم بعيدة جدًا فلا ينظر الشخص تحت قدميه ربما في بدء دعوتك لا تجد إقبالاً عليك و لا تجد حباوة من أهل بلدك بك فينبغي أن تسلك هذا المسلك ،وترجوا الله سبحانه وتعالى الكريم جل جلاله .فهذا دينه وهذا الخير خيره وهو أغير عليك منك يا أيها الداعي إلى الله سبحانه وتعالى ،فسلك هذا المسلك يحصل خير عظيم لك بإذني الله سبحانه وتعالى وهذا المسلك سلكه علمائنا رحمهم الله تعالى ،سلكه أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى وتعلمون ما لاق الإمام أحمد رحمه الله تعالى من تلك الفتنة العظيمة التي تسمى بفتنة خلق القرآن ،عذب وضرب وأسياط على ظهره حتى تؤثر في ظهره ويسقط ويغمى عليه من شدة الضرب وهو صابر رحمه الله يأتيه من يأتيه بالخروج على ولاة الأمر الجهمية الذين كانوا يعتقدون هذا المعتقد الخبيث ،القول بخلق القرآن وهو يصبرهم ويقول لا ويصبر على الضرب رحمه الله تعالى حتى جعل الله فرجًا عظيمًا لهذا الإمام وجعل الله سبحانه وتعالى دعوة عظيمة بسبب صبره وصار يلقب بإمام أهل السنة رحمه الله تعالى،لو أصغى لأولئك المتحمسين الذين كانوا يترددون عليه ،ويريدون فتوى منه فقط بالخروج على ولاة الأمور ويخرج بعده والله ما حصل هذا الشرف وما حصلت هذه الرفعة، وهذا النصر العظيم للإمام أحمد نصر ولله عظيم للإمام أحمد رحمه الله تعالى حصل بسبب صبره وهكذا أيضًا شيخ الإسلام حصل له ما حصل مما تعلمون لم يستقر رحمه الله تعالى ،مستقر والله من سجن إلى سجن ينقل من مصر إلى القلعة بالشام، إلى غير ذلك من الأمور التي كان يتنقل فيها رحمه الله تعالى ظلمًا وعدوانًا وبغيا من أولئك الذين يوشون به ومن أولئك الحاسدين له رحمه الله. الذين كانوا يوشون به عند ولاة الأمور من أجل أن يعرقل سيره في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى لأنه كان يبين حالهم ويبين معتقداتهم وما هم عليه من المخالفات للكتاب والسنة فما أعجبهم ذلك ففتنوا له في الذروة والغالب رحمه الله تعالى ولكنه كان صابر محتسبًا فحصل ما أراد الله سبحانه وتعالى له من الخير فياعباد الله اصبروا على هذا الخير واصبروا على هذه الدعوة المباركة وكان الشيخ الألباني رحمه الله تعالى. يكرر بيتًا لبعض من يتعجلون الأمور فيعاقبون بحرمانها كما هو معلوم من تلك القاعدة ومن ذلك الكلام الذي أشتهر على ألسنة العلماء .أن من تعجل الشيء قبل أوانه عقب بحرمانه فكان يكرر هذا البيت لأولئك المتحمسين الذين يريدون أن يصلون إلى الدولة وأن يغيرون من الداخل فكان يكرر عليه بيتان عظيمان فيقول صاحبهما فيهما*بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ***وأيقنا أنا لحقان بقيصر*** فقلت لا تبكي عيناك إنما نحاول ملكً أو نموت فنعذر* صدق والله نحاول ملكً أو نموت فنعذر فأنت يا أخي قم بما أوجبه الله سبحانه وتعالى عليك ولا عليك سواء كان أقيم شرع الله في أرضه أولا، فهذه الأمور إلى الله سبحانه وتعلى شرع الله في أرضه ومن الأسباب الشرعية التي أبيحت لك والتي طرقها الأنبياء وطرقها كذلك الصالحون رحمهم الله تعالى فإن الدول بعد تلك الخلافات العظيمة كانت بأيدي من تعلمون من بعض الحكام الذين عندهم ما عندهم من الظلم سواء كان من دولة بني مروان ، أومن الدولة العباسية أو غيرهم من الدول، التي تولت أمور المسلمين ومع ذلك لم يعلم عن عالم من علماء المسلمين أنه رفع هذا الشعار الذي يرفعه الإخوان المسلمون المستعجلون أو غيرهم وأن نريد أن نقيم حكم الله كأن ما في الدين إلا الحكمية فقط لا تفقيه للعباد ولا تعليم للناس ولا بذل خير ونشر خير في أوساط الناس ولا توحيد يرفع شعاره ويظهر خيره للناس أبدًا كأنما في الدنيا سكارى بالحكم لله، سكارى بالحكم ،نسأل الله سبحانه وتعالى العافية.
    ********************

    في هذه الليلة المباركة زارنا مجموعة من إخواننا المشايخ حفظهم الله ممن علموا بالسلوك الحسن وبالسير الطيب وممن علموا بالصبر في هذه الدعوة الطيبة التي آتت ثمارها العظيمة بسبب الصبر وعلى رأسهم شيخنا الجليل أبي عمار ياسر الدبعي - حفظه الله - ويتكرر ذكره حفظه ما عنده ونحن نعلم أنه لا يحب ذلك ...لابد أن يعرف الناس أن لأهل السنة دعاة إلى الله سبحانه وتعالى عرفوا بالعلم وعرف بالثبات وعرفوا بالصبر وعرفوا بالخير فله الحمد سبحانه وتعالى ومعه كذالك إخوان آخرون الشيخ أبو همامسعيد باسلامة - الشيخ أبوا الحارث - والشيخ خالد باقطيان حفظه الله- حفظه الله - أيضًا كذلك حفظ الله الجميع وأهلاً وسهلاً بهم ونحب أن يشارك الجميع ولا يعتذر أحد . هذه رغبتنا منهم نطلب من إخواننا الذين حضروا ممن ذكرنا أن يشارك شيخنا أبا عمار حفظه الله تعالى في هذه المحاضرة في هذه الليلة المباركة .نسأل الله أن يجعل لنا فيها بركةً وأن يجعل لنا خيرًا عظيمًا فيها إنه ولي ذالك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين.








    حمل المادة الصوتيةبعنوان: {الصبر في الدعوة إلى الله}





    وقام بتفريغ هذه المادة أخوكم ومحبكم فاروق بن أحمد الميلي.

  • #2
    جزاك الله خيرا أخانا
    والله كلمات رائعة مؤثرة صادقة نسأل الله أن ينفعنا و إخواننا بها
    عمل طيب جعله الله في ميزان حسناتك .

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ابو عبد الرحمن يونس خاوا مشاهدة المشاركة
      جزاك الله خيرا أخانا
      والله كلمات رائعة مؤثرة صادقة نسأل الله أن ينفعنا و إخواننا بها
      عمل طيب جعله الله في ميزان حسناتك .

      اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين

      تعليق

      يعمل...
      X