إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفريغ: خطبة الجمعة:"الدليل على و جوب لزوم السبيل " لشيخنا يحيى الحجوري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفريغ: خطبة الجمعة:"الدليل على و جوب لزوم السبيل " لشيخنا يحيى الحجوري


    تفريغ: خطبة الجمعة بعنوان :

    " الدليل على و جوب لزوم السبيل "

    والتي كانت بتاريخ 20 / ربيع أول 1434هـ


    لشيخنا / يحيى بن علي الحجوري -حفظه الله-





    الخطبة الأولى :


    الحمد لله نحمده , ونستعينه , ونستغفره , وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا
    .



    { يَا أَيها الذين آ مَنُوا اتقُوا اللهَ حَق تُقَاته ولا تموتن إلا وأنتم مُسلمُون(102)}[ آل عمران].



    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1) } [النساء].



    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71) } [الأحزاب].


    أمّا بعد ,,,,,,,,,,,,,,

    فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وشرّ الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النّار.

    أيّها النّاس :

    أخرج الإمام مسلم في صحيحه فقال حدثنا إسحاق ابن إبراهيم الحنضلي قال حدثنا سفيان ابن عيينة عن العلاء ابن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم قال:

    [ من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرءان فهي خِداج , خِداج , خِداج غير تمام]

    فقال رجل إنّ نكون وراء الإمام فقال اقرأ بها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

    [ قال الله عزّ وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله عزّ وجل حمدني عبدي فإذا قال الرّحمن الرّحيم قال الله عزّ وجل أثنى عليّ عبدي فإذا قال مالك يوم الدّين قال الله عزّ وجل مجّدني عبدي فإذا قال إيّاك نعبد وإيّاك نستعين قال الله عزّ وجل هذا لعبدي هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال اهدنا الصّراط المستقيم قال الله عزّ وجل هذا لعبدي ولعبدي ما سأل] الآيات

    {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ(6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ(7)} الفاتحة.

    والمقصود من هذه الآية أنه ما من مصلي إلا ويلزمه أن يتعلمها وأن يقرأ بها فإذا قصّر في ذلك فصلاته غير صحيحة فهي خداج , خداج , خداج ولا تتم ولا تصح ولا تقبل ومما تضمنته هذه السورة العظيمة اهدنا الصّراط المستقيم صراط الّذين أنعمت عليهم إلى آخرها والصّراط المستقيم هو هذا الإسلام العظيم.

    فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه فقال حدثنا محمّد ابن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن عمر عن أبي وائل عن أبي موسى رضي الله عنهأنّ النّبي صلى الله عليه وسلم قال :

    [ قال رجل من الأعراب يا رسول الله الرجل يقاتل شجاعة وحمية ويقاتل ليذكر ويقاتل للمغنم ألفاظ في الصحيحين أيُّ ذلك في سبيل الله قال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ومعنى كلمة الله هي العليا هي نصرة دين الإسلام ودين الإسلام هو الأعلى وهو المنصور وهو المقام فهذا من كانت هذه نيته فهو في سبيل الله أي على الإسلام وعلى الحق ومن هذا الباب ما أخرجه أحمد في مسنده من طريق عاصم بن أبي النجود عن زر ابن حديش عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم خطّ خطوطاً متفرقة وخطّ خطاً مستطيلاً وقال هذا صراط الله المستقيم وهذه الطرق هي المتفرقة عنه أي أنّ من سلك تلك الطرق ضل وقرأ قول الله عزّ وجل :

    {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام:153].

    فأبان في آخر هذا الصّراط و بيانه أنّ هذه وصية الله عزّ وجل لعباده لعلهم يتقون عذابه ولعلهم يحذرون من وعيده فمن سار على هذا الصّراط هذا السّبيل فإنّه على خير وبرهان ودليل أيّها المسلــــــم
    إنّ هذا الصّراط المستقيم صراط الله يجب عليه يجب على المسلم أن يقيم وجهه إليه :

    {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ .....}[الروم:30].

    هذا هو الصّراط وهذا هو السّبيل الّذي أمر الله سبحانه وتعالى بسلوكه والّذي هو سبيل الله عز وجل والّذي أمر بالدعوة إليه قال الله سبحانه وتعالى :

    {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}[النحل:125].

    فأمر بالدعوة إلى هذا السّبيل سبيل الإسلام سبيل السنة سيبل الحق سبيل الّذي أبانه الله سبحانه وتعالى في كتابه وأرسل به رسله وأنزل به كتبه :

    {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ......}[الأنعام:153].

    فالحذر أيّها المسلم أن تتشعب بك السبل عن الصّراط المستقيم فتصير في عذاب الله العليم قال الله عزّ وجل:

    {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء:115].

    أيّ يكله إلى نفسه وإلى شيطانه قال الله سبحانه وتعالى:

    { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ القَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الجِنِّ وَالإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ } [فصلت :25].

    قال الله سبحانه :

    { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } [الزخرف : 36].

    فاحذر أن تتشعب بك تلك السبل عن صراط الله وسبيله القويم فتصير من المعذبين الهالكين قال الله سبحانه:

    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ } [لقمان :6]

    إنّه صراط الله إنّه صراط أنبياءه ورسله فما من نبي بعثه الله ولا رسول أرسله الله إلا و أمره بأن يدعو إلى هذا الصّراط القويم وإلى هذا السبيل العظيم الّذي دليله كتابه الكريم قال الله سبحانه:


    {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [ المائدة:16].

    هذا هو هذا السّبيل جاءت به كتبه ونزلت به ملائكته وأرسل الله عز وجل به رسله من ضلّ عنه فهو في شقاق قال الله:

    {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }[البقرة:137].


    {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } [النساء:115].

    هذا الصّراط هو صراط المنيبين إليه من أنبياءه ورسله وسائر المؤمنين كما قال الله سبحانه وتعالى:

    {....... وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[لقمان:15].

    أيّها المسلم احذر أن تزل عن هذا الصّراط المستقيم فإنّ دعاة الإضلال والّذين يريدون إبعادك وإزلالك وإضاعتك وإهلاكك عنه كثير يقول ربنا سبحانه وتعالى:

    {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ....... }[الأنعام:116].

    هكذا أكثر من في الأرض من الكفّار والمشركين والمنافقين والموالين لهم يضلوك عن سبيل الله فكان الواجب عليك الإعراض عن من كان على ذلك الحال ممّن يضلك عن سبيله كما أمرك ربّك :

    {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّىٰ عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا﴿29﴾ ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ........ ﴿٣٠﴾}[ النجم ].

    هذا هو مبلغهم مقاصد دنيوية يضلون النّاس بها عن سبيل الله إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله لا تظن أن هؤلاء الضّلال بشتى أنواعهم وأصنافهم يخفون عن الله سبحانه وتعالى بل الله بهم عليم بل الله بهم محيط إنّ ربّك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين وإنّما قد يمدهم الله عزّ وجل ويملي لهم كما قال سبحانه:

    {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}[الأعراف:183].

    وفي الصحيح إنّ الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته الشّاهد من ذلك اصبر على هذا الدّين العظيم استمسك بالّذي أوحي إليك :

    { فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }[الزخرف:43].

    اصبر على هذا الدّين العظيم عضّ عليه بالنّواجذ قبل أن تعض على يديك ندماً على التفريط فيه.

    قال الله سبحانه وتعالى:

    { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ﴿27﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿28﴾ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ - أضلني أي عن الصّراط عن الكتاب عن السنة عن الإسلام - بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولا﴿29﴾} [ الفرقان ].

    اصبر على هذا الكتاب العزيز وعلى تلقيه ونشره والدعوة إليه على هذا الإسلام :

    {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) } [آل عمران].

    ادع إليه هذا سبيل أنبياء الله ورسل الله وأهل هداه و أهل جنته ورضوانه :

    {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ........ (108)} [ يوسف].

    أي علم وهدى على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين هذا هو سبيل الله الّذي ...... به الله رسله قل هذه سبيلي أي الدعوة إلى الله إلى توحيده إلى كتابه قال الله:

    {المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)} [لأعراف].

    وقال الله:

    { الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ (3)} [إبراهيم].

    هكذا و يبغونها عوجا هذا الصّنف الّذي يستحب الحياة الدنيا علامة على أنه سيصدّ عن سبيل الله بقدر حبه لها وبعده عن الصّراط المستقيم وذكر الله.


    الخطبة الثانية :


    الحمد لله حـمّدا طيبا مباركا فيه وأشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيراً.

    أما بعد ,,,,,,,,,,

    يقول الله في كتابه الكريم :

    {وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا ................ ( 94 )} [ النحل ].

    أي الأيمان وهكذا الدّين يتخذ دخلا ولا يكون فيه الإنصاف والإخلاص وإنما عدم العدل ومن أجل المحاباة والقربات هذا هو من أسباب الضلال قال الله:

    {...... فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ( 94 )}[ النحل]

    فمن كان كذلك فإنه يذوق السوء والسوء يشمل عذاب الله في الدنيا والذّلة التي جعلها على من خالف أمره وعذابه في الآخرة بما صددتم عن سبيل الله فكل من صدّ عن سبيل الله الّذي يقصد به دينه وشرعه وكتابه وسنة نبيه قد عرّض نفسه لهذا الوعيد الشديد ولكم عذاب عظيم أيّها النّاس إنّ من أسباب وإنّ من هلكة الإنسان أن يكون صادّا عن سبيل الله قال الله عزّ وجل مبيّنا ذلك وهلكت أمم سبقوا بسببه قال الله:

    {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ( 38 ) وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ ( 39 ) } [ العنكبوت].

    ثم قال:

    { فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَوَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ( 40 ) } [ العنكبوت].

    والشاهد من ذلك أن الشيطان صدّهم وصدّهم عن السّبيل صدّهم عن السّبيل وقال الله:

    { وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا .......( 86 )} [الأعراف]

    هكذا يقول الله عزّ وجل عن الكفّار محذرا لهم عن الصّد عن سبيل الله عن ذكر الله عن العلم عن الهدى عن طاعته عن شرعه عن كتابه إلى الأهواء إلى المطامع الدنيوية وإلى الشهوات وإلى الغوى وإلى الفتن كل ذلك خطر عظيم وهذه من صفات الكفّار الّذين أهانهم الله عزّ وجل بها الّذين كفرو وصدوا عن سبيل الله أضلّ أعمالهم أخبر أنهم كفرو وأنهم يصدون عن سبيل الله و أنّ الله أضلهم بذلك وأحبطها فما قال سبحانه:

    {......... وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) } [ الأنعام ].

    وقال:

    { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً (23) } [ الفرقان ]

    وقال:

    { مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ ....} [ إبراهيم: 18].

    وقال:

    { وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ .........}[النور:39].

    كل هذا يدل على أنهم لما كفروا وصدّوا عن سبيل الله لم تكن أعمالهم محسوبة لهم بل صارت ضالتا لن يجدوا منها شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب وفي الآيات الآخرة الّذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله زدناهم عذاب فوق العذاب بما كانوا يفسدون فالكافر أو من يصد عن سبيل الله لا شك أنه يتحمّل من أوزاره وأوزار من ضلّ من أضّله عن سبيل الله وفي الصحيح أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم قال:

    [ من دع إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجره شيئا من أجورهم شيئا ومن دع إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا ]مسلم.

    والله عزّ وجل يقول:

    { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ (25) } [ سورة النحل ]

    ألا و إنّ من أعظم ألا وإنّ من أعظم الضّلال عن سبيل الله لهوا مودة الكافرين والتشبه بأفعالهم السّيئة قال الله سبحانه في كتابه الكريم:

    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ } [الممتحنة:1]

    لا شك أنّ من فعل ذلك ومن دع إليه أنّهم يجرونه إلى هلك هلكة وإبعاد عن ذكر الله وشرعه

    {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [البقرة:120]

    {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [ البقرة: 105]

    نسأل الله عزّ وجل التوفيق لما يحبه ويرضاه وأن يدفع عنّ الفتن ما ظهر منها وما بطن الحمد لله.

    -------------
    منقول بتصرف وتم تصحيح ما يلزم وترقيم الآيات.

    ومن هنا صوتياً لمن يريد الإستماع لها :
    التعديل الأخير تم بواسطة علي بن إبراهيم جحاف; الساعة 03-02-2013, 10:57 AM.

  • #2
    جزاك الله خيرا وبارك الله في شيخنا الناصح الأمين

    تعليق

    يعمل...
    X