بسم الله الرحمن الرحيم
هذه بعض الأسئلة من إخواننا أهل السنة في ليبيا يرغبون في الإجابة عنها:
سؤالهم الأول :يقولون في هذه الأيام نرى شيئا من الفسحة للسلفيين عندنا وفي مناطقنا , ولكن نرى من بعضهم تكاسل في الدعوة في الوقت الذي يجب أن تتظافر الجهود في ذالك فنحب منكم نصيحة لعل الله أن ينفع بها؟ وكذالك حول الإجتهاد في طلب العلم؟
الجواب:
فعلًا إن الأمر فرص ومادام أن الله سبحانه وتعالى أزال عنهم ذالك المجرم وهيأ لهم في الوقت, وهيأ لهم أيضًا في البلاد, ما يستطيعون نشره مسابقة للباطل فأذكرهم أنهم لا يأمنوا صولة الباطل سواء كثر السلفيون أو قلّوا في ذالك البلد وأن الحق والباطل يتصارعان على مرّ التاريخ ولقد مكثوا دهورًا لم يجدوا هذه الفرصة وليعلموا وفقهم الله والسامعين أن أعداء الله الكفار لا يتركون لهم ولا لغيرهم المجال والفرصة تسمح لهم باستمرار ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النّصارى حتى تتبع ملّتهم),( مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ).
ومادام هناك عندهم متسع للدعوة إلى الله عز وجل فلينهضوا في هذا الشأن من كانت له قدرة يجب عليه أن يعتني بنشر دين الله بقدر مستطاعه قال الله عز وجل: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)- [النحل/125] وقال الله عز وجل : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)- [يوسف/108] هذا سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره الله عز وجل بالقيام به ولنا به إسوة حسنة ولا أحسن من ذالك أبدًا, (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)- [فصلت/33] هذا السبيل سبيل الدعوة إلى الله عز وجل سبيل جميع الأنبياء وأنا أقول لكم ولمن يسمع ,المسألة فرص عندنا وعندكم وفي سائر من يجد مجالًا في نشر دين الله فإنه والله من وجد مجالًا أن يعلم الواحد والإثنين والعشرة والأكثر يفقهون دين الله فإن هذا في حقه من النعم (لأن يهدي الله بك رجل واحدًا خير لك من حمر النعم) رجلًا واحدًا! فاجتهدوا في نشر التوحيد والسنة وتدريس العلم بشتى أنواعه ومن هنا قد خرج أناس على خير عندهم قدرة في تدريس العامة وغير العامة ممن يحب أن يستفيد في القرآن ويستفيد في السنة ويستفيد في اللغة العربية وفي مصطلح الحديث علوم الحديث وفي فنون طيبة مباركة فإيانا وإياكم وإياهم أي غيرنا أن نشغل عن العلم وعن ما هو أهم عندنا من غيره وإذا حصل أن الإنسان دفع عن نفسه شرًا فبمقدار ما يندفع الشر ثم يعود إلى شأنه ولا يسترسل ولا يستجرينه الشيطان في أهواء, وقد ثبت من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قالوا يا خيرنا وابن خيرنا وياسيدنا وابن سيدنا قال أيها الناس قولوا بقولكم الأول ولا يستجرينّكم الشيطان وفي لفظ ولا يستهوينّكم الشيطان والشاهد أن الشيطان يستجري الإنسان ويستهويه فربما كان في عمل صالح يبالغ فيه حتى يبعده مما هو خير له من ذالك الذي اندمج فيه حتى غلى ,أو حتى إفتأت ,وما سيرة من غلى ممن مضى إلى على هذا المنوال أعني يستجريه الشيطان فكن متزنًا أيها السني أعني بذالك أنك تضبط نفسك على الأمر المهم تقاوم ذالك الشر ثم تعود إلى ذالك الخير الذي أنت عليه كما كنت في الخيرذالك الذي كنت عليه أيضًا تسير على ما أنت عليه تارة تجد نفرة من القرآن عود نفسك على الرجوع إلى القرآن ومراجعته وتدبره والاستفادة من معانيه تارة تجد نفرة من علم الحديث حاول تهجم على علم الحديث وتعود نفسك على محبته وترويض النفس عليه تارة ترغب في المطالعة وتجنح عن البحث حاول أنك تعود إلى المكتبة وتبحث ولا تدري إلا وانشرح صدرك وما تحب أن تخرج من المكتبة وهكذا كل ما نفرت نفسك من شيء وهو من دين الله ومهم في شأنك لا تدع لنفسك مجال للنفور عن كل خير وعن أي خير بل حاول تكون سباق في ذالك (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ)- [المؤمنون/57] (وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ)- [المؤمنون/58] -(وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ)- [المؤمنون/59] (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)- [المؤمنون/60] (أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)- [المؤمنون/61] وهذا يصدق على الأوابين الأواب هو الرجاع إلى الله سبحانه وتعالى إذا حصل له فتور أو ضعف رجع استغفر الله أكثر من ذكر الله استعان بالله رجع إلى الخير كل ما حصلت له غشاوة استبصر (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)- [الأعراف/201] هكذا وصف الله المتقين وعلموا أن أساس دين الله هو نشره تعلمه وتعليمه هذا هو أساس دين الله العلم النافع ثمرته العمل الصالح فلا ينشغل الإنسان عن أصل العلم الأصولي علم الأصول كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم علمًا وعملًا ودعوة ولقد قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء أعمارهم من بعثتهم إلى وفاتهم عليهم الصلاة والسلام فيم أمرهم الله عز وجل به من نشر دين الله هذا هو الفلاح أفلح المؤمنون بإيصال هذا الذين إليهم عن طريق نبي الله عليه الصلاة والسلام قال الله سبحانه (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)- [آل عمران/104] فأالله الله أهل السنة في الاهتمام بطلب العلم والاهتمام بإنزال كل أمر بمنزلته فإذا اعتدى الأعداء دفع عن نفسه وهذا عمل بالعلم وجاهد في الله كما أمره الله عز وجل وإذا يسر الله له شيء من الفرصة تيسر له بعض الفرص السانحة للتفرغ للعلم فقبل على العلم وما شأنه إلا خدمة دين الله وطلب العلم والتفقه في شرع الله عز وجل (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين )علم وعمل فلا يصلح أن يقال إننا لسنا مثلًا إننا القصد أننا دعوتنا لاتدفع عن نفسها باعتبارها أنها دعوة رحمة وتفسيرها دعوة رحمة لا تدفع عن نفسها! هذا ليس من الرحمة بل من المأثمة فمن الرحمة أنها تدفع عن نفسها مهم كان بقدر المستطاع ومن العمل بالعلم أنها تدفع عن نفسها ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فهو قدوتنا وسيرته موجودة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)- [التوبة/100] وإذا قرأت سيرة السابقين الأولين والمهاجرين والأنصار رأيت مالا تستطيع القيام به بالنسبة لك على ضعف إيماني وإيمانك من الوقوف أمام أعداء الله ومن نصرة دين الله ومن حمل شرع الله والدعوة إلى الله وسائر ما هو من شؤون العلم والتعليم ونفع الأمة فلا يجعل الإنسان علمه أي لا يجعل الإنسان شأنه بين التوكل والتواكل يعني لا إفراط ولا تفريط فلا يكون متواكلًا الدعوة السلفية دعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلى الهدى إلى العلم إلى السنة إلى البعد عن الفتن لكن ماهي دعوة صوفية ماهي صوفية الدعوة السلفية دعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإلى الهدى وإلى العلم لكن ليس معناه أنك إذا كنت سلفيًا تكون جبانًا ما تستطيع تدفع عن نفسك العدو وخلاص واذبحني وخلاص أطفيء نور الله ما هو صحيح ولا هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحبه ولو كان هكذا سلفيًا ما أوصل إلينا شيء من دين الله ما وصل إلينا دين الله صافيًا نقيًا تم اعلم أن السني مجاهد باستمرار (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)- [العنكبوت/69] فهو تارة بلسانه وتارة ببنانه وتارة بجنانه وبسائر شؤونه مجاهد فعًلا أهل السنة من سلفنا رضوان الله عليهم على هذا الحال فهو مجاهد باستمرار إن رأى بدعة جاهدها وإن رأى فتنة قاومها وجاهدها وإن حصل اعتداء جاهده وهكذا قال الله سبحانه وتعالى (أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب )- [آل عمران/195] قال ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون )- [الحج/77] ( وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير )- [الحج/78] الأية
سؤالهم الثاني: يقولون: هل يجوز هدم الأضرحة دون النظر إلى المفسدة التي من الممكن أن تحصل بعد ذالك؟
الجواب:
إذا رأيت منكرًا تقدر على تغييره قم بذالك حتى وإن كان يخشى من شيء من الأذى والضرر تتحمله فاصبر على ذالك قال النبي صلى الله عليه وسلم (كان الرجل يوضع في الحفرة تم يمشط بأمشاط الحديد مادون لحمه وعظمه ما يصده ذالك عن دينه والله ليتمّنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه ) الحديث الشاهد من هذا الثبات على الدين وأن الإنسان إن حصل له أذى في جانب دين الله أن هذا لا يثنيه عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يرحم الله موسى قد أودي بأكثر من ذالك فصبر قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ)- [الأنعام/34] ما جاء أحد مثل ما جئت به إلا عودي قال النبي صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى نبي ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون لا شك في حصول الأذى وربما شيء من الضرر ولقد حصل الضرب لأئمة وفي كتاب المحن نعم ذكر جملة من المضروبين وممن حصلت لهم محن عظيمة في جانب دين الله الإمام مالك, سعيد بن المسيب, الإمام أحمد, شيخ الإسلام أمة منهم من سجن منهم من قتل منهم من شرد في زمن الحجاج لذالك من أجل دين الله وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)- [لقمان/17] وإن كان هناك مفسدة تتوقع بل ترى أنها أشد وأعظم تهدم قبر ويحصل من الضرر ما لا يكون ورائه نفع في ذالك القبر من قتل وقتال ومن الغد ومن الوقت القريب قاموا فبنوه ورمموه وأصلحوه ورفعوه وبالغوا في الإطراء له ما كانت هناك نتيجة فلابد من أنه لا يكون تغيير المنكر بأنكر ننصح بهدم الأضرحة المرتفعة (لا تدع قبرًا مشرفًا إلا سويته ولا صورة إلا طمستها) هكذا أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي إبن أبي طالب رضي الله عنه والوصية لسائر أمته ويكون ذالك بأن لا يؤدي لمفسدة لمنكر أنكر منه تغيير منكر إلى ما هو أنكر وإن كان عبارة عن توقعات وما إلى ذالك يصبر الإنسان يصبر ويغير المنكر .
السؤال الثالت:ما الراجح عندكم في مسألة العذر بالجهل في مسائل العقيدة؟
الجواب :
قال الله عز وجل: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)- [الإسراء/15] وقال الله عز وجل: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ)- [القصص/59] وقال الله عز وجل: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)- [النساء/115] جملة من الأدلة نظير ما تقدم تدل على العذر بالجهل في سائر أمور دين الله سواء في العقيدة وفي غيرها وقد توسع الإمام ابن كثير رحمه الله شيئا ما في هذه المسألة عند الآية المذكورة من تفسيره عند قول الله عز وجل (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) والشنقيطي أيضًا له كلام جيد وهناك أجزاء مصنفة وخلاصة القول ما سبق .
السؤال الرابع:
شخص يقوم بتهريب الديزل إلى إحدى الدول المجاورة , ويتاجر به من غير علم الدولة, فما حكم هذا العمل, وكذالك غيره من الأعمال التي تمنعها الدولة لمصلحة ما؟
أجيب عن هذا سابقًا بما حاصله أنه ينصح باجتناب ذالك لما قد يتوقع من الضرر التابع لمثل هذا غالب ما يحصل من مثل ذالك لقصد شيء من زائد الأرباح -لا- لأنه شيء لابد منه قد اضطر أليه حتى بلغ إلى حالة لابد أن يفعل ذالك.
السؤال الخامس:
يقولون : ما حكم المشاركة في البرلمانات والانتخابات التي من المزمع إقامتها في بلادنا أي ليبيا خلال الفترة المقبلة ؟
الجواب هو ما تقدم ؛ المشاركة في البرلمانات والانتخابات لا تجوز لأنها تقليد للكفار ولأنها مليئة بالمخالفات والأضرار ، وفي المبادئ المفيدة باعتبار أن الصغار أصلحهم الله ربما تأثّروا ببعض ما يسمعون أو يرون قلنا ندخل لهم كلمة من هذه أو بعض الفقرات أدخلنا لهم عدة كلمات لمعرفتها خوفاً عليهم من هذا الضرر ومن هذا السوء والحمد لله منشورة أيضاً في كثير من الأماكن وفي الموقع .
الانتخابات محرمة لأنها من النظام الديمقراطي المحرم ,ولأنها تقليد للكفار ولأنها مفاسد ,ولأنها فيها مساواة صوت الرشيد بصوت الفاسق ,وغير ذلك من البلاء، وهكذا أيضاً يعني التوسع في أمر الحزبية ,الحزبية محرّمة نشروا ورقة فيها فلان من حزب كذا وفلان له حزب كذا وفلان له حزب كذا وآخرون يقولون أنهم سيجعلون حزب للسلفيين ننصحهم بتقوى الله وأن يجنّبوا هذا المنهج الصافي المخالفات الشرعية سواء أصحاب جمعية الحكمة وأصحاب تلك الجمعيات أوغيرهم لا يعرضون أنفسهم لمزيد من المخالفات بالحزبية هذه و والله يعلمون ذمّها من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا))إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أمة وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) ، فكتابنا واحد ونبينا واحد صلى الله عليه وسلم وقبلتنا واحدة وسنتنا واحدة لا يحتاج المسلمون أن يتمزّقوا هذا التمزق كل حين هذا له حزب كذا وهذا له حزب كذا وهذا له حزب كذا يعني كل من رأى واحد معه حزب ومن معه مجموعة من الناس اتّخذ له حزباً ، من معه مجموعة من الناس كوّن له حزباً على ذلك المنوال نسأل الله العافية ، هذا ضرر على البلاد والله ,كل ما توسعت الأحزاب ازدادت الفتن وازداد الفشل وكل يريد أن يضاعف جهده في حزبه وربما ضاد الآخرين ومن أول يوم والصراخ حاصل على هذه الأفعال أنها لا تجوز ، فمن يقول مثلاً أن كل السلفيين سيكونون تحت حزب ؛ هذا الكلام يتكلّم به عن نفسه ، الحزبية محرّمة عدا حزب الله عز وجل الذي هو إتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أمر الله المؤمنين كلهم أن يكونوا كذلك ، الحزبية محرّمة وقد ذاقوا مرارتها وتكلّم بمرارتها من ذاق مرارتها وعرف شؤمها وأدلة ذلك كثيرة . وهذا القول ما هو صحيح وما كنا عليه ولله الحمد لا نزال عليه من البعد عن المخالفات الشرعية ، البدع والخرافات والحزبيات في سرائنا وضرائنا إلى أن ربنا يتوفّانا نسأل الله الثبات على دينه وأن لا يفتننا في ديننا وأن لا يخذلنا ، نسأل الله العافية وهؤلاء الذين يفتنون الناس سواء كان من الرافضة أو من والاهم الله لهم بالمرصاد( إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ) ) فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
الشاهد بارك الله فيكم أن هذا القول الله يصلح العباد .
يا إبني الحزبية حرام ولا حلال؟
الجواب : حرام _ الحزبية حرام
والإنتخابات حرام وإلا حلال ؟
الجواب : حرام طيب ، بارك الله فيكم .
السؤال السادس:
رجل طلق إمرأته فهل أبوه لا يزال محرم لها ؟
الجواب:
نعم محرم لها ولو طلقها أبنه.
السؤال السابع:
يقولون ماصحة قول بعضهم إن الفتوى تتغير بتغير الزمان, والمكان؟
الجواب:
أما بنسبة لدين الله فهو دين الله والحق هو الحق والدليل هو الدليل إذا اتحدت المسائل وأما بحسب أحوال الناس مثلًا هذا له حالة تضطره ,وهذا له حالة غير إضطرارية, نعم فالنظر إلى أحوال الناس من حيث إضطراره وعدم إضطراره ومن حيث حكمه قد يختلف مثًلا الحكم يأتيك هذا ويقول وقع على امرأته في نهار رمضان ماذا عليه تقول عليك تحرير رقبة لأنه موسر يستطيع أن يعتق يأتيك هذا فقير نقير ما يستطيع لا تحرير رقبة ولا إطعام البتة تقول صوم شهرين متتابعين هكذا وإلا لا وكله دليل واحد فهذا حكمه وهذا حكمه وكله بدليله أما في إطار الأدلة لا يجوز تغيير باعتبار إفتآت على الأدلة -لا -لا يجوز _إنما أحوال الناس تختلف في ما كان ينطبق عليه الدليل فلابأس .
واحد عندنا في دماج يقول أريد أن أصلي بنعلي نقول جزاك الله خيرًا صلي في نعليك نظف نعليك وصلي فيهما.
واحد يقول أنا سأذهب إلى مسجد من مساجد عوام الناس أبغى أطبق هذي السنة خلهم لو ضاربوا أضارب نقول له لا لا تفعل وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم حافيًا ومنتعلًا وكله سنة وفي إطار الدليل .
هذه بعض الأسئلة من إخواننا أهل السنة في ليبيا يرغبون في الإجابة عنها:
سؤالهم الأول :يقولون في هذه الأيام نرى شيئا من الفسحة للسلفيين عندنا وفي مناطقنا , ولكن نرى من بعضهم تكاسل في الدعوة في الوقت الذي يجب أن تتظافر الجهود في ذالك فنحب منكم نصيحة لعل الله أن ينفع بها؟ وكذالك حول الإجتهاد في طلب العلم؟
الجواب:
فعلًا إن الأمر فرص ومادام أن الله سبحانه وتعالى أزال عنهم ذالك المجرم وهيأ لهم في الوقت, وهيأ لهم أيضًا في البلاد, ما يستطيعون نشره مسابقة للباطل فأذكرهم أنهم لا يأمنوا صولة الباطل سواء كثر السلفيون أو قلّوا في ذالك البلد وأن الحق والباطل يتصارعان على مرّ التاريخ ولقد مكثوا دهورًا لم يجدوا هذه الفرصة وليعلموا وفقهم الله والسامعين أن أعداء الله الكفار لا يتركون لهم ولا لغيرهم المجال والفرصة تسمح لهم باستمرار ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النّصارى حتى تتبع ملّتهم),( مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ).
ومادام هناك عندهم متسع للدعوة إلى الله عز وجل فلينهضوا في هذا الشأن من كانت له قدرة يجب عليه أن يعتني بنشر دين الله بقدر مستطاعه قال الله عز وجل: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)- [النحل/125] وقال الله عز وجل : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)- [يوسف/108] هذا سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره الله عز وجل بالقيام به ولنا به إسوة حسنة ولا أحسن من ذالك أبدًا, (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)- [فصلت/33] هذا السبيل سبيل الدعوة إلى الله عز وجل سبيل جميع الأنبياء وأنا أقول لكم ولمن يسمع ,المسألة فرص عندنا وعندكم وفي سائر من يجد مجالًا في نشر دين الله فإنه والله من وجد مجالًا أن يعلم الواحد والإثنين والعشرة والأكثر يفقهون دين الله فإن هذا في حقه من النعم (لأن يهدي الله بك رجل واحدًا خير لك من حمر النعم) رجلًا واحدًا! فاجتهدوا في نشر التوحيد والسنة وتدريس العلم بشتى أنواعه ومن هنا قد خرج أناس على خير عندهم قدرة في تدريس العامة وغير العامة ممن يحب أن يستفيد في القرآن ويستفيد في السنة ويستفيد في اللغة العربية وفي مصطلح الحديث علوم الحديث وفي فنون طيبة مباركة فإيانا وإياكم وإياهم أي غيرنا أن نشغل عن العلم وعن ما هو أهم عندنا من غيره وإذا حصل أن الإنسان دفع عن نفسه شرًا فبمقدار ما يندفع الشر ثم يعود إلى شأنه ولا يسترسل ولا يستجرينه الشيطان في أهواء, وقد ثبت من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قالوا يا خيرنا وابن خيرنا وياسيدنا وابن سيدنا قال أيها الناس قولوا بقولكم الأول ولا يستجرينّكم الشيطان وفي لفظ ولا يستهوينّكم الشيطان والشاهد أن الشيطان يستجري الإنسان ويستهويه فربما كان في عمل صالح يبالغ فيه حتى يبعده مما هو خير له من ذالك الذي اندمج فيه حتى غلى ,أو حتى إفتأت ,وما سيرة من غلى ممن مضى إلى على هذا المنوال أعني يستجريه الشيطان فكن متزنًا أيها السني أعني بذالك أنك تضبط نفسك على الأمر المهم تقاوم ذالك الشر ثم تعود إلى ذالك الخير الذي أنت عليه كما كنت في الخيرذالك الذي كنت عليه أيضًا تسير على ما أنت عليه تارة تجد نفرة من القرآن عود نفسك على الرجوع إلى القرآن ومراجعته وتدبره والاستفادة من معانيه تارة تجد نفرة من علم الحديث حاول تهجم على علم الحديث وتعود نفسك على محبته وترويض النفس عليه تارة ترغب في المطالعة وتجنح عن البحث حاول أنك تعود إلى المكتبة وتبحث ولا تدري إلا وانشرح صدرك وما تحب أن تخرج من المكتبة وهكذا كل ما نفرت نفسك من شيء وهو من دين الله ومهم في شأنك لا تدع لنفسك مجال للنفور عن كل خير وعن أي خير بل حاول تكون سباق في ذالك (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ)- [المؤمنون/57] (وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ)- [المؤمنون/58] -(وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ)- [المؤمنون/59] (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)- [المؤمنون/60] (أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)- [المؤمنون/61] وهذا يصدق على الأوابين الأواب هو الرجاع إلى الله سبحانه وتعالى إذا حصل له فتور أو ضعف رجع استغفر الله أكثر من ذكر الله استعان بالله رجع إلى الخير كل ما حصلت له غشاوة استبصر (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)- [الأعراف/201] هكذا وصف الله المتقين وعلموا أن أساس دين الله هو نشره تعلمه وتعليمه هذا هو أساس دين الله العلم النافع ثمرته العمل الصالح فلا ينشغل الإنسان عن أصل العلم الأصولي علم الأصول كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم علمًا وعملًا ودعوة ولقد قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء أعمارهم من بعثتهم إلى وفاتهم عليهم الصلاة والسلام فيم أمرهم الله عز وجل به من نشر دين الله هذا هو الفلاح أفلح المؤمنون بإيصال هذا الذين إليهم عن طريق نبي الله عليه الصلاة والسلام قال الله سبحانه (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)- [آل عمران/104] فأالله الله أهل السنة في الاهتمام بطلب العلم والاهتمام بإنزال كل أمر بمنزلته فإذا اعتدى الأعداء دفع عن نفسه وهذا عمل بالعلم وجاهد في الله كما أمره الله عز وجل وإذا يسر الله له شيء من الفرصة تيسر له بعض الفرص السانحة للتفرغ للعلم فقبل على العلم وما شأنه إلا خدمة دين الله وطلب العلم والتفقه في شرع الله عز وجل (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين )علم وعمل فلا يصلح أن يقال إننا لسنا مثلًا إننا القصد أننا دعوتنا لاتدفع عن نفسها باعتبارها أنها دعوة رحمة وتفسيرها دعوة رحمة لا تدفع عن نفسها! هذا ليس من الرحمة بل من المأثمة فمن الرحمة أنها تدفع عن نفسها مهم كان بقدر المستطاع ومن العمل بالعلم أنها تدفع عن نفسها ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فهو قدوتنا وسيرته موجودة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)- [التوبة/100] وإذا قرأت سيرة السابقين الأولين والمهاجرين والأنصار رأيت مالا تستطيع القيام به بالنسبة لك على ضعف إيماني وإيمانك من الوقوف أمام أعداء الله ومن نصرة دين الله ومن حمل شرع الله والدعوة إلى الله وسائر ما هو من شؤون العلم والتعليم ونفع الأمة فلا يجعل الإنسان علمه أي لا يجعل الإنسان شأنه بين التوكل والتواكل يعني لا إفراط ولا تفريط فلا يكون متواكلًا الدعوة السلفية دعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلى الهدى إلى العلم إلى السنة إلى البعد عن الفتن لكن ماهي دعوة صوفية ماهي صوفية الدعوة السلفية دعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإلى الهدى وإلى العلم لكن ليس معناه أنك إذا كنت سلفيًا تكون جبانًا ما تستطيع تدفع عن نفسك العدو وخلاص واذبحني وخلاص أطفيء نور الله ما هو صحيح ولا هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحبه ولو كان هكذا سلفيًا ما أوصل إلينا شيء من دين الله ما وصل إلينا دين الله صافيًا نقيًا تم اعلم أن السني مجاهد باستمرار (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)- [العنكبوت/69] فهو تارة بلسانه وتارة ببنانه وتارة بجنانه وبسائر شؤونه مجاهد فعًلا أهل السنة من سلفنا رضوان الله عليهم على هذا الحال فهو مجاهد باستمرار إن رأى بدعة جاهدها وإن رأى فتنة قاومها وجاهدها وإن حصل اعتداء جاهده وهكذا قال الله سبحانه وتعالى (أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب )- [آل عمران/195] قال ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون )- [الحج/77] ( وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير )- [الحج/78] الأية
سؤالهم الثاني: يقولون: هل يجوز هدم الأضرحة دون النظر إلى المفسدة التي من الممكن أن تحصل بعد ذالك؟
الجواب:
إذا رأيت منكرًا تقدر على تغييره قم بذالك حتى وإن كان يخشى من شيء من الأذى والضرر تتحمله فاصبر على ذالك قال النبي صلى الله عليه وسلم (كان الرجل يوضع في الحفرة تم يمشط بأمشاط الحديد مادون لحمه وعظمه ما يصده ذالك عن دينه والله ليتمّنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه ) الحديث الشاهد من هذا الثبات على الدين وأن الإنسان إن حصل له أذى في جانب دين الله أن هذا لا يثنيه عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يرحم الله موسى قد أودي بأكثر من ذالك فصبر قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ)- [الأنعام/34] ما جاء أحد مثل ما جئت به إلا عودي قال النبي صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى نبي ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون لا شك في حصول الأذى وربما شيء من الضرر ولقد حصل الضرب لأئمة وفي كتاب المحن نعم ذكر جملة من المضروبين وممن حصلت لهم محن عظيمة في جانب دين الله الإمام مالك, سعيد بن المسيب, الإمام أحمد, شيخ الإسلام أمة منهم من سجن منهم من قتل منهم من شرد في زمن الحجاج لذالك من أجل دين الله وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)- [لقمان/17] وإن كان هناك مفسدة تتوقع بل ترى أنها أشد وأعظم تهدم قبر ويحصل من الضرر ما لا يكون ورائه نفع في ذالك القبر من قتل وقتال ومن الغد ومن الوقت القريب قاموا فبنوه ورمموه وأصلحوه ورفعوه وبالغوا في الإطراء له ما كانت هناك نتيجة فلابد من أنه لا يكون تغيير المنكر بأنكر ننصح بهدم الأضرحة المرتفعة (لا تدع قبرًا مشرفًا إلا سويته ولا صورة إلا طمستها) هكذا أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي إبن أبي طالب رضي الله عنه والوصية لسائر أمته ويكون ذالك بأن لا يؤدي لمفسدة لمنكر أنكر منه تغيير منكر إلى ما هو أنكر وإن كان عبارة عن توقعات وما إلى ذالك يصبر الإنسان يصبر ويغير المنكر .
السؤال الثالت:ما الراجح عندكم في مسألة العذر بالجهل في مسائل العقيدة؟
الجواب :
قال الله عز وجل: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)- [الإسراء/15] وقال الله عز وجل: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ)- [القصص/59] وقال الله عز وجل: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)- [النساء/115] جملة من الأدلة نظير ما تقدم تدل على العذر بالجهل في سائر أمور دين الله سواء في العقيدة وفي غيرها وقد توسع الإمام ابن كثير رحمه الله شيئا ما في هذه المسألة عند الآية المذكورة من تفسيره عند قول الله عز وجل (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) والشنقيطي أيضًا له كلام جيد وهناك أجزاء مصنفة وخلاصة القول ما سبق .
السؤال الرابع:
شخص يقوم بتهريب الديزل إلى إحدى الدول المجاورة , ويتاجر به من غير علم الدولة, فما حكم هذا العمل, وكذالك غيره من الأعمال التي تمنعها الدولة لمصلحة ما؟
أجيب عن هذا سابقًا بما حاصله أنه ينصح باجتناب ذالك لما قد يتوقع من الضرر التابع لمثل هذا غالب ما يحصل من مثل ذالك لقصد شيء من زائد الأرباح -لا- لأنه شيء لابد منه قد اضطر أليه حتى بلغ إلى حالة لابد أن يفعل ذالك.
السؤال الخامس:
يقولون : ما حكم المشاركة في البرلمانات والانتخابات التي من المزمع إقامتها في بلادنا أي ليبيا خلال الفترة المقبلة ؟
الجواب هو ما تقدم ؛ المشاركة في البرلمانات والانتخابات لا تجوز لأنها تقليد للكفار ولأنها مليئة بالمخالفات والأضرار ، وفي المبادئ المفيدة باعتبار أن الصغار أصلحهم الله ربما تأثّروا ببعض ما يسمعون أو يرون قلنا ندخل لهم كلمة من هذه أو بعض الفقرات أدخلنا لهم عدة كلمات لمعرفتها خوفاً عليهم من هذا الضرر ومن هذا السوء والحمد لله منشورة أيضاً في كثير من الأماكن وفي الموقع .
الانتخابات محرمة لأنها من النظام الديمقراطي المحرم ,ولأنها تقليد للكفار ولأنها مفاسد ,ولأنها فيها مساواة صوت الرشيد بصوت الفاسق ,وغير ذلك من البلاء، وهكذا أيضاً يعني التوسع في أمر الحزبية ,الحزبية محرّمة نشروا ورقة فيها فلان من حزب كذا وفلان له حزب كذا وفلان له حزب كذا وآخرون يقولون أنهم سيجعلون حزب للسلفيين ننصحهم بتقوى الله وأن يجنّبوا هذا المنهج الصافي المخالفات الشرعية سواء أصحاب جمعية الحكمة وأصحاب تلك الجمعيات أوغيرهم لا يعرضون أنفسهم لمزيد من المخالفات بالحزبية هذه و والله يعلمون ذمّها من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ)(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا))إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أمة وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) ، فكتابنا واحد ونبينا واحد صلى الله عليه وسلم وقبلتنا واحدة وسنتنا واحدة لا يحتاج المسلمون أن يتمزّقوا هذا التمزق كل حين هذا له حزب كذا وهذا له حزب كذا وهذا له حزب كذا يعني كل من رأى واحد معه حزب ومن معه مجموعة من الناس اتّخذ له حزباً ، من معه مجموعة من الناس كوّن له حزباً على ذلك المنوال نسأل الله العافية ، هذا ضرر على البلاد والله ,كل ما توسعت الأحزاب ازدادت الفتن وازداد الفشل وكل يريد أن يضاعف جهده في حزبه وربما ضاد الآخرين ومن أول يوم والصراخ حاصل على هذه الأفعال أنها لا تجوز ، فمن يقول مثلاً أن كل السلفيين سيكونون تحت حزب ؛ هذا الكلام يتكلّم به عن نفسه ، الحزبية محرّمة عدا حزب الله عز وجل الذي هو إتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أمر الله المؤمنين كلهم أن يكونوا كذلك ، الحزبية محرّمة وقد ذاقوا مرارتها وتكلّم بمرارتها من ذاق مرارتها وعرف شؤمها وأدلة ذلك كثيرة . وهذا القول ما هو صحيح وما كنا عليه ولله الحمد لا نزال عليه من البعد عن المخالفات الشرعية ، البدع والخرافات والحزبيات في سرائنا وضرائنا إلى أن ربنا يتوفّانا نسأل الله الثبات على دينه وأن لا يفتننا في ديننا وأن لا يخذلنا ، نسأل الله العافية وهؤلاء الذين يفتنون الناس سواء كان من الرافضة أو من والاهم الله لهم بالمرصاد( إِنَّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ ) ) فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
الشاهد بارك الله فيكم أن هذا القول الله يصلح العباد .
يا إبني الحزبية حرام ولا حلال؟
الجواب : حرام _ الحزبية حرام
والإنتخابات حرام وإلا حلال ؟
الجواب : حرام طيب ، بارك الله فيكم .
السؤال السادس:
رجل طلق إمرأته فهل أبوه لا يزال محرم لها ؟
الجواب:
نعم محرم لها ولو طلقها أبنه.
السؤال السابع:
يقولون ماصحة قول بعضهم إن الفتوى تتغير بتغير الزمان, والمكان؟
الجواب:
أما بنسبة لدين الله فهو دين الله والحق هو الحق والدليل هو الدليل إذا اتحدت المسائل وأما بحسب أحوال الناس مثلًا هذا له حالة تضطره ,وهذا له حالة غير إضطرارية, نعم فالنظر إلى أحوال الناس من حيث إضطراره وعدم إضطراره ومن حيث حكمه قد يختلف مثًلا الحكم يأتيك هذا ويقول وقع على امرأته في نهار رمضان ماذا عليه تقول عليك تحرير رقبة لأنه موسر يستطيع أن يعتق يأتيك هذا فقير نقير ما يستطيع لا تحرير رقبة ولا إطعام البتة تقول صوم شهرين متتابعين هكذا وإلا لا وكله دليل واحد فهذا حكمه وهذا حكمه وكله بدليله أما في إطار الأدلة لا يجوز تغيير باعتبار إفتآت على الأدلة -لا -لا يجوز _إنما أحوال الناس تختلف في ما كان ينطبق عليه الدليل فلابأس .
واحد عندنا في دماج يقول أريد أن أصلي بنعلي نقول جزاك الله خيرًا صلي في نعليك نظف نعليك وصلي فيهما.
واحد يقول أنا سأذهب إلى مسجد من مساجد عوام الناس أبغى أطبق هذي السنة خلهم لو ضاربوا أضارب نقول له لا لا تفعل وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم حافيًا ومنتعلًا وكله سنة وفي إطار الدليل .
تفريغ العبد الضعيف:
أبو المنذرالبوسيفي أحمد
أبو المنذرالبوسيفي أحمد
تعليق