الحمدلله الواحد الأحد ،الفرد الصمد، تفرد بصفات الكمال ، وتنزه عن النقائص والأشباه والأمثال.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل العالمين ، وسيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين .
أما بعد:
أخي اتق الله بفعل أوامره وترك نواهيه ، وتجببوا إليه بفعل ما يحبه ويرضيه ، واعلموا أن الله من عليكم بدين الإسلام ، الذي فيه السعادة والفلاح ، والخير كله على التمام ، أنقدكم به من الضلالة والشقاء ، وأرشدكم به إلى كل خير ورشد وهدى ، - قال تعالى - "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وادكروا نعمت الله عليكم إدكنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقدكم منها كذلك يبين الله لكم ءايته لعلكم تهتدون" إلى " عظيم " [آل عمران : 103 - 105] .
واحذروا أعداء الإسلام ، فإنهم لا يزالون يبغون لكم لكم الغوائل ، وينصبون لإضلالكم المصائد والحبائل ، فأعظم حبائلهم مدارسهم التى لم تؤسس إلا لإضلال الناس ، ولا بنيت إلا لإفساد العقائد والأخلاق ، فبئس الأساس ، انظروا إلى آثارها ومن يتخرج منها كيف انسلخوا وانحلوا من الدين ، وكيف كان الاستهزاء واحتقار الدين مهنة هؤلاء الأرذلين ، فكم أخرجت هذه المدارس المنحرفة من أبناء المسلمين من كانوا للإسلام أكبر الأعداء ، ويظن الغالطون أنها أدوية لأمراضهم ، وكانت - والله - أعظم الداء ، ويعتبرونها نافعة لهم في دنياهم ، فكانت هي الشر والبلاء ، خرجوا منها منسلخين من أخلاقهم وآدابهم وإيمانهم ، متهكمين ومستهزئين بأسلافهم وآبائهم وإخوانهم ، مستبدلين من الأخلاق الجميلة كل خلق رذيل ، منحرفين من الصراط السوي إلى منحرف السبيل ، كيف يرضى مسلم أن يختارها لأولاده وهم عنده ودائع وأمانات ، وكيف يضعهم في شبكة الهلاك ، فهذا أكبر الخيانات ، وكيف يرضى أن يخسر ولده بسعيه واختياره ، ويذهب عمله سدى بل ضررا إذا باء بغبنه وخساره ، ألم يكن عندكم وفي بلادكم من مدارس الحكومة ما يحصل به المقصود ، وفيها الأساتذة المعروفون بالعلم والدين وبذل المجهود ، ألم تبذل الحكومة لراحة الجميع خير مجهود ،ألم تروا من آثار أعمالهم ومنفعة المتعلمين ماهو محسوس ومشهود ، ففيم الرغبة بعد هذا في مدارس الأجانب التي نفعها الدنيوي طفيف بالنسبة إلى ما فيها من الأضرار ، وعاقبة المتخرجين منها في الغالب الهلاك والبوار ، كل تعليم لا يقوم على الدين فهو ساقط منهار ، وقل سعي لايصلح الأخلاق فهو سفه وخسار ، وإذا ذهب الدين فبأي شيء تفرح ، وإذا خسرت الأخلاق الفاضلة فبأي سلعة تربح ، وإذا اضمحلت الآداب فمتى تفلح وتنجح ، - قال تعالى -: "ويل لكل أفاك أثيم ¤ يسمع ءايت الله تتلى علية ثم يضر مستكبرا كأن لم يسمعها ¤ فبشره بعذاب أليم " [الجاثية : 6-8] .
راجع هذا الموضوع بتمامه وهو من خطب للعلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي في كتابه الفواكه الشهية في الخطب المنبرية ويليه الخطب المنبرية على المناسبات .
وللموضوع له بقية تابع العدد (2)
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل العالمين ، وسيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين .
أما بعد:
أخي اتق الله بفعل أوامره وترك نواهيه ، وتجببوا إليه بفعل ما يحبه ويرضيه ، واعلموا أن الله من عليكم بدين الإسلام ، الذي فيه السعادة والفلاح ، والخير كله على التمام ، أنقدكم به من الضلالة والشقاء ، وأرشدكم به إلى كل خير ورشد وهدى ، - قال تعالى - "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وادكروا نعمت الله عليكم إدكنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقدكم منها كذلك يبين الله لكم ءايته لعلكم تهتدون" إلى " عظيم " [آل عمران : 103 - 105] .
واحذروا أعداء الإسلام ، فإنهم لا يزالون يبغون لكم لكم الغوائل ، وينصبون لإضلالكم المصائد والحبائل ، فأعظم حبائلهم مدارسهم التى لم تؤسس إلا لإضلال الناس ، ولا بنيت إلا لإفساد العقائد والأخلاق ، فبئس الأساس ، انظروا إلى آثارها ومن يتخرج منها كيف انسلخوا وانحلوا من الدين ، وكيف كان الاستهزاء واحتقار الدين مهنة هؤلاء الأرذلين ، فكم أخرجت هذه المدارس المنحرفة من أبناء المسلمين من كانوا للإسلام أكبر الأعداء ، ويظن الغالطون أنها أدوية لأمراضهم ، وكانت - والله - أعظم الداء ، ويعتبرونها نافعة لهم في دنياهم ، فكانت هي الشر والبلاء ، خرجوا منها منسلخين من أخلاقهم وآدابهم وإيمانهم ، متهكمين ومستهزئين بأسلافهم وآبائهم وإخوانهم ، مستبدلين من الأخلاق الجميلة كل خلق رذيل ، منحرفين من الصراط السوي إلى منحرف السبيل ، كيف يرضى مسلم أن يختارها لأولاده وهم عنده ودائع وأمانات ، وكيف يضعهم في شبكة الهلاك ، فهذا أكبر الخيانات ، وكيف يرضى أن يخسر ولده بسعيه واختياره ، ويذهب عمله سدى بل ضررا إذا باء بغبنه وخساره ، ألم يكن عندكم وفي بلادكم من مدارس الحكومة ما يحصل به المقصود ، وفيها الأساتذة المعروفون بالعلم والدين وبذل المجهود ، ألم تبذل الحكومة لراحة الجميع خير مجهود ،ألم تروا من آثار أعمالهم ومنفعة المتعلمين ماهو محسوس ومشهود ، ففيم الرغبة بعد هذا في مدارس الأجانب التي نفعها الدنيوي طفيف بالنسبة إلى ما فيها من الأضرار ، وعاقبة المتخرجين منها في الغالب الهلاك والبوار ، كل تعليم لا يقوم على الدين فهو ساقط منهار ، وقل سعي لايصلح الأخلاق فهو سفه وخسار ، وإذا ذهب الدين فبأي شيء تفرح ، وإذا خسرت الأخلاق الفاضلة فبأي سلعة تربح ، وإذا اضمحلت الآداب فمتى تفلح وتنجح ، - قال تعالى -: "ويل لكل أفاك أثيم ¤ يسمع ءايت الله تتلى علية ثم يضر مستكبرا كأن لم يسمعها ¤ فبشره بعذاب أليم " [الجاثية : 6-8] .
راجع هذا الموضوع بتمامه وهو من خطب للعلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي في كتابه الفواكه الشهية في الخطب المنبرية ويليه الخطب المنبرية على المناسبات .
وللموضوع له بقية تابع العدد (2)