بسم الله الرحمن الرحيم
تفريغ الدرس الأول من كتاب الفتن من صحيح البخاري
للعلامة يحي بن علي الحجوري ـ حفظه الله تعالى ـ
تفريغ الدرس الأول من كتاب الفتن من صحيح البخاري
للعلامة يحي بن علي الحجوري ـ حفظه الله تعالى ـ
نسأل الله تعالى أن ينفع به الإسلام والمسلمين والسلفين خاصة.
وإليكم التفريغ :
قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ابن المغيرة البخاري ـ رحمه الله ـــــــ " كتاب الفتن
" ـــــــ قال الإمام ابن حجر ـ رحمه الله ـ: ـــــــ" وَالْفِتَن جَمْع فِتْنَة ، قَالَ الرَّاغِب : أَصْل الْفِتَن إِدْخَال الذَّهَب فِي النَّار لِتَظْهَر جَوْدَته مِنْ رَدَاءَته ، وَيُسْتَعْمَل فِي إِدْخَال الْإِنْسَان النَّار وَيُطْلَق عَلَى الْعَذَاب كَقَوْلِهِ ( ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ) ، وَعَلَى مَا يَحْصُل عِنْدَ الْعَذَاب كَقَوْلِهِ تَعَالَى ( أَلَا فِي الْفِتْنَة سَقَطُوا ) ، وَعَلَى الِاخْتِبَار كَقَوْلِهِ ( وَفَتَنَّاك فُتُونًا ) ، وَفِيمَا يُدْفَع إِلَيْهِ الْإِنْسَان مِنْ شِدَّة وَرَخَاء ، وَفِي الشِّدَّة أَظْهَر مَعْنًى وَأَكْثَر اِسْتِعْمَالًا ، قَالَ تَعَالَى ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْر فِتْنَة ) وَمِنْهُ قَوْله ( وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَك ) أَيْ يُوقِعُونَك فِي بَلِيَّة وَشِدَّة فِي صَرْفك عَنْ الْعَمَل بِمَا أُوحِيَ إِلَيْك . وَقَالَ أَيْضًا الْفِتْنَة تَكُون مِنْ الْأَفْعَال الصَّادِرَة مِنْ اللَّه وَمِنْ الْعَبْد كَالْبَلِيَّةِ وَالْمُصِيبَة وَالْقَتْل وَالْعَذَاب" ـــــــ هذا نقل عن الراغب من مفردات القرآن ــــــ "وَالْمَعْصِيَة وَغَيْرهَا مِنْ الْمَكْرُوهَات : فَإِنْ كَانَتْ مِنْ اللَّه فَهِيَ عَلَى وَجْه الْحِكْمَة ، وَإِنْ كَانَتْ مِنْ الْإِنْسَان بِغَيْرِ أَمْر اللَّه فَهِيَ مَذْمُومَة ، فَقَدْ ذَمَّ اللَّه الْإِنْسَان بِإِيقَاعِ الْفِتْنَة كَقَوْلِهِ ( وَالْفِتْنَة أَشَدّ مِنْ الْقَتْل ) وَقَوْله ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات ) وَقَوْله ( مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ ) وَقَوْله ( بِأَيِّكُمْ الْمَفْتُون ) وكَقَوْلِهِ ( وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوك ) . وَقَالَ غَيْره : أَصْل الْفِتْنَة الِاخْتِبَار ، ثُمَّ اُسْتُعْمِلَتْ فِيمَا أَخْرَجَتْهُ الْمِحْنَة وَالِاخْتِبَار إِلَى الْمَكْرُوه ، ثُمَّ أُطْلِقَتْ عَلَى كُلّ مَكْرُوه أَوْ آيِل إِلَيْهِ كَالْكُفْرِ وَالْإِثْم وَالتَّحْرِيق وَالْفَضِيحَة وَالْفُجُور وَغَيْر ذَلِكَ ."ـــــ ويعتني بذلك أيضا الفيروز آبادي في كتابه [بصائر ذوي التميز بتصريف هذه الكلمات من القرآن وبيان معانيها ، فالحافظ يعول على الراغب وذاك يستفيد بعد ذلك ممن مضى لكنه ربما توسع في بعض المسائل عن الحافظ ، وعنده زلقات صوفية أعني (الفيروز آبادي)، وهذا لم يَسلم من الأشعرية ففي بعض التأويلات ما يحتاج إلى تَنبُّه لاسيما فيما يتعلق بالصفات أمّا في هذا المعاني فأمر يسير .
قال البخاري ـ رحمه الله ـــــــ " باب ما جاء في قول الله تعالى
{ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً }
وَمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَذِّرُ مِنْ الْفِتَنِ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ "ــــ يعني المديني ـــ "حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ قال حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ قَالَتْ أَسْمَاءُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَنَا عَلَى حَوْضِي أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ فَيُؤْخَذُ بِنَاسٍ مِنْ دُونِي فَأَقُولُ أُمَّتِي فَيُقَالُ لَا تَدْرِي مَشَوْا عَلَى الْقَهْقَرَى
قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا أَوْ نُفْتَنَ "
قال " حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قال حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ لَيُرْفَعَنَّ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ حَتَّى إِذَا أَهْوَيْتُ لِأُنَاوِلَهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي فَأَقُولُ أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي يَقُولُ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ"
"قال حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ رضي الله عنه يقول يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ وَرَدَهُ شَرِبَ مِنْهُ وَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا لَيَرِدُنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ
قَالَ أَبُو حَازِمٍ فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا فَقَالَ هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فِيهِ قَالَ إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي "ـــــــــــ
اشتمل هذا الباب على أية من سورة الأنفال وعلى حديث أسماء وأثر لابن مليكة في الاستعاذة من الفتن والرجوع بعد الحور إلى الكور ، ثم حديث عبد الله ابن مسعود ، ثم حديث سهل ابن سعد وأبي سعيد ، هذه أربعة أحاديث ، وبدأ بذكر أحاديث في الحوض لأن المصروفين عن ورود الحوض هم المفتونون من ذوي الأهواء إما من المفتونون من الإسلام إلى الردة كما حصل من بعض الذين رأوا النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنين به ثم ارتدُّوا على أعقابهم من أهل الردة، لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم أصحابي فيقال له :لا تدري ما أحدثوا بعدك ؛أي ارتدوا فتنوا ورجعوا القهقرى ، وهذا يا إخوان شأن من يكون على حرف من الدين وليس على إيمان متين يقول الله ـ عز وجل ـ {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } [ الحج :11].
فالذي على جانب من الدين أي على حرف منه ، إن اعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) }[ البقرة ] .
التذكير لمثله لا ينفع حتى بتقوى الله أو بغيرها، لا تزيده إلا عتوا وعزّة وكبرياء ، أمّا من خالط الإيمان بشاشة قلبه فإن مثل هذا يزداد إيمان على إيمانه
{ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا (76) }[ مريم ].
{وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا}[المدثر:31].ومثل هذا صاحب الإيمان واللجوء إلى الله ـ سبحانه وتعالى ـ يُعتبر أوابا ، والله يقول {فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا } [الإسراء :25].
وإنما هذا حال أعني (الراجعين القهقرى) ، حال من يماسك بدنيا أو بثناء أو برياسة أو بجانب أو بأخر فإذا خلي عنه ذلك الجانب تفلَّت عن الدين ، إمَّا بترغيب يُماسك وإمّا بترهيب، فإذا لم يجد ما كان عليه من قبل تَفلّت ، وغالب الذين ارتدُّوا على أدبارهم في القرن الأول هم من الذين وصفهم الله بما تقدم ذكره من المؤلفة قلوبهم ، فلمَّا لم يحصل لهم تألف كما كان هو المقصود رجعوا القهقرى ، بل حاربوا الإسلام أبى الله إلا أن يهزمهم وإلا فحاربوا الإسلام ، المرتدون قاموا بحرب ضروس على الإسلام بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ، فأبى الله إلا كبتهم ، وإلا فقد أرادوا كبت الإسلام في عقر داره ،
ثم إن الفتنة إذا أرخت أجناحها ، وضربت في أطنابها في مكان لا تكاد تقتصر على المفتونين بل تتعدى وتتجاوز وتطمح إلى الصالحين فلربمَّا أصيبوا بمعرتها بشيء من ذلك لقول الله: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}[الأنفال :25] .
فهي ليست مقتصرة على الظالمين وإن كانوا هم أهلها، ولكن قد تصل إلى أناس صالحين فيفتنون بالظالمين
{ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ}[ التوبة :47] .
وقال الله {لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ ــ بسبب تقليب الأمور يحصل فتنة على الصالحين ــوَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ }[ التوبة :48].
{يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا} [الأحزاب:13]. {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} [الأحزاب :12].
لهذه الأمور يحصل للصالحين بعض الشبه فيتأثرون بها، ولم يسلم من حادثة الإفك بعض الصالحين وقد عُلم من تولّى كبره {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[النور :11].
ومع ذلك تأثَّر بعض الصالحين بمن تولّى كبره وبجنوده، هذا نمودج أن الفتنة لا تصيب الظالمين خاصة وإنما لها أضرار جانبية وأمامية وخلفية ، حتى بعدها أيضا لها أضرار بعدها، وقد علمتم ما حصل من الفتنة في مقتل عثمان ولا تزال الفتنة بعد مقتل عثمان إلى الآن وإلى ما شاء الله ، خرجت أمم من الضلال ؛ انشقت الرافضة انشقت الناصبة بسبب هذه الفتنة ،
فالفتن لها أثار حالية أي في حال حصولها وخلفية أي بعدها وعواقبها ، وهكذا جانبية هناك فتن جانبية عن ذات اليمين وذات الشمال فلا تكاد التخلص منها إلا بشق الأنفس ، كبرت الفتنة أو صغرت حتى فتنة ابن صياد كم لها من فتنة حصلت على الصحابة وكم لها من خلاف بين أوساط الصحابة من أجل الوَرِع غلمان من الغلمان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتابعه ويفضحه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك بقيت معرتها حتى كان يختلف الصحابة من أجله منهم من يقول دجال ومنهم من يقول ليس بدجال، الدجال ما يدخل مكة والمدينة، وهكذا ورِع من الورعان ،
ثمّ إن المُوفِّق يتجنب الفتن ومن لطمته الفتة يُخشى عليه أن يُصدى عن الحوض ، هذه مناسبة ذكر الإمام البخاري وتصدير الإمام البخاري لهذه الأحاديث في الحوض في كتاب الفتن ، أن الفتنة هي الصارفة للمؤمنين عن ورود الحوض ، وكل من صُرف عن الحوض وصُدّ عن الحوض بسبب الفتنة من المسلمين جميعا ، بسبب البدع والمحدثات والشركيات وغير ذلك ، بسبب الإحداث في الدين " لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " بسبب التغيير
{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }[الأنفال :53] .
غيّروا ما بأنفسهم ، بسبب الحور بعد الكور، بسبب نقض الغزل أنكاتا ، بسبب مجالسة المفتونين ، يصدُّ عن الحوض ، هذه أسباب الصد بسبب تناسي الخير والهدى ، بسبب تحقير ما عظم الله من السنة والعلم والدين ثم يذوق مررة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم تقدم زمانه أو تأخر سواء كان في القرون الأول أو القرون الأخر ، كل من غيّر وبدّل فيما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مسحوق مدعو عليه بالسحق وبالإبعاد فماذا يُنتظر من إنسان غيَّر في دين الله إلا أن يسحقه الله وهذا والله بشرى أن من غيّر في دين الله أنه مسحوق ن وأنه مُبعد وأنه لا ضَفر له ولا فائدة معه ولا ربح معه ، وأنت لو تأملت مثل هذا الحديث ترى أن البدع تقوم بشدة ثم تسحق سحقا سحقا، تقوم بشدة ثم تُبعد ، بشدة تجعل الحليم حيران وبشدة تجعل المؤمن يتخوف يقول هذه مهلكتي هذه هذه ، ولا تدري وقد انزحت قليلا، قليلا ،قليلا حتى ذبت كما يذاب الملح في الماء ، وإن بقي لها أثار بقيت صولة أهل الحق عليها ،حتى وإن بقي لها ذكر تفضلوا وفقكم الله . اهـ
تعليق