إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفريغ :الدرس (20-21) من كتاب (الحطة في ذكر الصحاح الستة) للعلامة المجاهد يحي الحجوري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفريغ :الدرس (20-21) من كتاب (الحطة في ذكر الصحاح الستة) للعلامة المجاهد يحي الحجوري



    الدرس 20:





    قال أبو الطيب ـ رحمه الله ـ :" وَحقّ الْحق أَنِّي لأعجب من عَالم يَجْعَل علمه سَبِيلا إِلَى حطام الدُّنْيَا وَهُوَ يرى كثيرا من الجهَّال وصلوا من الدنيا إلى ما لا ينتهي هو إليه فإذا في كانت الدنيا ــ أو كانت الدنيا (في) لعلها زائدة ينظر فيها ـــ تُنَال بِالْجَهْلِ فَمَا بالنا نشتريها بأنفس الأشياء وَهُوَ الْعلم فَيَنْبَغِي أَن يقْصد بِهِ وَجه الله تَعَالَى والترقي إِلَى جوَار الْمَلأ الْأَعْلَى انْتهى مُلَخصا والإفادة أفضل من الْعِبَادَة ـــــ يعني أن طلب العلم يزيد نفسه وغيره أفضل من نوافل العبادة وهذا صحيح وهذا منقول من رسالة (معيد النعم ) بهذا النص، عبّر عن هذا أن طلب العلم أفضل من نوافل العبادة بقوله " والإفادة أفضل من العبادة " وهذا الإطلاق بكلمة العبادة فيه نظر فإن ما شُرع طلب العلم إلا لعبادة الله ـ عز وجل ـ لاسيّما الواجبات أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله ، فلو ترك السجع وقال: والإفادة وطلب العلم والإفادة فيه أفضل من نوافل العبادة ــــــ " وَلَا بُد لَهُ من النِّيَّة ليَكُون ذَلِك ابْتِغَاء لمرضات الله تَعَالَى وإرشاد عباده وَلَا يُرِيد بذلك زِيَادَة جاه وَحُرمة وَلَا يطْلب على إفادته أجرا اقْتِدَاء بِصَاحِب الشَّرْع صلى الله عَلَيْهِ وَسلم"ـــــ { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ }[ص:86]،{ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ }[ سبأ:47].ــــــ " وَمن بلغ رشده فِي الْعلم يَنْبَغِي أَن يبث إِلَيْهِ حقائق الْعُلُوم وَإِلَّا فَحِفظ الْعلم وإمساكه عَمَّن لَا يكون أَهلا لَهُ أولى به"ــــــ بعض المحدثين ما رضي يُحدِّث أهل البدع، بل ما رضي يُحدِّث حتى يقوم أهل البدع من حلقته؛ حفظ العلم وإمساكه عمن لا يكون أهلا له أولى به ـــــ قال :"

    سأكتم علمي عَن ذَوي الْجَهْل طاقتي ***وَلَا أنثر الدّرّ النفيس على الغنم
    فَمن منح الْجُهَّال علما أضاعه ***وَمن منع المستوجبين فقد ظلم
    "ــــــــ تخريج الأبيات موجود في الحاشية، ثم يُنبَّه على أن المقصود هنا ليس النصح، والمقصود بالكتمان هنا ليس النصح والتعليم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن ذوي الضلال إذا علمته وبذلت وسعك معه انقلب عليك غير معروف؛ ينسى المعروف هذا شيء ، الشيء الثاني أنه يقلب ذلك الخير الذي تحصَّل كما يقال :

    أعلمه الرماية كل يوم *** فلما اشتد ساعده رماني
    وكم علمته نظم القوافي *** فلما قال قافية هجاني

    وليس هذا هو المقصود، ينتصر به على باطله ، وتكون قد أعنته على الباطل، هذا إنما ذكرناه إضافة، وإلا فهو يُشد به عضد باطله يسنده التعاون على الإثم، كان بعضهم يختبر من جاء من البصرة أقدري ؟ ما يُحدِّثه ، ومن جاء من الكوفية شيعي ؟ما يُحدِّثه، وقال ـ رحمه الله ـ ـــــــ :" عَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاضع الْعلم عِنْد غير أَهله كمقلد الْخَنَازِير الْجَوْهَر واللؤلؤ وَالذَّهَب" ـــــ يعني يريد يُجمِّل الخنزير بالذهب بحيث يعطيه حلي، الخنزير خنزير ولو تلبسه ذهبا ، الحديث لا يثبت ــــــ " رَوَاهُ ابْن مَاجَه" ــــــ تخريجه موجود في الحاشية الحديث لا يثبت ـــــــ " أَي يُحدِّث من لَا يفهمهُ أَو من يُرِيد مِنْهُ عرضا دنيويا أَو من لَا يتعلمه لله تَعَالَى كَذَا فِي الْمرقاة"ــــــ يعني (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح )تأليف القاري ،إلى هنا بارك الله فيكم .اهـ



    الدرس 21:



    قال أبو الطيب ـ رحمه الله ـ : "فَائِدَة أُخْرَى

    كَانَت الْعَرَب فِي صدر الْإِسْلَام لَا تعتني بِشَيْء من الْعُلُوم إِلَّا بِلُغتهَا وَمَعْرِفَة أَحْكَام شريعتها وبصناعة الطِّبّ فَإِنَّهَا كَانَت مَوْجُودَة عِنْد أَفْرَاد مِنْهُم لحاجَة النَّاس طرا إِلَيْهَا وَذَلِكَ مِنْهُم صونا لقواعد الإسلام وعقائد أَهله عَن تطرق الْخلَل من عُلُوم الْأَوَائِل قبل الرسوخ وَالْإحْكَام حَتَّى يرْوى أَنهم أحرقوا مَا وجدوا من الْكتب فِي فتوحات الْبِلَاد" ــــــ هؤلاء فعلوا الذين فعله اسمه هذا التتار، أمّا المسلمون ما كانوا يُحرِّقون كتب الإسلام ــــــ " وَقد ورد النَّهْي عَن النّظر فِي التَّوْرَاة والإنجيل" ــــ نعم ورد النهي عن القراءة في التوراة والإنجيل في عدّة أحاديث يُحسَّن بمجموعها[أمتهوكون أنتم ! لقد جئتكم بها بيضاء نقية لو كان موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي] له شواهد، نعم هذا معنى النهي، قال ـــ:" ورد النَّهْي عَن النّظر فِي التَّوْرَاة والإنجيل لِاتِّحَاد الْكَلِمَة واجتماعها على الْأَخْذ وَالْعَمَل بِكِتَاب الله وَسنة رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاسْتمرّ ذَلِك إِلَى آخر عصر التَّابِعين ثمَّ حدث اخْتِلَاف الآراء وانتشار الْمذَاهب والأهواء فآل الْأَمر إِلَى التدوين والتحصين وَكَانَ الصَّحَابَة والتابعون لَهُم بِإِحْسَان لخلوص عقيدتهم ببركة صُحْبَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقرب الْعَهْد إليه ولقلة الِاخْتِلَاف والواقعات وتمكنهم من الْمُرَاجَعَة إِلَى الثِّقَات مستغنين عَن تدوين علم الشَّرَائِع وَالْأَحْكَام حَتَّى أَن بَعضهم كره كتابة الْعلم كَابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ "ـــــــ سنده صحيح إلى بن عباس ــــــ "لَكِن لما انْتَشَر الإسلام واتسعت الْأَمْصَار وَتَفَرَّقَتْ الصَّحَابَة فِي الأقطار وَحدثت الفنن وَاخْتِلَاف الآراء وَكَثُرت الفتاوي وَالرُّجُوع إِلَى الكبراء" ـــــــ لا يعني العلماء، ولكن يعني العظماء من الملوك ونحوهم ــــــ" أخذُوا فِي تدوين الحَدِيث وَالْفِقْه وعلوم الْقُرْآن وَاشْتَغلُوا بِالنّظرِ وَالِاسْتِدْلَال وَالِاجْتِهَاد والاستنباط وتمهيد الْقَوَاعِد وَالْأُصُول وترتيب الْأَبْوَاب والفصول وتكثير الْمسَائِل بأدلتها وإيراد الشُّبْهَة بأجوبتها وَتَعْيِين الأوضاع والاصطلاحات وتبيين الْمذَاهب والاختلافات وَكَانَ ذَلِك مصلحَة عَظِيمَة وفكرة فِي الصَّوَاب مُسْتَقِيمَة فَرَأَوْا ذَلِك مُسْتَحبا بل وَاجِبا لقضية الْإِيجَاب الْمَذْكُور فِي القَوْل الْمَأْثُور

    الْعلم صيد وَالْكِتَابَة قيد وَمَا كتب قر وَمَا لم يكْتب فر " ـــ على ذلك أدلته، إلى هنا وفقكم الله .اهـ



    فرغه أبو عبد الرحمن إبراهيم أوموسي
    غفر الله له ولوالديه
    16 ربيع الأول 1433هـ

  • #2
    [ أبو عبد الرحمن إبراهيم أوموسي
    تفريغ :الدرس (20-21) من كتاب (الحطة في ذكر الصحاح الستة)
    للعلامة المجاهد يحي الحجوري ]
    أين غبت علينا أخانا أبا عبد الرحمن.

    واصل وصلك الله بطاعته.

    تعليق

    يعمل...
    X